تاج العروس (فصل الذَّال الْمُعْجَمَة مَعَ الْوَاو
وَالْيَاء)
ذأى
: (يو ( {ذَأَى الإِبِلَ} يَذْآها {ويَذْؤُوها) ، كسَعَى ودَعا، (}
ذَأْواً: طَرَدَها وساقَها) .
وَهنا قد خالَفَ فِي اصْطِلاحِه إِذْ لم يتقدَّم لَهُ فِي الفتْحِ
اصْطِلاحِ.
(و) ذَأَى (المرأَةَ) ذَأْواً: (نَكَحَها.
(و) ذَأَى (البَقْلُ) {يَذْأَى ذَأَواً، لُغَةٌ فِي (ذَوَى) : أَي
ذَبُل؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت، وَهِي حجازيَّةٌ.
(} والذَّأْوَاةُ: المَهْزُولَةُ من الغَنَم) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ.
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: {الذَّأْوَةُ: الشَّاةُ المَطْرودَةُ؛ عَن
ثَعْلَب، فتأمَّل ذَلِك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ذَأَى} يَذْؤُو ذَأْواً، كدَعَا: مَرَّ مَرّاً خَفِيفاً سَرِيعاً؛
وقيلَ: سارَ سيراً شَديداً.
{وذَأَيْتُه} ذَأَياً: طَرَدْتُه.
{والذَّأْيُ: السَّيرُ الشَّديدُ.
وَقد أَشارَ المصنِّفُ بالياءِ والواوِ، وَلم يَذْكر إلاَّ مَا فِيهِ
الْوَاو، وَهُوَ غَريبٌ مِنْهُ.
وذَكَرَ ابنُ الأعرابيِّ مِن مَصادِرَ ذَأَى البَقْل ذَأَياً} وذَأَىً
{وذُئِيّاً، كعُتِيَ، وكلُّ ذلكَ أَهْمَلَه المصنِّفُ.
وفَرَسٌ} مِذْأَىً، كمِنْبَرٍ: سَريعُ السَّيْرِ.
ذبي
: (! ذُبْيانُ) :
لم يشر لَهَا بواوٍ وَلَا بياءٍ،
(38/83)
والصَّحيحُ أنَّها يائيَّةٌ؛ وَهُوَ
(بالضَّمِّ والكَسْر) .
قالَ ابنُ الأَعرابيِّ: رأيْتُ الفصحاءَ يَخْتارُونَ الكَسْر؛ كَذَا
قالَهُ ابنُ السّمعاني.
ورأَيْتُ فِي المُحْكم مَا نَصّه الضَّم أَكْثر عَن ابنِ الأعْرابيّ.
وَفِي التَّهذيبِ: قالَ أَبو عبيدَةَ: قالَ ابنُ الكَلْبي: كانَ أَبي
يقولُ بالكَسْر وغَيْرُه بالضَّمِّ؛ (قَبيلَةٌ) من قَيْس، وَهُوَ!
ذُبْيانُ بنُ بَغَيض بنِ رَيْثِ بن غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ
عَيْلانَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وَهُوَ أَخُو عَبْس.
وهما قَبيلَتانِ أَيْضاً؛ (منهمُ النَّابغَةُ زِيادُ بنُ مُعاوِيَةَ)
بنِ ضبابِ ابنِ جابِرِ بنِ يَرْبوعِ بنِ غيظِ بنِ مرَّة بنِ عَوْفِ بنِ
سَعْدِ بنِ ذُبْيان، وَقد تقدَّمَتْ تَرْجَمَتُه فِي نبغ.
وَقد أغفلَ المصنِّف فِي هَذِه التَّرْجمة عَن أُمورٍ:
(الأوَّل:) أنَّه لم يشر لَهَا بحَرْفٍ، وَهِي يائيَّةٌ كَمَا تقدَّمَ.
(والثَّاني:) لم يَذْكر أَصْل مَعْنى ذُبيان فِي اللّغةَ تِبْعاً
للجَوْهرِيّ، أَمَّا الجَوهرِيّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، فقد شَرَطَ
فِي كتابِه أَنْ لَا يَذْكر إلاَّ مَا صَحَّ عنْدَه مِن لُغَةِ
العَرَبِ.
ونقلَ الأزهريُّ فِي كِتَابه مَا نَصّه: مَا عَلِمْتُني سَمِعْت فِيهِ
شَيْئا من ثِقَةٍ غَيْر هَذِه القَبيلَة المَقُول لَهَا ذُبْيان،
ويقالُ ذِبْيان، انتَهَى. فَلهُ عذْرٌ فِيهِ واضِحٌ بخِلافِ المصنِّف
فإنَّه سَمَّى كتابَهُ البَحْر المُحِيط يَأْتِي فِيهِ بِمَا دَبّ
ودَرَج؛
فَفِي المُحْكَم: الذُّبْيانُ بَقِيَّةُ الوَبَرِ؛ عَن كُراَعٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: ولسْتُ مِنْهُ على ثِقَةٍ، وَالَّذِي حَكَاه أَبو
عبيدٍ: الذُّوبانُ والذِّبيانُ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أحْسَبُ اشْتِقاق ذُبْيان مِن قَوْلِهم ذَبَتْ
شَفَته إِذا ذبلَتْ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا يُقَوِّي أنَّ ذَبَتْ مِن الياءِ لَو أنَّ
ابنَ دُرَيْدٍ لم
(38/84)
يُمَرِّضْه.
قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي عَزاهُ ابنُ سِيدَه إِلَى كُراعٍ قد نَقَلَه
الأزهريُّ عَن الفرَّاء، زادَ وَهُوَ واحِدٌ؛ ونَقَلَه أَبُو هلالٍ
العَسْكري فِي مُعْجمه عَن أَبي عبيدٍ: هَكَذَا.
وقالَ أَبو عَمْرو: الذُّبْيانُ الشَّعَرُ على عُنُقِ البَعيرِ
ومشفْرِه.
وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعْرِفُ الذُّبْيان، إلاَّ فِي بيتِ كثيِّرٍ:
مَريش {بذبيانِ السَّبيب تليلُها وقالَ أَبو وَجْزة:
تَرَبَّع أنهِيَ الرّنقاءِ حَتَّى
قفا وقفين} ذبيان الشتاءِيَعْني عيرًا وأُتُنه سمن وسمنّ حَتَّى أنسلن
عقة الشتَاء.
قُلْتُ: الَّذِي أَوْرَدَه شَمِرٌ فِي بيتِ كثيِّرٍ قد رَواهُ ابنُ
سِيدَه بتقْدِيمِ الْيَاء على الْبَاء وذكرَه فِي تَركيبِ ذ ى ب
وذَكَرَ هَذَا المَعْنى بعَيْنِه.
(الثَّالثُ:) أنَّه بقِيَ عَلَيْهِ ذِكْر بَعْضِ القَبائِلِ
المُسَمَّاة بِهَذَا الاسْمِ، فَمنهمْ فِي ربيعَةَ بنِ نزارٍ: ذُبْيانُ
بنُ كِنانَةَ بنِ يشكرٍ؛ وَفِي جُهَيْنَةَ: ذُبْيانُ بنُ رشدان بنِ
قَيْس؛ وأَمَّا الَّتِي فِي الأَزْد فَهِيَ بتقْدِيم الياءِ على
الموحَّدَةِ؛ ضَبَطَه الهَمْدانيُّ هَكَذَا.
(الَّرابع:) بَقِيَتْ عَلَيْهِ كلماتٌ مِن هَذَا التَّرْكيبِ مِنْهَا:!
ذَبَتْ شَفَتُه: إِذا ذَبلَتْ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وذَبَى الغَديرُ: امْتَلأَ؛ ذَكَرَه ابنُ الكَلْبي عَن بعضِ مشايخِه؛
ونَقَلَهُ الأزهرِيُّ.
(38/85)
ذحو
: (و ( {ذَحا الإِبِلَ} يَذْحاها {ويَذْحُوها) : أَهْمَلَهُ
الجوهرِيُّ.
وَلَو قالَ: كسَعَى ودَعا كانَ أَوْفَق لاصْطِلاحِه كَمَا مَرَّ
مِراراً.
(ساقَها عَنِيفاً، أَو طَرَدَها) ،} كذاحَها {ذَوْحاً، وَهُوَ مَقْلوبٌ
مِنْهُ.
(و) } ذَحا) (المرْأَةَ: جامَعَها.
(و) {ذَحا: (أَسْرَعَ) ، كذَاحَ.
ذحي
: (ى (} الذَّحْيُ) : أَهْمَلهُ الجوهرِيُّ.
وَهُوَ (أَن يُطْرَقَ الصُّوفُ بالمِطْرَقَةِ) ، وَقد {ذَحاهُ} ذحياً.
( {وذَحَتْهُمُ الرِّيحُ) } تَذْحَى ( {ذَحْياً: أَصابَتْهُمُ وليسَ
لَهُم مِنْهَا سِتْرٌ) يتذرونَ بِهِ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والمَذْحاةُ: الأَرْضُ الَّتِي لَا شجرَ بهَا) {تَذْحاها الرِّياحُ،
أَي تَنْسفُها؛ كَمَا فِي التكْمِلَةِ.
ذرو
: (و (} ذَرتِ الرِّيحُ الشَّيءَ) {تَذْرُوه (} ذَرْواً {وأَذْرَتْهُ)
؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ (} ذَروتُه: أَطارَتْهُ وأَذْهَبَتْهُ)
.
وَفِي التَّهْذيبِ: حَمَلَتْه فأَثارَتْهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: ذَرَوْتُه طَيَّرْتُه وأَذْهَبْته؛ قالَ أَوْسُ:
إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا {ذَرَى حَدُّنا بِهِ
تَخَمَّطَ مِنَّا نابُ آخَرَ مُقْرَمِوفي التَّهذيبِ: قالَ أَبو
الهَيْثم:} ذَرَتْهُ الرِّيحُ طَيَّرَتْه؛ وأَنْكَرَ {أَذْرَتْه
بمعْنَى طَيَّرَتْه؛ وقالَ: إنَّما يقالُ} أَذْرَيْت الشيءَ عَن الشيءِ
أَلْقَيْتَه؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
لَهَا مُنْخُلٌ! تُذْرِي إِذا عَصَفَتْ بِهِ
أَهابيَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأمِ
(38/86)
قالَ: ومَعْناهُ تُسْقِطُ وتَطْرَح،
والمُنْخُلُ لَا يرْفَعُ شَيْئا إنَّما يُسْقِط مَا دَقَّ ويُمْسِكُ
مَا جَلَّ.
قالَ: والقُرْآنُ وكَلامُ العَرَبِ على هَذَا؛ قالَ تَعَالَى: {
{والذَّارِياتِ} ذَرْواً} ، أَي الرِّياح.
( {وذَرا هُوَ بنَفْسِه) : أَي سَقَطَ؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ.
(و) } ذَرا (الحِنْطَةَ) {يَذْرُوها} ذَرْواً: (نَقَّاها فِي الرِّيح)
، رَواهُ شمِرٌ عَن ابنِ الأعرابيّ.
(فتَذَرَّتْ) هِيَ: أَي تَخَلَّصَتْ مِن تبينها.
(و) {ذَرا (الشَّيءَ: كَسَرَهُ) مِن غيرِ إبانَةٍ.
(و) ذَرا (الظَّبْيُ) } ذَرْواً: (أَسْرَعَ) فِي عَدْوِهِ؛ وعَمَّ بِهِ
بعضُهم.
(و) ذَرا (فُوهُ) ذَرْواً: (سَقَطَ) ،
وقيلَ: ذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسَرَ.
( {وذُراوَةُ النَّبْتِ، بالضَّمِّ) والعامَّة تَفْتَحُه؛ (مَا
ارْفَتَّ من يابِسِه فطارَتْ بِهِ الرِّيحُ.
(و) أَيْضاً: (مَا سَقَطَ من الطَّعامِ عنْدَ التَّذَرِّي) وخَصّ
اللَّحْياني بِهِ الحِنْطَةَ؛ قالَ حُمَيْد بنُ ثورٍ:
وعادَ خُبَّارٌ يُسَقِّيهِ النَّدَى
} ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الهُوج الدُّرُجْ (وَمَا {ذَرا مِن الشيءِ) :
أَي سَقَطَ، (} كالذُّرا بالضمِّ.
( {وذُرْوَةُ الشَّيءُ، بالضَّمِّ والكسْرِ: أَعْلاهُ) .
ورَوَى التَّقيُّ الشمني فِي شرْحِ الشَّفاءِ: أنَّه يُثَلَّثُ،
والجَمْعُ} الذُّرا، بالضمِّ.
وَمِنْه الحدِيثُ: (أُتي بإبِلٍ غُرِّ الذُّرَا) ، أَي بيض
الأَسْمِنَمَةِ.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (على {ذِرْوَةِ كلِّ بَعيرٍ شَيْطانٌ) .
(} وتَذَرَّيْتُها) ، أَي {الذَّرْوَة وَهِي أعْلَى السَّنَام،
(عَلَوْتُها) وفَرَعْتها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} وذَرَّيْتُه {تَذْرِيةً: مَدَحْتُه) ورَفَعْتُ مِن أمْرِه وشأنِه؛
وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لرُؤْبَة:
عَمْداً} أُذرِّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا
(38/87)
بهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما (و)
{ذَرَّيْتُ (تُرابَ المَعْدِنِ: طَلَبْتُ ذَهَبَه) .
وَفِي الصَّحاحِ: طَلَبْتُ مِنْهُ الذَّهَبَ؛ وَفِي نسخةٍ: فِيهِ
الذَّهَبَ.
(} والمِذْرَوانِ، بالكسْرِ: أَطْرافُ الأَلْيَةِ) ، وَهُوَ نَصّ أَبي
عبيدَةَ؛ وَفِي الصِّحاحِ: الأَلْيَتَيْن، (بِلا واحِدٍ) لَهُما.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهُوَ أَجْوَدُ القَوْلَيْن لأنَّه لَو كانَ لَهما
واحِدٌ وقيلَ مِذْرَى لقيلَ فِي التَّثْنيةِ {مِذْريَانِ، لأنَّ
المَقْصورَ إِذا كانَ على أَرْبَعَةِ أَحْرفٍ يُثَنَّى بالياءِ على
كلِّ حالٍ مِقْلىً ومِقْلَيان. (أَو هُوَ) ، أَي الواحِدُ، (}
المِذْرَى) ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عبيدَةَ نَقَلَهُ الجوهريُّ فِي
سِياقِ كَلامِ أَبي عبيد قالَ: والرَّانِقَةُ ناحيَتُها.
(و) {المِذْرَوانِ (من الرَّأْسِ: ناحِيَتاهُ) كالفَوْدَيْن.
(} والمِذْرَوانِ (من القَوْسِ: مَا يَقَعُ عَلَيْهَا) ، وَفِي
الصِّحاحِ عَلَيْهِمَا؛ (طَرَفُ الوَتَرِ مِن أَعْلَى وأَسْفَلَ) وَلَا
واحِدَ لَهما.
وقالَ أَبو عَمْرو: الواحِدُ {مِذْرَى؛ وقالَ الهُذَليُّ:
على عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْ
نِ صَفْراءَ مُضْجَعَةٍ فِي الشِّمالْ (و) فِي المثَلِ: (جاءَ) فلانٌ
(يَنْفُضُ} مِذْرَوَيْهِ) : إِذا جاءَ (باغِياً مُتَهَدِّداً) ؛ قالَ
عنترَةُ يَهْجُو عُمارَةَ بنَ زيادٍ:
أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ {مِذْرَوَيْها
لتَقْتُلَنِي فها أَنا ذَا عُمارَايُريدُ يَا عُمارَةُ.
(} واسْتَذْرَتِ المِعْزَى: اشْتَهَتِ الفَحْلَ) ، مثْل اسْتَدَرَّتْ؛
نقلَهُ الجوهرِيُّ.
( {والذُّرَةُ، كَثُبَةٍ: حَبٌّ م) مَعْروفٌ، (أَصْلُها ذُرَوٌ) ،
بضمِّ ففتْحٍ، أَو ذُرَيٌ بالياءِ والهاءُ عِوَض؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التهْذيبِ: يقالُ للواحِدَةِ} ذُرَةٌ وللجماعَةِ ذُرَةٌ،
(38/88)
ويقالُ لَهُ أَرْزَن.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا على مَا لم تَظْهر ياؤُه مِن
هَذَا البابِ بالياءِ لكَوْنِها لاماً.
(وأَبو {الذَّرْيِ، كالسَّعْيِ) ؛ وضَبَطَه الحافِظُ بكسْرِ الراءِ
وتَخْفِيفِ الياءِ؛ (خالِدُ بنُ عبدِ الرحمانِ) بنِ زِيادِ بنِ أنْعمَ
(الأَفْرِيقيُّ) ، كَتَبَ عَنهُ عَبْدُا للَّهِ بنُ يوسُفَ التنيسيّ،
وأَبوه أَبُو خالدٍ عبدُ الرحمانِ قاضِي أَفْرِيقِيَة أَوَّل مَوْلودٍ
وُلِدَ فِي الإسْلامِ بهَا، سَمِعَ أَباهُ وأَبا عَبْد الرحمانِ
الحبليّ وبكْر بن سوادَةَ وعَبْد الرحمانِ بن رافِعٍ التَّنوخي قاضِي
أَفْريقيَةَ؛ وَعنهُ الثَّوْريُّ وابنُ لهيعَةَ وابنُ وهبٍ؛ تَكَلَّموا
فِيهِ، تُوفي سنة 156، وَقد نَيف على المائَةِ؛ وقالَ التَّرمذيُّ:
رأَيْتُ البُخارِي يُقَوِّي أَمْرَه، ويقولُ هُوَ مُقارب الحدِيثِ،
وَله قصَّة مَعَ أَبي جَعْفرٍ المَنْصور ذَكَرها ياقوت فِي تَرْجمة
أَفْرِيقيَةَ فِي مُعْجَمهِ.
(وعليُّ بنُ} ذَرْي الحَضْرميُّ) ، هُوَ أَيْضاً بالضَّبْط السابقِ،
رَوَى عَن زيدِ بنِ أَرْقم.
(وأَنْعَمُ بنُ ذَرْي) بنِ محمدٍ (الشَّعْبانيُّ) ، هَذَا هُوَ جَدُّ
خالِدِ بنِ عبدِ الرحمانِ الَّذِي قدمَ ذِكْرُه؛ وشَعْبان لَقَبُ
حسَّان بنِ عَمْرو بنِ قَيْسِ بَطْن مِن حِمْيَر، وَقد رَوَى عَنهُ
ابْنُه زيادٌ المَذْكور؛ وَسِيَاق المصنِّفِ سياقُ مَنْ ليسَ لَهُ دربة
فِي عِلْم النَّسَبِ، فتأَمَّل.
(مُحدِّثونَ.
(وبِئْرُ! ذَرْوانَ) : جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ سِحر النبيِّ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم وَهِي بئْرٌ لبَني زُرَيْق (بالمدينَةِ) المشرَّفَةِ.
(أَو هُوَ ذُو أَرْوانَ، بسكونِ الرَّاءِ) ، وَقد تقدَّمتِ الإشارَةُ
إِلَيْهِ فِي النونِ؛ (وقيلَ بتَحْرِيكِهِ أَصَحُّ) عنْدَ
المحدِّثِيْن.
(38/89)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المِذْراةُ} والمِذْرَى: الخَشَبَةُ الَّتِي {يُذَرَّى بهَا، وَهِي
خَشَبَةٌ ذاتُ أَطْرافٍ تُنَقَّى بهَا الأكْداسُ.
} والذَّرا، بالفتْحِ: مَا {ذَرَّيْته كالنَّفَضِ اسمٌ لمَا تَنْفُضُه.
} والذَّرا: الكِنُّ وَقَالَ الأصْمعيُّ: هُوَ كلُّ مَا اسْتَتَرْتَ
بِهِ. يقالُ: أَنا فِي ظلِّ فلانٍ وَفِي {ذَراهُ، أَي فِي كَنَفِهِ
وسِتْرِه ودِفْئِه.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إنَّ فلَانا الكريمُ} الذَّرا، أَي الطَّبيعَة.
{وتَذَرَّى بالحائِطِ وغيرِهِ مِن الرّيح والبَرْدِ} واستَذْرى،
كِلاهُما: اسْتَكَن.
{وتَذَرَّتِ الإِبِلُ: أَحَسَّتِ البَرْدَ فاسْتَتر بعضُها ببعضٍ، أَو
اسْتَتَرَتْ بالعِضاهِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} اسْتَذْرَيْت بالشَّجَرَةِ: اسْتَظَلَلْتُ بهَا
وصرْتُ فِي دفْئِها.
{واسْتَذْرَيْتُ بفلانٍ: الْتَجأْتُ إِلَيْهِ وصِرْتُ فِي كَنَفِه،
انتَهَى.
} والذَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الناقَةُ المُسْتَتَر بهَا عَن
الصَّيْدِ؛ عَن ثَعْلَب، والدَّال أعْلَى، وَقد مَرَّ.
{والذَّرِيُّ، كغِنيَ: مَا انْصَبَّ من الدَّمْعِ.
وَقد} أَذْرَتِ العَيْنُ الدَّمْعَ {تُذْرِيه} إذْراءً.
{وأَذْرَى الشيءَ بالسَّيْفِ ضَرَبَه حَتَّى صَرَعَهُ.
والسيفُ} يُذْرِي ضرِيبَتَه: أَي يَرْمي بهَا؛ كَذَا فِي المُحْكم؛
وَفِي التهْذيبِ: بِهِ؛ وَقد يُوصَفُ بِهِ الرَّمْي من غيرِ قَطْع.
{وذَرَّاهُ بالرُّمْح: قَلَعَهُ؛ هَذِه عَن كُراعٍ.
} وأَذْرَتِ الدابَّةُ راكِبَها: صَرَعَتْه.
وطَعَنَه {فأَذْراهُ عَن فَرَسِهِ: صَرَعَهُ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم:} أَذْرَيْت الشيءَ إِذا أَلْقَيْته كإلْقائِكَ
الحَبّ للزَّرْعِ.
{وذَرَوْت نابَه: كَسَرْته.
} والذَّرْوُ {والذَّرَى} الذُّرِّيَّةُ، {وذَراهُم} ذَرْواً:
خَلَقَهُم؛ لُغَةٌ فِي الهَمْزَةِ.
! وتَذْريةُ الأكْداسِ مَعْروفَةٌ.
(38/90)
وقالَ أَبو زَيْدٍ: {ذَرَّيْت الشاةَ}
تَذْرِيةً: وَهُوَ أَن تَجُزَّ صُوفَها وتَدَعَ فَوْقَ ظَهْرِها شَيْئا
مِنْهُ لتُعْرَفَ بِهِ؛ وَذَلِكَ فِي الضأْنِ خاصَّةً وَفِي الإبِلِ؛
نقلَهُ الجَوهرِيُّ.
ويقالُ: سَوُّوا للشَّوْلِ {ذَرَى، وَهُوَ أنْ يُقْلعَ الشَّجَرُ مِن
العَرْفَجِ وغيرِهِ فيُوضَعُ بعضُه فوقَ بعضٍ ممَّا يلِي مَهَبّ
الشمالِ يُحْظرُ بِهِ على الإِبِلِ فِي مَأْواها.
} وتَذَرَّى بَني فلانٍ وتَنَصَّاهم: أَي تَزَوَّج مِنْهُم فِي
{الذِّرْوةِ والناصِيَةِ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن الأصمعيّ، أَي فِي
أَهْلِ الشَّرَف والعَلاء.
وَفِي الذُّرِّيَّة أَقوالٌ ثلاثَةٌ: قيلَ: مِن ذَرَأَ اللَّهُ
الخَلْقَ، فتركَ هَمْزه نَحْو روية وبرية؛ وقيلَ: أَصْلُه ذُرْوِيَّة
وقيلَ فُعْلِيَّة من الذَّرِّ.
} وذَرا الرِّوايَة ذَرْو الرِّيح الهَشِيم: أَي سَرَدَها.
وَهُوَ ذُو {ذَرْوةٍ: أَي ثَرْوَةٍ، وَهِي الجِدَةُ والمالُ، وَهُوَ
مِن بابِ الاعْتِقابِ لاشْتِراكِهِ فِي المَخْرج.
ومحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي} ذرة، مُحدِّثٌ.
والحلحالُ بنُ {ذُرَيِّ، كُسمَيَ، تابِعي.
وَفِي المَثَلِ: مَا زالَ يفتلُ فِي} الذروةِ والغاربِ، يُرادُ بِهِ
التَّأَنِيس وإزالَةَ النُّفُورَ.
{وذرا إِلَى فلانٍ: ارْتَفَعَ وقَصَدَ؛ وَمِنْه قولُ سُلَيْمان بن
صُرَد: (بَلَغَنِي عَن عليَ} ذَرْوٌ مِن القَوْلِ) أَي طَرَفُه
وحَواشِيَهُ.
{وذَرْوان: جَبَلٌ باليمنِ فِي مِخلافِ ريمة، وَقد صَعَدْته.
} وذَرْوَةُ: موضعٌ فِي دِيارِ غَطَفانَ بأكْنافِ الحجازِ لبَني مرَّةَ
بنِ عَوْفٍ؛ قالَهُ نَصْر.
وأيْضاً: قَرْيَةٌ بمِصْرَ.
(38/91)
وبنُو {ذَرْوةٍ: بَطْنٌ مِن العلويين
باليَمَن مَساكِنُهم أَطْراف وادِي حبيا.
} وذَرَّى حَبّاً: لَقَبُ رجُلٍ ذُكِرَ فِي ح ب ب.
وذَرى رأْسَه تَذْرِيةً: سرَّحَه، والدَّال أَعْلَى.
{وذَرْوَةُ بنُ جُحفَةَ: شاعِرٌ.
وعَوْفُ بنُ ذِرْوَةَ، بالكسْرِ، شاعِرٌ أَيْضاً.
وأَرْضٌ} ذَروَةٌ وعروةٌ وعصمةٌ إِذا كانتْ خصيبَةً خصباً يَبْقى.
{وذَرَةُ: جِبالٌ كثيرَةٌ مُتّصلَةٌ لبَني الحارِثِ بنِ بهثَةَ بنِ
سُلَيْم.
ويقالُ:} ذَرْيٌ {ذَرِيٌ أَي دِفءٌ دَفِيءٌ.
} وأَذْرَى الجَمَلُ: طالَتْ ذرْوَتُه.
{والمَذْرَويةُ: الاسْتُ.
} وأَذْرى: اسْتَعاذَ بملكٍ.
{وذروان: سيفُ الأخْنَسِ بنِ شهابٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ذَرَيْتُ الحبَّ ونحوَه {ذَرْياً،} وذَرَتْه الرِّيحُ {ذَرْياً،
وَهِي لغةٌ، والواوُ أَعْلَى.
وَفِي حرفِ ابنِ مَسْعود وابنِ عبَّاس {} تَذْرِيهِ الريحُ} ،
{وذَريْتُ الشيءَ: أَلْقَيْته.
وإهمالُ المصنِّفِ إيَّاها قُصُورٌ، كيفَ وَقد أَشارَ إِلَيْهَا
الجَوهرِيُّ وغيرُهُ.
ذغي
: (ى (} الذَّاغِيَةُ) : أَهْملهُ الجوهرِيُّ.
وَهِي: (المَضَّاغَةُ الرَّعْناءُ) من النِّساءِ) .
والغاذِيَةُ: يافوخُ الصَّبيِّ؛ قالَهُ ابنُ الأعرابيِّ.
ذقو
: (و (فَرَسٌ {أَذْقَى) : أَهْمَلَهُ الجوهرِيُّ والجماعَةُ.
(وَهُوَ الرِّخْوُ الأُذُنِ الرِّخْوُ الأَنْفِ، وَهِي} ذَقْواءُ) .
ونَصُّ التّكْملةِ: فَرَسٌ أَذْقَى ورَمَكةٌ! ذَقواءُ، وَهُوَ
الرِّخْوُ الرانِفُ الأُذُن، فتأَمَّل هَذِه مَعَ سِياق
(38/92)
المصنِّفِ.
ذكو
: (و ( {ذَكَتِ النَّارُ) } تَذْكو ( {ذُكُوّاً) كعُلُوَ؛ كَمَا فِي
المُحْكَم؛ (} وذَكاً) بالقَصْرِ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ (
{وذَكاءً بالمدِّ) ، وَهَذِه (عَن الزَّمَخْشريّ) وَحْده، ودَلِيلُه
الحدِيثُ فِي ذِكْرِ النارِ: قَشَبَني رِيحُها وأَحْرقَني} ذَكاؤها؛ (
{واسْتَذْكَتْ) ، عَن ابنِ سِيدَه: (اشْتَدَّ لَهَبُها) ؛ وَفِي
الصِّحاحِ: اشْتَعَلَتْ؛ (وَهِي} ذَكِيَّةٌ) ، بالتَّخفيفِ على
النَّسَبِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سيدَه:
يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفوحَا
لُمْعاً يُرى لَا {ذَكِياً مَقْدُوحا (} وذَكَّاها) {تَذْكِيةً (}
وأَذْكَاها: أَوْقَدَها) .
وَفِي المُحْكَم: أَلْقَى عَلَيْهَا مَا {تَذْكُو بِهِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ والصِّحاحِ:} ذَكَّيْتُها رَفَعْتُها.
وَفِي المِصْباحِ: أَتْمَمْتُ وَقُودَها.
( {والذُّكْوَةُ) ، بالضَّمِّ: (مَا} ذَكَّاها بِهِ) .
وَفِي التَّهذيبِ: مَا يُلْقى عَلَيْهَا مِن حَطَبٍ أَو بَعَر.
وإطْلاقُ المصنِّفِ يَقْتَضِي أَنَّه بالفتْحِ وليسَ كذلكَ.
( {كالذَّكْيَةِ) ، وَهَذِه أَيْضاً بالضمِّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: الأخيرَةُ من بابِ جَبَوتُ الخَراجَ جِبايةً.
(و) } الذُّكْوَةُ أَيْضاً: (الجَمْرةُ المُلْتَهِبَةُ {كالذَّكا) ،
مَقْصوراً، عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ قالَ أَبو خِراشٍ:
وظَلَّ لنا يَوْمٌ كأنَّ أُوارَهُ
} ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوغِ طَويلُوفي المُحْكَم:
{كالذَّكاةِ.
(} والذَّكاءُ) ، كسَحابٍ: (سُرْعَةُ
(38/93)
الفِطْنَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: حِدَّةُ الفُؤادِ؛ زادَ غيرُهُ: بسُرْعَةِ إدْراكِهِ
وفِطْنَتِه.
وَفِي المِصْباحِ: سُرْعَةُ الفَهْم.
وقالَ الرَّاغبُ: عبرَ عَن سُرْعَةِ الإدْراكِ وحِدَّةِ الفَهْم
{بالذَّكاءِ، وذلكَ كقَوْلِهم: فلانٌ شعْلَةُ نارٍ.
وَقَالَ الْعَضُد:} الذَّكاءُ سُرْعَةُ اقْتِراحِ النَّتائجِ؛ وقالَ
الشاعِرُ:
لَو لم يحل مَاء النَّدَى
فِيهِ لاحْرَقَه {ذَكاؤُه وَقد (} ذَكِيَ، كرَضِيَ وسَعَى وكَرُمَ) ؛
الثلاثَةُ عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوهرِيُّ كغيرِهِ على
الأوَّل؛ {يَذْكَى} ويَذْكُو {ذَكاءً (فَهُوَ} ذَكِيٌّ) على فَعِيلٍ،
وَقد يُسْتَعْملُ فِي البَعِيرِ، والجَمْعُ {الأذْكياءُ.
(و) } الذَّكاءُ: (السِّنُّ من العُمُرِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ العجَّاج:
فُرِرْتُ عَن {ذَكاءٍ.
وبَلَغَتِ الدابَّةُ الذَّكاءَ: أَي السِّنَّ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ المبرِّدُ فِي الكامِلِ:} الذَّكاءُ تمامُ السِّنِّ.
وَقَالَ الأزهرِيُّ: أَصْلُ الذَّكاءِ فِي اللّغَةِ كُلِّها تَمامُ
الشيءِ، فَمِنْهُ الذَّكاءُ فِي السِّنِّ والفَهْمِ، وَهُوَ تَمامُ
السِّنِّ.
وقالَ الخَليلُ: الذَّكاءُ فِي السِّنِّ أنْ يأْتي على قُرُوحِه سَنَةٌ
وذلِكَ تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قالَ زهيرٌ:
نُفَضّلُه إِذا اجْتَهَدُوا عليْهِ
تمامُ السِّنِّ مِنْهُ {والذَّكاءُ (و) } ذُكاءُ، (بالضَّمِّ غَيْرَ
مَصْروفةٍ: الشَّمسُ) مَعْرفَة لَا تَدخُلُها الأَلِفُ واللامُ؛ تقولُ:
هَذِه {ذُكاءُ طالِعةً مُشْتَقَّة من} ذَكَتِ النارُ! تَذْكُو؛ قالَ
ثعلبَة بنُ صُعَير يَصِفُ ظلِيماً:
(38/94)
فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما
أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافِرِ (وابنُ {ذُكاءَ، بالمدِّ) أَي مَعَ
الضمِّ: (الصُّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: وذلكَ أنَّه تارَةً يُتَصورُ الصّبْح ابْناً للشمسِ،
وتارَةً حاجِباً لَهَا فقيلَ حاجبُ الشمسِ.
وَفِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: يقالُ للصُّبْحِ ابنُ ذُكاءَ لأنَّه مِن
ضَوْئِها؛ قالَ حُمَيْد:
فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ
وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي كَفْرِ (والتَّذْكِيَةُ: الذَّبْحُ) .
قالَ الراغبُ: حقيقَةُ} التَّذْكِيَةِ إخْراجُ الحرارَةِ
الغَرِيزِيَّةِ لكنْ خُصّ فِي الشَّرْعِ بإِبْطالِ الحياةِ على وَجْهٍ
دُونَ وَجْه، ويدلُّ على هَذَا الاشْتِقاقِ قَوْلهم فِي المَيِّتِ
خامِدٌ وهامِدٌ، وَفِي النارِ الهامِدَةِ مَيِّتَةٌ.
( {كالذَّكا} والذَّكاةِ) ؛ ويقالُ: هُما اسْمانِ، والعَرَبُ تقولُ:
ذَكاةُ الجَنِينِ ذَكاةُ أُمِّه أَي إِذا ذُبِحَتْ ذُبِحَ.
وَفِي المِصْباح: أَي {ذَكاةُ الجَنِينِ هِيَ ذَكاةُ أُمِّه، فحذِفَ
المُبْتدأُالثاني إيجازاً لفَهْم المعْنى.
وقالَ المطرزي: النَّصْبُ فِي قوْلِه: ذَكاةَ أُمِّه خَطَأ.
وَفِي التَّهذِيبِ: ومعْنَى} التَّذْكِيَة أَن يُدْرِكَها وفيهَا
بَقِيَّةٌ نَشْخُبُ مَعهَا الأوْداجُ، وتَضْطَربُ اضْطَرابَ المَذْبوحِ
الَّذِي أُدْرِكَ {ذَكاتُه؛ قالَ: وأَهْلُ العِلْم يَقُولُونَ: إنْ
أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ فخَرَجَتْ فَلَا}
ذَكاةَ لذلكَ، وتأْويلُه أَن يصيرَ فِي حالةِ مَا لَا يُؤَثِّرُ فِي
حياتِهِ الذَّبْحُ.
(وكغَنِيَ: الذَّبيحُ) . يقالُ: جَدْيٌ! ذَكِيٌّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنّما أثبت هَذِه الكَلِماتِ فِي الواوِ وإنْ كانَ
(38/95)
لَفْظُها الْيَاء لأنَّا وَجَدْنا ذكو على
مَا انْتَظَمه هَذَا الْبَاب، وأمَّا ذكي فَعدم، وَقد ذَكَرْتُ أنَّ
{الذَّكِيَّةَ نادِرٌ.
(و) يقالُ: (} ذَكَّى) الرَّجُلُ ( {تَذْكِيَةً) ، أَي (أَسَنَّ
وبَدُنَ) ، فَهُوَ} مُذَكّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: {والمُذَكِّي أَيْضاً: المُسِنُّ مِن كلِّ شيءٍ،
وخَصَّ بعضُهم ذَات الحافِرِ، وقيلَ: هُوَ أَن يُجاوِزَ القُرُوحَ
بسَنَةٍ.
وقالَ الراغبُ: خُصَّ الرَّجُل} بالذَّكاءِ لكَثْرَةِ رِياضَتِه
وتَجاربِه، وبحسَبِ هَذَا الاشْتِقاقِ لَا يُسَمَّى الشيخُ {مُذكّياً
إلاَّ إِذا كانَ ذَا تَجارِب ورِياضاتٍ، ولمَّا كانتِ التّجاربُ
والرِّياضاتُ قلَّما تُوجَدُ إلاَّ فِي الشّيوخِ لطُولِ عمرِهم
اسْتُعْمل الذَّكاءُ فيهم.
(} والمَذاكِي من الخَيْلِ) : العتاقُ المَسانُّ (الَّتِي أَتى
عَلَيْهَا بعدَ قُروحِها سَنَةٌ أَو سَنَتانِ) ، الواحِدُ {مُذَكِّي،
مثْلُ المُخْلِفِ من الإِبِلِ.
وَمِنْه المَثَلُ: جَرْيُ} المُذَكِّياتِ غِلابٌ؛ ويُرْوَى: جَرْيُ
{المَذاكِي؛
وقيلَ:} المُذَكِّي مِن الخَيْلِ الَّذِي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ.
(ومِسْكٌ {ذَكِيٌّ} وذاكٍ {وذَكِيَّةٌ: ساطِعٌ رِيحُه) ؛ وأَصْلُ
الذَّكاءِ فِي الرِّيحِ شِدَّتُها مِن طيبٍ أَو نَتَنٍ.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: والمِسْكُ والعَنْبر يُذَكَّران ويُؤَنَّثان؛
قالَهُ أَبو هفان.
(وسحابَةٌ} مُذْكِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ) ؛ وَفِي التكمِلَةِ بالتَّشْدِيدِ
لمُحَدِّثَةٍ؛ (مَطَرَتْ مَرَّةً بعد مرَّةٍ) أُخْرَى.
( {والذَّكاوِينُ: صِغارُ السَّرْجِ، جَمْعُ} ذَكْوانةٍ) ؛ كَمَا فِي
المُحْكَم.
(وابنُ {ذَكْوانَ) : المُقْرِىءُ (رَاوِي ابنِ عامِرٍ) ، مَشْهورٌ.
(} وذَكْوَةُ: مَأْسَدَةٌ) فِي بلادِ قَيْس.
وَفِي المُحْكَم: قَرْيةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! أَذْكَيْتُ الحَرْبَ: أَوْقَدْتُها.
وقولُه
(38/96)
تَعَالَى: {إلاَّ مَا {ذَكَّيْتُم} ،
مَعْناه مَا أَدْرَكْتُم} ذَكاتَه.
{وذَكْوانُ: اسمُ قَبِيلَةٍ من سُلَيْم.
وأيْضاً: جَدُّ أَبي بكرٍ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ عبدِ الرحمانِ}
الذَّكْوانيّ الأَصْبهانيّ عَن أَبي بكْرٍ أَحْمَدَ بنِ موسَى
التَّمِيميّ؛ وأَيْضاً جَدُّ أَبي جَعْفرٍ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْن بنِ
حَفْص الذَّكْوانيّ الهَمْدانيّ ثِقَة رَوَى عَن جَدِّه؛ وَابْن عَمِّه
أَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ حَفْص، محدِّثُونَ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الذَّكْوانُ شَجَرٌ، الواحِدَةُ {ذَكْوانَةٌ.
} واسْتَذْكَى الفَحْلُ على الأُتُن: اشْتَدَّ عَلَيْهَا.
(
ذلي
: (ى ( {اذْلَوْلَى) } اذْلِيلاءً: (انْطَلَقَ فِي اسْتِخْفاءٍ) ،
نقلَهُ الجوهريُّ.
وكَذلكَ تَذَعْلَبَ تَذَعْلُباً؛ كَمَا فِي التَّهذيبِ.
(و) فِي المُحْكَم (ذَلَّ وانْقادَ) ؛ قالَ الشاعِرُ:
حَتَّى تَرى الأَخْدَعَ {مُذْلَوْلِياً
يَلْتَمِسُ الفَضْلَ إِلَى الجادِع (و) } اذْلَوْلَى (فلانٌ: انْكَسَرَ
قَلْبُه) .
قَالَ سِيْبَوَيْه: لَا يُسْتَعْمل إلاَّ مَزيداً.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: قَضَيْنَا عَلَيْهِ بالياءِ لكَوْنِها لاماً.
(و) اذْلَوْلَى (الذَّكَرُ: قامَ مُسْتَرْخِياً) ، نقلَهُ الأزْهريُّ
عَن أَبي مالِكٍ.
(ورجُلٌ ذَلَوْلَى) : أَي (مَذْلُولٍ) ، قيلَ: وزْنُه فَعَوْعَل، وقيلَ
فَعَلْعَل، وسَيَأْتي الكَلامُ عَلَيْهِ فِي ق ط و.
(! وتَذَلَّى: تَواضَعَ) ، وأَصْلُه تَذَلَّلَ، فكَثُرَتِ اللاَّماتُ
فقُلِبَتْ إحْدَاهُنَّ يَاء كَمَا قَالُوا تَظَنَّى وأَصْلُه
(38/97)
تَظَنَّن.
( {وذَلَى الرُّطَبَ، كسَعَى) } يَذْلاه ذَلْياً: (جَناهُ {فانذَلَى
مَعَه) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي التكملةِ: ظَلَّ} يُذْلي
الرُّطَبَ أَي يَجْنِيه {فيَنْذَلي مَعَه؛ وضَبَطَ} يَذلى رباعيّاً
بخطِّه، فعِبارَةُ المصنِّفِ فِيهَا قُصُورٌ ظاهِرٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اذْلَوْلَى: أَسْرَعَ مَخافَةَ أنْ يَفُوتَه شيءٌ.
وَمِنْه حدِيثُ فاِطمَة، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: (}
فاذْلَوْلَيْتُ حَتَّى رأَيْتُ وجْهَه) ، أَي أسْرَعْتُ.
{واذْلَوْلَى فذَهَبَ: إِذا وَلَّى مُتَقاذِفاً.
ورِشاءٌ} مُذْلَوْلٌ: إِذا كانَ مُضْطرِباً؛ نقلَهُ الأزهريُّ.
وظَلَّ {يُذْلي الطَّعامَ: أَي يَزْدَرِدُه، ويُهْمَز أَيْضاً.
وأَرْضٌ} منذليةٌ: قد أَدْرَكَ رعْيُها أَقْصَى مَداهُ؛ {ومتذليةٌ
مثْلُها، كَمَا فِي التكْمِلَةِ.
ذمِّي
: (ى (} الذَّماءُ) ، كسَحابٍ: (الحَرَكَةُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: بقِيَّةُ الرُّوحِ فِي المَذْبوحِ.
(وَقد {ذَمِيَ) المَذْبُوحُ، (كرَضِيَ) ، يَذْمَى} ذَماءً إِذا
تحرَّكَ.
وَفِي نسخِ الصِّحاحِ مَضْبوط كرَمَى يَرْمِي بِهَذَا المعْنى، ومثْلُه
فِي التَّهذيبِ وَنَصه: أَبو عبيدٍ: يقالُ مِن الذَّماءِ: قد {ذَمِيَ}
يَذْمَى؛ وقوْلُه كرَضِيَ، هَكَذَا ضَبَطَه الصَّاغاني وقالَ: لُغَةٌ
فِي ذَمَى كرَمَى إِذا تحرَّكَ.
(و) قالَ ابنُ الجواليقي: هُوَ فارِسِيُّ مُعَرَّبٌ.
وَهُوَ (بَقِيَّةُ النَّفْسِ) .
وذَكَرَه ابنُ سِيدَه أَيْضاً فِي المُحْكَم والمُخَصَّص؛ والأزهريُّ
فِي التَّهْذيبِ؛ وأَنْشَدُوا لأبي ذُوءَيْبٍ:
فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهارِبٌ
! بذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِع ُقالَ أَبو عليَ: هَمْزةُ الذَّماء
مُنْقَلِبَة
(38/98)
عَن ياءٍ وليسَتْ بهَمْزَةٍ كَمَا زَعَمَ
قَوْمٌ بدَلالَةِ مَا حَكَاهُ أَبو عبيدٍ من قَوْلِهم ذَمِيَ {يَذْمَى.
(أَو) } الذَّماءُ: (قُوَّةُ القَلْبِ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه فِي
المُحْكَم والمُخَصَّص وثَعْلَب فِي مجالِسهِ، وأَبو عليَ القالِي فِي
أَمالِيه، وَهُوَ للمرَّار بن مُنْقذ:
أَقاتِلَتِي بَعْدَ الذَّماءِ وعائِدٌ
عَلَيَّ خَيالٌ مِنكِ مُذْ أَنا يافعُقالَ البكْرِي: يُريدُ بَعْدَ
الكبرة؛ وبَعْدَ أنْ لم تَبْق من النَّفْسِ إلاَّ بَقِيَّةٌ.
وقالَ الميدانيّ: الذَّماءُ مَا بينَ القَتْل إِلَى خُرُوج النَّفْسِ،
وَلَا ذَماءَ للإِنْسانِ.
ويقالُ: هُوَ شِدَّةُ انْعِقادِ الحَياةِ بَعْد الذَّبْح.
(وَقد {ذَمَى) } يَذْمِي، (كرَمَى) .
( {الذَّامِي} والمَذْماةُ) ، كِلاهُما: (الرَّمِيَّةُ تُصابُ)
فيَسُوقُها صاحِبُها فتَنْساقُ مَعَه، وَقد أَذْماها.
( {والذَّمَيانُ، محرَّكةً) ، وكذَلِكَ القَدَيانُ، (الإِسْراعُ؛ وَقد
ذَمَى) وقَدَى (كَرَمَى) ؛ قالَهُ الفرَّاءُ ونقلَهُ الأزهريُّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وحكَى بعضُهم} ذَمِيَ {يَذْمَى، كرَضِيَ، ولسْتُ
مِنْهَا على ثِقَةٍ.
(} وذَمَتْهُ رِيحُه: آذَتْهُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن أَبي حنيفَةَ
وَأنْشد:
إنِّي {ذَمَتْنِي ريحُها حينَ أَقْبَلَتْ
فكِدْتُ لِما لاقَيْتُ من ذَاك أصْعَقُوفي التَّهذيبِ عَن الأَصْمعيّ:
ذَمَى الحَبَشِيُّ فِي أَنْفِ الرَّجُلِ بضأنِه} يَذْمِي {ذَمْياً إِذا
آذَاهُ بذلكَ؛ وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ:
يَا رِيحَ بَيْنُونَةَ لَا} تَذْمِينَ
جِئتِ بأَلْوانِ المُصَفِّرينوفي المُحْكَم: {ذَمَتْهُ رِيحُ
الجِيفَةِ} ذَمْياً أَخَذَتْ بنَفْسِه.
وقالَ أَبُو عليَ الفارِسِيّ
(38/99)
بَعْدَ سِياقِ كَلامِه فِي أنَّ هَمْزَة
{الذَّماء ياءٌ وليسَتْ بهَمْزَة مَا نَصّه فأَمّا مَا أَنْشَدَه أَبو
بَكْرِ بنُ دُرَيْدٍ مِن قوْلِ الراجزِ:
يَا رِيح بَيْنُونَةَ لَا} تَذْمِينا
جِئْتِ بأَلْوانِ المُصَفَّرِينا فليسَ بحجَّةٍ على أنَّ الهَمْزةَ فِي
{الذَّماء ليسَتْ بأَصْل، لأنَّ التَخْفيفَ البَدَلي قد يَقَعُ فِي
مثْلِ هَذَا، وبَيْنُونَةُ مَوْضِعٌ على مَسافَةِ ستِّين فَرْسخاً مِن
البَحْرَيْن، وَهُوَ وَبِىء فيقولُ أَيَّتها الرِّيح لَا تَنْزعي}
ذَماءَنا، اه.
نَقَلَهُ الشيخُ شَمْس الدِّيْن محمدُ بنُ طُولون الصَّالِحِي فِي
كِتَابه المُعَرّب.
وأَوْرَدَه الجَوْهريُّ هَكَذَا عَن أبي عَمْرو، وأَنْشَدَ:
لَيْسَتْ بَعَصْلاءَ {تَذْمِي الكَلْبَ نَكْهَتُها
وَلَا بعَنْدَلَةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها (} واسْتَذْمَيْتُ مَا عِنْده:
تَتَبَّعْتُه) وأَخَذْتُه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكَم: طَلَبْتُه.
( {وأَذْماهُ) } إذماءً: (وقَذَه وتَرَكَهُ بَرمَقِه) ؛ نَقَلَهُ
الأزهريُّ، وَهُوَ قَوْلُ أبي زيْدٍ.
( {والذَّمَى) ، بالقَصْرِ: (الَّرائحةُ المُنْكَرَةُ) ، وَفِي
المُحْكَم: المُنْتِنَةُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ذَمَى الرجُلُ {ذَماءً، بالمدِّ: طالَ مَرَضُهُ.
} وذَمَى لَهُ مِنْهُ شيءٌ تَهَيَّأ؛ كِلاهُما كرضِيَ، كَذَا فِي
المُحْكَم.
وَفِي التَّهْذيبِ عَن الأَصْمعي: {ذَمَى العَلِيلُ} ذَمْياً: أَخَذَه
النَّزْعُ فطَالَ عَلَيْهِ عَلَزُ المَوْتِ، فيُقالُ مَا أَطْوَلَ
{ذَماءَهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ خُذْ مِن فلانٍ مَا ذَمَى لكَ، أَي ارْتَفَعَ
لَك.
وَقَالَ شيْخُنا: قوْلُهم: فلانٌ بَاقِي} الذَّماء إِذا طالَ مَرَضُه،
هُوَ على التَّشْبيهِ إِذْ ليسَ للإِنْسانِ! ذَماء كَمَا فَصَّلَه أَبو
هلالٍ العَسْكري فِي مُعْجمه.
(38/100)
{وذَمَتْهُ الرِّيحُ} ذَمْياً قَتَلَتْه،
عَن أَبي زيْدٍ.
وأَنْكَرَه أَبو مالِكٍ، وقالَ: {ذَمَتْ فِي أنْفِه الرِّيحُ إِذا
طارَتْ إِلَى رأْسِه.
} وأَذْمَى الرَّامِي رَمِيَّتَه: إِذا لم يُصِبِ المَقْتَلَ
فيُعَجِّلَ قَتْلَه؛ قالَ أُسامَةُ الهُذَليُّ:
أَنابَ وَقد أمْسَى على الماءِ قَبْلَه
أُقَيْدِرُ لَا {يُذْمِي الرَّمِيَّةَ راصِدُومِن أَمْثالِهم: أَطْول}
ذَماءً مِن الضَّبِّ. قالَ الميْدانيّ: وذلكَ لقُوَّةِ نَفَسِه يُذْبَح
فيَبْقى لَيْلة مَذْبُوحاً مفرى الأَوْداجِ ساكِنَ الحَرَكَةِ ثمَّ
يُطْرَحُ مِن الغَدِ فِي النارِ، فَإِذا قَدَّرُوا أَنَّه نَضَجَ
تحرَّكَ حَتَّى يتوهَّمُوا أَنَّه قد صارَ حَيّاً، وَإِن كانَ فِي
العَيْن مَيِّتاً.
وَحكى أَيْضاً: أَطْوَلَ ذَماءً من الأَفْعى ومِن الخُنْفُساءِ.
{والذَّماءُ أَيْضاً: هَشْمُ الرّأْسِ والطَّعْن الجائِفِ؛ نَقَلَهُ
الميداني كَمَا فِي المُعَرَّبِ لابنِ طولون.
ذهو
: (و (} ذَها {ذَهْواً) : أَهْمَلَهُ الجوهريُّ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: أَي (تَكَبَّرَ) كأَنَّه لُغَةٌ فِي زَها
بالزَّاي.
ذوى
: (ى (} ذَوَى البَقْلُ، كرَمَى ورَضِيَ) .
اقْتَصَرَ ابنُ السِّكِّيت على الأُولى وأَنْكَرَ الثَّانية.
وقالَ أَبو عبيدَةَ: قالَ يونُسُ: هِيَ لُغَةٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ،
زادَ غيرُهُ: وَهِي لُغَةٌ رَدِيئَةٌ.
{يَذْوِي} ويَذْوَى ( {ذُوِيّاً، كصُلِيَ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ
وَلَو قالَ كعُتِيِّ كانَ أَصْرَح.
وقالَ ابنُ سِيدَه فِي مَصْدَره} ذَيّاً فَهُوَ ذَاوٍ.
أَي (ذَبَلَ) ويَبِسَ،
وَفِي المُحْكَم: هُوَ أَن لَا يُصِيبَ رِيُّه أَو يَضْرِبَه الحَرُّ
فيَذْبُلَ ويَضْعُفَ.
وقالَ الليْثُ: لُغَةُ أهْلِ بيشه ذَأَى
(38/101)
العُودُ.
( {وأَذْواهُ الحَرُّ) : أَذْبَلَهُ.
(} والذَّواةُ: قِشْرَةُ الحَنْظَلَةِ، أَو العِنَبَةِ، أَو
البِطِّيخَةِ) ، عَن كُراعٍ كَذا فِي المُحْكَم.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: قشْرَةُ الحِنْطَةِ والعِنَبَةِ والبطِّيخَةِ،
والجَمْع {ذَوىً.
وَقد تقدَّمَ أنَّ إهْمالَ الدالِ لُغَةٌ فِيهِ، والمَرْوِي عَن أَبي
عَمْروٍ وَهُوَ بالذالِ المعْجمةِ لَا غَيْر.
(} والذِّوَى، كإلَى: النِّعاجُ الصِّغارُ) ؛ ونَصّ ابنِ الأعْرابيِّ:
الضّعافُ، ولكنَّه مَضْبوطٌ بفتْحِ الذالِ ضَبْط القَلَم كَمَا فِي
نسخةِ المُحْكَم بخطِّ الأرْموي.
(و) قوْلُهم: ( {ذائِكَ الَّرجُلُ: أَي ذلكَ) ، لُغَةٌ أَو لثْغَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الذَّوَى: قُشُورُ العِنَبِ، عَن ابنِ الأعرابيِّ. |