تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْعين وَالْكَاف)
ع ك ج: مهمل:
(بَاب الْعين وَالْكَاف والشين)
اسْتعْمل مِنْهُ: شكع، عكش: مستعملان.
شكع: أَبُو عبيد: الشُّكاعَى: نبتٌ، وَقد رأيتُه
(1/193)
فِي الْبَادِيَة، وَهُوَ من أَحْرَار
الْبُقُول. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: أشكعَني وأحمشني وأذرأني
وأحفَظَني، كلُّه أغضبَني. وَقَالَ غَيره: شَكِع الرجلُ يَشكع شَكَعاً،
إِذا كثُر أنينُه وضجرهُ من مَرضٍ يُقلِقه. وَيُقَال لكلِّ متأذَ من
شيءٍ: شَكِعٌ وشاكع. وَيُقَال للبخيل اللَّئِيم شَكِعٌ. وَقَالَ ابْن
أَحْمَر الباهليّ يذكر الشُّكاعَى وتداويَه بِهِ حِين سَقَى بَطنُه.
شربت الشكاعى والتددْتُ ألِدَّةً
وأقبَلْتُ أفواهَ العروقِ المكاوِيا
عكش: أهمله اللَّيْث.
أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أَبِيه
أَنه قَالَ: هِيَ العنكبوت، والمُولَةُ، والعُكاشة، والعُكّاشة، وَبِه
سمي الرجلُ عُكّاشة. وكلُّ شَيْء لزمَ بعضُه بَعْضًا فقد تعكَّش.
وَقَالَ الأصمعيّ: شعر عَكِشٌ ومتعكِّشٌ، إِذا تلبَّد. وشعرٌ عِكشُ
الْأَطْرَاف، إِذا كَانَ جَعدًا. وشجرة عكِشَة: كثيرةُ الْفُرُوع
متشجنة. قَالَ والعُكَّاشُ: اللَّوَّاء الَّذِي يتفشَّغ الشجرُ ويلتوي
عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَوْكشة من أدوات الحرَّاثين: مَا يُذرَّى
بِهِ الأكداسُ المَدُوسة، وَهِي الحِفراة أَيْضا. وَيُقَال شدَّ مَا
عَكِشَ رأسُه، أَي لزمَ بعضُه بَعْضًا.
(بَاب الْعين وَالْكَاف وَالضَّاد)
اسْتعْمل مِنْهُ حرف وَاحِد
ضكع: روى أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل ضَوكَعةٌ، وَهُوَ الأحمق.
وَقَالَ غَيره: الضَّوكع: المسترخي القوائم فِي ثقل.
وَأما العَضَنّكُ فقد أَثْبَتْنَاهُ فِي رباعيّ الْعين.
(بَاب الْعين وَالْكَاف وَالصَّاد)
اسْتعْمل من وجوهه:
عكص: أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل عَكِصٌ عَقِص: شكس الْخلق سيِّئُه.
وَرَأَيْت مِنه عَكَصاً، أَي عسراً وسوءَ خُلُق.
ورملة عكِصَةٌ: شاقّة المسلك.
كعص: قَالَ بَعضهم: الكَعْص: اللَّئِيم. قلت: وَلَا أعرفهُ أَنا.
(بَاب الْعين وَالْكَاف وَالسِّين)
اسْتعْمل من وجوهه: عكس، سكع، كسع، عسك.
عكس: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العَكيس: الدَّقِيق يُصَبُّ عَلَيْهِ
الماءُ ثمَّ يُشرب. وأنشدنا لمنظور الْأَسدي:
لمَّا سقيناها العكيسَ تمذّحت
خَواصرُها وازداد رشحاً وريدها
وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا صُبَّ لبنٌ على مرقٍ
كَائِنا مَا كَانَ فَهُوَ العكيس.
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: عكست الْبَعِير عكساً، وَهُوَ أَن تشدَّ
عنقَه إِلَى إِحْدَى يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك، وَالِاسْم العِكاس.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مثله.
وَرُوِيَ عَن الرّبيع بن خُثَيم أَنه قَالَ: (اعكِسوا أنفسَكم عكسَ
الْخَيل باللُّجُم) .
(1/194)
قَالَ شمر: مَعْنَاهُ اقدعوها وكفوها.
قَالَ أعرابيٌّ من بني نُفَيل شنقتُ الْبَعِير وعكستُه، إِذا جذبتَ من
جريرِه ولزمت من رَأسه فهملج. قَالَ: وَقَالَ الجعديّ: العَكْس أَن
يَجعلَ فِي رَأس الْبَعِير خطاماً ثمَّ يعقده إِلَى ركبته لِئَلَّا
يصُول.
وَقَالَ اللَّيْث: الْعَكْس: ردُّك آخرَ الشَّيْء على أوّله. وَأنْشد:
وهُنَّ لَدَى الأكوار يُعْكَسْنَ بالبُرى
على عَجَلٍ مِنْهَا ومنهنَّ يُكسَعُ
قَالَ: وَالرجل يمشي مَشيَ الأفعى فَهُوَ يتعكَّس تعكُّساً، كَأَنَّهُ
قد يبِست عُروقُه. وربّما سمِّي السَّكْرَان كَذَلِك.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال مِن دون ذَلِك مِكاسٌ وعِكاس، وَذَلِكَ أَن
تَأْخُذ بناصيته وَيَأْخُذ بناصيتك.
عسك: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: عَسِك بِهِ، وسَدِك بِهِ، إِذا لزمَه.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عسق بِهِ وعَسِك بِهِ، إِذا
لصِق بِهِ.
كعس: اللَّيْث: الكَعْس: عِظام السُّلامَى، وَجمعه الكِعاس. وَهِي
أَيْضا عِظَام البراجم فِي الْأَصَابِع، وَكَذَلِكَ من الشَّاء
وَغَيرهَا.
كسع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَيْسَ
فِي الكُسْعة صَدَقة) ، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة:
الكُسْعة: الْحمير.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الطوسيّ عَن الخرّاز قَالَ: قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: الكُسْعة: الرَّقيق، سمِّيت كُسْعة لأنّك تكسعها إِلَى
حَاجَتك. قَالَ: والنُّخّة: الْحمير. والجَبْهة: الْخَيل
قلت: سمِّيت الْحمير كُسعةً لأنّها تُكسَعُ فِي أدبارها إِذا سِيقَت
وَعَلَيْهَا أحمالُها.
وَفِي (النَّوَادِر) : كسعَ فلانٌ فلَانا وكسَحه، وثَفَنَه، ولَظَّه
ولاظَه ولأظه، يلُوظُه ويلُظُّه ويَلأَظُه، إِذا طرده.
والكَسع أَيْضا: أَن يُؤْخَذ مَاء بَارِد فَيضْرب بِهِ ضروع الحلائب
إِذا أَرَادوا تغريزها ليبقى لَهَا طِرقُها وَيكون أقوى لأولادها
الَّتِي تُنتجُها فِيمَا تقتبل. وَقَالَ ابْن حلّزة:
لاتكسَع الشُّولَ يأغبارها
إِنَّك لَا تَدْرِي مَن الناتجُ
واحلُبْ لأضيافك ألبانَها
فإنَّ شرَّ اللبنِ الوالجُ
والأغبار: جمع غُبْر، وَهُوَ بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع. يَقُول:
لَا تغرِّز إبلك وَأَنت تُريغُ بذلك قوَّةَ نسلها، واحلبْها لأضيافك
فلعلَّ عدوّك يُغير عَلَيْهَا فَيكون الناتجَ دُونك.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: قَالَ أَعْرَابِي: ضِفتُ قوما فأتوني
بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ معشِّشات. قَالَ: الكُسَع: الكِسَر. والجَبيزات:
اليابسات.
وَيُقَال: كَسَعَ فلانٌ فلَانا بِمَا سَاءَهُ، إِذا همَزه من وَرَائه
بكلامٍ قَبِيح. وَيُقَال: ولَّى القومُ أدبارَهم فكسَعَوهم بسيوفهم،
أَي ضربوا دوابرهم.
وكُسَع: حيٌّ من الْعَرَب رُماة، وَكَانَ فيهم رجلٌ رامٍ، فرمَى
بَعْدَمَا أسدفَ الليلُ عيرًا فَأَصَابَهُ، فظنَّ أنّه أخطأه فَكسر
قوسَه، ثمَّ نَدم من الْغَد حِين نظر إِلَى العَير قد اسبطَرّ
(1/195)
َ مَيتا وسهمُه فِيهِ. فَصَارَ مثلا لكلِّ
نادمٍ على فعلٍ فعَلَه. وَفِيه يَقُول الفرزدقُ وَقد ضربه مثلا
لنَفسِهِ حِين طلّق امْرَأَته نوار:
ندمتُ ندامةَ الكُسَعيِّ لمّا
غَدَتْ مني مطلَّقةً نَوارُ
وَقَالَ اللَّيْث: الكُسْعة: الرِّيش الْمُجْتَمع الْأَبْيَض تَحت ذنَب
العُقاب، وَجَمعهَا الكُسَع. وكَسَعتِ الظَّبية والناقةُ، إِذا أدخلت
ذنَبها بَين رِجْلَيْهَا. وناقة كاسع بِغَيْر هَاء. والكَسَع فِي
(شِيات الْخَيل) من وضح القوائم: أَن يكون الْبيَاض فِي طرف الثُّنّة
فِي الرِّجل. قَالَه أَبُو عُبَيْدَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد: إِذا خطَرَ الفحلُ فضربَ بَين فَخذيهِ فَذَلِك
الاكتساع، فَإِن شالَ بِهِ ثمّ طَواه فقد عَقْرَبه.
وَقَالَ أَبُو سعيد: الكُسْعة تقع على الْإِبِل العوامل، وَالْبَقر
الْحَوَامِل، وَالْحمير، والرَّقيق. وَإِنَّمَا كَسْعُها أنّها تُكْسَع
بالعِصِيِّ إِذا سِيقتْ.
سكع: قَالَ ابْن السّكيت: مَا أَدْرِي أَيْن سَكَع وبكع وبقع، أَي مَا
أَدْرِي أَيْن ذهب.
وَقَالَ أَبُو زيد: المسكِّعة من الأرَضينَ: المِضَلَّة.
عَمْرو عَن أَبِيه: رجل نَفِيح ونِفِّيح، وساكع، وشَصِيب، أَي غَرِيب.
وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال فلانٌ فِي مُسَكِّعةٍ ومُسَكَّعة من
أمره، وَهِي المضلِّلة المودِّرة الَّتِي لَا يُهتَدى فِيهَا لوجه
الْأَمر.
وَأنْشد اللَّيْث:
ألاَ إنّه فِي غَمْرَةٍ يتسكَّعُ
أَي لَا يدْرِي أَيْن يَأْخُذ من أَرض الله.
(بَاب الْعين وَالْكَاف وَالزَّاي)
اسْتعْمل من وجوهه: زعك، عكز.
زعك: أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الأزعكيّ: الْقصير اللَّئِيم. وَقَالَ
غَيره: هُوَ المسنُّ الفاني.
عكز: عَمْرو عَن أَبِيه: العِكْز: الرجل السيّىء الْخلق الْبَخِيل
المشؤوم. وَقَالَ غَيره: العُكّازة: عَصا فِي أَسْفَلهَا زُجٌّ يتوكّأ
عَلَيْهَا الرجل، وَجَمعهَا عكاكيز وعُكَّازات.
ع ك ط: أهملت وجوهه.
(بَاب الْعين وَالْكَاف وَالدَّال)
عكد، دعك، دكع: مستعملة.
عكد: أَبُو عُبَيْدَة: الْقلب عَكَدته، وَهُوَ أصل الْقلب بَين
الرئتين. وَقَالَ اللَّيْث: العكَدة: أصل اللِّسَان وعُقْدته.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
يُقَال حَبَابُك وشَبَابُك، وأمّ معكودِك، ومَعكودُك، ومجهودُك أَن
تفعل كَذَا وَكَذَا، مَعْنَاهُ كلِّه غايتك وَآخر أَمرك. وَيُقَال
استعكد الضبُّ بحجرٍ أَو شجر، إِذا تعصَّم بِهِ مَخَافَة عُقابٍ أَو
باز. وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ فِي صفة الضبّ:
أذا استعكَدَتْ مِنْهُ بكلِّ كُداية
من الصَّخر وافاها لَدَى كلِّ مَسرحِ
وَقَالَ اللَّيْث: عَكِد الضبُّ يعكَد عَكَداً، إِذا سمِنَ وصلُب.
(1/196)
دعك: أَبُو زيد: الداعكة من النِّسَاء:
الحمقاء الجريئة. والدَّعَك: الحُمق والرُّعونة، وَقد دعِك دعَكاً،
ورجلٌ داعك من قومٍ داعكين، إِذا هَلَكُوا حُمقاً، والدَّعْك: دعْك
الْأَدِيم. ودعَكتُ الثَّوْب باللُّبْس، إِذا ليّنتَه. ودعكت الْخصم
دعكاً، ومعكتُه مَعكاً، إِذا ذلَّلتَه.
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقَال تنحَّ من دَعْكة الطَّرِيق وَعَن
ضَحْكه وضَحّاكِهِ، وَعَن حنّانِه وجَدِيّته وسليقته.
قَالَ: وَيُقَال للرجل الأحمق داعكةٌ بِالْهَاءِ. وَأنْشد:
هبَنَّقيٌّ ضعيفُ النَّهْض داعكة
يَقْني المُنَى ويراها أفضلَ النَّشبِ
دكع: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: من أمراض الْإِبِل الدُّكاع، وَهُوَ
سعالٌ يأخذُها. قَالَ: وَيُقَال دكَعَ البعيرُ دَكْعاً، وقَحَب يَقحَب،
ونَحب يَنحِب، ونَحَز ينحَز وينحِز، كلُّه بِمَعْنى السُّعال.
وَقَالَ اللَّيْث: الدُّكاع: داءٌ يَأْخُذ الْخَيل فِي صدورها
كالخَبْطة فِي النَّاس؛ يُقَال دُكِع الْفرس، فَهُوَ مدكوع.
(بَاب الْعين وَالْكَاف وَالتَّاء)
عتك، كتع، كعت: مستعملة.
عتك: ابْن هانىء عَن أبي زيد: العاتك من اللَّبن: الحازر، وَقد عتك
يَعتِك عُتوكاً. وَقَالَ أَبُو مَالك: العاتك: الرَّاجِع من حالٍ إِلَى
حَال.
عَمْرو عَن أَبِيه: العتيك: الْأَحْمَر من القِدَم، وَهُوَ نعتٌ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العاتك: اللَّجوج الَّذِي لَا ينثني
عَن الْأَمر. وَأنْشد:
نُتبعهم خيْلاً لنا عواتكا
قَالَ: وسمِّيت الْمَرْأَة عَاتِكَة لصفائها وحُمرتها. وَقَالَ: عتكت
الْمَرْأَة على زَوجهَا، إِذا نَشَزت.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: عتك فلَان يَعتِك عَتْكاً، إِذا كرَّ فِي
الْقِتَال. وعتكَ عتكة مُنكرةً، إِذا حَمَل.
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَنا ابنُ
العواتك من سُلَيم) ، روى القتيبي لأبي الْيَقظَان أَنه قَالَ: العواتك
ثَلَاث نسْوَة تسمَّى كلُّ واحدةٍ عَاتِكَة: إحداهنّ عَاتِكَة بنت
هِلَال بن فالج بن ذَكْوان، وَهِي أمُّ عبد منَاف بن قصيّ.
وَالثَّانيَِة: عَاتِكَة بنت مُرّة بن هِلَال بن فالج بن ذكْوَان،
وَهِي أمُّ هَاشم بن عبد منَاف. وَالثَّالِثَة: عَاتِكَة بنت الأوقصِ
بن مُرّة بن هِلَال بن فالج بن ذكْوَان، وَهِي أم وهب أبي آمِنَة أم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَالْأولى من العواتك عمَّة
الْوُسْطَى، وَالْوُسْطَى عمَّة الْأُخْرَى وَبَنُو سُليم تَفْخَر
بِهَذِهِ الْولادَة.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العاتكة من القسيّ: الَّتِي طَال بهَا
العهدُ فاحمرَّ عودُها.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نبيذٌ عاتك، إِذا صفَا.
اللِّحياني: أَحْمَر عاتك، وأحمر أقشر، إِذا كَانَ شَدِيد الْحمرَة.
ونخلة عَاتِكَة، إِذا كَانَت لَا تأتبِر، أَي لَا تقبل الإبار، وَهِي
(1/197)
الصَّلود تحمل الشِّيص.
وَقَالَ الحرمازي: عتك القومُ إِلَى مَوضِع كَذَا، إِذا عدَلوا
إِلَيْهِ. وَقَالَ جرير:
... وَلَا أَدْرِي على أيِّ صَرفَيْ نيّة عتَكوا
وَقَالَ اللَّيْث: عتك فِي الأَرْض يَعتِك، إِذا ذهبَ فِيهَا. وعتيك:
أَبُو قَبيلَة من الْيمن.
كتع: ابْن السّكيت وَغَيره: مَا بِالدَّار كَتِيع، كَقَوْلِك مَا بهَا
عَرِيب.
عَمْرو عَن أَبِيه: الكُتْعة: الدَّلو الصَّغِير، وَجَمعهَا كُتَع.
أَبُو عبيد: كاتعه وقاتعه، إِذا قَاتله.
وَيُقَال جَاءَ الْقَوْم أَجْمَعُونَ أكتعون أبصعون أبتعون بِالتَّاءِ،
تؤكَّد الْكَلِمَة بِهَذِهِ التواكيد كلِّها. أَخْبرنِي بذلك
الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم. وَقَالَ غَيره: وَقَالَ بَعضهم:
الكُتَع: الذِّئب بلغَة أهل الْيمن.
وَقَالَ اللَّيْث: الكُتَع من أَوْلَاد الثعالب، وَيجمع كُتْعاناً.
قَالَ: وأكتع حرف يُوصل بِهِ أجمع لَا يفرد. وجمعاء كتعاء، وجُمَع
كُتَع، وأجمعون أكتعون؛ كلُّ هَذَا توكيد. قَالَ: ورجلٌ كُتَع: لئيم،
وهم الكُتَعون. لم أسمعهُ لغيره.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الكتيع: المفرَد من النَّاس.
سَلمَة عَن الْفراء: إِذا كَانَت الدَّلْو صَغِيرَة فَهِيَ الحُرْجة
والكُتْعة، وَإِذا كَانَت كَبِيرَة فَهِيَ السَّجيلة.
وَفِي (النَّوَادِر) : جَاءَ فلانٌ مُكَوتعاً ومُكْتِعاً ومُكْعراً
ومُكعتراً، إِذا جَاءَ يمشي مشياً سَرِيعا.
كعت: أهمله اللَّيْث. وَأَخْبرنِي المنذرِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن
الْأَعرَابِي قَالَ: الكُعَيت: البُلبُل جَاءَ مصغَّراً كَمَا ترى.
وَقَالَ أَبُو زيد: رجلٌ كَعْتٌ وامرأةٌ كَعْتة، وهما القصيران. لم
أسمعهُ لغيره.
(بَاب الْعين وَالْكَاف والظاء)
اسْتعْمل من وجوهه: عكظ، كعظ.
عكظ: أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: إِذا
اشتدَّ على الرجل السفرُ وبَعُدَ قيل: قد تنكَّظ، فَإِذا التوى
عَلَيْهِ أمره فقد تعكَّظ.
وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت بعضَ بني سليم يَقُولُونَ: عكَّظه
عَن حَاجته ونكَّظه، إِذا صرفَه عَنْهَا. وعكَّظ عَلَيْهِ حَاجته
ونكَّظها، إِذا نكَّدها.
وَقَالَ غير وَاحِد: عُكاظ: اسْم سوقٍ من أسواق الْعَرَب، وموسمٌ من
مواسمهم الْجَاهِلِيَّة. وَكَانَت قبائل الْعَرَب تَجْتَمِع بعكاظ كلّ
سنة ويتفاخرون بهَا ويحضرها شعراؤهم فيتناشدون مَا أَحْدَثُوا من
الشّعْر ثمَّ يتفرّقون.
وأديمٌ عُكاظيٌّ نُسب إِلَى عكاظ، وَهُوَ
(1/198)
مَا يُحمل إِلَى عكاظ فَيُبَاع بِهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: سمِّي عكاظ عُكاظَ لأنَّ الْعَرَب كَانَت تَجْتَمِع
بهَا فيعكِظ بعضُهم بَعْضًا بالفَخار، أَي يَدْعَك. وعكظَ فلانٌ خصمَه
باللَّدد والحُجَج عَكْظاً.
وَقَالَ غَيره: عكَظ الرجلُ دابّتَه يعكِظها عكظاً، إِذا حبَسَها.
وتعكّظ القومُ تَعكُّظاً، إِذا تحبَّسوا ينظرُونَ فِي أُمُورهم. قَالَ:
وَبِه سمِّيت عكاظ.
كعظ: قَالَ ابْن المظفّر: يُقَال للرجل الْقصير الضّخم كَعيظٌ
ومكعَّظٌ.
ع ك ذ: مُهْملَة
(بَاب الْعين وَالْكَاف والثاء)
اسْتعْمل من وجوهه:
كثع: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الكَثْعة والكَثْأة: اللّبن
الخاثر. يُقَال كَثَع وكثأ.
شمر عَن ابْن الأعرابيّ: كثأ اللَّبن، إِذا ارْتَفع وَصفا الماءُ من
تَحْتَهُ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال أكْثَعَ سقاؤك، إِذا خرج زُبده. وشرِبتُ
كَثْعةً من لبن، أَي حِين ظَهرت زُبدتُه.
وَقَالَ المفضّل: كثَّعتِ اللحيةُ وكثّأت، إِذا كثُرت وكثُفت. وَيُقَال
كثعت الْغنم تكثَعُ فَهِيَ كاثعة، إِذا سَلَحَتْ. ورمَت الْغنم
بكُثوعها، إِذا رمت بسُلوحها. وَاحِدهَا كَثْع.
وَقَالَ اللَّيْث: شفةٌ كاثعة، إِذا كثر دمُها حتَّى كَادَت تنْقَلب.
ولِثَة كاثعة أَيْضا. وَامْرَأَة مكثِّعة.
وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الأصمعيّ: يُقَال للْقَوْم: ذروني أكثِّع
سقاءكم وأكثِّئه، أَي آكل مَا علاهُ من الدَّسَم.
عكث: وأمَّا عكث فَإِنِّي لَا أحفظ فِي ثلاثيِّه حرفا أعتمده. وَفِي
رُباعيه العنكث، وَهُوَ نبتٌ مَعْرُوف، وَكَأن النُّون فِيهِ زَائِدَة.
(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الرَّاء)
عكر، عَرك، كرع، كعر، ركع: مستعملات
عكر: أَبُو عُبيد: عَكِرَ الماءُ عكَراً، إِذا كدِر؛ وَكَذَلِكَ
النَّبِيذ. وأعكرته وعكّرته: جعلت فِيهِ عكَراً.
وَفِي الحَدِيث: (أَنْتُم الْعَكَّارُونَ لَا الفرَّارون) قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: العكّار: الَّذِي يحمل فِي الْحَرْب تَارَة بعد تَارَة.
وَقَالَ غَيره: العكّار: الَّذِي يولِّي فِي الْحَرْب ثمَّ يكرُّ
راجِعاً. يُقَال عَكَر واعتكر بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ اللِّحياني: اعتكر الشبابُ، إِذا دامَ وثبتَ حتَّى ينتهيَ
منتهاه. وَقَالَ غَيره: اعتكر الليلُ، إِذا اخْتَلَط سوادُه. وَأنْشد:
وأعسف اللَّيْل إِذا الليلُ اعتكرْ
وحدّثني حَاتِم بن مَحْبُوب عَن عبد الْجَبَّار عَن سُفْيَان عَن عبد
الْملك بن عُمَيْر قَالَ: عَاد عَمْرو بن حُريث أَبَا العُريانِ
الأسديَّ فَقَالَ لَهُ: كَيفَ تجدك؟ فأنشده:
تقارُبُ الْمَشْي وسُوءٌ فِي الْبَصَر
وَكَثْرَة النسْيَان فِيمَا يُدَّكَر
(1/199)
وقلُة النّوم إذَا اللَّيلُ اعتكَرْ
وتركيَ الْحَسْنَاء فِي قُبل الطُّهُرْ
وَقَالَ اللَّيْث: اعتكر العسكرُ، إِذا رجَعَ بعضُه على بعض فَلم
يُقدَر على عدِّه. واعتكر الْمَطَر، إِذا اشتدَّ. واعتكرت الرِّيَاح،
إِذا جَاءَت بالغُبار.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: طَعَام معتكِر، أَي كثير.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العكَرة: الْكثير من الْإِبِل.
وَقَالَ اللَّيْث: العكَر: دُرديُّ النَّبيذ. قَالَ: والعَكَر من
الْإِبِل: مَا فَوق الْخَمْسمِائَةِ.
أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: العِكْر: الأَصْل. ورجَع فلانٌ إِلَى
عِكره. وَأنْشد:
ليَعُودَنْ لمعدَ عِكْرها
دَلجُ الليلِ وتأخاذ المِنَحْ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: لبنٌ عكركرٌ: غليظ. وَأنْشد:
فجَّعهم باللَّبنِ العكركرِ
عِضٌّ لئيمُ المنتمَى والعُنصُرِ
وَيُقَال: بَاع فلانٌ عِكرةَ أرضه، أَي أَصْلهَا.
والعكَدة والعَكَرة: أصل اللِّسَان.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العكَر: الصَّدأ على السَّيف وَغَيره.
قَالَ: وأنشدني المفضَّل:
فصرتُ كالسَّيفِ لَا فِرِنْدَ لَهُ
وَقد علاهُ الخَبَاطُ والعكَرَا
قَالَ: الخَباط: الغُبار. ونسَقَ بالعكر على الْهَاء فَكَأَنَّهُ
قَالَ: وَقد علاهُ يَعْنِي السَّيْف وعكرَه الغبارُ. قَالَ: وَمن جعل
الْهَاء للخباط فقد لحنَ، لأنّ الْعَرَب لَا تقدِّم المكنَّى على
الظَّاهِر.
عَرك: فِي الحَدِيث أَن العَرَكيَّ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم عَن الطُّهور بِمَاء الْبَحْر. قَالَ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو:
والعَرَكيُّ: صيّاد السمَك، وَجمعه عَرَك. قَالَ: وَمِنْه قيل
للملاّحين عَرَك لأنّهم يَصيدون السمكَ. وَقَالَ زُهير:
يَغْشَى الحداةُ بهم حُرَّ الْكَثِيب كَمَا
يُغْشِي السَّفائنَ موجَ اللُّجّة العَرَكُ
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَرَك والعَرِك: الصَّوْت.
وَقَالَ غَيره: العَروك: نَاقَة فِيهَا بقيَّة من سَمِنها وسَنامها،
لَا يُعلَم ذَلِك حتَّى يُعرَك سَنامُها بِالْيَدِ. وَقَالَ غَيره:
العَركيّة الْمَرْأَة الْفَاجِرَة. وَقَالَ ابْن مقْبل يهجو النجاشيّ:
وَجَاءَت بِهِ حيّاكة عَرَكيّةٌ
تنازعَها فِي طُهرها رجُلانِ
والعِراك: ازدحام الْإِبِل على المَاء، وَقد اعتركت اعتراكاً. واعتراك
الرِّجال فِي الْحَرْب: ازدحامُهم، وعَرْكُ بعضِهم بَعْضًا.
والمعركة: الْموضع الَّذِي يعتركون فِيهِ إِذا التقَوا؛ وَالْجمع
المعارك. وَيُقَال عاركتُه عراكاً ومعاركة، وَبِه سمِّي الرجلُ
مُعارِكاً.
وَيُقَال عركتُ الْأَدِيم عَرْكاً، إِذا دلكتَه دَلْكاً. وعركت القومَ
فِي الْحَرْب عَركاً.
وعريكة الْبَعِير: سَنامه إِذا عرَكه الحِمْل، وَجمعه العَرِيكُ.
وَيُقَال: إنّ فلَانا لليِّنُ العريكة، إِذا كَانَ سَلِسَ الْأَخْلَاق
سهلَها.
(1/200)
وَفُلَان شَدِيد العريكة، إِذا كَانَ
شَدِيد النَّفس أبيّاً.
وأرضٌ معروكة، وَقد عَرِكت، إِذا جرَدتها الماشيةُ من الرَّعي.
وناقةٌ عَرُوك، إِذا لم يُعلَم سِمنُها من هُزالها إلاّ بالجسّ.
وَيُقَال لقيتُه عَرْكةً أَو عَرْكتين، أَي مرّة أَو مرَّتين. ولقيتُه
عَرَكات.
وَفِي الحَدِيث: أَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
كَانَت مُحرِمةً فَذكرت العِراك قبل أَن تُفِيض. والعِراك: المَحيض.
وَامْرَأَة عارك، أَي حَائِض. وَقد عَرَكت تَعْركُ عِراكاً. ونساءٌ
عواركُ، أَي حُيَّض.
ورجلٌ عَرِكٌ، إِذا كَانَ شَدِيدا صِرِّيعاً لَا يُطاق. وَقوم عركون.
أَبُو عبيد عَن العَدَبَّس الْكِنَانِي قَالَ: العَرْك والحازّ وَاحِد،
وَهُوَ أَن يَحُزَّ المِرفَق فِي الذِّراع حتّى يخلُص إِلَى اللَّحْم
وَيقطع الجلدَ بحدِّ الكِرْكِرة. وَقَالَ الشَّاعِر يصف بَعِيرًا
بَائِن المِرفَق، فَقَالَ:
قَلِيل العرك يَهجر مِرفقاها
أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: العركركة من النِّسَاء: الْكَثِيرَة
اللَّحم الرَّسحاء القبيحة. وسمعتُ غير واحدٍ من الْعَرَب يَقُول:
ناقةٌ عَركركةٌ وَجَمعهَا عَرَكْركات، إِذا كَانَت ضخمةً سَمِينَة.
وأنشدني أَعْرَابِي:
يَا صاحبَيْ رحلي بلَيلٍ قوما
وقرِّبا عَركركاتٍ كُوما
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: بعيرٌ بِهِ ضاغطٌ عركرك.
وَأنْشد:
أَصْبِر من ذِي ضاغطٍ عَرَكْركِ
ألقَى بَوَانِي زَوْره للمبرَكِ
وَقَالَ اللَّيْث: ركَبٌ عركرك، وَهُوَ الضَّخم من أركاب النِّسَاء.
قَالَ: وَأَصله ثلاثي، وَلَفظه خماسيّ.
وَقَالَ شجاعٌ السُّلمي: اعترك الْقَوْم واعتوَكوا، إِذا ازدحموا.
عَمْرو عَن أَبِيه: فلانٌ مَيْمُون العريكة، والحريكة، والسَّليقة،
والنقيمة، والنقيبة، والنخيجة، والجَبِيلة، والطبيعة، بِمَعْنى وَاحِد.
كرع: شمر عَن أبي عَمْرو: أكرعَ القومُ، إِذا صَبَّتْ عَلَيْهِم
السماءُ فاستنقع الماءُ حتَّى سقَوا إبلَهم من مَاء السَّمَاء.
قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول لماء السَّمَاء إِذا اجْتمع فِي غَدِير
كَرَعٌ، وَقد شرِبنا الكَرَع، وأروينا نَعمَنا بالكَرَع. وَمِنْه قَول
الرَّاعِي يصف إبِلا وراعيَها:
يَسُنُّها آبِلٌ مَا إنْ يجزِّئها
جَزْءاً شَدِيدا وَمَا إنْ ترتَوي كَرَعا
وَرُوِيَ عَن عِكْرِمَة أَنه كرِه الكَرْع فِي النَّهر.
شمر عَن أبي زيد: الكَرْع: أَن يشرب الرجل بفَّيهِ من النَّهر غير أَن
يشرب بكفَّيه أَو بِإِنَاء. وكلُّ شَيْء شربتَ مِنْهُ بفيك من إِنَاء
أَو غَيره فقد كرَعتَ فِيهِ. وَقَالَ الأخطل:
يُروى العِطاشَ لَهَا عَذْبٌ مقَبَّلهُ
إِذا العِطاشُ على أَمْثَاله كَرَعوا
والكارع: الَّذِي رمَى بفمه فِي المَاء.
(1/201)
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكَرِيع: الَّذِي
يشرب بيدَيْهِ من النَّهر إِذا فَقَد الْإِنَاء.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الكارعات والمُكْرِعات من النخيل: الَّتِي على
المَاء. وَقد أكرعَتْ وكرعت، وَهِي كارعةٌ ومُكْرِعة. وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: المكرِعات من الْإِبِل: اللواتي تدخل رؤوسها إِلَى
الصِّلاء فيسودُّ أعناقها. وَقَالَ الأخطل:
وَلَا تنزلْ بجعديَ إِذا مَا
تردَّى المُكرَعاتُ من الدُّخانِ
وَجعل غَيره المكرعات هَاهُنَا النَّخيلَ النابتةَ على المَاء، كَمَا
قَالَ لبيدٌ يصف نخلا:
يشربن رِفْهاً عراكا غير صادرة
فكلُّها كارعٌ فِي المَاء مغتَمرُ
وَقَالَ اللَّيْث: كرعَ الْإِنْسَان فِي المَاء يكرع كرْعاً وكُروعاً،
إِذا تناولَه بِفِيهِ من مَوْضِعه. وكرع فِي الْإِنَاء، إِذا أمال
نَحوه عنقَه فشرِب مِنْهُ. وَقَالَ النَّابِغَة:
بصهباء فِي حافاتها الْمسك كارع
أَي مجعول فِيهِ. وَقَالَ شمر: أنشدَنيه أَبُو عدنان:
بزوراء فِي أكنافها الْمسك كارع
قَالَ: والكارع الْإِنْسَان، أَي أنتَ المِسك لأنّك أَنْت الكارعُ
فِيهَا، أَي نَفَسُك مثل الْمسك.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا سالَ أنفٌ من الحَرَّة فَهُوَ كُراع.
وَقَالَ غَيره: الكُراع: ركنٌ من الْجَبَل يعْتَرض فِي الطَّرِيق.
وكُراع الغَمِيم: مَوضِع مَعْرُوف بِنَاحِيَة الْحجاز. وفرسٌ مُكرَع
القوائم: شديدها. قَالَ أَبُو النَّجْم:
أحقبُ مجلوزٌ شَواهُ مُكرَعْ
وأكارعُ الأرضِ: أطرافُها القاصية، شبِّهت بأكارع الشَّاة، وَهِي
قَوَائِمهَا. والأكارع من النَّاس: السَّفِلة، شُبِّهوا بأكارع
الدوابّ، وَهِي قَوَائِمهَا. وَفِي الحَدِيث: (لَا بَأْس بالطلَب فِي
أكارع الأَرْض) .
وَقَالَ اللَّيْث: جَارِيَة كرعةٌ: مِغْليمٌ. وَرجل كرِعٌ، وَقد كَرِعت
إِلَى الْعَمَل كَرَعاً.
قَالَ: والكُراع من الْإِنْسَان: مَا دونَ الرُّكبة، وَمن الدوابّ: مَا
دُونَ كعوبها. وَيُقَال هَذِه كُراعٌ؛ وَهِي الوظيف. قَالَ: وكُراع
كلِّ شَيْء: طرَفه. وكُراع الأَرْض: ناحيتُها.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأكرع: الدَّقِيق مقدَّم السَّاقَيْن،
وَفِيه كَرَعٌ، أَي دقّة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو أَيْضا فِيمَا روى
عَمرو عَنهُ: تطهَّر الْغُلَام، وتكرَّعَ، وتمكَّى، إِذا تطهَّر
للصَّلَاة.
وَقَالَ اللَّيْث: الكُراع: اسمٌ يجمع الخَيلَ والسِّلاح إِذا ذُكر
مَعَ السِّلَاح. والكُراع: الخيلُ نفسُها. ورِجلا الجنْدَب: كُراعاه.
وَمِنْه قَول أبي زُبَيدٍ الطَّائِي:
وَنفى الجُندَبُ الحَصَى بكُرَاعي
هـ وأوفى فِي عُوده الحِرباءُ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال أكرعَك الصَّيدُ، وأخْطَبك،
وأصقبك، وأقنى لَك، بِمَعْنى أمكنك. وكرِع الرجلُ، إِذا تطيَّبَ بطيبٍ
فصاكَ بِهِ، أَي لصِقَ بِهِ. والكَرَّاع: الَّذِي يخادِن الكَرَعَ، وهم
السِّفَلُ من
(1/202)
النَّاس، يُقَال للْوَاحِد كَرَعٌ ثمَّ
هلَّم جرّا. والكرَّاع: الَّذِي يسقى مالَه بالكَرَع، وَهُوَ مَاء
السَّمَاء وَفِي الحَدِيث: أَن رجلا سمع قَائِلا يَقُول فِي سَحَابَة:
(اسقِي كَرَعَ فلَان) ، وإنَّما أَرَادَ موضعا يجْتَمع فِيهِ مَاء
السَّمَاء فيسقي بِهِ صاحبُه زرعَه.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أكرعَ القومُ، إِذا أَصَابُوا الكرَع، وَهُوَ
مَاء السَّماء، فأوردوه إبلَهم.
كعر: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا حَمَل الحُوارُ فِي سَنامه
شحماً فَهُوَ مُكْعِرٌ، وَقد أكعرَ إكعاراً.
وَفِي (النَّوَادِر) : مرَّ فلانٌ مُكعِراً، إِذا مرَّ يعدو مُسرِعاً.
والكَيْعَر من الأشبال: الَّذِي قد سَمِن وحَدَرَ لحمُه.
اللَّيْث: كَعِر الصبيُّ كَعَراً، إِذا امْتَلَأَ بطنُه من كَثْرَة
الْأكل. وكَعِرَ بطنُه كَعَراً أَيْضا، إِذا سَمِن. وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي فِي كَعِر الصبيّ وكَعِر بطنُه مثله.
ركع: صَلَاة الصُّبح رَكْعَتَانِ، وَصَلَاة الظّهْر أَربع رَكْعَات.
وكلُّ قَومةٍ يتلوها الرُّكُوع والسجدتان من الصَّلواتِ كلِّها فَهِيَ
رَكْعَة. وَيُقَال ركَع المصلِّي رَكْعَة وَرَكْعَتَيْنِ وَثَلَاث
ركَعات. وَأما الرُّكوع فَهُوَ أَن يَخفض المصلّي رأسَه بعد القَومة
الَّتِي فِيهَا القراءةُ حتَّى يطمئنَّ ظَهره رَاكِعا. يُقَال ركع
رُكُوعًا، وَالْأول تَقول فِيهِ رَكع رَكْعَة. وَقَالَ لبيد:
أدِبُّ كأنِّي كلَّما قُمتُ راكعُ
فالراكع المنحني فِي قَول لبيد.
وكلُّ شَيْء ينكَبُّ لوجهه فتمسُّ ركبتُه الأَرْض أَولا تمسُّها بعد
أَن يخْفض رَأسه فَهُوَ رَاكِع، وَجمع الرَّاكِع رُكَّعٌ ورُكوع.
وَكَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة تسمِّي الحنيفَ رَاكِعا، إِذا لم
يعبُد الْأَوْثَان. وَيَقُولُونَ: ركَعَ إِلَى الله.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
إِلَى ربّه ربِّ الْبَريَّة راكعُ
وَيُقَال: ركع الرجلُ، إِذا افتقرَ بعد غنى وانحطَّت حالُه. وَقَالَ
الشَّاعِر:
وَلَا تهينَ الْفَقِير عَلَّكَ أَن ترْ
كعَ يَوْمًا والدَّهرُ قد رفَعَه
أَرَادَ: وَلَا تهيننْ، فَجعل النُّون ألفا سَاكِنة، فَاسْتَقْبلهَا
سَاكن آخر فَسَقَطت.
(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ اللَّام)
عكل، علك، كلع، كعل، لكع، لعك: مستعملات
عكل: أَبُو عبيد عَن الْفراء: عكَل يعكُلُ عَكْلاً، مثل حدس يحدِس
حدساً، إِذا قَالَ بِرَأْيهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَوكل: الْمَرْأَة الحمقاء.
وَقَالَ أَبُو عبيد: العَوكلة: الرَّملة الْعَظِيمَة.
(1/203)
وَقَالَ ذُو الرمة:
وَقد قابلتْهُ عَوكلاتٌ عوانك
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُكْل: اللَّئيم من الرِّجَال،
وَجمعه أعكال.
اللَّيْث عكَل السَّائِق الإبلَ يَعكِلُها عَكلاً، إِذا سَاقهَا وضمَّ
قواسيها. وَأنْشد:
نَعَمٌ تُشَلُّ إِلَى الرئيس وتُعكَلُ
قَالَ: والعَكَل: لُغَة فِي العَكَر من الْإِبِل، وَالرَّاء أحسن.
وعُكْل وتيمٌ وعديٌّ: قبائل من الرِّباب. والعربُ تذكر عُكلاً بالغباوة
وقلَّة الفطنة، وَيَقُولُونَ لمن يُستَحمَق: عُكليٌّ.
وإيلٌ معكولة، أَي معقولة برِجْلٍ، وَاسم الْحَبل عِكال. قَالَ ذَلِك
أَبُو عَمْرو. وَقد عكلتُه أعكُلُه عَكلاً. رَوَاهُ أَبُو عبيدٍ عَنهُ.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: العوكلة: الأرنب، وَهِي
الرَّملة أَيْضا.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العاكل، والمُعْكِل،
والغَيذَانُ، والمخمِّن: الَّذِي يظنُّ فَيُصِيب.
قَالَ: ورجلٌ عاكل، وَهُوَ الْقصير الْبَخِيل المشؤوم، وَجمعه عُكُلٌ.
وَيُقَال: أعكَلَ عليّ الْأَمر وأحكلَ، واعتكل واحتكل، إِذا أشكلَ.
علك: يُقَال علكَ الفرسُ اللجام يعلُكه عَلْكاً. وَقَالَ النَّابِغَة:
تحتَ العَجاج وَأُخْرَى تعلك اللُّجُما
والعَلِكَة: الشِّقشقة عِنْد الهدير. قَالَ رؤبة:
يجمعن زأراً وهديراً مَحْضا
فِي عَلِكاتٍ يعتلين النَّهْضا
والعِلْك: صمغ يُمضغ فَلَا يَمَّاع، وَجمعه عُلوكٌ وأعلاك.
وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
سَأَلَهُ عَن منزله ببِيشَةَ، فوصَفَها جرير فَقَالَ: (سَهلٌ ودَكدَاك،
وسَلَم وأراك، وحَمْضٌ وعَلاك) . والعَلاك: شجر ينْبت بِنَاحِيَة
الْحجاز، وَيُقَال لَهُ العَلَك. وَقَالَ لبيد:
لتقيَّظَتْ عَلَكَ الْحجاز مُقِيمَة
فجنوبَ ناصفةٍ لقاحُ الحَوْأبِ
أَبُو عبيد عَن العدبّس الكنانيّ قَالَ: العَولك: عِرق فِي الْخَيل
والحُمر والغَنَم يكون فِي البُظارَة غامضاً دَاخِلا فِيهَا. قَالَ:
والبُظارة: مَا بَين الإسكَتَينِ. وأنشدنا:
يَا صاحِ مَا أصبَرَ ظهرَ غنَّامْ
خشِيتُ أَن يظْهَرَ فِيهِ أوْرامْ
من عَوْلكَينِ غلَبا بالإبْلام
وَذَلِكَ أَن امْرَأتَيْنِ ركبتا غنّاماً، وَهُوَ اسمُ جمل. وَجمع
العولك عوالك.
وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْفراء: العَولك: عِرقٌ فِي رَحِم
الشَّاة.
كلع: سَلمَة عَن الفرّاء: الكُلاعيُّ مَأْخُوذ من الكُلاَع، وَهُوَ
الْبَأْس والشدّة والصَّبر فِي المواطن.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكولَع: الوسَخ.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: كَلَعَ عَلَيْهِ الوسخُ كَلَعاً، إِذا يبِس.
وَعَن الْأَصْمَعِي: كلِعَتْ
(1/204)
رجلُه كَلَعاً، إِذا تشقَّقتْ وتوسّختْ.
اللَّيْث: كلِع البعيرُ كلَعاً، إِذا تشقَّقَ فِرْسِنُه؛ وَهُوَ
كَلِعٌ. قَالَ: والكَلَعة: دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فِي مؤخّره، وَهُوَ
أَن يَجرَد الشعرُ عَن مؤخّره وينشقَّ ويسودّ، وربَّما هلَكَ مِنْهُ.
ورجلٌ كَلِعٌ، وَهُوَ الْأسود الَّذِي سوادُه كالوسَخ.
وَذُو الكَلاَع: ملك من مُلُوك حمير. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: التكلُّع:
التَّحَالف؛ لُغَة يمَانية. قَالَ: وَبِه سمِّي ذُو الكَلاَع لأنّهم
تكلَّعوا على يَده، أَي تجمَّعوا.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: إِذا كثرت الغنمُ فَهِيَ الكَلِعة. وَقَالَ
النَّضر: الكلَع: أشدُّ الجرَب، وَهُوَ الَّذِي يَبِصُّ جرباً فييبس
فَلَا ينجع فِيهِ الهِنَاء.
وَقَالَ ابْن حبيب: إِذا اجْتمعت الْقَبَائِل وتناصرت فقد تكلَّعت.
وأصل هَذَا من الكلَع يركب الرِّجْلَ.
لكع: فِي الحَدِيث: (أسعد النَّاس فِي آخر الزَّمان لُكَعٌ ابْن لُكَع)
قَالَ أَبُو عبيد: اللُّكع عِنْد الْعَرَب: العَبْد اللَّئِيم. وَقَالَ
غَيره: اللُّكَع: الأحمق. وَامْرَأَة لَكَاع ولكيعة.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لكِعَ الرجلُ يَلكَع لكَعاً، فَهُوَ ألكَع
لُكَعٌ مَلْكعان، وَامْرَأَة لَكَاعِ مَلْكعانة. ورجلٌ لكيع وَامْرَأَة
لكيعة، كلُّ ذَلِك يوصَف بِهِ الحُمق والمُوق.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الملاكيع: مَا يخرج مَعَ الْوَلَد من
سُخْدٍ وصاءةٍ وَغَيرهَا، وَمن ذَلِك قيل للْعَبد ومَن لَا أصل لَهُ
لُكَع.
وَقَالَ اللَّيْث: وَيُقَال لَكوع. وَأنْشد:
أَنْت الْفَتى مَا دَامَ فِي الزَّهَر الندى
وَأَنت إِذا اشتدَّ الزمانُ لَكُوعُ
أَبُو عُبَيْدَة: إِذا سَقَطت أضراس الفَرَس فَهُوَ لُكَعٌ
وَالْأُنْثَى لُكَعة. وَإِذا سقط فمُه فَهُوَ الألكع. ورجلٌ وَكِيع
لكيع، وَوَكوع لَكوع: لئيم.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ شجاعاً السُّلميّ يَقُول: لكَع الرجلُ
الشاةَ، إِذا نَهَزَها. ونكعها، إِذا فعل بهَا ذَلِك عِنْد حَلْبِها،
وَهُوَ أَن يضْرب ضرعَها لتدرّ. قَالَ: وَعبد ألكعُ أوكَع، وَامْرَأَة
لكعاء ووَكْعاء، وَهِي الحمقاء.
قَالَ الْبكْرِيّ: هَذَا شتمٌ للْعَبد واللئيم.
شمر عَن أبي نهشل: يُقَال هُوَ لُكَعٌ لاكع. قَالَ: وَهُوَ الضيِّق
الصَّدْر، الْقَلِيل الغَناء الَّذِي تؤخّرهُ الرِّجَال عَن أمورها
فَلَا يكون لَهُ موقع، فَذَلِك اللُّكَع.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للرجل إِذا كَانَ خبيثَ الفَعالِ شحيحاً
قَلِيل الْخَيْر: إِنَّه للَكُوع.
كعل: أهمله اللَّيْث.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
الخِثْي للثَّور، والكَعْل لكلِّ شيءٍ، إِذا وضَعَه.
وَقَالَ غَيره: الكَعْل من الرِّجَال: الْقصير الْأسود. وَقَالَ جَندلٌ
الطُّهويّ:
وأصبحتْ ليلى لَهَا زَوجٌ قَذِرْ
كَعْلٌ تَغشَّاهُ سَوادٌ وقِصَرْ
(1/205)
(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ النُّون)
عَنْك، عُكَن، كنع، نكع، كعن: مستعملة.
عَنْك: ابْن شُمَيْل: جَاءَ من السَّمَك بعِنْكٍ، أَي شَيْء كثير
مِنْهُ. وجاءنا من الطَّعام بعِنْكٍ، أَي بِشَيْء كثير مِنْهُ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ العانك: الرَّملة الَّتِي فِيهَا
تعقُّد حتَّى يبْقى فِيهَا الْبَعِير لَا يقدر على السَّير فِيهَا.
يُقَال قد اعتنك.
وَقَالَ اللَّيْث: العانك: لونٌ من الْحمرَة. دم عانكٌ، إِذا كَانَ فِي
لَونه صُفرة. وَأنْشد:
أَو عانكٍ كَدم الذَّبِيح مُدامِ
قَالَ: والعانك من الرَّمل فِي لَونه حُمرة.
قلت: كلُّ مَا قَالَه اللَّيْث فِي العانك، فَهُوَ خطأٌ وتصحيف.
وَالَّذِي أَرَادَهُ اللَّيْث من صفة الحُمرة فَهُوَ عاتك بِالتَّاءِ،
وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي بَابه.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: سمعتُ
أعرابيّاً يَقُول:
أَتَانَا فلانٌ بنبيذ عاتكٍ
يصيِّر الناسكَ مثل الفاتك
وَأما العانك من الرمال فَهُوَ الَّذِي فسَّره الْأَصْمَعِي، لَا مَا
فِيهِ حُمرة.
وَأما مَا اسْتشْهد بِهِ من قَوْله:
أَو عانكٍ كَدم الذَّبيح مُدامِ
فإنِّي سَمِعت الإياديَّ يروي عَن شمر أنَّ أَبَا عبيدٍ أنْشدهُ:
أَو عاتقٍ كَدم الذَّبِيح ...
فإنْ كَانَ وَقع لليث بِالْكَاف فَهُوَ عاتك بِالتَّاءِ، كَمَا روى
ابْن الْأَعرَابِي عَن من قَالَ من الْأَعْرَاب: أَتَانَا بنبيذ عاتك،
أَي بنبيذ أَحْمَر.
وَقَالَ اللَّيْث: العِنْك: سُدفة من اللَّيْل. وَقَالَ الأصمعيّ
وَغَيره: أَتَانَا فلانٌ بعد عِنكٍ من اللَّيْل، أَي بعد سَاعَة وَبعد
هُدْء. وَيُقَال مكث عِنكاً، أَي عصراً وزماناً.
ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه: أعنكَ الرجلُ، إِذا تَجَر فِي العُنوك،
وَهِي الْأَبْوَاب. وأعنكَ: وقَعَ فِي العِنْكة، وَاحِدهَا عِنْك،
وَهُوَ الرَّمل الْكثير.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: عنكْتُ البابَ وأعنكتُه، إِذا أغلقتَه، لُغَة
يَمَانِية.
أَبُو تُرَاب عَن الْأَصْمَعِي: العِنْك: الثُّلُث الْبَاقِي من
اللَّيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِنْك ثلثُه الثَّانِي.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال للباب العِنْك، ولصانِعه الفَيْتَق.
عُكَن: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: العُكَن: الأطواء فِي بطن الْجَارِيَة
من السِّمن. وَلَو قيل جَارِيَة عكْناءُ لجَاز، وَلَكنهُمْ يَقُولُونَ
معكَّنة. وَوَاحِدَة العُكَن عُكْنة.
وَيُقَال تعكَّن الشيءُ تعكُّناً، إِذا رُكِمَ بعضُه على بعضٍ وانثنى.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عُكَن الدِّرع: أثناؤها؛ يُقَال درعٌ ذاتُ
عُكَن، إِذا كَانَت وَاسِعَة تَثَنَّى على اللابس من سَعَتها.
أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: العَكْنانُ
(1/206)
والعَكَنانُ: الْإِبِل الْكَثِيرَة
الْعَظِيمَة. وَأنْشد:
هَل باللِّوَى من عَكَرٍ عَكْنَانْ
كنع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَالَ أعرابيّ:
(لَا وَالَّذِي أكنَعُ بِهِ) ، أَي أَحْلف بِهِ. وَرُوِيَ عَن
الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: سمعتُ أَعْرَابِيًا يَدْعُو: (ربِّ أعوذ بك
من الخُنوع والكُنوع) فَسَأَلته عَنْهُمَا فَقَالَ: الخُنوع: الْغدر.
والخانع: الَّذِي يضع رَأسه للسَّوءة يَأْتِي أمرا قبيحاً فَيرجع عارُه
عَلَيْهِ فيستحي مِنْهُ وينكِّس رَأسه. قَالَ: والكُنوع: التَّصاغُر
عِنْد الْمَسْأَلَة. وَقَالَ غَيره: الكنوع: الذلُّ والخضوع.
وَفِي الحَدِيث: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث خَالِد
بن الْوَلِيد إِلَى ذِي الخَلَصَة ليهدمها، وفيهَا صنم يعبدونه،
فَقَالَ لَهُ السَّادن: (لَا تفعلْ فَإِنَّهَا مُكنِّعتُك) ، أَخْبرنِي
المنذريّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المكنَّع: المتقفِّع
الْيَد. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكانع: الَّذِي تقبَّضت يَده ويبِست.
وَأَرَادَ الْكَافِر بقوله إِنَّهَا مكنِّعتُك، أَي تخبل أعضاءَك
وتيبِّسها.
وَفِي حَدِيث آخر: أنّ الْمُشْركين يَوْم أُحُد لمَّا قَرُبوا من
الْمَدِينَة (كَنَّعوا عَنْهَا) ، وَمعنى كنَّعُوا، أَي أحجموا عَن
الدُّخول فِيهَا وانقبضوا.
وَيُقَال اكتنع اللَّيل، إِذا حضَر ودنا. وَقَالَ الشَّاعِر:
آبَ هَذَا اللَّيْل واكتنعا
وَمَا من روى بَيت النَّابِغَة:
بزوراء فِي أكنافها المسكُ كانع
فَمَعْنَاه اللاصق بهَا.
وأمرٌ أكنعُ: نَاقص؛ وَأُمُور كُنْع. وَمِنْه قَول الْأَحْنَف بن قيس:
(كلُّ أمرٍ ذِي بالٍ لم يُحمَدِ الله عَلَيْهِ فَهُوَ أكنع) .
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكُنوع: الطمع. والكانع: السَّائِل الخاضع.
وروى بَيْتا فِيهِ:
رمَى الله فِي تِلْكَ الأكفّ الكوانع
وَمَعْنَاهُ الدَّواني للسؤال والطمع.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكانع: الَّذِي قد تدانَى وتصاغر
وتقاربَ بعضُه من بعض. والمكتنع: الْحَاضِر.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَسِير كانع: قد ضمَّه القِدُّ. وَأنْشد بَيت
النَّابِغَة:
بَزَوراءَ فِي حافاتها المسكُ كانعُ
قَالَ: أَرَادَ تكانفَ الْمسك وتراكُبَه.
وروى إِسْحَاق بن الْفرج للأصمعي: يُقَال بضَّعه، وكنَّعه، وكوّعه،
بِمَعْنى وَاحِد.
عَمْرو عَن أَبِيه: الكنيع: المكسور الْيَد. والكنيع: الْعَادِل من
طريقٍ إِلَى غَيره. يُقَال كنَعوا عنّا، أَي عدلوا.
سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: المُكنَعَة: الْيَد الشَّلاَّء.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: كُنِع الرجلُ، إِذا صُرع على حَنَكه. واكتنع
فلانٌ منّي، أَي دنا منّي.
وَقَالَ اللَّيْث: الأكنع والكَنِع: الَّذِي قد تشنَّجتْ يدُه. قَالَ:
وتكنَّعَ فلانٌ بفلانٍ، إِذا تضبَّثَ بِهِ وتعلَّق. وَقَالَ متمم:
وعانٍ ثَوَى فِي القِدِّ حتّى تكنَّعا
(1/207)
أَي تقبَّض وَاجْتمعَ. وكنع الموتُ كنوعاً،
إِذا دنا وَقرب. وَأنْشد:
إنّي إِذا الموتُ كنَعْ
وكنعت العُقابُ، إِذا ضمَّت جناحيها للانقضاض، فَهِيَ كانعة جانحة.
وَقَالَ فِي قَوْله:
رمى الله فِي تِلْكَ الأنوفِ الكوانعِ
قَالَ: هِيَ اللازقةُ بالوجوه. قَالَ: والاكتناع: التعطُّف؛ يُقَال
اكتَنَع عَلَيْهِ، أَي عطفَ عَلَيْهِ.
قَالَ: وكنعان بن سَام بن نُوح، إِلَيْهِ ينْسب الكنعانيُّون،
وَكَانُوا أمّة يَتَكَلَّمُونَ بلغةٍ تضارع العربيَّة. قَالَ: وأكنع
الرجل، للشَّيْء، إِذا ذلّ لَهُ وخضع. وَقَالَ العجاج:
مِن نفثهِ والرِّفقِ حتّى اكنَعا
نكع: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: النَّكِعة من النِّسَاء: الْحَمْرَاء
اللَّوْن. قَالَ: والنَّكوع: القصيرة من النِّسَاء، وَجَمعهَا نُكُع.
وَأنْشد لِابْنِ مقبل:
لَا سُودٌ وَلَا نُكُعُ
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السكِّيت قَالَ: سَمِعت
ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: أَحْمَر كالنَّكَعة، قَالَ: وَهِي ثَمَرَة
النُّقاوَى، وَهُوَ نبتٌ أَحْمَر. قَالَ: وَيُقَال هُوَ أَحْمَر مثل
نَكَعة الطُّرثوث. قَالَ: وَأخْبرنَا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ حكى
عَن بَعضهم أَنه قَالَ: (فَكَانَت عَيناهُ أشدَّ حمرَة من النُّكعة)
هَكَذَا رَوَاهُ بِضَم النُّون لنا قلت: وسماعي من الْأَعْرَاب نَكَعة
قَالَ: وَهِي جَنَاةُ ثمرِ شَجَرَة حمراءُ كالنَّبق فِي استدارته.
وَقَالَ اللحياني: أَحْمَر نكِعٌ وأحمر عاتك.
وَقَالَ اللَّيْث: الأنكع: المتقشِّر الْأنف، وَقد نَكِع ينكَع نكَعاً
مَعَ حمرَة لونٍ شَدِيدَة.
قلت: وَقد رَأَيْت نكَعة الطُّرثوث فِي أَعْلَاهَا كَأَنَّهَا ثُومة
ذكرِ الرجل مشربَة حُمرة.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال كسعه ونكَعه، إِذا ضربَ دبرَه بِظهْر قدمهِ.
وَأنْشد:
بنِي ثُعَلٍ لَا تَنكَعوا العنزَ إنّه
بنِي ثُعَلٍ من ينكَع العنزَ ظالمُ
وَقَالَ الأصمعيّ: النَّكْع: الإعجال عَن الْأَمر؛ يُقَال نكعته عَن
ذَلِك الْأَمر، إِذا أعجلتَه. وَقَالَ عديّ بن زيد:
تُقْنصك الْخَيل وتصطادك ال
طَّير وَلَا تُنكَع لَهْوَ القَنِيصْ
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لاتُنكَع: لَا تُمنَع.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المنكَع: الرَّاجِع وَرَاءه، وَقد أنكعَه.
وروى أَبُو ترابٍ عَن واقعٍ السُّلميّ: نكَع عَن الْأَمر ونَكلَ
بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد أَبُو حَاتِم فِي الإنكاع بِمَعْنى الإعجال:
أرى إبلي لَا تُنكَعُ الوِردَ شُرَّداً
إِذا شُلَّ قومٌ عَن وُرودٍ وكُعْكِعوا
كعن: أَبُو عَمْرو: الإكعان: فتور النشاط. وَقد أكعنَ إكعاناً. وَأنْشد
لطَلْق بن عديَ يصف نعامتين وَقد شدَّ فارسٌ عَلَيْهِمَا:
والمهرُ فِي آثارهنّ يَقبِصُ
(1/208)
قَبصاً تخال الهِقلَ مِنْهُ يَنكِصُ
حَتَّى اشمعلَّ مُكْعِناً مَا يَهبِصُ
قلت: وَأَنا وَاقِف فِي هَذَا الْحَرْف.
(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الْفَاء)
اسْتعْمل من وجوهه: عكف، عفك.
عكف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}
(البَقَرَة: 187) . عاكفون: مقيمون فِي الْمَسَاجِد، عكَف يعكُف
ويعكِفُ، إِذا أَقَامَ. وَمِنْه قَوْله: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ
لَّهُمْ} (الأعرَاف: 138) أَي يُقِيمُونَ وَأما قَوْله جلّ وعزّ:
{الْحَرَامِ وَالْهَدْىَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ} (الفَتْح: 25) فإنَّ
مُجَاهدًا وَعَطَاء قَالَا: مَحْبُوسًا. وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء.
يُقَال عكفته أعكفه عكفاً، إِذا حبستَه. وَقد عكَّفْت الْقَوْم عَن
كَذَا، أَي حبَستهم. وَقَالَ الْأَعْشَى:
وكأنَّ السُّموط عكَّفها السِّل
كُ بعِطَفيْ جَيداءَ أُمِّ غزالِ
أَي حبسَها وَلم يدعْها تتفرَّق.
وَيُقَال إنّك لتَعكفني عَن حَاجَتي، أَي تصرِفني عَنْهَا.
قلت: يُقَال عكفتُه عكفاً، فعكف يعكف عكوفاً. وَهُوَ لازمٌ وواقع،
كَمَا يُقَال رجعتُه فرجَع، إلاّ أنّ مصدر اللَّازِم العكوف، ومصدر
الْوَاقِع العَكْف.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عكَف يعكِفُ ويعكفُ عَكْفاً وعكوفاً، وَهُوَ
إقبالك على الشَّيْء لَا ترفع عَنهُ وجهَك. وَقَالَ العجاج يصف ثوراً:
فهنَّ يعكُفن بِهِ إِذا حَجَا
أَي يقْبلنَ عَلَيْهِ. قَالَ: وعكَفت الخيلُ بقائدها، إِذا أقبلَتْ
عَلَيْهِ. وعكفت الطَّير بالقتلى.
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يعْتَكف فِي
العَشْر الْأَوَاخِر فِي الْمَسْجِد وَالِاعْتِكَاف فِي الْمَسْجِد:
الْإِقَامَة فِيهِ وتركُ الْخُرُوج مِنْهُ إلاّ لحَاجَة الْإِنْسَان،
يصلِّي فِيهِ وَيقْرَأ الْقُرْآن. وقومٌ عُكوف: مقيمون. وَقَالَ أَبُو
ذُؤَيْب يصف الأثافيّ:
فهنَّ عُكُوفٌ كنوح الكري
م قد شفّ أكبادَهن الهوِيُّ
وَقَوله: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} (طاه: 97) ، أَي مُقيما. وَعَكَفَ
على الشَّيْء: أَقَامَ عَلَيْهِ.
عفك: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الأعفك: الأحمق.
أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: امرأةٌ
عَفْتاء وعفكاء ولَفْتَاء، إِذا كَانَت خرقاء. قَالَ: والعَفَك
والعَفَت يكونَانِ العَسَر والخُرْق.
وَقَالَ اللَّيْث: الأعفك: الأحمق الَّذِي لَا يثبت على كلمة وَاحِدَة
وَلَا يتمُّ أمرا حتَّى يَأْخُذ فِي غَيره. قَالَ: وَهُوَ المخلَّع من
الرِّجَال. وَأنْشد:
صاحِ ألم تعجب لقَوْل الضيطرِ
الأعفكِ الأحدلِ ثُمَّ الأعسرِ
وَقَالَ بعض الْعَرَب: هَؤُلَاءِ الطماطمة يعفِكون الكلامَ عفكاً
ويَلفِتونه لفتاً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَفِيك واللَّفيك: المشبَع حُمقاً.
(1/209)
(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الْبَاء)
عكب، عبك، كبع، كَعْب، بعك، بكع: مستعملات.
عكب: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: العَكوب: الْغُبَار، بِفَتْح
الْعين. وَأنْشد قَول بشر بن أبي خازم:
على كلِّ مَعْلُوبٍ يثور عَكوبُها
قَالَ: والمعلوب: الطَّرِيق الَّذِي يُعلَب بجَنْبَتَيْه.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: عكفت الْخَيل عكوفاً، وعكبت عُكوباً، بِمَعْنى
وَاحِد.
وَقَالَ اللَّيْث نَحوه: طير عكوف وعُكوب. وَأنْشد لمزاحم العُقَيلي:
تظلُّ نُسورٌ من شَمامِ عليهمُ
عُكوباً مَعَ العِقْبانِ عِقبانِ يذبُلِ
قَالَ: وَالْبَاء لُغَة بني خَفاجة من بني عُقَيل.
وَيُقَال عكبت الْقدر تعكُب عكوباً، إِذا ثار عُكابُها، وَهُوَ
بُخارُها وشدَّة غليانها. وَأنْشد:
كأنّ مُغيرات الجيوش التقتْ بهَا
إِذا استحمشَتْ غَلْياً وفاضتْ عُكوبُها
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: غلامٌ عَضْبٌ وعَصْبٌ
وعَكْبٌ، إِذا كَانَ خَفِيفا نشيطاً فِي عمله. قَالَ: والعكب: الشدَّةُ
فِي الشرِّ والشَّيطنة، وَمِنْه قيل للمارد من الجنّ وَالْإِنْس
عِكَبّ. قَالَ: والعَكْب: الغُبار، وَمِنْه قيل للْأمة عَكْباء.
وَقَالَ غَيره: العِكَبُّ: الجافي الغليظ، وَكَذَلِكَ الأعكب.
والعِكبُّ العجليُّ: شَاعِر جيّد الشِّعر. والعاكب من الْإِبِل:
الْكَثِيرَة. وَقَالَ الراجز:
فغَشِيَ الذادةَ مِنْهَا عاكبُ
وَقَالَ اللَّيْث: العَكَب: غِلظٌ فِي لَحْي الْإِنْسَان؛ وَمِنْه
أمَةٌ عَكْباء: جافية الخَلْق عِلجةٌ، من آمٍ عُكْب.
عبك: أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال
مَا أغْنَى عنّي عَبَكة. قَالَ: والعَبَكة: مَا يتعلَّق بالسِّقاء من
الوضَر، وَيُقَال الشَّيْء الهيِّن. قَالَ: والعَبْك: السَّويق.
عَمْرو عَن أَبِيه: مَا ذُقتُ عَبَكةً، وَهِي الحبّة من السَّويق،
وَلَا لَبَكةً، وَهِي الحبّة من الثَّرِيد.
وَقَالَ اللَّيْث: مَا ذقت عبكة وَلَا لبَكة، والعَبَكة: قِطْعَة من
السويق أَو كسرة، واللَّبَكة: لُقْمة من ثريدٍ أَو نَحوه.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَبْك: خَلْطُك الشيءَ.
كَعْب: قَالَ الله تَعَالَى: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (المَائدة: 6) قَرَأَ ابْن كثير
وَأَبُو عَمْرو وَأَبُو بكر عَن عَاصِم وَحَمْزَة (وأرجلِكم) خفضاً،
والأعشى عَن أبي بكر بِالنّصب مثل حَفْص. وَقَرَأَ يَعْقُوب الحضرميّ
والكسائيّ وَنَافِع وَابْن عَامر: {وَأَرْجُلَكُمْ} (المَائدة: 6)
نصبا، وَهِي قِرَاءَة ابْن عَبَّاس، يردُّه على قَوْله: {فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ} (المَائدة: 6) . وَكَانَ الشَّافِعِي يقْرَأ بِالنّصب
{وَأَرْجُلَكُمْ} (المَائدة: 6) .
وَاخْتلف النَّاس فِي الْكَعْبَيْنِ. وَسَأَلَ ابْن جَابر أَحْمد بن
يحيى عَن الكعب، فَأَوْمأ
(1/210)
ثَعْلَب إِلَى رجله إِلَى المَفْصِل
مِنْهَا بسبَّابته فَوضع السبّابة عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: هَذَا قَول
المفضَّل وَابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: ثمَّ أَوْمَأ إِلَى
المَنْجِمَيْن وَقَالَ: هَذَا قَول أبي عَمْرو بن الْعَلَاء والأصمعي
قَالَ: وكلٌّ قد ذهبَ مذهبا.
وَقَالَ ابْن المظفَّر: الكعب: الْعظم لكلِّ ذِي أَربع. وَكَعب
الْإِنْسَان: مَا أشرف فَوق رُسغِه عِنْد قدمه. وَكَعب الْفرس: بَين
عظم الوظيف وَعظم السَّاق الناتىء من خلف. والكعب من الْقصب والقنا:
أُنبوب مَا بَين العُقدتين، والجميع الكعوب. وَالْعرب تَقول: جَارِيَة
دَرْماء الكعب، إِذا لم يكن لرؤوس عظامها حَجْم، وَذَلِكَ أؤثَر لَهَا
قَالَ الراجز يصف جَارِيَة:
ساقاً بَخَنداةً وكعباً أدرما
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكَعْب من السّمن: الكُتْلة. والكَعْب
من الرُّمح: طرف الأنبوب الناشز. والكعبان: الناشزان من جَانِبي
الْقَدَمَيْنِ. وَأنكر قَول النَّاس إنّه فِي ظهر الْقدَم.
أَبُو عبيد: الكاعب: الْجَارِيَة الَّتِي كَعَب ثدياها وكعَّب،
بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف، والجميع الكواعب. وَقَالَ الله:
{وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} (النّبَإِ: 33) . ووجهٌ
مكعَّبٌ، إِذا كَانَ جَافيا ناتئاً. وَيُقَال جَارِيَة كَعابٌ أَيْضا
بِمَعْنى الكاعب.
أَبُو عَمْرو وَابْن الْأَعرَابِي: الكُعبة: عُذرة الْجَارِيَة.
وَأنْشد قَول الراجز:
ركَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُه
قد كَانَ مَخْتُومًا ففُضَّتْ كُعبتُه
وَأما الْبَيْت الْحَرَام فَهُوَ الكَعبة بِفَتْح الْكَاف، سمِّي كعبةً
لارتفاعه وتربُّعه. وكلُّ بيتٍ مربَّع عِنْد الْعَرَب فَهُوَ كعبة.
وَذُو الكَعَبات: بيتٌ كَانَ لِرَبِيعَة، وَقد ذكره الْأسود بن يعفر
فِي شعره فَقَالَ:
وَالْبَيْت ذِي الشُّرُفات من سِندادِ
وَقَالَ اللَّيْث: الثَّوْب المكعَّب: المطويّ الشَّديد الإدراج.
يُقَال كعبت الثوبَ تكعيباً. قَالَ: والكعب من القَصَب: أنبوب مَا بَين
العُقدتين، وَجمعه كعوب. وَقَالَ أَوْس بن حجر يصف رمحاً واستواء
كعوبه:
تَقاكَ بكعبٍ واحدٍ وتلَذُّه
يداك إِذا مَا هُزَّ بالكفّ يَعسِلُ
وَقَالَ اللَّيْث: ثديٌ كاعب ومكعِّب، ومتكعِّبٌ، بِمَعْنى واحدٍ.
وَقَالَ الأصمعيّ: سمِّيت الْكَعْبَة للتربيع.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الكعب: الْقطعَة من السّمن الجامس.
وَقَالَ اللَّيْث: كعبت الشَّيْء تكعيباً: إِذا ملأتَه.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: المكعَّب من الثِّيَاب: المُوَشَّى.
وَقَالَ أَبُو سعيد: أَعلَى الله كَعبه، أَي أَعلَى جَدَّه. وَقَالَ
غَيره: مَعْنَاهُ أَعلَى الله شرفَه.
وَقَالَ أَبُو زيد: أكعبَ الرجلُ إكعاباً، وَهُوَ الَّذِي ينْطَلق
مضارّاً لَا يُبَالِي مَا وَرَاءه. وَمثله كلَّل تكليلاً.
عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للدَّوخلَّة: المكعَّبة والوشيجَة،
والمُقعَدة، والشَّوغرة.
(1/211)
كبع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ
قَالَ: الكُبَع: جمل البحْر. وَيُقَال للْمَرْأَة الدميمة: يَا وَجه
الكُبع.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكَبْع: النَّقْد. وَأنْشد:
قَالُوا ليَ اكبَعْ قلت لستُ كابعا
والكَبْع: القَطْع. وَأنْشد:
تركتُ لصوص المِصر من بَين بائسٍ
صليبٍ ومكبوع الكراسيع باركِ
والكبْع: المنْع. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: الكُبوع والكُنوع: الذلّ
والخضوع.
بكع: فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: (لقد خَشِيتُ أَن تبكعَني
بهَا) . أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: التبكيت والبَكْع: أَن تسْتَقْبل
الرجل بِمَا يكره. وَقَالَ شمر: يُقَال بكّعه تبكيعاً، إِذا واجَهَه
بِالسَّيْفِ وَالْكَلَام.
وَقَالَ اللَّيْث: البَكْع: شدَّة الضّرب المتتابع، تَقول بكعتُه
بالسَّيف والعصا.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: بكعتُه بِالسَّيْفِ: قطعتُه.
بعك: ابْن السّكيت: تَقول الْعَرَب: وقعْنا فِي بَعكُوكاء ومَعْكوكاء،
أَي فِي جَلَبةٍ وصِياح.
وَقَالَ غَيره: البَعْكوكة من الْإِبِل: المجتمعة الْعَظِيمَة. وَقَالَ
الراجز:
يخرُجن من بَعكوكة الخِلاطِ
وَقَالَ اللِّحياني: تركته فِي بَعْكوكةِ الْقَوْم، أيْ فِي
جَمَاعَتهمْ. قَالَ: وبَعْكوكة الشَّرّ: وَسطه.
قلت: وَهَذَا حرف جَاءَ نَادرا على فَعلولة، وَأكْثر كَلَامهم على
فُعلولة وفُعلول، مثل بُهلول وكُهْلول وزُغلول.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: البَعَك: الغِلَظ والكزازة فِي الْجِسْم،
وَمِنْه اشتق بَعْكَك.
قلت: وَلم أجد هَذَا لغيره.
(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الْمِيم)
عكم، كعم، كمع، مَعَك: مستعملة.
عكم: أَبُو عبيد: عكم يعكِم، إِذا كرَّ رَاجعا. وَقَالَ لبيد:
فجال وَلم يَعْكِم
أَي هرب وَلم يكرّ. وَقَالَ شمر: يكون عكَم فِي بَيت لبيدٍ بِمَعْنى
انْتظر، فكأنّه قَالَ: فجال وَلم ينْتَظر، يَعْنِي الثَّورَ هربَ وَلم
ينْتَظر. وَأنْشد شمر بَيت الْهُذلِيّ:
أزُهَيْرُ هَلْ عَن شَيبةٍ من مَعْكِمِ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِكم: بَكَرة الْبِئْر. وَأنْشد:
وعُنق مثل عَمُود السَّيْسَبِ
رُكِّبَ فِي زَورٍ وثيق المَشعَبِ
كالعِكم بَين القامتين المُنْشَبِ
وَحَدِيث أمّ زَرْع: (عُكومها رَدَاح، وبيتها فَيَاح) . قَالَ: قَالَ
أَبُو عبيد: العُكوم: الْأَحْمَال والأعدال الَّتِي فِيهَا الأوعية من
صُنوف الْأَطْعِمَة وَالْمَتَاع، واحِدها عِكْم.
قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول يَوْم الظَّعن لخدَمهم: اعتكموا. وَقد
اعتكموا، إِذا سوَّوا الأعدال ليشدُّوها على الحَمُولة. وكلُّ عِدلٍ
عِكمٌ، وَجمعه عكومٌ وأعكام.
وَقَالَ الفرّاء: يَقُول الرجل لصَاحبه اعكُمني وأعكمِني، فَمَعْنَى
اعكُمني أَي اعكُم لي،
(1/212)
وَيجوز بِكَسْر الْكَاف. وَأما أعكمني
بِقطع الْألف فَمَعْنَاه أعنّي على العَكْم. وَمثله احلُبْني أَي
احلُبْ لي، وأحلِبني أَي أعنّى على الحَلْب وَمثله المُسْنِي وألمِسني،
وابغِني وأبْغِني.
وَقَالَ اللَّيْث: عكمتُ الْمَتَاع أعكمه عكماً، إِذا بسطتَ ثوبا
وَجعلت فِيهِ مَتَاعا فشددته، ويسمَّى حينئذٍ عِكْماً. والعِكام:
الْحَبل الَّذِي يُعكم عَلَيْهِ. قَالَ: والعِكْم عِكم الثِّياب
الَّذِي يشدُّ بِهِ العكَمة، والعكَمتان تُشدَّان من جَانِبي الهودج
بِثَوْب. وَيُقَال للدابّة إِذا شرِبت فَامْتَلَأَ بطنُها: مَا بقيَتْ
فِي جوفها هَزْمةٌ وَلَا عَكْمةٌ إلاَّ امْتَلَأت. وَأنْشد:
حَتَّى إِذا مَا بلَّتْ العكوما
من قَصب الأجوافِ والهُزوما
قَالَ: وَيُقَال الهَزْم: دَاخل الخاصرة. والعِكْم: دَاخل الجَنْب.
قَالَ: وَيُقَال عُكِم عنّا فلانٌ يُعكَم، إِذا رُدَّ عَن زيارتنا.
وَأنْشد:
ولاحتْه من بعد الجُزُوء ظَماءةٌ
وَلم يَك عَن وِرد الْمِيَاه عُكومُ
وَقَالَ ابْن السّكيت: العِكم: نَمَط الْمَرْأَة تَجْعَلهُ كالوِعاء
وَتجْعَل فِيهِ ذخيرتها.
أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للغلام الشابل المنعَّم:
معكَّم، ومكتَّل، ومصدَّر، وكلثوم، وحِضَجْر.
كعم: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن
المكاعمة والمكامعة. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ غير وَاحِد: أما المكاعمة
فَأن يلثَم الرجلُ صاحبَه، أُخِذ من كِعام الْبَعِير، وَهُوَ أَن
يُشَدَّ فمُه إِذا هاج، يُقَال مِنْهُ كَعَمته أكْعَمُه كَعْماً،
فَهُوَ مكعوم. وَقَالَ ذُو الرمة:
يهماء خابِطُها بالخوف مكعوم
يَقُول: قد شدّ الْخَوْف فَمه فمنعَه من الْكَلَام، فَجعل النَّبِي ج
لثمَه إِيَّاه بِمَنْزِلَة الكعام.
وَقَالَ اللَّيْث: الكِعْم: شَيْء من الأوعيَة يُوعَى فِيهِ السلاحُ
وَغَيره، والجميع الكِعام. وَقَالَ أَبُو سعيد: كُعوم الطَّرِيق:
أفواهه. وَأنْشد:
ألاَ نَام الخليُّ وبتُّ حِلساً
بِظهْر الغَيب سُدَّ بِهِ الكُعومُ
قَالَ: بَات هَذَا الشَّاعِر حِلساً لما يحفظ ويرعى، كأنّه حِلسٌ قد
سُدَّ بِهِ كُعوم الطَّرِيق، وَهِي أفواهه.
كمع: قَالَ أَبُو عبيد: المكامعة فِي الحَدِيث: أَن يُضاجع الرجلُ
صاحبَه فِي ثوبٍ وَاحِد، أَخذ من الكِمْع والكميع، وَهُوَ الضَّجيع.
وَمِنْه قيل لزَوْج الْمَرْأَة هُوَ كَمِيعها. وَأنْشد لأوس:
وهبّت الشمألُ البليلُ وإذْ
بَات كَميعُ الفتاة مُلتفِعا
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال كامعتُ الْمَرْأَة، إِذا ضمَّها إِلَيْهِ
يصونُها.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكِمْع من الأَرْض: الْغَائِط المتطأطىء.
وَأنْشد:
فظلَّت على الأكماع أكماع دَعْلجٍ
على جِهَتَيها من ضُحَى وهَجيرِ
وَقَالَ شمر: الكِمْع: المطمئنّ من الأَرْض، وَيُقَال مستَقَرُّ
المَاء. قَالَ: وَقَالَ أَبُو نصر: الأكماع: أَمَاكِن من الأَرْض
(1/213)
يرْتَفع حروفها وتطمئنّ أوساطها.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكِمَع: الإمَّعة من
الرِّجَال، والعامّة تسمّيه المعمعيّ واللِّبْديّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: كَمَع فِي الْإِنَاء، وكَرَع فِيهِ، وشرعَ.
وَأنْشد:
أَو أعوجيَ كبُردِ العَصْب ذِي حجلٍ
وغُرّةٍ زيَّنَتْه كامعٍ فِيهَا
قَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت أَبَا السَّمَيْدع يَقُول: كمع
الفرسُ والرجلُ وَالْبَعِير فِي المَاء وكرع، ومعناهما شرع.
مَعَك: رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: (لَو كَانَ المعْك رجلا
كَانَ رجلَ سَوء) . وَفِي حَدِيث آخر: (المعك طَرَفٌ من الظُّلْم) .
المعْك: المَطْل واللَّيُّ بالدَّين، يُقَال معكَه بِدَينِه يمعكُه
مَعْكاً، إِذا مَطَله ودافعه. وماعَكَه ودالكَه، إِذا ماطَلَه. وَقَالَ
زُهَيْر:
... . وَلَا
تمعَكْ بعرضِك إنَّ الغادرَ المَعِكُ
والمَعْك: الدَّلْك. يُقَال معكت الْأَدِيم أمعَكهُ معكاً، إِذا دلكته
دلكا شَدِيدا.
وَيُقَال معّكته فِي التُّرَاب تمعيكاً، إِذا مرَّغتَه فِيهِ. وَقد
تمعَّك فِي التُّرَاب وتمرَّغ. وَالْحمار يتمعَّك ويتمرَّغ فِي
التُّرَاب. ومعَكت الرجلَ أمعكُه، إِذا ذَلَّلته وأهنته. |