تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْعين والثاء
(بَاب الْعين والثاء مَعَ الرَّاء)
ع ث ر
عثر، ثعر، رعث، رثع، ثرع: مستعملة.
عثر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا
اسْتَحَقَّآ إِثْماً} (المَائدة: 107) مَعْنَاهُ: فَإِن اطُّلع على
أَنَّهُمَا قد خَانا. وَقَالَ الله جلَّ وعَزَّ {وَكَذالِكَ
أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} (الْكَهْف: 21) مَعْنَاهُ: وَكَذَلِكَ
أَطْلعنا. وَقَالَ اللَّيْث: عَثَر الرجل يَعْثُر عُثُوراً إِذا هجم
على أَمر لم يهجُم عَلَيْهِ غَيره وأعثرت فلَانا على أَمر أَي أطلعته.
وعَثَر الرجل يَعْثُر عَثْرة، وعَثَر الْفرس عِثَاراً. وعيوب الدوابّ
تَجِيء على فِعَال؛ مثل العِثار والعِضَاض والخِراط والضِرَاح
والرِمَاح وَمَا شاكلها. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: العَثَرِيّ:
العِذْي، وَهُوَ مَا سقته السماءُ. قلت: العَثَرِيّ من الزروع: مَا
سُقِي بِمَاء السَّيْل والمطر وأُجرِي إِلَيْهِ الماءُ فِي المسايلِ
وحُفر لَهُ عاثور أَي أتيّ يُجْرى فِيهِ المَاء إِلَيْهِ. وَجمع
العاثور عواثير. وَمن هَذَا يُقَال: وَقع فلَان فِي عاثور شرّ وعافور
شرّ إِذا وَقع فِي وَرْطة لم يحتسبها وَلَا شَعَر بهَا. وَأَصله الرجلُ
يمشي فِي ظُلْمة اللَّيْل فيتعثّر بعاثور المَسِيل أَو فِي خدّ خَدَّه
سيلُ الْمَطَر فَرُبمَا أَصَابَهُ مِنْهُ وَثْء أَو عَنَت أَو كسر.
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن
قُريْشًا أهل أَمَانَة، مَن بغاها العواثر كبَّه الله لمنخره) .
وَقَوله: (من بغاها العواثر) أَي بغى لَهَا المكايد الَّتِي تَعْثُر
بهَا كالعاثور الَّذِي يُخَدّ فِي الأَرْض فتعثّر بِهِ الْإِنْسَان
إِذا مَرَّ بِهِ لَيْلًا وَهُوَ لَا يشْعر بِهِ فَرُبمَا أَعْنته.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه
قَالَ: يُقَال: جَاءَ فلَان رائقاً عَثَّرِيّاً بتَشْديد الثَّاء إِذا
جَاءَ فَارغًا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهُوَ غير العَثَريّ الَّذِي
جَاءَ فِي الحَدِيث، لِأَن الَّذِي فِي الحَدِيث مخفّف الثَّاء،
وَهَذَا مشدّد الثَّاء، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي
العِذْي: إِنَّه العَثَريّ بتَخْفِيف الثَّاء، وَكَانَ شمر يشدّد
الثَّاء فِيهِ، وَالصَّوَاب تخفيفها؛ كَمَا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس
وَأَبُو الْهَيْثَم. وروى شمر عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: رجل
عَثَريّ: لَيْسَ فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا فِي أَمر الْآخِرَة.
وَقَالَ اللَّيْثِيّ فِي قَول الراجز: (وبلدة كَثِيرَة العاثور) قَالَ:
يَعْنِي المتالِف. أَبُو عبيد: العِثْيَر: الغُبَار. قَالَ: وأنشده
الأمويّ:
ترى لَهُم حول الصِقَعْل عِثْيره
يَعْنِي الْغُبَار. وَقَالَ اللَّيْث: العِثْيَر: الْغُبَار الساطع.
وَأما قَوْلهم: مَا يرى لفُلَان أَثَرٌ وَلَا عَيْثَرٌ فَإِنَّهُ مبنيّ
على مِثَال فَيْعَل. وروى الأصمعيّ عَن أبي عَمْرو بن العَلاَء أَنه
قَالَ: بُنيَتْ سَيْلَحُون: مَدِينَة بِالْيمن فِي
(2/195)
ثَمَانِينَ أَو سبعين سنة، وبنيت بَرَاقِش
وَمعين بِغُسالة أَيْديهم، فَلَا يرى لسَيْلحين أَثَرٌ وَلَا عَيْثَرٌ،
وَهَاتَانِ قائمتان. وَأنْشد قَول عَمْرو بن معد يكرب:
دَعَانَا من بَرَاقِش أَو مَعِين
فأَسمع واتلأَب بِنَا مليع
ومَلِيع: اسْم طَرِيق. وَقَالَ الأصمعيّ: العَيْثَر تبع لأثر. قَالَ:
وَأما العِثْيَر فَهُوَ الْغُبَار. وَقَالَ الرياشي: العَيْثَر: أخْفى
من الأَثَر، يُقَال: إِن العَيْثَر: عَين الشَّيْء وشخصه فِي قَوْله:
مَاله أثر وَلَا عَيْثر وَأنْشد:
لعمر أَبِيك يَا صَخْر بن عَمْرو
لقد عيثرت طيرك لَو تعيفُ
يُرِيد: لقد أَبْصرت وعاينت. وَقَالَ اللَّيْث: العَيْثَر: مَا قَلَبْت
من تُرَاب أَو مَدَر أَو طين بأطراف أَصَابِع رجليك إِذا مشيتَ وَلَا
يرى من القَدَم أثر غَيره، فَيُقَال: مَا رَأَيْت لَهُ أثرا وَلَا
عَيْثراً. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ:
العثْر: الكذِب، يُقَال فلَان فِي العَثْر والبائن، يُرِيد: فِي الْحق
وَالْبَاطِل.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: كَانَت بَين الْقَوْم عَيْثَرة
وغَيْثَرة شَدِيدَة، وَكَأن العَيْثرة دون الغَيْثرَة. وَقَالَ
الْأَصْمَعِي:
تركت الْقَوْم فِي غَيْثرة وعَيْثرة أَي فِي قتال دون الْقِتَال. قَالَ
وَيُقَال: مَا رَأَيْت لَهُ أثرا وَلَا عَيْثراً. قَالَ: والعَيْثَر:
الشَّخْص العَثَر الِاطِّلَاع على سِرِّ الرجل. وعَثَّر: مَوضِع وَهُوَ
مأسَدة، جَاءَ على فَعَّل مثل بَقَّمَ. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول
الْأَعْشَى:
فَبَانَت وَقد أورثت فِي الفؤا
د صَدْعاً يخالط عَثَّارها
قَالَ: عثَّارها هُوَ الْأَعْشَى عَثَر بهَا فابتُليَ بهواها وتزوّد
مِنْهَا صَدْعاً فِي فُؤَاده.
وعُثَارى: اسْم وَاد.
ثعر: رَوَى أَبُو الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا مُيّز أهل الجنَّة من أهل النَّار أُخرِجوا قد
امْتُحِشوا فيُلْقَون فِي نهر الْحَيَاة فَيخْرجُونَ بيضًا مثل
الثعارير) . والثعارير فِي هَذَا الحَدِيث: رُؤُوس الطراثيث، ترَاهَا
إِذا خرجت من الأَرْض بيضًا شُبّهوا فِي الْبيَاض بهَا. ورَوَى أَبُو
الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الثعارير: الثآليل وَاحِدهَا
ثُعرور. قَالَ: والثَعَر: كَثْرَة الثآليل. قَالَ: والثُعْرور أَيْضا:
ثَمَر الذُؤْنُون وَهِي شَجَرَة مُرَّة. وَيُقَال لرأس الطُرْثُوث:
ثُعْرور، وَكَأَنَّهُ كَمَرة ذَكَر الرجل فِي أَعْلَاهُ. وَقَالَ
اللَّيْث: الثُعْرورة: الرجل الْقصير.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي مَوضِع آخر: الثُعْرور: قِثّاء صغَار.
قَالَ: وَهُوَ الثُؤلول، وَهُوَ قُرَاد الثَدْي وَهُوَ حَلَمته. قَالَ:
والثعارير: نَبَات يشبه الهِلْيَوْن. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّعْر:
لُغَة فِي الثُعْر، وَهِي شَجَرَة السمّ إِذا قُطِر مِنْهُ فِي الْعين
مَاتَ صَاحبه وَجَعاً.
رعث: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يحلِّي
بَنَات فلَان وكنّ فِي حجْره رِعَاثاً من ذهب.
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: وَاحِد الرَعَاث رعَثَة
ورَعْثة، وَهُوَ القُرْط. قَالَ: والرَعْث فِي غير هَذَا: العِهْن من
الصُّوف. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن
(2/196)
الأعرابيّ قَالَ: الرَعَثة فِي أَسْفَل
الأُذُن الشَنْف فِي أَعلَى الْأذن. وَقَالَ اللَّيْث: الرَعْثة:
رَعْثة الديك وَهِي لِحْيته قَالَ: وَرَعثتَا المِعْزَى: زَنَمتاها.
ورَعَثَتِ العَنْزُ رَعْثاً إِذا ابيضَّت أَطْرَاف زَنَميتيْها. قَالَ:
وكلّ مِعْلاق كالقُرْط وَنَحْوه يعلَّق من أذن أَو قلادة فَهُوَ
رِعَاث. قَالَ: والرُعُث: ذَبَاذب من العِهْن تعلَّق من الهوادج زِينَة
لَهَا، وَاحِدهَا رَعْثة. قَالَ: والرَعْثة التَلْتَلة تتخَّذ من جُف
الطَلْعة يُشرب بهَا. وحُكِي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: يُقَال لراعوفة
الْبِئْر: راعوثة. قَالَ: وَهِي الأُرْعُوفة والأُرْعُوثة. وَتَفْسِيره
فِي الْعين وَالرَّاء. وبَشَّار المُرَعَّث سمّي مُرَعثاً لِرَعَاث
كَانَت فِي أُذُنه.
ثرع: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه
قَالَ: ثَرِع الرجل إِذا طَفَّل على قوم.
رثع: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: رجل راثع وَهُوَ الَّذِي يرضى من
العطيّة بالطفيف، ويخادن أخدان السَوْء.
وَقد رَثِع رَثَعاً. وَقَالَ اللَّيْث: رجل رَثِع وراثع: حَرِيص ذُو
طَمَع.
(بَاب الْعين والثاء مَعَ اللَّام)
ع ث ل
علث، عثل، ثعل، لعث: مستعملة.
علث: أَبُو عبيد عَن الفرّاء قَالَ: المعلوث: بِالْعينِ: الْمَخْلُوط.
قَالَ: وَقد سمعناه بالغين: مغلوث، وَهُوَ مَعْرُوف. الحَرّانيّ عَن
ابْن السّكيت قَالَ: العَلْث: أَن يُخلط البُرّ بِالشَّعِيرِ، يُقَال:
عَلَث الطعامَ يَعْلِثه عَلْثاً. وَمِنْه اشتقّ عُلاثة. قَالَ:
والعَلَث: شدّة الْقِتَال. يُقَال: قد عَلِث بعضُ الْقَوْم بِبَعْض
قلت: وَالَّذِي ذكره ابْن السّكيت بِالْعينِ يجوز فِي جَمِيع مَا ذكر
فِي الْغَيْن. يُقَال: طَعَام مغلوث وغَلِيث وعَلِيث وَرجل غَلِث:
ملازم لمن طَالب قتال أَو غَيره، وَهُوَ صَحِيح كُله. وعُلاَثة: اسْم
رجل، وَهُوَ الَّذِي يَجمع من هَهُنَا وَهَهُنَا. وَقد عَلَث. قَالَ:
وَيُقَال: اعتلث الزَنْدُ إِذا لم يورِ، واعتاص عِلاَثة. وَأنْشد:
فَإِنِّي غير معتِلث الزِّنَاد
أَي غير صَلْد الزِّنَاد. وَيُقَال: اعتلث فلَان زَنْداً إِذا أَخذه من
شجر لَا يُدرى أيُورى أم لَا. والمعتلث من السِهَام: الَّذِي لَا خبر
فِيهِ، قَالَه ابْن شُمَيْل. أَبُو زيد: إِذا خُلط البُرّ بِالشَّعِيرِ
فَهُوَ عَليث. وَحكى النَّضر عَن الجعديّ: غَلَثوا البُرّ بِالشَّعِيرِ
أَي خلطوه، وَهُوَ الغَلِيث. وَقَالَ أَبُو الجرّاح: الغَليث: أَن يخلط
الشّعير بالبرّ للزِّرَاعَة ثمَّ يحصدان ويجمعان مَعًا. والجِرْبة:
المزرعة، وَأنْشد:
جفاه ذَوَات الدَرّ واجتزّ جِرْبَةً
عليثاً وأعْيا دَرُّ كل عَتُوم
عثل: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: عَثَمَتْ يَدُه وعثَلَت
تَعْثُل إِذا جَبَرت على غير اسْتِوَاء. وَأنْشد غَيره:
ترى مُهجَ الرِّجَال على يَدَيْهِ
كَأَن عِظَامه عَثَلت بجَبْر
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَثَل: ثَرْب الشَّاة،
وَهُوَ الخِلْم والسِمْحاق. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: رجل عِثْوَلّ
قِثْوَلّ إِذا كَانَ عَيِيّاً
(2/197)
فَدْماً ثقيلاً. قَالَ: وَقَالَ لي أعرابيّ
وَلِصَاحِب لي كَانَ يستثقله، وَكُنَّا مَعًا نَخْتَلِف إِلَيْهِ،
فَقَالَ لي: أَنْت قُلْقُل بُلْبُل، وَصَاحِبك هَذَا عِثْوَلٌّ
قِثْوَلٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: العَثُول: الأحمق، وَجمعه
عُثُل.
ثعل: أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: الثُعْل: زِيَادَة
طُبْي على سَائِر الْأَطِبَّاء، وَزِيَادَة سِنّ على سِنّ. وَأنْشد:
ذمّوا لنا الدُّنْيَا وهم يرضعونها
أفاويق حَتَّى مَا يدرُّ لَهَا ثُعْلُ
وَقَالَ الأصمعيّ: رجل أثعل إِذا كَانَ زَائِد السنّ. وَتلك السن
الزَّائِدَة يُقَال لَهَا الراءول. اللَّيْث: رجل أثعل وَامْرَأَة
ثعلاء وَقد ثَعِل ثَعَلاً وَهُوَ زِيَادَة سنّ أَو دُخُول سنّ تَحت سنّ
فِي اخْتِلَاف من المَنْبت. قَالَ: والأثعل: السّيد الضخم إِذا كَانَ
لَهُ فضول. قَالَ: والثَعُول: الشَّاة الَّتِي تُحلب من ثَلَاثَة أمكنة
أَو أَرْبَعَة للزِّيَادَة الَّتِي فِي الطُبْي. الْأَصْمَعِي: وِرد
مُثْعِل إِذا ازْدحم بعضه على بعض من كثرته. اللَّيْث الْأُنْثَى من
الثعالب يُقَال لَهَا ثُعَالة. قلت: وَيُقَال لجمع الثَّعْلَب ثعالب
وثعالى بِالْبَاء وَالْيَاء. وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
لَهَا أشارير من لحم تُتَمرُه
من الثعالى ووَخْز من أرانيها
أَرَادَ: من الثعالب وَمن أرانبها. وَقَالَ اللَّيْث: الثُعْلُول:
الرجل الغضبان وَأنْشد:
وَلَيْسَ بِثُعْلُول إِذا سِيل واجتُدِي
وَلَا برماً يَوْمًا إِذا الضَّيْف أوهما
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فِي أَسْنَانه ثَعَل وَهُوَ تراكب
بَعْضهَا على بعض. وَقيل: أَخبث الذئاب الأَثْعل وَفِي أَسْنَانه شَخَس
وَهُوَ اخْتِلَاف النِبتة. ابْن شُمَيْل: الثَّعْلَب: الذّكر،
وَالْأُنْثَى ثَعْلَبَة. وَيُقَال لكل ثَعْلَب إِذا كَانَ ذكرا: هَذَا
ثُعَالة، كَا ترى بِغَيْر صرف، وَلَا يُقَال للْأُنْثَى: ثُعَالة،
وَيُقَال للأَسَد: أُسامة بِغَيْر صرف، وَلَا يُقَال للْأُنْثَى:
أُسامة. وَبَنُو ثُعَل: حَيّ من أَحيَاء طيّء. وبَلَد مَثْعَلة: كثير
الثعالب.
لعث: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ غَيره: الألعث: الثقيل البطيء من
الرِّجَال، وَقد لعِث لَعَثاً وَقَالَ أَبُو وَجْزة السعديّ:
ونفضتُ عني نومَها فسرْيتها
بالقوم من تَهِمٍ وألعثَ وانِ
والتهِم والتهِن: الَّذِي قد أثقله النُعَاس.
(بَاب الْعين والثاء مَعَ النُّون)
ع ث ن
عثن، عنث، نثع: مستعملة.
عثن: فِي حَدِيث سُرَاقة بن مَالك أَنه طلب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم وَأَبا بكر حِين خرجا مهاجِرَين، فلمَّا بَصُر بهما دَعَا
عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فساخت قَوَائِم فرسه فِي
الأَرْض، فَسَأَلَهُمَا أَن يخلّيا عَنهُ، فَخرجت قَوَائِمهَا، وَلها
عُثَان. قَالَ أَبُو عبيد: العُثان أَصله الدُخَان. وَجمع العُثَان
عَوَاثن، وَكَذَلِكَ جمع الدُّخان دواخن على غير قِيَاس. وَأَرَادَ
بالعثان هَهُنَا الغُبَار شبَّهه بالدخان، كَذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو
بن الْعَلَاء. وَيُقَال: عَثَنَت الْمَرْأَة بدخنتها إِذا استجمرت،
وعَثَنْت الثَّوْب
(2/198)
بالطِيب إِذا دخنته عَلَيْهِ حَتَّى عَبِق
بِهِ. وَطَعَام مَعْثون وعَثِن ومَدْخون ودَخِن إِذا فسد لدخان خالطه
وَيُقَال للرجل إِذا استوقد بحطب رَطْب ذِي دُخَان: لَا تُعَثِّن
علينا. وَقَالَ اللَّيْث: عُثْنون اللِّحْيَة: طَرَفها. وعثانين
الرِّيَاح: أوائلها. وعثانين السَّحَاب: مَا تدلَّى من هَيْدبها.
وعُثْنون الْبَعِير: شُعَيرات عِنْد مذبحه. وعُثْنون التَيْس: مَا
تدلَّى من الشّعْر تَحت مَذْبحه. وَقَالَ أَبُو زيد: العُثْنُون: مَا
فَضَل من اللِّحْيَة بعد العارضين من باطنهما. وَيُقَال لما ظهر
مِنْهَا: السَبَلة. وَقد يجمع بَين السَبَلة والعَثْنُون فَيُقَال
لَهما: عُثْنُون وسَبَلة. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: عَثْنت فِي
الْجَبَل وعَفَنت إِذا صَعِدت فِيهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَثَن:
الصَنَم الصَّغِير، والوثن: الْكَبِير، وَالْجَمَاعَة: الأَعثان
والأوثان. وَيُقَال: عَثَن فلَان بَيْننَا تعثيناً أَي خلَّط وأثار
الْفساد. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت زَائِدَة البكريّ يَقُول:
الْعَرَب تَدْعُو ألوان الصُّوف العهن، غير بني جَعْفَر فَإِنَّهُم
يَدعُونَهُ العِثْن بالثاء. قَالَ: وَسمعت مدرك بن غَزْوان الجعفريّ
وأخاه يَقُولَانِ: العِثْن: ضرب من الخُوصة يرعاه المَال إِذا كَانَ
رَطْباً، فَإِذا يبِس لم ينفع. وَقَالَ مبتكِر: هِيَ العِهْنة، وَهِي
شَجَرَة غبراء ذَات زهر أَحْمَر
عنث: اللَّيْث العُنْثُوة: يَبيس الحَلِيّ خاصّة إِذا اسودَّ وبَلِيَ
وَيُقَال لَهُ: عُنْثة أَيْضا. وشَبَّه الشَّاعِر شَعرَات اللِمَّة
بِهِ بعد الشيب فَقَالَ:
عَلَيْهِ من لِمَّته عَنَاثِى
قلت: عَنَاثي الحليّ: ثَمَرَتهَا إِذا ابيضّت ويَبِست قبل أَن تسودَّ
وتَبْلَى، هَكَذَا سَمِعت من الْعَرَب. وشبَّه الراجز بَيَاض لِمَّته
ببياضها.
نثع: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أنثع الرجلُ إِذا قاء. وأنثع إِذا
خرج الدَّم من أَنفه غَالِبا لَهُ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أنثع
القَيْء مِن فِيهِ إنثاعاً، وَكَذَلِكَ الدَّم من الْأنف.
(بَاب الْعين والثاء مَعَ الْفَاء)
ع ث ف
اسْتعْمل من وجوهه: عفث.
عفث: وَقد أهمله اللَّيْث. وَفِي الحَدِيث أَن الزُبَير بن العوّام
كَانَ أعفث. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن
الأعرابيّ: رجل أعفث: لَا يواري شَوَاره أَي فرجه. وَقَالَ غَيره: هُوَ
الْكثير التكشّف إِذا جلس.
(بَاب الْعين والثاء مَعَ الْبَاء)
ع ث ب
عَبث، ثعب، بثع، بعث: مستعملة.
عَبث: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ
عَبَثاً} (الْمُؤْمِنُونَ: 115) أَي لَعِباً. وَقد عبِث يَعْبَث
عَبَثاً فَهُوَ عابث: لاعب بِمَا لَا يعنيه وَلَيْسَ من باله. قلت:
نَصَب {عَبَثاً} لِأَنَّهُ مفعول لَهُ، الْمَعْنى: خَلَقْنَاكُمْ
للعبث.
أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: عَبَثْتُ الأقِط أَعْبَثُه عَبَثَاً
وَمِثْته، ودُفته. قَالَ أَبُو عبيد: وَفِيه لُغَة أُخْرَى: غَبثته
بالغَين. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي: الغَبِيثة بالغين: طَعَام يُطْبخ
(2/199)
وَيجْعَل فِيهِ جَرَاد وَهُوَ الغَثِيمة
أَيْضا.
الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَبْث: مصدر عَبَث الأَقِط
يَعْبَثه عَبْثاً إِذا خلط رَطْبه بيابسه. وَهِي العَبِيثة. قَالَ:
والعَبَث أَن يَعبَث بالشَّيْء. قَالَ: وعَبَثَت الْمَرْأَة أقِطها
إِذا فرَّغَتْه على المُشَرّ الْيَابِس ليحمِل يابسه رَطْبُه. قَالَ:
وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: فِي نسب بني فلَان عَبِيثة: أَي مؤتشِب، كَمَا
يُقَال: جَاءَ بعَبِيثة فِي وِعَائه أَي بُرّ وشعير قد خُلِطا.
وَقَالَ اللَّيْث: العَبِيث فِي لغةٍ: المَصْل. والعَبْث: الخَلْط،
وَهُوَ بالفارسيَّة: ترفْ تَرِين. قَالَ وَتقول: إِن فلَانا لفي
عَبِيثة من النَّاس ولَوِيثة من النَّاس، وهم الَّذين لَيْسُوا من أَب
وَاحِد، تهبَّشُوا من أَمَاكِن شَتى. وَأنْشد:
عَبِيثَة من جُشَم وجَرْم
وَيُقَال مَرَرْنَا على غَنَم بني فلَان عَبِيثة وَاحِدَة أَي اخْتَلَط
بَعْضهَا بِبَعْض.
ثعب: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الثَعَب: مَسِيل الْوَادي، وَجمعه
ثُعْبان.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ:
الثَعْب والوَقِيعة والغَدِير كلّ ذَا من مجامع المَاء.
وَقَالَ اللَّيْث: الثَعْب: الَّذِي يجْتَمع فِي مَسِيل المَطَر من
الغُثاء.
قلت: لم يجوّد اللَّيْث فِي تَفْسِير الثَعْب، وَهُوَ عِنْدِي: المسيل
نَفسه، لَا مَا يجْتَمع فِي المَسِيل من الغُثَاء.
وَقَالَ اللَّيْث: ثَعَبت المَاء ثَعَباً إِذا فَجَرْته فانثعَب
كانثعاب الدَّم من الْأنف. قَالَ وَمِنْه اشتُقّ مَثْعَب المَطَر.
قَالَ والثُعْبان: الحيَّة الضخم الطَّوِيل الذّكر قَالَ: الأَثْعَبيّ:
الْوَجْه الضخم فِي حُسْن وَبَيَاض.
قلت: وَمِنْهُم من يَقُول: وَجه أُثْعبانيّ. قَالَ: والثُعْبة: ضَرْب
من الوَزَغ يسمَّى سامَّ أبرص، غير أَنَّهَا خضراء الرَّأْس والحَلْق
جاحظة الْعَينَيْنِ، لَا تلقاها أبدا إلاَّ فَاتِحَة فاها. وَهِي من
شرّ الدوابّ. وَجَمعهَا ثُعَب.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: من أَسمَاء الفأر
البِرّ والثُعْبة والعَرِم.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الثُعْبة: دابَّة أغْلظ من الوَزَغة تلسع،
وَرُبمَا قَتَلت. قَالَ: ومَثَل من أمثالهم: مَا لخَوافي كالقِلَبة،
وَلَا الخُنّاز كالثُعْبة. قَالَ والخُنّاز: الوَزَغة.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحيَّات كلهَا ثعبان، الصَّغِير وَالْكَبِير
وَالْإِنَاث والذُكران.
وَقَالَ أَبُو خيرة: الثعبان الحيَّة الذّكر، وَنَحْو ذَلِك قَالَ
الضَّحَّاك فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ
مُّبِينٌ} (الأعرَاف: 107) .
وَقَالَ قُطْرب: الثعبان: الحيَّة الذّكر الْأَصْفَر الْأَشْقَر،
وَهُوَ من أعظم الحيَّات.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ الْخَلِيل: الثُعْبان: مَاء الْوَاحِد
ثَعب. قَالَ: وَقَالَ غَيره: هُوَ الثغب بالغين.
وَقَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: الثعبان من
(2/200)
الحيَّات ضخم عَظِيم أَحْمَر يصيد الفأر.
وَقَالَ: وَهِي بِبَعْض الْمَوَاضِع تستعار للفأر، وَهِي أَنْفَع فِي
الْبَيْت من السنانير.
وَقَالَ حُمَيد بن ثَور:
شَدِيدا توقّيه الإمامَ كَأَنَّمَا
يَرى بتوقّيه الخِشاشة أرقما
فَلَمَّا أنته أنشبت فِي خِشاشه
زِماماً كثعبان الحَمَاطة محكما
قَالَ الْأَزْهَرِي: ومَثْعب الْحَوْض: صُنْبُوره وَهُوَ ثَقْبه
الَّذِي يخرج مِنْهُ المَاء. قَالَ: وَرُوِيَ عَن ثَعْلَب فِي قَوْله
تَعَالَى وتشبيهه عَصا مُوسَى بثعبان مُبين فِي مَوضِع، وَقد شبَّهها
فِي مَوضِع آخر بالجان فَقيل الثعبان: أضخم الحَيَّات جُثّة، والجانّ:
أخفُ الحيَّات وألطفها غَلْقاً فَكيف شبّهت الْعَصَا مرّة بالثعبان
ومرَّة بالجانّ؟ فَقَالَ شبَّهها فِي ضخمها بالثعبان، وَفِي خفَّتها
بالجان وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج.
بثع: أَبُو زيد: بَثِعت لِثَةُ الرجل تَبْثَع بُثُوعاً إِذا خرجت
وَارْتَفَعت حَتَّى كأنَّ بهَا وَرَماً، وَذَلِكَ عيب وَإِذا ضحك الرجل
فَانْقَلَبت شفته فَهِيَ باثعة أَيْضا.
وَقَالَ اللَّيْث: البَثَغ ظُهُور الدَّم فِي الشفتين وَغَيرهمَا من
الجَسَد. قَالَ: وَهُوَ البَثَغ بالغين فِي الْجَسَد.
قلت: لم أسمع البَثَغ بالغين لغيره.
بعث: قَالَ اللَّيْث: بَعَثت الْبَعِير فانبعث إِذا حللت عِقَاله
وأرسلته لَو كَانَ باركاً فأثرته. قَالَ: بعثته من نَومه فانبعث. قَالَ
والبَعْث: بَعْث الجُنْد إِلَى العَدُوّ. قَالَ والبَعْث يكون نَعْتاً
للْقَوْم يُبْعثون إِلَى وَجه من الْوُجُوه؛ مثل السفَر والرَكْب.
بَعيث: اسْم رجل. قلت: هُوَ شَاعِر مَعْرُوف من بني تَمِيم؛ وبَعيث لقب
لَهُ، وَإِنَّمَا بعَّثَه قولُه:
تبعَّث مني مَا تبعَّث بَعْدَمَا استمرْ
قلت: وبُعاث بِالْعينِ: يَوْم من أَيَّام الْأَوْس والخزرج مَعْرُوف
ذكره الْوَاقِدِيّ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق فِي (كِتَابَيْهِمَا) . وَذكر
ابْن المظفّر هَذَا فِي كتاب (الْغَيْن) فَجعله يَوْم بُغَاث فصحّفه.
وَمَا كَانَ الْخَلِيل ح يخفي عَلَيْهِ يومُ بُعَاث؛ لِأَنَّهُ من
مشاهير أيَّام الْعَرَب، وَإِنَّمَا صحَّفه اللَّيْث وَعَزاهُ إِلَى
خَلِيل نفسِه، وَهُوَ لِسَانه. وَالله أعلم.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُواْ ياوَيْلَنَا
مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ} (يس: 52) هَذَا وقف
التَمَام وَهُوَ قَول الْمُشْركين يَوْم النُشُور وَقَوله جلّ وعزّ:
{مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمانُ} (يس: 52) قَول
الْمُؤمنِينَ و {وُوِهَاذَا} رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر
{مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا} وقرىء (يَا ويلنا مِن بَعْثِنا من مرقدنا)
أَي مِن بَعْث الله إيانا من مرقدنا. والبعث فِي كَلَام الْعَرَب على
وَجْهَيْن أَحدهمَا الْإِرْسَال؛ كَقَوْل الله تَعَالَى: {ثُمَّ
بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى} (الْأَعْرَاف: 103) مَعْنَاهُ:
أرسلنَا. والبَعْث: إثارة بارِكٍ أَو قَاعد. تَقول بعثت الْبَعِير
فانبعث أَي أثرته فثار. والبَعْث أَيْضا: الْإِحْيَاء من الله للموتى.
وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ}
(البَقَرَة: 56) أَي
(2/201)
أحييناكم.
وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة: (إِن للفتنة بَعْثات ووَقَفات فَمن اسْتَطَاعَ
أَن يَمُوت فِي وَقفاتها فَلْيفْعَل) .
وَقَالَ شمر فِي قَوْله: (بعثات) أَي إثارات وهَيْجات. قَالَ: وكلّ
شَيْء أثرتَه فقد بعثتَه. وَبعثت النَّائِم إِذا أهْبَبتَه. قَالَ:
والبَعْث: الْقَوْم المبعوثون المُشْخصون. ويُقَال: هم البَعْث
بِسُكُون الْعين.
وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: ابْتَعَثْنا الشَّام عَيْراً إِذا
أرْسلُوا إِلَيْهَا رِكَاباً لِلْمِيرَةِ. وباعِيثاء: مَوضِع مَعْرُوف.
الأصمعيّ: رجل بَعِث: لَا يكَاد ينَام، وناقة بَعِثة: لَا تكَاد
تَبْرُك.
(بَاب الْعين والثاء مَعَ الْمِيم)
ع ث م
عثم، مثع، ثعم: مستعملة.
عثم: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: عَثَمت يَدُه تعثِم، وعثَمتها أَنا
إِذا جَبَرتها على غير اسْتِوَاء. وَقَالَ أَبُو زيد فِي العثم مثله.
وَقَالَ الفرّاء: تَعْثُم بِضَم الثَّاء وتعْثُل مثله.
وَقَالَ اللَّيْث: العَثْم: إساءة الجَبْر حَتَّى يبْقى فِيهِ أَوَد
كَهَيئَةِ المَشَش. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَيْثُوم:
الْأُنْثَى من الفِيلة.
وَقَالَ أَبُو عبيد: العَيْثُوم: الضَبُع وَالذكر ضِبْعان.
وَقَالَ اللَّيْث: العَيْثوم: الضخم الشَّديد من كل شَيْء. وَيُقَال
للفيلَة الْأُنْثَى عَيْثوم. قَالَ: وَيُقَال للفيل الذّكر: عَيْثُوم
وجمعُه عَيَاثيم.
وَقَالَ الشَّاعِر:
وَقد أَسِير أَمَام الحيّ تحملنِي
والفضلتين كِنَازُ اللَّحْم عَيثوم
وصف نَاقَته فَجَعلهَا عَيْثُوماً. قَالَ: والعَيْثام: شجر يُقَال لَهُ
الْبَيْضَاء، الْوَاحِد عَيْثامة. أَبُو عبيد عَن عَمْرو: العَثْمْثَم:
الشَّديد الْعَظِيم من الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: العَثمْثَم من
الْإِبِل: الطَّوِيل فِي غِلَظ، وَالْجمع عَثَمْثَات. قَالَ: والأسد
عَثَمْثَم، يُقَال ذَلِك من ثِقَل وَطْئه. بَغْل عَثَمْثَم: قويّ.
وَقَالَ الجعديّ يصف جملا:
أَتَاك أَبُو ليلى يجوب بِهِ الدُجَى
دُجَى اللَّيْل جَوّابُ الفلاة عَثَمْثَم
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِنِّي لأعْثِم لَهُ شَيْئا
من الرَجَز أَي أنتف. وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت جمَاعَة من قيس
يَقُولُونَ: فلَان يَعْثِم ويَعْثِن أَي يجْتَهد فِي الْأَمر ويُعْمِل
نَفْسه فِيهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَثْم فِي الْكسر وَالْجرْح:
تداني الْعظم حَتَّى هَمّ أَن يَجْبُر وَلم يَجْبُر بعد كَمَا
يَنْبَغِي. يُقَال: أجبَر عظمُ الْبَعِير؟ فَيُقَال: لَا وَلكنه عَثَم
وَلم يَجْبُر. وَقد عَثَمَ الْجرْح وَهُوَ أَن يُكْنب ويَجْلُب وَلم
يبرأ بعد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُثْمُ جمع عاثم وهم
المُجبَّرون، عَثَمه إِذا جَبَره. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العُثْمان:
الجانّ، جَاءَ بِهِ فِي بَاب الحيَّات: أَبُو عبيد ابْن عَمْرو:
العَثْمْثَم: الشَّديد الْعَظِيم من الْإِبِل. قَالَ الْأَزْهَرِي:
عُثمان: فُعْلان من العَثْم.
ثعم: اللَّيْث: الثَعْم: النَزْعُ والجرُّ. وَيُقَال: تثعَّمتْ فلَانا
أرضُ بني فلَان إِذا أعجبَتْه
(2/202)
وجرَّته إِلَيْهَا، ونحوُ ذلكَ كَذَلِك. قلت وَلَا أبعده من الصَّوَاب
وَمَا سَمِعت الثعْم فِي شَيْء من كَلَامهم غير مَا ذكره اللَّيْث.
مثع: أهمله اللَّيْث وَهُوَ مَعْرُوف. روى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو
قَالَ: المَثَع: مشْيَة قبيحة للنِّسَاء وَقد مَثَعث تَمْثَع. وَقَالَ
شمر: تَمْثَع وتَمْثُع: وَأنْشد:
كالضبع المثعاء عنَّاها السُدُم
قَالَ: المَثْعاء: الضبع المُنْتِنة. |