تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْحَاء وَالدَّال)
ح د ت ح د ظ ح د ذ
أهملت وجوهها: إِلَّا حرفا وَاحِدًا وَهُوَ: حتد.
حتد: أهمله اللَّيْث: وَهُوَ مْسْتَعْمل.
وروى أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: عَيْن حُتُد: لَا يَنقطع ماؤُها.
قلت: لم يُرِدْ عَيْنَ المَاء، وَلكنه أَرَادَ عَيْنَ الرَّأْس.
وروى أَبُو العَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: الحُتُد: العيُونُ
المُنْسَلقة وَاحِدهَا حَتَدٌ وحَتُودٌ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَحْتِدُ والمحْفِدُ والمحْقِدُ
والمَحْكِدُ: الأصْلُ، يُقَال: إِنَّه لكَرِيمُ المَحْتِد.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الرَّاعي:
حَتَّى أُنِيخَتْ لَدَى خَيْرِ الأنَام مَعًا
من آل حَرْبٍ نَمَاهُ مَنْصِبٌ حَتِد
قَالَ: الحَتِدُ: الخالِصُ الأَصْل من كل شَيْء، وَقد حَتِد يَحْتَد
حَتَداً فَهُوَ حَتِد، وحَتَّدْتُه تَحْتِيداً أَي اخْتَرْتُه
لخُلُوصِهِ وفَضْلِه.
ح د ث
اسْتعْمل من وجوهه: (حدث) .
حدث: قَالَ: الحَدَث من أَحْدَاث الدَّهْر: شِبْهُ النَّازِلَة.
قَالَ: والحَدِيثُ: مَا يُحدِّثُ بِهِ المُحَدِّثُ تحديثاً. ورجُلٌ
حِدْثٌ أَي كثير الحدِيث.
والأحاديثُ فِي الْفِقْه وَغَيره مَعْرُوفَة، قلت: وَاحِدَة
الْأَحَادِيث أُحْدُوثة.
وَقَالَ اللَّيْث: شابٌّ حَدَثٌ: فَتِيُّ السِّنِّ. والحَدِيثُ:
الجديدُ من الْأَشْيَاء.
وَيُقَال: صَار فلانٌ أُحْدُوثَةً أَي أَكْثرُوا فِيهِ الْأَحَادِيث.
(4/234)
والحَدَثُ: الإبْدَاءُ.
وَقَالَ اللحياني: رجل حَدَثٌ وحِدْث إِذا كَانَ حسَنَ الحَدِيث.
شمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل حَدِثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ ومُحدِّثٌ
بِمَعْنى وَاحِد.
ثَعْلَب عَن الْأَعرَابِي: الحَدَثَانُ: الفأْسُ وَجمعه حِدْثان.
وَأنْشد:
وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فِيهِ
إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجابَا
قَالَ: أَرَادَ بجَوْنٍ جَبَلاً، وَقَوله: أَجابا يَعْنِي صَدَى الجَبل
تسمعه.
وَقَالَ غَيره: حَدَثانُ الدهرِ: حَوادِثُه وَرُبمَا أَنَّثَتِ العربُ
الحَدثان يذهبون بِهِ إِلَى الْحَوَادِث، وَأنْشد الْفراء:
أَلاَ هَلَكَ الشِّهابُ المستنيرُ
ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ
وحَمَّالُ المِئينِ إِذا أَلَمَّتْ
بِنَا الحَدَثانُ والإنِفُ النَّصُورُ
وَقَالَ الْفراء: يَقُولُونَ: أَهْلَكَنا الحدَثان، وأمّا حِدْثانُ
الشبابِ فبكسرِ الحاءِ وَسُكُون الدَّال.
قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال: أَتيْتُه فِي رُبَّى
شبابِه ورُبَّان شَبابِه وحُدْثَي شبابِه وَحَدِيث شَبابِه وحِدْثانِ
شبابِه بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ غَيره: يُقَال: هَؤُلَاءِ قومٌ حُدْثانٌ جمعُ حَدَث، وَهُوَ
الفَتِيُّ السنّ.
والعرَب تَقول: أَخَذَني مَا قَدُمَ وَمَا حَدُث بِضَم الدَّال من
حَدُث، أتبعوه قَدُم، والأصلُ فِيهِ حدَث، قَالَ ذَلِك الأصمعيُّ
وغيرُه.
وَيُقَال: أَحْدَث الرجلُ إِذا صَلَّع أَو فَصَّع أَو خَصَف، أيَّ
ذَلِك فعل فَهُوَ مُحْدِث.
وأَحْدثَ الرجلُ وأحدثَتِ المرأةُ إِذا زَنَيا، يُكنَى بالإحداثِ عَن
الزِّنى.
ومُحْدَثاتُ الْأُمُور: مَا ابتدعَه أهلُ الْأَهْوَاء من الْأَشْيَاء
الَّتِي كَانَ السلفُ الصَّالح على غَيرهَا.
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كلُّ مُحدَثِ بِدْعة، وكلُّ بدعةٍ
ضَلَالَة) .
وَيُقَال: فلانٌ حِدْثُ نِساءٍ كَقَوْلِك: تِبْعُ نسَاء وزِيرُ نسَاء.
وَيُقَال: أَحدثَ الرجلُ سيْفَه، وحادثَه إِذا جَلاَه.
ورُوِيَ عَن الحَسَنِ أَنه قَالَ: (حادِثوا هَذِه الْقُلُوب فَإِنَّهَا
سريعةُ الدُّثور) مَعْنَاهُ اجلوها بالمواعظ وشوِّفوها حَتَّى تَنْفُوا
عَنْهَا الطَّبَع والصَّدأَ الَّذِي تَرَاكبَ عَلَيْهَا من الذُّنُوب
وَقَالَ لبيد:
كنَصْلِ السَّيْف حُودِثَ بالصِّقَال
(بَاب الْحَاء وَالدَّال مَعَ الرَّاء)
(ح د ر)
حدر، حرد، دحر، درح، ردح: مستعملات.
دحر: قَالَ اللَّيْث: الدَّحْرُ: تَبْعِيدُك الشيءَ عَن الشَّيْء،
يُقَال: اللَّهم ادْحَرْ عَنَّا الشيْطان أَي اطرده ونَحِّه.
وَقَالَ الله: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا}
(الْأَعْرَاف: 18) قَالُوا: مَطروداً.
(4/235)
وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلَّ
وعزَّ: {الْمَلإِ الاَْعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ} (الصافات: 8، 9)
قَرَأَ الناسُ بِضَم الدَّال ونَصْبها، فَمن ضَمّها جعَلَه مصدرا
كَقَوْلِك: دَحَرْتُه دُحوراً، قَالَ: والدَّحْرُ: الدفْعُ، وَمن
فتَحَها جعلهَا اسْما، كَأَنَّهُ قَالَ: يُقْذفون بداحر وَبِمَا
يَدْحَرُ.
قَالَ الفرَّاء: ولستُ أَشْتَهي الْفَتْح لِأَنَّهُ لَو وُجِّه على
ذَلِك على صِحَة لَكَانَ فِيهَا الْبَاء كَمَا تَقول: يُقْذَفون
بالحِجارة، وَلَا يُقَال: يُقْذفون الحِجارَة، وَهُوَ جَائِز.
وَقَالَ الزجّاج: معنى قَوْله دُحوراً أَي يُدْحَرون أَي يُباعَدون.
حدر: اللَّيْث: الحَدْرُ من كلِّ شيءٍ: تَحَدُّرُه من عُلُوَ إِلَى
سُفْلٍ، والمُطاوَعَةُ مِنْهُ الانحدار، تَقول: حَدَرْتُ السفينةَ فِي
الماءِ حُدوراً، وحَدَرَتْ عَيْنِي الدَّمعَ فانحدر الدمعُ وتحَدَّرَ،
وحَدَرْت القِراءَة حَدْراً.
والحَدور: اسْم مقدارِ المَاء فِي انحدار صَبَبه وَكَذَلِكَ الحَدور
فِي سَفْح الْجَبَل وكل مَوضِع منحدر، وَيُقَال: وقَعْنا فِي حَدورٍ
مُنكرَة، وَهِي الهَبوط، قلت: وَيُقَال لَهُ الحُدَراء بِوَزْن
الصُّعداء.
وَقَالَ اللَّيْث: الحادر: الممتلىء لَحْمًا وشَحْماً مَعَ تَرَارَة،
وَالْفِعْل حَدُر حَدارةً، وناقَةٌ حادِرةُ العيْنَيْن إِذا امتلأَتا
نِقْياً فارتَوَتَا وحَسُنَتا قَالَ الأعشَى:
وعَسِيرٌ أَدْمَاءُ حادِرَةُ العَيْ
نِ خَنوفٌ عَيْرانةٌ شِمْلاَلُ
قَالَ: وكلُّ ريَّانٍ حَسَنِ الْخَلْقِ حادِرٌ، وَأنْشد:
أُحِبُّ الصَّبيَّ السَّوْءَ من أَجْلِ أُمِّه
وأُبغِضُه من بُغْضِها وهْوَ حادِرُ
وَفِي حَدِيث عُمَر أَنه ضرب رجُلاً ثَلاَثينَ سَوْطاً كلُّهَا
يَبْضَعُ وَيَحْدُرُ. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصْمَعِيُّ:
يَبْضَعُ يَعْنِي يَشُق الْجلد، ويَحْدُرُ يَعْنِي يورِّمُ وَلَا
يشقُّ، قَالَ: واخْتُلِفَ فِي إعرابه، فَقَالَ بَعضهم: يُحْدِرُ
إحْداراً من أحْدَرْتُ، قَالَ: وأظنها لغتين إِذا جعلتَ الْفِعْل
للضرب، فَأَما إِذا كَانَ الفعلُ للجلد أَنه الَّذِي يَرِمُ فَإِنَّهُم
يَقُولُونَ: قد حَدَر جِلْدُهُ يَحْدُرُ حُدُوراً لَا اخْتِلَاف فِيهِ
أعلمهُ، وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة:
لَو دَبَّ ذَرٌّ فَوق ضاحي جِلْدِهَا
لأَبَانَ من آثارهن حُدورُ
يَعني الْوَرَم.
قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال: حَدَرْتُ السَّفِينَة فِي المَاء، وكلُّ
شَيْء أرسَلْته إِلَى أَسْفَل فقد حَدَرْته حَدْراً وحُدُوراً، قَالَ:
وَلم أسمعهُ بِالْألف: أحْدَرْتُ، قَالَ: وَمِنْه سُمِّيت الْقِرَاءَة
السريعة الحَدْر، لِأَن صَاحبهَا يَحدُرُها حَدْراً.
قَالَ: وَأما الحَدُور فَهُوَ الْموضع المُنْحَدِر. قَالَ الأصمعيُّ:
حَدَرتْهُم السَّنَةُ تَحْدُرُهُمْ إِذا حطَّتهم، وَجَاءَت بهم
حُدوراً.
وفتى حادِرٌ أَي غليظٌ مُجْتَمِع، وَقد حَدَرَ يَحْدُر حَدارةً.
قَالَ: وأحْدَر ثوبَه يُحدِرُهُ إحداراً إِذا كَفَّهُ وَذَلِكَ إِذا
فتله. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَدْرَةُ: الفتلة من فتل
الأَكْسِيةِ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال عَينٌ حَدْرة بَدْرَةٌ،
(4/236)
فَأَما قَوْلهم: حدرة فَمَعْنَاه
مُكْتَنِزَةٌ صُلبةٌ، وبدرة: تَبْدُرُ بِالنّظرِ. وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: عين حَدْرةٌ واسعةٌ، وَأنْشد:
وعيْنٌ لَهَا حَدْرةٌ بَدْرةٌ
شُقَّتْ مآقيهما من أُخُرْ
وغريفٌ حادر أَي تامٌّ، وَقَالَ غَيره: هُوَ الغليظ الْحُرُوف،
وَأنْشد:
كأَنَّكِ حادرةُ المَنْكِبَيْنِ
رَصْعَاءُ تستنُّ فِي حائرِ
يَعْنِي ضِفْدِعة ممتلئة الْمَنْكِبَيْنِ.
وَرُوِيَ عَن عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَرَأَ قَول الله جلّ وعزّ:
(وَإِنَّا لجَمِيع حادرون) (الشُّعَرَاء: 56) بِالدَّال، وَقَالَ:
مُؤدون بالكُرَاع والسِّلاح، هَكَذَا حَدثنِي الْمُنْذِرِيّ عَن عَليّ
بن العبّاس الخُمَرِيُّ بِالْكُوفَةِ عَن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف
الصَّيْرَفي عَن الحكم بن ظهَير عَن عَاصِم عَن زِرَ عَن عبد الله.
قُلْتُ: وَالْقِرَاءَة بِالذَّالِ حاذِرون لَا غير، والدَّال شاذَّةٌ
لَا يجوز عِنْدِي الْقِرَاءَة بهَا، وقرأَ عَاصِم وَسَائِر الْقُرَّاء
بالذَّال.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الحادُور: القُرْطُ وَجمعه حَوادِيرُ، وَقَالَ
أَبُو النَّجم يصف امْرَأَة:
خِدَبَّةُ الخَلْق عَلَى تَحْضِيرها
بَائنةُ المنكِب من حادورها
أَرَادَ أَنَّهَا لَيست بِوَقْصاء.
والحيْدار من الحَصى: مَا صُلب واكتَنَز، وَمِنْه قولُ تَمِيم بن
أُبَيّ بن مُقْبِل:
يَرْمِي النِّجَادَ بحَيْدَارِ الحَصَى قُمَزاً
فِي مَشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفَانِينَا
وَقَالَ أَبُو زيد: رَمَاه بالحَيْدَرَة أَي بالهَلَكَة.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاس أَحْمد بن يحيى: لم يخْتَلف الروَاة فِي أَنَّ
هَذِه الأبيات لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ:
أَنَا الّذِي سَمَّتْنِ أُمِّيَ حَيْدَره
كَلَيْثِ غَابَاتٍ غَلِيظِ القَصَرَهْ
أَكِيلُكُم بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرهْ
ورُوِي عَن عَمْرو عَنْ أَبِيه أَنه قَالَ: الحَيْدَرَةُ: الأسَدُ،
قَالَ: والسَّنْدَرَةُ: مِكْيَالٌ كَبِير.
وَقَالَ ابْن الأعْرَابي: الحَيْدَرَةُ فِي الأُسْد مثل المَلِك فِي
النَّاس.
قَالَ أَبُو العَبَّاس: يَعْني لِغِلَظِ عُنُقِهِ وقُوَّةِ سَاعِدَيه،
وَمِنْه غُلاَمٌ حادِرٌ إِذا كَانَ ممتلىء البَدَنِ شَدِيدَ البَطْشِ،
قَالَ: واليَاءُ والهَاءُ زائدتان.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيْد قَالَ: الحُدْرَةُ من الْإِبِل: مَا بَيْنَ
العَشَرة إِلَى الأَرْبَعِين.
وَقَالَ شمر: يُقَال: مَالٌ حَوَادِر: مُكْتَنِزةٌ ضِخَامٌ،
والحَوَادِرُ من كُعُوبِ الرِّمَاح: الغِلاَظُ المُسْتَدِيرَةُ.
وحَيٌّ حَادِرٌ: مُجْتَمِعٌ.
وَقَالَ المُؤَرِّجُ: يُقَال: حَدَروا حَوْلَهُ وَبِه يَحْدُرُون إِذا
طَافُوا بِهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: امرأةٌ حَدْرَاءُ، ورَجُلٌ أَحْدَرُ.
وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
عَزَفْتَ بأَعْشَاشٍ وَمَا كُنْتَ تَعْزِفُ
وأَنْكَرْتَ مِنْ حَدْرَاءَ ماكُنْتَ تَعْرِفُ
قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الحَدْرَاءُ فِي نَعْتِ الفَرَسِ فِي حُسْنِها
خَاصَّة.
(4/237)
قَالَ: والحَدْرَةُ: جِرْمُ قَرْحَةٍ
تَخْرُجُ بِبَاطِنِ جَفْنِ العَيْن، وقَدْ حَدَرَت عَيْنُه حَدْراً.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي قَالَ: الحَدْرُ: الإسْرَاعُ فِي
القراءَةِ وَفِي كلِّ عَمَل، وَمِنْه قيل: رَجُلٌ حَدْرَةٌ أَي
مُسْتَعْجِلُ.
قَالَ: والحَدْرُ: الشَّقُّ، والحَدْرُ: الوَرَمُ بِلَا شَق، يُقَال:
حَدَرَ جِلْدُه، وحَدَرَ زَيْدٌ جِلْده.
قَالَ: والحَدْرَةُ: العَيْنُ الواسِعَةُ الجاحِظَةُ. والحَادِرُ
والحَادِرَةُ: الغُلاَمُ المُمْتَلِىءُ الشَّبَابِ.
ردح: ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي قَالَ: الرُّدْحِيُّ: الْكاسُورُ،
وهُوَ بَقَّالُ القُرَى.
وَقَالَ اللَّيثُ: الرَّدْحُ: بَسْطُك الشيءَ فَتُسوِّي ظَهْرَه
بالأرْض كَقَوْل أبي النَّجْم:
بَيْتَ حُتُوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحاً
قَالَ: وقَدْ يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ مُرْدَحاً مِثْل مَبْسُوط
ومُبْسَطٍ.
أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: رَدَحْتُ البَيْتَ وأَرْدَحْتُه من
الرُّدْحَة، وَهِي قِطْعَة تُدْخَل فِيهَا بَنِيقة تزاد فِي الْبَيْت،
وأنْشَدَ الْأَصْمَعِي:
بَيْتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخر الرّدْحَةُ: سُتْرةٌ فِي مُؤَخَّرِ البَيْتِ،
قَالَ: وَرْدحةُ بَيْتِ الصَّائد وَقُتْرَتُه حِجارَةٌ ينصبها حَوْلَ
بَيْتِه، وَهِي الحَمَائِرُ، وَاحِدهَا حِمَارَة.
وَقَالَ اللَّيْثُ: امْرَأَةٌ رَدَاح: ضَخْمَةُ العَجِيزَةِ والمآكِمِ،
وقَدْ رَدُحَتْ رَدَاحَةً وَهِي رَدَاحٌ وَرَدَحَةٌ.
قَالَ: وكتِيبَةً رَدَاحٌ: ضخمة مُلَمْلَمَةٌ كَثِيرَة الفرسانِ، وكبشٌ
رَدَاحٌ: ضخم الأَلْيَة.
وَرُوِيَ عَن عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: إنَّ من وَرَائِكُمْ
أُمُوراً مُتَماحِلَةً رُدُحاً، وبلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً،
فالمُتَمَاحِلةُ: المُتَطَاوِلَةُ، والرُّدُحُ: الْعَظِيمَة يَعْنِي
الفِتَن جمع رَدَاح وَهِي الفتنةُ الْعَظِيمَة.
وَرُوِيَ عَن أبي مُوسَى أَنه ذكر الفِتَن فَقَالَ: وَبقيت الرَّدَاحُ
المُظْلِمَة الَّتِي مَنْ أَشْرَفَ لَهَا أشْرَفَتْ لَهُ) ، أَرَادَ
الفِتنة أَيْضا.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع: (عُكُومُها رَدَاحٌ وبَيْتُها فَيَاحٌ)
العُكُومُ: الأحْمَال المُعَدَّلَة، والرَّدَاحُ: الثَّقِيلَة
الْكَثِيرَة الحشْوِ من الأثاث والأمْتِعَة.
ومائدةٌ رَادِحَةٌ، وَهِي الْعَظِيمَة الْكَثِيرَة الْخَيْر.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
هُوَ الغَيْثُ للمُعْتَفِين المُفِيضْ
بِفَضْل مَوَائِدِه الرّادِحَهْ
وَقَالَ لبيد يصف كَتِيبَة:
ومِدْرَهِ الكَتِيبَةِ الرّدَاحِ
وَقَالَ شَمِر: رَوَى بَعضهم فِي حَدِيث عَليّ ج: (إنَّ من وَرَائكم
فِتَناً مُرْدِحَة) ، قَالَ: والمُرْدِحُ لَهُ مَعْنيانِ: أحدُهما
المُثْقِل، وَالْآخر المُغَطِّي على الْقُلُوب من أَرْدَحْتَ البيتَ
إِذا أرسلتَ رُدْحَتَه، وَهِي سُتْرَةٌ فِي مُؤخر الْبَيْت، قَالَ:
وَمَنْ رَواهُ فِتَناً رُدَّحاً فَهِيَ جمعُ الرَّادِحَةِ، وَهِي
الثِّقَالُ
(4/238)
الَّتِي لَا تَكادُ تَبْرَحُ، قَالَ:
والرَّادِحَةُ فِي بيتِ الطِّرِمَّاح: العِظامُ الثِّقَالُ.
حرد: الحرَدُ: مصدر الأَحْرَد، وَهُوَ الَّذِي إِذا مَشَى رفعَ قوائمه
رَفْعاً شَدِيدا ووضعها مَكَانهَا من شِدَّة قَطافَتِه فِي الدَّوَابِّ
وَغَيرهَا، قَالَ: والرَّجُلُ إِذا ثَقُل عَلَيْهِ دِرْعه فَلم يسْتَطع
الانْبِساطَ فِي المَشْي قيل حَرِدَ فَهُوَ أَحْرَد، وَأنْشد:
إِذا مَا مَشَى فِي دِرْعِه غير أَحْرَدِ
قلتُ: الحَرَدُ فِي الْبَعِير: حَادِثٌ لَيْسَ بِخِلْقة.
وَقَالَ ابْن شُمَيل: الحَرَدُ: أَن تَنْقَطِع عَصَبَةُ ذِرَاعِ
البَعيرِ فَتَسْتَرْخِي يدُه، فَلَا يزَال يَخْفِق بهَا أبدا،
وَإِنَّمَا تَنْقَطِع العَصَبَةُ من ظَاهر الذِّرَاع، فتراها إِذا
مَشَى الْبَعِير كَأَنَّهَا تَمُدُّ مَدّاً من شدَّة ارتفاعها من
الأرضِ وَرَخاوَتِها، قَالَ: والحَرَدُ إِنَّمَا يكون فِي اليَدِ،
والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ قَالَ: وتَلْقِيفُه: شِدةُ رَفعه يَده
كَأَنَّمَا يمُد مَدّاً، كَمَا يَمُدُّ دَقَّاقُ الْأرز خَشَبَته
الَّتِي يدق بهَا فَذَلِك التَّلْقِيف.
يُقَال: جَمَلٌ أَحْرَدُ، وناقةٌ حَرْدَاءُ.
وَأنْشد:
إِذا مَا دُعِيتُم للطِّعَانِ أَجَبْتُمُ
كَمَا لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيّةٌ حُرْدُ
وَقَالَ اللَّيْث: الحَرَدُ لُغَتَانِ، يُقَال: حَرِدَ الرجلُ فَهُوَ
حَرِد إِذا اغْتَاظ فَتَحَرَّشَ بالَّذِي غاظه وهَمّ بِهِ فَهُوَ
حارِدٌ، وَأنْشد:
أُسُودُ شَرًى لاقَت أُسُودَ خَفِيَّةٍ
تسَاقيْنَ سُمّاً كُلّهن حَوَارِد
وَقَالَ أَبُو العبَّاس: قَالَ أَبُو زيد والأصمعي وَأَبُو عُبَيدة:
الَّذِي سُمِع من العَرب الفُصَحاء فِي الغَضَب: حَرِد يَحْرَدُ
حَرَداً بتحريك الرَّاء.
قَالَ أَبُو العبَّاس: وسألتُ ابنَ الأعْرابي عَنْهَا فَقَالَت:
صَحِيحَة، إِلَّا أَنّ المُفَضَّل أَخْبَرَني أَنّ من العَرَب من
يَقُول: حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً، والتّسْكِينُ أَكثر، والأخْرَى
فَصِيحة، قَالَ وقلَّما يلْحَنُ النَّاسُ فِي اللُّغة.
أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصَّيْدَاوِي عَن الرِّياشي قَالَ: قَالَ
الأصْمَعيّ: الحَرَدُ: داءٌ يَأْخُذ البَعِير يَنْفُض مِنْهُ يَدَه،
وَأنْشد لأبي نُخَيْلَةَ:
سَفْقاً كتَلْقِيفِ البعِير الأحْرَد
قَالَ: والأحْرَدُ من الرّجال: اللَّئِيم، وَأنْشد لرؤبة:
أَحْرَدُ أَو جَعْدُ اليَدَيْنِ جِبْز
وحَرَدْتُ حَرْدَه أَي قَصَدْتُ قَصْدَهُ.
وَقَالَ ابْن الأعْرَابي: الحَرْدُ: القَصْدُ، والحَرْدُ: المنْعُ،
والحَرْدُ: الغَيْظُ، والغَضَبُ، قَالَ: وَيجوز أَن هَذَا كُله معنى
قَوْله: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم:
25) .
ورُوِي فِي بعض التَّفْسِير أَنّ قريتهم كَانَ اسْمهَا حَرْد.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى
حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) يُرِيد على حَدَ وقُدْرَة فِي
أنفسهم، قَالَ: والحَرْدُ: القَصْدُ أَيْضا، كَمَا تَقول للرَّجل: قَدْ
أقْبَلْتُ قِبَلكَ، وقَصَدْتُ قَصْدَك، وحَرَدْتُ حَرْدَك، قَالَ
وأنشدت:
(4/239)
وجَاءَ سَيْلٌ كَانَ من أَمر الله
يَحْرِدُ حَرْد الْجَنّة المُغِلَّه
يُرِيد: يقْصد قَصْدَها.
وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ
قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) ، قَالَ: مَنَعُوا وهُمْ قادرون أَي
واجِدُون، نصَبَ قادِرِين على الْحَال.
وَقَالَ اللَّيْث: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}
(القَلَم: 25) قَالَ: على جِدَ من أَمرهم.
قلت: هَكَذَا وجدتُه فِي نسخ كتاب اللَّيْث مُقَيّدا، وَالصَّوَاب على
حَدَ أَي على مَنْعٍ هَكَذَا قَالَه الفرَّاء.
وَقَالَ اللَّيْث: قَطاً حُرْدٌ: سِرَاعٌ. قلتُ: هَذَا خَطَأ، والقَطَا
الحُرْدُ: القِصَارُ الأرْجُل، وَهِي مَوْصُوفةٌ بذلك، وَمن هَذَا قيل
للبخيل أَحْرَدُ اليَدَيْن أَي فيهمَا انْقِباضٌ عَن العَطاء، وَمن
هَذَا قوْلُ مَنْ قَالَ فِي قَوْله: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى
حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) أَي على منع وبُخْل.
أَبُو عُبَيد عَن الأصْمَعي: الحُرودُ: مَباعِرُ الْإِبِل، واحِدُها
حِرْد وحِرْدةٌ بِكَسْر الْحَاء.
وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعْرابي: الحُرُودُ: الأمْعاء، وأقرأنا
لِابْنِ الرِّقَاعِ:
بُنِيَتْ عَلَى كَرِشٍ كأَنَّ حُرُودَها
مُقُطٌ مُطَوَّاة أُمِرَّ قُوَاها
وَسمعت العَرب تَقول للحَبْل إِذا اشْتَدَّتْ غَارةُ قُوَاه حَتَّى
تَتَعَقَّدَ وتَتراكب: جَاءَ بحبْل فِيهِ حُرُود، وَقد حَرَّد حَبْله.
وَقَالَ اللَّيْث: الحُرْدِيَّة: حِياصَةُ الحَظِيرة الَّتِي تُشَدُّ
عَلَى حَائط من قَصَب عَرْضاً، يَقُول: حَرَّدناهُ تحْرِيداً،
والجَمِيعُ الحَرادِيّ.
قَالَ: والحَيُّ الحَرِيدُ: الَّذِي يَنزِلُ مُعْتزِلاً من جَماعة
القبِيلة، وَلَا يُخالطهم فِي ارْتِجَالِه وحُلولِه.
أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: رَجل حَرِيد، وَهُوَ المُتَحَوِّل عَن
قَوْمه، وَقد حَرَد يَحْرِد حُروداً، وَمِنْه قَول جرير:
نَبْنِي على سَنَن العَدُوِّ بُيوتَنا
لَا نَسْتَجِيرُ وَلَا نَحُلُّ حَرِيدا
يَقُول: لَا نَنْزِل فِي قَوْم من ضَعْفٍ وذِلَّة لِقُوَّتِنا
وكثْرتِنا.
وَقَالَ اللَّيْث: الحِرْد: قِطْعة من السِّنام.
قلتُ: لم أَسْمَع بِهَذَا لغَيْر اللَّيْث، وَهُوَ خطأ، إِنَّمَا
الحِرْدُ المِعَى. وحَارَدَتِ الإبلُ إِذا انْقَطع أَلْبَانهَا وقلّت
فَهِيَ محاردةٌ وناقةٌ مُحَارِدٌ بِغَيْر هَاء: شديدةُ الحرَاد.
وَقَالَ الكُمَيْت:
وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ وَلم يَكُن
لعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرينَ مُعْقِبُ
وَقَالَ النَّضْرُ: المُحَرَّدُ من الأوْتارِ: الحَصِد الَّذِي يظْهر
بعض قواه على بعض، وَهُوَ المُعَجَّر.
وَقَالَ: وَقَالَ يُونُس: سَمِعْتُ أعرابيّاً يسْأَل يَقُول: مَنْ
يتصدَّق على المِسْكِين الحَرِد أَي الْمُحْتَاج.
وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: حَرْدَاء على فعلاء ممدودة: بَنو نَهْشَل بن
الْحَارِث، لَقَبٌ لُقِّبُوا بِهِ، وَمِنْه قَول الفرزدق:
لَعَمْر أبِيك الخَيْر مَا زَعْم نَهْشل
عَلَيَّ وَلَا حَرْدَائِها بكَبِير
(4/240)
وَقد عَلِمَت يَوْم القُبَيْبَات نَهْشَلٌ
وأَحْرَادُها أَن قد مُنُوا بِعَسِير
فَجَمعهُمْ على الأحْرَاد كَمَا ترى.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحارِدُ: القَلِيلةُ اللَّبَنِ من النُّوقِ.
وحَرَّدَ الرجلُ إِذا أَوَى إِلَى كُوخٍ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لخَشَبِ السَّقْفِ
الرَّوَافِدُ، وَيُقَال: لِمَا يُلْقَى عَلَيْهَا من أَطْنَانِ
القَصَبِ حَرَادِيُّ.
قَالَ: وَرَجُلٌ حَرْدِيٌّ: واسعُ الأمعاء.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: البيتُ المُحَرَّدُ، وَهُوَ
المُسَنَّمُ الَّذِي يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ كوخ، قَالَ:
والمُحَرَّدُ من كل شيءٍ المُعَوَّجُ.
درح: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو العَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي
قَالَ: الدَّرَحُ: الهَرِمُ التَّامُّ، وَمِنْه قيل: ناقةٌ دِرْدِحٌ
للهَرِمَة المُسِنَّة.
أَبُو عُبَيد: إِذا كَانَ مَعَ القِصَرِ سِمَنٌ فَهُوَ دِرْحَايَة،
وَأنْشد قَول الرَّاجز:
عَكَوَّكٌ إِذا مَشَى دِرْحَايَه
ح د ل
حدل، دحل، دلح، لحد، (لدح) : مستعملة.
حدل: قَالَ اللَّيْث: الأحْدَلُ. ذُو الخُصْيَةِ الْوَاحِدَة من كلِّ
شيءٍ، قَالَ: وَيُقَال فِي بعض التَّفْسِير إِذا كَانَ مَائِلَ أَحَد
الشِّقَّيْنِ فَهُوَ أحْدَلُ أَيْضا.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الفرَّاء: الأحْدَل: المائِل، وَقد حَدِلَ
حَدَلاً.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الأحْدَلُ: الَّذِي يَمْشِي فِي شِقَ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأحْدَل: الَّذِي فِي مَنْكِبَيْه ورَقَبَتِه
انكِبابٌ عَلَى صَدْرِه.
وَرَوَى ثعلبٌ عَن ابْن الأعْرَابي: فِي عُنُقِه حَدَلٌ أَي مَيْل،
وَفِي مَنْكِبه دَفَأٌ.
وَقَالَ الليثُ: قَوْسٌ مُحْدَلَةٌ وَذَلِكَ لاعْوِجاج سِيَتها. قَالَ
والتَّحَادُلُ: الإنحناءُ عَلَى القَوْسِ.
والحَوْدَلُ: الذَّكَرُ من القِرْدَان
أَبُو عُبَيْد عَن أبي زَيْد: حَدَلَ عَلَيَّ فُلاَنٌ يَحْدِلُ حَدْلاً
أَي ظَلَمَنِي، وإنَّهُ لحَدْلٌ غير عَدْلٍ.
وَقَالَ غَيره: حَادَلني فُلاَنٌ مُحَادَلَةً إِذا رَاوَغَك، وحادَلَتِ
الأُتُنُ مِسْحَلها: رَاوَغَتْه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
من العَضِّ بالأفْخَاذِ أَو حَجَباتها
إِذا رابَهُ استِعْصَاؤُها وحِدَالُها
وسمعتُ أَعْرَابيّاً يَقُول لآخر: أَلاَ وَانْزِلْ بهاتِيك
الحَوْدَلَة، وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَة بِحِذَائه، أَمَرَه بالنزول
عَلَيْهَا.
والحَدَالُ: شَجَرةٌ بالْبَادية. وَقَالَ بعضُ الهُذَلِيِّين:
إذَا دُعِيَتْ بمَا فِي البَيْتِ قَالَت
تَجَنَّ من الحَدَالِ وَمَا جُنِيتُ
أَي وَمَا جُنِي لي مِنْه.
وَيُقَال للقَوْسِ حُدَالٌ إِذا طُومِنَ من طائِفِها، قَالَ الهُذليُّ
يَصِفُ قَوْساً:
لَهَا مَحِصٌ غَيْرُ جَافِي القُوَى
من الثَّوْرِ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدَال
(4/241)
المَحِصُ: الوَترُ، وَقَوله: بِوَرْكٍ أَي
بقَوْس عُمِلَتْ من وَرِك شَجَرَة أَي أَصل شَجَرَة من الثَّوْر أَي من
عقَب الثَّوْر.
وحَدَال: اسْم أَرض لكَلْب بِالشَّام. قَالَ الرَّاعي:
فِي إِثْر مَنْ قُرِنَتْ مِنِّي قَرِينَتُه
يَوْمَ الحَدَال بِتَسْبِيبٍ من القَدَرِ
ويُرْوَى: يَوْم الحَدَالَي.
لدح: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيد: اللَّدْحُ: الضَّرْبُ
باليَدِ، لَدَحَه بِيَدِه.
قلتُ: وَالْمَعْرُوف من كَلَامهم بِهَذَا الْمَعْنى اللَّطْحُ، وكأنّ
الطاءَ وَالدَّال تَعَاقَبَا فِي هَذَا الحَرْف.
دحل: قَالَ اللَّيْث: الدَّحْلُ: مَدْخَلٌ تَحت الجُرْف أَو فِي عُرْض
خشب الْبِئْر فِي أَسْفلِها وَنَحْو ذَلِك من الْمَوَارِد والمَناهِل.
قَالَ: ورُبّ بَيتٍ من بيوتِ الْأَعْرَاب يُجْعلُ لَهُ دَحْلٌ تدخل
فِيهِ الْمَرْأَة إِذا دَخَل عَلَيْهِم داخلٌ تدخل فِيهِ الْمَرْأَة
إِذا دَخَل عَلَيْهِم دَاخل، والجميع الأدْحَال والدُّحْلان.
وَفِي حَدِيث أبي هُرَيرة حِين سَأَلَهُ رَجلٌ مِصْرَادٌ أَيُدْخِلُ
مَعَه المَبْوَلَةَ فِي البَيت، فَقَالَ: نَعم وادْحَلْ فِي الكِسْر.
قَالَ أَبُو عُبَيد الدَّحْلُ: هُوَّةٌ تكون فِي الأَرْض وَفِي أسافِلِ
الأوْدِية فِيهَا ضِيقٌ ثمَّ تتَّسِعُ، قَالَ ذَلِك الأصْمَعي.
قَالَ أَبُو عُبَيد: فشبَّه أَبُو هُرَيْرَةَ جَوَانِب الخِبَاء
ومداخِلَه بذلك، يَقُول: صِرْ فِيهَا كالّذي يصير فِي الدَّحْلِ.
قلتُ: وَقد رأيتُ بالخَلْصاء ونَوَاحي الدَّهْناء دُحْلاَناً كَثِيرَة،
وَقد دَخَلْتُ غَيرَ دَحْلٍ مِنْهَا، وَهِي خلائقُ خلقَها الله تَحت
الأَرْض يَذهَب الدَّحْلُ مِنْهَا سَكّاً فِي الأَرْض قامةً أَو
قامتيْن أَو أكثرَ من ذَلِك، ثمَّ يتَلَجَّفُ يَمِيناً أَو شِمَالاً،
فمرَّةً يضيقُ ومَرَّةً يتَّسِع فِي صَفَاةٍ مَلساء لَا تَحيكُ فِيهَا
المَعَاوِل المُحدَّدة لصلابتِها، وَقد دخلْتُ مِنْهَا دَحْلاً،
فلَمَّا انتهيتُ إِلَى المَاء إِذا جَوٌّ من المَاء الراكد فِيهِ لم
أَقف على سَعَته وعُمْقِه وكثرتِه لإظلام الدَّحْلِ تَحت الأَرْض،
فاستقَيْتُ أَنَا مَعَ أُصَيْحَابي من مَائه وَإِذا هُوَ عَذْبٌ زُلال،
لِأَنَّهُ مَاءُ السَّمَاء يَسِيلُ إليهِ من فَوق ويَجْتَمِعُ فِيهِ.
وَأَخْبرنِي جماعةٌ من الْأَعْرَاب أَن دُحْلاَن الخلْصَاء لَا تَخْلُو
من المَاء وَلَا يُسْتَقى مِنْهَا إِلَّا لِلشَّفَةِ وللخَيْل
لتَعَذُّر الاستقَاءِ مِنْهَا وبُعْدِ المَاء فِيهَا من فُوهَةِ
الدَّحْلِ، وسمعتهم يَقُولُونَ: دَحَلَ فلانٌ الدَّحْلَ بِالْحَاء إِذا
دَخَله، وَيُقَال: دَحَلَ فلانٌ عَلَيَّ وَزَحَلَ أَي تَبَاعَدَ،
ورَوَى بعضُهم قوْلَ ذِي الرُّمَّة:
إِذا رَابَهُ استَعصاؤُها ودِحالُها
وَرَوَاهُ بعضُهم وحِدَالُها، وهما قَرِيبا المعْنى من السوَاء،
وَقَوله:
أَوَ اصَحَمَ حَامٍ جَرَامِيزَه
حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ
قَالَ الأصمَعيّ: الدِّحالُ: الامتناعُ كَأَنَّهُ يُوَارِبُ ويَعْصِي،
قَالَ: وَلَيْسَ من الدَّحْلِ الَّذِي هُوَ سَرَبٌ.
قَالَ شمِر: قيل للأسَدِيّة: مَا المُدَاحَلةُ؟
(4/242)
فَقَالَت: أَن يَلِيتَ الإنسانُ شَيْئا قد
عَلِمَه أَي يكْتُمُه وَيَأْتِي بِخَبَر سواهُ.
وَفِي حَدِيث أبي وَائِل قَالَ: وَرَد علينا كتابُ عُمَر ونحنُ
بخانقِين إِذا قَالَ الرَّجُل للرَّجُل: لَا تَدْحَل فقد أَمَّنَه.
قَالَ شمِر: سمعتُ عليَّ بن مُصْعَب يَقُول: لَا تَدْحَل
بالنَّبَطِيَّةِ أَي لَا تخَفْ.
وَقَالَ: فُلانٌ يَدْحَلُ عَنِّي أَي يَفِرّ، وَأنْشد:
ورَجلٍ يَدْحَلُ عنِّي دَحْلاَ
كَدَحَلاَنِ البَكْر لاقَى الفَحْلا
فَكَأَن مَعنى لَا تَدْحَلْ: لَا تَهْرُب.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّاحُولُ، والجميعُ الدَّاوحِيلُ، وَهِي
خَشَبَاتٌ عَلَى رُؤوسِها خِرَقٌ كَأَنَّهَا طَرَّادات قِصَارٌ
تُرْكَزُ فِي الأَرْض لِصَيْدِ الْحُمُر والظِّباء.
وَقَالَ غيرُه: يُقَال لِلذي يَصيدُ بالدَّواحِيل الظِّبَاء دَحَّالٌ،
وَرُبمَا نَصَب الدَّحَّالُ حِبَالَةً بِاللَّيْلِ للظِّبَاء ورَكَزَ
دَواحِيلَه وأَوْقَدَ لَهَا السُّرُجَ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يذكر ذَلِك:
ويَشْرَبْنَ أَجْناً والنُّجُومُ كأَنها
مصَابِيحُ دَحَّالٍ يُذكَّى ذُبَالُها
اللِّحْياني عَن أبي عَمْرو: الدَّحِلُ والدَّحِنُ: الخَبُّ الخَبيثُ.
أَبُو عُبَيد عَن الأصمَعي مِثْلُه، قَالَ: وَقَالَ الأُمَوِي:
الدَّحِلُ: الخَدَّاعُ للنَّاس.
اللِّحيَاني عَن أبي عَمْرو: الدَّحِلُ والدَّحِنُ: البَطِينُ العرِيضُ
البَطن.
وَقَالَ النَّضْرُ: الدَّحِلُ من الناسِ عِنْد البَيْع مَنْ يُدَاحِلُ
الناسَ ويُماكِسهم حَتَّى يَسْتَمْكِنَ من حَاجَتِه، وَإنَّهُ
لَيُدَاحِلُه أَي يُخادِعُه.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّاحِلُ: الحَقُودُ بالدَّال.
لحد: قَالَ اللَّيثُ: اللَّحْدُ: مَا حُفِرَ فِي عَرْضِ القَبْر، وقبر
ملْحُودٌ لهُ ومُلحَدٌ، وَقد لَحَدُوا لَهُ لَحْداً، وَأنْشد:
أَنَاسِيُّ مَلْحُودٌ لَهَا فِي الحَوَاجِبِ
شبَّه إنسانَ العيْن تحْتَ الحاجِب باللَّحْد، وذلكَ حِينَ غارَت
عُيُون الْإِبِل من تَعب السَّيرِ.
أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: لَحَدْتُ لَهُ وأَلْحَدْتُ لَهُ،
وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ
أَعْجَمِىٌّ وَهَاذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ} (النّحل: 103) .
وَقَالَ الفرَّاء: يُقْرَأُ (يَلحَدُون) و (يُلْحِدُون) ، فَمَنْ
قَرَأَ (يَلْحَدون) أرادَ يميلون إِلَيْهِ، و (يُلحدون) : يَعْترضون،
قَالَ: وقولُه: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} (الحَجّ:
25) أَي باعتِرَاضٍ.
الحرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: المُلْحِدُ: العادِلُ عَن
الحَقِّ، المُدْخِلُ فِيهِ مَا ليسَ فِيهِ، قدْ أَلْحَدَ فِي الدِّين
ولحَد، قَالَ: وقُرِىءَ: (يُلْحِدُون إِلَيْهِ) و (يَلْحَدُون) أَي
يميلون. وقَدْ أَلْحَدْتُ للميِّتِ لَحْداً ولَحَدْتُ قَالَ:
واللَّحدُ: الشَّقُ فِي جَانب الْقَبْر والضَّريحُ، والضَّرِيحةُ: مَا
كَانَ فِي وَسَطه، وَأنْشد شَمِر لرؤبة:
بالعَدْل حَتَّى انْضَمَّ كلُّ عانِدِ
وتَرَكَ الإلْحَادَ كُلُّ لاحِدِ
(4/243)
فجَاء باللُّغَتَيْن مَعًا، وَقَالَ:
لَحْدُ كلِّ شيءٍ: حَرْفُه ونَاحِيتُه، وَقَالَ:
قَلْتَانِ فِي لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُور
وركِيَّةٌ لَحُودٌ: زوْرَاءُ أَيْ مُخَالِفَةٌ عَن القَصْدِ.
وَقَالَ الزَّجَاجُ فِي قَوْله: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ}
(الحَجّ: 25) قيل الإلْحَادُ فِيهِ الشِّرْكُ بِاللَّه، وَقيل: كلُّ
ظالمٍ فِيهِ مُلْحِدٌ، وَجَاء عَن عُمَر أَنَّ احتكار الطَّعام
بِمَكَّة إلْحادٌ، وَقَالَ بعض أَهْلُ اللُّغَة: معنى الْبَاء
الطَّرْح، الْمَعْنى وَمن يُرِدْ فِيهِ إلحاداً بِظُلم، وأَنْشَدُوا:
هُنَّ الحرائرُ لَا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ
سُودُ المحاجِر لَا يقْرَأْنَ بالسُّوَرِ
الْمَعْنى عِنْدهم لَا يقرأْنَ السُّوَرَ، قَالَ: وَمعنى الإلْحَاد فِي
اللُّغة: المَيْلُ عَن القَصْدِ. وَقَالَ الليثُ: أَلْحَدَ فِي
الحَرَمِ إِذا تَرَكَ القَصْدَ فِيمَا أُمر بِهِ وَمَال إِلَى
الظُّلْم. وأَنْشَد:
لما رَأَى المُلْحِدُ حينَ أَلْحَما
صَوَاعِقَ الحجَّاج يَمْطُرْنَ دَمَا
قَالَ: وحَدثني شَيْخٌ مِنْ بني شَيْبَةَ فِي مَسْجِد مَكَّة قَالَ:
إِنِّي لأذكر حينَ نُصِبَ المنْجَنِيقُ على أبي قُبَيْس، وَابْن
الزُّبَيْر قد تَحَصَّنَ فِي هَذَا الْبَيْت، فَجعل يَرْميه بالحِجارَة
والنيران، فاشتعلت النَّارُ فِي أَسْتَار الكَعْبَةِ حَتَّى أَسْرَعَتْ
فِيهَا، فَجَاءَت سَحابَةٌ من نَحْو الجُدَّةِ فِيهَا رَعْدٌ وبَرْقٌ
مُرْتَفعَة كَأَنَّهَا مُلاَءهٌ حَتَّى اسْتَوَتْ فَوق الْبَيْت
فمطرَتْ فَمَا جاوَزَ مطرُها البَيْتَ ومواضع الطَّوَافِ حَتَّى
أطفَأَتِ النّار وسال المِرْزَابُ فِي الحِجْرِ، ثمَّ عَدَلَتْ إِلَى
أبي قُبَيْس فرمت بالصَّاعقة فأَحْرَقت المنْجَنِيقَ وَمَا فِيهَا،
قَالَ: فحدَّثتُ بِهَذَا الحَدِيث بالبَصْرَة قَوْماً، وَفِيهِمْ
رَجُلٌ من أهل وَاسِط، وَهُوَ ابْن سُلَيْمَان الطَّيَّار شَعْوَذِيُّ
الحجَّاج، فَقَالَ الرَّجلُ: سمعتُ أبي يحدِّثُ بِهَذَا الحَدِيث،
وَقَالَ لمَّا أُحْرِقت المنْجَنيقُ أمْسَكَ الحجَّاجُ عَن القِتَالِ،
وَكتب إِلَى عبد الْملك بذلك، فَكتب إِلَيْهِ عبد الملِك: أما بعد،
فإنَّ بني إسْرَائيل إِذا قَرَّبُوا لله قُرْبَاناً فَتَقَبَّله منْهُم
بعث نَارا من السَّمَاء فأَكلَتْه، وإنَّ الله قَدْ رَضِي عَمَلك،
وتَقَبَّل قُرْبَانك، فجِدَّ فِي أَمرك والسَّلاَم.
قَالَ شمر: روى أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ لأمية بن أبي الصَّلْت:
إعلم بِأَن الله لَيْسَ كصُنْعِه صُنْعٌ، وَلَا يخفى عَلَيْهِ الملحد
أَي الْمُشرك. وروى السُّدِّيّ عَن مُرّة عَن عبد الله: لَو هَمّ
العَبْد بِسَيِّئَة، ثمَّ لم يعملها لم تكْتب عَلَيْهِ، وَلَو همّ بقتل
رجل، وَهُوَ بِعَدَنَ أَبْيَنَ، وَهُوَ عِنْد الْبَيْت لأذاقه الله
الْعَذَاب الْأَلِيم، ثمَّ تَلا الْآيَة.
يقالُ: مَا عَلَى وَجْه فُلاَنٍ لُحادَةُ لحم وَلَا مُزْعَةُ لحم أَي
مَا عَلَيْهِ شيءٌ من اللَّحْم لِهُزالِه.
وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن
دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ
وَمَن يَعْصِ} (الْجِنّ: 22، 23) أَي ملْجأ وَلَا سَرَباً ألجأُ
إِلَيْهِ.
أَبُو عُبَيد عَن الأَحمر. لحَدْتُ: جُرْتُ ومِلتُ. وألْحَدْتُ:
مارَيتُ وَجَادَلْتُ.
(4/244)
دلح: قَالَ اللَّيْث: الدَّالِحُ:
البَعِيرُ إِذا دَلَحَ. وَهُوَ تثَاقُلُه فِي مَشْيه من ثِقَل الحِمْل.
والسَّحَابَةُ تَدْلَحُ فِي سَيرهَا من كثرةِ مَائِهَا. كأَنها
تَنْخَزل انْخِزالاً. وَفِي الحَدِيث: (كنَّ النِّسَاء يدلحن بِالْقربِ
على ظهورهن فِي الْغَزْو) أَي يَسْتَقين ويَسْقين الرِّجال.
وَيُقَال: تدالح الرّجلَانِ الحِمْل بَينهُما تدالحُاً أَي حَملاه
بَينهمَا. وتدالحَا العِكم إِذا أدْخلا عُوداً فِي عُرَى الْجُوالِق.
وأخذا بطرفي العُود فحملاه. وَفِي حدِيث آخر أنَّ سَلمان وَأَبا
الدَّرْداء اشتريا لَحْمًا فَتَدالحاهُ بينهُما على عُود.
أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الدَّلْحُ: مَشْيُ الرجل بِحِمْلِه وَقد
أثْقَله. يُقَال: دَلَح يَدْلَحُ. وسَحَائِبُ دُلَّحٌ: كَثيرَةُ
الماءِ.
قَالَ النَّضْرُ: الدَّلاحُ من اللّبن: الَّذِي يُكْثَرُ مَاؤُهُ
حَتَّى تتَبيَّن شُهْبَتُه.
ودَلَحْتُ القومَ ودَلَحْتُ لَهُم وَهُوَ نَحْو من غُسالة السِّقاء فِي
الرِّقَّةِ أرَقُّ من السَّمارِ.
وفرسٌ دالحٌ: يَخْتالُ بِفارِسِه وَلَا يُتْعِبُه وَقَالَ أَبُو دواد:
ولَقَد أغْدو بِطَرْفٍ هَيْكَلٍ
سَبِط العُذْرَةِ مَيَّاسٍ دُلَحْ
ح د ن
حند، دحن، ندح، دنح: مستعملة.
ندح: قَالَ اللَّيْث النَّدْحُ: السَّعَةُ والفُسْحَةُ، تَقول: إِنَّك
لَفي نَدحَةٍ من الأمْرِ ومَنْدوحَةٍ مِنْهُ وأرْضٌ مَنْدوحَةٌ: بعيدَة
وَاسِعَة، وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
يُطَوِّحُ الهَادِي بِهِ تَطْويحَا
إِذا عَلا دَوِّيَّهُ المَنْدُوحا
قَالَ: والدَّوُّ: بلدٌ مُسْتَوٍ أحد طَرفَيْهِ يُتَاخِم الحَفَر
المنسوْب إِلَى أبي مُوسَى وَمَا صَاقَبَه من الطَّرِيق، وطرفُه الآخر
يتاخم فلوات ثَبْرَة وطُوَيلع وأَمْواهاً غَيرهمَا.
والنَّدْحُ فِي قَول العَجَّاج الكثْرَة حيثُ يَقُول:
صِيدٌ تَسامَى وُرَّماً رِقَابُها
بنَدْح وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقَابُها
وَفِي حَدِيث عِمْران بن حُصَيْن أَنه قَالَ: (إنَّ فِي المعاريض
لمندوحَةً عَن الْكَذِب) .
قَالَ أَبُو عُبَيد: قَوْله: مندوحة يَعْنِي سَعَةً وفُسْحَةً.
قَالَ: وَمِنْه قيل للرَّجُل إِذا عَظُم بطنُه واتَّسَعَ: قد انْدَاحَ
بطنُه وانْدَحَى لُغَتَانِ، فَأَرَادَ أنَّ فِي المعاريض مَا
يَسْتَغْني بِهِ الرجلُ عَن الِاضْطِرَار إِلَى الْكَذِب المَحْض.
قلت: أصَاب أَبُو عُبَيد فِي تَفْسِير المَنْدُوحَة أَنه بِمَعْنى
السَّعة والفُسْحَة، وغَلِطَ فِيمَا جَعَلَه مُشْتَقّاً مِنْهُ حِين
قَالَ: وَمِنْه قيل: انْدَاحَ بطنُه وانْدَحى، لِأَن النُّون فِي
المندوحة أَصْلِيَّة، وَالنُّون فِي انداحَ وانْدحَى غير أَصْلِيَّة،
لِأَن انْدَاحَ من الدّوْح واندَحَى من الدَّحْوِ فبينهما وَبَين
النَّدْح فُرْقَانٌ كبيرٌ، لِأَن المندوحة مَأْخُوذَة من أنداحِ
الأَرْض، وَاحِدهَا نَدْحٌ، وَهُوَ مَا اتَّسع من الأَرْض، وَمِنْه
قَوْلُ رُؤْبَة:
صِيرَانُها فَوْضى بِكُلِّ نَدْح
(4/245)
وَمن هَذَا قَوْلهم: لَك مُنْتَدَحٌ فِي
البِلادِ أَي مَذْهَبٌ واسعٌ عَريض.
ابْن السّكيت: يُقَال: لي عَنْه مندوحة ومُنْتَدَح.
قَالَ: والمُنْتَدَحُ: المكانُ الواسعُ وَهُوَ النَّدْحُ، وجَمْعُه
أَنْدَاح.
وَقد تَنَدَّحَتِ الغَنمُ فِي مَرَابضها إِذا تَبَدَّدَتْ واتَّسَعَتْ
من البِطْنةِ، وَلَا تَقُل مَمْدُوحة.
وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمَة أَنها قَالَت لعائشَةَ حينَ أَرَادَت
الْخُرُوج إِلَى البَصْرَة: قد جَمَع القُرآنُ ذيْلَكِ فَلَا
تَنْدَحيه.
وَبَعْضهمْ رَوَاهُ فَلَا تَبْدحيه بِالْبَاء، فَمَن قَالَه بِالْبَاء
ذَهَب بِهِ إِلَى البَدَاح، وَهُوَ مَا اتَّسع من الأَرْض.
وَمن رَوَاهُ بالنُّون فقد ذَهَبَ بِهِ إِلَى النَّدْح.
وَيُقَال: نَدَحْتُ الشَّيْء نَدْحاً إِذا وَسَّعْتَه.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: تَندَّحَتِ الغَنَمُ فِي مرابِضها إِذا
تَبَدَّدَتْ وَاتَّسَعَتْ.
وَمِنْه يُقَال: لي عَنهُ مَنْدُوحَة ومُنْتَدَح أَي مكانٌ واسِعٌ.
حند: أهمله اللَّيْث.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُنُدُ:
الأحْساءُ، واحِدُها حَنُود، وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ.
قلتْ: أَحْسِبُه الحُتُد بِالتَّاءِ، واحِدُها حَتُود، وَمِنْه
قَوْلهم: عَيْنٌ حُتدٌ: لَا ينْقطِع مَاؤُها.
دحن: قَالَ اللَّيْث: الدَّحِنُ: العظيمُ البَطْن، وَقد دَحِنَ
دَحَناً.
قَالَ: وَقيل لابنَة الخُسِّ: أيُّ الإبِلِ خَيْرٌ؟ فَقَالَت: خَيْرُ
الْإِبِل الدِّحَنَّة الطويلُ الذِّراعِ القصيرُ الكُرَاعِ، وقلَّما
تَجِدَنَّه.
قَالَ اللَّيْث: والدِّحِنَّةُ: الكثيرُ اللَّحْمِ الغَلِيظُ. قلتُ
أَنا: ناقةٌ دِحَنّة ودِحِنَّةٌ بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا، فَمَن
كسَرَها فَهُوَ مثل امْرَأَة عِفِرَّة وصِبِرَّة، وَمن فتحَ فَهُوَ
مثالُ رجُل عكَبّ وَامْرَأَة عِكَبَّة إِذا كانَا جافِيي الْخَلق،
وناقَةُ دِفَقَّةٌ: سَرِيعة.
وَأنْشد ابنُ السِّكِّيت:
أَلا ارْحَلُوا دِعْكِنّةً دِحِنَّةْ
بِمَا ارْتَعى مُزْهِيَةً مُغِنَّهْ
ويروى: أَلا ارْحلُوا ذَا عُكْنةٍ أَي جَمَلاً ذَا عُكَنٍ من
الشَّحْمِ، وَهُوَ أَشْبَهُ، لِأَنَّهُ وَصفه بِنَعْتِ الذَّكَرِ
فَقَالَ: ارْتَعَى.
أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الدَّحِل والدَّحِنُ: الخَبُّ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدَّحِلُ: الدَّاهِيَةُ المُنكَرُ،
والدَّحِنُ: السَّمِينُ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّحِنُ والدِّحْوَنَّةُ: المُنْدَلِقُ
البَطْن وَأنْشد:
دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحٌ
ودَحْنَا: اسْم أَرْض. وَرُوِيَ عَن سَعِيدٍ أَنه قَالَ: خَلَقَ الله
آدَمَ من دَحْنَا.
دنح: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي
يُقَال: دَنَّحَ الرجُلُ ودَبَّحَ وَدَرْبَحَ إذَا ذَلَّ. وَقَالَ
شَمِر: دَمَّحَ وَدَبَّحَ، قَالَ: والدَّنْحُ: يَوْمُ عِيدٍ من
أَعْيادِ النَّصَارَى، وأَحْسِبُه مُعَرَّباً.
ح د ف
اسْتعْمل من وجوهها: حفد، فدح، فحد.
(4/246)
حفد: قَالَ اللَّيْث: الْحَفْدُ فِي
الخِدْمَةِ والعَمَل: الْخِفَّةُ والسُّرْعَةُ، وَأنْشد:
حَفَدَ الوَلاَئِدُ حَوْلَهُنَّ وَأُسْلِمَتْ
بأكفّهِنّ أَزِمَّةُ الأَجَمَالِ
وَرُوِيَ عَن عُمَر أَنه قَرَأَ قُنُوت الْفجْر: وإِلَيْكَ نَسْعَى
ونَحْفِد. قَالَ أَبُو عُبَيد: أَصْلُ الْحَفْدِ: الْخِدْمَة والعَمل.
قَالَ: ورُوِي عَن مُجَاهِد فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بَنِينَ
وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) أَنّهم الخدم، وَرُوِيَ عَن عبد الله
أَنَّهُم الأصْهارُ، قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي الْحَفْد لُغَة
أُخْرى: أَحْفَدَ إحْفَاداً، وَقَالَ الرَّاعِي:
مَزَايِدُ خَرْقَاءِ اليَدَيْن مُسِيفَةٍ
أَخَبَّ بِهن المُخْلِفَان وَأَحْفَدَا
قَالَ فَيكون أَحْفَدَا خَدَمَا، وَقد يَكُون أَحْفَدَا غَيرهمَا.
قَالَ: وَأَرَادَ بقوله: وإلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِد: نَعْمَلُ لله
بطاعَتِه.
وَقَالَ اللَّيْث: الاحْتِفادُ: السُّرْعَةُ فِي كلِّ شَيْء، وَقَالَ
الأعْشَى يَصِفُ السَّيْفَ:
ومُحْتَفِدُ الوَقْعِ ذُو هَبَّةٍ
أَجَادَ جِلاَهُ يَدُ الصَّيْقَل
قُلْتُ: وروَاه غَيرُه: ومُحْتَفِل الوقع بِاللَّامِ، وَهُوَ
الصَّوَابُ.
حَدَّثنا أَبُو زيد عَن عبد الْجَبّار عَن سُفْيَان قَالَ: حَدَّثنا
عَاصِم عَن زِرّ قَالَ: قَالَ عبد الله: يَا زِرّ، هَل تَدْرِي مَا
الحَفَدَةُ؟ قَالَ: نعم، حُفّادُ الرَّجْلِ: من وَلَده وَوَلد وَلَده،
قَالَ: لَا، وَلَكنهُمْ الأَصْهَارُ قَالَ عَاصِم: وَزعم الكَلْبِيّ
أَنَّ زِرّاً قَدْ أَصَابَ، قَالَ سُفْيَان: قَالُوا: وكَذبَ
الكَلْبِيّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَنْ قَالَ الحَفَدَةُ: الأَعْوَانُ
فَهُوَ أَتْبَعُ لكَلَام العَرَب مِمَّنْ قَالَ الأَصْهار. وَقَالَ
الفرَّاءُ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) ،
الحَفَدَةُ: الأَخْتَانُ، وَقَالَ: وَيُقَال: الأَعْوَان، وَلَو قيل
الحَفَدُ لكَانَ صَوَابا، لِأَن الْوَاحِد حَافِد مثل القَاعِد
والقَعَد.
وَقَالَ الحَسَنُ فِي قَوْله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) ،
قَالَ: البَنُون: بَنُوك وبَنُو بَنِيك، وأَمَّا الحَفَدَةُ فَمَا
حَفَدَك من شَيْء وعَمِلَ لَك وأَعَانَك. وروى أَبُو حَمْزَة عَن ابْن
عَبَّاسٍ فِي قَوْله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) قَالَ: مَنْ
أعَانَكَ فَقَدْ حَفَدَكَ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْله:
حَفَدَ الوَلاَئِدُ حَوْلَهُنَّ وأُسْلِمَتْ
وَقَالَ الضَّحَّاكُ فِي قَوْله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72)
قَالَ: بَنُو المَرْأَةِ من زَوْجها الأوَّل، وَقَالَ عِكْرِمَةُ:
الحَفَدَةُ: مَنْ خَدَمَك من وَلَدِكَ وَوَلد، ولدك، وَقَالَ اللَّيْث:
الحَفَدَةُ: البَنَاتُ، وهُنَّ خَدَمُ الأبَوَيْنِ فِي البَيْتِ،
قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الحَفَدَةُ: وَلَدُ الوَلَد.
والحَفَدَانُ: فَوْق المَشْيِ كالخَبَبِ.
قَالَ: والمَحْفِدُ: شيءٌ تُعْلَفُ فِيهِ الدَّابَّة، وَقَالَ
الأعْشَى:
وسَقْيي وإطْعَامِي الشَّعِيرَ بِمَحْفِدِ
قَالَ: والمَحْفِدُ: السَّنَامُ.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: المَحَافِدُ فِي الثَّوْبِ: وَشْيُه،
واحِدُها مَحْفِد.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَفَدَةُ:
(4/247)
صُنَّاعُ الوَشْي. والْحَفْدُ: الوَشْيُ.
وَقَالَ شَمِر: سَمِعْتُ الدَّارِمي يَقُول: سَمِعْتُ ابْن شُمَيْل
يَقُول لطرف الثَّوْب مِحْفَد بِكَسْر الْمِيم.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَحْتِدُ والمَحْفِدُ والمَحْقِدُ
والمَحْكِد: الأصْلُ.
وَقَالَ أَبو تُرَاب: احْتَفَد واحْتَمَد واحْتَفَل بِمَعْنى وَاحِد.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَبُو قَيْس: مِكْيالٌ واسْمه
المِحْفَد، وهُوَ القَنْقَلُ.
فدح: اللَّيْث: الفَدْحُ: إثْقَالُ الأَمْرِ والحِمْلِ صَاحِبَه،
تَقول: نَزَل بهم أَمْرٌ فَادِحٌ. وَفِي الحَدِيث (وعَلَى الْمُسلمين
ألاَّ يتْركُوا فِي الإسْلاَمِ مَفْدُوحاً فِي فِدَاءٍ أَو عَقْلٍ) ،
قَالَ أَبُو عُبَيد: وَهُوَ الَّذِي فَدَحَهُ الدَّيْنُ أَي أَثْقَلَه.
فحد: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: واحِدٌ فاحِدٌ، قلتُ: هَكَذَا
رَوَاهُ أَبُو عَمْرو بِالْفَاءِ، وقرأتُ بِخَط شَمِر لِابْنِ
الأعرابيّ قَالَ: القَحَّادُ: الرجلُ الفردُ الَّذِي لَا أَخَ لَهُ
وَلاَ وَلَد، يُقَال: واحِدٌ قَاحِدٌ صَاخِدٌ، وَهُوَ الصُّنْبُورُ،
قلتُ: وأنَا واقِف فِي هَذَا الحَرْفِ، وخَطُّ شَمر أقربُهما إِلَى
الصَّوَاب، كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من قَحَدَةِ السَّنَام، وَهُوَ أَصله.
ح د ب
حدب، دبح، دحب، بدح: مستعملة.
حدب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}
(الأنبيَاء: 96) ، قَالَ اللَّيْث: الْحَدَبُ: حَدُورٌ فِي صَبَبٍ،
وَمن ذَلِك حَدَبُ الرّيح وحَدَبُ الرَّمْلِ والجَمِيعُ الحِدَاب،
وَقَالَ الفَرَّاء: {وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} (الأنبيَاء:
96) من كُلِّ أكَمةٍ، ومِنْ كُلِّ مَوْضع مرتَفِع، وَكَذَلِكَ قَالَ
الزَّجَّاجُ: من كلِّ حَدَبٍ، قَالَ: الحَدَبُ: الأكَمَةُ. وَقَالَ
اللَّيْث: الحَدَبُ: مصدر الأحْدَبِ، وَالِاسْم الحُدْبَةُ، والفِعْلُ:
حَدِبَ يَحْدَبُ حَدَباً.
قَالَ: وَيُقَال: احْدَوْدَبَ ظهْرُه. قلت: والحَدَبةُ مُحرَّكةُ
الْحُرُوف: موضعُ الحَدبِ فِي الظَّهر الناتىء، فالحَدبُ دُخُول
الصَّدْر وخروجُ الظّهْر، والقَعَسُ: دُخُول الظَّهر وخروجُ الصَّدرِ.
اللَّيْث: حَدِبَ فلانٌ على فلانٍ يَحْدَبُ حَدَباً إِذا عطَف وحَنا
عَلَيْهِ، وَيُقَال هُوَ لهُ كالوالد الحَدِب.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَدَأُ مثلُ الحَدَبِ، حَدِئْتُ عَلَيْهِ
حَدَأً مثْلُ حدِبْتُ عَلَيْهِ حدَباً أَي أَشْفَقْتُ.
قَالَ النَّضْرُ: فِي وَظِيفَي الفرَس عُجَايَتَاهما وهما عَصَبَتان
تَحمِلان الرِّجل كلهَا، قَالَ: وَأما أحْدَباهما فهما عِرقان، قَالَ:
وَقَالَ بَعضهم الأحدَبُ فِي الذِّراع: عِرقٌ مُستبْطِنٌ عَظْمَ
الذِّراع.
وَيُقَال: اجْتمع النَّبِيطُ يَلْعَبُونَ االحَدَبْدَبَى وَهِي لُعْبةٌ
لَهُم.
وحَدَبُ الشَّتاءِ: شِدّةُ بردِه وَسنة حدباء: شَدِيدَة قَالَ
مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ فِي صفة فرس:
لم يَدْرِ مَا حَدَبُ الشتاءِ ونَقْصُه
ومضتْ صَنابرُه وَلم يتَخَدَّد
(4/248)
أَرَادَ أَنه كَانَ يتَعهَّدَه فِي الشتاءِ
ويقومُ عَلَيْهِ والتحدُّبُ مثُله، وَمِنْه قَوْله:
إِنِّي إِذا مُضَرٌ عَلَيَّ تَحَدَّبتْ
لاقَيْتَ مُطَّلِعَ الجبالِ وُعوراً
اللَّيْث: يُقَال للدَّابة الَّذِي قد بَدَتْ حَرَاقِفُه وعَظُم ظهرهُ
حدْباء حِدْبيرٌ وحِدْبارٌ.
وَقَالَ غيرُه: حَدَبُ السَّيْلِ: ارتفاعُه، وَقَالَ الفرزدق:
غدَا الحيُّ من بيْنِ الأُعَيْلام بَعْدَمَا
جرَى حَدَبُ البُهْمَى وهاجتْ أَعاصِرُه
قَالَ: حَدَبُ البُهْمى: مَا تناثر مِنْهُ فَركب بعضُه بَعْضًا كحَدَب
الرَّمل.
وَقَالَ النَّضر: الحَدَبةُ: مَا أَشرف من الأرضِ وغَلُظ، قَالَ وَلَا
تكون الحَدَبةُ إِلَّا فِي قُفَ أَو غِلَظِ أَرض.
وَقَالَ غيرُه: حُدْب الْأُمُور: شَوَاقُّها، وَاحِدهَا حَدْباءُ،
وَقَالَ الرَّاعِي:
مروانُ أَحَزمُها إِذا نَزَلتْ بِهِ
حُدْبُ الأُمورِ وخَيرُها مأَمولا
وسَنةٌ حدباءُ: شديدةٌ، شُبِّهتْ بالدَّابةِ الحَدباء.
وَقَالَ الأصمعيُّ: الحَدَبُ والحَدَر: الأثَرُ فِي الجِلْد، وَقَالَ
غَيره: الحَدَر: السِّلَع، قلت: وصوابُه الجَدَر بِالْجِيم، الواحدةُ
جَدَرَة، وَهِي السِّلْعة والضَّوَاةُ.
شمِر: حَدَبُ المَاء: مَا ارْتَفع من أمواجه، وَقَالَ العجَّاج:
نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدير
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَدَبُهُ: كثْرتُه وارتفاعه، وَيُقَال:
حَدَبُ الغَديرِ تحرُّك الماءِ وأمواجِه، قَالَ: والمُتحدِّب:
المتعلِّق بالشَّيْء الملازمُ لَهُ.
ابْن بُزُرْج: يُقَال: اشْترى الْإِبِل فِي حَدابِ على فَعَال أَي فِي
سَنَةٍ حدْباء مثل فَسَاقِ.
دبح: ابْن شُمَيْل: دَبَّح الرَّجلُ ظهرَه إِذا ثناه فارتفع وَسَطُه
كَأَنَّهُ سَنَام.
وَقَالَ اللَّيْث: التَّدْبيح: تَنْكيس الرَّأْس فِي المَشي، وَرُوِيَ
عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهَى أَن يُدَبِّح الرجلُ
فِي رُكُوعه كَمَا يدبِّح الْحمار.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُدبِّح، مَعْنَاهُ يطأْطىء رأْسَه فِي
الرُّكُوع حَتَّى يكون أخفضَ من ظَهره.
وَقَالَ الأُمَوِيّ: دبَّح تدبيحاً إِذا طَأطأَ رأسَه.
وَقَالَ اللِّحْياني: دمَّح ودَبَّح ونحوَ ذَلِك قَالَ شمر.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دبَّح ودنَّح إِذا ذَلَّ.
وَقَالَ النَّضر: رمْلةٌ مُدَبِّحَةٌ أَي حدْبَاء، ورِمال مدابِحُ.
أَبُو عدنان عَن الغَنَوِيّ: دبَّح الحمارُ إِذا رُكِب وَهُوَ يشتكي
ظهرَه من دبَرِه، فيُرْخِي قوائمه ويُطامن ظهرَه وعَجُزَه من الْأَلَم.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا بالدَّار دِبِّيح
ولادِبِّيجٌ بِالْحَاء وَالْجِيم، والحاء أفصحهما وَرَوَاهُ أَبُو
عُبَيد: مَا بِالدَّار دبِّيجٌ بِالْجِيم، قلت: وَمَعْنَاهُ من يَدِبّ.
وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّدبيح: خَفْضُ الرَّأْس
وتنكيسه. وَأنْشد أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ:
(4/249)
لما رأى هِراوةً ذاتَ عُجَرْ
دبّح واستَخْفَى ونادَى يَا عُمَرْ
قَالَ: والتدبيح: التطأطؤ. يُقَال: دبِّح لي حَتَّى أركبك.
وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَدنان: التَّدبيحُ تدبيحُ الصّبيان إِذا
لَعبوا، وَهُوَ أَن يُطامِنَ أحدهم ظهرَه ليَجيءَ الآخر يَعدُو من
بعيدٍ حَتَّى يركبه.
والتدبيحُ أَيْضا: تَدْبيحُ الكَمْأة، وَهُوَ أَن تَنفتحَ عَنْهَا
الأرضُ وَلَا تَصْلَع أَي لَا تَظهرَ، حُكِي ذَلِك عَن الْعَرَب.
بدح: قَالَ اللَّيْث: البَدْحُ: ضَرْبُك بِشَيْء فِيهِ رَخاوة، كَمَا
تَأْخُذ بِطِّيخَةً فَتَبْدحُ بهَا إنْسَانا، تَقول: رَأَيْتهمْ
يتبادَحون بالكُرِينَ والرُّمّان ونحوِه عبَثاً يَعْنِي رَمْياً.
أَبُو عُبَيْد: بَدَحَت المرأةُ وتبدَّحَتْ. وَهُوَ جنسٌ من
مِشْيَتِها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّبَدُّح: حُسنُ مِشْيَةِ
الْمَرْأَة، وَأنْشد:
يَبْدَحْن فِي أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: البَدَاح على لفظ جَناح: الأرضُ
الليِّنَة الواسعةُ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَدْحُ: عَجْزُ الرجل عَن حَمالةٍ يحملُها،
وعَجْزُ البعيرِ عَن حِمْله، وَأنْشد:
إِذا حَمَل الأحْمَالَ ليْسَ بِبادح
شمر عَن الْأَصْمَعِي: البَدَاحُ والأبْدَحُ والمَبْدوح: مَا اتَّسَع
من الأَرْض، كَمَا يُقَال الأبْطَحُ والمبطوح، وَأنْشد:
إِذا عَلاَ دَوِّيَّهُ المَبْدوحا
رَوَاهُ بِالْبَاء.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأبْدَحُ: العَرِيضُ الْجَنْبَيْنِ من
الدَّوابِّ، وَقَالَ الرّاجزُ:
حتَّى يُلاَقي ذَاتَ دَفَ أبْدَحِ
بمُرْهَفِ النَّصْل رَغِيبِ المَجْرَحِ
أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: بَدَحْتُه بالعَصا وكَفَحْتُه بَدحاً
وكَفْحاً إِذا ضَرَبْتَه.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي كِتَابه فِي (الأمْثال) يرويهِ أَبُو حَاتِم
لَهُ يُقَال: أكلَ مالَهُ بأبْدَحَ ودُبيْدَح، قَالَ الْأَصْمَعِي:
إِنَّمَا أَصله دُبيْح، وَمَعْنَاهُ أَنه أكله بِالْبَاطِلِ، وَحَكَاهُ
ابْن السِّكِّيت: أَخَذَ مَاله بأبْدَح ودُبيدَح، أخْبَرني بذلك
الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرّانيُ عَنهُ، وَقَالَ سمعتُ التَّوَّزِي
يَقُول: يُقَال أكلَ مالَه بأبْدَح ودُبيْدَح أَي بِالْبَاطِلِ، قَالَ:
يُضْرَبُ مَثلاً لِلْأَمْرِ الَّذِي يَبْطُلُ، وَكلهمْ قَالَ دبيْدَح
بِفَتْح الدَّال الثَّانية.
عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال: ذَبَحَه، وبَذَحَه، ودبَحَه وَبَدحَه
وَمِنْه سُمِّي بُدَيْح المُغَنِّي، كَانَ إِذا غَنَّى قَطَع غِنَاء
غَيْره بِحُسْنِ صَوْتِه.
دحب: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الدَّحْبُ: الدَّفْع،
وَهُوَ الدَّحْمُ، يُقَال: دَحَبَها ودَحَمَها فِي الجِماعِ، والاسْمُ
الدُّحَاب.
ح د م
حدم، حمد، مدح، دمح، دحم: مستعملات.
حدم: قَالَ اللَّيْث: الحَدْمُ: شِدَّةُ إحْماءِ الشَّيْءِ بِحَرِّ
الشَّمْسِ والنَّار، تَقول: حَدَمه كَذَا فاحتدم.
وَقَالَ الأَعْشَى:
(4/250)
وإدلاجِ لَيْلٍ على غِرَّةٍ
وهَاجِرةٍ حَرُّها مُحْتَدِم
أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: للنّار حَدَمَة وحَمَدة، وَهُوَ صَوت
الالتهاب، وَهَذَا يَوْم مُحْتَدِمٌ ومُحْتَمِدٌ، وَقَالَ أَبُو
عُبَيد: الاحْتِدامُ: شِدَّةُ الحَرّ.
وَقَالَ أَبُو زيد: احْتَمَد يوْمُنا واحْتَدَمَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الحَدَمَةُ: من أصْوَاتِ الحيَّة، صَوْتُ حَفِّه
كَأَنَّهُ دَوِيٌّ يَحْتدِم، واحْتَدَمَتِ القِدْرُ إِذا اشتدَّ
غَلَيانُها.
وَقَالَ أَبُو زيد: زَفيرُ النّار: لَهبُها وشَهِيقُها، وحَدَمُها
وحَمَدُها وكلْحَبَتُها بِمَعْنى وَاحِد.
واحْتَدم الشرابُ إِذا غَلَى، وَقَالَ الْجَعْدِي يصف الْخمر:
رُدَّت إِلَى أكْلَفِ المَنَاكِب مَرْ
شُومٍ مُقيمٍ فِي الطِّين مُحْتَدِم
دحم: قَالَ اللَّيْث: دَحْمٌ ودَحْمانٌ: من الأسمَاء، والدَّحْم:
النِّكاحُ، يُقَال: دَحَمَها دحْماً، وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: هَل يَنْكِحُ أهْلُ الجنَّةِ؟ فَقَالَ
دحْماً دحْماً أَي يَدْحَمون دَحْماً، وَهُوَ شِدَّةُ الجِمَاع.
ودحْمَةُ: اسْم امْرَأَة، ودُحَيْمٌ: اسْم رجل ابْن الْأَعرَابِي:
دَحَمه دَحْماً إِذا دفَعَه، وَقَالَ رؤبة:
مَا لَمْ يُبِحْ يأْجوجَ رَدْمٌ يَدْحَمُه
أَي يَدْفَعُه. وَأنْشد أَبُو عمر:
قَالَت وَكَيف وَهُوَ كالمُمَرتَك
إِنِّي لطول الفَشل فِيهِ أشتكي
فادحَمْه شَيْئا ساعَةً ثمَّ اترك
مدح: قَالَ اللَّيْث المَدْحُ: نَقِيضُ الهِجَاء، وَهُوَ حُسْنُ
الثَّناء، يُقَال: مدَحْتُه مَدْحَةً واحِدَة، والمِدْحَةُ: اسْم
المَديح، والجميعُ المِدَحُ، قَالَ: والمُثْنِي يمْدح ويمْتَدحُ قلتُ:
وَيُقَال: فلَان يَتَمدَّحُ إِذا كَانَ يُقَرِّظُ نَفسه ويُثْني
عَلَيْهَا.
والمَمَادح ضِدُّ المَقَابح، والمدائحُ جَمْعُ المديح من الشِّعر
الَّذِي مُدح بِه.
ورَجُلٌ مَدَّاحٌ: كَثِيرُ المدْح للْمُلوك.
حمد: اللَّيْث: الحَمدُ: نَقيضُ الذَّمِّ، يُقَال: حَمِدْتُه على فعله،
وَمِنْه المحْمدَةُ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ} (الفَاتِحَة: 2) .
قَالَ الفرّاءُ: اجْتمع القُرَّاء على رفع (الحمدُ لله) ، فَأَما أهْلُ
البَدْو فَمنهمْ من يَقُول: الحمدَ لله، وَمِنْهُم من يَقُول: الحمدِ
لله بخفض الدَّال، وَمِنْهُم من يَقُول: الحمدُ لله فيرفع الدَّال
وَاللَّام، قَالَ أَبُو العباسُ: الرفُع هُوَ القراءَةُ، لِأَنَّهُ
المأْثورُ، وَهُوَ الاخْتِيارُ فِي العَربيَّة.
وَقَالَ النحويون: مَنْ نَصَبَ من الْأَعْرَاب الْحَمد الله فعَلى
الْمصدر أَحْمد الْحَمد لله، وَأما مَنْ قَرَأَ: الحمدِ لله فَإِن
الفَرّاء قَالَ: هَذِه كلمة كَثُرَت عَلَى ألْسنِ العَرب حَتَّى صَارَت
كالاسم الْوَاحِد، فَثَقل عَلَيْهِم ضَمُّها بعد كَسْرَة فأَتْبَعوا
الكَسْرَة الكَسْرَة.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَا يُلْتَفتُ إِلَى هَذِه اللُّغَة وَلَا يُعْبأ
بهَا، وَكَذَلِكَ من قَرَأَ: الحمدُ لله فِي غير الْقُرْآن فَهِيَ
لُغةٌ رديئةٌ.
وَقَالَ الأخْفَشُ: الحمدِ لله: الشُّكْرُ لله، قَالَ: والحمدُ أيْضاً:
الثَّناء، قلت: الشُّكْر
(4/251)
ُ لَا يكون إِلَّا ثَنَاء لِيَدٍ أُوليتَها، والحمدُ قدْ يكون شُكْراً
للصَّنِيعة وَيكون ابْتِدَاء للثناء عَلَى الرَّجُل، فحمدُ الله
الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَيكون شُكراً لِنِعَمِه الَّتِي شَمِلَت الكُلّ.
وَقَالَ اللَّيْث: أحْمَدْتُ الرجلَ: وجَدْتُه مَحْمُودًا، وَكَذَلِكَ
قَالَ غَيره: يُقَال: أتَيْنا فُلاَناً فأَحْمَدناهُ وأَذْمَمْناهُ أَي
وجَدناه مَحْمُودًا أَو مذْموماً.
وَقَالَ اللَّيْث: حُمَاداك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي حَمْدُك، وحُماداك
أَن تَنْجُوَ من فُلان رأْساً بِرَأْس.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: حَبابُك أَن تفْعَلَ ذاكَ، وَمثله
حُمادَاكَ.
وَقَالَت أُمُّ سَلمَة: حُمادَياتُ النِّساء غَضُّ الطَّرْف وقِصَرُ
الوَهَازَة، مَعْنَاهُ غَايَة مَا يُحْمَد مِنْهُنَّ هَذَا، وَقيل:
غُناماك بِمعنى حُماداك، وعُنَاناك مِثْلُه.
وَقَالَ اللَّيْث: التَحْمِيدُ: كَثْرَةُ حَمْدِ الله بالمحَامِدِ
الحسَنَة. قَالَ: وأحْمَدَ الرَّجُلُ إِذْ فَعَلَ مَا يُحْمَدُ
عَلَيْهِ.
وَقَالَ الأعْشَى:
وأحْمَدتَ إِذْ نَجَّيْتَ بالأمْسِ صِرْمَةً
لَهَا غُدَداتٌ واللُّواحِقُ تَلْحَقُ
ومُحمَّد وأَحْمد اسْما نَبِيِّنا الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَول الْعَرَب: أحْمَدُ إِلَيْك الله.
قَالَ اللَّيْث مَعْنَاهُ أَحْمد مَعَك الله، وَقَالَ غَيره: أشكُر
إِلَيْك أيادِيَه ونعمه.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْله أحْمَدُ إِلَيْكُم غَسْلَ الإحْلِيل
أَي أرضاه لكم، أَقَامَ إِلَى مُقام اللَّام الزَّائِدَة.
وَقَالَ شمر: بَلَغَني عَن الْخَلِيل أَنه قَالَ: معنى قَوْلهم فِي
الكُتُب: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْك الله أَي أحْمد مَعَك الله،
كَقَوْل الشَّاعِر:
ولَوْحَيْ ذِرَاعَيْن فِي بِرْكةٍ
إِلَى جُؤْجُؤٍ رَهِل الْمنْكب
يُرِيد مَعَ بركَة.
وَيُقَال: هَل تَحمَد لي هَذَا الْأَمر أَي هَل ترضاه لي.
وَفِي (النَّوَادِر) : حَمِدْتُ عَلَى فلَان حَمْداً وضمِدْتُ ضَمَداً
إِذا غَضِبْتَ، وَكَذَلِكَ أَرِمْتُ أَرَماً.
وَقَول المُصَلِّي: سُبْحَانك اللَّهُمَّ وبِحَمْدِك الْمَعْنى
وبِحَمْدِك أَبْتَدِىء، وَكَذَلِكَ الجِالِبُ للباء فِي بِسم الله
الِابْتِدَاء، كَأَنَّك قلت: بَدَأْتُ باسْمِ الله، وَلم تَحْتَج إِلَى
ذكر بدأت، لِأَن الْحَال أَنْبأَت أَنَّك مُبْتَدِىء.
أَبُو عُبَيد عَن الفَرَّاء: للنار حَمَدَة، ويَوْمٌ مُحْتَمِدٌ
ومُحْتَدِمٌ: شَدِيد الحَرِّ.
والحَمِيدُ من صِفَاتِ الله بمَعْنَى المحمُودِ، ورَجُلٌ حُمَدَةٌ:
كَثيرُ الْحَمدِ. وَرَجُلٌ حَمَّادٌ مِثْلُه.
وَمن أَمْثَالهم: (من أنْفق مَاله على نَفسه فَلَا يتحمد بِهِ إِلَى
النَّاس) ، الْمَعْنى أَنه لَا يُحمد على إحْسانه إِلَى نَفسه،
إِنَّمَا يُحْمَد على إحْسَانِه إِلَى النَّاس.
دمح: شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: دَمَّحَ ودَبَّح إِذا طَأْطَأَ
رَأْسَه. |