تهذيب اللغة

(أَبْوَاب الْحَاء وَالتَّاء
ح ت ظ ح ت ذ ح ت ث: أهملت وجوهها.

(4/252)


ح ت ر
حتر، حرت، ترح: مستعملة.
حتر: قَالَ اللَّيْث: الحَتْر: الذَّكَرُ من الثَّعَالِب، قلتُ: لَمْ أَسْمَع الحَتْرَ بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث، وَهُوَ مُنكر.
وَقَالَ اللَّيْث: الحِتَارُ: اسْتَدَارَ بالعَيْن مِنْ زِيقِ الجَفْن من بَاطن.
قَالَ: وحِتَارُ الظُّفْرِ: مَا أَحَاطَ بِهِ، وَكَذَلِكَ مَا يُحِيط بالخِباء، وكَذلك حِتَار الدُّبُر: حَلْقَته.
قَالَ: والمُحْتِرُ: الَّذِي لَا يُعْطِي خَيْراً وَلَا يُفْضِل على أَحَد، إِنَّمَا هُوَ كَفَافٌ بكَفَافٍ لَا ينفلت مِنْهُ شَيْء، قد أَحتَر على نَفسه وَأَهله أَي ضَيَّق عَلَيْهِم ومنعهم خَيْرَه.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: حترتُ لَهُ شَيْئا بِغَيْر ألف، فَإِذا قَالَ: أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَر قَالَه بِالْألف، وَالِاسْم مِنْهُ الحِتْر، وَأنْشد للأعلم الهُذَلي:
إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها
غُلاَماً وَلم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُهَا
وَأَخْبرنِي الإيَادِيّ عَن شمر: الحَاتِر: المُعْطِي، وَأنْشد:
إذْ لَا تَبِضُّ إِلَى التَّرا
ئِكِ والضَّرَائِكِ كَفُّ حَاتِر
قَالَ: وحَتَرْتُ: أَعْطَيْتُ عَن أبي عَمْرو، قَالَ: وَقَالَ غَيره: كَانَ عطاؤك إيّاه حَقْراً حَتْراً أَي قَلِيلا، وَقَالَ رُؤْبةُ:
إِلَّا قَلِيلاً من قَلِيلٍ حَتْرِ
قَالَ: وأَحَتَر علينا رِزْقَنا أَي أقَلَّه وحَبَسَه، قَالَ: وَيُقَال: مَا حَتَرْتُ اليومَ شَيْئا أَي مَا أَكَلتُه.
وَقَالَ الفَرَّاء: حَتَرَهُ يَحتُرُه إِذا كَسَاهُ وأعْطَاه، وَقَالَ الشَّنْفَري:
وأُمِّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم
إِذا حَتَرَتْهُمُ أَتْفَهَت وأقَلَّتِ.
غَيره: أحْتَرْتُ العُقْدَةَ إحْتاراً إِذا أحْكَمْتُها فَهِيَ مُحْتَرَةٌ، وبَيْنهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ: قَد استُوثِقَ مِنْه.
وَقَالَ لَبيد:
وبِالسَّفْح من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحَارِبٌ
شُجَاعٌ وذُو عَقْدٍ من القعوْم مُحْتَرِ
ابْن السِّكِّيت عَن الفَزَارِيّ قَالَ: الحَتِيرَةُ: الوَكِيرَةُ، وهُو طَعَامٌ يُصْنَع عِنْد بِنَاء الْبَيْت، قُلْتُ: وَأَنا وَاقِف فِي هَذَا الْحَرْف، وَبَعْضهمْ يَقُول: حَثِيرة بالثاء.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الحُتُرُ أكِفَّةُ الشِّقَاقِ، كل وَاحِد مِنْهَا حَتارٌ.
وَقَالَ أَبُو زيد الْكلابِي: الحِتْرُ: مَا يُوصل بِأَسْفَل الخباءِ إِذا ارْتَفع عَن الأَرْض وقلص ليَكُون سترا، يُقَال مِنْهُ حَتَرْتُ البَيْتَ.
ترح: التَّرَحُ: نقِيضُ الفَرَح، وَيُقَال: بَعْد كُلِّ فَرْحَةٍ ترْحَةٌ.
قَالَ: والمِتْرَاحُ من النُّوقِ: الَّتِي يُسْرعُ انْقطَاعُ لَبنها، والجَميعُ المَتارِيح.
وَقَالَ أَبُو وَجْزَة السَّعديّ يَمدَحُ رَجلاً:
يُحَيُّونَ فَيَّاضَ النَّدَى مُتَفَضِّلاً
إِذا التَّرِحُ المَنَّاعُ لَمْ يَتَفَضَّل
قَالَ: التَّرِحُ: القَلِيلُ الخَير.

(4/253)


وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن مَنَاذِر: التَّرَحُ: الهبُوطُ، وَمَا زلْنَا مُنْذُ الليلةِ فِي تَرَح، وَأنْشد:
كأنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ
إِذا انْتُحي بالتّرَح المُصَوَّب
وَقَالَ: الانتحاء: أنَ يَسْقُط هَكَذَا، وَقَالَ بِيَدِهِ بَعْضُها فَوق بعض، وَهُوَ فِي السُّجُود أَن يُسْقِط جَبينَه إِلَى الأَرْضِ ويَشُدَّه وَلَا يعْتَمد على راحتيه وَلَكِن يعْتَمِدعلى جَبِينه، حكى شمر هَذَا عَن عبد الصَّمد بن حَسّان عَن بعض الْعَرَب.
قَالَ شمر: وَكنت سَأَلت ابنَ مُناذِرٍ عَن الإنْتِحَاء فِي السُّجُود فَلم يعْرِفه.
قَالَ: فذكرتُ لَهُ مَا سَمِعْتُ، فَدَعَا بدَواته وكتَبه بِيدِه.
حدَّثنا عبد الرحمان بن أبي حَاتِم، قَالَ حَدَّثنَا أبِي، قَالَ: حدَّثنا الفَضْلُ بنُ دُكيْن، قَالَ: حدَّثَنا أَبُو مَعْشَر عَن شُرَحْبيل بن سَعْد عَن عليّ بن أبي طَالب، قَالَ: نهاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لِبَاس القَسِّيِّ المْتَرَّح وأنْ أَفْتَرِشَ حِلْسَ دابَّتي الَّذِي يَلي ظَهْرَها، وَألا أَضَعَ حِلْسَ دابّتي على ظهرهَا حَتَّى أذكر اسْم الله، فإنَّ على كلِّ ذِرْوَةٍ شَيْطَانا، فَإِذا ذكَرْتم اسمَ الله ذَهَبَ.
قُلْتُ: كأنَّ المُتَرَّحَ المُشْبَع حُمْرَةً كالمُعَصْفَرِ.
والتّرْحُ: الفَقْرُ، قَالَ الهُذَليُّ:
كَسَوْتَ على شَفَا تَرْحٍ ولُؤْمٍ
فأَنْتَ على دَرِيسِكَ مُسْتَمِيتُ
دريسك: خَلَقك، على شفَا تَرْح أَي على شَرَف فَقْر وقِلّة، يُقَال: قَليلٌ تَرْحٌ.
حرت: قَالَ اللَّيْث: حَرَتَ الشَّيْء يَحْرُتُه حَرْتاً وَهُوَ قَطْعُك إيّاه مستديراً كالفَلْكة.
قَالَ: والمحْرُوتُ: أَصْلُ الأُنْجُذَانِ، قلت: وَلَا أَعْرِفُ مَا قَالَ الليثُ فِي الحرْتِ أَنه قَطْعُ الشَّيْء مُسْتَدِيراً، وأَظُنُّه تَصْحِيفاً: والصَّوابُ خَرَتَ الشيءَ يَخْرُتُه خَرْتاً بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة: لأنَّ الخُرْتَةَ هِيَ الثَّقْبُ المُسْتدير.
وروى أَبُو عُمَر عَن أَحْمد بن يحيى عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الحُرْتَةُ بِالْحَاء: أَخذُ لَذْعَةِ الخَرْدَل إِذا أَخَذَ بالأنف.
قَالَ: والخُرْتَةَ بِالْخَاءِ: ثَقْبُ الشَّغِيزَة وَهِي المِسَلَّةُ.
وروى ثَعْلب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حَرِتَ الرجُلُ إِذا سَاءَ خُلُقُه.
وَقَالَ ابْن شُمَيل: المحْرُوتُ: شَجَرَة بَيْضَاء تُجْعَل فِي المِلْح لَا تُخَالِطُ شَيْئا إِلَّا غَلَبَ رِيحُها عَلَيْهِ، وتنْبُتُ فِي البَادِية، وَهِي ذَكِيَّةُ الرّيح جدا، والواحدة مَحْرُوتَة.
وَقَالَ الدينَوَرِي: هِيَ أصل الأُنْجُذان.
ح ت ل
حتل، حلت، لحت، لتح: مستعملة.
وَقد أهمل اللَّيْث: حتل ولحت وهما مستعملان.
لتح: قَالَ اللَّيْث: اللَّتْح: ضرب الْوَجْه والجسد بالحصى حَتَّى يؤثِّرَ فِيهِ من غير جَرْح شَدِيد، وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَلْتُوحا

(4/254)


يصف عانَةً طردها مِسْحَلُها، وَهِي تَعْدُو وتُثِير الحَصَى فِي وَجْهِه.
أَبُو زيد: لَتَحَها لَتْحاً إِذا نَكَحَهَا وجامعها، وَهُوَ لاتِحٌ، وَهِي مَلْتُوحة.
وَأَخْبرنِي المُنْذِري عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: لتَحْتُ فُلاناً ببصرى أَي رَمَيْتُه، حَكَاهُ عَن أبي الْحسن الْأَعرَابِي الْكلابِي، وَكَانَ فصيحاً.
ابْن الْأَعرَابِي: رجل لاتِح ولُتاحٌ ولُتَحَةٌ ولَتِحٌ إِذا كَانَ عَاقِلا داهياً، وقومٌ لُتَّاح، وهم الْعُقَلَاء من الرِّجَال والدُّهاةُ.
الأُمَوِيُّ: اللَّتْحانُ: الجائع، وامرأةٌ لَتْحَى: جائِعة.
حلت: قَالَ الليثُ: الحِلْتِيتُ. الأنْجُزَذُ، وَأنْشد:
عَلَيْك بِقُنُأَةٍ وبِسَنْدَروسٍ
وحِلْتِيتٍ وشَيْءٍ من كَنَعْدِ
قلت: أَظن هَذَا الْبَيْت مصنوعاً وَلَا يحْتَج بِهِ، وَالَّذِي حَفِظته عَن البحرانيين: الخِلْتِيت بِالْخَاءِ: الأَنْجُزَذُ، وَلَا أرَاهُ عَرَبِيّاً مَحْضاً.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يَوْم ذُو حِلِّيتٍ إِذا كَانَ شَدِيد الْبرد، والأزِيزُ مثله.
قَالَ: والْحَلتُ: لُزُوم ظهر الخَيْل.
وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الْكسَائي: حَلَتُّه أَي ضَرَبتُه، قَالَ: وَغَيره يَقُول: حَلأْتُه.
اللحياني: حلأتُ الصوفَ عَن الشاةِ حَلأً، وحَلَتُّه حَلْتاً، وَهِي الحُلاتَةُ والْحُلاءةُ للنُّتافَةِ:
وحِلِّيتُ: مَوضِع ذكره الرَّاعِي:
بِحِلِّيتَ أَقْوَت مِنْهُمَا وتَبدَّلت
ويروى بِحَليَة.
لحت: قَالَ ابْن الْفرج: قَالَ السليمي: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي بَرْدٌ صادِق.
وَقَالَ غَيره: لَحَتَ فلانٌ عَصَاهُ لَحْتاً إِذا قَشَرَها، ولَحَتَه بالعَذْل لَحتاً مثله.
حتل: أهمله اللَّيْث، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحاتِلُ: المِثلُ من كل شَيْءٍ. قُلْتُ: الأصْلُ فِيهِ الحاتِنُ، فَقْلِبَت النُّون لاما، وَهُوَ حِتْنُه وحَتْله أَي مِثْلُه.
ح ت ن
حتن، حنت، نحت، نتح: مستعملة.
نحت: قَالَ اللَّيْث: النَّحْتُ نَحْتُ النَّجَّار الْخشب، يُقَال هُوَ يَنْحَتْ وينْحِتُ لُغَتَان وجَمَلٌ نَحِيتٌ قد انْحَتَّت مَنَاسِمُه، وَأنْشد:
وَهُو من الأيْن وَجٍ نَحيتُ
والنُّحاتَةُ: مَا نُحِتَ من الخَشَبِ.
وَقَالَ: نَحَتَها نَحْتاً إِذا جامَعَها، ولَحَتَها مِثْلُه.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: إِنَّه لكَرِيمُ النَّحِيتةِ والطَّبِيعة والغريزة بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ اللحياني: الكَرَمُ من نحته ونحاسِهِ ونُحِتَ على الْكَرم وطُبِعَ عَلَيْهِ.
حتن: قَالَ اللَّيْث: الحَتْنُ من قَوْلك: تحَاتَنَتْ دُمُوعُه إِذا تَتَابَعَت.
وَقَالَ الطِّرِمِّاحُ:
كأنَّ الْعُيُون المُرْسَلاتِ عَشِيَّةً
شَآبِيبُ دَمْع العَبْرَةِ المُتَحَاتنِ

(4/255)


قَالَ: وتحَاتَنتِ الخِصالُ فِي النِّصَالِ إِذا وقَعت خَصَلاَتٌ فِي أصلِ القِرْطاس، قيل: تحاتَنَت أَي تتَابَعتْ.
قَالَ: والخَصْلَةُ: كلُّ رَمْيَة لزِمَت القِرْطاس من غير أَن تُصِيبَه.
قَالَ: وَأهل النِّضال يَحسبون كل خَصْلَتين مُقَرْطِسة.
قَالَ: وَإِذا تَصَارَع الرّجلَانِ فصُرِعَ أحدُهما وثَبَ ثمَّ قَالَ:
الحَتَني لَا خَيْرَ فِي سَهْم زَلَجْ
وَقَوله: الحتَنَى أَي عاود الصِّرَاع.
قَالَ: والزَّالِجُ: السَّهمُ الَّذِي يَقع بِالْأَرْضِ ثمَّ يُصِيب القرْطاس.
قَالَ: والتَّحَاتُنُ: التَّبارِي.
وَقَالَ النَّابغةُ يَصِفُ الرِّياحَ واختلافَها:
شمالٌ تَحُاذِيها الجَنوبُ بقَرْضِها
ونَزْعُ الصَّبا مُورَ الدَّبُورِ تُحاتِنُ
أَبُو عُبَيد: المْحْتَتِنُ: الشيءُ المُسْتوِي لَا يخالِفُ بَعضُه بَعْضًا.
وَأنْشد غَيره للطّرِمَّاح:
تلكَ أحسابُنا إِذا احْتَتَنَ الخَصْ
لُ ومُدَّ المَدَى مَدَى الأغْراض
احتتنَ الخَصْلُ أَي اسْتَوَى إِصَابَة المُتَنَاضِلَيْن، والخَصْلةُ: الإصابةُ. وخَصَلْتُ القومَ خَصْلاً إِذا فَضَلتَهُم، وستقِفُ على تَفْسِير الخَصْل مُشْبَعاً فِي مَوْضِعه فِي كتاب الْخَاء إِن شَاءَ الله.
وَيُقَال: فلانٌ سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه إِذا كَانَ لِدَتَه عَلَى سِنِّه.
وَقَالَ الأصْمَعيّ: هُما حِتْنان أَي تِرْبان مُسْتَوِيان، وهم أَحْتان أَتْنان.
وحَوْتَنانان: وادِيان فِي بِلَاد قَيْس، كلُّ وَادٍ مِنْهُمَا يُقَال لَهُ حَوْتَنان، وَقد ذكرهمَا تميمُ بنُ أبيّ بن مقبل فَقَالَ:
ثُمَّ اسْتغَاثُوا بماءٍ لَا رِشاءَ لَهُ
من حَوْتَنانيْن لَا مِلاْحٌ وَلَا زَننُ
أَي لَا ضَيِّق قَلِيل.
وَيُقَال: رَمَى القومُ فوقَعتُ سهامُهم حَتَنى أَي مستوية لَمْ يَنْضُل أحدُهم أَصْحَابه.
أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رَمَى فأحْتَن إِذا وقعَت سِهامُه كلُّها فِي مَوضِع واحِد.
حنت: أَبُو زيد: رجلٌ حِنْتَأْوٌ، وامرأةٌ حِنَتأْوَةٌ وَهُوَ الَّذِي يُعْجَبُ بنَفْسِه وَهُوَ فِي أَعْيُنِ النَّاس صَغِير.
نتح: قَالَ اللَّيْث: النَّتْجُ: خُروج العَرَق من أُصُول الشَّعْر، وَقد نَتَحَه الجِلْدُ، ومَناتحُ العَرَقِ: مَخَارِجُه من الجِلْدِ، وَأنْشد:
جَوْنٌ كأَنَّ العَرَقَ المَنْتُوحَا
لبَّسَه القَطْرَان والمُسُوحا
وَقَالَ غَيره: نَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ، وذِفْرَى البَعِير تنِتحُ عَرَقاً إِذا سارَ فِي يَوْم صَائِف شَدِيد الحَرِّ فَقَطر ذِفْرَياه عَرَقاً.
وَقَالَ ابْن السِّكْيت: نَتَح النِّحْيُ ورشَحَ ومَثّ، ونَضَحَت القِرْبةُ والوَطْب.
وروى أَبُو تُرَاب عَن بعض الْعَرَب: امْتتَحْتُ الشيءَ وانْتَتَحْتُه وانتزَعْته بِمَعْنى وَاحِد.

(4/256)


ح ت ف
حتف، حفت، فتح، تفح، تحف.
حتف: قَالَ اللَّيْث: الحَتْفُ: الموْتُ، وَقَول العرَب: ماتَ فلانٌ حَتْفَ أَنْفِهِ أَي بِلاَ ضَرْبٍ وَلَا قتلٍ، والجميع الحُتُوف، وَلم أسمع للحَتْفِ فعلا.
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (منْ ماتَ حَتْفَ أَنفِه فِي سَبِيل الله فقدْ وقَعَ أَجْرُه على الله) .
قَالَ أَبُو عُبَيد: هُوَ أَن يَمُوت مَوْتاً على فِراشِهِ من غير قَتْل وَلَا غَرَق وَلَا سَبُع وَلَا غَيره.
وَرُوِيَ عَن عُبَيد بن عُمَيْر أَنه قَالَ فِي السّمك: (مَا مَاتَ حَتْفَ أَنفِه فَلَا تأْكُله) يَعْنِي الَّذِي يَمُوت فِي المَاء وَهُوَ الطافي.
وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيل للَّذي يَمُوت على فرَاشه مَاتَ حَتْفَ أَنْفِه. وَيُقَال حَتْفَ أَنْفَيْه، لِأَن نَفْسه تخرُجُ بتَنَفُّسِه من فيهِ وأَنفِه.
وَيُقَال أَيْضا: ماتَ حَتْفَ فِيهِ، كَمَا يُقَال: مَاتَ حتْفَ أَنْفِه، والأنفُ والفمُ: مَخْرَجَا النَّفَس.
ومَنْ قَالَ: حَتْفَ أنْفَيْه، احْتَمَل أَن يكون أَرَادَ بأَنْفَيْه سَمَّيْ أنفِه وهما مَنْخَراه، ويُحْتَمَلُ أَن يُرادَ بِهِ أَنْفُه وفَمُه فَغُلِّب أحَدُ الإسمين على الآخر لتجاورهما.
شمر: الحَتْفُ: الأمرُ الَّذِي يُوقِعُ فِي الهلاَكِ، والسَّبَبُ الَّذِي يكون بِهِ الْمَوْت، وَأنْشد لبَعض هُذَيْل:
فَكانَ حَتْفاً بمِقْدَارٍ وأَدْرَكَه
طولُ النَّهار وليلٌ غَيْرُ مُنْصَرِم
تفح: التُّفَّاحُ هَذَا الثَّمرُ الْمَعْرُوف، وَجمعه تَفَافيح، وتُصَغَّر التُّفَّاحةُ الواحدةُ تُفَيْفِيحَة، والمَتْفَحَةُ: المكانُ الَّذِي يَنْبُتُ فِيهِ التُّفَّاحُ الكثيرُ.
تحف: قَالَ اللَّيْث: التُّحْفَةُ أبدلت التَّاء فِيهَا من الْوَاو إلاّ أَن هَذِه التَّاء تلْزم تصريف فعلهَا إلاّ فِي التفعّل فَإِنَّهُ يُقَالُ: يَتَوَحَّف، وَيَقُولُونَ أَتْحَفْتُه تُحْفَةً يَعْنِي طُرَفَ الْفَوَاكِه وَغَيرهمَا من الرياحين.
قلت: وأصلُ التُحَفَة وُحَفَة، وَكَذَلِكَ التُّهَمَة أَصْلُها وُهمَةَ وَكَذَلِكَ التُّخَمَة. وَرجل تُكَلَة، والأصلُ وُكَلَة، وتُقَاة أَصْلُها وُقَاة، وتُراثٌ أَصْلُها وُرَاث.
فتح: قَالَ اللَّيْث: الفَتْحُ: افتِتَاحُ دَار الحرْب، والفَتْح: نقيض الإغْلاَق، والفَتْحُ: أَن تحكم بَين قومٍ يختصمون إِلَيْك كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ مُخْبِراً عَن شُعَيْب: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (الأعرَاف: 89) .
واسْتَفْتَحْتُ الله على فلَان أَي سألتُه النَّصْرَ عَلَيْهِ وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ: والمَفْتَحُ: الخِزَانَةُ وكلُّ خِزَانة كَانَت لِصِنْفٍ من الْأَشْيَاء فَهُوَ مَفْتَحٍ.
والفَتَّاحُ: الحاكِمُ.
وَقَالَ الله تَعَالَى: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفَال: 19) . أَي إِن تَسْتَنْصِرُوا فقد جَاءكُم النَّصْرُ.
وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَسْتَفْتِح

(4/257)


ُ بصعاليك المُهَاجِرِين أَي يَسْتَنْصِرُ بهِمْ.
وَقَالَ الفَرَّاء: قَالَ أَبُو جهل يَوْم بدر: اللَّهم انصر أَفْضَلَ الدِّينَيْن وأحَقَّه بالنَّصْر، فَقَالَ الله: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفَال: 19) يَعْنِي النَّصْر.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ إِن تستنصروا فقد جَاءَكُم النَّصْرُ.
قَالَ: وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: إِن تَسْتَقْضُوا فَقدْ جَاءَكُم القَضَاء، وَقد جَاءَ فِي التَّفْسِير المعنيان جَمِيعًا.
ورُوِي أَن أَبَا جهل قَالَ يومئذٍ: اللَّهم أقْطَعَنَا للرَّحِم وأفسدَنا للْجَمَاعَة فأَحِنْه الْيَوْم، فَسَأَلَ الله أَن يَحكمُ بحَيْن من كَانَ كَذَلِك فَنُصِرَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونَالَه هُوَ الحَيْنُ وأَصْحَابَه فَقَالَ الله: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفَال: 19) أَي إِن تَسْتَقضُوا فَقَدْ جَاءكُم القَضَاء.
وَقيل إِنَّه قَالَ: (اللَّهم انْصُر أحَبَّ الفِئَتَيْنِ إِلَيْك) فَهَذَا يدل أَنَّ مَعْنَاه إِن تَسْتَنْصِروا، وكِلا القَوْلَيْن جَيِّد.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} (القَصَص: 76) .
قَالَ الفرّاء: مَفَاتحه هَاهُنَا كنوزه وخزائنه، وَالْمعْنَى: مَا إنَّ مَفَاتِحَه لتُنِيء العُصْبَة تُمِيلُهم من ثِقَلِها.
وروى أَبُو عَوانة عَن حُصَيْن عَن أبي رَزِين قَالَ: مفاتِحهُ: خزَائنه أنْ كَانَ كَافِياً مفتاحٌ واحدٌ خَزَائنَ الْكُوفَة، إِنَّمَا مَفاتِحُه المالُ.
وروى أَبُو عَوانة أَيْضا عَن إِسْمَاعِيل بن سَالم عَن أبي صَالح {مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ} (القَصَص: 76) .
قَالَ: مَا فِي الخَزائن من مَالٍ تنوء بِهِ العُصْبَة.
وَقَالَ الزَّجاج فِي قَوْله: {مِنَ الْكُنُوزِ مَآ} (القَصَص: 76) جَاءَ فِي التَّفْسِير أنَّ مَفاتحه كَانَت من جُلُود وَكَانَت تُحْمَلُ على سِتَّين بَغْلاً.
قَالَ: وَقيل: مَفَاتحه: خَزَائنه.
قَالَ: وَالْأَشْبَه فِي التَّفْسِير أَن مَفَاتحه خَزائنُ مَالِه وَالله اعْلَمُ بِمَا أَرَادَ.
وَقَالَ اللَّيْث: جمعُ المِفْتاح الَّذِي يُفتح بِهِ المِغْلاَق مَفَاتِيح، وجَمْعُ المَفْتَح الخِزانة المفاتح.
قلت: وَيُقَال للَّذي يُفْتَح بِهِ المِغْلاَق مفتح بِكَسْر الْمِيم ومِفتاح وجمْعُهما مَفَاتح ومفَاتيح، وَهَذَا قَول النَّحْوِيين.
وَقَول الله جلّ وعزّ: {ء أَفَلاَ يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} (السَّجْدَة: 28، 29) الْآيَة.
وَقَالَ مُجَاهِد: يومُ الفَتْحِ هَاهُنَا يَوْم الْقِيَامَة، وَكَذَلِكَ قَالَ قَتَادة والكَلْبِيّ.
وَقَالَ قَتَادَة: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُونَ: إنْ لنَا يَوماً أوشكَ أَن نَسْتريح فِيهِ وننعَم فَقَالَ الكفارُ: {يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (السَّجدَة: 28) .
وَقَالَ الفَرَّاء: يَوْم الْفَتْح يَعْنِي يَوْم فتح مَكَّة.
قلتُ: وَالتَّفْسِير جَاءَ بِخِلَاف مَا قَالَ وَقد نفع الكفارَ من أهل مَكَّة إيمانُهُم يَوْم فتح مَكَّة.

(4/258)


وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ أَيْضا فِي قَوْله: {أَفَلاَ يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (السَّجدَة: 28) مَتى هَذَا الحُكْمُ وَالقضَاءُ، فَأعْلم الله أَن يَوْم ذَلِك الْفَتْح لَا ينفع الَّذين كفرُوا إيمَانُهُم أَي مَا داموا فِي الدُّنْيَا فالتَّوْبَةُ مُعْرِضة وَلَا تَوْبَة فِي الْآخِرَة.
وَقَالَ شمر فِي قَول الأسعَر الجُعْفِي:
بأَنِّي عَن فُتَاحَتكم غَنِيّ
أَي من قضائكم وحُكْمِكم.
وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى: {} (الفَتْح: 1) أَي قضينا لَك قَضَاء مُبِيناً.
وَفِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أَنه أَتَى بَاب مُعَاوِيَة فحجبه فَقَالَ: من يَأْتِ سُدَدَ السُّلْطَان يقم وَيقْعد، وَمن يأتِ بَابا مغلقاً يجد إِلَى جَنْبه بَابا فُتُحاً رحْباً إِن دَعَا أُجِيبَ وَإِن سَأَلَ أَعْطِي. والسّدَّة: السَّقِيفَةُ فَوق بَاب الدَّار، وَقيل: السُّدَّة: الْبَاب نَفسه.
قَالَ أَبُو عُبَيد وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الفُتُح: الْوَاسِع. قَالَ: وَلم يذهب إِلَى المفْتُوح وَلَكِن إِلَى السَّعَة. قَالَ أَبُو عُبَيد: يَعْنِي بالفُتُح الطّلب إِلَى الله وَالْمَسْأَلَة.
والفَتّاحُ فِي صفة الله مَعْنَاهُ الحَاكم، وأهلُ الْيمن يَقُولُونَ للقَاضِي الفَتَّاحُ، وَيَقُول أحدهم لصَاحبه: تعال حَتَّى أُفَاتِحَك إِلَى الفَتّاح.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَتَاح: الْحُكُومَة، وَيُقَال للْقَاضِي الفَتّاح: لِأَنَّهُ يَفْتح مَوَاضِع الحقِّ.
قَالَ: والفَتْحُ: النَّهْرُ، قلت: وَجَاء فِي الحَدِيث (مَا سُقِيَ فَتْحاً فَفِيهِ العُشْر) وَالْمعْنَى مَا فُتِح إِلَيْهِ ماءُ النَّهر فتحا من الزروع والنخيل فَفِيهِ العُشْر.
وَأَخْبرنِي المُنْذِرِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الوَسْمِيُّ أولُ الْمَطَر وَهُوَ الفَتُوح بِفَتْح الْفَاء، وأقرأنيه الْمُنْذِرِيّ فِي مَوضِع آخر أَوَّل مطر الوَسْمِي الفُتُوحُ، الواحدُ فَتْح، وأَنْشَد:
يَرْعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفُتُوحا
قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الفتْحُ: مَا جَرَى فِي الْأَنْهَار من المَاء.
وَقَالَ الليْثُ: الفُتْحَةُ. تَفَتُّح الْإِنْسَان بِمَا عِنْده من مِلْكٍ أَو أَدَبٍ يَتَطَاوَلُ بِهِ، تَقول: مَا هَذِه الفُتْحَةُ الَّتِي أظهرتها وتَفَتَّحْتَ بهَا علينا.
وفواتِحُ الْقُرْآن: أَوَائِل السَّور، الواحدةُ فَاتِحَة، وأُمُّ الكِتَابِ يُقَال لَهَا فاتحةُ الْقُرْآن.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: بَاب فُتُحٌ أَي واسعٌ ضَخْم، وَقَالَ الكِسَائِيُّ: قارورةٌ فُتُحٌ: لَيْسَ لَهَا صِمَامٌ وَلَا غِلاف.
وَقَالَ ابْن بُزُرْج: الفَتْحَي: الرِّيحُ، وأنْشَد:
أكُلُّهُمُ لَا بَارَكَ الله فيهِمُ
إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى من البَيْع عَاجِبُ
فَتْحَى على فَعْلَي.
شمر عَن خَالِد بن جَنْبَه يُقَال: فاتَحَ الرجلُ امْرَأَتَهُ إِذا جَامعهَا.
قَالَ: وتفاتَحَ الرّجلَانِ إِذا تَفَاتَحَا كلَاما

(4/259)


بَينهمَا وتَخَافَتَا دون النَّاس.
والفُتْحَةُ: الفُرْجَةُ فِي الشَّيْء.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الفَتُوح: النَّاقة الواسعةُ الإحليل وَقد فَتَحَت وأَفْتَحَت، والثَّرُورُ مثل الفَتُوح. والفُتَاحَةُ: الحُكُومةُ، وَمِنْه قَوْله:
بأنِّي عَن فُتَاحَتِكُم غَنِيّ
حفت: قَالَ اللَّيْث: الْحَفْتُ: الهَلاكُ، تَقول: حَفَتَه الله أَي أهلكه ودَقَّ عُنُقه، قلت: لم أسمع حَفَتَه بِمَعْنى دَقَّ لغير اللَّيْث، وَالَّذِي سمعناه عَفَتَه ولَفَتَه إِذا لَوَى عَنُقَهُ وكسره، فَإِن جَاءَ عَن الْعَرَب حَفَتَه بِمَعْنى عَفَتَه فَهُوَ صَحِيح وَإِلَّا فَهُوَ مُريب وَيُشبه أَن يكون صَحِيحا لتعاقب الْحَاء والعَين فِي حُرُوف كَثِيرَة.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي إِذا كَانَ مَعَ قِصَرِ الرجل سِمَنٌ قيل رجلٌ حَفَيْتَأٌ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، وَمثله حَفَيْسَأٌ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
لَا تجعليني وعُقَيْلاً عِدْلَيْنِ
حَفَيْسَأ الشَّخصِ قَصيرَ الرِّجْلَيْنِ
ح ت ب
أهملت وُجُوه هَذَا الْبَاب غير بحتِ.
بحت: قَالَ اللَّيْث: البَحْتُ: الشَّيْء الْخَالِص، خَمْرٌ بَحْتٌ وخُمُورٌ بَحْتَةٌ، والتذكير بَحْتٌ، وَلَا يجمع بَحْتٌ وَلَا يصغر وَلَا يُثنَّى.
أَبُو عُبَيد: عربيٌّ بَحْتٌ وعربية بَحْتَةٌ كَقَوْلِك وَيُقَال: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي شَدِيد.
وَيُقَال: باحَتَ فلَان القِتال إِذا صَدَق القِتال وجَدَّ فِيهِ، وَقيل: البَرَاكَاءُ: مُبَاحَتَةُ الْقِتَال.
وحِبْتُون: اسْم جبل بِنَاحِيَة المَوْصِل.
ح ت م
حتم، حمت، محت، متح، تحم: مستعملة.
حتم: قَالَ اللَّيْث: الحاتِمُ: القَاضِي. والْحَتمُ: إيجابُ الْقَضَاء، قَالَ: وَكَانَت امْرَأَة يُقَال لَهَا صَدُوف فآلت أَلا تتَزَوَّج إِلَّا من يَرُدّ عَلَيْهَا جوابَها، فَجَاءَهَا خَاطب فَوقف ببابها، فَقَالَت لَهُ: من أَنْت؟ قَالَ: بَشَرٌ وُلِد صَغِيرا وَنَشَأ كَبِيرا. فَقَالَت: أَيْن مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: عَلَى بِساطٍ واسعٍ وبلدٍ شاسعٍ، قريبُه بعيدٌ، وبعيدُه قريب. قَالَت: مَا اسْمك؟ قَالَ: من شَاء أحدث إسماً وَلم يكن ذَلِك حتما، قَالَت: كَأَنَّهُ لَا حَاجَة لَك، قَالَ: لَو لم تكن حَاجَة لم آتِكِ لَجَاجَة، وأَقِفْ ببابك وأَصِلْ بأسْبَابك. قَالَت: سِرٌّ حاجَتُك أم جَهْرٌ؟ قَالَ: سِرٌّ وسَتُعْلَنْ. قَالَت: فَأَنت إِذا خَاطب، قَالَ: هُوَ ذَاك، قَالَت: قُضِيَتْ، فَتَزَوَّجَهَا.
قَالَ: والحاتِمُ: الغُرابُ الأسودُ، وَيُقَال: بل هُوَ غراب البَيْنِ أحمرُ المِنْقَارِ والرِّجْلَيْن.
أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: الحَاتِمُ: الغُراب، وَأنْشد لِمُرَقّشٍ السَّدُوسِيّ:
ولَقَدْ غَدَوْتُ وَكنت لَا
أَغْدُو على وَاقٍ وحَاتِمْ
فَإِذا الأشَائِمُ كالأيَا
مِن والأيَامِنُ كالأشَائِمْ
وكذاك لَا خَيْرٌ وَلَا
شَرٌّ عَلَى أحَدٍ بِدَائم

(4/260)


عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحاتم: المشئوم، والحاتِمُ: الأسْوَدُ من كُلِّ شَيْء.
وَقَالَ غَيره: سُمِّي الْغُرَاب الأسْوَدُ حاتماً لِأَنَّهُ يَحْتِم عِنْدهم بالفراق إِذا نَعَبَ أَي يَحْكم، والحاتِمُ: الحاكِمُ المُوجِبُ للحُكْم.
وَقَالَ اللَّيْث: التَّحَتُّم: الشَّيء إِذا أَكَلْتَه فَكَانَ فِي فمك هَشّاً.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: الحُتَامَةُ: مَا فَضَل من الطَّعام على الطَّبقَ الَّذِي يُؤْكل عَلَيْهِ فَهُوَ الحُتَامَة.
وَقَالَ غَيره: مَا بَقِي على الْمَائِدَة من الطَّعَام.
سَلَمَةُ عَن الفرَّاء: التَّحَتُّم: أَكْلُ الحُتَامَةِ وَهِي فُتاتُ الخُبز.
وَجَاء فِي الْخَبَر: (من أَكَلَ وتَحَتَّم فَلَهُ كَذَا وَكَذَا من الثَّوَاب) .
قَالَ الفَرَّاء: والتَّحَتُّم أَيْضا: تَفَتُّتُ الثُؤْلُول إِذا جَفَّ، والتَّحَتُّم: تَكَسُّر الزُّجاج بعضه على بعض.
قَالَ: والْحَتَمَةُ: القارُورَةُ المُفَتَّتَةُ.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: تحتَّمتُ لَهُ بِخَير أَي تَمَنَّيْتُ لَهُ خيرا وتَفَاءَلْتُ لَهُ. وَيُقَال: هُوَ الأخُ الْحَتْمُ أَي المَحْضُ الحَقُّ.
وَقَالَ أَبُو خِرَاش يَرْثي رَجُلاً:
فوَاللَّه لَا أَنْسَاكَ مَا عِشْتُ لَيْلَةً
صَفِيَ من الإخوانِ والْوَلَدِ الْحَتم
تحم: قَالَ اللَّيْث: الأتْحَمِيُّ: ضَرْبٌ من البُرُود وَقَالَ رُؤْبَة:
أَمْسَى كَسَحْقِ الأتْحَمِيّ أَرْسُمُه
وَقد أتحمْتُ البُرُودَ إتحاماً فَهِيَ مُتْحَمَةٌ، وَقَالَ الشَّاعِر:
صَفْرَاء مُتْحَمَةً حِيكَتْ نَمانِمُها
من الدِّمِقْسِيِّ أَو مِنْ فَاخِرِ الطُّوطِ
الطُّوطُ: القُطْنُ.
وَقَالَ غَيره: تَحَّمْتُ الثوبَ: وشَّيْتُه، وفرسٌ مُتَحَّمُ اللَّوْنِ إِلَى الشُّقْرَةِ، وَكَأَنَّهُ شُبِّه بالأتْحمِيِّ من البُرودِ وَهُوَ الأحْمَرُ.
وفرسٌ أَتْحَمِيُّ اللَّوْن.
وروى أَبُو العَبّاس عَن سَلَمَة عَن الفرَّاء قَالَ: التَّحَمَةُ: البُرُودُ المخططة بالصُّفْرَة.
عَمْرو عَن أَبِيه: التَّاحِمُ الحائِكُ.
متح: قَالَ اللَّيْث: المَتْحُ: جَذْبُك رِشَاءَ الدَّلْو تَمُدُّه بيد وتأخُذُ بيد على رَأْسِ البِئْر.
والإبلُ تَتَمَتَّحُ فِي سَيرها إِذا تَرَاوَحَت بأيديها.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
لأيْدِي المَهَارَى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ
وفَرسٌ مَتَّاحٌ أَي مَدَّادٌ.
وسُئل ابْن عَبَّاس عَن السّفر الَّذِي تُقْصَرُ فِيهِ الصَلاة، فَقَالَ: لَا تُقْصَرُ إِلَّا فِي يَوْم مَتَّاحٍ إِلَى اللَّيْل، أَرَادَ لَا تقصر الصَّلَاة إِلَّا مَسِيرَة يَوْم يَمْتَدُّ فِيهِ السّير إِلَى الْمسَاء بِلَا وَتِيرةٍ وَلَا نُزُول.
وَقَالَ أَبُو سعيد المَتْح: القَطْعُ. يُقَال: مَتَحَ الشيءَ ومَتَخَه إِذا قطعه من أصلهِ، وَقَالَ: مَتَحَ بِسَلْحِه وَمَتَخَ بِهِ إِذا رَمَى بِهِ رَوَاهُ أَبُو تُرَاب عَنهُ.

(4/261)


ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للجراد إِذا ثَبَّتَ أذنابَه ليَبِيض مَتَحَ وأَمْتَحَ ومَتَّحَ، وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ وقَلَزَ وأَقْلَزَ وقَلَّزَ.
قلتُ: ومَتَخَ الجَرَادُ بالخاءِ مِثْلُ مَتَحَ.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: بئرٌ مَتُوحٌ وَهِي الَّتِي يُمَدُّ مِنْهَا باليَدَيْن نَزْعاً.
قلتُ: وَهَذَا هُوَ الصَّواب لَا مَا قَالَه اللَّيْث.
وَيُقَال: رَجُلٌ ماتِحٌ ورجالٌ مُتَّاحٌ، وبَعيرٌ ماتِحٌ وجِمَالٌ مَوَاتِحُ، وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمَّة:
ذِمامُ الرَّكَايَا أَنْكَرَتْها المَوَاتِحُ
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طَالاَ. ويومٌ متَّاحٌ: طَوِيلٌ تامٌّ، يُقَال ذَلِك لنهار الصَّيف وليل الشتَاء.
حمت: قَالَ اللَّيْث: الحَمِيتُ: وِعَاءُ السَّمن كالعُكَّة والجميع الحُمُت.
وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ لِرَجُلٍ أَتَاهُ سَائِلًا فَقَالَ: هَلَكْت، فَقَالَ لَهُ: أَهَلَكْتَ وأنتَ تِنِثُّ نَثِيثَ الحَمِيت.
قَالَ أَبُو عُبَيد: الأحْمَرُ الحَمِيتُ: الْزِّقُّ المُشْعَر الَّذِي يُجعَل فِيهِ السمنُ والعسلُ والزيتُ وَجمعه حُمُتٌ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الحَمِيتُ: المَتِينُ من كلِّ شَيْء وسُمِّي النِّحْيُ حَمِيتاً: لِأَنَّهُ مُتِّن بالرُّبِّ. قَالَ وغَضَبٌ حَمِيتٌ: شديدٌ وَأنْشد:
حتَّى يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ
وَيُقَال للتَّمرةِ الشديدةِ الْحَلَاوَة: هِيَ أَحْمَتُ حَلاوةً من هَذِه أَي أشدُّ حلاوة.
أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: يومٌ حَمْتٌ وليلةٌ حَمْتَةٌ، وَيَوْم مَحْتٌ وليلةٌ مَحْتَةٌ وَمَحْت وَقد حَمُتَ ومَحُتَ كل هَذَا فِي شدَّة الحَرِّ، وَأنْشد شمر:
مِنْ سَافِعاتٍ وهَجِيرٍ حَمْت
عَمْرو عَن أَبِيه: الحامِتُ: التَّمر الشَّديد الْحَلَاوَة.
وَقَالَ ابْن شُمَيل: حَمَتَك الله عليْه أَي صَبَّك الله عَلَيْهِ بِحَمتِك.
محت: أَبُو عُبَيد عَن الكِسائي: مَحَتَ يَوْمُنا وحَمُتَ إِذا اشتدَّ حرُّه.
عَمْرو عَن أَبِيه. الماحِتُ: اليومُ الحارُّ.
وَقَالَ غيرُه: عربيٌّ بَحْتٌ مَحْتٌ أَي خالِصٌ.