تهذيب اللغة
بَاب الخماسي من حرف الْحَاء
قَالَ اللَّيْث: (الحَزَنْبَلُ) : الْقصير من الرِّجَال. وَقَالَ
غَيره: الحَزَنْبَلُ: المشْرِف من كل شَيْء، وَقيل هُوَ المجْتَمعِ.
وَيُقَال: هَنٌ حَزَنْبَلٌ: إِذا كَانَ مُشْرِفَ الرَّكَب؛ وَقَالَت
بعض المجِعّات من بَغَايَا الْأَعْرَاب:
إنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَة
إذَا قَعَدْتُ فوقَه نَبَا بِيَهْ
و (الحزابيةُ) : الْغَرِيب السُّمْكِ الضّيق المَلاَقِي.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: (الطَّلَنْفَحُ) : الرجل الْخَالِي الجَوْف؛
وَأنْشد:
ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرّ شَيْءٍ
ونُمْسِي بالعَشِي طَلَنْفَحِينَا
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: (الحِنْزَقْرَة) : الْقصير من الرِّجَال:
وَأنْشد شمر:
وَلَو كُنْتَ أجملَ مِنْ مَالك
رأوكَ أُقَيْدِر حِنْزَقْرَهْ
وَقَالَ شمر: سَمِعت ابْن الأعرابيّ يَقُول: (الصَّرَنقَحُ) ، من
الرِّجَال: الشديدُ الشكيمة الَّذِي لَهُ عَزِيمَة لَا يُطمع فِيمَا
عِنْده وَلَا يُخدع. قَالَ، وَقَالَ غَيره: الصَّرَنْقَح: الظريف؛
وَأنْشد لجِرَانِ الْعود يصفُ نِسَاءَهُ وَسُوء أخلاقهن فَقَالَ:
ومِنهُنَّ غُلٌّ مُقْمِلٌ لاَ يَفُكُّهُ
من القومِ إِلَّا الشَّحْشَحَانُ الصَّرَنْقَحُ
(الشَّحْشَحَانُ) : الغيور المواظب على الشَّيْء. قَالَ شمر: يُقَال
صَرَنْقَحْ وصَلَنْقَح، بالرّاء واللاّم.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ:
(البَلَنْدَح) : السمين قلت: والأصْلُ بَلْدَحٌ.
أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: (الحَجَنْبَرَةُ)
من النِّسَاء: القصيرة.
قَالَ: و (الحَبَرْبَرَةُ) القِمِئَةُ المناقرة.
و (الحَوَرْوَرَةُ) البيضاءُ و (الحوْلوَلة) الكبَسّة قلت وَهَذِه
الأحرف الثَّلَاثَة ثلاثية الأَصْل مُلْحقَة بالخماسي لتكرر بعض
حروفها.
أَبُو عبيد عَن الفرّاء: ذهب الْقَوْم شَعاليلَ (بِقَرْدَحْمَةَ) ، لَا
ينوَّنُ: إِذا تفرّقوا.
وَحكى اللحيانيّ فِي (نوادره) : ذهب الْقَوْم (قِنْدَحْرَة)
وقِنْذَحْرَة وقِذَّحْرَة وقِدّحرة: كل ذَلِك إِذا تفَرقُوا.
قَالَ اللَّيْث: كَبْش (شَقَحْطَبٌ) : ذُو قرنين مُنْكَرَيَنِ. وروى
أَبُو العبّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الشَّقَحْطَبُ:
الكَبْشُ الَّذِي لَهُ أَربعةُ قُرُون.
قَالَ اللَّيْث: فِي هَذَا الْبَاب (دِحِنْدِحٌ) : دُوَيْبّة. وروى
أَبو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: يُقَال: هُوَ أَهْوَنُ
عليَّ من
(5/220)
دِحِنْدِحٍ، قَالَ فَإِذا قيل لَهُ: مَا
دِحِنْدِح قَالَ: كَلاَ شَيْءَ. وَرُوِيَ عَن يُونُس أَنه قَالَ: تَقول
الْعَرَب للرجل يقرّ بِمَا عليَه: دِحْ دِحْ، ودَحٍ دَحٍ؛ يُرِيدُونَ
قد أَقررت فاسكت.
وأَخبرني المنذريّ عَن أَبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ:
(احْرَنْقَزَ) الرجلُ: إِذا كَاد أَن يَمُوت من الْبرد.
أَبو عبيد عَن الأصمعيّ: ناقةٌ (حَنْدَلِسٌ) : ثَقيلَة الْمَشْي.
وَقَالَ اللَّيْث: الحَنْدَلِسُ: النَّاقة النجيبة الْكَرِيمَة.
أَبو عبيد عَن الأصمعيّ: أَفعى (جَحْمَرِشٌ) ؛ وَهِي: الخشناء الغليظة.
قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: الجحْمَرِش: الْعَجُوز الْكَبِيرَة.
أَبو عبيد عَن أَبي عَمْرو والأصمعيّ: (الجَحَنْفَلُ) : الرجل الغليظ
الشّفة.
من الخماسيّ الملحق قَوْلهم: (الصَّمَحْمَحُ) : للرجل الشَّديد.
وَقَالَ شمر: رجل (جِرْدِحْلُ) وَهُوَ: الغليظ الضخم، وَامْرَأَة
(جِرْدَحْلَة) كَذَلِك؛ وَأنْشد:
تَقْتَسِرُ الهَامَ وَمَرّاً تُخْلِي
أطباقَ صَنْبرِ الْعُنُقِ الْجِرْدَحْلِ
ابْن السّكيت عَن الْفراء: (الجِحِنْبَارُ) الرجل الضخم. وَأنْشد:
فَهُوَ جحنبارٌ مُبِين الدَّعْرَمَةْ
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ عَن الْمفضل: رجل (جَلَنْدَحْ) و
(جَلَحْمَدُ) : إِذا كَانَ غليظاً ضخماً.
أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: (الحَبَرْقَصُ) :
الْجمل الصَّغِير؛ قَالَ وَهُوَ الحَبَرْبُرُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن
المظفر: (الحَبَرْقَسُ) ، بِالسِّين: الضئيل من الْبكارَة
والحُمْلاَنِ.
قَالَ أَبُو سعيد فِي الخماسي الملحق يُقَال: مَا لَهُ (حَبَرْبَرٌ)
وَلَا (حَوَرْوَرٌ) ؛ أَي: مَا لَهُ شَيْء. قَالَ: وَقَالَ أَبُو
عَمْرو: مَا يُغْنِي فلَان حَبَنْبَرَا؛ أَي: مَا يُغني شَيْئا،
وَيُقَال: مَا يُغني حَبَرْبَراً بِمَعْنَاهُ؛ وَأنْشد لِابْنِ
أَحْمَر:
أمانِيُّ لَا يغنين عَنْهَا حَبَرْبَرا
وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج قَالَ الأصمعيّ: يُقَال: مَا أصبت مِنْهُ
حَبَرْبَراً وَلَا حَبَنْبَراً؛ أَي: مَا أصبت مِنْهُ شَيْئا. قَالَ:
وَقَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَبنْبَرٌ،
وَهُوَ أَن يُخْبِرك بالشَّيْء، فَتَقول: مَا فِيهِ حَبَنْبَرٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: (الحَنْدَقُونُ) : الرَّأْرَاءُ الْعين
وَأنْشد:
وهبته لَيْسَ بشمشلين
وَلَا دحوق الْعين حندقوق
وَقَالَ اللَّيْث: (الحَبَطقْطِقْ) : حِكَايَة قَوَائِم الْخَيل إِذا
جرت؛ وَأنْشد:
جرتِ الخيلُ فَقَالَت: حَبَطَقْطَقْ
ابْن السّكيت عَن أبي زيد، يُقَال: جَاءَ بكذب سُمَاقٍ، وَجَاء بكذب
حَنْبَرِيتٍ: إِذا جَاءَ بكذب خَالص، لَا يخالطه صدق.
(5/221)
اللَّيْث: (اسْحنْكَكَ) الليلُ: إِذا
اشتدّت ظلمته. وَقَالَ غَيره: (احلنكك) مثله، وشَعَرٌ مسْحَنْكِكْ
ومُحْلَنْكِكْ: وَهُوَ الْأسود الفاحم. قلت: وأصل هذَيْن الحرفين ثلاثي
صَار خماسياً بِزِيَادَة نون وكاف، وَكَذَلِكَ مَا أشبههما من
الْأَفْعَال. وَأما (اسحَنْفَرَ) و (احرنقز) فهما رباعيان وَالنُّون
زَائِدَة وَبهَا ألْحِقَتْ بالخماسي. وَجُمْلَة قَول النَّحْوِيين أَن
الخماسي الصَّحِيح الْحُرُوف لَا يكون إِلَّا فِي الْأَسْمَاء مثل
(الْجَحْمَرِشْ) و (الْجِرْدَحْل) . وأمَّا الْأَفْعَال فَلَيْسَ
فِيهَا خماسي إِلَّا بِزِيَادَة حرف أَو حرفين؛ فافهمه.
قَالَ اللَّيْث: (الاسْلِنُّطَاح) : الطول وَالْعرض؛ يُقَال: قد
اسلنطح؛ وَقَالَ ابْن قيس الرقيات:
أنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطَاحِ وَلم
تَعْطِفْ عَلَيْك الْحُنِيُّ والوُلُجُ
قلت: وَالْأَصْل السُّلاطِح، وَالنُّون زَائِدَة. وَقَالَ ابْن
دُرَيْد: رجل مسلْنطِح: إِذا انبسط.
وَقَالَ اللَّيْث: (الجحمرش) من النِّسَاء الثَّقِيلَة السمجة.
والجحمرش الأرنب المُرْضِع، قلت وَالصَّوَاب فِي تَفْسِير الجحمرش مَا
أَثْبَتْنَاهُ لأبي عبيد عَن أَصْحَابه. وَالَّذِي قَالَه الليثُ
لَيْسَ بِمَعْرُوف فِي كَلَامهم.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: (اسحنفر) الرجل فِي كَلَامه: إِذا مضى فِيهِ
وَلم يتمكّث. واسحنفرت الْخَيل فِي جريها: إِذا أسرعت.
أَبُو عبيد عَنهُ أَيْضا: (المُحْرَنْفِشُ) : الغضبان المتقبض. قَالَ:
وَيُقَال: احرنفش واحْرَنبَى وازبأرّ: إِذا تهَيَّأ للغضب وَالشَّر.
وَقَالَ اللَّيْث: اسحنْطَر: إِذا امتدَّ وَمَال.
وَمن الْأَسْمَاء الخماسية الَّتِي جَاءَ بهَا ابْن دُرَيْد فتفرَّد
بهَا قَوْله: (جُلَنْدَحَةٌ) صلبة شَدِيدَة و (صَلَنْدَحَةٌ) صلبة
وَلَا يُوصف بهَا إِلَّا الْإِنَاث.
وَامْرَأَة (حُرِنْقَفَةٌ) قَصِيرَة.
قَالَ: وجمل (حَبَرْقِيص) قمِيءٌ زري. و (حُبَقْبِيقٌ) سيّء الْخلق
قَالَ: و (الزلَنْقَحُ) السيء الخُلُق و (القَلَحْدَمُ) الْخَفِيف
السَّرِيع.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن نجدة عَن أبي زيد قَالَ: (الغِرْذَحْلَةُ) :
بالغين: الْعَصَا. قَالَ وَهِي القَحْزَنَةُ.
وَأما (القِزْذَحْلة) بِالْقَافِ فَإِن ابْن السّكّيت قَالَ: قَالَت
العامرية: هِيَ من حرز الصّبيان تلبسها الْمَرْأَة فيرضى بهَا قيمها،
وَلَا يَبْتَغِي غَيرهَا، وَلَا يَلِيق مَعهَا أحدا.
وَقَالَ (الزَّحَنْقَفُ) : الَّذِي يزحف على اسْتِه؛ وَأنْشد أَبُو
سعيد قَول الْأَغْلَب:
طَلَّةٌ شَيْخٍ أرْسَحَ زَحنْقَفُ
لَهُ ثَنَايا مِثْلُ حَب العُلِفَّ
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال: فلَان مَا يملك (حَذْرَفُوتَا) أَي:
فسيطاً، كَمَا يُقَال: فلَان مَا يملك قُلامة ظفر.
(5/222)
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رجل
(حِنْتَأْوٌ) ، وَامْرَأَة (حِنْتَأْوَة) : وَهُوَ الَّذِي يعجَب
بِنَفسِهِ، وَهُوَ فِي أعين النَّاس صَغِير. قلت: وَالْأَصْل فيهمَا
الثلاثي، أُلحقا بالخماسيّ، بِهَمْزَة وواو زيدتا فيهمَا، أَو بنُون
وواو مزيدتين.
قَالَ ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي (الْحَبرْقَصَة) الْمَرْأَة
الصَّغِيرَة الْخَلْق وَرجل حَبَرْقص.
آخر حرف الْحَاء وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَهُوَ آخر المجلد
السَّابِع من خطّ أبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي ح الَّذِي مِنْهُ نقلت
هَذَا الْكتاب وفرغت مِنْهُ يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر محرم سنة
خمس عشرَة وسِتمِائَة
(5/223)
|