تهذيب اللغة

(أَبْوَاب الْهَاء وَالْقَاف)
هـ ق ك: مهمل.
هـ ق ج: مهمل
هـ ق ش
شهق: مُسْتَعْمل قَالَ اللَّيْث: الشهيق: ضِدُّ الزَّفِير، فالشهيق: رَدُّ النَّفس، والزفير: إِخْرَاج النّفَس. قَالَ: وَيَقُول: شهَق يشهَق ويشهِق شهيقاً. وَبَعْضهمْ يَقُول: شُهُوقاً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: شهَق يشهَق ويشهِق، كَمَا قَالَ اللَّيْث. وَقَالَ اللَّهُ جلّ وعزّ فِي صفة أهل النَّار {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} (هُود: 106) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجّاج: الزَّفير والشهيق: من أصوات المكْرُوبِين، قَالَ والزفير من شِدَّة الأنين وقبيحِه. والشهيق: الأنين الشَّديد الْمُرْتَفع جدًّا. قَالَ: وَزعم أهلُ اللُّغَة من الْبَصرِيين والكوفيين أنَّ الزَّفِير بِمَنْزِلَة ابتداءِ صَوت الْحمار فِي النهيق، والشهيق: بِمَنْزِلَة آخرِ صَوته فِي النهيق. قلت: وَهَكَذَا قَالَ الفرّاء فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة، وَهُوَ صَحِيح. واللَّهُ أعلم بِمَا أَرَادَ. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ حَدثنَا الْعَبَّاس الدُوريّ، قَالَ حَدثنَا عبيد اللَّهِ بن مُوسَى، قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الرازيّ عَن الرّبيع: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} قَالَ: الزَّفير فِي الحَلْقِ، والشهيقُ فِي الصَّدْرِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: كُلُّ شَيْء ارْتَفَع وَطَالَ فقد شَهَق؛ وَمِنْه يُقَال: شهَق يشهَق: إِذا تنفَّس نفسا عَالِيا؛ وَمِنْه الجَمَلُ الشاهق. وَقَالَ أَبُو عبيد: الشَّاهِقُ: الطَّوِيل من الْجبَال. وَقَالَ اللَّيْث: جَبَلٌ شاهِقٌ: مُمْتَنِعٌ طولا، وَالْجمع شواهِقُ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا اشتدَّ غضبُه: إِنَّه لذُو شَاهِقٍ، وإنَّه لذُو صَاهِلٍ. وفحل ذُو شاهِقٍ وَذُو صَاهِلٍ: إِذا هاج وصال، فسمعتَ لَهُ صَوتا يخرُج من جوْفِه. وَقَالَ الأصمعيُّ: شهِقَتْ عَين النَّاظر عَلَيْهِ: إِذا أصابَتْه بعينٍ؛ وَقَالَ مُزَاحم العُقَيْلي:
إِذا شَهِقَتْ عينٌ عَلَيْهِ عَزَوْتُه
لغَيرِ أَبِيه أَو تَسنَّيْتُ رَاقِياً
أخْبَرَ أَنه فتح إنسانَ عَينهِ عَلَيْهِ فَخَشِيت أَن يُصِيبهُ بعيْنه، قلت: هُوَ هجِين لأرُدَّ عينَ الناظِر عَنهُ إِلَيْهِ.

(5/254)


هـ، ق ض: مُهْملَة.
هـ، ق ص: مهمل.

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ السِّين)
هـ ق س
اسْتعْمل من وجوهه: السَّهْوَق والقَهْوَس والسَّوْهق.
سهق قهس: أَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر: أَنه قَالَ: السهوق والسوهق، وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: رجل قَهْوَسٌ؛ وَهُوَ: الطَّوِيل الضخم. وَقَالَ شمر: الألفاظُ الثَّلَاثَة بِمَعْنى واحدٍ فِي الطول والضِخَم. والكلمة واحدةٌ إِلَّا أنَّها قُدمت وأخرَتْ، كَمَا قَالُوا: عِقَاب عَبَنْقَاةُ وعَقَنْبَاةٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو والفّراء، قَالَا: السهوَقُ: الطَّوِيل. قَالَ الفرّاء: والسهْوقُ: الكذّاب أَيْضا. قَالَ: والسهْوق، من الرِّيَاح: الَّتِي تَنْسِجُ العَجَاج؛ أَي: تَسْفِي. وَقَالَ اللَّيْث: السَّهْوق: كل شَيْء تَرَّ وارْتَوى من سُوق الشّجر؛ وَأنْشد:
وَظيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ريَّانُ سَهْوَقُ
أزجُّ الخَطْوِ: بَعِيدُ مَا بَيْن الطَّرفَيْنِ، مقوَّسٌ. والسَّهْوَق: الكذّاب أَيْضا.

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الزَّاي)
(هـ ق ز)
هزق، قهز، زهق: مستعملة.
هزق: قَالَ اللَّيْث: امْرَأَة هَزِقَةٌ ومِهْزَاقٌ: وَهِي الَّتِي لَا تَسْتَقِر فِي مَوضِع. وَقَالَ أَبُو عبيد: المِهْزَاقُ، من النِّسَاء: الْكَثِيرَة الضَّحِك. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: أَهْزَق فلانٌ فِي الضحك وزَهْزَق، وأَنْزَق: إِذا أَكثر مِنْهُ. ابْن الأعرابيّ: زَهْزَقَ بالضحك وأنْزَقَ وكَرْكَرَ.
وَفِي (النّوادر) : زَهْزَقَ فِي ضحكه زَهْزَقَةً ودَهْدَق دَهْدَقَةً. وَقَالَ غيرُهم: الهَزَق: النَّشاطُ، وَقد هَزِق يهزَقُ هَزَقاً؛ قَالَ رؤبة:
وشَبّح ظَهْرَ الأرضِ رقَّاصُ الهَزَقْ
زهق: قَالَ اللَّيْث: زَهَقَتْ نَفْسهُ وَهِي تَزْهَقُ؛ أَي: تذْهب. وكل شيءٍ هَلَك وبَطَل فقد زَهَق. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: زَهَقَتْ نَفْسُه وزهِقَتْ: لُغَتَانِ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ قَالَ أَبُو زيد: زَهَقَ فلانٌ بَين أَيْدِينَا يَزْهَقُ زُهُوقاً: إِذا سبَقَهم، وَكَذَلِكَ زَهَقَ الدابّةُ: إِذا سَمِن، مثله. وزَهَقت نَفْسُه وزهَق الباطلُ: لَيْسَ فِي شيءٍ مِنْهُ زَهِقَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: زَهَقَ الفرسُ وزهَقَت الرَّاحِلَة زُهوقاً: إِذا سَبَقَتْ وتقدَّمَتْ. وزَهَق مُخُّه فَهُوَ زاهِقٌ: إِذا اكتنز، وَهُوَ زاهِقُ المخّ. قَالَ: وزَهَق الباطلُ: إِذا غَلَبَهُ الحقُّ؛ وَقد أَزْهَقَ الحقُّ الباطِلَ. وَقَالَ أهل التَّفْسِير فِي قَوْله: {جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} (الإسرَاء: 81) أَي: بَطُلَ واضْمَحلّ. وَقَالَ شمر: فرسٌ زَهَقَى: إِذا تقدّم الْخَيل؛ وَأنْشد:
على قَرا مِنْ زَهَقَى مِزَل
وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: أَنه تكلّم يَوْم الشُّورَى فَقَالَ: (إِن حابِياً خيرٌ من زَاهِق) ؛ فالزّاهِقُ من السِّهَام: الَّذِي وَقع وَرَاء الهدف دون الإصَابةِ. والحابي: الَّذِي زَحَف إِلَى الهَدَف. فأَخْبَرَ أَن الضعيفَ الَّذِي يُصِيبُ الحقَّ خيرٌ من

(5/255)


الْقوي الَّذِي لَا يُصيبه، وَضرب الزاهِقَ والحَابيَ من السِّهَام لَهما مثلا. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّاهِقُ من الدوابّ: السّمينُ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الزاهِقُ: الشَّديد الهُزال الَّذِي تَجِد زُهومةَ غُثُوثَةِ لَحْمه. قلت: هَذَا غلط، إِنَّمَا الزاهقُ: الَّذِي اكتنز لَحْمه ومُخُّه، كَمَا قَالَ ابْن السّكيت. وَقَالَ غَيره: وَقَالَ اللَّيْث: الزَّهَقُ: الوَهْدَةُ، رُبمَا وَقَعَتْ فِيهَا الدوابُّ فَهَلَكت، يُقَال: انْزَهَقَتْ أيديها فِي الحُفَر؛ وَقَالَ رؤبة:
كأنّ أيديهنَّ تَهوي فِي الزَّهَقْ
وَقَالَ غَيره: معنى الزهَقِ: التقدُّم، فِي بَيت رؤبة. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّهْزَقَةُ: ترقيصُ الأُم الصبيَّ. والزّهْزَاقُ: اسْم ذَلِك الْفِعْل. والزَّهْزَقَةُ، كالقَهْقَهَةِ أَيْضا. أَبُو عُبَيْدَةَ: جَاءَت الخيلُ أَزَاهِقَ وأَزَاهيقَ، وَهِي جماعاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ، وَلَا وَاحدَ لَهَا من جِنْسهَا.
قهز: قَالَ اللَّيْث: القِهْزُ والقَهْزُ، لُغَتَانِ: ضَرْبٌ من الثِّيَاب تتَّخذ من صوف كالمِرْعِزِيّ، رُبمَا خالطه الْحَرِير. وَقَالَ أَبُو عبيد: القِهْزُ: ثِيَاب بيض يخالطها حَرِير؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأنَّ رُؤوسَها
من القِهْزِ والقُوهِي بيضُ المقَانِعِ
وَقَالَ الراجز يصف حُمُرَ الوَحْش:
كأَنَّ لَوْنَ القِهْزِ فِي خُضُورها
والتُبْطُرِي البِيضِ فِي تَأْزِيزها
هـ ق ط: مهمل

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الدَّال)
هـ ق د
قهد، دهق، هدق: (مستعملة)
قهد: قَالَ اللَّيْث: القَهْدُ: من أوْلادِ الضّأْنِ يَضْرِبُ إِلَى الْبيَاض، وَالْجمع قِهَادٌ، قَالَ: وَيُقَال أَيْضا لِولَدِ الْبَقَرَة الوحشية: قَهْدٌ؛ وَأنْشد:
نَقُودُ جِيَادَهُنَّ وَنَفَتَلِيها
وَلَا نَعْدُو التُّيوسَ وَلَا القِهَادَا
وَقَالَ غَيره: القِهَادُ: شاءٌ حجازية؛ وَأنْشد الأصمعيّ:
أَتَبْكي أَن يُسَاقَ القَهْدُ فِيكُم
فَمَنْ يَبْكي لأهلِ السَّاجِسِي
الساجسيَّة: غنم تكون بالجزيرة. شمر عَن ابْن شُميل: القَهْدُ: الصَّغِير من الْبَقر، اللَّطِيف الْجِسْم. وَيُقَال: القَهْدُ: القصيرُ الذّنَبِ، قَالَه أَبُو عَمْرو. وَقَالَ المفضّل: قَهَدَ فِي مَشْيه: إِذا قَارب خَطْوَه وَلم ينبسط فِي مَشْيه، وَهُوَ من مشي القِصار. أَبُو عبيد: أَبْيَضُ يَقَقٌ وقَهْبٌ وقَهْدٌ، وَهُوَ بِمَعْنى وَاحِد؛ قَالَ لبيد:
لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَه
وصف بقرة وحشيّة أكل السبُع ولدَها فَجعله قَهْداً لبياضه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القَهْدُ: غنم سود تكون بِالْيمن وَهِي الحَذَفُ. قَالَ: والقَهْدُ: النَّرْجِسُ إِذا كَانَ جُنْبَذاً لم يتفتّح، فَإِذا تفتح فَهِيَ التفاتيح والتّفاقيح والعيون.
دهق: قَالَ اللَّيْث: الدّهَقُ: خشبَتان يُغْمَزُ بهما السَّاق. قَالَ: وادّهقت الْحِجَارَة

(5/256)


ادهاقاً؛ وَهُوَ شدَّةٌ تلازُمِها، وَدخُول بَعْضهَا فِي بعض؛ وَأنْشد:
يَنْصَاحُ من حَبْلَة رَضْمٌ مُدَّهِقْ
وَقَالَ الزّجَّاج فِي قَول اللَّهِ جلّ وعزّ: {ُ)) ِأَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً} (النّبَإ: 34) قَالَ: ملأى، قَالَ وَجَاء فِي التَّفْسِير أَيْضا: صَافِيَة؛ وَأنْشد:
يَلَذُّهُ بكأسِه الدهَاق
وَقَالَ غَيره: أَدْهقْتُ الكَأْسَ إِلَى أَصْبَارِها؛ أَي: ملأْتُها إِلَى أعاليها. وَقَالَ اللَّيْث: أدْهقتها: شددت ملأها قَالَ: والدَّهدقة: دَوَرَانُ البِضع الْكثير فِي القِدْرِ إِذا غَلَت، تَراها تَعْلو مرّة وتسفل أُخْرَى؛ وَأنْشد:
تَقَمُّصَ دَهْدَاقَ البَضِيعِ كأنّه
رُؤوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقِ الحنَاجِرِ
(هـ ق ت: مهمل)
وَقد أهملت الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الظَّاء والذال والثاء

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف وَالرَّاء)
(هـ ق ر)
هرق، هقر، قهر، قره، رهق: مستعملات.
قهر: قَالَ اللَّيْث: القَهْرُ: الْغَلَبَة وَالْأَخْذ من فَوق، واللَّهُ القَاهِر القَهّار، قَهَر خَلْقَه بقدرته وسلطانه، فصرَّفهم على مَا أَرَادَ طَوْعًا أَو كرها. وَيُقَال أُخِذ القومُ قَهْراً: إِذا أُخِذوا دون رضاهم على سَبِيل الْغَلَبَة. ابْن السّكيت: قَالَ الطائيّ: القَهِيرَةُ: محْضٌ يُلْقَى فِيهِ الرَّضْفُ فَإِذا غَلَى ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيق وَسِيطَ بِهِ ثمَّ أُكل. وَقَالَ غَيره: قَهَرْنا اللحمَ نَقْهَرُه: وَذَلِكَ أول مَا تَأْخُذ فِيهِ النارُ فيسيل مَاؤُهُ؛ قَالَ الشاعِر:
فلمَّا أَنْ تَلَهْوَجْنَا شِوَاءً
بِهِ اللَّهَبَانُ مقْهُوراً ضَبِيحاً
يُقَال: ضبَحتْه النَّار وضَبَتْه وقَهَرَتْه: إِذا غيَّرته. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: أقْهَرْنَا فلَانا: وَجَدْنَاهُ مقهوراً؛ وَمِنْه قَول المُخَبل:
تمنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعَه
فأَمْسى حُصَيْنٌ لَو أُذلَّ وأُقْهِرا
قَالَ أَبُو عبيد: وَرَوَاهُ الأصمعيّ: قد أَذَلَّ وأَقْهرا؛ أَي: صَارَ أصحابُه أذِلاَّء مَقْهُورين.
قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: القَهْقَرُ: الْحجر الأمْلس، وَقَالَ أَبُو خيرة: القَهْقَرُ والقُهَاقِر، وَهُوَ مَا سَهَكْتَ بِهِ الشيءَ. قَالَ: والقِهْرُ أعظم مِنْهُ؛ وَقَالَ الْكُمَيْت:
وكأَنَّ خَلْفَ حِجَاجِها من رأسِها
وأَمامَ مَجْمَع أَخْدَعَيْها، القَهْقَرَا
شمر عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: القهقَرُّ، بتَشْديد الّراء؛ قَالَ الجعديّ:
بِأَخضَرَ كالقَهْقَر يَنْفُضُ رأسَه
أمامَ رِعالِ الخيلِ، وَهِي تُقَرَّبُ

(5/257)


وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمر أَنه قَالَ: القهقرُ، بِالتَّخْفِيفِ: الطَّعَام الْكثير الَّذِي فِي الأوعية منضوداً؛ وَأنْشد:
بَات ابنُ أدْمَاءَ يُسَامي القَهْقَرَا
قَالَ شمر: والقَهْقَرُ: الطَّعَام الْكثير الَّذِي فِي العَيْبَة. قَالَ: والقُهَيْقِرَانُ: دُوَيْبَّة. أَبُو عبيد: القَهْقَرَى: التراجع إِلَى الْخلف، يُقَال: رَجَعَ فلانٌ القَهْقَرى: إِذا رَجَعَ على عقبه وَقد قَهْقَرَ: إِذا فعل ذَلِك. ابْن الأنباريّ: إِذا ثنيت القَهْقَرى والخَوْزَلَى تُثَنّيه بِإِسْقَاط الْيَاء، فَقلت القهْقَرانِ والخوزَلان، استثقالاً للياء مَعَ التَّثْنِيَة، وياء التَّثْنِيَة. وَقد جَاءَ فِي حَدِيث رَوَاهُ عكرمةُ عَن ابْن عَبَّاس عَن عَمْرو، أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِنِّي أُمسك بحُجَزكُمْ، هَلُمَّ إِلَى النَّار، وتَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الفَراشِ، وتَرِدُونَ على الْحَوْض، ويُذْهَبَ بكم ذاتَ الشمَال، فَأَقُول: يَا ربّ، أمَّتي فيقالُ: إِنَّهُم كانُوا يمشونَ بعْدك القَهْقَرى) . قلت: مَعْنَاهُ: الارْتِدَادُ عمّا كَانُوا عَلَيْهِ.
هقر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهقَوَّرُ: الطَّوِيل الضخم الْأَحْمَر. والهُقَيْرَة. تَصْغِير الهَقْرَة؛ وَهُوَ: وجع من أوجاع الْغنم.
قره: قَالَ اللَّيْث: القَرَهُ فِي الْجَسَد كالقَلَح فِي الْأَسْنَان؛ وَهُوَ: الوسخُ. والنعت: أَقْرَهُ وقَرْهَاءُ ومُتَقَرهٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَرِه الرجل: إِذا تَقَوَّب جِلْده من كَثْرَة القُوباء.
هرق: قَالَ اللَّيْث: هَرَاقَت السَّمَاء ماءَها، وَهِي تُهَرِيق. وَالْمَاء مُهَرَاق، الْهَاء فِي ذَلِك متحرّكة، لِأَنَّهَا لَيست بأصليَّةٍ، إِنَّمَا هِيَ بدل من همزةِ أَرَاقَ. قَالَ: وهَرَقْتُ مثلُ أَرَقْتُ. قَالَ، ومَنْ قَالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خطأ فِي الْقيَاس. ومَثَل للْعَرَب تخاطب بِهِ الغضبان: هَرق على خَمْرِكَ أَو تَبَيَّنْ؛ أَي: تَثَبّتْ. ومثلُ هرقت وَالْأَصْل أرقت قَوْلهم: هَرَحْتُ الدابَّة وأَرَحْتُها؛ وَهَنَرْتُ النَّار وأنرتها. وأمَّا لُغَة من قَالَ أَهْرَقْتُ المَاء فَهِيَ بعيدَة. وَقَالَ أَبُو زيد: الْهَاء فِيهَا زَائِدَة، كَمَا قَالُوا أَنْهأْتُ اللَّحْم، وَالْأَصْل أَنَأْتُه بِوَزْن أَنَعْتُه. وَيُقَال هَرق عنّا من الظهيرة، وأَهْرِىء عنَّا من الظهيرة، جعل الْقَاف مبدلة من الْهَمْز فِي أهرىء. وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: إِنَّمَا قَالُوا: هَرَاق يُهَرِيق لِأَن الأَصْل فِي أَرَاق يُرِيق يُؤَرْيِق؛ لِأَن أفعل يُفْعِل كَانَ فِي الأَصْل يُؤَفْعِلُ فقلبوا الْهمزَة الَّتِي فِي يُؤَرِيق هَاء، فَقيل: يُهَرِيق، وَلذَلِك حركت الْهَاء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَطَر مُهَرَوْرِقٌ ودمع مُهَرَوْرِقٌ. عَمْرو عَن أَبِيه: هُوَ اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَوْفَلُ والمُهْرُقَانُ للبحر، بِضَم الْمِيم والرَّاء؛ وَقَالَ ابْن مقبل:
يمشي بهِ نُورُ الظبَاءِ كأنَّها
جَنَى مُهْرُقَانٍ فاضَ باللّيل سَاحِلُهْ
ومُهْرُقان معرّب أَصله مَا هِي رُويان
وَقَالَ بَعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان من هرقت؛ لِأَن مَاء الْبَحْر يفِيض على السَّاحِل إِذا مَدّ فَإِذا جزر بَقِي الوَدَعْ. والمُهْرَقُ: الصَّحِيفَة الْبَيْضَاء يكْتب فِيهَا، معرَّبٌ أَيْضا، أَصله مُهْرَه كَرَّر، قَالَه الأصمعيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو عبيد؛ وَأنْشد:
لآلِ أَسْمَاءَ مِثْلُ المُهْرَقِ البَالِي

(5/258)


وَقَالَ اللَّيْث: المُهْرَقُ: الصَّحرَاء الملساء. قلت: وَإِنَّمَا قيل للصحراء مُهْرَقٌ تَشْبِيها بالصحيفة الملساء؛ وَقَالَ الْأَعْشَى:
رَبِّي كريمٌ لَا يكدرُ نِعْمَةً
وَإِذا تُنُوشِدَ فِي المَهَارِقِ أنشدا
أَرَادَ بالمَهَارق: الصحائف. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَرِيقُوا عَنْكُم أوّلَ اللَّيْل فحمةَ الليلِ؛ أَي: انزلوا، وَهِي سَاعَة يَشُقُّ فِيهَا السّير على الدوابّ حَتَّى يمْضِي ذَلِك الْوَقْت، وَهُوَ مَا بَين العَشَاءين.
رهق: قَالَ اللَّيْث: الرَّهَقُ: جهلٌ فِي الْإِنْسَان وخفَّةٌ فِي عقله؛ تَقول: بِهِ رهقٌ، وَلم أسمع مِنْهُ فِعْلاً. قَالَ: ورجلٌ مُرَهَّقٌ: مَوْصُوف بالرهق. قَالَ: ورَهِقَ فلانٌ فلَانا: إذَا تَبِعَهُ فقَرب أَن يلحَقَه. قَالَ: والرَّهَقُ، أَيْضا: غشيان الشيءِ، تَقول: رهِقَه مَا يكرَهُ؛ أَي: غشيه ذَلِك. قَالَ اللَّهُ: {وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ} (يُونس: 26) أَي: لَا يَغْشَاهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: فِي فلَان رهَقٌ؛ أَي: يَغْشى المحارمَ. قَالَ: وَأَرْهَقْتُ الرجل: أدْرَكْتُه، ورهِقْتُه: غَشِيتُه. قَالَ: والمُرَهَّقُ الَّذِي يَغْشَاهُ السُّؤالُ والضيفان. والمُرَهَّقُ، أَيْضا: المتَّهم فِي دِينه. وأرْهَق الْقَوْم الصَّلَاة: إِذا أخَّرُوها حَتَّى يدنُوَ وَقت الْأُخْرَى. أَبُو زيد: أرهَقْتُهُ عُسْراً: إِذا كلَّفْتَه ذَاك، وأرهقْتُه إِثْماً حَتَّى رهِقَه رهَقاً: أَدْرَكَه. وَفِي حَدِيث أبي وَائِل: أنَّه صلّى على امرأةٍ كَانَت تُرَهَّقُ؛ يَعْنِي: تُتَّهم وتُؤْبَنُ بشرَ، وَمِنْه رجل مُرَهَّق، وَفِيه رَهَقٌ: إِذا كَانَ يُظَنّ بِهِ السوءُ؛ وَقَالَ الشَّاعِر:
كالكَوْكبِ الأزْهَرِ انشقَّتْ دُجُنَّتُه
فِي الناسِ، لَا رَهَقٌ فِيهِ وَلَا بَخَلُ
سَلمة عَن الفرّاء قَالَ: رَهِقَنِي الرجل يرْهَقُني رَهَقاً؛ أَي: لَحِقَنِي وغَشِيني، وأرهقْته: إِذا أرهقته غيرَك. قَالَ: والمُرْهَق: المحمولُ عَلَيْهِ فِي الْأَمر مَا لَا يُطيق. وَبِه رَهَقٌ شَدِيد: وَهِي العظمة وَالْفساد. شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: أَرْهَقَنِي الْقَوْم أَن أصلّي؛ أَي: أَعْجَلُوني. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّه لَرَهِقٌ نَزِلٌ؛ أَي: سريع إِلَى الشَّرّ، سريع الحِدَّة؛ وَقَالَ الْكُمَيْت:
وِلاَيةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنَّه
من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوْكِ أَثْوَلُ
وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ: فِيهِ رَهَقٌ؛ أَي: خِفَّة وحدّة. وَإنَّهُ لَمُرْهَقٌ؛ أَي: فِيهِ حدّة وسفه. وَقَالَ الزَّجَّاج فِي قَول الله: {ُكَذِباً وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادوهُمْ} (الجنّ: 6) قيل كَانَ أهْلُ الجاهليَّة إِذا مرّت رُفقة مِنْهُم بوادٍ يَقُولُونَ: نَعُوذُ بعزيز هَذَا الوادِي من مَرَدَة الجنّ، فزادوهم رَهَقاً؛ أَي: ذِلّةً وضعفاً. قَالَ: وَيجوز واللَّهُ أعلم أنّ الْإِنْس الَّذين عَاذُوا بالجنّ زادهم الجنُّ رَهَقاً؛ أَي: ذِلَّةً. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {الْجِنِّ فَزَادوهُمْ} قَالَ: طُغْياناً. وَقَالَ قَتَادَة: زَادُوهم إثْماً. وَقَالَ الكلبيّ: زادُوهم غيًّا. وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ} (الجنّ: 13) فإنّ الفرّاء قَالَ: مَعْنَاهُ: لَا يخَاف بخساً وَلَا ظُلماً. قلت: الرَّهَقُ، اسمٌ من الإرهاق، وَهُوَ: أَن يُحمَلَ عَلَيْهِ مَا لَا يطيقه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أرهقْنَاهم الخيلَ فهم

(5/259)


يُرهَقون. قَالَ: والمُراهِقُ: الغلامُ الَّذِي قد قَارب الحُلْم. قَالَ ابْن بُزُرْج، يُقَال: جَارِيَة مُراهقَةٌ وَغُلَام مُرَاهِقٌ، وَيُقَال جَارِيَة رَاهِقَة وَغُلَام رَاهِقٌ، وَذَلِكَ ابنُ الْعشْرَة وَإِحْدَى عشرَة؛ وَأنْشد:
وفَتَاةٍ راهِقٍ عُلقْتُها
فِي عَلاليَّ طِوالٍ وظُلَلْ
قَالَ: والرَّهَقُ: الْكَذِب، وَأنْشد:
حَلَفَتْ يَمِينا غيرَ مَا رهَقٍ
باللَّهِ رب محمّدٍ وبِلاَلِ
وَفِي حَدِيث سعد: أَنه كَانَ إِذا دخل مكّة مُرَاهِقاً خرج إِلَى عرَفَة قبل أَن يطوفَ بِالْبَيْتِ. قَوْله: مراهقاً؛ أَي: ضَاقَ عَلَيْهِ الوقْتُ حَتَّى يخافَ فوتَ الوقُوف بعرفةَ فِي وقته. وَيُقَال: هُوَ يَعْدُو الرَّهَق، وَهُوَ: أَن يُسرِع فِي عدْوه حَتَّى يُرْهِقَ الَّذِي يطلُبه. وَيُقَال: الْقَوْم رُهَاقُ مائَة، ورَهاق مائَة، كَقَوْلِك زُهاء مائَة، وقُراب مائَة. وَقَالَ النَّضر: الرَّهُوق: النَّاقة الوَسَاعُ الجَواد الَّتِي إِذا قُدْتَها رَهِقَتْك حَتَّى تكادَ أَن تطأَكَ بخفها؛ وَأنْشد:
وَقلت لَهَا: أرْخِي فأَرْخَتْ برأسِها
غَشَمْشَمةٌ للقائدِينَ رَهُوقُ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّهَقُ: الخفّة والعربدة؛ وَأنْشد فِي وصف كَرْمَةٍ:
لَهَا حَلِيبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطَه
يَغْشَى النَّدامَى عَلَيْهِ الجُودُ والرَّهَقُ
أَرَادَ عصير الْعِنَب. والرَّيهَقَانُ: الزَّعْفَرَان، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة. الأصمعيّ: يُقَال: رَهِقَه دَيْنٌ فَهُوَ يَرْهَقُه: إِذا غشيه. وَإنَّهُ لعطوفٌ على المُرْهَق؛ أَي: على المدْرَك. وَقد أرهَقَ فلانٌ الصلاةَ: إِذا أخرَّها حَتَّى تكَاد أَن تدْنُوَ من الْأُخْرَى. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المُرهَّق: الفاسِد. والمُرَهّقُ: الْكَرِيم الْجواد؛ وَقَالَ ابْن هَرمة:
خَيْرُ الرجالِ المُرَهَقّون كَمَا
خَيْرُ تِلاَعِ البِلادِ أَوْطَؤها
وهم الَّذين يَغْشَاهُم الأضياف والسُّؤَّال.

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ اللَّام)
(هـ ق ل)
هِقْل، قهل، قله، لهق: مستعملة.
قهل: قَالَ اللَّيْث: القَهَلُ؛ كالقَرَهِ فِي قَشَفِ الْإِنْسَان وقَذَر جلده. وَرجل مُتقَهلٌ: لَا يتَعَاهَد جسده بِالْمَاءِ والنظافَةِ. قَالَ: وأقْهَلَ الرجلُ: إِذا تكلّف مَا يعِيبهُ ويدنس نَفسه؛ وَأنْشد:
خَليفَة اللَّهِ بِلَا إقْهال
قَالَ: وقهِل الرجل قَهَلاً: إِذا استقلّ العَطيَّة وكَفَرَ النِّعْمَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قهل الرجل قهلاً: إِذا جدّف. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَهَلت الرجل أقْهَلُه قَهَلاً: إِذا أثْنَيْتَ عَلَيْهِ ثَنَاء قبيحاً، وَرجل متقَهل: إِذا كَانَ رثَّ الْهَيْئَة متقشفاً. وَيُقَال: قَهَلَ جلدُه وقَحَلَ: إِذا يَبِس فَهُوَ قاهِلٌ قاحِلٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّقهل: شكوى الْحَاجة؛ وَأنْشد:
لَعْوٌ، إِذا لاقَيْتَه تَقَهَّلاَ
وإِنْ حَطَأْتَ كَتِفَيْهِ ذَرْملا
والذَّرْمَلَةُ: إرْسَال السَّلْح. رجلٌ مِقْهَالٌ: إِذا كَانَ مُجَدفاً، كفوراً للنعمة. وَقَالَ هِمْيَان يصف عيرًا وأُتُنَه:

(5/260)


تَضْرَحُهُ ضَرْحاً فَيَنْقَهِلُّ
يَرْفَتُّ عَن مَنْسِمِه الخَشْبَلُّ
ينقهلّ أَصله ينقهلُ، مخفف اللَّام، فثقَّله، وَمَعْنَاهُ: أَنه يشكوها وَيحْتَمل ضرحها إِيَّاه. والخشبلُّ: الْحِجَارَة الخشنة.
هِقْل: الهِقْلُ: الظليم، والنعامة هِقْلة؛ وَقَالَ مَالك بن خَالِد:
واللَّهُ مَا هِقْلَةٌ حَصَّاءُ عَنَّ لَهَا
جَوْنُ السَّرَاةِ هِزَفٌّ لَحْمُه زِيَمُ
وَقَالَ اللَّيْث: الهِقْلُ والهِقْلَةُ: الفَتِيَّان من النعام.
قله: قَالَ اللَّيْث: القَلَهُ: لُغَة فِي القَرَهِ.
لهق: وَقَالَ اللَّيْث: اللهَقُ: الأبْيض، لَيْسَ بذِي بريق وَلَا مُوهَةٍ، كاليَقَق، إِنَّمَا هُوَ نعت للثورِ والثوبِ والشيبِ. وَالْبَعِير الأعْيَسُ: لَهَقٌ، وَالْأُنْثَى لَهَقٌ، والجميع لَهَقَةٌ؛ وَأنْشد:
بَان الشبابُ ولاحَ الواضحُ اللهَق
وَلَا أرى بَاطِلا والشيبُ يَتَّفِق
أَبُو عبيد: أبيضُ يَقَقٌ ولَهَقٌ، بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال فِي فلَان لَهْوَقَةٌ وبَلْهَقَةٌ؛ أَي: طَرْمَذَة وكِبْر. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: التَّلهْوُق، مثل التَّملُّق. وَقَالَ: رجُلٌ مُلَهَّقُ اللَّوْن؛ أَي: أبْيَضُه واضِحُه. وَقَالَ أَبُو الخطّاب: تلهوق الرجل تَلَهْوُقاً؛ وَهُوَ: أَن يتزيّن بِمَا لَيْسَ فِيهِ من الخُلُق والمروءة وَالدّين؛ وَقَالَ رؤبة:
والغِرُّ مَغْرُورٌ وَإِن تَلَهْوَقا
وَقَالَ اللَّيْث: رجل لَهْوقٌ، وَهُوَ يَتَلَهْوق؛ وَهُوَ أَن يُبْدِي من سنحاته ويفتخِر بِغَيْر مَا عَلَيْهِ سجيته. وَفِي الحَدِيث: (كاَنَ خُلُق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سجيَّة، وَلم يكن تَلَهْوُقاً) .

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ النُّون)
(هـ ق ن)
نقه، نهق: مستعملان.
نقه: قَالَ اللَّيْث: نَقِهَ يَنْقَهُ، مَعْنَاهُ: فهم يفهم، فَهُوَ نَقِهٌ: سريع الفِطْنَة. ابْن بزرج: نَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ، مفتوحٌ ومكسورٌ نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقَاهَةً ونُقْهَاناً، وَأَنا أَنْقَه. قَالَ: ونَقِهْتُ من الْحمى أَنْقَهُ مِنْهَا نُقُوهاً. ونَقِهَ من مَرضه يَنْقَهُ نُقُوهاً، فَهُوَ نَاقِهٌ. وَقَالَ شمر: روى ابْن الأعرابيّ بَيت المُخَبَّل:
واستنقهوا للمحلم
أَي: فهموه. قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو عدنانَ عَن أبي زيدٍ مثلَه. وَفِي (النَّوَادِر) ، يُقَال: انْتَقَهْتُ من الحَدِيث ونَقَهْتُ، وانْتَقَهْتُ؛ أَي: اشتَفَيْتُ. وفلانٌ لَا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَهُ، بِمَعْنى وَاحِد.
نهق: قَالَ اللَّيْث: النَّهْقُ جَزْمٌ نَبَات يشبه الجِرْجير من أَحْرَار البَقُول، يُؤْكَل. قلت: سَمَاعي من الْعَرَب النَّهَقُ؛ بحركة الْهَاء للجِرْجير البرّيّ، رَأَيْته فِي رياض الصَّمَّان، وَكُنَّا نأكله بالتمْر لِأَن فِي طعمه حَمْزَة وحَرارةً، وَهُوَ الجِرجير بِعَيْنِه، إِلَّا أنَّه بريٌّ يلذع اللِّسَان، وَيُقَال لَهُ الأَيْهَقَانُ، وَأكْثر مَا ينْبت فِي قِرْيان الرياض. وَقَالَ اللَّيْث: النَهيقُ: صَوت الْحمار، فَإِذا كرَّر نهيقه،

(5/261)


قيل: أَخذه النُّهَاقُ. قَالَ: ونَوَاهِقُ الدَّابَّة: عروق تكتَنِفُ خياشيمه، الْوَاحِدَة ناهِقَةٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: النَّوَاهِقُ، من الْخَيل والحُمُر: حَيْثُ يخرج النُّهاقُ من حلقه، قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: النواهق: الْعِظَام الناتِئَةُ من الخيلِ فِي خُدودها. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ فِي (كِتَابه) : النّاهقان: عظمان شاخصان فِي وَجه الْفرس أَسْفَل من عَيْنَيْهِ. وَقيل: النَّوَاهِقُ: مَا أَسْهَلَ من الجَبْهَةِ فِي أَسْفَل الْأنف. ابْن السّكيت: الناهقان: عظمان يَبْدُوانِ من ذِي الحافِر فِي مَجْرَى الدمع، وَيُقَال لَهما: النواهق؛ وَأنْشد:

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الْفَاء)
هـ ق ف
فهق، فقه: (مستعملان) .
بِعَارِي النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجبي
نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْس ذِي الحُلَّبِ
فهق: قَالَ اللَّيْث: الفَهْقَةُ: عظمٌ عِنْد فائِق الرَّأْس، مشرفٌ على اللَّهاة، وَهُوَ الْعظم الَّذِي يسْقط على اللَّهاة فَيُقَال: نُهِقَ الصبيّ، وَقَالَ رؤبة:
قد يَجَأُ الفَهْقَةَ حَتَّى تَنْدَلِقْ
أَي: يَجَأُ الْقَفَا حَتَّى تسْقط الفهْقَةُ من بَاطِن. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ الفَهْقَةُ: مَوْصِلُ العُنُق والرأسِ، وَهِي آخرُ خَرَزة فِي الْعُنُق. وَقَالَ اللَّيْث: الفَهَقُ: اتساع كل شَيْء يَنْبع مِنْهُ ماءٌ أَو دمٌ. تَقول: انْفَهَقت الطعنةُ، وانفهقت العينُ؛ وَهِي: أَرض تَتَفَهَّقُ مياهاً عِذَاباً؛ وَقَالَ الشَّاعِر:
وأطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ عَن عُرُضٍ
تَنْقِي المَسابِيرَ بالإزْبَادِ والفَهَقِ
قَالَ: والفَيْهَقُ: الْوَاسِع من كل شَيْء، يُقَال: مفازَةٌ فَيْهَقٌ. شمِرُ عَن ابْن الأعرابيّ: أَرض فَيْهَقٌ وفَيْحَقٌ؛ وَهِي: الواسعة؛ قَالَ رؤبة:
وَإِنْ عَلَوْا من فَيْفِ خَرْقٍ فَيْهَقَا
أَلْقَى بِهِ الآلُ غديراً دَيْسَقَا
قَالَ: وانفهقّ الشيءُ: إِذا اتَّسع؛ وَقَالَ رؤبة:
وانْشَقّ عَنْهَا صَحْصَحَانُ المُنْفَهِقْ
قَالَ: وَمِنْه يُقَال: انْفَهَقَ فِي الكلامِ وتَفَيْهَقَ: إِذا توسّع فِيهِ؛ وَقَالَ الفرزدق:
تَفَيْهَقَ بالعِرَاقِ أَبُو المُثَنَّى
وعلَّمَ قَوْمَهُ أَكْلَ الخَبِيصِ
ورِوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنّ أبغَضكم إليّ الثَّرْثَارُون المُتَفَيْهِقُون، قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا المُتَفَيْهِقُون؟ قَالَ: المتكبّرون) . قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الأصمعيّ: أصل الفَهَقِ: الامتلاءُ، فَمَعْنَى المتفَيْهِق: الَّذِي يتوسّع فِي كَلَامه ويَفْهَقُ بِهِ فَمَه؛ وَقَالَ الْأَعْشَى:
تَرُوحُ على آلِ المُحَلقِ جَفْنَةٌ
كَجَابِيَةِ الشّيخِ العِراقيّ تَفْهَقُ
يَعْنِي: الامتلاء. وَقَالَ اللَّيْث: المُتَفَيْهِقُ: الَّذِي يتفتح بالبذَخ. يُقَال: هُوَ يَتَفَيْهَقُ علينا بمالِ غَيْرِه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: كل شَيْء تَوَسَّع فقد تَفَهَّق. وبئر مِفْهَاقٌ: كَثِيرَة المَاء؛ قَالَ حسّان:

(5/262)


على كُل مِفْهَاقٍ خَسِيفٍ غُرُوُبها
تُفَرغُ فِي حَوْضٍ مِنَ الماءِ أَسْجَلاَ
قَالَ: الغُروبُ هَهُنَا: مَاؤُهَا. وَقَالَ الأصمعيّ: حَدثنَا قُرَّة بن خَالِد قَالَ: سُئِلَ عبدُ اللَّهِ بن عثى عَن المُتَفَيْهِقِ، فَقَالَ: هُوَ المتفَخّم المتفتح المتَبَخْتِر. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ رجُلاً يخرجُ من النَّار فَيُدْنَى من الجنَّة فَتَنْفَهِقُ؛ أَي: تَنْفَتح وتتسِع. والفَيْهَقُ: الْبَلَد الْوَاسِع. المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء، قَالَ: يُقَال: بَات صَبِيُّهَا على فَهَقٍ: إِذا امْتَلَأَ من اللَّبَنِ.
فقه: قَالَ اللَّيْث: الفِقْهُ: العِلْمُ فِي الدّين، يُقَال: فَقِهَ الرجل يَفْقَهُ فَهُوَ فَقِيهٌ، وأفْقَهْتُه أَنَا؛ أَي: بيَّنْتُ لَهُ تعلُّمَ الْفِقْه. قلت أَنا، يُقَال: فَقِه فُلانٌ عَني مَا بيَّنْتُ لَهُ، يَفْقَهُ فِقْهاً: إِذا فَهِمَه. وَقَالَ لي رجل من بني كلاب، وَهُوَ يصف لي شَيْئا فَلَمَّا فَرغ من كَلَامه قَالَ لي: أَفقِهْتَ؟ يُرِيد: أَفَهِمْتَ؟ والفِقْهُ هُوَ: الفَهْمُ. قَالَ: أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً فِي الدّين؛ أَي: فَهْماً فِيهِ. ودعا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ عَبَّاس وَقَالَ: (اللَّهُمَّ عَلمْهُ الدّينَ وَفقهْهُ فِي التَّأْوِيل) ؛ أَي: فهمه تَأْوِيله، فَاسْتَجَاب اللَّهُ جلّ وعزّ دُعاء نبيه فِيهِ، وَكَانَ من أَعْلَمِ النَّاس بِكِتَاب اللَّهِ فِي زَمَانه، وَلم يُلْحَقْ شأْوه من بعده. وأَمَّا فَقُهَ الرجلُ، بِضَم الْقَاف، فَإِنَّمَا يُستعملُ فِي النّعت. يُقَال: رجل فَقِيهٌ وَقد فَقُهَ يَفْقُهُ فَقَاهَةً: إِذا صَار فَقِيهاً. وَفِي حَدِيث سَلْمانَ أَنَّه نزل على نَبَطِيَّةٍ بالعراق، فَقَالَ لَهَا: هَل هُنَا مَكَان نظيفٌ أُصلّي فِيهِ؟ فَقَالَت: طَهرْ قلبَك وصَل حَيْثُ شِئْت. فَقَالَ سَلْمَانُ: فَقِهَتْ. قَالَ شمر: مَعْنَاهُ أَنَّهَا فَقِهَتْ هَذَا الْمَعْنى الَّذِي خاطَبَتْهُ بِهِ. وَلَو قَالَ فَقَهَتْ، كَانَ مَعْنَاهُ: صارتْ فَقِيهَةً. يُقَال: فَقِهَ عَني كلاَمِي يَفْقَهُ؛ أَي: فَهِمَ، وَمَا كَانَ فَقِيهاً وَلَقَد فَقِهَ وَفَقُهَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل أعجبني فَقَاهَتُه؛ أَي: فِقْهُهُ. وَقَالَ أَبُو بكر. رجل فَقِيهٌ؛ أَي: عَالِمٌ. وكل عالمٍ بشيءٍ فَهُوَ فَقِيهٌ، من ذَلِك قولُهم فلانٌ مَا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَهُ؛ مَعْنَاهُ لَا يَعلَمُ وَلَا يَفْهَمُ. قَالَ: وفَقِهْتُ الحديثَ أَفْقَهُهُ: إِذا فهمَه. وفَقِيهُ العربِ: عالمُ العربِ. وَقَول اللَّهِ: {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى الدِّينِ} (التّوبَة: 122) ، مَعْنَاهُ: ليكونوا علماءَ بِهِ.

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الْبَاء)
هـ ق ب
اسْتعْمل من وجوهه: قهب، هقب، بهق، هبق.
قهب: قَالَ اللَّيْث: القَهْبُ: الأبْيَضُ من أَوْلَاد الْبَقر والمِعْزَى، ونحوِ ذَلِك. يُقَال إِنَّه لَقَهْبُ الإهاب، وإنّه لَقُهَابٌ وقُهَابيٌّ، وَالْأُنْثَى قَهْبَةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: القَهْبُ: الْأَبْيَض. وَقَالَ اللَّيْث: القَهْبُ، أَيْضا: المُسِنُّ فِي قَول رؤبة:
إنّ تميماً كَانَ قَهْباً مِنْ عَادْ
وَقَالَ:
إنّ تميماً كَانَ قَهْباً قَهْقَبَا
أَي: كَانَ قديمَ الأَصْل عَادِيَّهُ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: يُقَال للشَّيْخ إِذا أَسَنَّ: قَحْرٌ وقَهْبٌ. وَقَالَ اللَّيْث: القهب:

(5/263)


اليعقُوب، وَهُوَ الذّكر من الحَجَلِ، وَأنْشد:
فَأَضْحَتِ الدَّارُ قَفْراً لَا أَنِيسَ بهَا
إِلَّا القُهَابُ مَعَ القَهْبِي والحَذَفِ
وروى أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ القَهْبِيُّ: ذكر القَبَجِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَهْبُ: الطَّوِيل من الْجبَال. وَقَالَ اللَّيْث: القَهُوبَةُ، من نصالِ السِّهَام: ذاتُ شُعَبٍ ثلاثٍ، وَرُبَّما كَانَت حديدَتَين تنضمان أَحْيَانًا وتنفرجان، والجميع القَهُوبَاتُ. عَمْرو عَن أَبِيه وَابْن نجدة عَن أبي زيد وَابْن الْأَعرَابِي عَن المفضّل: قَالُوا جَمِيعًا القَهُوبَاتُ: السِّهَام الصغار المُقَرْطِسات، واحدتها قَهْوَبَةُ؛ قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح؛ وَقَالَ رؤبة:
عَن ذِي خَنَاذِيذَ قُهَابٍ أَدْلَمُه
قَالَ: القُهْبَةُ: سَواد فِي حُمْرة. أَقْهَبُ: بَينُ القُهْبَة والأدْلم: الأسْوَد. فالقَهْبُ: الْأَبْيَض، والأقْهَبُ: الأَدْلَمُ، كَمَا ترى. وَقَالَ ابْن السّكيت: الأقْهَبَانِ: الْفِيل والجاموس؛ قَالَ رؤبة:
والأَقْهَبينِ الفيلَ والجامُوسَا
وكل واحدٍ مِنْهُمَا أقهبُ للونه.
هقب: قَالَ اللَّيْث: الهِقَبُّ: الضَخْمُ الطَّوِيل من النّعام، وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
من المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ
قهب: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَهْقَبُ والقَهْقَمُ: الْجمل الضَّخْمُ. وَقَالَ اللَّيْث: القَهْبُ بِالتَّخْفِيفِ الْعَظِيم الطَّوِيل الرغيب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القهقب: الباذِنجان.
بهق: قَالَ اللَّيْث: البَهَقُ: بياضٌ دُونَ البرصِ، وَقَالَ رؤبة:
كأَنّهُ فِي الجِلْدِ تَوْليعُ الْبَهَقْ
وَالله أعلم.

(5/264)


(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الْمِيم)
(هـ ق م)
هقم، همق، قهم، قمه، مهق، مقه: مستعملات.
هقم:: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الهَقْمُ: أصوات شُرب الْإِبِل للْمَاء.
قلت: جعله جمع هَيْقَم، وَهُوَ حِكَايَة صَوت جرعها المَاء كَمَا قَالَ رؤبة:
وَلم يَزلْ عِزُّ تَمِيم مدعَما
للنَّاس يَدْعُو هَيْقَماً وهيقما
كالبحر مَا لقَّمتَه تلقَّما
وَقَالَ اللَّيْث: بَحر هَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ القعر.
وَقَالَ اللَّيْث: رجل هَقِمٌ: شديدُ الْجُوع كثير الْأكل وَهُوَ يتهقِّمُ الطَّعَام، أَي يتلقمه لُقماً عظاماً متتابعة.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الهَقِمُ: الجائع وَقد هقِم هَقَماً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول رؤبة:
يَكْفِيهِ مِحْرابَ العِدَا تَهقُّمُه
قَالَ: وَهُوَ قهره من يحاربه، قَالَ: وَأَصله من الجائع الهَقِم، وَقَالَ فِي قَوْله:
من طول مَا هَقَّمه تهقُّمُه
قَالَ: تَهَقُّمه: حِرْصه ورجوعه، وَقَالَ فِي قَول رؤبة:
للنَّاس يَدْعُو هَيْقماً وهَيْقمَا
إنّه شبهه بفحل وضربهُ مثلا. وهَيْقَم حِكَايَة هديره، وَرَوَاهُ بَعضهم:
كالبَحْر يدعُو هيقما وهيقما
فَمن رَوَاهُ كَذَلِك أَرَادَ حِكَايَة أصوات أمواجه.
وَقَالَ بَعضهم: الهيقمانيّ: الطَّوِيل من كل شَيْء.
وَقَالَ الشَّاعِر:
من الهَيْقَمَا نِيَّات هَيْقٌ كَأَنَّهُ
من السِّنْدِ ذُو كَبْليْنِ أفلتَ من تَبْل
قهم: أهمله اللَّيْث.
أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: يُقَال للقليل الطُّعم: قد أَقْهَى وأَقْهَم.
وَقَالَ أَبُو زيد فِي (النَّوَادِر) : المقْهِم: الَّذِي لَا يُطْعَم من مرض أَو غَيره.
قَالَ وَقَالَ أَبُو السَّمْح: المُقْهِمُ الَّذِي لَا يَشْتَهِي الطَّعَام من مرض أَو غَيره.

(6/5)


ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقهَمَ فلانٌ إِلَى الطَّعَام إقْهاماً، إِذا اشتهاه، وأقهَمَ عَن الطَّعَام إِذا لم يشتهه، وَأنْشد فِي الاشتهاء:
وَهُوَ إِلَى الزَّاد شديدُ الإقْهام
قَالَ: وأقهمت الإبلُ عَن المَاء إِذا لم ترُده، وَأنْشد:
وَلَو أَن لُؤْمَ ابنْي سُلَيْمَان فِي الغَضَا
أَو الصِّلِّيَان لم تَذُقْهُ الأباعرُ
أَو الْحَمض لاقْوَرَّت أَو المَاء أقهمت
عَن المَاء حَمْضيَّاتُهُنَّ الكَنَاعرُ
قلت: من جعل الإقْهام شَهْوَة ذهبَ بِهِ إِلَى الهَقِم وَهُوَ الجائع، ثمَّ قلبه فَقَالَ: قَهمَ، ثمَّ بنى الإقهام مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: أَقْهَمَتِ السَّماءُ إقْهَاماً مثل أَجْهَمت إِذا انقشع الغيمُ عَنْهَا.
مقه قمه: قَالَ اللَّيْث: المهَق والمقَهُ: بَيَاض فِي زرقة قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول المَقَهُ أشدهما بَيَاضًا، وَامْرَأَة مَهْقَاء ومَقْهَاء وسرابٌ أمقه.
وَقَالَ رؤبة:
فِي الصَّيْف من ذاكَ البعيدِ الأمْقَهِ
وَهُوَ الَّذِي لَا خضراء فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الأَقْمه، وَرَوَاهُ: من ذَاك البعيدِ الأقْمهِ، قَالَ: وَهُوَ الْبعيد، يُقَال: هُوَ يَتَقمَّه فِي الأَرْض إِذا ذهب فِيهَا.
وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا أقبل وَأدبر فِيهَا، والأمْقَهُ من النَّاس الَّذِي يركب رَأسه لَا يدْرِي أَيْن يتَوَجَّه.
وَقَالَ رؤبة أَيْضا فِي هَذِه القصيدة:
قفقاف ألْحَى الراعسات القُمَّهِ
قيل: القُمَّه: هِيَ القُمَّح، وَهِي الَّتِي رفعت رؤوسها كالقِمَاح الَّتِي لَا تشرب.
وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله:
يَعْدل أَنضادَ القِفافِ القُمَّهِ
قَالَ: القُمَّه من نَعْت القِفَاف، وَهِي الَّتِي تغيب وَتظهر فِي السراب.
قَالَ وَيُقَال: قَمَه الشَّيْء فِي المَاء يقمَهُهُ إِذا قَمَسه فارتفع رأسُه أَحْيَانًا وانغَمر أَحْيَانًا فَهُوَ قَامِهِ.
وَقَالَ الْمفضل: القَامِهُ: الَّذِي يركب رأسَه لَا يَدْري أَيْن يَتوجَّه.
وروى شمرٌ عَن أبي عدنانَ عَن الأصمعيّ قَالَ: الأمْقَهُ المكانُ الَّذِي اشتدَّتْ الشمسُ عَلَيْهِ حَتَّى كُرهَ النظرُ إِلَى أرضه، وَقَالَ فِي قَول ذِي الرمة:
إِذا خَفَقْت بأمْقَه صَحْصَحَانٍ
رؤوسُ الْقَوْم فالتزَمُوا الرِّحَالا
قَالَ شمر: المَقْهَاءُ الكريهةُ المنظر وَلَا يكون الْمَكَان أمقَه إِلَّا بِالنَّهَارِ، وَلَكِن ذُو الرمة قَالَه فِي سير اللَّيْل، قَالَ، وَقيل: المَقَهُ حُمْرةٌ فِي غُبْرة.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأمقهُ الأبيضُ القَبيح الْبيَاض، وَهُوَ الأمْهَقُ، والمقهاءُ من النساءِ الَّتِي ترَى جفونُ عينيْهَا ومآقيها مُحْمَرَّةً مَعَ قِلَّة شَعْر الحاجبين، والمَرْهَاءُ مثل المَقْهَاءُ. وفلاة مَقْهَاء، وفَيْفٌ أمقَهُ إِذا ابيضَّ من السَّراب.
وَقَالَ ذُو الرمة:

(6/6)


إِذا خَفَقَتْ بأمْقَه صَحْصحَانٍ
رؤوسُ الْقَوْم واعتَنَقُوا الرِّحالا
وَقَالَ النضرُ: المَقْهَاءُ: الأَرْض الَّتِي قد اغبرّتْ متُونها وبِرَاقُها وإباطها بيض، والمَقَهُ: غُبْرةٌ إِلَى الْبيَاض وَفِي نَبتها قِلةٌ بيِّنَةُ المقَه. قَالَ: والمَرْهَاءُ القليلة الشَّجَر سهلةً كَانَت أَو حَزْنةً.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: خرج فلَان يَتَقمَهُ فِي الأَرْض: لَا يدْرِي أَيْن يذهب.
وَقَالَ أَبُو سعيد: ويتكمَّه مِثله، رَوَاهُ أَبُو تُرَاب فِي (كِتَابه) .
مهق: فِي حَدِيث أنس وصفةِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ أزهَرَ وَلم يكن بالأبيض الأَمهق.
قَالَ أَبُو عبيد: الأمهق الشَّديد الْبيَاض الَّذِي لَا يخالط بياضَهُ شيءٌ من الحُمرة وَلَيْسَ بِنيِّر وَلكنه كلون الجصّ وَنَحْوه، يَقُول: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ يتمهَّقُ الشرابَ تمهقاً إِذا شربَه النهارَ أجمعَ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال أَنْت تمهَّقُ المَاء تمهُّقاً، إِذا شربه النهارَ أجمع سَاعَة بعد سَاعَة، قَالَ: وَيُقَال ذَلِك فِي شرب اللَّبن.
وَأنْشد قَول الْكُمَيْت:
تمهَّقُ أخلافَ الْمَعيشَة بَينهم
رضاعٌ وأَخْلاَفُ الْمَعيشَة حُفَّلُ
وَقَالَ غَيره: والمهيقُ، الأَرْض الْبَعِيدَة، وَقَالَ أَبُو دواد:
لَهُ أثرٌ فِي الأَرْض لحبٌ كَأَنَّهُ
نَبِيثُ مسَاحٍ من لحاءِ مَهيقِ
قَالُوا: أَرَادَ باللحاء مَا قُشرَ من وَجه الأَرْض.
وَقَالَ أَبُو زيد: الأمقهُ والأمرهُ مَعًا: الأحمرُ أَشفارَ الْعين.
همق: قَالَ ابْن شُمَيْل: المهمَّق من السَّويق: المُدَقَّق.
وَقَالَ اللَّيْث: الهُمقَاقُ واحدتها هُمْقاقَة بِوَزْن فُعلالة، قَالَ وَأَظنهُ دخيلاً من كَلَام الْعَجم أَو كَلَام بَلْعَم خَاصَّة لِأَنَّهَا تكون بحبال بلعم، وَهِي حبةٌ تشبهُ حَبَّ الْقطن فِي جُمَّاحةٍ، مثلِ الخَشْخاش، إِلَّا أَنَّهَا صلبة ذاتُ شُعَب يُقْلَى حبُّه ويؤكل، يزِيد فِي الْجِمَاع، قلت: وَبَعْضهمْ يَقُول: هَمْقِيق، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الهمِق من الحمضِ وَأنْشد:
باتَتْ تَعشَّى الحمضَ بالقَصيم
لُباية من هَمِقٍ عَيشُومِ
سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: اللُّبايةُ: شجر الأُمْطِيّ، وأَنشد:
لُبَايةُ من هَمِق عَيْشُوم
قَالَ: والهَمِق نَبْت، والعَيْشُوم الْيَابِس.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهَمْقَى نبت.
قَالَ ابنُ الْأَنْبَارِي: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الهمقى مشْيَة فِيهَا تمايل، وَأنْشد:
فأَصبحنَ يمشِين الهِمَقَّى كَأَنَّمَا
يُدافعنَ بالأفخاذ نهداً مُؤرَّبا
وَفِي (كتاب أبي عَمْرو) أنْشد:
لُبَايةً من هَمِقٍ هَيْشُوم
قَالَ الهَمِقُ: الْكثير.

(6/7)