تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْهَاء والذال)
هـ ذ ث: مهمل
هـ ذ ر
اسْتعْمل مِنْهُ: هذر.
هذر: قَالَ اللَّيْث: الهَذَر: الْكَلَام الّذي لَا يُعْبَأ بِهِ،
يُقَال: هَذَرَ الرجلُ فَهو يَهذِر فِي مَنطِقه هَذْراً، وَهُوَ رجُل
هَذَّار مِهذار، والجميعُ: المهاذير وَقَالَ غيرُه: رجل هُذَرَةٌ
بُذَرَةٌ، ورجلٌ هِذْرِيَانُ: إِذا كَانَ غَثَّ الكَلام كثيرَه.
هـ ذ ل
اسْتعْمل من وجوهه: هذل، ذهل.
هذل: قَالَ اللّيث: الهُذلول: مَا ارْتَفع من الأَرْض من تلالٍ صِغارٍ،
وَأنْشد:
يَعلُو الهَذالِيلَ ويعلو القرْدَدَا
شَمِر، عَن ابْن شُمَيل. الهُذلولُ: الْمَكَان الوَطِيءُ فِي
الصَّحْراء لَا يشعُر بِهِ الْإِنْسَان حتّى يُشرِف عَلَيْهِ، قَالَ
جرير:
كأنّ ديارًا بَين أسْنِمَةِ النَّقا
وَبَين هَذا اللَّيْل البُحَيْرة مُصْحَفُ
قَالَ: وبُعدُه نَحْو الْقَامَة يَنْقاد لَيْلَة أَو يَوْمًا، وعَرْضاً
قِيدُ رُمْح أَو أنْفَسُ، لَهُ سَنَدٌ لَا حُرُوف لَهُ. وَقَالَ أَبُو
نَصر: الهذالِيل: رمالٌ رقاقٌ صغَار.
وَقَالَ غيرُه: الهُذلول: مَا سَفَت الرِّيحُ من أعالي الأَنْقاء إِلَى
أسافِلِها، وَهُوَ مِثْل الخَنْدَق فِي الأَرْض. وَقَالَ أَبُو عَمْرو:
(6/140)
الهَذالِيل: مَسايلُ صغارٌ من المَاء وَهِي
الثُّعبَانُ.
قَالَ أَبُو عُبَيدٍ: الهُذلول: الرَّمْلة الطَّوِيلَة المستدِقّة
المُشرِفة وَذهب ثوبُه هَذالِيلَ: أَي قِطَعاً. وأمَّا قَول الراجز:
قلتُ لقَوْمٍ خَرَجوا هَذَالِيلْ
نَوْكَى وَلَا ينْفَعُ للنَّوْكَى القِيلْ
قيل فِي تَفْسِيره: هم المُسرِعون يتْبَع بعضُهم بَعْضاً.
وَقَالَ ابْن الكَلْبِيّ: الهُذْلول: اسمُ سَيفٍ كَانَ لبعضِ بَني
مخزُومٍ، وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ:
كم من كميَ قد سَلَبْتُ سِلاحَه
وغادَره الهُذْلُولُ يَكْبُو مُجَدَّلا
وَقَالَ اللّيث: الهَوْذَلة: القذْفُ بالبَوْل، يُقَال هَوْذَلَ
ببوْله: إِذا قَذَفه. قَالَ: والهَوْذَلة: أَن يضطرب فِي عَدْوِه.
أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: الهَوْذَلة: أَن يَضْطرب فِي عَدْوِه.
قَالَ: وَمِنْه يُقَال للسِّقاء إِذا تَمخَّض: هَوْذَلَ يُهَوْذِل
هَوْذلةً.
أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَوْذَلَ السِّقاءُ: إِذا
أَخْرَج زُبْدَتَه، وهَوْذَلَ: إِذا قاء، وهَوْذَل: إِذا رَمَى
بالعُرْبُون، وَهُوَ الغائِط والعَذِرة، وَأنْشد:
لَو لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاه لَنَجَمْ
فِي صُلْبِه مِثْل قَفَا الكَبْشِ الأجَمّ
قَالَ: والهاذِل بالذّال: وَسَط اللّيل.
وَقَالَ الأصمعيُّ: هَوذَل الفحلُ من الْإِبِل ببَوْلِه: إِذا اهتزَّ
ببَوله وتَحرَّك.
وَقَالَ ابْن الْفرج: أهْذَب فِي مَشْيِه، وأَهْذَلَ: إِذا أَسْرَع،
وَجَاء مُهْذِباً مُهْذِلاً.
وهُذَيْل: أحدُ قَبائل خِنْدِف، وَقد أُعْرِقَ لَهَا فِي الشِّعْر،
والنِّسبة إِلَيْهَا هُذَليّ، وَمن الْعَرَب من يَقُول: هُذْيلِيّ.
وَيُقَال: ذهبَ بولُه هَذالِيلَ: إِذا تقطَّعَ.
وهَذاليلُ الْخَيل: خِفَافُها.
ذهل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ
مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ} (الْحَج: 2) أَي تسلُو عَن وَلَدها
فتتركه لشدَّة الْقِيَامَة والفَزَع الْأَكْبَر.
وَقد ذَهَلَ يَذْهَل، وذَهِلَ يَذهَل ذُهولاً. وأَذْهَلَني كَذَا
وَكَذَا عنهُ يُذْهِلُني.
وَقَالَت امْرَأَة:
أَذْهَلَ خِلِّي عنْ فِراشي مَسْجدُهُ
وَكَانَ زَوجهَا اشتَغَل بعبادتِه عَن فراشها فشكت سُلُوَّه عَنْهَا.
وَقَالَ اللَّيْث: الذَّهْل: تركُكَ الشَّيء تَنَاساه على عَمْد، أَو
يَشْغَلُك عَنهُ شاغل.
وَقَالَ اللحيانيّ: مضى ذَهْلٌ من اللَّيل: أَي ساعةٌ. ذَهْلٌ،
ودَهْلٌ، لُغَةٌ بِالدَّال والذال. جَاءَ بِهِ أَبُو عَمْرو.
وَقَالَ اللَّيْث: الذُّهْلانِ: حيَّان من ربيعَة، وهم بَنُو ذُهْل بن
شَيْبَان، وَبَنُو ذُهْل بن ثَعْلبة.
هـ ذ ن
اسْتعْمل من وجوهه: ذهن.
ذهن: قَالَ اللَّيْث: الذِّهْن: حِفْظ الْقلب. تَقول: اجعلْ ذِهْنك
إِلَى كَذَا وَكَذَا.
(6/141)
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : ذَهِنْتُ
كَذَا وَكَذَا: أَي فَهِمتُه، وذَهَنْتُ عَن كَذَا وَكَذَا: أَي
فَهِمْتُ عَنهُ، وَيُقَال: ذَهنَنِي عَن كَذَا وَكَذَا، وأَذْهنَنِي،
واسْتَذْهنَنِي: إِذا أَنْساني وأَلْهاني عَن الذِّكْر، وَيُقَال:
فلَان يُذاهِن الناسَ أَي يُفاطِنُهم، وَقد ذَاهنَنِي فَذَهنْتُه: أَي
كُنتُ أجْودَ ذِهْناً مِنْهُ.
هـ ذ ف
أهمله اللَّيْث وَأنْشد أَبُو عَمْرو قَول الرّاجز:
يُبْطِر ذَرْعَ السَّائق الهذَّافِ
بعَنَقٍ من فَوْرِه زَرَّافِ
قَالَ: والهَذَّاف: السَّريع، وَقد هَذَف يهذِفُ: إِذا أسْرَع،
وَيُقَال: جَاءَ مُهْذِباً مُهْذِفاً مُهذِلاً، بِمَعْنى وَاحِد.
هـ ذ ب
اسْتعْمل من وجوهه: هذب، هبذ، ذهب.
ذهب: قَالَ اللَّيْث: الذَّهَب: التِّبْر، والقطعة مِنْهُ ذَهبَةٌ.
قَالَ: وأهلُ الْحجاز يَقُولُونَ: هِيَ الذَّهب. وَيُقَال: نزلتْ
بلغتهم: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ
يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (التّوبَة: 34) وَلَوْلَا ذَلِك
لغَلَب المذكَّرُ الْمُؤَنَّث. 6
وَقَالَ: وسائرُ العَرَب يَقُولُونَ: هُوَ الذَّهب. قلتُ: الذّهب
مُذكّر عِنْد العَرَب، وَمن أنَّثه ذَهب بِهِ مَذْهَب الْجَمِيع. وَأما
قَوْله جلّ وعزّ: {وَلاَ يُنفِقُونَهَا} وَلم يقل: يُنفقونه؛ فَفِيهِ
أقاويل للنَّحويين أَحدهَا أنّ الْمَعْنى يَكْنِزُون الذّهب والفضَّة
وَلَا يُنْفقُونَ الْكُنُوز فِي سَبِيل الله، وَقيل: جَائِز أَن يكون
مَحْمُولا على الْأَمْوَال، فَيكون: وَلَا يُنْفقُونَ الْأَمْوَال،
وَيجوز أَن يكون: وَلَا يُنْفقُونَ الفضّة، وَحذف الذَّهب، كَأَنَّهُ
قَالَ: وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَلَا يُنفِقونه، والفضّة وَلَا
يُنفقونها، فاختصر الْكَلَام، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} (التّوبَة: 62) ، وَلم يقل:
يُرضوهما.
وَقَالَ اللَّيْث: الذِّهْبة: المَطْرة الجَوْدة، والجميع الذِّهاب.
أَبُو عبيد، عَن أَصْحَابه قَالُوا: الذِّهاب: الأمطار الضعيفة.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
توَضَّحْن فِي قَرْن الغَزالةِ بَعْدَمَا
ترشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهاب الرَّكائِك
وَقيل: ذِهْبة للمطْرة، وَاحِدَة الذِّهاب
ورُوِي عَن بعض الْفُقَهَاء أَنه قَالَ: فِي أَذاهِبَ من بُرَ وأذاهبَ
من شَعيرٍ، قَالَ: يُضمّ بَعْضهَا إِلَى بعض، فتُزَكَّى.
قيل: الذَّهَب: مكيالٌ معروفٌ بِالْيمن، وَجمعه أذْهاب، ثمّ أذاهب جمعُ
الْجَمِيع. قَالَه أَبُو عُبيد.
وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول ابْن الخطيم:
أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرادِ المذاهِبِ
المَذاهب: جُلود كَانَت تُذْهَب، وَاحِدهَا مُذْهَب، يَجْعَل فِيهَا
خُطوطٌ مُذهَبه، فيُرَى بعضُها فِي إثْر بعض، فَكَأَنَّهَا متتابعة،
وَمِنْه قَول الهذليّ:
يَنْزِعْن جلدَ المَرْءِ نَزْ
عَ القَيْن أَخلاقَ المَذَاهِبْ
(6/142)
يَقُول: الضِّباعُ ينزعن جلدَ الْقَتِيل
كَمَا يَنزِع القَينُ خِللَ السُّيوف، قَالَ: وَيُقَال: الْمذَاهب:
البُرُود المُوَشّاة، يُقَال: بُرْدٌ مُذهَب، وَهُوَ أرْفَعُ
الأَتحَمِيّ.
وَفِي الحَدِيث أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا
أَرَادَ الْغَائِط أبعَدَ فِي المَذْهَب.
أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: يُقَال لموْضِع الْغَائِط: الخَلاء،
والمَذْهب والمِرْفَق والمِرْحاض.
الحرّاني، عَن ابْن السّكيت: ذهَبَ الرجلُ والشيءُ يذهَبُ ذَهاباً،
وَقد ذَهِبَ الرجلُ وَالشَّيْء يذهَبُ ذهَباً: إِذا رَأَى ذهبَ
المعْدِن فبَرِق من عِظَمه فِي عَيْنيه، وأَنشد ابْن الْأَعرَابِي:
ذَهَّب لمّا أَن رَآهَا ثُرْمُرَه
وَفِي رِوَايَة:
لَمَّا أَن رَآهَا ثُرْمُلَهْ
وَهُوَ اسْم رجُل.
وَقَالَ: يَا قوم رأيتُ مُنْكَرَهْ
شَذْرَةَ وادٍ ورأَيتُ الزُّهَرَهْ
أَبُو عُبَيْدَة: كُمَيْتٌ مَذْهَب، وَهُوَ الَّذِي تعْلو حُمرتَه
صُفْرَة، وَالْأُنْثَى مُذْهَبة.
وَقَالَ اللَّيْث: المُذْهَبُ: الشيءُ المَطْلِيُّ بالذَّهب، قَالَ
لبيد:
أَو مُذهَبٌ جُدُدٌ على ألْوَاحِه
الناطِقُ المَبروزُ المختُومُ
قَالَ الأزهريّ: وَأهل بَغْدَاد يَقُولُونَ للمُوَسْوِس من النَّاس:
بِهِ المُذْهِبُ، وعَوامُّهم يَقُولُونَ: بِهِ المُذْهَب، بِفَتْح
الْهَاء، وَالصَّوَاب المُذْهِب.
وَقَالَ اللَّيْث: المُذْهِبُ: اسْم شَيْطَان يُقَال: هُوَ من ولد
إِبْلِيس يَبدو للقراء فيفتنهم فِي الْوضُوء وَغَيره.
وَقَالَ: والذُّهوب، والذَّهاب لُغَتَانِ، والمذهَب: مصدر كالذّهاب.
وَيُقَال: ذهَّبتُ الشيءَ فَهُوَ مُذَهَّب: إِذا طليتَه بالذَّهب.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للمُوَسْوِس: بِهِ المُذْهِب.
وَيُقَال: هُوَ اسْم شَيطان.
هذب: سَلمَة، عَن الْفراء قَالَ: المُهْذِب: السَّرِيع. وَهُوَ من
أَسمَاء الشَّيْطَان.
وَيُقَال لَهُ: المُذهِب: أَي المُحَسِّن للمعاصي.
وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الإهذاب: السُّرعة فِي العَدْو والطَّيَران،
وإبِلٌ مهاذِيبُ: سِراع. وَقَالَ رؤبة:
صَوَادِقَ العَقْبِ مَهاذِيب الوَلَقْ
وَفِي بعض الْأَخْبَار: إِنِّي أخْشَى عَلَيْكُم الطَّلَب، فهَذَّبوا:
أَي أَسْرعُوا السّير، يُقَال: هَذَبَ وأَهذَب وهَذّب، كلّ ذَلِك، من
الْإِسْرَاع.
وَقَالَ اللَّيْث: المُهَذَّب: الَّذِي قد هُذِّب من عيوبه.
وَقَالَ غَيره: أصل التَّهْذِيب تنقيةُ الْحَنظل من شَحْمه، ومعالجةُ
حَبِّه حَتَّى تذهبَ مَرارَتُه ويَطيب لآكله، وَمِنْه قَول أوسِ بن
حَجَر:
ألم تَرَيَا إذْ جئتُما أنّ لَحمهَا
بِهِ طَعْمُ شَرْي لم يُهذَّبْ وحَنْظَلِ
(6/143)
وَيُقَال: مَا فِي مودّته هَذَبٌ، أَي
صفاءٌ وخُلوص، وَقَالَ الْكُمَيْت:
معدنُك الجوهرُ المهذَّبُ ذُو ال
إِبرِيزِ بَخَ مَا فَوق ذَا هَذَبَ
وَمن أمثالهم: أيُّ الرِّجال المهذَّب؟ يُضرَب مثلا للرجل يُؤمر
بِاحْتِمَال إخوانه على مَا فيهم من خَطِيئَة عيب يُذَمُّون بِهِ،
وَمِنْه قَوْله:
ولَسْتَ بِمُسْبَقٍ أَخاً لَا تَلُمُّه
على شَعَثٍ، أَيُّ الرِّجال المُهذَّبُ؟
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الهَيْذَبَى: أَن يَعْدُوَ فِي شِقَ،
وَأنْشد:
مَشَى الْهَيْذَبَى فِي دَفِّهِ ثمَّ قَرْقَرا
وروى بَعضهم: مَشَى الهِرْبذَى، وَهُوَ بِمَنْزِلَة الهَيْذَبَى.
وَقَالَ ذُو الرِّمّة:
دِيارٌ عَفَتْها بعدنَا كلُّ دِيمَةٍ
دَرُورٍ وأُخرى تُهذِبُ الماءَ ساجِرُ
يُقَال: أَهذَبت السحابةُ ماءها، إِذا أسالَتْه بِسُرْعَة.
هبذ: قَالَ اللَّيْث: المُهابَذَة: الْإِسْرَاع، وَأنْشد:
مُهابِذَةٌ لم تَتَّرِكْ حِين لم يكن
لَهَا مَشرَبٌ إلاّ بِناءٍ مُنَضَّبِ
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب المقلوب: أَهْبَذَ وأهْذَبَ، إِذا أسْرَع.
وَقَالَ أَبُو خِراش الهذَليّ.
يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْل فَهُوَ مُهابِذٌ
يَحُثُّ الجَناحَ بالتّبَسُّطِ والقَبْضِ
هـ ذ م
اسْتعْمل من وجوهه: هذم، همذ.
هذم: قَالَ اللَّيْث: الهَذْم: الْأكل، والهذْم: القَطْع، كلُّ ذَلِك
فِي سرعَة، وَقَالَ رؤبة يصف اللَّيل وَالنَّهَار:
كلاهُما فِي فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهْ
واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَين يَهذِمُهْ
كِلَاهُمَا: يَعْنِي اللَّيْل النَّهَار. فِي فَلَك يَسْتلحِمه: أَي
يَأْخُذ قَصْده ويَركَبُه.
واللِّهْبُ: المَهْوَاةُ بَين الشَّيْئَيْنِ، يَعْنِي بِهِ مَا بَين
الخافِقَين، وهما المَغْرِبان.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَرَادَ بالخافِقين: المَشْرِق والمغْرِب،
يَهْذِمه: يُغَيِّبُه أجمعَ.
وَقَالَ شمر: يَهْذِمه: يَأْكُلهُ ويُوعيه وَقَالَ: سِكِّين هَذُوم،
يَهْذِم اللَّحْم: أَي يُسْرِع قطعه فيأكله، عَن ابْن الأعرابيِّ.
وَقَالَ اللَّيْث: أَرَادَ بقوله:
يَهْذمه نُقصانَ الْقَمَر، وَقَالَ: سيفٌ مِهْذَمٌ مِخْذَم.
قَالَ: والهَيْذام: الشُّجاع من الرِّجال، وَهُوَ الأَكول أَيْضا.
وَيُقَال: سِكِّينٌ هُذامٌ ومُوسى هُذَام وشفْرة هُذَامة.
وَقَالَ الرَّاجز:
ويْلٌ لِبُعْرَانِ أبي نَعَامَهْ
مِنْكَ ومنْ شَفْرَتِك الهُذَامَهْ
همذ: قَالَ اللَّيْث: الهَمَاذِيُّ: السُّرْعة فِي الجرْي، يُقَال:
إِنَّه لذُو هَمَاذِيِّ فِي جَرْيه.
(6/144)
وَقَالَ غَيره: حَرٌّ همَاذِيٌّ أَي شَدِيد، ومَرَضٌ هماذِيٌّ، وَأنْشد
الْأَصْمَعِي:
تُرِيغُ شُذَّاذاً إِلَى شُذَّاذِ
فِيهَا هَمَاذِيٌّ إِلَى هَمَاذِي
أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: الهَماذِيّ: السَّريع من الْإِبِل.
وَقَالَ شمر: الهَمَاذِيُّ: الجِدُّ فِي السَّيْر.
وَيُقَال: الهَمَاذِيُّ: تاراتٌ شِدادٌ تكون فِي المَطَر، والسِّباب،
والجَرْي، مرّة يَشتدّ، وَمرَّة يسكن. قَالَ العَجاج:
مِنْهُ هَمَاذِيٌّ إِذا حَرَّتْ وحَرّ |