تهذيب اللغة

أَبْوَاب الْخَاء وَالضَّاد

خَ ض ص _ خَ ض س _ خَ ض ز خَ ض ط: مهملات.

خَ ض د

اسْتعْمل من وجوهه: خضد، دخض
خضد: قَالَ اللَّيْث: الْخَضْدُ: نَزْعُ الشَّوك عَن الشّجر، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فِي سدر مخضود} [الْوَاقِعَة: 28] وَهُوَ الَّذِي خُضِدَ شَوْكُهُ، فَلَا شوكَ فِيهِ.
قَالَ: وَإِذا كسرتَ عوداً فَلم تُبِنْه قلتَ: خَضَدْتُه فانْخَضَدَ.
وَقَالَ الزَّجَّاج _ فِي قَوْله _ عزّ وجلَّ: {فِي سدر مخضود} : قد نزع شوكُه ونحْوَ ذَلِك قَالَ الْفراء.
أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: انْخَضَدَ العُودُ انْخِضَاداً، وانْعَطَّ انْعطاطاً _ إِذا تثنىّ من غير كسر يَبِينُ.
وَقَالَ غَيْرُه: الْخَضَدُ: مَا خُضِدَ من الشّجر ونُحِّيَ عَنهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الفَحْل يَخْضِدُ عُنق الْبَعِير _ إِذا قَاتله، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
(وَلَفْتَ كَسَّارٍ لَهُنَّ خَضَّادْ ... )

قَالَ: والْخَضَادُ _ بِفَتْح الْخَاء _ من شجر الْجَنْبَة، وَهُوَ مثل النَّصِيِّ، ولِوَرَقِهِ حُروفٌ كحروف الْحلْفاء، يُجَزُّ بِالْيَدِ كَمَا تجز الحلْفاء.
وخَضَدَ الإنسانُ يَخْضِدُ خَضْداً _ إِذا أكل شَيْئا رَطْباً نَحْو القِثَّاء والْجَزَرَ وَمَا أشبههما.
وَقَالَ غَيْره: الْخَضْدُ: شِدَّة الْأكل ورجلٌ مِخْضَدٌ.
وَفِي الْخَبَرِ: أنَّ مُعاوية رأى رَجُلاً يُجيد الْأكل، فَقَالَ: إِنَّه لمِخْضَدٌ.
وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

(7/47)


(وَيَخْضِدُ فِي الآرِيِّ حَتَّى كَأَنَّما ... بِهِ عُرَّةٌ أَوْ طَائِفٌ غَيْرُ مُعْقِبِ)

وَيُقَال: انْخَضَدَتِ الثِّمَارُ الرَّطْبة _ إِذا حُمِلت من مَوضِع إِلَى مَوضِع، فتَشَّدَّخت.
وَمِنْه قَول الأحْنَفِ بن قَيْس _ حِين ذَكَر الكوفةَ وثمارَ أَهلهَا فَقَالَ: ((تَأْتِيهم ثِمَارُهُمْ لَمْ تُخْضَدْ)) ، أَرَادَ أَنَّها تأتيهم بِطَرَاءَتِها، لم يُصِبْها ذُبُول وَلَا انْعِصَارٌ، لِأَنَّهَا تُحمل فِي الْأَنْهَار الْجَارِيَة فَتؤَدِّيها إِلَيْهِم.
وَقَالَ شَمِر: الْخَضَادُ: وَجَعٌ يُصِيب الإنسانَ فِي أَعْضَائِهِ، لَا يبلغ أَن يكون كسراً وَهُوَ الْخَضَدُ.
وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(حَتَّى غَدَا وَرُضَابُ المَاء يَتْبَعُه ... طَيَّانَ لَا سَأَمٌ فِيهِ وَلاَ خَضَدٌ)

دخض: قَالَ اللَّيْث: الدَّخْضُ: سُلاَحُ السِّباعِ، وأَكثر مَا يُوصف بِهِ الْأسد.
يُقَال: دَخَضَ دَخْضاً.
خَ ض ت _ خَ ض ظ _ خَ ض ذ خَ ض ث: مهملات.

خَ ض ر

اسْتعْمل من وجوهه: خضر، رضخ.
خضر: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فأخرجنا مِنْهُ خضرًا نخرج مِنْهُ حبا متراكبا} [الأنعَام: 99] : قَالَ {خضرًا} _ هَهُنَا _ بِمَعْنى اخضر: يُقَال: أخْضَرَّ، فَهُوَ اخْضَرُ، وخَضِرٌ، ومِثْلُه: اعْوَرَّ، فَهُوَ أَعْوَرُ وعَوِرٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَضِرُ _ فِي هَذَا الْموضع _: الزَّرْع الأَخْضَرُ.
ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطاً أَوْ يُلِمُّ، إلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنَّهَا إِذَا أَكَلَتْ مِنْهُ ثَلَطَتْ وَبَالَتْ)) .
والْخَضِرُ _ فِي هَذَا الْموضع _ ضَرْبٌ من الْجَنْبَةِ، واحِدَتُهُ: خَضِرَةٌ، والْجَنْبَةُ _ من الْكلأ _: مَا لَهُ أصْلٌ غامضٌ فِي الأَرْض مِثْلُ النَّصِيِّ والصِّلِيَّان والْحَلمَةِ والْعَرْفَجِ والشِّيحِ، وَلَيْسَ الخَضِرُ مِنْ أَحْرار البُقولَ الَّتِي تَهِيجُ فِي الصَّيف، والبقولُ يُقَال لَهَا: الخُضَارةُ والْخَضْرَاءُ.
وَقد ذكر طَرَفَةُ الْخَضِرَ فَقَالَ:
(كَبَنَاتِ الْمَخْرِ يَمْأَدْن إذَا ... أَنْبَتَ الصَّيفُ عَسَالِيجَ الْخَضِرْ)

وَفِي فَصْلِ الصَّيف تَنْبُتُ عَسَالِيجُ الْخَضِرِ من الْجَنْبَةِ، فأَمَّا البُقُول فَإِنَّهَا تنْبُتُ فِي الشتَاء، وتَيْبَسُ فِي الصَّيف.
وعَيْشٌ خَضِرٌ: ناعم.
ورَوَى أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ أَنه قَالَ: الْخُضَيْرَةُ: تَصْغِير الخُضْرَة، وَهِي النِّعمة.
وَمِنْه الخَبَرُ الآخرُ: ((مَنْ خُضِّرَ لَه فِي شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ)) .
مَعْنَاهُ: مَنْ بُورِكَ لَهُ فِي صناعَة أَو حِرْفَةٍ أَو تِجَارَة فليلزمه.
وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: أَنه خطب بالكوفةِ فِي آخر عمرِه فَقَالَ: اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهْمْ

(7/48)


فَتَى ثَقيفٍ الدَّيانَ الْمَنَّانَ يَلْبَسُ فَرْوَتَها، وَيَأْكلُ خَضِرَتَهَا.
يَعْنِي غَضَّها وناعمها وهَنِيئَها.
وَيُقَال: هُوَ لَكَ خَضِراً مَضِراً _ أَي: هَنِيئًا مريئاً، وخَضْراً لَك وَنَضْراً مَثْلُ: سَقْياً لَك وَرْعْياً.
وَفِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) يُقَال: لَسْتُ لفُلَان بِخَضِرَةٍ _ أَي: لست لَهُ بَحشِيشَةٍ رَطْبَة يأكلها سَرِيعا.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَضِرُ نَبيٌّ من بَني إسرائيلَ، وَهُوَ صاحبُ مُوسَى، الَّذِي التقى مَعَه بمَجْمَعِ البَحْرين.
أَبُو عبيد _ عَن الْكسَائي _ ذهَبَ دَمُه خِضْراً مِضْراً، وَذهب بِطْراً _ إِذا ذهب هَدَراً بَاطِلا.
وَالْعرب تُسَمِّي الْحَمَامَ الدواجِنَ: الْخُضَرَ وَإِن اخْتلفت ألوانها.
خصُّوها بِهَذَا الِاسْم لغَلَبَة الْوُرْقة عَلَيْهَا.
والخُضْرُ: قَبِيلَةٌ من الْعَرَب، قَالَ الشَّماخ:
(وَحَلأَها عَنْ ذِي الأرَاكةِ عامرٌ ... أَخُو الخُضْر يَرْمي حَيْثُ تُكْوَى النَّوَاحِزُ)

ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: ((إيَّاكُمْ وخَضْرَاءَ الدِّمَن)) . قيل: وَمَا ذَاكَ يَا رسولَ الله؟ فَقَالَ: ((المَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السُّوءِ)) .
قَالَ أَبُو عبيد: نُراه أَرَاد فَسَاد النّسَب إِذا خِيفَ أَن تكون لغير رَشْدَة.
قَالَ: وَإِنَّمَا جعلهَا ((خَضْرَاءَ الدِّمَن)) تَشْبِيها بالبَقْلَةِ الناضرة، تَنْبُتُ فِي دِمْنَةِ البَعْرِ.
وأصل الدِّمَنِ: مَا تُدَمِّنه الْإِبِل وَالْغنم من أبعارها وَأَبْوَالهَا، فَرُبمَا نَبَتَ فِيهَا النَّبَات الحَسَنُ النَّاضِرُ _ وأصْلُه فِي دِمْنَة قَذِرَة.
يَقُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((فَمنْظَرُها حَسَنٌ أَنِيقٌ، ومنْبِتها فِاسِدْ)) .
وَقَالَ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ:
(فَقَدْ يَنبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَن الثَّرَى ... وتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوس كَما هِيَا)

ضَرَبهُ مثلا للَّذي يُظْهِر مَوَدَّتَهُ لرجل، وقلبُه نَغِلٌ بالعداوة.
وسمعتُ المنذريَّ يَقُول: سمعتُ أَبَا طالبٍ النَحْوِيَّ يَقُول _ فِي قَول الْعَرَب _: ((أَبَادَ الله خَضْرَاءَهم)) .
قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: أَذْهَبَ الله نَعِيمَهم وخِصْبَهم.
قَالَ: وَمِنْه قولُه:
(وَأَنَا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُني؟ ... أَخْضَرُ الجِلْدَة مِنْ نَسْلِ الْعَرَبْ)

قَالَ: يُرِيد ب ((أَخضَرُ الْجِلدة)) : الخِصْبَ والسَّعة.
قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أباد الله خَضْرَاءَهُمْ _ أَي: سوادهم.
قَالَ: والخضرة _ عِنْد الْعَرَب _: سَوَادٌ.
وَقَالَ القُطَامِيُّ:
(يَا نَاقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرَّا. . ... )

(وَقلِّبِي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا. . ... )

(وَعَارِضِي اللَّيْلَ إِذَا مَا اخْضَرَّا ... )

أَرَادَ: إِذا مَا أظلم.

(7/49)


وَقَالَ الفرَّاء: أباد الله خَضْرَاءَهُمْ _ أَي: دنياهم، يُرِيد قَطَعَ عَنْهُم الْحَيَاة.
ورُوي عَن مُجَاهدٍ أَنه قَالَ: لَيْسَ فِي الْخَضْرَاوَاتِ صدقةٌ _ أَرَادَ ب ((الخَضْراوات)) التُّفاحَ والكُمَّثرى وَمَا أشبههَا.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَضِيرُ الزَّرْع الأخْضَرُ، وَقد اخْتُضِرَ فلَان _ إِذا مَاتَ شابّاً.
فِي بعض الْأَخْبَار: أنَّ شابّاً من الْعَرَب أُولِعَ بشيخ قد كبِر، فَكَانَ يَقُول لَهُ _ إِذا رَآهُ _: قد أَجْزَزْتَ أَبا فلَان، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ _ لَمّا أَكثر عَلَيْهِ _: وتُخْتَضَرُون _ أَي: تُتَوَفَّوْن شبَابًا.
والأصلُ فِي ذَلِك: النباتُ الغضُّ يُرعَى ويُخْتَضَر ويُجَزُّ، فيؤكَلُ قبل تناهِي طُولِه.
وَيُقَال: اخْتَضَرْتُ الفاكهةَ _ إِذا أَكَلْتَها قبل إناءِ إِدْرَاكهَا.
والعربُ تَقول للبُقول الْخُضْر: الخضْراءُ.
وَمِنْه الحَدِيث: ((تَجَنَّبُوا من خَضْرَائِكم ذَوَاتِ الرِّيح)) يَعْنِي الثُّومَ والبَصل والكُرَّاثَ.
وَيُقَال للدَّلو الَّتِي استُقِيَ بهَا _ حَتَّى اخضَرَّتْ _: خضْرَاءُ.
وَقَالَ الراجز:
(يُمْطَى مِلاطَاهُ بَخَضْرَاءَ فَرِي ... وإنْ تَأَبَّاهُ تَلَقَّى الأَصْبَحِي)

وَأَخْبرنِي الإياديُّ _ عَن شمِر _ أَنه قَالَ: الخُضْرِيَّةُ: نخلةٌ طيِّبة التمرِ خَضْرَاؤُه وَأنْشد:
(إِذا حَمَلْتَ خُضْرِيةٌ فَوق طَايَةٍ ... وللشُّهْبِ قَصْلٌ عندَها والبَهازِرِ)

أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _ قَالَ: الْخَضِيرَة النَّخلةُ الَّتِي يَنْتَثِر بُسْرُها وَهُوَ أخضرُ.
وسمعتُ العربَ تَقول _ لِسَعَفِ النخْل وجريدِه الأَخْضَرِ: الْخَضَرُ ... بِفَتْح الضَّاد وَالْخَاء.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(يَظَلُّ يَوْمَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرَا ... وَهْيَ خَنَاطِيلُ تجُوسُ الْخَضَرَا)

أَي تَوَطَّؤُه وتكسِرُه.
وَيُقَال: خَضَرَ الرجلُ خَضَرَ النَّخلِ بِمِخْلَبِه، يَخْضِرُه خَضْراً، واخْتَضَرَهُ يَخْتَضِرُهُ _ إِذا قطَعه.
ورَوى أَبو تُرَاب _ عَن الأصمعيِّ _: يُقَال: اختَضَرَ فلانٌ الجاريةَ، وابتَسرها وابتكَرها _ إِذا اقتَرَعَها قبل بُلوغها.
وَالْعرب تَقول: الأمْرُ بَيْننَا أَخْضَرُ _ أَي: جديدٌ، لمْ تَخْلُق المودَّةُ بَيْننَا.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(أَتْرَابُ مَيٍّ وَالْوِصَالُ أَخْضَرُ ... وَلَمْ يُغيِّرْ أَصْلَهُ المغَيِّرُ)

والعَرَبُ تقولُ _ أَيْضا _: لَيْلٌ أَخْضَرُ _ أَي: مُظلمٌ أَسْودُ.
وَقَالَ ذُو الرُّمّةِ:
(قدْ أَعْسِفُ النَّازحَ المجهُولَ مَعْسَفُهُ ... فِي ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هَامَهُ البُومُ)

أَرَادَ فِي ظِل ليل مُظْلمٍ.
وَأما قولُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ:
(وَأَنا الأَخضرُ مَنْ يَعْرِفني؟ ... أَخْضَرُ الجِلْدَةِ فِي بيتِ العَرب)

(7/50)


فَفِيهِ قَولَانِ: أَحدهما _ أَنه أَرَادَ: أنَّه أسود الجِلدة _ قَالَه أَبُو طَالب النَّحويُّ.
وَقيل: إِنَّه أَرَادَ أَنَّه من خَالص الْعَرَب وصميمهم _ لِأَن الغالبَ على أَلوان الْعَرَب الأُدْمةُ _ وَأَنه لم يُعْرِق فِيهِ العَجَمُ الحمراءُ فَيَنْزِع إِلَيْهِم لَوْنُه.
وَقيل _ فِي قَول الله جلّ وعزّ فِي صفة الجَنَّتَيْنِ: {مدهامتان} [الرَّحْمَن: 64]_: إنَّهُما خَضْرَاوَان من الرِّيِّ.
وَقيل لسواد الْعرَاق: سوادٌ، لِخُضْرَةِ النَّخِيل والزُّروع.
أَبُو عبيد، عَن أبي زيدٍ قَالَ: الْخَضَارُ من اللَّبن _ مثلُ السَّمَارِ _ الَّذِي مُذِقَ بماءٍ كثير حَتَّى اخْضَرَّ، كَمَا قَالَ الراجزُ:
(جاءُوا بضَيْحٍ هلْ رأيتَ الذِّئْبَ قَطْ؟ ... )

أَرَادَ اللّبَنَ: أَنَّه لما مُذِق بماءٍ كثيرٍ صَار أَوْرَقَ كلون الذِّئْب، حِين عَلتْ خُضرةُ المَاء بياضَ اللَّبن.
ابْن السّكيت: خُضارَةُ: معرفةٌ لَا تنصَرِفُ _ اسْمٌ للبحر.
وَيُقَال للبقول: الخُضارةُ _ بِالْألف وَاللَّام.
والخُضَّارُ: طائرٌ مَعْرُوف.
وَفِي ((النَّوَادِر)) : يُقَال: رمى الله فِي عَيْنَيْ فلَان بالأُخَيْضِرِ، وَهُوَ داءٌ يأخذُ فِي الْعين.
أَبُو عُبَيْدَة: الأخضرُ _ من الخيْل _: هُوَ الدَّيْزَجُ _ فِي كَلَام الْعَرَب.
وَقَالَ: ومِنَ الخُضْرَةِ فِي ألوان الْخَيل: أَخْضَرُ أحَمُّ، وَهُوَ أدنى الخُضْرَةِ إِلَى
الدُّهْمَةِ وأَشدُّ الْخُضْرَةِ سَواداً، غير أنَّ أَقْرَابَه وبطنَه وأُذُنَيْهِ مُخْضَرَّةٌ، وَأنْشد:
(خَضْراءُ حَمّاءُ كلَوْن العَوْهَقِ ... )

قَالَ: وَلَيْسَ بني الأخْضَرِ الأحَمِّ وَبَين الأَحْوَى إلاَّ خُضْرَةُ مَنْخَريْه وشَاكِلَتِه لِأَن الأحْوَى تحمرُّ مَنَاخِرُه، وتصْفرُّ شاكِلتُه _ صُفرةً مُشاكِلةً للحُمرة.
قَالَ: وَمن الْخَيل أَخْضَرُ أَدْغَمُ وأَخْضَرُ أَطْحَلُ، وأَخْضَرُ أَورَقُ.
وبَيْعُ المخاضَرَةِ المنهِيُّ عَنهُ: بَيعُ الثِّمار وَهِي خُضْرٌ لم يَبْدُ صلاحُها.
سُمِّيَ ذَلِك مُخَاضَرَةً لِأَن المُتبايعَيْن تَبايعا شيئَا أخْضَرَ بَينهمَا _ مأخوذةٌ من الْخُضْرَة.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخُضَارِيُّ طَائِر يمسَّى الأخْيَلَ _ يُتَشاءَمُ بِهِ إِذا سقط على ظهْر بعير وَهُوَ أَخْضَرُ فِي حَنَكِه حُمرةٌ، وَهُوَ أعظم من القَطَا.
قَالَ: والخَضْرُ والمَخْضُورُ: اسمان للرَّخْصِ منَ الشَّجر _ إِذا قُطِع وخُضِرَ.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخِضْرُ عبدٌ صالحٌ من عباد الله.
وَقَالَ أهل الْعَرَبيَّة: الخَضِرُ _ بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد _.
ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((جَلَسَ الخَضِرُ على فَرْوَةٍ بَيْضَاء فإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ)) .
وَعَن مُجاهِد: كَانَ إِذا صَلَّى فِي موضعٍ اخضَرَّ مَا حوله.
وَقيل: سمي ((الْخَضِرَ)) لحُسْنِه وإشراق وَجهه، وَالْعرب تسمي الإنسانَ الحسنَ

(7/51)


الْمُشْرِقَ: خضِراً، تَشْبِيها بالنَّبَاتِ الأخْضَرِ الغَضِّ.
وَيجوز فِي الْعَرَبيَّة: الخِضْرُ: بِمَعْنى الخَضِرِ كَمَا يُقَال: كِبْدٌ وكَبِدٌ.
رضخ: قَالَ اللَّيْث: الرَّضْخُ: كسْرُ الرَّأْس، وَيسْتَعْمل الرَّضْخُ فِي كسر النَّوَى، وَفِي كَسْرِ رَأس الْحَيَّات وَغَيرهَا.
وَيُقَال: هم يَتَرضَّخُونَ الْخُبْزَ: يتناولونه.
وَيُقَال: رَضَخْتُ لَهُ من مَالِي رَضيخَةً وَهُوَ الْقَلِيل.
والتَّراضُخُ: ترَامِي الْقَوْم بَينهم بالنشَّاب.
قَالَ: والحاء فِي جَمِيع مَا ذكرنَا جَائِز، إِلَّا فِي الْأكل، يُقَال: كُنَّا نَتَرَضَّخُ وَكَذَلِكَ الْعَطاء _ يُقَال فِيهِ: الرَّضْخُ _ بِالْخَاءِ.
وَيُقَال: رَاضَخَ فلانٌ شَيْئا _ إِذا أَعْطَى وَهُوَ كَارِهٌ، وَقد رَاضَخْنَا مِنْهُ شَيْئا _ أَي: أصَبْنا.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس المبرَّدِ: يُقَال: فلَان يَرْتَضِخُ لُكْنةً عجمية، إِذا نَشأ فِي العَجَم صَغِيرا، ثمَّ صَار مَعَ العَرَب فتكَلَّم بكلامهم فَهُوَ يَنزع إِلَى العَجَم فِي ألفاظٍ من ألفاظهم، لَا يستمرُّ لسانُه على غَيرهَا، وَلَو اجْتهد.
قَالَ: وَكَانَ صُهَيْبٌ يَرْتَضِخُ لُكْنةً رُومِيَّةً، وَذَلِكَ أَنه سُبِيَ وَهُوَ صَغِير، سَبَتْهُ الرُّومُ، فَبَقيت لُكنةٌ روميّةٌ فِي لِسَانه _ بَعْدَمَا مَلَكهُ العربُ.
قَالَ: وَكَانَ عبدُ بني الحَسْحَاسِ يرْتَضِخُ لُكْنةً حَبِشِيَّةً مَعَ جَوْدة شعره.
وَكَانَ سَلْمَانُ الفَارِسيُّ يرْتَضِخُ لُكْنَةً فارسية.
خرض: قَالَ اللَّيْث: الخَرِيضَةُ: الجارِيَةُ الحديثة السِّنِّ، التّارَّةُ البيضاءُ، وجَمْعُها: خَرَائِضُ.
قلت: وَلم أَسْمَع هَذَا الْحَرْفَ لغير اللَّيْث.
خَ ض ل

اسْتعْمل من وجوهه: [خضل] .
خضل: قَالَ اللَّيْث: الخَضِلُ: كلُّ شَيْء نَدٍ يتَرشَّشُ مِنْ نَدَاه _ فَهُوَ خَضِلٌ، ويسمّى اللؤلُؤُ: خَضْلاً _ بِسُكُون الضَّاد.
وَجَاءَت امْرَأَة إِلَى الحَجَّاج برَجُل فَقَالَت: تَزَوَّجَني على أَن يعطيَنِي خَضْلاً نَبيلاً _ تعْنِي لؤلؤاً أَو دُرّةً خضْلةً _ أَي: صافيةَ.
قَالَ: وأخضلَتْنَا السَّمَاء _ أَي: بلّتْنا بَلاًّ شَدِيدا، ونباتٌ خضِلٌ بالنَّدَى، وشِوَاء خضِلٌ _ أَي: رَطْبٌ جيِّدُ النُّضْج.
وَيُقَال: أَخْضَلتْ دمُوعُ فلَان لحيَتَه، وَإِذا خصُّوا الفِعلَ قَالُوا: اخضلَّت لحْيَتُه.
قَالَ: وَلم أسمَعْهُم يَقُولُونَ: خضِلَ الشيءُ وَالْعرب تَقول: نزلنَا فِي خُضُلَّةٍ من العُشب _ إِذا كَانَ أَخضَرَ نَاعِمًا رطْباً.
وَيُقَال: دَعْنِي من خُضُلاَّتِكَ - أَي: من أباطيلك.
أَبُو عبيد: عَن أبي زيد: اخضَلَّ الثوبُ اخضِلاَلاً _ إِذا ابتلَّ.
وَيُقَال لِلَّيْلِ إِذا أقبل طِيبُ بَرْدِه: قد اخْضَلَّ اخْضِلاَلاً.
وَقَالَ ابْن مُقْبِلٍ:

(7/52)


(مِنْ أَهْلِ قَرْنٍ فَمَا اخْضَلَّ الْعِشَاءُ لَهُ ... حَتَّى تَنَوَّرَ بالزَّوْرَاءِ مِنْ خِيَمِ)

خَ ض ن

اسْتعْمل من وجوهه: خضن، نضخ.
خضن: أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: خاضَنْتُ المرأةَ مُخَاضَنةً _ إِذا غازَلْتَها.
وَقَالَ اللَّيْث: المُخَاضَنَةُ: التّرَامي بَقَوْل الفُحْشِ.
وَأنْشد للطَّرِمَّاح:
(تُخَاضِنُ أَوْ تَرْنُو لِقَوْلِ الْمُخَاضِنِ ... )

وَقَالَ الْأَصْمَعِي وغيرُه: يُقَال: خَضَنَ عَنَّا الهَدِيَة وغَيْرَها _ إِذا صَرَفها.
وَكَذَلِكَ خَبَنَها.
وَقَالَ اللِّحياني: مَا خُضِنَتْ عَنهُ المُرُوءَةُ إِلَى غَيره _ أَي: مَا صُرِفت.
نضخ: قَالَ اللَّيْث: النَّضْخُ _ كاللَّطْخِ: مِمَّا يبْقَى لَهُ أَثَرٌ.
تَقول: نَضَخَ ثَوْبَهُ بالطيب.
قَالَ: والنّضخُ فِي فوْر المَاء من الْعين والجَيشَانِ.
وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {فيهمَا عينان نضاختان} [الرَّحْمَن: 66] .
قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَنَّهُمَا تَنْضَخَانِ بِكُل خير.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَقعت نَضْخَةٌ بِالْأَرْضِ _ أَي: مَطَرَة.
وَأنْشد:
(لاَ يَفْرَحُونَ إِذَا مَا نَضْخَةٌ وَقعَتْ ... وَهُمْ كِرَامٌ إذَا اشْتَدَّ الْمَلاَزِيبُ)

وَأنْشد غَيره:
(فَقُلْتُ لَعَلَّ الله يُرْسِلُ نَضْخَةً ... فَيُضْحِي كلاَنَا قَائِماً يَتَذَمَّرُ)

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: {عينان نضاختان} [الرَّحْمَن: 66] .
قَالَ: فَوَّارتان.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النّضْخُ: مَا كَانَ من الدّم والزَّعْفَرَانِ والطِّين، وَمَا أشبهه.
وَأنْشد لجرير:
(ثِيَابَكُمُ وَنَضْخَ دَمِ القَتِيلِ ... )

قلتُ: وَقد مرَّ تَفْسِير النّضْخِ والنّضْحِ فِي كتاب ((الْحَاء)) باستقصاء.
خَ ض ف

خضف، خفض، فضخ: مستعملة.

خضف: أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: خضَفَ بهَا وغَضَفَ بهَا _ إِذا ضَرِطَ.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: خضَفَ خَضْفاً _ إِذا ضَرِطَ.
وَأنْشد:
(إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ بِئْسَ الْخَلَفْ ... عَبْدٌ إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ)

وَقَالَ اللَّيْث: البِطِّيخُ _ أولَ مَا يخرُجُ _ يكون قعْسَراً صَغِيرا، ثمَّ يكون خَضَفاً أكْبَرَ من ذَلِك، ثمَّ يكون فِجّاً قبل أَن يَنْضَجَ والحَدَجُ يجمعها.
خفض: قَالَ اللَّيْث: الخَفْضُ نَقِيضُ الرّفْع، وعَيْشٌ خَفْضٌ: ذُو دَعَةٍ وخِصْبٍ.
يُقَال: خَفُضَ عيشُه.

(7/53)


ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: يُقَال لِلقَوم: هم خافضُون _ إِذا كَانُوا وادعين مُقِيمين على المَاء، وَإِذا انْتَجَعوا لم يَكُونُوا فِي النُّجْعَة خافضينَ، لأَنهم لَا يزالُون ظاعنين فِي طلب الْكلأ، ومساقط الغيْث.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الْخَفْضُ: العيشُ الطيِّبُ، والْخَفْضُ: الانْحِطاط بعد العُلُوِّ، والْخَفْضُ: خِتَانُ الْجَارِيَة.
ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه قَالَ لأُمِّ عَطِيَّةَ: ((إذَا خَفَضْتِ فَأَشمِّي)) ، يَقُول: إِذا خَتَنْتِ جَارِيَة فَلَا تُسْحتِي نَوَاتَها ولكنِ اقْطعِي مِنْ طَرَفها حُزَّة يَسيرَة.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لِلْجَارِيَةِ: قد خُفِضَتْ، وللغلام: خُتِنَ.
قَالَ: والتخفيضُ: مدُّكَ رأسَ البَعير إِلَى الأَرْض، لترْكبَهُ.
وَأنْشد:
(يَكادُ يَسْتَعْصِي عَلَى مُخَفِّضِهْ ... )

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {خافضة رَافِعَة} [الواقِعَة: 3]_: المعنَى أَنَّهَا تَخْفِضُ أهْل الْمعاصِي: وترفعُ أهل الطَّاعَة.
وروَى أَبُو دَاوُدَ _ عَن ابْن شمَيْلٍ _ فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((إنَّ الله يَخْفِضُ القِسْطَ ويرْفَعُه)) _ قَالَ: القِسْطُ: الْعَدْلُ. وَقَالَ: ومَنْ ثَقُلَت موازينُهُ خُفِضَتْ، وَمن خفَّتْ موازينهُ شالَتْ.
قلت: ذهب ابْن شُمَيل إِلَى أَن ((القِسْطَ)) هَهُنَا: الموازين الَّتِي ذكرهَا الله تَعَالَى
فَقَالَ: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة} [الْأَنْبِيَاء: 47] .
وَقَالَ غَيره _ فِي تَفْسِير قَوْله: ((إنَّ الله يَخْفِضُ القِسْطَ ويرْفعُهُ)) _: إِن الْقسْط مَعْنَاهُ: العْدلُ، وَإِن الله جلّ وعزّ يَحُطُّه فِي الأَرْض مرَّةً، ويُظْهِرُ عَلَيْهِ أَهْلَ الجَوْرِ ابتلاءً وتطهيراً واستعتاباً، وكما شَاءَ الله، فَإِذا تَابُوا وأنابوا رَفَع العدلَ وأظهرَ أهلَه على أهل الجَوْر.
وَهَذَا القَوْل عِنْدِي صحيحٌ إِن شَاءَ الله.
وَالْعرب تَقول: أرضٌ خَافِضَةُ السُّقْيا _ إِذا كَانَت سهلَةَ السَّقْي، وأرضٌ رافِعةُ السُّقيا _ إِذا كَانَت على خلاف ذَلِك، وفلانٌ خافِضُ الْجنَاح، وخافِضُ الطَّيْر _ إِذا كَانَ وَقُوراً سَاكِنا.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة} [الإسرَاء: 24]_ أَي: تواضَعْ لَهما، وَلَا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهِمَا.
وامرأةٌ خَافِضَةُ الصَّوْت وخَفِيضَةُ الصَّوْت
_ إِذا كَانَت ذَات وَقارٍ، لَا سَلاَطَةَ فِي لسانها.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الخافِضَةُ: التَّلْعَةُ المطْمَئِنَةُ وَجَمعهَا: الخَوَافِضُ. والرافعةُ: الْمَتْنُ من الأَرْض، وَجَمعهَا: الروافِعُ.
فضخ: قَالَ اللَّيْث: الفَضْخُ كسر الشَّيْء الأجْوف نحوِ البطِّيخ، وَرَأس الْإِنْسَان.
قَالَ: والفَضيخُ شرابٌ يُتخذ من البُسْر المَفْضَوخِ، وَهُوَ المشدوخ.
ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد.

(7/54)


وحُكِي _ عَن بَعضهم _ أَنه قَالَ: هُوَ الْفَضُوحُ الْمَعْنى: أَنه يُسْكر شَارِبُهُ فَيَفْضَحُهُ، فاسْمُ الْفَضُوحِ أَوْلَى بِهِ من اسْم الْفَضِيخِ.
وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: ((كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً فَسَأَلْتُ المِقْدَادَ أَن يسْأَل لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ فَقَالَ: إِذا رَأَيْتَ المَذِيَّ فَتَوَضَّأْ واغْسِلْ مَذَاكِيرَكَ، وإذَا رَأَيْتَ فَضْخَ الماءِ فاغْتَسِلْ)) .
قَالَ شَمِرٌ: فَضْخُ المَاء دَفْقُه، وانْفَضَخَ الدَّلْو إِذا دُفق مَا فِيهِ من المَاء، والدَّلْوُ يُقَال لَهَا: الْمِفْضَخَةُ، وَأنْشد:
(كَأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْهُ زُلَّخَهْ ... لَمَّا تَمَطَّى بالْفَرِيِّ المِفْضَخَهْ)

قَالَ: وَيُقَال: بَينا الإنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخَ.
قَالَ: وَهُوَ شِدَّةُ الْبكاء، وكثرةُ الدَّمع.
قَالَ: والقارُورَةُ تَنْفَضِخُ، إِذا تكسَّرت فَلم يبْق فِيهَا شَيْء.
والسِّقاءُ يَنْفَضِخُ وَهُوَ مَلآن، فينشقُّ ويَسيل مَا فِيهِ.
وحُكِيَ عَن بَعضهم أَنه قيل لَهُ: مَا الْإِنَاء؟ فَقَالَ: حَيْثُ تُفْضَخُ الدَّلْو _ أَي: تُدْفَق فتفيض فِي الإزاء.
وَقَالَ أَبُو عبيد: انْفَضَخَتِ القَرْحَة وغيرُها _ إِذا تفتَّحت وانعصرت.
قَالَ شمر: وَقد قيل: انْفَضَحَتِ الدَّلو _ بِالْجِيم _ وانْفَضَجَ بالعرقِ.
قَالَ: وَيُقَال: انْفَضَخَتِ العَيْنُ _ بِالْخَاءِ _ أَي: تفقَّأت.
وَقَالَ أَبُو زيد: فَضْختُ عينه فضخاً وفقأْتُها فَقْئاً، وهما وَاحِد، للعين والبطن وكلِّ وِعَاءٍ فِيهِ دُهنٌ أَو شراب.
خَ ض ب

اسْتعْمل من وجوهه: [خضب]
خضب: قَالَ اللَّيْث: خَضَبَ الرجلُ شيبَه والخِضَابُ الإسمُ، وكلُّ لونٍ غَيَّرَ لَوْنَه حُمْرَةً فَهُوَ مَخْضُوبٌ.
قَالَ: والخاضِبُ: من النعام.
قَالَ أَبُو الدُّقَيْش: إِذا اغْتَلَم فِي الرّبيع احمرَّت ساقاه، فَهُوَ خاضِبٌ _ نَعْتٌ جَاءَ للذَّكَر.
أَبُو عبيد _ عَن أبي عُبَيْدَة _ قَالَ: الخاضِبُ من النعام: الَّذِي أكل الربيعَ فاحمرَّ ظُنْبُوباهُ أَو اخضرَّا أَو اصفرَّا، وَجمعه خواضِبُ.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الخَاضِبُ من النعام: الَّذِي قد أكل الخُضْرَةَ.
قَالَ: وَيُقَال: قد خَضَبَتِ الأرضُ أَي: اخضَرَّت.
وَقَالَ أَبُو سعيد: سُمِّي الظليمُ خاضِباً لِأَنَّهُ يحمرُّ مِنقارُه وساقاه إِذْ تربَّعَ، وَهُوَ فِي الصَّيْفِ يَفْزَعُ ويَبْيَضُّ ساقاه.
قلت: والعربُ تقولُ: أَخضَبَتِ الأرضُ إخْضَاباً _ إِذا ظهر نَبْتُها، والخَضُوبُ: النَّبْتُ الَّذِي يُصيبُه المَطَرُ، فيِخْضِبُ مَا يخرجُ من الْبَطن.
وَيُقَال: اختَضَبَ الرَّجل، واختَضَبَت المرأةُ _ من غير ذكر الشَّعَر.
والْمِخْضَبُ مثلُ إجَّانَةٍ يُغْسَل فِيهَا الثيابُ.

(7/55)


والْخَضَابُ: مَا يُخْتَضَبُ بِهِ من حِنَّاءٍ وكَتَمٍ وَوَسِمَةٍ وَغَيرهَا.
خَ ض م

خضم، ضمخ، مخض، ضخم: مستعملة.

خضم: فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنه مَرَّ بِمَرْوَانَ _ وَهُوَ يَبْنِي بُنْياناً لَهُ _ فَقَالَ: ((ابْنُوا شَديداً وَأَمِّلُوا بَعيداً واخضِمُوا فسَنَقْضَمُ)) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيُّ: الخَضْمُ: بأَقْصَى الأضراس، والْقَضْمُ: بأدناها.
وَقَالَ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيمٍ _ يذكرُ أَهْلَ الْعرَاق:
(رَجَوْا بِالشِّقَاقِ الأكْلَ خَضْماً فَقَدْ رَضُوا ... أَخِيراً مِنَ اكْلِ الْخَضْم أَنْ يَأْكُلُوا الْقَضْمَا)

قَالَه حِين ظهر عبدُ الْملك على مُصْعَبٍ واستَوْلَى على الْعرَاق.
يُقَال: خَضِمْتُ أَخْضَمُ خَضْماً، وقَضِمْتُ أَقْضَمُ قَضْماً.
أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: الْخُضُمَّةُ عَظَمَةُ الذِّراع، وَهِي مُسْتَغْلَظُها.
قَالَ: والْخِضَمُّ: الْكَثِيرُ العَطِيَّة.
قَالَ: وَقَالَ الأمَوِيُّ: الْخِضَمُّ: الْمِسَنُّ، وَأنْشد قولَ أبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:
(حَرَّى مُوَقَّعَةٌ مَاجَ الْبَنَانُ بِهَا ... عَلَى خِضَمٍّ يُسَقّى الْمَاءَ عَجَّاجِ)

والسَّيْفُ يَخْتَضِمُ العَظْمَ _ إِذا قَطَعَه، وَمِنْه قَوْله:
(إِنَّ الْقُسَاسِيَّ الَّذِي يُعْصَى بِهِ ... يَخْتَضِمُ الدَّارعَ فِي أَثْوَابِهِ)

واخْتَضَمَ الطريقَ _ إِذا قَطَعَه، وَأنْشد فِي صفة إبل ضُمَّرٍ:
(ضَوَابَعٌ مَثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ ... تَخْتَضِمُ البِيدَ بغَيْرِ تَعْبِ)

ابْن السكِّيت: قَالَ أَبُو مَهْدِيٍّ: الْخَضِيمَةُ: أَن تُؤخَذَ الْحِنْطَةُ فَتُنَقَّى وتُطَيَّبُ ثمَّ تجْعَلُ فِي القِدْر، ويُصبُّ عَلَيْهَا الماءُ فتُطْبَخُ حَتَّى تُنْضَجَ.
أَبُو زيد: يُقَال للماءِ الَّذي لَا يَبْلُغُ أَن يكون أُجَاجاً، ويشربُه المالُ دون النَّاس: المُخضِمُ والخَمْجَرِيرُ.
وَقَالَ الفرَّاء: خَضَّمٌ: مَاء لبني تَمِيم وَأنْشد:
(لَوْلاَ الإلَهُ مَا سَكَنَّا خَضَّمَا ... )

وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ زَائِدَةُ القَيْسِيُّ: خَضَفَ بهَا وخَضَمَ بهَا _ إِذا ضَرَطَ.
قَالَ: وَقَالَهُ عَرَّامُ _ وَأنْشد للأَغْلَبِ:
(إنْ قَابَلَ الْعِرْسَ تَشكَّى وَخَضَمْ ... )

وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: حَصَمَ: مَثْلُه. بِالْحَاء والصّاد.
ضمخ: قَالَ اللَّيْث: الضَّمْخُ: لَطْخُ الْجَسَد بالطِّيب حَتَّى كَأَنَّمَا يَقْطُرُ.
وَأنْشد فِي صفة النِّسَاء:
(تَضَمَّخْنَ بِالجَادِيِّ حَتَّى كَأَنَّما ... الأُنُوفُ إذَا اسْتَعْرَضْتَهُنَّ رَوَاعِفُ)

وَيُقَال: ضَمَخْتُهَا ضَمْخاً واضْطَمَخَتْ، وتَضمَّخَتْ.
قَالَ: والمَضْخُ: لغةٌ شَنِيعَةٌ فِي الضَّمْخِ.

(7/56)


مخض: قَالَ اللَّيْث: المَخْضُ تَحريكُكَ المِمْخَضَ الّذي فِيهِ اللبنُ الْمَخِيضُ _ الَّذِي قد أُخِذتْ زُبْدَتُه.
قَالَ: يستعملُ المَخْضُ فِي أَشْيَاء كثيرةٍ البعيرُ يَمْخَضُ بِشِقْشِقَتِه.
وَأنْشد لرُؤْبَةَ:
(يَجْمَعْنَ زَأْراً وَهَدِيراً مَخْضاً ... )

والسَّحَابُ يَتَمَخَّضُ بمائه، وَيُقَال للدنيا: إِنَّهَا لَتَتَمَخَّضُ بِفِتنَةٍ مُنْكَرَةٍ.
وَأنْشد الْأَصْمَعِي:
(تَمَخَّضَتِ المَنُون لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تِمَامُ)

يَعْنِي: المنيَّةُ تَهَيَّأَتْ لأَنْ تَلِدَ لَهُ الموتَ، يَعْني النُّعْمَان بْنَ الْمُنْذِرِ أَو كِسْرَى.
وَقَالَ اللَّيْث: يقالُ لِمَا اجْتمع من الأَلبان حَتَّى صَار وِقْرَ بَعِير فِي الْغَرِيبِ: الإِمْخَاضُ ويُجْمَع على الأَمَاخِيض.
وَيُقَال: هَذَا إِحْلاَبٌ من لبن، وإِمخَاضٌ من لبن، وَهِي الأحَالِيبُ والأَمَاخِيضُ.
وَيُقَال: مَا دَامَ اللبنُ الْمخيضُ فِي المِمْخَضِ فَهُوَ إِمْخاضٌ _ أَي: مَخْضةٌ واحَدةٌ.
قَالَ: والْمُسْتَمْخِضُ من اللَّبن: البطىءُ الرُّؤُوب، فَإِذا اسْتَمْخَضَ لم يكد يَرُوب، وَإِذا راب ثمَّ مَخَضْتَهُ فَعَاد مَخْضاً فَهُوَ المُسْتَمخِضُ، وَذَلِكَ أطيَب ألبان الْغَنَم.
وقولُه عزّ وجلّ: {فأجاءها الْمَخَاض إِلَى جذع النَّخْلَة} [مَرْيَم: 23] .
المَخَاضُ: وَجَعُ الوِلادَة، وَهُوَ الطَّلْق أَيْضا.
وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَابْن شُميل: يُقَال: ناقةٌ مَاخِضٌ ومَخُوضٌ وَهِي الَّتِي ضَرَبَها المَخَاضُ، وَقد مَخَضَتْ تَمْخَضُ مَخَاضاً، وَإِنَّهَا لَتَمَخَّضُ بِوَلدِها وَهُوَ تَضَرَّبُ الوِلدِ فِي بَطنهَا، وَذَلِكَ حِين تُنْتَجُ فَتَمْتَخِضُ.
وَيُقَال: مَخِضَتْ وَمُخِضَتْ وتَمَخَّضَتْ وامْتَخَضَتْ.
وَيُقَال: مَاخِضٌ ومُخَّضٌ، ومَوَاخَضُ _ فِي الْجمع، وَأنْشد:
(وَمَسَدٍ فَوْقَ مِحَالٍ نُغَّضِ ... تُنْقِضُ إِنْقَاضَ الدَّجَاجِ المُخَّضِ)

وَقَالَ:
(مَخِضْتِ بهَا لَيْلَةً كُلَّهَا ... فَجِئْتِ بهَا مُؤْيِداً خَنْفَقِيقاَ)

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ناقةٌ مَاخِضٌ وشاةٌ مَاخِضٌ، وامرأةٌ مَاخِضٌ _ إِذا دنا وِلاَدُها، وإبلٌ مَوَاخِضُ، وَقد أَخذهَا الطَّلْق والمَخَاضُ، والمِخَاضُ.
وَقَالَ نُصَيْرٌ: إِذا أَرَادَت الناقةُ أَن تضع قيل: مَخِضَتْ.
وعامَّةُ قَيْسٍ وتمِيم وأسدٍ يَقُولُونَ: مِخِضَتْ _ بِكَسْر الْمِيم _ ويفعلون ذَلِك فِي كل حَرْفٍ كَانَ قبل أحدِ حُروف الْحَلقِ فِي ((فَعِلَتْ)) وَفِي ((فَعِيل)) يَقُولُونَ: بِعِيْرٌ وزِئيرٌ وشِهِيقٌ، ونِهِلَتِ الإبلُ، وسِخِرْتُ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال مَخِضَتْ المرأةُ وَلَا يُقَال: مُخِضَتْ، وَيُقَال: مَخَضَتْ لَبَنَها.

(7/57)


أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: إِذا أَرَدْتَ الْحَوَامِل من الْإِبِل قُلْتَ: نُوقٌ مَخَاضٌ _ واحدتها (خَلِفَةٌ) على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا لوَاحِدَة النِّسَاء: ((امرأةٌ) ولواحدة الْإِبِل: ((نَاقَةٌ)) و ((بَعِيرٌ)) .
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا حُمِلَ الْفَحْلُ على نَاقَة فلَقِحَتْ فَهِيَ خَلِفَةٌ وجَمْعها _ مَخَاضٌ ووَلَدُها _ إِذا استَكْمَلَ سَنَةً من يومٍ وُلِدَ وَدخل فِي السّنة الأخْرى _: ابنُ مَخَاضٍ لأنَّ أُمَّهُ لحقت بالمَخَاضِ من الْإِبِل، وَهِي الْحَوَامِلُ.
وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيل للنُّوقِ _ إِذا حَمَلتْ _: مَخَاضٌ، تفاؤُلاً بِأَنَّهَا ستَمْخَضُ بوَلَدِها، إِذا نُتِجَتْ.
وَيُقَال: مَخَضْتُ ماءَ الْبِئْر بالدَّلْو _ إِذا أَكْثَرتَ النَّزْعَ مِنْهَا بدِلاَئِكَ، وحرَّكْتَها لِتَمْتلِىء، وَأنْشد الْأَصْمَعِي:
(لَنَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بِالدُّلِيِّ ... )
والمُسْتَمْخِضُ: البَطِىءُ الرُّؤُوب من اللَّبن، وَقد اسْتَمْخَض لَبنُكَ _ أَي: لَا يكادُ يروب، وَإِذا اسْتَمْخَضَ اللَّبَنُ لم يكَدْ يَخْرُجُ زُبْدُهُ، وَهُوَ من أطيب اللَّبن، لِأَن زُبْدَهُ اسْتُهْلِكَ فِيهِ، واستَمْخَضَ اللَّبن أَيْضا _ إِذا أَبْطَأَ أخذُهُ الطَّعْمَ بعد حَقْنِهِ فِي السِّقاء.
وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: تَقول الْعَرَب _ فِي أُدْعِيَّةٍ يَتَدَاعَوْنَ بهَا _: صَبَّ الله عليكَ أُمَّ حُبَيْنٍ مَاخِضاً _ يَعْنِي الليلَ.
ضخم: قَالَ اللَّيْث: الضَّخْمُ: الْعَظِيم من كل شَيْء، والمصدر: الضَّخَامَةُ، وَقد ضَخُمَ، وَامْرَأَة ((ضَخْمَةٌ)) ، ونسوةٌ ضَخْماتٌ _ بِسُكُون الْخَاء _ لِأَنَّهُ نَعْتٌ، والأسماءُ تُجْمَع على
((فَعَلاَتٍ) نَحْو شَرْبة وشَرَبَات، وقَرْيَة وقَرَيَات، وتَمْرَة وتَمَرَات؛ وبناتُ الْوَاو فِي الْأَسْمَاء تُجْمَعُ على ((فَعْلاَتٍ)) نَحْو: جَوْزَةٍ وجَوْزَاتٍ _ لِأَنَّهُ إِن ثُقِّلَ صَارَت الواوُ أَلِفاً، فتُرِكَت الواوُ على حَالهَا، كَرَاهَة الألتباس.