تهذيب اللغة

أَبْوَاب الخَاء والصَاد

خَ ص س _ خَ ص ز _ خَ ص ط: أهملت وجوهها.

خَ ص د

اسْتعْمل من وجوهها: صخد، دخَص.
صخد: قَالَ اللَّيْث: الصَّخْذُ صَوت الْهَام والصُّرَدِ تقولُ: صَخَدَ الْهَامُ يَصْخَدُ صَخْداً وَصَخِيداً، وَأنْشد:
(وَصَاحَ مِنَ الأفْرَاطِ هَامٌ صَوَاخِدُ ... )

والصَّيْخَدُ: عَيْنُ الشَّمْس _ سُمِّي بِهِ لشدَّة حَرِّها، وَأنْشد:
(وَقْدَ الْهَجِير إِذَا اسْتَذَابَ الصَّيْخَدُ ... )

وَيُقَال للحِرْباء: اصْطَخَدَ _ إِذا تَصَلَّى بحَرِّ الشَّمْس، واستقبلها.
قَالَ: والصَّيْخُود: الصَّخْرة المَلْساء الصُّلبة لَا تُحَرَّكُ من مَكَانهَا، وَلَا يَعْمَل فِيهَا الْحَدِيد، وَأنْشد:
(حَمْرَاءُ مَثْلُ الصَّخْرَةِ الصَّيْخُودِ ... )

وَهُوَ الصَّلُودُ.
وحرُّ صاخدٌ: شَدِيد.
وَيُقَال: أَصْخَدْنا _ كَمَا تَقول: أظهرنَا.
أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: يومٌ صَيْخُودٌ: شَدِيد الحَرِّ.

(7/58)


وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَصْمَعِي والفرَّاء.
وَقد صَهَدَهُمُ الْحَرُّ وصَخَدَهُمْ.
شَمِرٌ: _ عَن ابْن شُمَيْل _: الصَّيْخُودُ: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَة الَّتِي لَا يَرْفَعُها شَيْء وَلَا يَأْخُذ فِيهَا مِنْقَارٌ وَلَا شَيْء.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(يَتْبَعْنَ مِثلَ الصَّخْرَةِ الصَّيْخُودِ ... )

وَقَالَ شَمِر: قيل: صَخْرَةٌ صَيخُودٌ وَهِي الصُّعلبة الَّتِي يَشْتَدُّ حرُّها _ إِذا حَمِيَتْ عَلَيْهَا الشَّمْس.
وَقَالَ غَيره: صَخَدَ فلانٌ إِلَى فلَان يَصْخَدُ إِلَيْهِ صُخُوداً _ إِذا اسْتمع مِنْهُ، وَمَال إِلَيْهِ فَهُوَ صاخِدٌ.
وَقَالَ الهُذَلِيُّ:
(هَلاَّ عَلِمتَ أَبَا إياسٍ مَشْهَدِي ... أَيَّامَ أنْتَ إِلَى المَوَالي تَصْخَدُ)

وَيُقَال: أتيتُه فِي صَخَدان الحَرِّ وصَخْدانِهِ _ أَي: فِي شِدَّته.
دخص: قَالَ اللَّيْث: الدَّخُوصُ: نعْتٌ لِلْجَارِيَةِ التَّارَّةِ.
قلت: وَهَذَا حَرْفٌ غريبٌ، لَا أحفظه لغير اللَّيْث:
خَ ص ت _ خَ ص ظ _ خَ ص ذ خَ ص ث: مهملات.

خَ ص ر

خصر، خرص، صرخَ، صَخْر، رخص، رصخ: مستعملات.

خصر: قَالَ اللَّيْث: الْخَصْرُ: وسَط الْإِنْسَان، والخاصرَتان: مَا بَين الْحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى.
وَهُوَ مَا قَلَصَتْ عَنهُ القُصْرَيَانِ، وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وَمَا فَوق الخَصْرِ من الْجِلدَة: الرَّقيقة الطِّفْطِفَةِ.
وَيُقَال: رجلٌ ضخمُ الخَوَاصر وخَصْرُ القَدَم: هُوَ أَخْمَصُهَا، وَقدم مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ، ويَدٌ مُخَصَّرَةٌ _ إِذا كَانَ فِي رُسْغِها تَخصِيرٌ _ كَأَنَّهُ مربوط، أَو فِيهِ مَحَزٌّ مستديرٌ، ورجُلٌ مُخَصَّرٌ: مَخْصُورُ البَطْن أَو القَدَم، وخَصْرُ الرَّمْل: طريقٌ أَعْلَاهُ وأسفلُه: فِي الرِّمال خاصّةً. وَأنْشد:
(أَخَذْنَ خَصُورَ الرَّمْلِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ ... )

والخَصْرُ: من بُيوت الْأَعْرَاب، مَوْضِعُه لطيفٌ، والاخْتِصَارُ فِي الْكَلَام: أَن تَدَعَ الفُضُولَ، وتَسْتَوجِزَ الَّذِي يَأْتِي على الْمَعْنى، وَكَذَلِكَ الاخْتصارُ فِي الطَّرِيق، والاخْتصارُ فِي الجَزِّ: أَن لَا تَسْتَأْصِلَه.
وَفِي الحَدِيث: ((أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَرَجَ إلَى البَقِيع، وَبِيَدِهِ مِخْصرَةٌ لَهُ فَجَلَسَ وَنَكَتَ بِهَا فِي الأَرْضِ)) .
قَالَ أَبُو عبيد: المِخْصَرَةُ مَا اخْتَصَرَ الإنسانُ بِيَدِهِ فأَمْسَكَهُ، مِنْ عَصاً، أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ وَمَا أَشْبَهَها.
قَالَ: وَمِنْه قيل: فلانٌ مُخَاصِرٌ فلَان _ إِذا أَمْسَك بيد صَاحبه.
وَأنْشد لعبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَسَّانٍ:
(ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إلَى القُبَّةِ الخَضْرَاءِ ... تَمشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ)

_ أَي: أخذْتُ بِيَدِهَا.
وَقَالَ الفرَّاء: خَرَجَ القومُ مُتَخَاصِرِينَ _ إِذا كَانَ بعضُهُم آخِذاً بيدِ بَعْضٍ.

(7/59)


قَالَ: ويقالُ: خَاصَرْتُ الرجل وخَازَمْتُه، وَهُوَ أَن تَأْخُذَ فِي طريقٍ ويأخذَ هُوَ فِي غَيره، حتَّى تَلْتَقِيَا فِي مكانٍ واحدٍ.
ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: المُخَاصَرَة، أَن يَمْشيَ الرّجلَانِ ثمَّ يفترقا ثمَّ يلتقيا على غير ميعاد.
ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُصلِّيَ الرَّجُلُ مُتَخَصِّراً)) قيل: مَعْنَاهُ: أَن يُصَلِّي الرجل وَهُوَ وَاضع يَده على خَصْرِه.
وَجَاء فِي الحَدِيث ((أَنَّه رَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ)) .
وَفِي حَدِيث آخرَ: ((الْمُتَخَصِّرُون يَوْمَ القِيَامةِ عَلَى وُجُوههمْ النُّورُ)) .
قَالَ أَبُو العبّاس: مَعْنَاهُ: المُصَلُّون بِاللَّيْلِ، فَإِذا تَعِبُوا وضعُوا أيْدِيَهُمْ على خَوَاصِرِهِمْ من التَّعَب.
قَالَ: ويكُون مَعْنَاهُ أَنهم يأتُونَ _ يَوْم الْقيامة، وَمَعَهُمْ أعْمال يتَّكِئُون عَلَيْهَا _ مأخوذٌ من الْمِخْصَرَةِ.
حَدثنَا عِلِيُّ بنُ الْحُسَيْنِ بن سَعْدِيل _ قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن بُدَيْلٍ _ عَن أبي أُسامة عَن هِشام عَن محمدِ بْنِ سِيرِينَ عَن أبي هُرَيْرَة _ قَالَ: ((نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْ يُصَلِّي الرَّجُلُ مُخْتَصِراً)) .
وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيره، فَقَالَ بعضهُم: مَعْنَاهُ: أَن يأخد بِيَدِهِ عَصا يتَّكِىءُ عَلَيْهَا.
وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ أَن يصلِّيَ وَهُوَ واضِعٌ يَدَهُ على خَصْرِهِ.
وَجَاء فِي الحَدِيث ((أَنَّهُ رَاحَةُ أَهْلِ النَّار)) .
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَصْرُ: البَرْدُ الَّذِي يَجِدُه الإنسانُ فِي أَطْرَافه، وثَغْرٌ خَصِرٌ: بَارِدُ الْمُقَبَّل.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الْخَصِرُ: الَّذِي يَجِدُ البَرْدَ، فَإِذا كَانَ مَعَه جُوع فَهُوَ خَرِصٌ.
شَمِرُ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخَصْرَانِ _ من النَّعل _ مُسْتَدَقّهَا، ونَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ: لَهَا خَصْرَانِ.
ونُهِيَ عَن اخْتِصَارِ السَّجْدَةِ، وَهُوَ على وَجْهَيْن: أحدُهمَا: أَن يَخْتَصِرَ الآيةَ الَّتي فِيهَا السجُودُ، فيسجدَ بهَا.
وَالثَّانِي: أَن يقرأَ السُّورَةَ، فَإِذا انْتهى إِلَى السَّجْدَة جاوَزَها، وَلم يَسْجُدْ لَهَا.
ومُخْتَصَرَاتُ الطُّرُق: الَّتِي تَبْعُدُ فِي جَدَدٍ سهْلٍ، وَإِذا سُلِكَ الطريقُ الوَعْرُ كَانَ أَقْرَبَ.
خرص: قَالَ الله جلّ وعزّ: {قتل الخراصون} [الذاريات: 10] .
قَالَ الزَّجَّاجُ: {الخراصون} : الكذَّابون.
يُقَال: تَخَرَّصَ فلانٌ عَلَيَّ الباطلَ واخْتَرَصَهُ _ أَي: اخْتَلقه وافتعَله.
قَالَ: وَيجوز أَن يكون الخراصون الَّذين إِنَّمَا يَتَظَنَّوْنَ الشَّيْء، لَا يحُقُّونَهُ فيعمَلون بِمَا لَا يَعلمون.
وَقَالَ الفرَّاء _ فِي قَوْله: {قتل الخراصون} : يَقُول: لُعِنَ الكذَّابون الَّذين قَالُوا: مُحمَّدٌ شاعرٌ، وساحر وأشْبَاهَ ذَلِك _ خَرَصُوا مَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ.

(7/60)


قلتُ: وأصْلُ الْخَرْصِ: التَّظَنِّي فِيمَا لَا يَستَيْقِنُه. وَمِنْه قيل: خَرَصْتُ النَّخْلَ والكَرْم _ إِذا حَزَرْتَ ثمَرَه، لِأَن الحَزْر إِنَّمَا هُوَ تقديرٌ بِظَنٍّ _ لَا إحاطَةٍ، ثمَّ قيل للكَذِب: خَرْصٌ، لِمَا يَدْخُلُه من الظُّنُونِ الكاذبة.
وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبْعَث الخُرَّاصَ إِلَى نَخِيلِ خَيْبَرَ عِنْد إِدْرَاك ثَمَرِها فَيحْزُرُونَهُ رُطباً كَذَا، وَتَمْرًا كذَا، ثمَّ يَأْخُذهُمْ بمَكِيلَةِ ذَلِك من التَّمْر الَّذِي يجب لَهُ وللْمُوجِفِينَ مَعَه.
وَإِنَّمَا فعلَ ذَلِك لما فِيهِ من الرِّفقِ لأصْحاب الثِّمار فِيمَا يأكُلُونَهُ مِنْهُ، مَعَ الِاحْتِيَاط للفُقراء _ فِي العُشْر، ونِصْفِ العُشْر وَلأَهل الفَيْءِ _ فِيمَا يَخُصُّهُمْ.
ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أنَّهُ أَمَرَ بالخَرْصِ فِي النَّخْلِ والكَرْمِ خاصَّةً دُونَ الزَّرْع الْقَائِمِ.
وَذَلِكَ أَن ثِمَارَهُما ظاهرةٌ، والخارِصُ يُطيفُ بهَا، فَيَرَى مَا ظهر من الثِّمَار، وَلَيْسَ ذَلِك كالحَبِّ الَّذِي هُوَ فِي أكمامه.
ابْن السكِّيت: خرَصْتُ النخلَ خرْصاً، وكَمْ خِرْصُ نَخْلِكَ؟ _ بِكَسْر الْخَاء.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَرِيصُ: شِبْهُ حَوْضٍ وَاسع، يَنْفَجِرُ إِلَيْهِ الماءُ من نهْرٍ ثمَّ يعودُ إِلَى النَّهر، والخَرِيصُ مُمْتَلِىءٌ.
وَقَالَ عَدِيٌّ:
(والمَشْرَبُ المَصْقُولُ يُسْقَى بهِ ... أَخْضَرَ مَطْمَوثاً كماءِ الْخَرِيصْ)

قَالَ الْأَزْهَرِي: قرأته فِي شعر عَدِيّ:
(والمَشْرَفُ المَشْمُولُ يُسْقَى بِهِ ... )

وَقيل _ فِي تَفْسِيره _: المَشْرَفُ: إِنَاء كَانُوا يشربون بِهِ.
وَأما الخَرِيصُ: فَإِن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: افْتَرَقَ النَّهْرُ على أَرْبَعَة وَعشْرين خريصاً _ يَعْنِي نَاحيَة مِنْهُ.
قَالَ: وَيُقَال: خريصُ النَّهر: جانِبُه.
قَالَ: والمَشْمُولُ: الطَّيِّبُ، يُقَال للرجل _ إِذا كَانَ كَرِيمًا _: إِنَّه لمشمول.
والمَطْمُوثُ: الممسوس.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الخَريصُ: الخَليجُ من الْبَحْر.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَرِيصُ: جَزِيرَةُ الْبَحْر.
أَبُو عبيد: الخُرْصُ: السِّنانُ وَجمعه خُرْصانٌ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الخِرْصُ: الرُّمْحُ اللطيفُ وَجمعه خِرْصانٌ.
قَالَ: والخِرْصانُ: أَصْلهَا القُضْبانُ.
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيم:
(تَرَى قَصَدَ المُرَّانِ مُلْقىً كَأَنَّهُ ... تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بأَيْدِي الشَّوَاطِب)

وَقَالَ غيرُه: جعلَ الْخُرْصَ رُمحاً، وَإِنَّمَا هُوَ نِصْفُ السِّنانِ الْأَعْلَى _ إِلَى مَوضِع الجُبَّة.
قَالَ: وَيُقَال: خِرْصُ الرُّمح، وخُرْصٌ وخَرْصٌ _ ثَلَاث لُغات _ وخِرْصَانٌ: جماعةٌ.
وَقد مَرَّ تَفْسِير الْبَيْت فِي كتاب الْعَيْن.
أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الخُرْصُ _ أَيْضا _: الْحَلقَةُ من الذَّهَب والفِضَّة.

(7/61)


قلت: وَقد قيل للدُّرُوع: خُرْصَانٌ لِأَنَّهَا حَلَقٌ، والواحدة: خِرْصٌ، وَأنْشد:
(سَمُّ الصَّباحِ بِخُرْصَانٍ مُسَوَّمَةٍ ... والمَشْرَفِيَّةُ نُهْدِيهَا بأَيْدِيناً)

قَالَ بَعْضُهم: أَرَادَ بالْخُرْصانِ: الدُّرُوعَ وتَسْويمُها: حَلَقٌ صُفرٌ فِيهَا.
وَرَوَاهُ بعضُهم:
( ... بِخُرْصانٍ مُقَوَّمَةٍ ... )

فَجَعلهَا رِماحاً.
وَفِي الحَدِيث: ((أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَظَ النِّسَاءَ، وحَثَّهُنّ على الصَّدَقَةِ فجعلَتِ المرْأَةُ تُلقِي الخُرْصَ والْخَاتَمَ)) .
قَالَ شَمِرٌ: الخُرْصُ: الْحَلْقَةُ الصَّغيرة من الحُلِيِّ _ كحَلْقَةِ الْقُرْطِ ونحوِها.
وَفِي حَدِيث سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: ((أنَّ جُرْحَهُ قد برَأَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إلاَّ كالْخُرْصِ)) _ أَي: فِي قِلَّة أثَرِ مَا بَقي من الْجُرح.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخُرْصُ: العُودُ، وَأنْشد:
(ومِزاجُها صَهْباءُ فَتَّ خِتَامَهَا ... فَرْدٌ مِنَ الْخُرْصِ الْقِطَاطِ مُثَقَّبُ)

قَالَ: وَقَالَ الْهُذَلِيُّ فِي مِثْلِهِ
(يُمَشِّي بَينَنَا حَانُوتُ خَمْرٍ ... مِنَ الْخُرْصِ الصَّرَاصِرَةِ الْقِطَاطِ)

وَقَالَ اللَّيْث: وَقَالَ بَعْضُهم: الخُرْصُ: أَسْقِيَةٌ مُبَرَّدَةٌ تُبَرِّدُ الشَّرَاب.
قلتُ: هَكَذَا رَأَيْتُ مَا كتبْتُه فِي كتاب اللَّيْث.
فأمَّا قولُه: ((الخُرْصُ الْعُودُ)) . فَلَا معنى لَهُ، وَكَذَلِكَ قَوْله ((الخُرْص أَسقِيَةٌ مُبَرِّدَةٌ)) ، والصوابُ عِنْدِي فِي الْبَيْتَيْنِ:
( ... مِن الخُرْسِ الْقِطَاطِ ... ...)
و (مِنَ الْخُرْسِ الصَّرَاصِرَةِ ... ...)

بِالسِّين _، وهم خَدَمٌ عُجْمٌ لَا يُفْصِحون فكأنهم خُرسٍ لَا يَنْطِقون.
وَقَوله:
(يُمَشِّي بَيْنَنا حانُوتُ خَمْرٍ ... )

يُرِيد صاحبَ حَانوتِ خَمْرٍ، فاختَصَرَ الكلامَ.
وَيُقَال: إبِلٌ خَرِصَةٌ وخَرِصاتٌ _ إِذا أَصَابَهَا بَرْد وجُوع.
قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(إذَا مَا غَدتْ مَقْرُورةً خَرِصاتِ ... )

ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: هُوَ يَخْتَرِصُ: أَي يَجعل فِي الخِرْصِ مَا يُريد وَهُوَ الجِرابُ، ويَكْتَرِصُ _ أَي: يَجْمَع ويَقْلِد.
رخص: قَالَ اللَّيْث: الرَّخْصُ: الشيءُ الناعم اللَّيِّن إِن وَصَفْتَ بِهِ المرأةَ، فَرَخَاصَتُها: نَعْمَةُ بَشَرَتِها، ورِقَّتُها، وَكَذَلِكَ رَخَاصَةُ أَنامِلِها: لِينُها _ وَإِن وصفْتَ بِهِ البَنَانَ فَرَخَاصَتُها: هَشَاشتُها، والفعْلُ: رَخُصَ يَرْخُصُ.
وَيُقَال: رَخُصَ السِّعْرُ يَرْخُصُ رُخْصاً واسْتَرْخَصْتُ الشَّيْء: رأيتُه رَخِيصاً، وارْتَخَصْتُه: اشتريتُه رَخِيصاً، وأَرْخَصْتُه: جلعتُه رَخِيصاً، وَيكون أَرْخَصْتُه: وجدتُه رَخِيصاً.

(7/62)


وَقَالَ اللَّيْث: الموتُ الرَّخِيصُ: الذَّريعُ، والرُّخْصَةُ: تَرْخِيصُ الله للعَبْد فِي أَشْياءَ خفَّفها عَنهُ.
وَتقول: رَخَصْتُ لفُلَان فِي كَذَا وَكَذَا _ أَي: أذِنْتُ لَهُ بعد نَهْيي إيَّاه عَنهُ.
وَقَالَ الشَّاعِر فِي أَرْخصْتُ الشَّيْء _ إِذا جعلتُه رخيصاً.
(نُغَالي اللَّحْمَ للأَضْيَافِ نِيئاً ... وَنُرْخِصُهُ إذَا نَضِجَ القُدُورُ)

وحُكي عَن أبي عَمْرو: أَنه قَالَ: رُخْصَتِي من المَاء، وخُرْصَتِي _ يُريدون: شِرْبي.
وَقَالَ غيرُه: هِيَ الخُرْصَةُ والرُّخْصَةُ وَهِي الفُرْصَةُ والرُّفْضة بِمَعْنى وَاحِد.
عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الرَّخِيصُ: الثَّوْبُ النَّاعِمُ.
صرخَ: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الصارخُ: المستغيثُ، والصَّارخ: المُغيث.
وَقَالَ الله تَعَالَى: {مَا أَنا بمصرخكم وَمَا أَنْتُم بمصرخي} [إِبْرَاهِيم: 22] .
قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: مَعْنَاهُ: مَا أَنا بمُغيثِكم وَمَا أَنْتُم بِمُغِيثيَّ.
قَالَ: والصَّارخُ: المُستغيثُ، والْمُصْرِخُ: المُغِيثُ _ يُقَال: صَرخ فلَان يَصرُخ صُراخاً _ إِذا اسْتَغَاثَ فَقَالَ: واغَوْثَاه، واصَرْخَتَاه.
قَالَ: والصَّرِيخُ _ بِمَعْنى الصَّارِخ _ مِثلُ قديرٍ وقادرٍ.
قَالَ: والصَّرِيخُ يكون فَعِيلاً بِمَعْنى مُصْرِخ، مثلُ نذيرٍ بِمَعْنى مُنْذِرٍ، وسميعٍ بِمَعْنى مُسْمِعٍ.
وَقَالَ زُهَيرٌ:

(إذَا مَا سَمِعْنا صَارِخاً مَعَجَتْ بِنَا ... إلَى صَوْتِهِ وُرْقُ المَرَاكِلِ ضُمَّرُ)

قَالَ: وَالصارخ: المُسْتغيث.
قلتُ: ولمْ أَسْمَع فِي الصَّارخ: أَنَّه يَكون بِمَعْنى ((الْمُغِيثِ)) لغير الْأَصْمَعِي، والناسُ كلُّهم على أَن ((الصَّارخَ)) : المستغيثُ والْمُصْرِخُ: الْمُغِيثُ، والْمُسْتَصْرِخُ: الْمُسْتغيث أَيْضا.
ورَوى شَمِرٌ _ لأبي حَاتِم _ أَنه قَالَ: الاسْتِصراخ: الإغاثةُ.
قَالَ: والاسْتِصْرَاخ: الاستغاثة.
فِي حَدِيث ابْن عُمَر: ((أنَّه اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ)) .
واستِصْراخُ الحَيِّ على المَيِّت: أَن يُسْتعَانَ بِهِ ليقوم بتجهيز الميِّت، وَمَا يجب من دَفْنِه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ.
قَالَ: والصَّارِخَةُ: _ بِمَعْنى الإغاثة _ مَصْدرٌ على ((فَاعِلَةٍ)) ، وَأنْشد:
(فَكَانُوا مُهْلَكِي الأَبْنَاءِ لَوْلاَ ... تَدَارُكُهُمْ بَصَارِخَةٍ شَفِيقِ)

قَالَ: والصَّارخةُ: الإغاثة.
وَقَالَ اللَّيْث: قيل: الصَّارِخةُ _ بِمَعْنى الصَّرِيخِ _: المغِيثُ.
قلتُ: والقولُ مَا قَالَ شَمِرٌ.
وَقَالَ اللَّيث: الصَّرْخةُ صيحَةٌ شديدةٌ عِنْد فَزْعَةٍ أَو مُصيبةٍ.
قَالَ: والاصْطِرَاخ: التَّصارُخُ _ افْتِعالٌ.
وَمن أمثالهم: ((كَانَتْ كَصَرْخَة الحُبْلَى)) _ لِلْأَمْرِ يفجؤك.

(7/63)


ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الصَّرَّاخ: الطَّاوُوسُ.
صَخْر: قَالَ اللَّيْث: الصَّخْرُ عِظامُ الحِجارة وصِلاَبُها.
قَالَ: والصّاخِرُ إناءٌ من خزَفٍ.
قلتُ: يقالَ: صَخْرَةٌ وصَخْرٌ وصَخَرٌ وَيُقَال: صَخْرَةٌ وصَخَرَانٌ.
وَيُقَال: صَخْرٌ، وصُخُورٌ، وصُخُورَةٌ.
عَمْرو _ عَن أَبِيه _: الصَّاخرُ صوْتُ الْحَدِيد بعضُه على بعض.
رصخ: مهمل.
إِلَّا أنْ يكون رَصَخَ _ بالصَّاد _ لُغَة فِي رَسَخَ الشيءُ _ إِذا ثَبت.
خَ ص ل

خلص، خصل، لخص، صلخ: مستعملةٌ.

خلص: قَالَ اللَّيْث: خَلَصَ الشيءُ خُلُوصاً _ إِذا كَانَ قد نَشِبَ، ثمَّ نجا وسَلم، وخلَصَ فلَان إِلَى فلَان _ أَي: وَصَلَ إِلَيْهِ، وخَلَصَ الشَّيْء خلاَصاً.
والْخَلاَصُ يكونُ مَصْدَراً للشَّيْء الخالِص.
وَيُقَال: فلانٌ خالِصَتِي وخُلْصَاني _ إِذا خَلَصَتْ مودَّتُهُما.
وَيُقَال: هَؤُلَاءِ خُلْصَاني وخُلَصائي.
وَتقول: هَذَا الشيءُ خالِصةٌ لَك _ أَي: خالِصٌ لكَ خاصَّةً.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَقَالُوا مَا فِي بطُون هَذِه الْأَنْعَام خَالِصَة لذكورنا} [الْأَنْعَام: 139] .
أَنَّثَ الْخَالِصَةَ لِأَنَّهُ جعل معنى ((مَا)) . التأنيثَ، لِأَنَّهَا فِي معنى الْجَمَاعَة، كَأَنَّهُ قَالَ: جماعةُ مَا فِي بطُون هَذِه الْأَنْعَام خالصةٌ لذكورنا.
وَأما قَوْله: {ومحرم على أَزوَاجنَا} [الْأَنْعَام: 139] فَإِنه ذكَّره لِأَنَّهُ رَدَّهُ على لفظ ((مَا)) .
وقرأه بَعضهم: (خالِصُهُ لِذُكُورِنَا) يَعْنِي مَا خَلَصَ حَيّاً.
وأمَّا قولُه جلّ وعزّ: {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَءِامَنُوا فيِ الحَيَوَةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ القِيَامَةِ} [الْأَعْرَاف: 32] فقد قرىء: (خالصةٌ) و (خَالِصَة) .
الْمَعْنى: أَنَّهَا حَلاَل للْمُؤْمِنين: وَقد يَشْرَكُهُم فِيهَا الْكَافِرُونَ، فَإِذا كَانَ يومُ الْقِيَامَة خلَصَت للْمُؤْمِنين فِي الْآخِرَة، وَلَا يَشرَكُهُمْ فِيهَا كَافِر.
وأمَّا إعرابُ (خالِصَةٌ) فَهُوَ على أَنه خبر بعد خبر، كَمَا تَقول: زَيْدٌ عَاقل لَبِيب.
الْمَعْنى: قُلْ هِيَ ثابتةٌ للَّذين آمنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا، خالصةٌ يَوْم الْقِيَامَة.
وَمن قَرَأَ: (خَالِصَةٌ) نَصبه على الْحَال على أنَّ العاملَ فِي قَوْله: {فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا} فِي تَأْوِيل الْحَال، كَأَنَّك قلتَ: قل هِيَ ثابتةٌ للْمُؤْمِنين، مُسْتَقِرَّة فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا، خَالِصَة يَوْم الْقِيَامَة.
وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدَّار} [ص: 46] فقد قرىء: (بخالصة ذكرى الدَّار) . على إِضَافَة ((خالِصةِ)) إِلَى ((ذِكْرَى)) فمَنْ قَرَأَ بِالتَّنْوِينِ جعل ((ذِكْرَى الدَّارِ)) بدَلاً من ((خالِصَةٍ)) ، وَيكون الْمَعْنى: إنَّا أَخْلَصْنَاهم

(7/64)


بِذِكْرَى الدَّار،، وَمعنى الدَّار هَهُنَا: الدارُ الآخِرة، وَمعنى {أخلصناهم} : جعلناهم لنا خالصين، بِأَن جعلناهم يُذَكِّرُونَ بدار الْآخِرَة ويُزَهِّدُون فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ شأنُ الْأَنْبِيَاء.
وَيجوز أَن يَكُونُوا يكثرونَ ذِكْرَ الآخرةِ، والرجوعِ إِلَى الله.
وَقَوله جلَّ وعزَّ {خلصوا نجيا} [يُوسُف: 80] مَعْنَاهُ: تَمَيَّزوا عَن النَّاس _ يَتناجَوْنَ فِيمَا أَهَمّهُم.
وَقَالَ اللَّيْث: الإخْلاَصُ: التَّوْحيد لله خَالِصا، وَلذَلِك قيل لسورة: {قل هُوَ الله أحد} [الْإِخْلَاص: 1] : ((سُورَة الْإِخْلَاص)) .
وقولُه جلّ وعزّ: {إِنَّه من عبادنَا المخلصين} [يُوسُف: 24] وقرىء (المُخْلِصين) . فالمُخْلَصُونَ: المختارون، والمخلِصُون: الموحِّدون.
قَالَ: والتَّخليص: التنحيةُ مِنْ كلِّ مَنْشَبٍ تَقول: خلَّصْتُهُ تخليصاً _ أَي: نحَّيْتُه تَنْحِيَة وتَخَلَّصْتُهُ تَخَلُّصا _ كَمَا يُتَخَلَّصُ الغَزْلُ إِذا الْتبس.
أَبُو عُبيد _ عَن أبي زيد _ قَالَ: الزُّبْدُ حِين يُجْعَلُ فِي البُرْمَة ليُطْبَخَ سَمْناً فَهُوَ الإذوابُ والإذوابَة، فَإِذا جَاءَ وخَلصَ اللَّبنُ من الثُّفْل فَذَلِك اللبنُ الأُثْرُ والْخِلاَصُ والثُّفْل الَّذِي يكون أَسْفَل _ هُوَ الْخُلُوصُ.
قلتُ: وسمعتُ العربَ تَقول _ لِمَا يُخَلَّصُ بِهِ السَّمْنُ فِي البُرْمَة مِن اللَّبن وَالْمَاء والثُّفْل _ الخِلاَصُ، وَذَلِكَ إِذا ارتَجَن واختَلَط اللَّبن بالزُّبْدِ، فيؤخذُ تَمْرٌ أَو دقيقٌ
أَو سَوِيقٌ، فيُطرَحُ فِيهِ ليخلِّصَ السمْنَ من بَقِيَّة اللَّبن المخْتَلِط بِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي بِهِ يُخَلَّصُ: هُوَ الخِلاَصُ _ بِكَسْر الْخَاء.
وَأما الخُلاَصة فَهُوَ مَا بَقِي فِي أَسْفَل البُرْمَة من الْخِلاَصِ وغيرِه من ثُفْلٍ ولبَنٍ وغيرِه.
وقالَ الليثُ: الخِلاَصُ: رُبٌّ يُتَّخذُ مِنَ التَّمْرِ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: الزُّبْدُ خِلاَصُ اللَّبَنِ _ أَي مِنْهُ يُسْتَخْلَصُ _ أَي: يُسْتَخْرَجُ.
وَقَالَ غَيره: الْخَلْصَاءُ بَلدٌ بالدَّهْنَاءِ معروفٌ، وذُو الْخَلْصَةِ موضعٌ آخرُ كَانَ فِيهِ بيتٌ لصنمٍ لَهُم فهُدِم.
وَقَالَ اللَّيْث: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ _ إِذا كَانَ مُخُّه قصيداً سَميناً، وَأنْشد:
(مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَوْ زَعُومَا ... )

وَقَالَ غيرُه: الخَالِصُ: الأَبْيَضُ من الألوان _ ثَوْبٌ خَالِصٌ: أَبْيَضُ، ومَاءٌ خَالِصٌ: أَبيَضُ.
شَمرٌ: عَن الْهَوازِنيِّ، قَالَ: إِذا تَشَظَّى الْعِظَامُ فِي اللَّحْم فَذَلِك الْخَلَصُ.
قَالَ: وَذَلِكَ فِي قَصَبِ العِظام فِي الْيَد والرِّجل _ يُقالُ: خَلِصَ الْعَظْمُ يَخْلَصُ خلَصاً _ إِذا برأَ وَفِي خَلَلِهِ شيءٌ من اللَّحْم.
وروى سَلَمَة، عَن الفرَّاء، أَنه قَالَ: خَلَّصَ الرَّجُلُ _ إِذا أَخذ الْخُلاَصَةَ، وخَلَّصَ _ إِذا أعْطى الْخَلاَصَ، وَهُوَ مِثْلُ الشَّيْء وَمِنْه خَبرُ شُرَيحٍ ((أَنَّه قَضَى فِي قَوْسٍ _ كَسَرَهَا رَجُلٌ _ لِرَجُلٍ بالخَلاَصِ)) أَي: بمثلهَا.

(7/65)


خصل: قَالَ اللَّيْث: الْخُصْلَةُ لَفِيفَةٌ من شَعَرٍ وَجَمعهَا خُصَلٌ. وَمِنْه قَول لَبِيدٍ:
(يَتَّقِينِي بِتَلِيلٍ ذِي خُصَلْ ... )

قَالَ: والْخَصْلَةُ: الفضيلةُ والرَّذيلة تكونُ فِي الإنسانِ، وَقد غلبَ على الفضيلَةِ والجميعُ: الخصالُ، والْخَصْلَةُ: الْخَلَّةُ وَهِي حالات الْأُمُور.
تَقول: فِي فلَان خَصْلَةٌ حَسَنة، وخَصْلَةٌ قبيحة، وخِصَالٌ، وخصلاتٌ كريمةُ.
قَالَ: والْخَصِيلَةُ كلُّ لَحْمةٍ على حيِّزها من لَحْمِ الْفَخذَيْنِ والْعَضُدَيْن والسَّاقَيْن والسَاعدين، وَأنْشد:
(عَارِي الْقَرَا مُضْطَرِبُ الْخَصَائِلِ ... )

ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخَصِيلَةُ لَحْمَةُ الْفَخِذَين.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَصِيلَةُ: الطَّفْطَفَةُ.
وَقَالَ أَبُو زيد: الْخَصِيلَةُ: القِطْعة من اللَّحْم _ عَظُمَت أَو صَغُرت، وجمْعُها: الْخَصَائِلُ.
وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ: ((أَنَّهُ كانَ يَرْمي، فَإِذَا أَصَابَ خصْلَة قَالَ: أَنَا بِهَا أَنَا بِهَا)) .
قَالَ أَبُو عبيد: الْخَصْلَةُ: الإصابةُ فِي الرَّمي _ يُقال مِنْهُ: خَصَلْتُ الْقَوْمَ خَصْلاً وخِصَالاً _ إِذا نَضَلتَهُم.
وَقَالَ الكُمَيْتُ _ يمدح رجلا
(سَبَقْتَ إلَى الْخَيْرَاتِ كُلَّ مُنَاضِلِ ... وَأَحْرَزْتَ بِالعَشْرِ الْوِلاَءِ خَصَالَها)

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا أصَاب القِرْطَاسَ فقد خَصَلَهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَصْلُ فِي النِّضال: إِذا وَقَعَ السهمُ بِلِزْقِ القِرطاس.
قَالَ: وَإِذا تَناضَلوا على سَبَقٍ حَسَبوا خَصْلَتَيْنِ مُقَرْطِسَةً.
يُقَال: رمى فأَخْصَلَ.
قَالَ: وَمن قَالَ: الْخَصْلُ: الإصَابَةُ فَقَدْ أَخطَأَ.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
(تِلْكَ أَحْسَابُنَا إِذا احْتَتَن الْخَصْلُ ... وَمُدَ الْمَدَى مَدَى الأَغْرَاضِ)

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَصْلُ: الْقَمْرُ فِي النِّضَال، وَقد خَصَلَهُ _ إِذا قَمَرَهُ، وتَخَاصَلُوا _ إِذا استَبَقُوا.
وَقَالَ شمرٌ: قَالَ بعضُهم: الْخَصْلةُ: الإصَابَةُ فِي الرَّمْي.
وَقَالَ بَعضهم: الْخَصْلَةُ: الْقَمْرةُ، يقالُ: لِيَ عندَه خصْلَةٌ _ أَي: قَمْرَةٌ، وَخَصْلتَانِ _ أَي: قَمْرَتَانِ، وَهِي الْخِصَالُ.
قَالَ: وَقَالَ بعضُ أَعْرَاب بني كِلاَبٍ: الْخَصْلُ مَا وَقع قَرِيبا من القِرْطَاس، وَكَانُوا يَعُدُّون خَصْلَتيْنِ مُقْرَطِسَةً.
وَقَالَ غيرُه: الْخَصِيلُ: الذَّنَب، واحتَجَّ بقول ذِي الرُّمّة:
(وَفَرْدٍ يُطِيرُ البَقَّ عَنْهُ خَصِيلُهُ ... بِذَبِّ كَنَفْضِ الرِّيحِ آلَ السُّرَادِقِ)

قَالَ: وكُلُّ غُصْنٍ ناعم من أَغْصَان الشَّجَرة: خُصْلَةٌ وخَصَّلْتُ الشَّجَرَ تَخْصيلاً _ إِذا قطَّعْتَ أغْصَانَه وشَذَّبتَه.
وَقَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ _ يَصِف صُرَدَيْن:

(7/66)


(كمَا صَاحَ جَوْناً ضَالَتَيْنِ تَلاَقَيَا ... كَحِيلاَنِ فِي أعْلَى ذُراً لمْ تُخَصَّلِ)

ارادَ بالْجَوْنيْنِ: صُرْدَيْنِ أخْضَرَيْن جَعَلهما كَحِيلَيْنِ لِخَطٍّ فِي مُؤَخَّرِ الْعَيْنِ إِلَى نَاحِيَةِ الصُّدْغِ من الإنسَانِ.
ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: المِخْصَلُ والمِخْضَلُ _ بالصَّاد والضَّاد _ والمِقْصَلُ: السّيْف.
وَقَالَ أَبُو عبيد: المِخْصَلُ: القَطَّاعُ وكذلِكَ المِخْذَمُ.
صلخ: قَالَ النَّضْرُ: جملٌ أصْلَخُ، وناقَةٌ صَلْخَاءُ وإبِلٌ صَلْخَى، وَهِي الجُرْبُ.
والجَرَبُ الصَّالخُ هُوَ النَّاخِسُ الَّذي يَقَعُ فِي دُبُرِهِ، فَلَا يُشَكُّ أنَّه سَيَصْلُخُهُ، وصَلْخُهُ إيَّاه. أنَّهُ يَشْمَلُ بَدَنَهُ.
والعَرَبُ تقولُ للأَسْود من الْحَيَّات: أسودُ صَالِخٌ.
حَكَاهُ أَبُو حَاتِم - بالصَّاد وَالسِّين.
وَقَالَ غيرُه: أقْتَلُ مَا يكونُ من الحَيَّات - إِذا صَلَخَتْ جِلدَها.
وَقَالَ الكُمَيْتُ _ يصف قَرْن ثَوْرٍ طَعَنَ بِهِ كلْباً _:
(فَكَرَّ بأَسْحَمَ مِثْلِ السِّنَانِ ... شَوًى مَا أَصَابَ بِهِ مَقْتَلُ)

(كَأَنْ مُخَّ رِيقَتِهِ فِي الْغُطَاطِ ... بِه سَالِخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ)

وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الأصْلَخُ: الأصَمُّ، وَأنْشد:

(لَوْ أَبْصَرَتْ أَبْكَمَ أَعْمَى أَصْلَخَا ... إِذا لَسَمَّى وَاهْتَدَى أَنَّى وَخَى)

أَي: أَيْن تَوَجَّه.
يُقال: وَخَى يَخي وَخْياً.
أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _ قَالَ: الأصْلَخُ: الأصَمُّ.
ونحْوَ ذَلِك قَالَ ابْنُ الأعرابيِّ.
قلتُ: هَؤُلَاءِ _ أهلُ الْكُوفَة _ أَجمعُوا على الخاءِ فِي الأصْلَخ _ وأمَّا أهل الْبَصْرَة ومَنْ فِي ذَلِك الشِّقِّ من العَرَب، فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: الأصْلَجُ _ بِالْجِيم _ للأصَمِّ.
وَسمعت أعرابيّاً من بني كُلَيْبٍ يَقُول: فلانٌ يَتصالجُ علينا _ أَي: يتصامَمُ ورأيْتُ أَمَةً صَمَّاءَ كَانَت تُعْرفُ بالصَّلجَاء فهما لُغَتَانِ صحيحتان _ بِالْخَاءِ وَالْجِيم.
لخص: قَالَ اللَّيْث: اللَّخَصُ أَن يكون الجَفْنُ الأعْلى لَحِيماً، والنَّعْتُ: اللَّخِصُ وضَرْعٌ لخِصٌ: كثِيرُ اللَّحْم.
وتقولُ: لَخَصْتُ البعيرَ وَأَنا أَلْخَصُهُ _ إِذا نظرتَ إِلَى شَحْم عَيْنِه مَنْحُوراً.
وَذَلِكَ أنْ تَشُقَّ جِلْدَةَ الْعين فتَنْظُر أتَرَى شَحْماً أم لَا ... وَلا يُقالُ: اللخْصُ إِلَّا فِي المنْحُور، وَذَلِكَ المكانُ يُسمَّى لَخَصَةَ العَيْنِ _ مِثْلُ قَصَبَةٍ _ وَقد أُلْخِصَ البِعِيرُ _ إِذا فُعِلَ بِهِ هَذَا، فظَهَر نِقيُهُ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيت: قَالَ رجلُ من العَرب لقَوْمه فِي سَنَةٍ أصابَتهُم: أنظُروا مَا أَلْخَصَ من إبلي فانحَروه، وَمَا لم يُلخِصْ فارْكَبوه _ أَي: مَا كَانَ لَهُ شَحْمٌ فِي عينه.

(7/67)


وَيُقَال: آخِرُ مَا يَبْقى النِّقْيُ: فِي السُّلاَمى والعَيْن، وَأول مَا يَبْدُو: فِي اللِّسَان والكَرِشِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اللَّخْصَتَان: الشَحْمتان اللَّتَان فِي وَقْبَي العَيْنَيْنِ، وعَيْنٌ لَخصَاءٌ _ إِذا كَثُرَ شحمها.
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: ضَرْعٌ لَخِصٌ: بَيِّن اللَّخَص، وَهُوَ الْكثير اللَّحْم.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَالُ: لخَّصْتُ الشيءَ ولَحَّصْتُه بِالْحَاء وَالْخَاء _ إِذا استقصَيْتَ فِي بَيَانه.
_ يُقَال: لخِّصْ لي خَبَرَكَ، ولحَّصْ أَي: بَيِّنْهُ شَيئاً بعد شَيْء.
خَ ص ن

خصن، خنص، نخص: مستعملة.

خصن: أَبُو العَبَّاسِ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: من أَسمَاء الفَأْسِ: الْخَصِينُ، والحَدَثَانُ. والمِكْشَاحُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَصِينُ فَأْسٌ ذاتُ خَلْفٍ وَاحِد، والعَرَب تؤنِّثُ ((الخَصِينَ)) وتُذَكِّرُه.
وثَلاثُ أَخْصُنٍ _ لِتَأْنِيثه وَهُوَ الناجِخُ أَيْضا وَقَالَ امْرُؤ القَيس:
(يَقْطَعُ الغَافَ بالخَصينِ ويُشْلى ... قَدْ عَلِمْنا بِمَنْ يُدِير الرَّبَابَا)

نخص: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ نَخَصَ لحْمُ الرجل يَنخَصُ وتخَدَّدَ _ كِلَاهُمَا إِذا هُزِلَ.
شمر _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: النَّاخِصُ: الَّذِي قد ذَهَبَ لَحْمه من الكِبَر وغيْرِه، وَقد أنخَصَهُ المرَض والكِبَرُ.

خنص: قَالَ اللَّيْث وغيرُه: الخِنُّوْصُ: وَلَدُ الخِنزير. وَقَالَ الأخطل:
(أكلْتَ الدَّجَاجَ فَأَفنَيْتَهَا ... فَهَلْ فِي الْخَنانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ)

خَ ص ف

خصف، فصخ: مسْتَعْملان.

خصف: قَالَ اللَّيْث: الخَصَفُ: ثيابٌ غِلاظ جدّاً بَلَغَنَا أَن تُبَّعاً كسا البيتَ المُسُوحَ فانْتَفَضَ البيتُ ومَزَّقها، ثمَّ كَسَاه الخَصَفَ فَلم يَقْبَلها ثمَّ كَسَاه الأَنْطاعَ فقبِلَها.
قلتُ: الخَصَفُ الَّتِي كسا تُبَّعٌ البيتَ ليسَ مَعْنَاهُ الثِّيابَ الغِلاظَ، إِنَّمَا الخَصَفُ حُصْرٌ تُسَفُّ من خُوصِ النّخل يُسَوَّى مِنْهَا شُقَقٌ تُلْبَسُ بُيوتَ الْأَعْرَاب.
وَيُقَال للجِلالِ الَّتِي تُسَفُّ من الخوصِ ويُكْنَزُ فِيهَا التَّمر: خَصَفٌ _ أَيْضا.
وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: (أنَّ رَجُلاً تَوَطَّأ خَصَفَةً عَلَى رَأْسِ بِئْرٍ، فَطَاحَ فِيهَا)) .
وَأهل البَحْرَيْن يُسَمّون جِلال التَّمر خَصَفاً.
وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(تَبيعُ بَنيها بالْخِصَافِ وبالتَّمْرِ ... )

وَقَالَ اللَّيْث: الخَصَفُ لغةٌ فِي الخزَفِ.
قَالَ: والْخَصَفَةُ: القِطْعةُ مِمَّا يُخْصَفُ بِهِ النَّعْل، والْمِخْصَفُ مِثقَبُ ذَلِك.
وَقَالَ أَبُو كَبِيرٍ:
(فَتْخَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِهَا كَالْمِخصَفِ ... )

يَعْنِي العُقاب.

(7/68)


وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة} [الْأَعْرَاف: 22]_ أَي: يُطابِقَان بعضَ الْوَرق على بعض.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَصيفُ والأَخْصَفُ لونٌ كَلَوْن الرَّماد، فِيهِ سوادٌ وبياضٌ، وَكَذَلِكَ من الجِبال: مَا كَانَ أبْرَقَ بقُوَّة سَوْدَاء وأُخرى بَيْضَاء، فَهُوَ خصيفٌ وأَخصَفُ.
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
(أَبْدَى الصَّباحُ عَن بَرِيمٍ أَخصَفَا ... )

وَقَالَ الطِّرمَّاحُ:
(وخَصِيفٍ لَدَى مَنَاتِجِ ظِئْرَيْنِ ... مِنَ المَرْخِ أَتْأَمَتْ زُنُدُهْ)

شَبَّه الرمادَ بالْبَوِّ، وظِئْرَاهُ أُثفِيَّتَانِ أُوقِدَتِ النَّارُ بَينهمَا.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرَسٌ أَخْصَفُ الجَنْبَيْن، وَهُوَ الأبيضُ الجنْبَين، ولونُ سائره: مَا كَانَ.
قَالَ: ويَكُون أَخْصَفَ بجَنْبٍ وَاحِد.
أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: نَعجةٌ خَصْفَاءُ _ إِذا ابيَضَّتْ خاصِرَتاها.
وَقَالَ غَيره: كتيبةٌ خصيفٌ _ لما فِيهَا من صَدَإ الْحَديد وبياضه.
أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ يُقَال للناقة _ إِذا بَلغتِ الشهرَ التاسعَ من يَوْم لَقِحَت ثمَّ ألْقتهُ _: قَد خَصَفَتْ تخصِفُ خِصَافاً، وَهِي خَصُوفٌ.
ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ خَصَّفَهُ الشيبُ تَخْصِيفاً، وخَوَّصَه تَخْوِيصاً، وثَقَّبَ فِيهِ تثقيباً: بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ اللَّيْث: الإخْصَافُ: سُرْعةُ العَدْوِ، وأَخصَفَ يُخْصِفُ _ إِذا أسْرَع فِي عَدْوِهِ.
قلتُ: صحَّفَ اللَّيْث فِيمَا قَالَ _ والصَّواب: أَحْصَفَ _ بِالْحَاء _ إِحْصَافاً _ إِذا أَسْرَعَ فِي عَدْوِهِ.
قَالَه الأصمعيُّ وَغَيره.
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
(ذارٍ إِذا لاَقَى الْعَزَاَزَ أَحْصَفَا ... )

وَقَالَ اللَّيْث: الاختِصَافُ أَن: يأخُذَ العُرْيَانُ وَرَقاً عِرَاضاً، فَيْخْصِفَ بَعْضَها على بَعْضٍ ويَسْتَتِر بهَا.
يُقَال: خَصَفَ يَخْصِفُ واختَصَفَ يَخْتَصِفُ _ إِذا فَعَلَ ذَلِك.
قَالَ: والأخْصَفُ: الظَّلِيمُ _ لسوادٍ فِيهِ وبياضٍ _ والنَّعَامةُ خَصْفَاءُ.
أَخْبرنِي الإيَادِيُّ _ عَن شَمِر عَن أبي عدْنَانَ، عَن ابْن الكلبيِّ، عَن أَبِيه _ قَالَ: كَانَ مالكُ بنُ عَمْرٍ والغَسّانيُّ يقالُ لَهُ: فَارِسُ خصَافِ، وَكَانَ من أَجْبَنِ النَّاس.
قَالَ: فَغَزَوْا قَوْماً فوقَفَ، فَأقبل سَهْمٌ حَتَّى وقَعَ عِنْد حافِرِ فَرَسه، فتحرَّكَ سَاعَة ثمَّ قَالَ: إِن لهَذَا السَّهْم سبَباً يَنْجُثُه، فَاحْتُفِرَ عَنهُ فَإِذا هُوَ قد وَقَع على نَفَقِ يَرْبُوعٍ فَأصَاب رَأْسه، فتحرَّكَ اليربوع سَاعَة ثمَّ مَاتَ فَقَالَ: هَذَا فِي جَوْفِ جُحْرٍ {} جَاءَ سهم حتَّى قَتله {} ، وَأَنا ظاهرٌ للنَّاس على فرسي.
مَا الْمَرْءُ فِي شَيْءٍ وَلاَ الْيَرْبُوعُ.
ثمَّ شدَّ عَلَيْهِم، فَكَانَ بعد ذَلِك من أَشْجَع النَّاس.

(7/69)


قَالَ ابْن الكَلْبيِّ: يَنْجُثُهُ: يُحَرِّكُهُ.
قَالَ: وخَصَافُ: فَرَسُه،. . ويُضرَبُ بِهِ المَثَلُ فَيُقَال: أَجْرَأُ مِنْ فَارِس خَصَافِ.
قَالَ شمِرٌ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِن صَاحب خَصَافِ كَانَ يلاقي جُندَ كسْرَى فَلَا يجترىءُ عَلَيْهِم، ويَظُنُّ أَنهم لَا يَمُوتُون كَمَا يَمُوت النَّاس، فَرمى يَوْمًا رجلا مِنْهُم بِسَهْم فصرعه فَمَاتَ، فَقَالَ: ((إِن هَؤُلَاءِ يموتون كَمَا نموت نحنُ)) فاجْتَرأَ عَلَيْهِم فَكَانَ من أَشْجَع النَّاس.
فصخ: قَالَ ابْن شُمَيْل: الفَصَخُ: التَّغابي عَن الشَّيْء وأنتَ تَعْلمُه.
يُقَال: فَصِخْتُ عَن ذاكَ الأمرِ فَصَخاً.
قَالَ: وَيُقَال: فَصَخَ يدَه وفَسَخها _ إِذا أَزالَ الْمَفْصِلَ عَن مَوْضِعه.
حَكَاهُ _ بالصَّاد _ عَن أبي الدُّقَيْشِ.
وروَى أَبُو عَمْرو: صَنِخ الْوَدَكُ، وسَنِخ وَهُوَ الْوَصَخُ والْوَسَخُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: فصَخَ النَّعَامُ بصَوْمه _ إِذا رَمَى بِهِ.
خَ ص ب

خصب، خبص، بخص، صبخ، صخب: مستعملة.

خصب: قَالَ اللَّيْث: الخِصْبُ نَقِيضُ الْجَدْبِ وَهُوَ كثرةُ العُشْب، ورَفَاهةُ الْعَيْش.
قَالَ: والإخْصَابُ والاخْتِصابُ: من ذَلِك.
وَيُقَال: أَخْصَبَتِ الأرضُ إِخْصاباً، والرَّجلُ إِذا كَانَ كَثِيرَ خيرِ المنزِلِ _ يُقَال: إِنَّه خَصِيبُ الرَّحْلِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَصْبَةُ: الطَّلْعة _ فِي لغةٍ _ وَهِي النَّخْلةُ الْكَثِيرَة الْحَمْلِ فِي لُغَةٍ.
قلتُ: أَخطَأ اللَّيْث فِي تَفْسِير الْخَصْبَةِ، والخِصَابُ _ عِند أهل البَحْرَين _ الدَّقَلُ الْوَاحِدَة: خَصْبةٌ.
ونحوَ ذَلِك قَالَ الْفراء _ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
والعربُ تَقول: لَا يُنْفَجُ الغَدَاءُ إِلَّا بالْخِصَابِ، لكثرةِ حَمْلِها، إِلَّا أنَّ تَمْرَها رَدِيءٌ.
ومَن قَالَ: الْخَصْبَةُ: الطَّلْعَةُ، فقد أَخطَأ.
وَقَالَ اللَّيْث: إِذا جرى الماءُ فِي عُودِ العِضَاهِ _ حَتَّى يَصل بِالْعِرْقِ _ قيل: قد أَخْصَبَتْ.
قلت: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَر وصوابُه: الإخْضَابُ _ بالضاد.
يُقَال: خَضَبَتِ العِضَاهُ، وأَخْضَبَتْ.
وَأخبرني المُنْذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: خضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبَى _ إِذا أَوْرَقَ وخلَعَ العِضَاهَ وأحْدَرَ.
وَقَالَ اللَّيْث _ فِي هَذَا الْبَاب _ الْخِصْبُ: حَيَّةٌ بيضاءُ تكون فِي الجَبل.
قلتُ: وَهَذَا أَيضاً تَصْحِيف والصوابُ: الْحضْبُ _ بِالْحَاء وَالضَّاد.
وَقد مَرَّ تفسيرُه فِي كتاب ((الْحَاء)) .
قلتُ: وَهَذِه الْحُرُوف وَمَا شاكلها أُرَاها منقولةً من صُحُفٍ سقيمةٍ إِلَى (كِتاب اللَّيْث)) ، وزِيدَتْ فِيهِ، وَمن نَقلها لم يعرفِ العربيَّةَ، فصحَّفَ وغيَّرَ فَأكْثر، وَالله الْمُسْتَعَان، وَهُوَ حَسْبُنا ونِعْمَ الوَكِيلُ.

(7/70)


شمِرٌ: الْمُخْصِبَةُ من الأَرْض: الْمُكْلِئَةُ، والقومُ أَيْضا مُخْصِبُونَ _ إِذا كثر لبَنهُم وطعامُهُمْ وأَمْرَعَتْ بلادُهم.
وأَخْصَبَتِ الشَّاءُ _ إِذا أَصَابَت خصباً.
وَرجل خصِيبٌ: كثيرُ الْخَيْرِ، ومكانٌ خصِيبٌ: مِثْلُهُ.
وَقَالَ لَبِيدٌ:
(هَبَطَا تَبَالةَ مُخْصِباً أَهْضَامُهَا ... )

صخب: قَالَ اللَّيْث: الصَّخَبُ مَعْرُوف، وَقد صَخِبَ يَصْخَبُ صَخَباً، والسّخَبُ لغةٌ فِيهِ _ رَبَعِيَّةٌ قَبِيحةٌ.
وعَيْنٌ صَخِبَةٌ _ إِذا اصطَخَبَتْ عندَ الجَيَشَانِ.
وماءٌ صَخِب الآذِيِّ _ إِذا تلاطمت أمواجُه.
وَقَالَ الشَّاعِر:
(مُفْعَوْعِمٌ صَخِبٌ الآذيِّ مُنْبِعِقُ ... )

وَقَالَ ذُو الرُّمة:
(فِيهِ الضَّفَادِعُ وَالْعِيدَانُ تَصْطَخِبُ ... )

واصطخبَ القومُ وتَصَاخَبُوا _ إِذا تَصَايَحُوا وتضاربوا.
خبص: قَالَ اللَّيْث: الخَبْصُ: فِعْلُكَ الخَبيصَ، والمِخْبَصَةُ: الَّتِي يقلَّبُ بهَا الخَبِيصُ فِي الطِّنْجير، وَقد خبَصَ خبْصاً، وخَبّصَ تخبيصاً، فَهُوَ خَبِيصٌ مُخَبَّصٌ مَخْبُوصٌ.
وَيُقَال: اخْتَبصَ فلَان _ إِذا اتخذ لنَفسِهِ خَبِيصاً.

بخص: قَالَ اللَّيْث: البَخَصُ: مَا ولي الأرضَ مِنْ تحتِ أَصَابِع الرِّجْلين، وتحتَ مَنَاسِم الْبَعِير والنّعَام، ورُبَّما أصابَ النَّاقة دَاءٌ فِي بَخَصِها فَهِيَ مَبْخُوصَةٌ تُظْلَعُ من ذَلِك.
وبَخَصُ اليَدِ: لَحْمُ أُصول الْأَصَابِع _ مِمَّا يَلِي الرّاحة.
قَالَ: والبَخَصُ _ فِي العَين _ لحْمٌ عِنْد الجَفْنِ الأسْفل _ كاللَّخصِ عِنْد الجَفْنِ الأعْلَى.
والبَخَصُ: لحْمُ الذِّرَاع _ أَيْضا.
أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي: الْبَخْصَةُ لحْمُ أسفلِ خُفِّ الْبَعِير.
قَالَ: والأظَلُّ: مَا تَحت المنَاسم.
وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ _ عَن المبرِّد _ أَنه قَالَ: البَخَصُ: اللَّحْم الَّذِي يركَبُ القَدَمَ.
وَهَذَا قولُ الْأَصْمَعِي.
وَقَالَ غيرُه: هُوَ لحمٌ يخالطُه بَيَاض، من فسادٍ يحُلُّ فِيهِ.
قَالَ: وَمِمَّا يدُلُّ على أَنه اللحْمُ الَّذِي خالطه الفَسَادُ قوْلُهُ:
(يَا قَدَمَيَّ مَا أَرَى لي مَخْلَصاً ... مِمَّا أَرَاهُ أَوْ تَعُودا بَخَصا)

وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الْبَخْصُ مصْدَرُ بخَصْتُ عَيْنَه بَخْصاً.
قَالَ: والبَخَصُ لحْمُ القَدَم، ولحْم الفِرْسِن.
ورَوَى أَبُو تُراب للأَصمعيِّ: بخَصَ عينَه وبَخَزَها، وبَخَسَها _ كلهُ بِمَعْنى: فقأها.

(7/71)


وَقَالَ أَبُو زيد: الْوَجَى: فِي عِظَام الساقَين وبَخَصِ الفَرَاسِنِ.
والْوَجَى: قيلَ: الْحَفَا.
صبخ: الصَّبَخَةُ لغةٌ فِي السَّبَخَةِ، والصَّبِيخةُ لغةٌ فِي سَبيخةِ القُطْنِ، والسينُ فِيهَا أفشَى وأكثرُ.
خَ ص م

خصم، خمص، مصخ، صمخ، صخم: مستعملة.

خصم: قَالَ اللَّيْث: الْخَصْمُ واحدٌ وجميعٌ، قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَهل أَتَكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص: 21] فَجعله جَمْعاً لِأَنَّهُ سُمِّيَ بالمصْدَر، وخَصِيمُك: الَّذِي يخَاصِمُك وجمعُه خُصمَاءُ.
ويُجْمَعُ الْخَصْمُ خُصُوماً.
والْخُصُومَة: الأسمُ من التَّخَاصُمِ والاخْتِصَامِ.
يُقَال: اخْتَصَمَ القوْمُ وتخَاصَموا، وخَاصَمَ فلانٌ فلَانا _ مخاصمةً وخِصَاماً.
قَالَ: والْخُصْمُ: طرَفُ الرّاوية الَّذِي بحيَال العَزْلاءِ فِي مؤخَّرِها.
قَالَ: وطرَفُها الْأَعْلَى هُوَ العُصْمُ، وَهِي الأَعْصَامُ الَّتِي عِنْد الكُلْيَة وَهِي من كلِّ شَيْء.
قلتُ: خُصْمُ كل شَيْء: ناحيَتُه وطرفُه من المزادةِ والفِراش وَغَيرهمَا.
وأَمَّا عُصْمُ الرَّوايا فَهِيَ الْحِبَال الَّتِي تُنْشَبُ فِي عُرَاها وتُشَدُّ بهَا على ظهْر الْبَعِير
واحدُها عِصَامٌ، وَقد أَعْصَمْتُ المَزَادَةَ _ إِذا شَدَدْتُها بالعِصَامَين.
وَقيل لِلخَصْمَينِ: خَصْمَانِ، لأخذِ كلِّ واحدٍ مِنْهُمَا فِي شِقٌّ من الحِجَاج والدَّعْوَى.
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((مَا فَعَلَتِ الدَّنَانيرُ التيُ أَنْسِيتُها فِي خُصْمِ الْفِرَاشِ فَبِتُّ وَلَمْ أَقْسِمْها)) ؟ .
وخصومُ السَّحَابةِ: جوانبُها.
قَالَ الأخطَلُ يذكر سحاباً:
(إذَا طَعَنَتْ فِيهِ الجَنُوبُ تَحَامَلَتْ ... بِأَعْجَازَ جَرَّارٍ تَدَاعَى خُصُومُها)

أَي: تجاوَبَ جَوَانبُها بالرَّعْد.
وَقَالَ أَبُو زيد: أَخصَمْتُ فلَانا _ إِذا لقَّنْتَه حُجَّتَه على خَصْمِه، وخَصمْتُ فلَانا: غَلَبْتَهُ فِيمَا خَاصَمْتَهُ فِيهِ.
وَطعنُ الْجَنُوب فِيهِ: سَوْقُها إِيَّاه.
والجرّار: الثقيلُ ذُو المَاء. وتحاملتْ بأَعْجازِه: دَفعتْ أَوَاخِرَه.
وخُصُومُها _ أَي: جوانبها.
وَيُقَال: هُوَ خَصْمي، وَهَؤُلَاء خَصمِي.
خمص: قَالَ اللَّيْث: الخَمْصُ: خَماصَةُ البطْنِ وَهُوَ دِقَّةُ خِلْقتِه.
والخَمْصُ: الْخَمَصَةُ أَيْضا، وَهُوَ خَلاَءُ الْبَطن من الطَّعام جوعا.
وامرأةٌ خَمِيصَة البَطن خُمصَانَةٌ، وهُنَّ خُمْصَانَاتٌ.
وفلانٌ خَمِيصُ البطْن من أَمْوَال النَّاس: عَفِيفٌ عَنْهَا.

(7/72)


والجميعُ: خِمَاصُ البُطون.
وَفِي الحَدِيث: ((خِمَاصُ البُطُونِ خِفَافُ الظُّهُورِ)) .
وَفِي حَدِيث آخر _ فِي الطَّيْر _: ((تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً)) .
أَرَادَ أَنَّهَا تَغْدُو جياعاً وتروحُ شِباعاً.
قَالَ: والْخَمِيصَةُ: بَرْنَكَانٌ أَسْودُ مُعْلَمٌ من المِرْعِزَّى والصوفِ ونحوِه
وَقَالَ أَبُو عبيد: الخميصةُ كساءٌ أسودُ مربَّعٌ لَهُ عَلَمان.
وَأنْشد قولَ الأعْشى يصف امْرَأَة:
(إِذا جُرِّدَتْ يوْماً حَسِبْتَ خَمِيصَةً ... عَلَيْهَا وَجِرْيَالَ النَّضِيرِ الدُّلاَمِصَا)

أَرَادَ شَعْرَها الأسودَ، شبَّهه بالْخَمِيصَةِ، وشبَّه لون بَشَرتها بِالذَّهَب.
و ((النضيرُ)) : الذهبُ، و ((الدُّلامِصُ)) : البرّاق.
وَقَالَ اللَّيْث: ((الأخْمَصُ خَصْرُ الْقَدَم، والْخَمْصَةُ: بطنٌ من الأَرْض صغيرٌ، ليِّنُ المَوْطِىء. والتَّخَامُصُ: التَّجَافي عَن الشَّيْء.
قَالَ الشَّمَّاخُ:
(تَخَامَصُ عَنْ بُرْدِ الْوِشَاحِ إِذَا مَشَتْ ... تَخَامُصَ حَافِي الْخَيْلِ فِي الأَمْعَزِ الْوَجِى)

وَيُقَال للرجلُ: تخامصْ للرَّجُل عَن حقِّه، وتجافَ لَهُ عَن حَقه _ أَي: أَعْطِهِ.
وتخَامَصَ الليلُ تخامُصاً _ إِذا رَقَّتْ ظُلمته عِنْد وَقت السَّحَر.
وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

(فمَا زُلْتُ حَتَّى صَعّدَتنِي حِبَالُها ... إليْهاَ وليْلي قَدْ تَخَامَصَ آخرُهْ)

أَبُو زيد: انْحَمَصَ الْجُرْحُ وانخَمَصَ _ إِذا سكنَ ورمُه _ بِالْحَاء وَالْخَاء.
وَقَالَ أَبُو العبَّاس: سأَلتُ ابنَ الْأَعرَابِي عَن قَول عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: ((كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ)) ، فَقَالَ: إِذا كَانَ خَمَصُ الأخْمصِ بقَدْرٍ لم يرْتَفع جدّاً، وَلم يَسْتو أَسْفَلُ القَدم جِدّاً فَهُوَ أحسنُ مَا يكون، وَإِذا استوَى أَو ارتفعَ جِدّاً فَهُوَ ذمٌّ.
صمخ: قَالَ اللَّيْث: الصِّمَاخُ: خَرْقُ الأُذُنِ إِلَى الدِّمَاغِ، وَالسِّمَاخُ لُغَةٌ فِيهِ، والصَّادُ تَمِيميَّةٌ.
وَيُقَال: صَمَخَ الصَّوْتُ صِمَاخَ فلَان وصَمَخْتُ فلَانا _ إِذا عَقَرْتَ صِماخ أُذُنه، بِعُودٍ أَو غَيْرِه.
وَيُقَال للْعَطْشان: إِنَّه لَصَادِي الصِّمَاخ.
وَيُقَال ضرب الله على صِمَاخ فُلان _ إِذا أَنَامَهُ.
وَفِي حَدِيث أبي ذَرٍّ: ((فَضَرَبَ الله عَلَى أَصمِخَتِنَا فَمَا انْتَهيْنَا حَتَّى أَضْحَيْنَا)) .
وَهُوَ كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {فَضَرَبْنَا عَلَىءَاذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ} [الْكَهْف: 11] ، وَمَعْنَاهُ: أَنمْنَاهُمْ.
وَقَالَ أَبُو زيد: كلُّ ضَرْبَةٍ أَثَّرَتْ فِي الْوَجْه فَهِيَ صَمْخٌ.
ابْن السكِّيت: صَمَخْتُ عَيْنَهُ صَمْخاً وَهُوَ ضَرْبُكَ الْعَيْنَ بِجمع يدك _ ذَكَرَه بعَقِبِ قولِكَ: صَمَخْتُ صِمَاخَهُ.

(7/73)


مصخ: قَالَ اللَّيْث: الْمَصْخُ: اجْتذَابُكَ الشيءَ عَن جَوف شَيْء آخَرَ.
قَالَ: وَضَرْبٌ من الثُّمَام لَا وَرَقَ لَهُ إنَّما هِيَ أنَابِيبُ مُرَكَّبٌ بَعْضُهَا فِي بعض كُلُّ أُنْبُوبَةٍ مِنْهَا أُمْصُوخَةٌ، إذَا اجتذَبْتَها خَرَجَتْ من جَوْف أُخْرَى، كَأَنَّهَا عِفَاصٌ أُخْرِجَ من الْمُكْحُلَةِ.
واجْتِذَابُهُ: الْمَصْخُ والامِّصَاخُ.
قلتُ: وَقد رأيتُ فِي الْبَادِيَة نَبْتاً يُقَال لَهُ: الْمُصَّاخُ والثُّدَّاءُ، لَهُ قُشُور بَعْضهَا فَوق بعض، كلما قَشَرْتَ مِنْهُ أُمْصُوخَةً ظهَرَتْ أُخْرَى، وقُشُورُهُ ثَقُوبٌ جيِّدٌ.
وأهلُ ((هَرَاةَ)) يُسَمُّونَهُ: دَلِيزَاذَ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْمَصُوخَةُ من الغَنَمِ: مَا كَانَ ضَرْعُها مُسْتَرْخِيَ الأصْل _ كَأَنَّمَا امْتُصِخَتْ ضَرَّتُها، فامّصَخَتْ عَن الْبَطْنِ _ أَي: انْفَصَلَتْ.
صخم: أَبُو عبيد _ عَن أبي عمرٍ و _: الْمُصْلخِمُّ: الْمُنْتَصِبُ الْقَائِم - بتَشْديد الْمِيم.
قَالَ: والْمُصْطَخِمُ: فِي مَعْنَاهُ، غير أَنَّه مُخَفَّفُ الْمِيم.
قلتُ: والْمُصْطَخِمُ مُفْتَعِلٌ مِنْ صَخمَ، وَهُوَ ثُلاَثِيٌّ، وَلم أجد ل ((صَخَمَ)) ذكْراً فِي كَلَام الْعَرَب.