تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْغَيْن والشين)
غ ش ض غ ش ص غ ش س: أهملت وجوهُها.
غ ش ز
أهمله الليثُ.
شغز: وَذكر ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيّ، أنَّهُ قَالَ: يُقالُ،
للمَسَلَّةِ: الشغِيزَةُ.
قُلْتُ: وَهو عَربي صَحِيح، سَمِعْتُ أَعْرَابياً يقولُ لآخَرَ:
سَوِّلي شَغِيزةً من الطَّرْفاءِ، لأسُفَّ بهَا سَفِيفَةً.
غ ش ط
اسْتعْمل من وجوهه: غطش.
غطش: قَالَ اللَّيْث: غَطَشَ اللَّيْلُ، فَهُوَ غاطِشٌ، مُظْلِمٌ،
قَالَ: والأَغْطَشُ: الَّذِي فِي عَيْنَيْهِ شِبْهُ: العَمَشِ
والمرأةُ: غَطْشَاءُ.
أَبُو عُبَيْد عَن الأَحْمر، فِي: الأغْطَشِ: مِثلُه:
وقَالَ شَمِر: الغَطَشُ: الضَّعْف فِي البَصَرِ، كَمَا يَنْظُر
بِبَعْضِ بَصَرِهِ. وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَا يفتَحُ عَيْنَيْهِ،
فِي الشَّمْسِ. قَال رُؤْبَة:
أرْمِيهِمُ بالنَّظَرِ التَّغْطِيشي
وَأَنْشَدَ غَيْرُهُ للأَعْشى:
وَيَهْماءَ باللَّيْلِ غَطْشَى الفَلا
ةِ يُؤْنِسُنِي صَوْتُ فَيَّادِهَا
قَالَ الأصمعيُّ فِي بَابَ الفَلَوَاتِ: الأَرْضُ اليَهْمَاءُ: الَّتِي
لَا يُهْتَدَى فِيها الطَّريقُ. والغَطَشُ مِثْلُهُ هَكَذا رَواهُ
شِمر، وبيتُ الأَعْشَى يَدُلُّ عَلَيْهِ.
وقَالَ الفَرَّاءُ فِي قوْلِهِ جلّ وعزّ: {فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ
لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ} (النازعات: 29) ، أَي: أظْلَمَ لَيْلَها،
وَكَذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ. وَقَالَ الأصمَعِيُّ: الغَطَشُ:
السَدَفُ، يُقَالُ: (أتيتُهُ غَطَشاً) . وَقَدْ أَغْطَشَ اللّيلُ.
وقَالَ أَبُو تُرَابٍ: الغَطَشُ وَالْغَبَشُ وَاحِدٌ.
وَقَال اللَّحْيَانيّ: يُقَالُ: غَطِّشْ لِي شَيْئاً وَوَطِّشْ لي
شَيْئاً مَعْنَاهُ: إفْتَحْ لي شَيْئاً.
غيرُه: مَفَازَةٌ غَطْشَى: عَمِيَّةُ المسالِكِ، لَا يُهْتَدَى فِيها،
حَكاهُ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيُّ.
وقَال أَبُو سَعِيدٍ: يُقَالُ: هُوَ يَتَغَاطَشُ عَن الأمرِ،
وَيَتَغَاطَسُ، أَي: يتَغَافَلُ.
غ ش د
أهمله اللَّيْث: ودغش: مُسْتَعْمل.
دغش: أخْبَرَني المنْذِري عَن الحَرّانِي عَن
(8/40)
ابنِ السِّكّيتِ، يُقَالُ: داغَشَ
الرَّجُلُ، إِذا حامَ حَوْلَ المَاء من العَطَشِ، وأنشَدَ:
بَأَلَدَّ مِنْكَ مُقَبِّلاً لِمُحَلاَّ
عَطْشَانَ دَاغَشَ ثمّ عادَ يَلُوبُ
وقالَ غيرُهُ: فلانٌ يُدَاغِشُ ظُلْمَةَ الليْلِ، أَي يخبِطُهَا بِلَا
فُتورٍ. وقالَ الراجز:
كَيْفَ تَرَاهُنَّ يُدَاغِشْنَ السُّرَى
وَقَدْ مَضَى مِنْ لَيْلِهِنَّ مَا مَضَى
غ ش ت
مهمل
غ ش ظ غ ش ذ غ ش ث
أهملت وجوهها.
غ ش ر
اسْتعْمل من وجوهه: شغر شرغ
شغر: قَالَ اللّيْثُ: يُقَالُ: شَغَرَ الكَلْبُ، إذَا رفَعَ إحْدَى
رِجْلَيْهِ؛ لِيَبُول وأنْشَدَ الفَرَّاءُ وغيرُهُ:
شَغّارَةٌ تَقِدُ الْفَصِيْلَ بِرِجْلِهَا
فَطَّارَةُ لِقَوَادِمِ الأَبكارِ
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تَفَرَّقَ الْقَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ وشَغَرَ
بَغَرَ، أَي فِي كلِّ وَجْهٍ، وَلَا يُقالُ ذَلِك فِي الإقْبَالِ.
قُلْتُ: هَكذا رواهُ شِمْر، والمِشْغَر من الرِّماحِ كالمِطْرَدِ،
وَقَالَ:
سِنَاناً مِنَ الخَطِّيِّ أَسْمَر مِشْغَرَا
وَقال الأصمعيُّ: إِذا لم يَدَعِ البَعِيرُ جُهْداً فِي عَدْوِهِ،
قِيلَ: تَشَغَّر تَشَغُّراً:
يُقَالَ: مَرَّ يَرْتَبِعُ إِذا ضَرَبَ بِقَوائمِه، وَاللّبَطَةُ
نَحْوَهُ، ثمَّ التّشَغُّرُ فَوْقَهُ.
وَتقول: هَذِهِ بَلْدَةٌ شاغِرَةٌ بِرِجْلِهَا: إِذا لم تَمْتَنِعْ
مِنْ غارَةِ. قَالَ: واشْتَغَر المنْهَلُ إِذا صارَ فِي ناحِيَةٍ مِنَ
المحجَّةِ، وَأَنْشَدَ:
شافِي الاجَاجِ وَبَعَيْدُ المُشْتغَرْ
وَرُفقةٌ مُشْتَغِرَةٌ: مُنْفَرِدَةٌ عَنِ السّابِلَةِ
(وَنهى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنِ الشِّغارِ) : قَالَ
الشَّافِعِي وَأَبُو عبيد، وغَيرُهما مِنْ أَهْلِ العِلْمِ:
الشِّغَارُ المنْهِيُّ عَنْهُ: أَنْ يُزَوِّجَ الرجلُ الرَّجُلَ
حريمتَهُ، عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ المُزَوَّجُ جريمةً لَهُ أُخْرى.
وَيكونُ مَهْرُ كلِّ وَاحِدَةٍ مِنهما بُضْعَ الْأُخْرَى.
ثعلبٌ عَن سَلَمَة عَنِ الفَراء، قَالَ: الشِّغَارُ شِغَارُ
المُتَنَاكِحيْنِ. قَالَ: وَالشِّغَار: أنْ يَبْرُزُ رَجُلانِ مِنَ
الْعَسْكَرَيْن، فَإِذا كادَ أَحَدُهُما أَنْ يَغْلِبَ صاحِبَهُ، جَاءَ
إثنانِ حَتى يُعِيْنَا أَحَدَهُما، فيصيحَ الآخرُ: (لَا شِغَارَ، لَا
شِغَارَ) .
قَالَ: وَالشِّغَارُ: الطَّرْدُ يُقَالُ: شَغَروا فلَانا عَن بلادِهِ:
شَغْراً وَشِغاراً إِذا طَرَدُوهُ ونَفوهُ.
قَال: وَالشَّغْرُ: الرفْعُ، وَمِنْه شَغَر الكلبُ وَقال أَبُو عَمْرو
بنُ الْعَلَاء (شَغَرْتُ برِجلي
(8/41)
فِي الغريبِ) أَي: عَلَوْتُ النَّاس فِي
حِفْظِهِ.
وَيُقَالُ: شغر الكلبُ وَقَزَحَ وَشَقَحَ وَشَقحَ كُله إِذا رفع رجله
لِيَبُول.
قالَ: وَالشِّغر: التفرقةُ وَمنهُ قَوْلهم: خرجَ القَوْمُ شَغَر
بَغَرَ، إِذا تَفَرَّقوا، وَالشَّغْر: البعدُ، وَمنهُ قَوْلهم: بلدٌ
شاغرٌ، إِذا كَانَ بَعيدا من الناصِرِ، وَالسُّلطَانِ، قالَهُ الْفراء.
عَمْرو عَن أَبِيه: الشِّغَارُ العداوةُ.
أَبُو زيد: يقالُ: اشتَغَرَ اشتغر الْأَمر بفلان، أَي اتَّسع بِهِ
وَعظم. وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
وَعَدَدِ بَخَ إِذا عُدَّ اشْتَغَر
كَعَدَدِ التُّرْبِ تَدَانى وانتَشَرْ
واشتغرتِ الحَرْبُ بينَ الفَريقَيْنِ، إِذا اتَّسَعَتْ وعظُمَتْ.
وَيقالُ للبَعيرِ، إِذا، اشْتَدَّ عَدْوُه: هُوَ يَتَشَغَّر تَشَغُّراً
واشْتَغَر فلانٌ علينا، إِذا تَطاوَل وافتخر وَتَشَغَّر فلانٌ فِي
أَمْرٍ قبيحٍ، إِذا تَمَادَى فِيهِ وَتَعَمَّق.
والشَّغُور موضعٌ فِي الباديةِ.
وَفي (النَّوادِرِ) : بِئْر شِغَارٌ وبِئارٌ شَغَارٌ: كثيرةُ المياهِ
وَاسِعَةٌ الأَعْطَانِ.
شرغ: قَالَ الليثُ: الشِّرْغُ يُخَفَّف وَيُثَقَّلُ وَهُوَ الضَّفدَعُ
الصَّغِيرُ. وَيُقَالُ لَهُ: الشِّرِّيْغُ والشُّرَبْرِيغُ وأنشدَ:
تَرى الشُّريريغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ
مُسْحَنْطِراً نَاظِراً نَحْو الشَّنَاغِيْبِ
غ ش ل
اسْتعْمل من وجوهه: شغل شلغ.
شغل: قَالَ الليثُ: شَغَلْتُ فُلاناً، وشُغِلْتُ بِهِ، وَشُغْلٌ
شَاغِلٌ، وَيُقَالُ: اشْتَغَل فُلانٌ بأمرِهِ، وَهو مُشْتَغِلٌ.
الحَرّاني عَنِ ابنِ السِّكَّيتِ: شَغَلْتُ فُلاناً. وَلاَ يُقَالُ:
اشْغَلْتُهُ. وَيُقَالُ: شُغِلَ فُلانٌ فَهْوَ مَشْغولٌ.
أَبُو العَبّاس عَنِ ابنِ الأَعْرابيْ: الشِّغْلَة والعَرْمَةُ
والبَيْدَرُ والكُنس: واحدٌ. وَجمع الشَّغْلَةِ: شَغْل، وَهُوَ
البَيْدَرُ.
وَرَوى الشَّعْبيْ: (أَنَّ عَلِياً خَطَب النَّاس على شَغْلَةِ) أَي
على بَيْدَرٍ.
وَأَخْبرنِي المُنْذِريّ عَن ثعلبٍ عَن ابنِ الأعرابيِّ، قالَ: رَجلٌ
شَغِلٌ من الشُّغْلِ، وَمُشْتَغَلٌ وَمَشْغولٌ.
شلغ: قَالَ الليثُ: يُقَال شَلَغ رأسَه وَثَلَغهُ، إِذا شَدَخَهُ.
غ ش ن
شغن غشن نشغ نغش: مستعملات.
نشغ: قَالَ الليثُ يُقَالُ: نَشَغْتُ الصّبيَّ وَجُوراً، فانتَشَغَهُ
جُرْعةً بَعدْ جرعةِ، والاسمُ مِنْهُ: النَّشُوغُ. وأنشدَ:
أَهْوى وَقَدْنا شَغْنَ شِرْباً واغِلاً
(8/42)
قالَ وَفِي الحديثِ: (فَإِذا هُوَ ينْشغُ)
، أيْ: يَمْتَصُّ بِفِيهِ.
قَالَ: والنَّشغَةُ تَنَفُّسَةٌ من تَنَفُّسِ الصُّعَداء، ويُقالُ
مِنْهُ: نَشَغ ينشَغ نشْغاً، وَأنْشد:
عَوفْتُ أَنَّى ناشِغٌ فِي النَّشغِ ... .
وَفي حَديثِ أبي هُرَيْرَةَ (أَنَّه ذَكَر النّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم فَنَشَغَ) قَالَ أَبُو عُبيد:
قَالَ أَبُو عَمْرٍ والنَّشْغُ: الشَّهِيق، حتَّى يكادَ يَبْلُغُ بهِ
الغَشْيَ، يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً.
قَالَ أَبُو عُبيد: وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذلكَ الإنْسَانُ تشَوُّقاً
إِلَى صَاحِبِه وَأَسَفاً عَلَيه، وحُبّاً لَهُ، فَهَذَا نَشَغ بالغين
لَا خلافَ فِيهِ. وَأنْشد بيتَ رؤبةَ:
عَرفْتُ أنَّي ناشغٌ فِي النُّشغِ ... .
وَما قَول ذِي الرُّمة:
فالأمُ مُرْضَعٍ نَشِغَ المَحَارا
فإنَّ الأصمعيَّ كَاد يُنْشِدُهُ بالعَين: (نُشِعَ) ، وَهُوَ إيجارُكَ
الصَّبيَّ الدَّوَاء، وَقد مر تفسيرُه.
وروى ابنُ الفَرَج للأَصْمَعي: نَشَغَهُ ونشعه: إذَا أَوْجَرهُ. قَالَ:
وقالَ أَبُو عَمْرو: نُشِغَ بِهِ، وَنُشِعَ بِهِ، وشُعِفَ بهِ، أيْ:
أولِعَ بِهِ.
وَقَالَ شِمر: المِنْشَغَةُ: المُسْعُطُ، أَوِ الصَّدَفَةُ، يُسْعَطُ
بِها.
قَالَ: النَّشْغُ: التَّلْقِينُ: يُقالُ منهُ: نَشَغتُهُ الكَلامَ
ونَسَغْتُه بالشِّينِ والسِّينِ.
أَبُو عُبَيدٍ عَنِ الفَرَّاء قَالَ: النَّواشِغُ: مَجارِي المَاء فِي
الْوَادي، وأنْشَدَ:
وَلا مُتَدارِكٌ والشَّمْسُ طِفْلٌ
بِبَعْضِ نَوَاشِغِ الوَادِي حُمُولا
ثعلبٌ عَنِ ابنِ الأَعْرابيِّ: انْتَشَغَ الرّجُلُ تَنَحَّى، ونَشَغَه
بالرُّمْحِ، طَعَنَهُ.
نغش: قَالَ اللَّيْث: النغش، والنَّغَشانُ: تحرُّكُ الشَّيء فِي
مكانِهِ، تَقُولُ: دَارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورَأسٌ يَنْتَغِشُ
صِئباناً. وَقالَ الشاعرُ فِي صفةِ القُرادِ:
إِذا سَمِعَتْ وَطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ
حُشاشَتُها فِي غَيْرِ لَحْمٍ وَلَا دَمِ
وَقَالَ أَبو سَعيدٍ: سُقِي فُلانٌ، فَتَنَغَّشَ، تَنَغُّشاً.
وَتَغَشَّى، إِذا تَحَرَّكَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ قَدْ غُشِيَ عَلَيهِ.
قَالَ: وانتَغَشَ الدُّوْدُ.
وَفِي الحَدِيث: (أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَى
نُغَاشِيّاً، فسَجَد شُكْراً. .) . وَقَالَ أَبُو العَبّاسِ:
النُّغَاشِيّونَ: هُم الْقِصَارُ، الضِّعَافُ الْحَرَكَةِ.
غشن: ابْن نَجْدَةَ عَن أبي زَيْدٍ، يُقالُ لِمَا يَبْقَى فِي
الْكِبَاسَةَ مِنَ الرُّطَبِ، إذَا لُقِطَتِ النَّخْلَةُ: الكُرابَةِ
والغُشَانة والْبُذَارَةُ. والشَّمَلُ، والشَّماشِمُ والْعُشَانَةُ
بالعَيْنِ
(8/43)
أيْضاً: وتَغَشَّنَ الْمَاءُ إذَا رَكِبَهُ
الْبَعَرُ فِي غَدِيرٍ، ونَحْوِهِ.
شغن: ابنُ دُريد: الشغْنَةُ: الْحَالُ، وَهِي الَّتِي يُسَمِّيها
النَّاسُ الكَارَةَ: وَتَغَشَّنَ الماءُ ...
غ ش ف
اسْتعْمل مِنْهُ: شغف فشغ.
شغف: قَالَ الليثُ: شَغَفٌ مَوْضِعٌ بِعَّمَانَ يُنْبِتُ الغَافَ
الْعِظامَ، وأنشَدَ:
حَتَّى أنَاخَ بِذَاتِ الْغَافِ مِنْ شَغَفٍ
وَفِي الْبِلادِ لَهُمْ وُسْعٌ ومُضْطَرَبُ
قالَ: والشغَافُ: مُوْلِجُ البُلْعُمِ، وَيُقالُ: بَل: هُوَ غِشَاءُ
القَلْب وَقَوْلُ الله تَعَالَى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} (يُوسُف: 30)
أَي: غَشِي الحبُّ قَلْبَهَا، وَأنْشد:
وَقَدْ حَالَ هَمٌّ دُونَ ذلِكَ باطِنٌ
مَكانَ الشِّغافِ تَبْتَغِيهِ الْأَصَابِع
أَبُو عُبيدٍ: الشغَفُ: أَن يَبْلُغَ الحبُّ شَغَافَ القَلْبِ، وهُوَ
جِلْدَةٌ دُونَهُ، وأخْبَرَني الْمُنْذِرِيُّ عَن عُثمانَ عَنْ مُسْلمٍ
بنِ إبراهيمَ عَن قُرَّةَ بنِ خالِدٍ عَن الحسَنِ: فِي قولِ الله:
{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} قالَ: الشغَفُ أَن يكْوِي بَطْنَهَا حُبُّه.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابنِ فهمٍ عَن ابنِ سلاّمِ عَن يونُسَ
قَالَ: (شَغَفَها) أصابَ شِغَافَها، مثل: كَبَدَها.
وَأخْبرنَا عَن الحَرّاني عَن ابنِ السّكِيتِ، قالَ: الشَّغافُ، هُوَ
الخِلْبُ، وَهُوَ جُلَيْدةٌ لاصِقَةٌ بالقَلْبِ، وَمِنْه قِيلَ:
خَلَبهُ، إِذا بَلَغ شَغافَ قَلْبِه.
وَقَالَ الفَرّاء: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} أَي: قَدْ خَرّقَ شَغَافَ
قَلبِهَا.
قَالَ أَبُو بكرٍ: شَغافُ القَلْب، وَشَغَفُه: غلافُه، وَقَالَ قيسُ
بنُ الْخَطِيمِ:
إنّي لأهْواكِ غَيْرَ ذِي كَذِبٍ
قَدْ شُفَّ مِنّي الأَحْشَاءُ والشَّغَفُ
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْله: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} : فِي
الشّغافِ ثلاثَةُ أقوالٍ: قالَ بعضُهُمْ: الشِّغَافُ: غِلافُ القَلْبِ.
وَقيل هُوَ حَبَّةُ القَلْبِ وسويداؤُهُ.
وَقيلَ: هُوَ دَاء يكونُ فِي الجَوْفِ فِي الشَّراسِيْف، وأنْشَدَ بيتَ
النابِغَةِ.
وروى القتيبي، للأصمعي أنَّ الشُّغافَ دَاءٌ فِي القَلبِ، إذَا
اتَّصَلَ بالطَّحَالِ، قَتلَ صَاحِبَهُ، وأنْشدَ بيتَ النّابغةِ.
قَالَ الأزهريّ: سُمِّي الدّاء شُغافاً باسمِ شَغَافِ القَلْبِ وَهُوَ
حِجَابُهُ.
وقالَ: أَبُو الهيثمَ: يُقَالُ لِحِجَابِ القَلْبِ. . وَهْيَ شَحْمةٌ
تكونُ لِباساً للقَلْبِ، يقالُ لَهَا: قَمِيصٌ القَلْبِ، وَشَغَافٌ،
وَشَغْفُ القلبِ، وشَغَفُ القَلْبِ وغاشِيَةُ القَلْبِ، وَإِذا وَصَلَ
الدّاءُ إِلَى شَغَافِ القَلْبِ ولازَمَهُ، مَرِضَ القَلْبُ، ولمْ
يَصحّ.
وَقيل: شُغِفَ فلانٌ شَغَفاً.
(8/44)
فشغ: قَالَ الليثُ. الفَشْغَةُ: قُطْنةٌ
فِي جَوْفِ القَصَبَةِ، وَالفَشْغَةُ: مَا تَطَاير من جَوْفِ
الصَّوصَلاةِ، وَهُوَ نَبْتٌ يقالُ لهُ: صَاصَلَّى يَأْكُلُ جوفَهُ
صِبْيانُ العِرَاقِ.
قَالَ: والفُشَاغُ: نَبْتٌ يَتَفَشِّغُ عَلَى الشَّجَرِ، وَيَتلَوّى
عَلَيْهِ، وَأنْشد:
لَهُ قُصَّةٌ فَشَغَتْ حاجبَيْ
هِ فالعَيْنُ تُبْصِرُ مافي الظُّلَمْ
ويقالُ للرجلِ المَنُونِ القَليلِ الْخَيْرِ: مُفْشِغٌ وَقَد أفْشَغَ
الرّجُلُ، وَرَجُلٌ أَفْشَغَ الثّنِيّةِ: نابِتُها.
وَتَفَشَّغَ فِيهِ الشَّيْبُ (إِذا كَثُر وَانتَشَر، ثَعْلَب عَن ابنِ
الأعرابيّ: تَفَشَّغَهُ الشَّيْبُ) وتشبعه (وَتَشَيَّمه) وَتسنَّمهُ
بِمَعْنى واحدٍ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد أفْشَغْتُ الرَّجُلَ بالسَّوْطِ، وَفَشغْتُهُ
بِهِ، إذَا ضَرْبتَه بهِ.
الأَصْمَعَيُّ: فَشَّغَهُ النَّوْمُ تَفْشِيغاً، إِذا عَلاَهُ
وَغَلَبهُ، وَأنْشد لأبي دُؤَادٍ:
فإِذَا غَزَالٌ عاقِدٌ
كالظبِي فَشُغَه المَنَامُ
ثعلبٌ عَن سَلَمةَ عَن الفَرّاء، يُقَالُ: تَفَشَّغَ الرجُلُ
المَرأَةَ، إذَا وَقَعَ عَلَيْهَا، وتَفَشَّغَ لَهُ، ولدٌ كثيرٌ
وتَفَشَّغَ فلانٌ فِي بُيُوتِ الحَيّ، إذَا غَابَ فِيهَا فَلَمْ
تَرَهُ. المُنذرِي عَنْهُ.
وَقَالَ النِّجاشيُّ لِقُرَيْشٍ حِيْنَ أَتَوْهُ: (وَهَلْ تَفَشَّغَ
فيكُمُ الوَلَدُ، فإِنّ ذلِكَ من عَلاَمَاتِ الْخَيْرِ؟ قَالوا:
نَعَمْ) .
وَيُقالُ: تَفَشَّغَ فِي بَيْتِ فُلانٍ الْخَيْرُ، إِذا كَثُر وَفَشَا.
والْمُفَاشَغَةُ: أَنْ يُجَرَّ الوَلدُ مِنْ تَحْتِ النّاقَةِ،
فيُنْحَرَ، وتُعْطَف على وَلدٍ آخَرَ يُجَرُّ إلَيْها، فَيُلْقَى
تَحْتَها، فَتَرْأَمُهُ، يُقال: فَاشَغَها، وفَاشَغَ بَيْنَهُما،
وَقَدْ فُوشِغَ بِهَا.
وَقَالَ:
بَطَلٌ تُجَرِّرْةُ وَلَا تَرْثِي لَهُ
جَرَّ المُفاشَغِ هَمَّ الإِرْزَامِ
قَالَ رجلٌ لابنِ عبّاسِ: مَا هَذِه الفُتْيا الَّتِي تَفَشَّغَتْ فِي
النَّاس؟ إنَّ مَنْ طَافَ بالبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ فَقَالَ: سُنّةُ
نَبِيِّكمْ، وَإِن رَغَمْتُم تفشِّغَتْ، أَي: فَشَت وَانْتَشَرتْ
سَلَمةُ عَن الفَراءِ: التَفَشُّغُ والفِشَاغُ: الكَسَلُ. وقَدْ
فَشَّغَهُ المنامُ، أَي: كَسّلَهُ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَر: أَنَّ وفدَ البَصْرَةِ أَتَوْهُ وَقَدْ
تَفَشَّغُوا: فَقَالَ: مَا هَذِه الهَيْئةُ؟ فَقَالُوا: تَرَكْنا
الثِّيابَ فِي العِيَابِ، وَجِئْناكَ: قَالَ: البَسُوا وأميطوا
الْخُيَلَاء قَالَ شمر: تفشغوا: لبسوا أَخَسَّ ثِيَابهمْ، وَلم
يَتَهَيّأُوا.
غ ش ب
اسْتعْمل مِنْهُ: شغب غبش بغش.
شغب: قَالَ الليثُ: الشَّغَبُ: تَهَيُّجُ الشّر، وأنْشَدَ:
وإنِّي عَلَى مَا نَالَ مِنِّي بِصَرْفِهِ
على الشَّاغِبِينَ التّاركي الحَقِّ مِشْغَبُ
(8/45)
يُقَال للأتان، إذَا وَحِمَتْ، فاستَعْصعتْ
عَلَى الفَحْلِ: ذَاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ.
أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: شَغَبْتُ القَوْمَ وشَغَبْتُ بِهمْ وعَلَيْهِم،
أَشْغَبُ شَغباً، قَالَ لبيد:
وَيُعَابُ قائِلُهُمْ وإنْ لَمْ يَشْغَبِ
أيْ: وَإنْ لَمْ يَجُرْ عَنِ الطَّرِيقِ والقَصْدِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ
العَجّاجِ:
كأنَّ تَحْني ذَاتَ شَغْبٍ سَمْحَجاً
قَالَ الشَّغْبُ: الخِلافُ، أيْ: لَا تُواتِيهِ، وتَشْغَبُ عَلَيه.
يَعْنِي: أَتَاناً طَويلةً عَلَى وَجْهِ الأرْضِ.
وَرَجُلٌ شِغَبٌّ، قَالَ هميان:
والحُنْرُوَان العَرِكَ الشِغَبَّا
وَقَالَ شمرٌ: شَغَبَ فلانٌ عَن الحَق يَشْغَبُ شَغْباً. وفلانٌ
مِشْغَبٌ، إِذا كَانَ عَانِداً عَن الطَّريقِ.
قَالَ الفَرَزْدَق:
وإِنْ شَاغَبْتَهُمْ وُجِدُوا شِغَابا
وقولُ الهُذَليّ:
وَعَدَتْ عَوَادٍ دُوْنَ وَلْيكَ تَشْغَبُ
أَي: تَجُورُ بِكَ عَنْ طرِيقِكَ.
غبش: قَالَ الليثُ: الغَبَشُ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ، وأنشَدَ لِذِي
الرُّمّةِ:
أغْبَاشيَ لَيْلٍ تمامٍ كَانَ طَارَقَهُ
تَطَخْطُخُ الغَيْمِ حَتّى مَالَهُ جُوَبُ
وَأَخْبَرني أَبُو إسْحَاقَ البَزَّاز عَن عُثْمانَ عَن الْقَعْنَبِيّ
عَنْ مَالِكٍ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَن أبي هُرَيْرَةَ: (قَالَ فِي
صَلاَةِ الصُّبْحِ، صَلِّهَا بِغَبَشٍ) وَرُوِيَ: بِغَلَسٍ.
قَالَ مالِكٌ: الْغَبَشُ وَالْغَلَسُ وَالغَبَسُ وَاحِد.
قُلْتُ: وَمَعْنَاهَا بَقِيَّةُ الظُّلْمَةِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ،
يُخَالِطُهَا بَياضُ الْفَجْرِ الثَّاني، فَيَتَبَيَّنُ الخَيْطُ
الأبْيَضُ مِنَ الُخَيْطِ الأسْوَدِ. وَمِنْ هَذَا قِيلَ للأَدْلَمِ
مِنَ الدَّوَاب: أَغْبَشُ. وَالْغُبْشَةُ وَالدُّلْمَةُ فِي لَوْنِ
الدَّابَّةِ سِيَّانِ.
وَالْغَبَشُ، قِيلَ: الْغَبَسُ والْغَلَسُ، بَعْدَ الْغَبَسِ وَهي
كلُّهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَجُوزُ: الْغَبَشُ، فِي أوَّلِ
الليْلِ.
أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أبي عُبَيْدَةَ: غَبِشَ الليْلُ وَأَغْبَشَ إذَا
أَظْلَمَ، وَيُقَالُ: تَغَبَّشَنَا فُلانٌ تَغَبُّشاً، أَي: رَكِبنَا
الظُّلْمِ، وَقَالَ الرَّاجِزُ:
أَصْبَحْتَ ذَا بَغْيٍ وَذَا تَغَبُّشِ
وَذَا أضَالِيْلَ وَذَا تَأَرُّشِي
وَقَالَ اللَّحْيَانيُّ: يُقَالُ: غَبَشَنِي عَنْ حَاجَتِي يَغْبِشُني،
أيْ خَدَعَنِي عَنْهَا.
وَقَال الأصمعيُّ: تَغَبَّشَني بِدَعْوَى بَاطِلَةٍ، إذَا ادَّعى
قِبَلَهُ دَعْوَى بَاطِلَةً.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا أَنَا بِغَابِشٍ الغَّاسَ، أيْ: مَا أنَا
بِغَاشِمِهِمْ.
وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ: غَبَشَهُ وغَشَمَهُ وَاحِد.
بغش: قَالَ الليثُ: أصابَتْهُمْ بَغْشَةٌ مِنْ مَطَرٍ،
(8/46)
أَي: قَلِيل من المَطَرِ.
أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الأصمعِيّ: أخَفُّ المَطرِ وَأضْعَفَهُ: الطَّلُّ
ثمَّ الرَّذَاذُ ثمَّ الْبَغْشُ.
وَفِي الحَدِيث أصَابَنَا بُغَيشٌ مِنْ مَطَر، فَنَادَى مُنَادِي
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّي فِي
رَحْلِهِ فَلْيَفْعَلْ) .
غ ش م
اسْتعْمل من وجوهه: غشم مشغ شغم: غمش.
غشم: قَالَ اللّيثُ: الْغشْمُ الْغَصْبُ، وَالْغشَمْشَمُ: الجَريءُ
الْمَاضِي، ويقالُ: إنَّهُ لَذُو غَشَمْشَمَةٍ (وَغَشَمْشَمِيَّةٍ) .
وَقَالَ غيرُهُ: وِرْدٌ غَشَمْشَمٌ، وَإِذا رَكِبَتْ رُؤوسَها فَلَمْ
تُثْنَ عَنْ وَجْهِهَا وَقَالَ ابنُ أحْمَرَ:
هُبَارِيَّةٌ هَوْجَاءُ مَوْعِدُهَا الضُّحَى
إذَا أَرْزَمَتْ جَاءتْ بِوِرْدِ غَشَمْشَمِ
قَالَ: مَوْعِدُها الضُّحَى: لأنَّ هُبُوبَ الرِّيحِ يَبْتَدِىءُ
عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. ويُقَالُ للأسَدِ: غَشَمْشَمٌ.
أبُو عُبَيْدٍ عَنِ الأصْمَعِيِّ: الْغَشَمْشَمُ: الَّذي يَرْكبُ
رَأْسَهُ لَا يَثْنِيهِ شَيْءٌ عَمَّا يُرِيدُهُ.
أَبُو بكرٍ: الغَشُومُ: الذِي يَخْبِطُ الناسَ ويأخُذُ كلَّ مَا قَدِرَ
عَلَيْهِ وَالأصْلُ فيهِ من: غَشْمِ الحَاطِبِ، وَهُوَ أنْ يَحْتَطِبَ
لَيْلاً، فَيَقْطَعَ كل مَا قَدِرَ عَلَيْهِ بِلاَ نَظَرِ وَلَا
فِكْرٍ، وأنْشَدَ:
وَقُلْتُ تَجَهَّزْ واغْشِمِ النَّاسَ سَائِلاً
كَمَا يَغْشِمُ الشَّجْراءَ اللَّيْلِ حاطِبُ
شغم: قَالَ أَبُو عُبيد: الشَّغَامِيمُ: الطِّوَالُ الحِسانُ، الواحدُ:
شُغْموم. وقَال غيرُهُ: الشُّغمُوم والشِّغْمِيم، هُوَ الشَّابُّ
الطَّوِيلُ الجَلْدُ.
مشغ: قَالَ الليثُ: المشْغُ: ضَرْبٌ مِنَ الأكلِ، لَيْسَ بِشَدِيدٍ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَشَغْتُ عِرْضَ الرَّجُلِ، وَمَشِّغْتُهُ، إِذا
عِبْتَهُ، وقالَ رُؤبة:
عنهُ وَعِرْضِي لَيْسَ بالممَشَّغِ
أَبُو العَبَّاس عَنِ ابنِ الأعْرابي: ثَوْبٌ مُمَشَّغٌ: مصبوغٌ
بالمشْغِ.
قلتُ: أرادَ بالمشْغِ: المِشْقَ، وَهُوَ الطِّينُ الأحمَرُ. وروى ابنُ
الفَرجِ، لِبَعْضِ العَرَبِ؛ مَشَغَهُ مائةَ سَوْطٍ ومَشقَهُ مائةَ
سَوْطٍ، إذَا ضَرَبَهُ.
غمش: قَالَ ابْن دُريدِ: الغَمَشُ: إظْلاَمُ البَصَرِ، من جُوعٍ أوْ
عَطَشٍ، قَالَ: وكأنَّ العَمَشَ سوءُ البَصَرِ، والغَمَشُ عارضٌ، ثمَّ
يَذْهَبُ) .
(8/47)
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالضَّاد
غ ض ص غ ض س: أهملت وجوهها.
غ ض ز
اسْتعْمل من وجوهه: ضغز.
(ضغز) قَالَ الليثُ: الضِّغْزُ: هُوَ مِنَ السِّباعِ السَّيِّءُ
الخُلُقِ، وَأنْشد:
فِيها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مايَني ضَبِراً
يَأْوِي إِلَى رَشَفٍ مِنْها وتَقْلِيصِ
قُلتُ: لَا أعْرِفُ الضَّغْزَ وَلَا قَائِل الْبَيْت.
غ ض ط
اسْتعْمل من وجوهه: ضغط.
ضغط: قَالَ اللَّيْث: الضَّغطُ: عَصْرُ شَيْءٍ إلَى شَيْءٍ.
والضِّغَاطُ تَضَاغُطُ النّاسِ فِي الزِّحامِ، وَنَحْو ذلكَ، كَذَلكَ.
ويُقالُ: فَعَلَ ذلكَ ضُغْطَةً، أَيْ: بَهْراً وَاضْطِراراً والضّاغِطُ
فِي الإبِلِ: أَنْ يَكُون فِي البَعِيرِ تَحْتَ إبْطهِ، شِبْهُ جِرابٍ،
أَو جِلدٍ مُجْتَمعٍ.
أَبُو عُبَيدٍ عَن العَدَبَّس الكِنَانِيِّ. قَالَ: الضَّاغِطُ
والضِّبُّ: وَاحدٌ، وَهُوَ انْفِتَاقٌ منَ الإبِط، وكَثْرةٌ منَ
اللّحْمِ.
الأَصْمَعيُّ بئرٌ ضَغِيطٌ، وَهْيَ الرَّكيَّةُ، تَكُونُ إِلَى
جَنْبِها رَكِيَّةٌ أُخْرى فَتَخمَأ فيصيرُ ماؤُها مُنْتِناً،
فَيَسِيلُ فِي ماءِ العَذْبَةِ، فَيُفْسِدُهُ فَلَا يَشْرَبُهُ أحَدٌ،
فتلكَ الضَّغيطُ وَالْمَسِيطُ، وَأنْشد:
يَشْرَبْن ماءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ
وَلَا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيط
والضَّاغِطُ: شِبْهُ الأَمِينِ يُزَمُّ بِهِ العامِلُ، لِئَلاّ يَخُونَ
فِيمَا يَجْبِيْ.
وَقَالتِ امرأةُ مُعَاذٍ لَهُ حِيْنَ قَدِمَ مِنْ اليَمَنِ: (أينَ مَا
يَحْمِلُه الْعَامِلُ من عُراضَةِ أَهْلِهِ؟
فقالَ: كانَ مَعي ضَاغِطٌ) . أَرادَ بالضّاغِطِ: أمانةَ الله الَّتِي
تَقَلَّدَهَا.
ورُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ: (أَنّهُ كانَ لَا يُجِيزُ: الضُّغْطَةَ) ،
ويُفَسَّرُ عَلَى وَجْهَينِ، أحدُهُما: الإِكْراهُ. وَالثَّانِي: أَن
يَمْطُلَ بائِعَهُ فَلَا يؤدّي الثَّمَنَ، أَو يَحُطَّ عنهُ بعضَهُ.
غ ض د غ ض ت غ ض ذ
مهملات كلهَا.
(8/48)
غ ض ث
اسْتعْمل من وجوهه ضغَثَ.
ضغث: قَالَ اللَّيْث: الضِّغثُ قُبضة قبضانٍ يجمعها أصل وَاحِد مثل
الأسل والكرَّاثِ والثُّمام. وَأنْشد:
كَأَنَّهُ إِذْ تدلى ضغثُ كرَّاث
وَقَالَ الله جلّ وَعز: {الاَْلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً
فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً} (ص: 44) .
يُقَال: إِنَّه كَانَ حُزمة من أسل ضرب بهَا امْرَأَته فبرتْ يمينُه.
وَقَالَ الْفراء: الضغثُ: مَا جمعته من شَيْء مثل حُزمة الرّطبَة،
وَمَا قَامَ على سَاق واستطال ثمَّ جمعتهُ فَهُوَ ضغثٌ.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كل مَقْبُوض عَلَيْهِ بجُمع الكفِّ ضغثٌ،
وَالْفِعْل ضَغْثٌ وناقةٌ ضغوث، وَهِي الَّتِي يضغثُ الضاغث سنامها أَي
يقبضُ عَلَيْهِ بكفِّه أَو يلمسه، لينْظر أسمينة هِيَ أم لَا.
وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {)) قَالُو صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم
1764 - اْ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الاَْحْلَامِ
بِعَالِمِينَ} (يُوسُف: 44) ، هُوَ مثلُ قَوْله: {أَسَاطِيرُ
الاَْوَّلِينَ} (الْفرْقَان: 5) .
وَقَالَ غَيره: أضغاثُ الأحْلامِ: مَا لَا يَسْتَقِيم تأويلُهُ لدُخُول
بعضِ مَا رأى فِي بعضٍ، كأضغاثٍ من بيوتٍ مختلفةٍ يخْتَلط بَعْضهَا
ببعضٍ، ويُقال للحالم: قد أضغثَ الرُّؤيا: إِذا التبسَ بَعْضهَا ببعضٍ
فَلَا تتَمَيَّز مخارِجُها وَلَا يَسْتَقِيم تأويلُها.
ورُوي عَن عمر بن الْخطاب: أَنه طَاف بِالْبَيْتِ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ
إِن كتبتَ عليَّ إِثْمًا أَو ضِغثاً فامحُه عني فَإنَّك تمحو مَا
تشَاء) .
قَالَ شمرٌ: الضغثُ من الْخَبَر وَالْأَمر: مَا كَانَ مختلطاً لَا
حَقِيقَة لَهُ.
وَقَالَ الكلابيُّ فِي كَلَام لَهُ: كل شَيْء عَلَى سَبيله، وَالنَّاس
يضغثون أَشْيَاء على غير وُجوهها، قيلَ لَهُ: مَا يضغثون؟ قَالَ:
يَقُولُونَ للشَّيْء حِذاء الشي وَلَيْسَ بِهِ، وَقد ضَغَثَ يضغَثُ
ضغثاً بَتًّا، فَقيل لَهُ: مَا تَعْنِي بِقَوْلِك بتًّا، فَقَالَ:
لَيْسَ إِلَّا هُوَ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: أتانَا بضِغثِ خبر وأضغاثٍ من الْأَخْبَار: أَي
ضُرُوبٍ مِنْهَا، وكذلكَ أضغاثُ الرُّؤيا: اختلاطُها والتباسُها.
وَقَالَ مُجَاهِد: أضغاث الرُّؤْيَا أهاويلُها.
وَقَالَ غَيره: مَا لَا تَأْوِيل لَهُ.
وأصل الضِّغث: القُبضةُ أَو الحُزمةُ من الْحَشِيش، والثُّدَّاء
والضعَة والأسل.
قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيتْ أضغاث أحلامٍ لِأَنَّهَا مختلطة، فَدخل
بَعْضهَا فِي بعض وَلَيْسَت كالصحيحة من الرُّؤْيَا.
وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال لنُفاية المَال وضعْفانه: ضَغَاثةٌ من
الْإِبِل، وضغابَةٌ وغُثاية وغُثاثةٌ وقُثاثةٌ.
(8/49)
غ ض ر
اسْتعْمل من وجوهها: غَرَض غضز.
غَرَض: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: غرَّض سقاءهُ إِذا
ملأَهُ، وغرَّض إِذا تَفَكه.
وَقَالَ اللَّيْث: الغَرضُ: البِطان وَهُوَ الغُرضة وَنَحْو ذَلِك
قَالَ الأصمعيُّ.
قَالَ: والمَغْرِض من البَعير كالمحزِم منَ الدَّابَّة.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والمَغَارضُ: جوانبُ البطنِ أَسْفَل
الأضلاع، واحدُها مَغْرِضٌ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الإغْريضُ: الطَّلعُ حِين ينشقُّ عَنهُ
كافورُه.
وَأنْشد:
وأبيضَ كالإغريض لم يتثلم
قَالَ: وَقيل: الإغريض: البرَد، والمغْروض: مَاء الْمَطَر الطري.
وَقَالَ لبيدٌ:
تذكَّر شجوه وتقاذفتْه
مشَعشعةٌ بمغروض زلالِ
الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت: الغَرْض: حزَام الرحْل، وَهُوَ الغُرضة.
قَالَ: والغرْض: الملء، تَقول: غرضت الْحَوْض أغرِضه: إِذا ملأتَه.
وَأنْشد قَول الراجز:
لقد فَدَى أعْناقَهُنَّ الْمحْضُ
والدَّأْظُ حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ
أَي: كَانَت لهنَّ ألبانُ يُقْرَى مِنْهَا، ففدَتْ أعْناقَها من أَن
تُنحره. وَأنْشد أَيْضا:
لَا تأْوِيَا للْحَوضِ أَن يَفِيضا
إنْ تَعْرِضَا خيرٌ مِنَ إِن تَغيضا
والغيضُ: النُّقْصانُ.
قَالَ: والْغَرَضُ: الضَّجَرُ، ويقالُ: غَرِضْتُ إِلَى لِقائكَ: أَي
اشْتقت، أَغْرَضُ غَرَضاً.
قَالَ ابْن هرْمةَ:
إنِّي غَرِضْتُ إِلَى تناصُفِ وَجْهَها
غَرَضَ الْمُحبِّ إِلَى الحَبيب الْغَائِب
قَالَ: والْغَرَضُ: الشيءُ ينصبُ فيرمَى فِيهِ، وَهُوَ الهدفُ.
وَقَالَ ابْن بُزُرْج يُقَال: أَطْعَمَنا لَحْمًا غَرِيضاً: أَي طرياً:
وغَرَضْتُ لَهُ غَريضاً: سقيتُه لَبَنًا حليباً، وأغرَضْتُ للقَوم
غَرِيضاً: عجنتُ لَهُم عجيناً ابتكرتهُ وَلم أطْعمهُم بائتاً، ووِردٌ
غارضٌ: باكِرٌ، وأتيته غارِضاً: أول النَّهَار، وغَرِيضُ اللحمِ
وَاللَّبن: طريئُهُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فِي الْأنف غَرْضان، وهما مَا انحدر من
قَصَبةِ الأنفِ من جانبيهِ جَمِيعًا.
وَأما قولُ الشَّاعِر:
كرامٌ ينالُ المَاء قبل شِفاههمْ
لهمْ وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأرانِبِ
فقد قِيل: إِنَّه أرادَ الغُرْضوفَ الَّذِي فِي
(8/50)
قَصَبَة الْأنف فحذفَ الْوَاو وَالْفَاء،
ورواهُ بَعضهم:
لَهُم عارِضاتُ الوِردِ
وكل من وردَ المَاء باكراً فَهُوَ غارِضٌ، والماءُ غَرِيضٌ، وَقيل:
الغَارِضُ من الأنوفِ: الطويلُ.
وَقَالَ ابْن السكِّيت: غَرَضَتِ المرأةُ سقاءَها إِذا مَخَضَتْهُ
فَإِذا ثَمَّر قبْل أَن يجْتَمع زُبدُهُ صبَّتهُ فسقَتْهُ الْقَوْم
فَهُوَ سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَرِيضٌ وَقد غَرَضْنَا السَخْلَ نَغْرِضُهُ:
أَي: فطمناه قبل إناهُ.
وَقيل فِي قَوْله:
الدَّأْظُ حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ
إِن الغَرْضَ مَوضِع مَاء أخْلَيْنَه فَلم يجعلنَ فِيهِ شَيْئا،
كالأمْتِ فِي السّقاء، والْغَرْضُ أَيْضا: أَن يكون الرجلُ سميناً
فيهزلَ فَيبقى فِي جَسَدهِ غُرُوضٌ.
وَقَالَ الباهليُّ: الْغَرْضُ أَن يكون فِي جُلُودها نُقصانٌ.
وَقَالَ أَبُو الهيثمِ: الْغَرْضُ: التَّثَنِّي.
غضر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: غَضِرَ فلانٌ بِالْمَالِ والسَّعة إِذا
أخْصبَ بعد إقتار، وإنهُ لفي غَضَارَةِ عَيْش.
قَالَ: والغَضارَةُ: الطينُ اللاّزبُ، والقطاة يقالُ لَهَا الْغَضارة.
قلت: وَلَا أعرف الغضارةَ بِمَعْنى القطاة.
والغَضْوَر: نباتُ لَا يعْقد مِنْهُ شَحْمٌ، وَيُقَال فِي مثلٍ هُوَ
يأكلُ غَضْرةً، ويرْبضُ حَجْرةً، والْغَضْراءُ: أرضٌ لَا ينبتُ فِيهَا
النَّخلُ حَتَّى تُحفَرَ وأعلاها كذَّانٌ أبيضُ.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي طَالب قَالَ: قولُهمْ: أبادَ اللهُ
خضْراءَهم.
قَالَ الأصمعيُّ: وَمِنْهُم من يقولُ: أَبادَ اللَّهُ غَضْراءهم، أَي
خصبَهمْ وَخَيرهمْ.
ويقالُ: أنبَطَ فِي غَضْراء: أَي فِي أرضٍ سَهْلَةٍ طيبَة التربة عذبة
المَاء.
قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أبادَ اللَّهُ غضْراءَهم: أَي بهجتهم وحسنهم من
الغَضَارة، وَقوم مَغضُورُون: إِذا كَانُوا فِي خير ونعمةٍ، واخْتُضِرَ
الرجلُ، واغْتُضِرَ إِذا مَاتَ شَابًّا مصحَّحاً.
وَقَالَ غَيره: الغَضارُ: خزفٌ أخضرُ يُعلَّقُ على الْإِنْسَان يَقيه
الْعين، وَأنْشد:
وَلَا يُغْنِي توقِّي المرءِ شَيْئا
وَلاَ عَقدُ التَّمِيم وَلا الْغَضَار
ويقالُ: مَا غَضَرْتُ عَن صوبي: أَي مَا جُرْت عَنهُ.
وَقَالَ ابْن أَحْمَر:
تواعدنَ أنْ لاَ وَعْيَ عنْ فَرْجِ رَاكِسٍ
فرحنَ وَلم يَغْضِرْنَ عَن ذَاك مَغضَرَا
أَي: لم يَعْدِلنَ وَلم يجرْنَ.
وَأما الغضورُ: فَهُوَ نبتُ يشبه السِّبَط.
(8/51)
وَقَالَ الرَّاعِي:
تُثيرُ الدَّواجنَ فِي قَصَّةٍ
عِراقيَّةٍ حَوْلَها الغَضوَرُ
ابنُ شميلٍ: الْغَضراء: طينٌ حُرٌّ، وإنَّهُ لفي غَضراءَ مِنْ خيرٍ،
وَقد غَضَرهم الله يَغضُرهم. وَيُقَال: الْغضيرُ: النَّاعِمُ من كل
شَيْء، وَقد غَضُرَ غَضارةً، ونباتٌ غضيرٌ، وغِضرٌ وغاضرٌ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغَضيرُ: الرَّطْبُ الطَّريُّ.
وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
من ذَابِلِ الأرْطَى وَمن غَضِيرها
عَمْرو عَن أَبِيه: الغاضِرُ: النّاعِمُ، والغاضِرُ: المانعُ،
والغاضِرُ: المُبَكِّرُ فِي حَوَائِجه، ويقالُ: أردتُ أَن آتيكَ
فغَضَرَني أمرٌ، أَي مَنَعَنِي.
شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَضراءُ: الْمَكَان ذُو الطِين
الْأَحْمَر.
قَالَ شمرٌ: والغَضارَةُ: الطِّينُ الحرُّ نَفسه، وَمِنْه يتَّخذ الخزف
الَّذِي يُسمى الغَضارَ.
غ ض ل
(اسْتعْمل من وجوهه: ضغل.
ضغل: قَالَ اللَّيْث: الضغيلُ: صوتُ الحَجَّامِ إِذا امتصَّ من
محْجَمه.
يُقَال: ضَغَلَ يَضغَلُ ضَغِيلاً، وقالَهُ أَبُو عَمرو.
غ ض ن
(اسْتعْمل من وجوهه) : غضن نغض ضغن.
غضن: قَالَ اللَّيْث: الغَضْنُ والغُضُونُ: مكاسِرُ الجِلدِ فِي
الجَبينِ والنَّصيلِ، وكذلِكَ غُضُونُ الكُمِّ، وغضُونُ دِرع الحديدِ،
وَأنْشد:
ترى فوقَ النِّطاقِ لَها غُضُونَا
أَبُو زيد: غُضُونُ الْأذن واحِدُهَا غَضْنٌ وَهِي مثانيها.
قَالَ: والأغْضُنُ: الَّذِي يكسرُ عَيْنَيْهِ خِلقةً.
قَالَ رؤبة:
يَا أيُّهَا الكاسرُ عينَ الأغضَنِ
والمغاضَنَةُ: مكاسرةٌ بالعينين، قَالَ: وَإِذا أَلْقَت الناقةُ
وَلَدهَا قبل أَن ينْبت الشّعْر عَلَيْهِ، قيل: قد غَضَّنَتْ، وَهُوَ
الغِضانُ.
وَقَالَ أَبُو زيد: يقالُ: لذَلِك الْوَلَد غضِينٌ.
وَقَالَ الأصمعيُّ: أغضنَتِ السماءُ: دَامَ مطرها إغضاناً.
وَقَالَ أَبُو زيد: تقولُ الْعَرَب للرجل تُوعده: لأمُدَّنَّ غَضَنَكَ:
أَي: لأطيلنَّ عناءك، وَيُقَال: غَضْنَكَ، وَأنْشد:
أَرَيْتَ إنْ سُقنا سِيَاقاً حسنَا
نمُدُّ من آباطهنّ الغضَنا
أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: غَضَنَنِي الشيءُ يغضِنُنِي غَضناً: أَي:
حَبَسني.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ:
غَضنَنِي عَن حاجَتي
(8/52)
يَغْصِنني بالصّاد وَلَا أدْري أهُما
لُغتانِ بالضَّاد والصادِ أم الصوابُ بالضَّاد.
ضغن: قَالَ اللَّيْث: الضِّغْنُ: الْحِقدُ، وَكَذَلِكَ الضغينة
وَيُقَال: سللت ضِغْنَ فلانٍ وضَغِينَتهُ: إِذا طلبت مرضاته،
والضِّغْنُ فِي الدابَّة التواؤه وعَسَرُهُ.
وَأنْشد:
والضغْنُ من تَتَابع الأسواط
والضغَنُ: العوج، تقولُ: قناةُ ضَغِنة، وَأنْشد:
إنَّ قناتي من صليبات القَنا
مَا زادَها التَّثقيفُ إلاَّ ضَغَنَا
وَيُقَال: ضَغِنَ إِلَى الدُّنيَا: أَي: رَكَنَ إِلَيْهَا، وَقَالَ
الشَّاعِر:
إِن الَّذين إِلَى لذَّاتها ضَغِنوا
وَكَانَ فِيهَا لهمْ عَيْش ومُرْتفقُ
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَغِنتُ
إِلَى فلَان: ملت إِلَيْهِ، كَمَا يَضغَنُ البعيرُ إِلَى وَطَنه.
وَقَالَ اللَّيْث: الاضْطِغانُ: الدَّوكُ بالكلكل، وَأنْشد:
وأضطغنُ الأقوامَ حَتَّى كَأَنَّهُمْ
ضَغابيسُ تشكُو الْغم تَحت لَبانِيا
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الاضْطغانُ: الاشتمال، وَأنْشد:
كَأَنَّهُ مُضطَغِنٌ صَبيا
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اضْطَغنتُ الشَّيْء تَحت حِضنِي، وَقَالَ
ابْن مقبل:
حَتَّى اضْطَغَنتُ سَلاحي عندَ مَغرضها
ومرْفَقٍ كرئاس السَّيْف إِذْ شسفَا
وَفِي (النَّوَادِر) : هَذَا ضِغْنُ الْجَبلِ وإبطُهُ بمعْنى واحدٍ.
وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ}
(مُحَمَّد: 37) مَعْنَاهُ: إنْ يسألكموها الله فَيُحْفِكم أَي: يجهدكم
وَيخرج أضغانكم، يخرج ذَلِك البخلُ عداوتكم، وَيكون: وَيخرج الله
أضغانكم، وأحفيتُ الرجل: أجْهدتُهُ.
وَيُقَال: اضْطَغَنَ فلانٌ على فلَان ضغينةً: إِذا اضطَمرها.
أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ ضغونٌ: الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى سواءٌ، وَهُوَ
الَّذِي يجْرِي كَأَنَّمَا يرجعُ القَهْقَرَى.
وَقَالَ أَبُو زيد: ضَغِنَ الرَّجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً: إِذا
وَغِرَ صدرُهُ ودَوِيَ، وضَغِنَ فلانٌ إِلَى الصُّلح إِذا مَال
إِلَيْهِ، وامرأةٌ ذَاتُ ضِغْنٍ على زوْجها إِذا أبْغَضَتْهُ.
نغض: روى شُعْبَة عَن عَاصِم عَن عبد الله بن سَرْجِسَ، قَالَ: نظرتُ
إِلَى ناغِضِ كتفِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَيْمن
والأيسرِ فإِذا كَهَيْئَةِ الجُمْع عَلَيْهِ الثَّآليلُ.
قَالَ شمرٌ: النَّاغِضُ من الْإِنْسَان: أصلُ العُنُقِ حَيْثُ يَنْغُضُ
رأسُهُ، ونُغْضُ الكَتِفِ
(8/53)
هُوَ العظمُ الرَّقيقُ على طرفها.
قَالَ اللَّيْث: النُّغْضُ: غُرْضُوفُ الكتِفِ، والنَّغْضانُ:
تَنَغُّضُ الرَّأسِ والأسنان فِي ارتجافٍ إِذا رَجَفَتْ، تَقول:
نغضَتْ.
وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ}
(الْإِسْرَاء: 51) .
قَالَ الْفراء: يُقَال: أنْغَضَ رأسَهُ إِذا حركه إِلَى فَوق أَو إِلَى
أَسْفَل.
قَالَ: والرَّأْسُ يَنْغِضُ ويَنْغُضُ لُغَتَانِ، والثَّنيَّة إِذا
تحرَّكتْ، قيل: نَغَضَتْ سِنُّهُ، وَإِنَّمَا سُمَّيَ الظَّليمُ
نَغْضاً لِأَنَّهُ إِذا عَجَّل مِشيَتُه ارتفعَ وانخفض.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للرَّجُلِ إِذا حُدِّثَ بشيءٍ
فحرَّكَ رَأسه إنكاراً لَهُ: قد أنْغَضَ رَأسه.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للغَيْمِ إِذا كَثُفَ ثمَّ تمخض: قد نَغَضَ،
حَيْثُ تراهُ يتَحرَّكُ بعضُه فِي بعضٍ مُتَحَيِّراً وَلَا يسيرُ.
وَقَالَ رؤبة:
بَرْقٌ سَرَى فِي عارِضٍ نَغَّاضِ
قَالَ: والنَّغْضُ: الظَّليمُ الجَوَّال، وَيُقَال: بل هُوَ الَّذِي
يُنْغِضُ رَأسه كثيرا.
غ ض ف
اسْتعْمل من وجوهه: غضف.
غضف: قَالَ اللَّيْث: الغَضَفُ: شجرٌ بِالْهِنْدِ كهيئةِ النَّخْلِ
سَوَاء من أسفلهِ إِلَى أَعْلَاهُ. سَعَفٌ أخضرُ مُغَشّى عَلَيْهِ،
ونواهُ مُقَشَّرٌ بغيرِ لحاءٍ، قَالَ: وَتقول: نخلةٌ مُغْضِفٌ إِذا
كثُرَ سعفُها وساء ثَمَرهَا.
قَالَ الديْنوري: الغَضَفُ خُوصٌ جيِّدٌ تتَّخذ مِنْهُ القِفاعُ
الَّتِي يُحْمَلُ فِيهَا الجهازُ، ونباتُ شجرِهِ كنباتِ النّخل،
وَلَكِن لَا يطولُ.
وَفِي حَدِيث عمر: أَنه ذكر أَبْوَاب الرِّبَا، ثمَّ قَالَ: (وَمِنْهَا
الثمرةُ تباعُ وَهِي مُضْغِفَةٌ) .
قَالَ شمرٌ: ثمرةٌ مُغْضِفَةٌ إِذا تقاربت من الْإِدْرَاك وَلما
تُدْرِك، وَيُقَال للسماء: أَغْضَفَتْ إِذا أخالتْ للمطر، وَذَلِكَ
إِذا لَبِسَها الغَيْم، كَمَا يُقَال: ليلُ أغْضَفُ إِذا ألْبَسَ
ظَلامُه، وتَغَضَّفَ علينا الليلُ: ألبسنا، وَأنْشد:
بأحلامِ جُهَّالٍ إِذا مَا تَغَضَّفُوا
قَالَ: والتَّغَضُّفُ والتَّغَضُّنُ والتَّغَيُّفُ وَاحِد، من ذَلِك
قيل للكلاب غُضْفٌ: إِذا استرخت آذانُها على المحارَةِ من طولهَا
وسعتها.
قَالَ شمر: وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: الغاضِفُ من الكلابِ
المُتَكَسِّرُ أَعلَى أُذُنه إِلَى مقدَّمه، والأغضفُ إِلَى خَلفه.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغَضَفُ فِي الأُسْد: استرخاءُ أجفانِها
العُلَى على أعيُنها، يكونُ ذَلِك من الغَضَبِ وَالْكبر.
قَالَ: وَمن أَسمَاء الأسَدِ: الأغْضَفُ.
(8/54)
قَالَ: والغَضَفُ: استرخاءُ أَعلَى
الْأُذُنَيْنِ على محارتها من سَعَتها وعِظَمِها.
وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف الْأسد:
ومُخْدَراتٍ يأكلُ الطُّوّافا
غُضْفٍ تَدُقُّ الأجَمَ الحفَّافا
قَالَ: وَيُقَال: الغَضَفُ فِي الأسْدِ: كثرةُ أوبارِها وتثَنِّي
جُلودها.
وَقَالَ الْقطَامِي:
وَقَالَ لَهُمْ غُضْفُ الجِمامِ تَرحَّلُوا
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول عمر: المُغْضِفَةُ:
المُتَدَلِّيَةُ فِي شَجَرهَا، وكلُّ مسترخٍ: أغْضَفُ، رَوَاهُ عَنهُ
أَبُو عبيد، قَالَ: وَإِنَّمَا أَرَادَ عمر أَنَّهَا تُباعُ وَلم يبْدُ
صلاحُها، فَلذَلِك جعلهَا مُغْضِفَةً.
قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو عدنان: قَالَت لي الْحَنْظَلِيَّةُ:
أغْضَفَتِ النَّخْلَة إِذا أُوقِرَتْ.
قَالَ: وَقَالَ مَعْزُ بن سوَادَة: عَيشٌ أغْضَفُ إِذا كَانَ رخيًّا
خصيباً، وَيُقَال: تغَضَّفتْ عَلَيْهِ الدُّنيا إِذا كَثُرَ خَيرهَا
لَهُ، وَأَقْبَلت عَلَيْهِ، وعَطنٌ مُغْضِفٌ إِذا كثر نَعَمُه.
وَقَالَ ابْن الجُلاح:
إِذا جُمادَى منعتْ قَطْرها
زانَ جنابي عَطَنٌ مُغْضِفُ
أَرَادَ بالعطن هَا هُنَا نَخيلَهُ الرّاسخَةَ فِي الماءِ الْكَثِيرَة
الْحمل.
وَرَوَاهُ ابْن السّكيت: عَطَنٌ مُعْصِف.
وَقَالَ: هُوَ من العَصْفِ وَهُوَ ورقُ الزَّرْع، وَإِنَّمَا أَرَادَ
خوصَ سعفِ النخْل.
وَقَالَ اللَّيْث: الأغضفُ من السِّباع، الَّذِي انْكَسَرَ أَعلَى
أُذنِه، واسترخَى أَصله، وَمِنْه أذنٌ غَضفَاءُ، وَأَنا أغضِفُها
وانغضفتْ أذُنُه إِذا انْكَسَرت من غير خلقَةٍ، وغَضِفَتْ: إِذا كَانَت
خلقَة، وانغضف القومُ فِي الغُبار إِذا دخلُوا فِيهِ.
وَقَالَ العجاج:
وانغَضفت فِي مُرْجَحِنَ أغضفا
شبَّه ظلمَة الليْل بالغُبار.
قَالَ: والغاضِفُ: النَّاعم البال، وَقد غَضَفَ يغضِفُ غُضُوفاً،
وَأنْشد:
كم اليَوْمَ مَغْبُوطٌ بخيْرِكَ بائِسٌ
وآخرُ لم يُغْبَطْ بِخَيْرِكَ غاضِفُ
وعيْشٌ غاضِفٌ، والأغْضَفُ: الليلُ، وَأنْشد:
فِي ظِلِّ أغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ الْبُومُ
الحرانيُّ عَن ابْن السكِّيت: الغَضْفُ: مصدرُ غَضَفْت أذُنَهُ غَضْفاً
إِذا كسرتها، والغَضَفُ: انكسارُها خِلْقَةً.
وَقَالَ غَيره: فِي أشفارِهِ غَضَفٌ وغَطَفٌ بِمَعْنى وَاحِد،
وَيُقَال: تَغَضَّفَتِ الحَيَّةُ إِذا تلَوَّتْ، وَقَالَ أَبُو كَبِير:
بِاللَّيْلِ مَوْرِدَ أيِّمٍ مُتَغَضِّفُ
وَيُقَال: نزل فلانٌ فِي الْبِئْر فانْغَضَفَتْ عَلَيْهِ، أَي
انهارَتْ.
(8/55)
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَنَةٌ
غَضْفاءُ وغلفاء، إِذا كانَتْ مُخْصِبَةً، وعَيْشٌ أغْضَفُ وأغلَفُ:
رغدٌ واسعٌ.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: خَضَفَ بهَا وغَضَفَ بهَا إِذا ضَرِطَ.
غ ض ب
(اسْتعْمل من وجوهه) : غضب غبض بغض ضغب.
غضب: قَالَ اللَّيْث: رجلٌ غَضُوبٌ: شديدُ الْغَضَب.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجلٌ غُضُبَّةٌ وغَضُبَّةٌ بِفَتْح الْغَيْن
وضمِّها إِذا كَانَ يغْضب سَرِيعا، وَيُقَال: غُضُبٌّ بِغَيْر هاءٍ
مثله.
وَقَالَ اللَّيْث: الغضُوبُ: الحَيَّةُ الخبيثة، والغَضُوبُ: النَّاقةُ
العَبُوسُ، وامرأةٌ غضوبٌ بِغَيْر هاءٍ، وَبِه سُمِّيَتِ المرأَة
غَضوباً، وأَنشد قَول الْهُذلِيّ:
هجرت غَضُوبُ وحُبَّ من يَتَجنَّبُ
وعدتْ عَوادٍ دون وَلْيكَ تشعب
وَقَالَ اللَّيْث: الغضْبةُ بخْصَةٌ فِي الْجَفنِ الْأَعْلَى خلقَة؛
والغَضبةَ: الصخرَةُ الصلبة المركَّبةُ فِي الْجَبَل الْمُخَالفَة
لَهُ.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: إِذا ألبس الجدريَّ جلدَ المجدور، قيل:
أصبحَ جلده غَضبَةً واحِدَةً.
وَقَالَ شمر: روى أَبُو عبيد هَذَا الْحَرْف غَضْنَةً بالنُّون،
وَالصَّحِيح غضْبةٌ بِالْبَاء.
قَالَ: وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: المغضوبُ الَّذِي قد رَكبه
الجُدرِيُّ.
وَقَالَ غَيره: الغضبَةُ جُنَّةٌ تتخذُ من جُلُود الْإِبِل تلبس
لِلْقِتَالِ، والغَضْبة: الصخرةُ.
ابنُ السكِّيت: أَحْمَر غَضْبٌ: شديدُ الْحمرَة.
اللحيانيُّ: غُضِبَ بصر فلَان: إِذا انتفخَ من دَاء يُصِيبهُ، يُقَال
لَهُ الغُضاب.
ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الغُضابيُّ: الكدر فِي معاشرته
ومخالفته، مَأْخُوذ من الغُضابِ، وَهُوَ: القذى فِي الْعَينَيْنِ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي والأحمر: غَضِبتُ لفلانٍ إِذا كَانَ
حيّاً، فَإِن كَانَ مَيتا قيلَ: غَضِبت بفلانٍ.
وَقَالَ دُرَيْد بن الصمَّة:
فَإِن تُعْقِب الأيامُ والدَّهرُ تعلَموا
بَني قاربٍ أَنا غِضابٌ بمعبدِ
فَقَالَ: بمعبدِ، وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله بن الصِّمَّةِ أَخُوهُ.
غبض: قَالَ اللَّيْث: التَّغْبِيضُ: أَن يُريد الْإِنْسَان الْبكاء
فَلَا تُجيبه الْعين.
قلت: وَهَذَا حرفٌ لم أحفظه لغيره، وَلَا أَدْرِي مَا صحتُه.
(8/56)
بغض: قَالَ اللَّيْث: البُغْضُ: نَقِيضُ
الحُبِّ، والبِغْضَة والبَغْضَاءُ: شدَّة البُغْضِ، ورجُلٌ بَغِيضٌ،
وَقد بَغُضَ بَغَاضَةً. قَالَ: وَتقول: هُوَ محبوبٌ غير مُبْغَضٍ وَغير
مُبَغَّضٍ.
وَقَالَ أبوحاتم: من كَلَام الحشوِ: أَنا أَبْغَضُ فلَانا وَهُوَ
يَبْغَضُني، وَهُوَ خطأ إِنَّمَا يُقَال: أَنا أُبْغِضُ فلَانا.
قَالَ: وَيُقَال: مَا أبْغَضَكَ إليَّ وَقد بَغُضَ إليَّ إِذا صَار
بَغِيضاً، وأبْغِضْ بِهِ إليَّ، أَي مَا أبغضه. وَهَذَا صَحِيح.
ضغب: قَالَ اللَّيْثُ: الضَّغِيبُ: تَضَوُّرُ الأرْنَبِ عِنْد
الْأَخْذ.
أَبُو عبيد: الضَّغِيبُ: صَوت الأرنب، وَقد ضَغَبَ يَضْغَبُ ضَغِيباً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّاغِبُ: الرَّجل يَخْتَبِىء فِي الخَمر
فَيُفْزعُ الْإِنْسَان بِصَوْت مثل صَوت السبَاع أَو صَوت الْوَحْش،
فَيُقَال: ضَغَبَ فَهُوَ ضَاغِبٌ، وَأنْشد:
يَا أيُّها الضَّاغِبُ بالْغُمْلُول
إنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول
غ ض م
ضغم مضغ غمض: (مستعملة) .
ضغم: قَالَ اللَّيْث: الضَّغْمُ: عَضٌّ غير نَهْشٍ، والضَّيْغَمُ:
الأسَدُ. وَقَالَ كَعْب:
مِن ضَيْغَمٍ مِنْ ضِرَاءِ الأسْدِ مخْدَرُه
بِبَطْنِ عَثَّر غِيلٌ دُونَهُ غِيل
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضَّيْغَمُ: الْأسد.
مضغ: قَالَ اللَّيْث: المَضَاغُ: كل طَعَام يُمْضَغُ.
أَبُو عبيد: مَا ذُقْتُ مَضَاغاً وَلَا لَوَاكاً أَي مَا ذقت مَا
يُمْضَغُ.
وَقَالَ اللَّيْث: المَضَاغَةُ مَا يبْقى فِي الفَم من آخر مَا
مَضَغْتَهُ، والمُضْغَةُ: قِطْعَة لحم، وقلبُ الْإِنْسَان: مُضْغَةٌ من
جسده.
وَقَالَ غَيره: إِذا صَارَت العَلَقة الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا
الْإِنْسَان لحْمَةً، فَهِيَ مُضْغَةٌ.
وَفِي الحَدِيث: (إنَّ خَلْقَ أحدكُم يُجْمَعُ فِي بطن أُمه
أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ثمَّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلقةً ثمَّ
أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُضْغَةً ثمَّ يبْعَث الله إِلَيْهِ الْمَلَكَ
فينفخُ فِيهِ الرُّوح) .
وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنبة: المُضْغَةُ من اللَّحْم قدر مَا
يُلقي الْإِنْسَان فِي فِيه، وَمِنْه قيل: فِي الْإِنْسَان مُضْغَتَان
إِذا صَلحا صَلح البدنُ، القلبُ واللسانُ.
وَقَالَ غَيره: تكون المُضْغَةُ غير اللَّحْم، يُقَال: أطيب مُضْغَةٍ
أكلهَا النَّاس صَيْحَانِيَّةٌ مَصلِيَّةٌ.
وَقَالَ ابْن شُمَيل: كل لحمٍ على عظمٍ مَضِيغَةٌ، والجميع مَضِيغٌ،
وَقَالَ غَيره: مَضائغُ.
وَقَالَ إِسْحَاق: قلت لِأَحْمَد: مَا الَّذِي ل
(8/57)
اتَعْقِلُ العاقلةُ، قَالَ: مَا دون
الثُّلُث.
وَقَالَ ابْن رَاهَوَيْهِ: لَا تَعْقِل الْعَاقِلَة مَا دون
الْمُوَضّحَة إِنَّمَا فِيهَا حُكومَةٌ وتحملُ الْعَاقِلَة المُوضِحَةَ
فَمَا فَوْقهَا، وَقَالا مَعًا: لَا تَعْقِلُ الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ
مَعَ الْعَاقِلَة.
وَقَالَ اللَّيْث: كلُّ لحمةٍ يفصل بَينهَا وَبَين غَيرهَا عِرقٌ
فَهِيَ مَضِيغَةٌ. قَالَ: واللِّهْزِمَةُ مَضِيغَةٌ، والماضِغَان: أصلا
اللَّحْيَيْنِ عِنْد مَنْبِتِ الأضراس بحيالِهِ، قَالَ: العَضَلَةُ
مَضِيغَةٌ، والمَضَّاغةُ: الأحمق، والمُضَغُ من الْجراح: صغارها.
وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: (إِنَّا لَا نتعاقَلُ المُضَغَ بَيْننَا)
، قَالَ: والمضَغُ: مَا لَيْسَ فِيهِ أَرْشٌ معلومٌ من الْجراح
والشِّجَاج شُبِّهت بِمُضْغَةِ الخَلْقِ قبل نفث الرُّوح فِيهِ،
وبالمَضْغَةِ الْوَاحِدَة من اللَّحْم شُبِّهت اللُّقمة تُمضَغُ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المَضَائغُ العقباتُ اللواتي على طرف
السِّيَتَيْنِ.
غمض: قَالَ اللَّيْث: الْغَمَضُ: مَا تطامن من الأرضِ، وجمعُهُ:
غُمُوضٌ، وَأنْشد:
إِذا اعتسفنا رهوةً أَو غمضا
وَدَار غامضة: غير شارعة، وَقد غَمَضتْ تغمُضُ غموضاً، والغامضُ من
الرِّجَال الفاترُ عَن الحملة، وَأنْشد:
والغرب غربٌ بَقَرِيُّ فارضُ
لَا يَسْتَطِيع جَرّه الغوامض
وحَسَبٌ غامض: غير مَعْرُوف، قَالَ رؤبة:
بِلَال يَا ابْن الْحسب الأمحاضِ
لسن بنحسات وَلَا أغماضِ
وَأمر غامضٌ، وَقد غَمَضَ غُمُوضاً، وخَلْخالٌ غامضٌ غاص قد غمض فِي
السَّاق غموضاً، وكعبٌ غامضٌ أَيْضا، وَيُقَال: مَا ذُقتُ غُمْضاً
وَلَا غِماضاً أَي: مَا ذقت نوماً، وَمَا غمضتُ وَلَا أغمضتُ وَلَا
اغتمضتُ لُغَات كلهَا، وَقد يكون التغميض من غير نوم، وَيُقَال: اغمض
لي فِي البياعة: أَي: زِدْنِي لمَكَان رداءته أَو حُطَّ لي من ثمنه،
وَقَالَ الله جلّ وَعز: {ولستم بآخذيه إِلَّا أَن تغمضوا فِيهِ}
(الْبَقَرَة: 267) ، يَقُول: أَنْتُم لَا تأخذونه إِلا بوكس، فَكيف
تُعْطُونَهُ فِي الصَّدَقَة.
وَقَالَ اللحياني: غَمَضَ فلَان فِي الأَرْض يغمُض ويغمِضُ غموضاً إِذا
ذهب فِيهَا، قَالَ: وأغمضتُ الْمَيِّت وغمضته إغماضاً وتغميضاً،
وَيُقَال للرجُلِ الْجيد الرَّأْي: قد أغمضَ النّظر وأغمضَ فِي
الرَّأْي، وَمَسْأَلَة غامضةٌ: فِيهَا نظر ودقة، وَيُقَال: سَمِعت
(8/58)
مِنْهُ كَذَا وَكَذَا فأغمضتُ عَنهُ،
وأغضيتُ: إِذا تغافلت عَنهُ، وَقَالَ غَيره: أغمضَتِ الفلاةُ على
الشخوص إِذا لم تظهر فِيهَا لتغييبِ الْآل إِيَّاهَا أَو تَغَيُّبها
فِي غيوبها، وَقَالَ ذُو الرمة:
إِذا الشخصُ فِيهَا هزَّه الآلُ أغمضتْ
عَلَيْهِ كإغماض المغضِّي هجولها
أَي: أغمضت هجولها عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَتَانِي ذَاك على اغتماضي: أَي: عفوا بِلَا
تكلفٍ وَلَا مشقةٍ.
وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
وَالشعر يأتيني على اغتمَاضِي
كرها وطوعاً وعَلى اعتراضِ
أَي: اعْتَرَضَهُ اعتراضاً فآخُذُ مِنْهُ حَاجَتي، من غير أَن أكون
قدمتُ الرويَّةَ فِيهِ.
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالصَّاد)
غ ص س غ ص ز غ ص ط: أهملت وجوهها.
غ ص د
اسْتعْمل من وجوهه: صدغ دغص.
صدغ: قَالَ الليثُ: الصُّدْغان: مَا بَين لِحاظَي الْعَينَيْنِ إِلَى
أصل الأُذن.
وَقَالَ أَبُو زيد: الصُّدْغانِ: هما موصلُ مَا بَين اللِّحْيَة
وَالرَّأْس إِلَى أَسْفَل من القرنين، وَفِيه الدوارة الواوُ ثَقيلَة
والدالُ مَرْفُوعَة، وَهِي الَّتِي فِي وسط الرَّأْس ندعوها الدائرةَ،
وإليها يَنْتَهِي فرق الرأْس، والقرنان: حرْفَا جَانِبي الرَّأْسِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ بَعضهم: الأَصْدَغان عرقان تَحت
الصُّدْغين.
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هما يضربان من كلِّ أحد فِي الدُّنْيَا
أبدا وَلَا واحدَ لَهما يعرف كَمَا قَالُوا: المذْرَوان لناحيتي
الرّأْسِ، وَلَا يُقَال مِذْرَى لِلْواحِدِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْمِصْدَغَةُ والمزْدغة مرفقةٌ تتوسد تَحت
الصُّدْغ.
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: الصَّدِيغ بالغين الضعيفُ، يُقَال:
مَا يصدَغ نملةً من ضعفه أَي: مَا يقتل نملة.
شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا صَدَغَكَ عَن هَذَا الْأَمر أَي مَا
صرفك وردك.
قلت: روى أَصْحَاب أبي عبيد عَنهُ هَذَا الْحَرْف بِالْعينِ والصوابُ
الغينُ كَمَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ الْكسَائي: صَدَغْتُ فلَانا أَصْدَغُهُ إِذا حاذيت صُدغك
بصدغهِ والصُّدَاغُ سمة فِي الصُّدْغ طولا.
وَقَالَ اللَّيْث: الصَّدِيغُ الْوَلِيد قبل استتمامه سَبْعَة أَيَّام
لِأَنَّهُ لَا يشتدُّ صُدْغه إِلَّا إِلَى تَمام السَّبْعَة.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: بعير مَصْدوغٌ وإبلٌ مُصَدَّغَةٌ إِذا وسمت
بالصُّدَاغ.
(8/59)
ابْن السّكيت: يُقَال لِلْفَرس أَو
الْبَعِير إِذا مر منفلتاً يعدو فأُتبع ليردَّ: اتبع فلَان الْبَعِير
فَمَا ثناه وَمَا صَدَغَهُ: أَي مَا ردَّه.
دغص: قَالَ اللَّيْث: الدَّاغِصَة عظمٌ يديصُ ويموجُ فَوق رَضْفِ
الرّكْبَة، وَفِي (النَّوَادِر) : دَغِصَتَ الدَّابَّة وبدِعت إِذا
سمنت غَايَة السّمن، يُقَال للرجل إِذا سمن واكتنز لَحْمه: سمن
كَأَنَّهُ داغصةٌ.
الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: دغِصَتِ الْإِبِل تدغَصُ دَغَصاً
وَذَلِكَ إِذا استكثرت من الصِّلِّيان فالتوى فِي حيازيمها وغلاصمها
وغصَّت بِهِ فَلَا تمْضِي، وإبل دغاصَى ولَبادَى إِذا فعلت ذَلِك.
غ ص ت غ ص ظ
غ ص ذ غ ص ث.
أهملت وجوهها.
غ ص ر
اسْتعْمل من وجوهها: صغر رصع.
رصغ: قَالَ اللَّيْث: الرُّصْغ لغةٌ فِي الرُّسغ معروفةٌ.
صغر: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: من أَمْثَال الْعَرَب: (الْمَرْء
بأصغريه) ، وأصغراه قلبه وَلسَانه، وَمَعْنَاهُ أَن الْمَرْء يَعْلُو
الْأُمُور ويضبطها بجنانِه ولسانِه.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال صَغِرَ فلَان يَصْغَرُ صَغَراً وصَغَاراً
فَهُوَ صاغر، إِذا رَضِي بالضيم وَأقر بِهِ.
وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ
وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التَّوْبَة: 29) ، أَي: أَذِلاَّءُ.
وَكَذَلِكَ قَوْله: {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ
اللَّهِ} (الْأَنْعَام: 124) ، أَراد أَنَّهُمْ وَإِن كَانُوا أَكابِرَ
فِي الدُّنْيَا فسيُصيبُهم صَغَارٌ عِنْد الله، أَي: مَذلّة.
وَقَالَ الشافعيُّ فِي قَول الله: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن
يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} أَي: يَجري عَلَيْهِم حُكم الْمُسلمين.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال من الصِّغر ضدّ الكِبَر صَغُرَ يَصْغُرُ
صِغَراً، وَأما الصَّغَارُ فَهُوَ مَصدر الصَّغِير فِي القَدْر،
وَقَالَت الخنساء:
حَنين وَالِهةٍ ضلَّتْ أَليفتَها
لَهَا حَنينَانِ إِصْغَارٌ وإِكْبارُ
فإصغارُها حَنينُها إِذا خَفَضَتْهُ، وإكْبارُها حَنينها إِذا رفَعتْه،
وَالْمعْنَى لَهَا حَنينٌ ذُو إِصغَار وحنينٌ ذُو إكبار.
وَيُقَال: تصاغرَتْ إِلَى فلانٍ نفسُه ذُلاًّ ومَهانةً.
ابْن السّكيت، عَن أبي زيد يُقَال: هُوَ صِغْرَةُ وَلَدِ أَبيه أَي
أصغرُهم، وَهُوَ كِبْرَةُ وَلَدِ أبِيه أَي أكْبرُهم، وَكَذَلِكَ فلَان
صِغْرَةُ الْقَوْم وكِبْرَتُهم، أَي أصغرُهم وأكبرهم.
وَيَقُول الصبيُّ من صِبيان الْعَرَب إِذا نُهِي
(8/60)
عَن اللَّعِب: إنِّي من الصِّغْرَة، أَي:
من الصغار.
قَالَ: والتَّصغيرُ للاسم والنَّعت يكون تحقيراً وَيكون شَفَقَة وَيكون
تَخْصِيصًا كَقَوْل الحُبَابِ بنِ المنذِر: أَنا جُذَيْلُها المحَكَّكُ
وعُذَيْقها الْمُرَجَّبُ، وَقد مرَّ تفسيرُه.
غ ص ل
صغل، لصغ، غلص، صلغ: مستعملة.
صغل: قَالَ اللَّيْث: الصَّغَلُ لُغةٌ فِي السَّغَل وَهُوَ سوءُ
الغذاءِ، قَالَ: والسِّينُ فِيهِ أكثرُ من الصَّاد.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الصِّيَّغْلُ من التمْر الْيَاء شَدِيدَة
المُخْتلطُ الآخِذُ بعضهُ ببعضٍ أخْذاً شَدِيدا، وطِينٌ صِيَّغلٌ
أَيْضا.
لصغ: قَالَ اللَّيْث: لَصِغَ الْجِلْدُ يَلْصَغ لُصوغاً إِذا يَبِسَ
عَلَى العظْم عَجَفاً.
غلص: قَالَ اللَّيْث: الغَلْصُ قَطْعُ الغَلْصَمة، يُقَال: غَلَصَهُ
غَلْصاً.
صلغ: قَالَ اللَّيْث: صَلَغَتِ الشاةُ تَصْلَغُ صُلُوغاً وسَلَغَتْ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: الشَّاةُ تَصلَغُ فِي السنةِ
السَّادِسَة، والأنثَى صالِغٌ بغَيْرهَا.
وَقَالَ الأصمعيُّ: صَالِغٌ بالصَّاد، وَقَالَ: تَصْلَغُ الشَّاةُ فِي
السنةِ الخامسةِ وَكَذَلِكَ الْبَقَرَة، وَلَيْسَ بَعدَ الصُّلوغِ
سِنٌّ.
المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِعْزَى سُلَّغٌ
وصُلَّغٌ وسَوَالِغُ وصَوَالِغُ لِتمام خَمْسِ سِنينَ.
غ ص ن
(غنص) غُصْن نغص: (مستعملة) .
غنص: أهملَ اللَّيْث غَنَصَ.
وَقَالَ أَبُو مَالك عَمرو بن كِرْكِرَةَ: الغَنَصُ ضِيقُ الصَّدر،
يُقَال: غَنِصَ بِهِ صدْرُه غنوصاً.
غُصْن: قَالَ اللَّيْث: الغُصْنُ مَا تَشَعَّبَ عَن ساقِ الشَّجرة،
دِقَاقُها وغِلاَظها، والجميعُ الغصونُ ويُجْمَعُ الغصنُ غِصَنَةً
وأَغصاناً، وَيُقَال: غُصْنةٌ واحدةٌ والجميع غُصْنٌ.
وَقَالَ القِنانِيُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إِذا مَدَدْتَهُ إِليك
فَهُوَ مَغصُونٌ.
ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: غَصَنَنِي فلانٌ عَن حَاجَتي يَغصنِني
أَي ثَنَانِي عَنْهَا وكَفّنِي، قلت: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ المنذريُّ
فِي (النوادرِ) ، وَغَيره، يَقُول: غضَنَنِي بالضَّاد يَغْضِنُنِي.
نغص: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَغِصَ الرجل نَغَصاً إِذا لم تتمّ لَهُ
هناءته قَالَ: وَأَكْثَره بالتشديدِ نُغِّص تنغيصاً.
وَقَالَ: نَغَّصَ علينا، أَي: قطعَ علينا مَا كُنَّا نحبُّ الاستكثار
مِنْهُ.
وَأنْشد غَيره:
(8/61)
وطالما نُغِّصوا بالفجع ضاحيةً
وَطَالَ بالفجع والتنغيص مَا طُرِقوا
وَقيل: النَّغَص كدر الْعَيْش وَقد تنغَّصَتْ عَلَيْهِ عيشتُه، أَي
تكدرتْ.
غ ص ف
اسْتعْمل من وجوهه: صفغ غفص.
صفغَ: أهملَ اللَّيْث صفغَ.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الصفْغُ عربيٌّ مَعْرُوف، قَالَ: وَقد ذكره
أَبُو مَالك، وَأنْشد:
دونكِ بَوْغاء ترابِ الرَّفْغِ
فأَصْفِغيهِ فاكِ أيَّ صَفْغِ
وَإِن تَرَيْ كفَّكِ ذاتَ نَفْغِ
شَفَيتِها بالنَّفْث أَو بالْمَرغِ
قَالَ: الصفغُ: الْقَمْح بِالْيَدِ، يُقَال: قمحتُ الشَّيْء وصفغتُه
أصفغُه صفغاً، قلت: وَهَذَا حرفٌ صحيحٌ رَوَاهُ عَمْرو بن كِرْكِرَة،
وَهُوَ ثِقَة.
قَالَ: والرَّفْغُ تِبْنُ الذرَة، والرَّفغُ أَسْفَل الْوَادي، والنفغ
التنفُّط، والمرغ الرِّيق.
غفص: قَالَ اللَّيْث: غافصت فلَانا: أَخَذته على غرّة فركبته بمساءة،
قَالَ: والغافصَة من أوازم الدَّهْر، وَأنْشد:
إِذا نَزَلَتْ إِحْدَى الأُمورِ الْغَوَافصِ
وَفِي (نَوَادِر الإعرابِ) : أخَذْتُهُ مُغَابَصَةٌ ومُغَافَصَةٌ، أَي:
مُعَازَةٌ.
غ ص ب
غصب غبص صبغ صغب: (مستعملة) .
غبص: قلت: لم أجد فِي حَرْفِ غبص غيرَ مَا وَجَدْتُهُ فِي (نَوَادِر
الأعرابِ) أخَذْتُهُ مُغَابَصةً ومُغافَصَةً: أَي: مُعَازَّةً.
غصب: قَالَ اللَّيْث: الْغَصْبُ أخْذُ الشَّيْء ظلما وقهراً، قلت:
وسمعتُ الْعَرَب تَقول: غَصَبْتُ الْجِلْدَ غَصْباً إِذا كَدَدْتَ
عَنهُ شعره أَو وبرَه قَسْراً وَلم تعطنه حَتَّى يسترخي عَنهُ شعرُه
أَو صُوفهُ فَيُمْرَطَ، وَإِذا أَرَادوا ذَلِك بَلُّوا الجِلْدَ
بِالْمَاءِ وأبوال الْإِبِل، ثمَّ أعملوه وَهُوَ مدرج مَطْوِيّ فيسترخي
عَنهُ شعره.
وَيُقَال: اغتَصَبَ فلانٌ فلَانا مَالَهُ اغتِصاباً.
صغب: أهْمَلَهُ اللَّيْث.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت الباهِليَّ يَقُول: يُقَال لِبيْضَةِ
القَمْلَةِ صُغَابٌ وصُؤَابٌ.
وَيُقَال للجائع سَاغِبٌ وسَغْبانُ وصَغبانُ.
صبغ: قَالَ اللَّيْث: الصِّبغُ والصِّباغُ مَا يلوَّنُ بِهِ الثِّيابُ
والصَّبْغُ المصدَرُ، والصِّبَاغَةُ حِرْفَةُ الصَّبَّاغِ.
قَالَ: والصِّبغُ والصِّباغُ مَا يُصْطَبَغُ بِهِ من الأُدْمِ.
قَالَ الله جلَّ وَعز فِي الزَّيْتُونِ: {وَصِبْغٍ لِّلأَكِلِيِنَ}
(الْمُؤْمِنُونَ: 20) ، يَعْنِي: دُهْنَه.
(8/62)
وَقَالَ الْفراء: يَقُول الآكلونَ
يَصْطَبِغُونَ بالزَّيتِ، فَجعل الصِّبْغَ الزَّيتَ نَفسه.
وَقَالَ الزّجاج: أَرَادَ بالصِّبغِ الزَّيتونَ فِي قَول اللَّهِ:
{وَصِبْغٍ لِّلأَكِلِيِنَ} قلت: وَهَذَا أجوَدُ القَوليْنَ، لِأَنَّهُ
قد ذكر الدُّهْنَ قبله قَالَ: وَقَوله: {تَنبُتُ بِالدُّهْنِ}
(الْمُؤْمِنُونَ: 20) أَي: تَنْبُتُ وفيهَا الدُّهنُ أَو وَمَعَهَا
دُهنُ كَقَوْلِكَ: جَاءَني زيد بالسَّيفِ، أَي: جَاءَنِي وَمَعَهُ
السَّيْفُ.
وَقَالَ غَيره: صَبِيغٌ: اسْم رجل كَانَ يَتَعَنَّتُ النَّاس بسُؤالاتٍ
مشكلةٍ من الْقُرْآن فَأمر عمر بن الْخطاب بِتَأدِيبِه ونَفْيِهِ إِلَى
البصرةِ وكتَبَ إِلَى أبي مُوسَى أَنْ ينْهَى النَّاس عَن
مُجالَسَتِهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: والأَصْبَغُ من الطير مَا ابْيضَّ أَعلى ذَنبه.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا شابت ناصِيةُ الفَرَسِ فَهُوَ أسْعَفُ،
فإِذا ابْيَضَّتْ كلهَا فَهُوَ أصبغُ قَالَ: والشَّعَلُ: بَيَاضٌ فِي
عُرضِ الذَّنَبِ فإِن ابيض كلُّه أَو أطْرَافه فَهُوَ أصبغ قَالَ:
والْكَسَع أَن تَبْيَضَّ أَطْرَاف الثُّنَنِ فإِن ابيَضَّتِ الثُّنَنُ
كلهَا فِي يَدٍ أَو رجْلٍ وَلم تَتَّصِلْ بِبَياض التَّحْجيِل فَهُوَ
أصبغُ أَيْضا.
أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زَيدٍ قَالَ: إِذا ابيَضَّ طَرَف ذَنَبِ
النّعْجَةِ فَهِيَ صَبْغاءُ، قلت: والصَّبغاءُ نَبْتٌ معروفٌ.
وَجَاء فِي الحَدِيث: (هَل رَأَيْتُمْ الصَّبغاءَ، مَا يَلِي الظِّل
مِنْهَا أصفَرُ أَو أَبيض) ، وَذَلِكَ أَن الطاقَةَ الغضَّةَ من
الصَّبغاء حِين تطلع الشَّمْس يكون مَا يَلي الشَّمْس من أعاليها
أبْيضَ وَمَا يَلِي الظِّلَّ أخْضَرَ كأنَّها شُبِّهَتْ بالنَّعجةِ
الصَّبْغاءِ.
وَفِي الحَدِيث أنهُ قَالَ: (فَيَنْبتون كَمَا تَنْبتُ الحبَّة فِي
حَمِيل السَّيْلِ ألم ترَوها مَا يَلِي الظِّل مِنْهَا أصيْفرٌ أَو
أَبيض وَمَا يَلِي الشَّمْس مِنْهَا أخَيضِرُ، وَإِذا كَانَت كَذَلِك
فَهِيَ صبغاء، قَالَ ابْن قتَيبَة: شَبَّهَ نَباتَ لحومهم بعدَ
إحْراقِها بِنَبات الطَّاقَة من النَّبتِ حِين تطلع وَذَلِكَ أَنَّهَا
حِين تطلع تكون صبغاءَ، فَمَا يَلِي الشَّمْس من أعاليها أَخْضَر وَمَا
يَلِي الظِّل أَبيض.
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: قد صَبَغوني فِي عيْنِك.
قَالَ: مَعْنَاهُ: غيرُونِي عندَك وأخبرُوا أَنِّي قد تغيّرْتُ عَمَّا
كنتُ عَلَيْهِ.
قَالَ: والصَّبْغُ فِي كَلَام الْعَرَب التغييرُ، وَمِنْه صُبغَ الثوبُ
إِذا غُيِّرَ لَونه وأُزيل عنْ حَاله إِلَى حَال سوادٍ أَو حمرَة أَو
صُفرة، قالَ: وَقيل: هُوَ مَأْخُوذ مِن قَوْلهم: صَبغوني فِي عينِك
وصَبغوني عنْدك، أَي أشارُوا إليكَ بِأَنِّي موْضعٌ لما قصدتني بِهِ من
قَول الْعَرَب صَبَغْتُ الرجل بعيني ويدِي أَي أشرتُ إِلَيْهِ.
قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا غَلَطٌ، إِذا أرادَتِ
(8/63)
العربُ الإِشارة بعَيْب أَو غَيره قَالُوا:
صَبَعْتُ بِالْعينِ، قَالَه أَبُو زيد، قَالَ أَبُو بكر: وَقَالَ أَبو
الْعَبَّاس: قَالَ الفراءُ: صَبَغتُ الثَّوْب أصْبُغُه وأصْبَغُهُ
وأصبِغه ثَلَاث لغاتٍ وَيُقَال: ناقةٌ صابِغٌ إِذا امْتَلَأَ ضَرْعُهَا
وحَسَنَ لونهُ، وَقد صَبُغَ ضَرْعُها صُبُوغاً وَهِي أَجودهَا محلبةً
وأحبها إِلَى النَّاس، وصَبَغَتْ عضلَةُ فلَان إِذا طَالَتْ تَصْبُغُ
وبالسين أَيْضا، وصَبَغَت الإبلُ فِي الرَّعْي تَصْبُغُ فَهِيَ صَابِغة
قَالَ جَنْدَلٌ الطهوي يصفُ إبِلا:
قطَعْتها بِرُجَّع أبْلاءِ
إِذا اغْتَمسْنَ مَلَثَ الظُّلماءِ
بالقوم لم يصبُغْن فِي عَشاءِ
ويروى: لم يصبُؤونَ فِي عَشاء يُقَال: صَبأ فِي الطَّعَام إِذا وضَعَ
فِيهِ رأسَه.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سمعتُ الأصمعيَّ وَأَبا زيد يقولانِ: صبغتُ
الثوْبَ أصبُغه وأصبَغه صِبَغاً حسنا، الصادُ مكسورةٌ والباءُ متحركة،
وَالَّذِي يُصبغُ بِهِ الصبغُ بسكونِ الْبَاء مثلُ الشِّبَع والشِّبْع.
وَأنْشد:
واصْبغ ثِيَابِي صِبَغاً تَحْقِيقا
مِن جيِّد العُصْفُر لَا تشرِيقا
والتشرِيقُ: الصَّبْغُ الخفيفُ.
وَقَالَ الله تَعَالَى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ
اللَّهِ صِبْغَةً} (الْبَقَرَة: 138) .
قَالَ الْفراء: إِنَّمَا قيلَ: صبغةً لِأَن بعضَ النَّصَارَى كَانُوا
إِذا وُلدَ المولودُ جَعَلُوهُ فِي ماءٍ لَهُم كالتطهير فَيَقُولُونَ
هَذَا تَطهِيرٌ لَهُ كالختانةِ فَقَالَ اللَّهُ جلّ وعزّ: قل {صِبْغَةَ
اللَّهِ} يأمرُ بهَا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي
الختانَةُ اخْتَتنَ إِبْرَاهِيم وَهِي الصِّبغةُ، فجرتِ الصِّبْغة على
الخِتانة لصَبغهمُ الغلمانَ فِي المَاء ونصبَ {صِبْغَةَ اللَّهِ}
لِأَنَّهُ ردَّها على قَوْله: بل نتبعُ مِلَّة إبراهيمَ ونتبعُ صبغةَ
الله.
وَقَالَ غيرُ الْفراء: أضمرَ لَهَا فعلا اعرِفوا صبغةَ الله وتدبَّرُوا
صبغة الله وشِبه ذَلِك، وَيُقَال: صَبَغَتِ النَّاقة مشافِرَها فِي
المَاء إِذا غَمَستها، وصبغَ يدُه فِي المَاء.
وَقَالَ الراجز:
قد صَبَغَتْ مشافِراً كالأشبار
تُرْبى عَلَى مَا قُدَّ يفريه الفارْ
مَسْكَ شَبُوبَين لَهَا بأَصبار
قلت: فَسَمَّت النَّصَارَى غَمْسَهم أولادَهم فِي مَاء فِيهِ صِبغٌ
صَبغاً لغمْسِهم إياهمْ فِيهِ، والصَّبغُ الغمْسُ.
وَقَالَ اللحيانيُّ: تَصَّبَغُ فلانٌ فِي الدِّينِ تصبُّغاً وصِبْغةً
حَسَنَة.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كلُّ مَا تُقرِّب بِهِ إِلَى الله فهوَ
الصِّبغةُ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ألقتِ الناقةُ ولدَها وَقد أشعرَ
قيلَ: سبّغتْ فَهِيَ مُسَبِّغ.
(8/64)
قلتُ: وَمن العَربِ من يَقُول: صَبَّغتْ
بالصَّاد فهيَ مُصَبِّغٌ، والسينُ أكثرُ، وَيُقَال: أصبغتِ النخلةُ
فَهِيَ مُصْبغ، إِذا ظهر فِي بُسرِها النضجُ، والبسْرَةُ الَّتِي قد
نضجَ بعضُها هِيَ الصُّبغةُ تَقول: نزعْتُ مِنْهَا صُبغة أَو صُبْغتين.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا تركتُه بصِبْغ الثّمن، أيْ لم أتركهُ
بثمنِه الَّذِي هُوَ ثمنُه، وَيُقَال: مَا أخذتُه بصبْغ الثمنِ، أَي
لمْ آخذْه بثمنِه الَّذِي هُوَ ثمنه، وَلَكِنِّي أخذْتُه بِغلاءٍ.
غ ص م
صمغ مغص غمص: (مستعملة) .
غمص: قَالَ اللَّيْث: الغَمَصُ فِي العينِ، والقطعة مِنْهُ غمصة،
وإحدَى الشعرَيينِ يُقَال لَهَا الغُمَيْصاءُ، تَقول العربُ فِي
أحاديثها: إِن الشِّعْرَى العبور قطعَتِ المجرَّة فسُمِّيت عبوراً،
وبكت الْأُخْرَى عَلَى أَثَرهَا حَتَّى غَمِصَتْ فَسُمِّيت الغميصَاء،
وَقد غمِصَ فلانٌ يغمَصُ غمصاً فَهُوَ أغمصُ.
وَفِي حَدِيث مَالك بن مُرارة الرَّهاوِيّ أَنه أَتَى النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أوتيتُ منَ الْجمال مَا ترَى
وَمَا يَسرُّني أنَّ أحدا يفضُلني بشِرَاكينِ فَمَا فَوْقهمَا فَهَل
ذَلِك منَ البغيِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّمَا
ذَلِك مَن سفه الْحق، وغمط النَّاس) .
وَفِي رِوَايَة: وغمصَ النَّاس.
وَفِي حَدِيث عمر: أَنه قَالَ لقَبيصةَ بن جَابر حِين استفْتاه فِي
قَتله الصَّيد وَهُوَ مُحْرِمٌ، أتغمِصُ الفُتيَا، وتَقْتُلُ الصَّيْدَ
وأَنتَ مُحْرِمٌ.
قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: غمصَ فلانٌ النَّاس وغَمَطَهمْ، وَهُوَ
الاحتقارُ لهمْ والازدراء بهمْ، وكذلكَ غَمَصَ النِّعْمة وغمطَها إِذا
ازدرَى بهَا، وفُلانٌ مغمُوصٌ عَلَيْهِ فِي حَسَبهِ ومغموزٌ أَي مطعونٌ
عَلَيْهِ، واغتمَصْتُ فلَانا اغتماصاً إِذا احتقرتُهُ.
الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الغَمْصُ: مصدر غمصَ الإنسانَ
يغمِصه غمصاً إِذا لم يره شَيْئا واستصغرَه وَيُقَال: غمصتُ عَلَيْهِ
قولا قَالَه إِذا عِبته عَلَيْهِ.
مغص: قَالَ ابْن شميلٍ: يُقَال: أَنا متَمَغِّصٌ من هَذَا الْخَبَر
ومتوصِّم ومُمدئلُ ومُرَنَّحٌ وممغوث وَذَلِكَ إِذا كَانَ خَبرا
يَسرُّه وَيخَاف أَلا يكون حَقًا أَو يخافُه ويسوءه وَلَا يَأْمَن أَن
يكون حَقًا.
وَقَالَ اللَّيْث: المَغْصُ غلظٌ فِي المِعى، ووَجَعٌ.
الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت فِي بطنِه مَغْصٌ ومغسٌ وَلَا تقل مَغَصٌ
وَلَا مغَسٌ وَقد مُغسَ الرَّجل يُمغس مَغْساً فَهُوَ ممغوس، وَإِنِّي
لأجد فِي بَطْني مَغْساً ومَغْصاً، وَأما المغص محَرَّك الْعين فهوَ
البيضُ من الْإِبِل الَّتِي قد فارقتِ الكرْمَ الواحدَةُ مَغصةٌ قَالَ
(8/65)
ذَلِك الأصمعيُّ وَغَيره.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ المَعَص أَيْضا بالعَينِ والمأَص.
وَأنْشد:
أَنْت وهبْتَ جلة جرْجوراً
أدْماً وعيساً مغصاً خُبورا
وَقَالَ أَبُو سعيد: فِي بطنِه مَعَصٌ ومَغَصٌ، قَالَ ابْن الفرَج:
وَقد قَالَه بعض الْأَعْرَاب.
ابْن شميلٍ: الغَمَصُ الَّذِي يكون مثل الزُّبْد فِي نَاحيَة العيْن،
والرَّمَص الَّذِي يكون فِي أصُول الهدبِ يَعْنِي الأشفار.
صمغ: قَالَ اللَّيْث: الصمغُ لَثًى يسيل من شَجَرَة إِذا جمدتِ القطعةُ
مِنْهَا فَهِيَ الصمغةُ، والجميع الصمغ.
قَالَ: والصِّمغان ملتقى الشفتين مِمَّا يَلِي الشدقيْن.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الصِّماغان مُنْتَهى الشدقين وهما الصامغان.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هما مُجْتَمع الرِّيق فِي جَانب الشَّفة
ويُسميهما الْعَامَّة الصِّوارين.
قَالَ أَبُو زيد: إِذا حُلِبت النَّاقة عِنْد وِلَادَتهَا يُوجد فِي
أحاليل ضرْعهَا شيءٌ يَابِس يسمّى الصَّمَغ، والصَّمْغ الْوَاحِدَة
صبغة وصمغة فَإِذا فُطرَ ذَلِك أفصحَ لبنُها أَي طَابَ واحلوْلى.
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالسِّين)
غ س ر
مهمل الْوُجُوه.
غ س ط
أَهمله اللَّيْث وَهُوَ مُسْتَعْمل.
غطس: يُقَال: غطَسَ فلانٌ فلَانا فِي الماءِ وقَمَسَهُ إِذا غمسه
فِيهِ، وهما يتغاطسانِ فِي الماءِ ويتقامسان إِذا تماقَلاَ فِيهِ.
غ س د غ س ت غ س ظ غ س ذ غ س ث: مهملات.
غ س ر
غسر غرس رغس (رسغ) سرغ سغر: (مستعملات) .
غسر: قَالَ اللَّيْث: تغسَّر الْغَزل إِذا الْتبَسَ، قلت: هَذَا حرف
صَحِيح، وَمن الْعَرَب مسموع، وكلُّ أَمر الْتبس وَعسرَ المخرجُ مِنْهُ
فقد تعسَّر وَهَذَا أَمرٌ غَسِرٌ: أَي مُلتبسٌ ملتاثٌ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَسْرُ: التَّشديدُ على الْغَرِيم
بالغين مُعْجمةً، وَهُوَ العَسْرُ أَيْضا.
غرس: قَالَ اللَّيْث: الْغِرَاسُ: وَقت الْغَرْسِ، والْمغْرِسُ:
مَوْضِعُ الْغَرْسِ، وَالْفِعْل الْغَرْسُ والغِرَاسَةُ: فَسيلُ
النَّخْلُ، والغَرْسُ: الشَّجَرُ الَّذِي يُغْرَسُ وَيجمع على
الأغْرَاس.
(8/66)
الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت: الغَرْسُ
غَرْسُكَ الشجرَ، والغِرْسُ وَاحِد الأغْراسِ وَهُوَ جلدَة رَقيقةٌ
تخرج مَعَ الْوَلَد إِذا خرج من بطن أمه، وَأنْشد:
يتركنَ فِي كلِّ مناخٍ أَبْسِ
كلَّ جَنِين مُشعَرٍ فِي الغِرْس
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الأصمعيُّ: الغِراسُ مَا يُغْرَسُ من
الشجرِ، وَأما مَا يخرجُ من شَارِب دَواءِ المَشِيِّ فَهُوَ الْغراسُ
بِفَتْح الْغَيْن.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الغِرْسُ: المشيمةُ، والغِرْسُ: الْغُرَاب
الصغيرُ.
رغس: فِي الحَدِيث: (أَنَّ رَجُلاً رَغسَهُ اللهُ مَالا) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأمَوِي: رَغَسَهُ: أَكثر لَهُ مِنْهُ
وَبَارك لَهُ فِيهِ، وَيُقَال: رَغسَهُ الله يَرْغَسُهُ رَغساً إِذا
كَانَ مَاله نامياً كثيرا، وَكَذَلِكَ فِي الْحسب وَغَيره.
قَالَ العجاجُ يمدح بعض الْخُلَفَاء:
خَليفَة ساسَ بِغَيْر تَعس
إمامَ رَغسٍ فِي نصابٍ رَغس
وَأنْشد غَيره:
حَتَّى رَأينَا وجههُ الْمَرغوسَا
وَقَالَ اللَّيْث: الرَّغْسُ: الْبركَة والنَّماء، وامرأةٌ مَرْغوسَة
إِذا كَانَت وَلُوداً، ورجلٌ مَرْغوسٌ: كثيرُ الْخَيْر.
رسغ: قَالَ اللَّيْث: الرُّسْغُ مفصلُ مَا بَين الساعد والكفِّ، والساق
والقدم، ومثلُ ذَلِك كَذَلِك من كل دابةٍ، والرِّساغُ: مُرَاسَغَةُ
الصَّرِيعَيْنِ فِي الصراع إِذا أَخذا أرْساغهما.
وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: أَصابَنَا مَطَرٌ مُرَسَّغٌ إِذا ثَرَّى
الأرضَ حَتَّى تبلغَ يَد الْحَافِر عَنهُ إِلَى أَرْسَاغهِ.
وَقَالَ ابْن بزرجَ: ارْتَسَغَ فلانٌ على عِيَاله إِذا وَسَّع
عَلَيْهِم النَّفَقَة، وَيُقَال: ارْتَسِغْ على عِيالك وَلَا
تُقَتِّرْ.
وَقَالَ غَيره: الرِّسَاغُ: حبلٌ يُشدُّ فِي رُسغي الْبَعِير إِذا
قُيِّدَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو مالكِ: عيشٌ رَسيغٌ: وَاسع، وطعامٌ رَسيغٌ: كثيرٌ،
وَإنَّهُ مُرَسَّغٌ عَلَيْهِ فِي الْعَيْش أَي موسع عَلَيْهِ.
سرغ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سُرُوغُ الْكَرم قضبانه الرطبةُ،
الواحدُ سَرْغٌ.
وَقَالَ أَبُو نصرٍ عَن الأصمعيّ فِي السُّرُوغِ مِثْلُه بالغين.
وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: سَرِغ الرَّجلُ إِذا أَكل القُطوفَ من
الْعِنَب بأصولها.
وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ السُّرُوعُ بِالْعينِ، قلت: الْغَيْن فِيهَا
لُغةٌ مَعْروفةٌ.
سغر: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: السَّغْرُ النفيُ وَقد سَغَرَه إِذا
نَفَاهُ.
(8/67)
غ س ل
غسل غلس سلغ سغل لغس: (مستعملة) .
غسل: قَالَ اللَّيْث: الغُسْلُ: تمامُ غَسْلِ الْجلد كُله والمصدر:
الغَسْلُ والغِسْل: الخِطميُّ، والغَسُولُ: كلُّ شيءٍ غسَلْتَ بِهِ
رَأْسا أَو ثوبا أَو غَيره، والغِسْلةُ آسٌ يُطَرَّى بأفاويه الطِّيبِ
يمتشط بِهِ.
وَرَأى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنظلةَ بن أبي عَامر
الْأنْصَارِيّ يَوْم أُحد وَقد اسْتُشهد والملائكةُ تُغَسِّلُهُ
فسمِّيَ غسِيلَ الْمَلَائِكَة، وَأَوْلَاده ينسبون إِلَيْهِ، فيقالُ:
فلانٌ الغَسِيليُّ وَذَلِكَ أَنه كَانَ قد ألمَّ بأَهْلِه فأَعْجَلَه
النَّدْبُ عَن الاغتِسال وَحضرَ الوَقعةَ فاستُشْهدَ وَرَأى النبيُّ
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَلَائِكَة يغسِّلُونَه فَأخْبر بهِ أَهله
فذكَرَتْ أنَّه كانَ أجنبَ مِنْهَا.
وَقَول الله جلَّ وعزَّ: {طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ} {غِسْلِينٍ لاَّ
يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ} (الحاقة: 36، 37) .
قَالَ ابْن المظفر: غِسْلِينٌ: شديدُ الْحر.
وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: إنَّهُ مَا يَسيل منْ صَديدِ أهْلِ النَّار.
وَقَالَ الزجاجُ: اشْتِقاقه ممّا يَنْغَسل من أَبدان أهل النَّار.
قلت: وَهُوَ على تَقْدِير فِعْلينٍ فجعِل اسْما وَاحِدًا لما يَسِيل
مِنْهُم.
وَقَالَ اللَّيْث: المُغتَسَل: مَوضِع الاغتِسال، وتصغيره مُغَيْسلٌ،
والجميع: الْمغاسِلُ، قلت: وَهَذَا قَول النّحْويينَ أجمعينَ.
اللحيانيُّ: فحلٌ غُسْلَةٌ ومِغْسلٌ وغِسِّيلٌ إِذا كَانَ كثير
الضِّراب.
وَقَالَ شمر: قَالَ الكسائيُّ: فحلٌ غُسَلَةٌ ومِغْسلٌ وَهُوَ الَّذِي
يضربُ وَلَا يُلقِحُ.
وَرُوِيَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: (مَنْ
غَسَّلَ يومَ الْجُمُعَة واغتَسَلَ وبكَّرَ وابتَكَرَ فبهَا ونعِمت) .
قَالَ القتيبيُّ: أكْثرُ النّاس يذهبُ إِلَى أنَّ مَعْنَى غسَّلَ أَي
جامَعَ أَهله قبل خُرُوجه إِلَى الصَّلاةِ لأنَّه لَا يُؤمَنُ عَلَيْهِ
أَن يرَى فِي طريقهِ مَا يشغلُ قلبه.
قَالَ: وَيذْهب آخَرُونَ إِلَى أَنه أَرَادَ بقوله: غَسَّل تَوَضَّأ
للصلاةِ فَغَسَلَ جوارحَ الوضوءِ وثقَّل الْفِعْل لِأَنَّهُ أَرَادَ
غسْلاً بعد غسْل لِأَنَّهُ إِذا أَسْبغ الطهورَ غسَل كلَّ عضوٍ ثَلَاث
مراتٍ ثمّ اغتَسَل بعد ذَلِك غسلَ الْجُمُعَة.
قلت: وَرَوَاهُ بَعضهم مخففاً من غسَلَ بِالتَّخْفِيفِ فَإِن صَحّتِ
الرِّوَايَة فَهُوَ من قَوْلك: غسَلَ الرجل امرأتَه، وعَسَلَها إِذا
جامَعَها، وَمِنْه قِيلَ فحلٌ غُسَلةٌ، والغَسُول مَا يُغسل بِهِ
الرَّأْس من خطمي وَغَيره، وَيُقَال: غسُّولٌ بِالتَّشْدِيدِ.
وأنشدَ شمر:
ترعى الرَّوائم أحرارَ البقولِ وَلَا
ترعَى كرَعْيكم طلحاً وغَسُّولا
(8/68)
قَالَ: أرادَ بالغسُّولِ الأشنانَ وَمَا
أشبهه من الحمضِ.
قَالَ: والغِسل والغَسول والغِسلة مَا يغسلُ بِهِ الرأسُ من خطميِّ
وطينٍ وأشنانٍ.
وَقَالَ ابْن شميلِ: الغُسْلُ الاسمُ من الاغتسالِ والغَسلُ: المصدرُ
من غسلْتُ.
سغل: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: السَّغِل والوغِل: السّيّء الغِذَاءِ.
وَقَالَ سَلامَة بن جندلٍ:
لَيْسَ بأَسَفى وَلَا أقْنى وَلَا سَغِلِ
وَقَالَ اللَّيْث: السَّغِلُ: الدّقيق القوائمِ الصَّغِير الجثَّةِ.
سلغ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: سَلَغتِ الشَّاة إِذا طلع نابها، ونَعجةٌ
سالغٌ.
قلت: وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي بَاب صلغ من كِتاب الصّاد.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأسلغُ مِن اللَّحْم النيء.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: يُقَال: رأيتهُ كاذياً ماتعاً أسلغ
منسلِخاً: كُله الشديدُ الحُمرة.
لغس: أَبُو عبيد عَن الْفراء: اللُّغوَس: الذِّئبُ الحريصُ الشره.
وَقَالَ اللَّيث: ذئبٌ لغوَسٌ وذئابٌ لَغاوِسُ؛ ولصٌّ لَغْوَسٌ: ختولٌ
خبيثٌ، وَأنْشد:
وماءٍ هتكت السّتر عَنهُ وَلم يرد
روايَا الْفِرَاخ والذِّئاب اللَّغاوس
وَأما قَول ابْن أَحْمَر يصف ثوراً:
فَبَدَرْتُهُ عينا ولجَّ بِطَرْفِهِ
عنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَزَيِّدِ
فَمَعْنَاه: أَنِّي نظرتُ إِلَيْهِ وشغَلَتْهُ عنِّي، لُعاعة لَغْوَسٍ،
وَهُوَ نبت ناعم ريَّان.
غلس: قَالَ اللَّيْث: الغَلَسُ الظلامُ من آخر اللَّيْل. يُقَال:
غَلَّسْنا أَي سرنا بِغَلَسٍ، قلت: الغَلَسُ: أوَّلُ الصُّبْح الصادقِ
الْمُنْتَشِر فِي الْآفَاق، وَكَذَلِكَ الغَبَسُ، وهما سوادٌ يخالطهُ
بياضٌ يضربُ إِلَى الحُمْرة قَلِيلا، وَكَذَلِكَ الصُّبْحُ، وحَرَّةُ
غَلاَّسٍ مَعْروفة، وَهِي إِحْدَى الْحرار فِي بِلَاد الْعَرَب.
أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ: وَقع فلانٌ فِي أُغْوِيَّةٍ وَفِي وامئَة
وَفِي تُغُلِّسَ، وهُنَّ جَمِيعًا الدَّاهية.
غ س ن
غسن نسغ سغن: (مستعملة) .
سغن: أهمله اللَّيْث. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي
أَنه قَالَ: الأسْغانُ: الأغذيةُ الرَّديئَة.
(8/69)
غسن: قَالَ أَبُو زيد تَقول: لقد علمت أَن
ذَاك من غَسَّانِ قَلْبك: أَي من أقْصَى نَفسك.
وروى ابْن هانىء عَنهُ يُقَال: مَا أَنْت من غيْسانِ فلَان: أَي لست من
رِجَاله.
وَبَعْضهمْ يَقُول: لست من غسَّانِهِ، قَالَ: والغَيْسانَةُ: الناعمة،
والغَيْسانُ الناعم.
وَقَالَ أَبُو وجزة:
غيْسانَةٌ ذَلِك من غيسانها
أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الغَيْسانُ: الشَّباب.
قَالَ: وَيُقَال: كَانَ ذَلِك فِي غَيْسانِ شبابه: أَي فِي نعْمَة
شبابه وطرائِه.
وَقَالَ شمر: كَانَ ذَلِك فِي غيْسَاتِ شبابه وغَيْسانِهِ بِمَعْنى
وَاحِد، وَأنْشد:
بَيْنَا الْفَتى يَخْبِطُ فِي غيسانِهِ
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْفرس الجَميل ذُو غُسَنٍ، وللرجل الجميلِ
جدّاً: غسَّانِيّ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغُسَنُ: خُصَلُ الشَّعرِ من المرأةِ والفَرَسِ
وَهِي الغَدائر.
وَقَالَ غَيره: الغُسنَ شعرُ الناصية، فَرَسٌ ذُو غسَنٍ.
وَقَالَ عدي بن زيد يصفُ فرسا:
مُشْرِفُ الْهَادِي لَهُ غسَنٌ
يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إحضارا
أَي يسبقهما إِذا أحضر.
وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ حُصَيْن السُلَميّ: فلانٌ على أغسانٍ من
أبيهِ وأعْسانٍ: أَي أَخْلَاق، وغسَّانُ: ماءٌ نزل عَلَيْهِ قومٌ من
أهل مأْربَ إِلَيْهِ نُسِبَ مُلُوك غسَّان.
نسغ: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: نَسَغَ فِي الأَرْض وحَدَسَ، إِذا ذهب
فِي الأَرْض.
وَقَالَ غَيره: انْتَسَغَتِ الإبِلُ انْتِساغاً إِذا تَفَرَّقت فِي
مراعيها وَتَبَاعَدَتْ قَالَه ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ الأخطل:
رَجَنَّ بِحَيْثُ تَنْتَسِغُ المطايا
فَلَا بَقّاً تخافُ وَلَا ذُبابَا
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: النَّسِيغُ: العَرَقُ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال للْفَسِيلَةِ إِذا أخرجت
قُلبها: قد أنْسَغَتْ. قَالَ: وَإِذا قُطعتِ الشجرةُ ثمَّ نَبتَت، قيل:
قد أنسغت.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: هيَ المِنْسَغَة
والمِنْزَغَةُ لِلبَرْكِ الَّذِي يُغْرَزُ بِهِ الخُبْزُ.
وَقَالَ اللَّيْث: المِنْسَغَةُ إضبارةٌ من ذَنَبِ طائرٍ يَنْسَغُ بهَا
الخَبَّازُ الخُبْزَ.
قَالَ: والنَّسْغُ: تَغْرِيزُ الإبرةِ وَذَلِكَ أَن الواشِمَةَ إِذا
وَشَمتْ يَدهَا ضَبَّرَتْ عِدَّةَ إبَرٍ فَنَسَغَتْ بهَا يَدهَا، ثمَّ
أَسَغَّتْه النَّؤُور فَإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُهُ عَن سوادٍ قد
رَصُنَ.
(8/70)
غ س ف
مهمل.
غ س ب
غبس سبغ شغب: (مستعملة) .
غبس: قَالَ اللَّيْث: الغَبَسُ: لون الرّماد، يُقَال: ذئبٌ أَغبَسُ.
وَقَالَ اللحياني يُقَال: غبَسٌ وغبَشٌ لوقت الغَلَسِ، وَأَصله من
الغُبْسَةِ لونٌ بَين السوَاد والصُّفرةِ وحمارٌ أغبَسُ إِذا كَانَ
أدْلَمَ.
أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: لَا آتيكَ مَا غَبَا غُبَيْسٌ، وَأنْشد:
وَفِي بني أُمِّ زُبَيْرٍ كيْسُ
على الْمَتَاع مَا غبا غبَيْسُ
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: معنى مَا غبا غبَيْسٌ أَي: مَا بَقِي
الدَّهر وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد.
سبغ: قَالَ اللَّيْث: سَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً وسَبَغتِ الدِّرْعُ وكلُّ
شيءٍ طالَ إِلَى الأَرْض فَهُوَ سابغٌ وناقةٌ سابِغَةُ الضلُوع،
وعَجِيزَةٌ سابغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغَةٌ: وثيجَةٌ، ومطرٌ سابِغٌ، ونعمةٌ
سابِغَةٌ وَقد أسْبَغها الله، وَإِنَّهُم لفي سَبْغَةٍ وسعةِ عيشٍ،
وإسْباغُ الوضوءِ: المبالغةُ فِيهِ. قَالَ: وسَبَّغَتِ الناقةُ
تَسْبِيغاً فَهِيَ مُسَبِّغٌ إِذا كَانَت كلما نبت على ولدِها فِي
بَطْنها الوَبَرُ أجْهَضَتْهُ، وَكَذَلِكَ من الْحَوَامِل كلِّها.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ألْقَتِ الناقَةُ وَلَدهَا وَقد
أشعر قيل: سَبَّغَتْ فَهِيَ مُسَبِّغٌ.
وَقَالَ النَّضر: تَسْبِغةُ البَيْضة رُفُوفُها من الزّرَدِ أَسْفَل
البيضةِ يَقي بهَا الرّجلُ عُنُقه، وَيُقَال لذَلِك المِغفَرُ أَيْضا،
والدِّرْعُ السابغةُ الَّتِي تجرها فِي الأَرْض أَو على كعْبَيْك طولا
وسعة.
قَالَ شمر: وَيُقَال لَهَا صابغةٌ بالصَّاد.
قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ سُبُغٌ: عَلَيْهِ درعٌ سابغةٌ.
وَقد أسبَغ فلانٌ ثَوْبه: أَي: أوسعه.
وَقَالَ أَبُو وجزة فِي التَّسْبِغَةِ:
وتَسْبِغةٍ يغشَى المناكبَ ريْعُها
لداوُدَ كَانَت، نَسْجُها لم يهلهل
وَأنْشد شمر لعبد الله بن الزُّبيرِ الْأَسدي:
وسابغةٍ تغشى البَنان كَأَنَّهَا
أضاةٌ بِضَحْضاحٍ من الماءِ ظاهِر
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَبَّطَت الإبلُ أولادَها وسَبَّغَتْ إِذا
أَلْقتْها.
سغب: قَالَ اللَّيْث: سَغِبَ الرَّجل يَسْغَبُ سَغَباً فَهُوَ ساغِبٌ
ذُو مَسْغَبةٍ.
وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى}
(الْبَلَد: 14) ، أَي: ذِي مجاعَة، وأَسغَبَ الرجُل فَهُوَ مُسْغِبٌ
إِذا دخل فِي المجاعةِ، ورَجلٌ سَغْبَانُ لَغْبانُ وساغبٌ لاغِبٌ.
(8/71)
غ س م
غمس غسم سغم مغس.
سغم: قَالَ اللَّيْث: فلانٌ يَسْغَمُ فلَانا أَي يُبْلِغُ إِلَى قلبه
الْأَذَى.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أسْغِمَ فلانٌ إسغاماً إِذا أُحْسِنَ غذاؤه
وَهُوَ مُسْغَمٌ.
وَقَالَ رؤبة:
وَيْلٌ لَهُ إنْ لمْ تُصِبْه سُلْتُمِهْ
مِن جُرَعِ الغيْظِ الَّذِي يُسَغِّمُهْ
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُسَغِّمُهُ: يُرَبِّيه، يُقَال: سَغَّمْتُ
فَصِيلِي إِذا سمَّنْتُه والمُسَغَّمُ: الحَسنُ الغذاءِ مِثل
المُخَرْفَج.
ورَوى ثَعْلَب عَنهُ أَنه قَالَ: يُقال للغلام المُمْتَلِىءِ البَدَن
نعمَةً مُنَتَّقٌ ومُفَتَّقٌ ومُسغَّمٌ ومُثَدَّنٌ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: سَغَمَ الرَّجلُ جاريتَهُ إِذا ناكَها، قَالَ:
والسَّغْمُ كَأَنَّهُ رجُل لَا يحِبُّ أَن يُنْزِلَ فِيهَا فيُدْخِلُه
الإدْخالةَ ثمَّ يُخْرِجُه.
مغس: قَالَ اللحيانيُّ فِي بَطْنِه مَغْسٌ ومَغَسٌ ومَغْصٌ ومَغَصٌ،
وَقد مُغِسَ مَغْساً ومَغِسَ مغَساً، وبطْنٌ مَمْغوسٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: المَغْسُ: تقطِيعٌ يأْخُذُ فِي البَطْن.
غمس: قَالَ اللَّيْث: الغَمْسُ: إِرْسابُ الشَّيْء فِي الشَّيْء
النَّدِيّ فِي ماءٍ أَو صِبْغٍ حَتَّى اللُّقْمَةِ فِي الخلِّ، قَالَ:
والمُغامَسَةُ أَن يَرْمِي الرَّجلُ بنفسِه فِي سِطَةِ الخَطْب،
والغَمَّاسَةُ فِي طَيْرِ المَاء غطَّاطٌ يَنْغَمِسُ كثيرا.
وَيُقَال: اخْتَضَبَتِ المرأةُ غَمْساً إِذا غمَسَت يَدَيها خِضاباً
مستوِياً من غير تَصْوِير، والغَميسُ: الغَمِير تَحت اليَبِيس، ويمينٌ
غمُوسٌ، وَهِي الَّتِي لَا اسْتثِْنَاء فِيهَا.
وَقَالَ غيرُه: هِيَ الْيَمين الكاذبةُ يَقتطعُ بهَا الحالفُ مالَ
امرىءٍ مسْلِم.
أَبُو عبيد: والطَّعنةُ النَّجْلاءُ الواسعة، والغَمُوس مِثلُها.
قَالَ أَبُو زُبيد:
بِغَمُوسٍ أَو طَعْنةٍ أُخْدُودِ
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الغَمُوسُ وجمْعُها غُمُسٌ: الغَدَوِيُّ، وَهِي
الَّتِي فِي صُلْب الفحْل من الْغنم كَانُوا يَتبايعون بهَا.
ورَوى الأثْرَمُ عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: المَجْرُ مَا فِي بَطنِ
النَّاقة، وَالثَّانِي حَبَلُ الحَبَلةِ وَالثَّالِث الغَمِيسُ.
ورُوي عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: أَعظمُ الكبائرِ اليَمِينُ
الغَمُوسُ، وَهِي أَن يَحلف الرَّجل وَهُوَ يَعلمُ أَنَّه كاذِب
ليَقْتَطِع بهَا مالَ أَخِيه.
وَقَالَ شمِر: الغَمُوسُ الشديدُ من الرِّجال الشُّجاع، وَكَذَلِكَ
الْمُغامِس، يُقَال: أَسَدٌ مُغامِسٌ ورجُل مُغامِس وَقد غامَس فِي
القِتال وغَامَرَ، وَأنْشد:
(8/72)
أَخُو الحَرْبِ أَمَّا صادِراً فَوَسِيقُهُ
جميل وأَمَّا وَارِداً فَمُغامِسُ
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغَمِيسُ الَّذِي لمْ يَظهر للنَّاس ولَمْ
يُعْرَف بَعد.
يُقَال: قصيدة غَمِيسٌ، والليلُ غَمِيسٌ والأَجَمَةُ وكلُّ مُلْتَفَ
يُغْتَمَسُ فِيهِ أَي: يُسْتَخْفَى غَمِيسٌ.
وَقَالَ أَبُو زبيد يَصفُ أَسَداً:
رَأَى بِالمُسْتَوِي سَفْراً وَعِيْراً
أُصَيْلالاً وَجُنَّتُهُ الغَمِيسُ
وَقيل: الغَمِيسُ: الليلُ هَا هُنَا.
وَقَالَ معنُ بنُ سَوَادَةَ: الغَمُوسُ الناقةُ الَّتِي يُشَكُّ فِي
مُخِّها، أَرِيرٌ أَمْ قَصِيد وَأنْشد:
مُخْلِص وَفِيٌّ لَيْسَ بِالغَمُوسِ
وَقَالَ أَبُو مَالك: يقالُ: غامِس فِي أَمْرِي: أَي اعْجَلْ، قَالَ:
والمُغامِسُ: العَجْلانُ، وَقَالَ قعنبُ:
إِذا مُغَمَّسَةٌ قِيلَتْ تَلَقَّفَها
ضَبٌّ وَمِنْ دُونِ مَن يَرمِي بِهِ عَدَنُ
أَبُو دَاوُد عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: الغَمُوسُ مِن الْإِبِل الَّتِي
فِي بطْنِها وَلَدٌ، وَهِي لَا تَشُولُ فتُبِين.
غسم: قَالَ أَبُو عَمْرو: الغَسَمُ: السَّوادُ، وَمِنْه قَول رُؤبة:
مُخْتَلِطاً غبارُهُ وغسَمُهُ
وَقَالَ الْهُذلِيّ:
فظَلَّ يَرْقُبُه حَتَّى إِذا دَمَسَتْ
ذاتُ الأصِيلِ بأَثْناءٍ من الغَسَمِ
يَعْنِي: ظُلمةَ اللَّيْل، ولَيْلٌ غاسم: مُظْلم، وَقَالَ رؤبة أَيْضا:
عَن أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكُمْ لَا يَغْسِمُهْ
أَبُو تُرَاب عَن الْأَصْمَعِي: غسَمَ الليلُ وأَغسَمَ إِذا أَظلم.
قَالَ: والغَسَمُ والطَّسَمُ عِند الإِمْسَاءِ، وَفِي السماءِ غُسَمٌ
من سَحَابٍ وأَغْسَامٌ، ومِثْلُه أَطْسَامٌ من سَحَابٍ ودُسَمٌ
وأدْسامٌ وطَلَسٌ من سَحَابٍ وَقد أَغسَمْنَا فِي آخِرِ العَشِيِّ.
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالزَّاي)
غ ز ط
مهمل.
غ ز د
غزد زغد: (مستعملة) .
غزد: قَالَ اللَّيْث: الْغِزْيَدُ: الشديدُ الصوتِ، والْغِزْيَدُ
الناعمُ من النباتِ وَأنْشد:
هَزَّ الصَّبَا ناعِمَ ضالٍ غِزْيَداً
قلت: لَا أعرِفُ الْغِزْيَدَ بِمَعْنى الشَّديد الصَّوْت، وأحسبهُ
أَرَادَ الغِرِّيدَ بالراء فإنهُ الْمَعْرُوف بِهَذَا الْمَعْنى، وَأما
قولُهُ: الْغِزْيَدُ
(8/73)
من النباتِ الناعمُ فَإِنِّي لَا أعرفهُ
وَلَا أدْري من أَيْن جَاءَ بِهِ.
زغد: قَالَ اللَّيْث: الزَّغْدُ: الهديرُ الشديدُ وَهُوَ الزَّغْدَبُ
والزُّغادِبُ، وَأنْشد:
بِرَجْسِ بَغْبَاغٍ الْهَدِيرِ الزَّغْدِ
قَالَ: والزَّغْدُ تَزَغُّدُ الشِّقْشِقَةِ وَهُوَ الزَّغْدَبُ، قلت
أَنا: الزَّغدُ تقصيرُ الفحلِ هديرَهُ، وهديرٌ زَغّادٌ، وَقَالَ رؤبة:
دارِي وَقَبْقَابَ الْهَدِيرِ الزَّغّادْ
وَقَالَ أَيْضا:
وَزَبَداً مِنْ هَدْرِهِ زُغادِبا
يُحْسَبُ فِي أَرْآدِهِ غنَادِبا
والغُنْدُبَةُ: لحْمةٌ صلبةٌ حوالي الْحُلْقومِ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا أفْصَحَ الْفَحْلُ
بالهدير قيلَ: هَدَرَ يَهْدِرُ هدرا، قَالَ: فَإذْ جَعَل يهدرُ هديراً
كَأَنَّهُ يعصره قيل: زَغَدَ يَزْغَدُ زَغْداً.
وَقَالَ غَيره: نَهْرٌ زغاد: كثير المَاء، وَقد زَغَدَ وزخر وزغر
بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:
كأنّ من حل فِي أعْياص دوحته
إِذا تَوَلّج فِي أعياص آساد
إِن خَافَ ثمَّ رواياه على فلح
من فَضله يعجب الآذى زَغّاد
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال للزُّبْدَةِ
الزَّغيدَةُ والنهيدَةُ.
غ ز ت غ ز ظ غ ز ذ غ ز ث: مهملات.
غ ز ر
(غزر) غرز زغر رزغ: (مستعملة) .
غزر: قَالَ اللَّيْث: غزُرت الناقةُ والشاةُ وَهِي تَغْزُرُ غزارةً
فَهِيَ غزيرةٌ: كثيرةُ اللَّبن، وعيْنُ، غزيرةُ المَاء، ومطر غزير،
ومعروف غزير، قلت: وَيُقَال: ناقةٌ ذَات غُزْرٍ أَي ذَات غزارة
وَكَثْرَة لبن.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المغازَرَةُ: أَن يُهْدِيَ الرجلُ
شَيْئا تافهاً لآخر ليضاعفهُ بهَا.
ورُوي عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ: يثابُ الْجَانِبُ
الْمُسْتَغزِرُ: أَرَادَ بالجانب الَّذِي لَا قرَابَة بَيْنك وَبَينه
يُهدى لَك شَيْئا لتثيبه من هديته أكثرَ مِمَّا أهْدى، واستغزر: إِذا
طلب أَكثر مِمَّا أعْطى.
غرز: قَالَ اللَّيْث: الغرْزُ: غرزُكَ إبرةً فِي شيءٍ، قَالَ:
والغرْزُ: ركابُ الرِّحال، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مساكاً لِلرِّجْلين
فِي الْمركب يُسَمَّى غرْزاً.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَرْزُ للنَّاقَةِ مثل الحزَامِ
لِلْفرَسِ.
قَالَ: والغَرْزُ للجملِ مثل الرِّكابِ للبغلِ، قَالَ: وَيُقَال:
الْزَمْ غَرْزَ فلانٍ: أَي: أمرهُ ونَهْيَهُ.
(8/74)
وَقَالَ لَبِيدٌ فِي غَرْز النّاقَةِ:
وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أجْمَرَتْ
أوْ قِرَابِي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ
وجرَادَةٌ غارزٌ، وَيُقَال: غارزةٌ إِذا رزَّتْ ذنبَها فِي الأَرْض
لتسرَأَ بَيضها، ومَغْرِزُ الأضلاع: مُركَّبُ أُصُولهَا، وَكَذَلِكَ
مَغارزُ الرِّيشِ وَنَحْوه، والغريزة الطبيعة من خُلقٍ صالحٍ ورديء،
وَأنْشد:
إِنَّ الشجاعةَ فِي الفَتَى
والْجُود من كَرَمِ الغَرائزْ
وغَرَزَتِ النَّاقَةُ غِرَازاً فَهِيَ غارِزٌ: إِذا قلَّ لَبنهَا وَقد
غَرَّزَها صاحِبها إِذا ترك حَلبَها أَو كسع ضَرْعها بِمَاء بارِدٍ
لينقطِعَ لبنُها.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الغارِزُ: النَّاقَةُ الَّتِي جَذَبَتْ
لبنُها فَرَفَعَتْهُ، والغَرَزُ مُحَرَّكاً نبتٌ رَأَيتهُ فِي البادِية
ينبتُ فِي سهولة الأَرْض، وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ وَرَأى فِي
رَوْثِ فرسٍ شَعِيرًا فِي عامِ الرَّمادَةِ فَقَالَ: لئنْ عِشْتُ
لأجعلنَّ لَهُ مِنْ غَرَز النَّقِيع مَا يُغْنِيه عَن قُوتِ
الْمُسلمين، عَنى بالغَرَزِ هَذَا النَّبتَ، والنَّقيعُ: موضعٌ حَمَاهُ
عمر لنعمِ الفيْءِ وللخَيْل المعَدَّةِ للسَّبيل.
أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: اغتَرَزَ السّير اغتِرازاً إِذا دَنَا
مَسيره.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، من أمثالهم: (اشْدُد يَديك بغرزه) ، إِذا حُثّ
على التمسُّك بِهِ، قَالَه الْأَصْمَعِي.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: التّغريزُ للناقة: أَن تَدَعَ
حَلبةً بَين حَلْبَتَيْنِ، وَذَلِكَ إِذا أدْبَرَ لبنُها.
وَقَالَ أَبُو زيد: غنَم غوارِزُ وعيونٌ غوارز: مَا تجْرِي لهنَّ
دُموعٌ.
وَفِي الحَدِيث أَن أهل التَّوْحِيد إِذا أُخْرجُوا من النَّار وَقد
امْتَحشوا فِيهَا يَنْبُتُونَ كَمَا تَنبتُ التّغَازِيرُ.
قَالَ القُتبيُّ: يُقَال: هُوَ مَا حُوِّلَ من فَسِيلِ النّخل وَغَيره،
سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ يحول فَيُغْرَزُ فِي فِقره، وَهُوَ التّغريزُ
والتنبيتُ. قَالَ: وَرَوَاهُ بَعضهم: كَمَا تنبتُ التّناويرُ وَهِي مثل
الطَّراثيثِ.
وَيُقَال: هِيَ الثآليلُ.
وَيُقَال: غرَزْتُ عُوداً فِي الأَرْض وَرَكَزْتهُ بِمَعْنى وَاحِد.
رزغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّزَغَةُ أشدُّ من الرَّدَغَةِ، قَالَ:
والرَّزِغُ: المرتطِمُ فِيهِ، يُقَال: أرْزَغْتُ فلَانا: إِذا
لطَّختُهُ بِعيْبٍ.
وَقَالَ رُؤْبةُ:
وثُمَّة أَعْطَى الذُّلَّ كفّ المُرْزغ
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أرْزغتُ فِيهِ إرْزاغاً وأغمزت: فِيهِ إغمازاً
إِذا اسْتَضعَفتُه.
وَأنْشد:
وَمن يطع النساءَ يلاق مِنْهَا
إِذا أغمزن فِيهِ الأقورينا
(8/75)
وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سَمرة أَنه
قَالَ فِي يَوْم جُمُعَة: مَا خَطَبَ أَميركم، فَقيل لَهُ: أما
جَمَّعْتَ، قَالَ: منعنَا هَذَا الرَّزَغُ، قَالَ أَبُو عبيد. قَالَ
أَبُو عَمْرو وَغَيره: الرَّزَغُ هُوَ الطِّين والرُّطوبةُ، يُقَال: قد
أرْزغت السماءُ وأرْزغ الْمَطَر: إِذا كَانَ فِيهِ مَا يبلُّ الأَرْض.
وَقَالَ طَرَفَةُ يمدح رجلا:
وَأَنت على الْأَدْنَى صبا غير قرَّة
تذاءب مِنْهَا مرزغ ومسيل
فَهَذَا الرَّزَغُ، وَأما الرَّدَغَةُ فَهِيَ بِالْهَاءِ، وَهِي الماءُ
والطين والوحل، وجَمْعها رِداغ.
زغر: قَالَ اللحياني: زخرَتْ دجلةُ وزَغَرتْ أَي مدَّت، وزَغْرُ كلِّ
شَيْء: كثرته، والإفراطُ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو صَخْر:
بل قد أَتَانِي ناصحٌ عَن كاشح
بعداوة ظَهرت وزَغْرِ أقاولِ
وزُغَرُ: قريةٌ بمشارفِ الشَّام، وَإِيَّاهَا عَنى أَبُو دُواد:
ككتَابة الزُّغَرِيِّ زَينها
من الذَّهَب الدُّلامِص
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وبهذه الْقرْيَة عينٌ غزيرة المَاء يُقَال
لَهَا: عَينُ زُغر.
وَقيل: زُغَرُ: اسمُ بنت لوطٍ نزلت بِهَذِهِ الْقرْيَة فنُسبت
إِلَيْهَا فسمِّيت باسمها.
غ ز ل
غزل زغل لغز زلغ: (مستعملة) .
زلغ: أما زلغَ فَإِنِّي رأيتُه فِي كتاب اللَّيْث أَنه مستَعملٌ.
وَقَالَ: تزلَّغَتْ رِجلي: أَي: تشققت، والتزلُّغُ الشُّقاق.
قلتُ: والمعروفُ تزلَّعتْ يدُه ورجْلُه إِذا تشقَّقتْ بِالْعينِ غير
مُعجمة وَقد مَرَّ فِي (كتاب العينِ) ، وَمن قَالَ: تزلَّغتْ بِمَعْنى
تشقَّقتْ فَهُوَ عِنْدِي تصحيفٌ.
غزل: قَالَ اللَّيْث: غزَلَتِ المرأةُ فَهِيَ تغزِلُ بالمِغزَل غزلاً.
وَأنْشد:
منَ السيْل والغُثَّاء فلكةُ مِغزل
وروى الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت عَن الْفراء أَنه قَالَ: يُقَال
مِغزلٌ ومُغزَلٌ للَّذي يُغزلُ بِهِ.
قَالَ الْفراء: وَحكى الكسائيُّ: مَغزِلٌ.
وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا هُوَ مَغزَلٌ من الغزْل.
وَقَالَ الْفراء: وَقد استثقلتِ العرَبُ الضمةَ فِي حروفٍ فكسرَتْ
مِيمَها وأصلُها الضمُّ من ذَلِك قولهُم مِصْحفٌ ومِخدَعٌ ومِجْسدٌ
ومِطرَف ومِغزلٌ لِأَنَّهَا أُخِذتْ فِي الْمَعْنى مِن أُصحف أَي
جُمِعت فِيهِ الصحفُ وَكَذَلِكَ المِغزَلُ إِمَّا هُوَ من أغزِلَ أَي
أُديرَ
(8/76)
وفُتِل، فَهُوَ مُغزَل.
وَقَالَ اللَّيْث: الغَزَل: حديثُ الفِتيان والفَتياتِ، يُقَال: غازلها
مُغازلة والتغزُّلُ: تكلُّفُ ذَلِك.
وَأنْشد:
صُلبُ الْعَصَا جافٍ عَن التغزُّل
قَالَ: والغزالُ: الشادنُ حِين يتحركُ وَيَمْشي قبل الإثْناء وتشبَّهُ
بِهِ الْجَارِيَة فِي التشبيبِ فيُذكَّرُ النعتُ وَالْفِعْل على تذكير
التَّشْبِيه.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أُخِذ الغَزَلُ من
غزَلِ الكلبِ، وَهُوَ أَن يطلُبَ الغزالَ فَإِذا أحسّ بالكلب خرِقَ أَي
لَصقَ بالأرضِ فلَهِيَ عَنهُ الكلبُ وَانْصَرف فَيُقَال: غَزِلَ وَالله
كلبُكَ وَهُوَ كلبٌ غَزِلٌ، وَيُقَال للضعيفِ الفارِّ على الشَّيْء
غزِلٌ، وَمِنْه رجلٌ غَزِلٌ لصَاحب النِّسَاء لضعفهِ عَن غير ذَلِك.
أَبُو عبيد: الغزالة: الشمسُ إِذا ارْتَفع النهارُ، وَيُقَال: طلعتِ
الغزالة وَلَا يُقَال: غابتِ الغزالة، وَيُقَال: ظَبية مُغزِلٌ: مَعهَا
غزالها.
والغزَّالُ: الَّذِي يَبِيع الغزلَ.
زغل: قَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر يُقَال: أزغلتِ المرأةُ ولدَها
فهيَ مُزغل إِذا أَرْضعتْ، قَالَ شمر: وأرْغلتْ بِمَعْنَاهُ.
وَأنْشد:
فأزغلَتْ فِي حلقِه زغلة
لم تخطىءِ الحلقَ وَلم تشفتر
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْحسن الصيداوِيِّ عَن الرِّياشيِّ
قَالَ: يُقَال: رغلَ الجدْيُ أُمهُ وزغلها رغلاً وزغلاً إِذا رضِعَها.
قلتُ: وَسمعت أعرابيّاً يَقُول لآخر: اسْقِنِي زُغلةً منَ اللبنِ:
أرادَ قدرَ مَا يملأُ فمَه.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الزُّغلولُ: من الرِّجَال.
قلت: وجمعُه الزغاليلُ.
وَقَالَ غَيره: يُقَال للصِّبيان الخفافِ: الزغاليلُ، واحدُهم زغلول.
وَقَالَ اللَّيْث: زغلتِ المرأةُ من عزلاء المزادةِ الماءَ: إِذا
صبَّتْه.
وَقَالَ ابْن دُريد: زغلتُ الشيءَ وأزغلتُه إِذا صَبَبتُه صَبّاً
عنيفاً.
قلتُ: وسماعي من الْعَرَب أزغَلَ مِن عزلاءِ المزادة، المَاء إِذا
دفَقَه.
لغز: قَالَ اللَّيْث: اللُّغز مَا ألغزتُ من كَلَام فشبهْت مَعْنَاهُ،
مثل قَول الشَّاعِر. أنْشدهُ الفرَّاءُ:
وَلما رَأيت النَّسرَ عزَّ ابنَ داية
وعشَّشَ فِي وكرَيه جاشتْ لَهُ نَفسِي
أَرَادَ بالنسرِ الشَّيبَ شبهه بِهِ لِبياضه وشبَّه
(8/77)
الشَّبَاب بِابْن دايةٍ، وَهُوَ الْغُرَاب
الْأسود، لِأَن شعْرَ الشابِّ أسود.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: اللُّغْزُ
واللَّغْزُ اللُّغَزُ واللُّغَيْزَى والإلغازُ حُفْرَة يحفِرها
اليرْبوع فِي جحرهِ تَحت الأَرْض، يُقَال: ألْغز اليربوع إلغازاً فيحفر
فِي جانبٍ مِنْهُ طَرِيقا ويحفر فِي الجانبِ الآخر طَرِيقا، وَكَذَلِكَ
فِي الجانبِ الثَّالِث وَالرَّابِع فَإِذا طلبه البدويُّ بعصاه من
جانبٍ نفقَ من الجانبِ الآخر.
ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اللُّغْزُ: الحَفر الملتوِي
واللُّغزُ الكلامُ الملبَّس، قَالَ: وهيَ اللُّغَزُ واللَّغَز
واللغيزَى، وَمن أمثالِ الْعَرَب فلَان أنكحُ مِن ابْن ألْغَز، وَكَانَ
أُوتِيَ حظّاً من الباءَة وبسطةً فِي الفَيشَة فضربته العربُ مثلا فِي
هَذَا الْبَاب على التشبيهِ.
غ ز ن
اسْتعْمل من وجوهه: نَزغ (غزن) .
(غزن) : وَأما غَزْنَةُ فَهِيَ اسْم قَرْيَة فِي بلادِ العَجَم.
نَزغ: قَالَ اللَّيْث: النَّزْغُ: أَن تنْزَغ بَين قوم فتحملَ بعضَهم
عَلَى بعضٍ بفسادِ ذاتِ بينهمْ.
قلت: النزغ شِبهُ الوَخْز والطعن.
وَقَالَ الْفراء فِيمَا روى سَلمَة عَنهُ يُقَال للبِرَك المنزغةُ
والمنسغة والمَيزَغَةُ والْمِبْزَغَةُ والمندغة.
وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ
نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (فصلت: 36) ، ونزغ الشيطانِ: وساوسه
ونخسهُ فِي الْقلب بِمَا يسوِّل للْإنْسَان منَ المَعاصي.
ورَوى أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَزَغْتُ بَين الْقَوْم ونَزَأْتُ
ومَأَسْتُ، كلُّ هَذَا من الْإِفْسَاد بَينهم، وَكَذَلِكَ دَحَسْتُ
وآسَدْتُ وأَرَّشْتُ.
غ ز ف
اسْتعْمل من وجوهه: زغف.
زغف: قَالَ اللَّيْث: الزَّغْفُ: الدِّرْعُ المُحْكَمة، يُقَال: درعٌ
زَغْفٌ، ودُروع زَغْفٌ، وَأنْشد:
تَحْتِي الأَغَرُّ وفَوق جِلْدِي نَثْرَةٌ
زَغْفٌ تَرُدُّ السيْفَ وَهُوَ مُثَلَّم
أَبُو عبيد عَن أَبي عَمرو: الزَّغْفَةُ: الواسعة من الدُّروع.
وَقَالَ شمر: أَنكَرَ ابنُ الْأَعرَابِي تَفْسِير أبي عَمْرو فِي
الزَّغْفَةِ وَقَالَ: هِيَ الصغيرةُ الحَلَق.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الدَّقيقةُ الحَسَنةُ السلَاسِل.
وَقَالَ شمر: يقالُ: هِيَ زَغْفٌ وزَغَفٌ قَالَ: وَمِنْه قَول ابْن أبي
الحُقَيق:
(8/78)
رُبَّ عَمَ لِيَ لوْ أَبْصَرْتَهُ
حسن المِشْيَةِ فِي الدِّرْع الزَّغَف
وَقَالَ ابْن السّكيت: الزَّغْفُ من الدُّرُوع الواسعةُ الطَّوِيلَة
الليِّنَة، قَالَ: ونظُنُّهُ من قَوْلهم: زَغَفَ لنا فلانٌ، وَذَلِكَ
إِذا حَدَّثَ فَزَاد فِي الحَدِيث وكذَب فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: رَجُلٌ زَغَّافٌ، وَقد زَغفَ كلَاما كثيرا: إِذا
كَانَ كثيرَ الْكَلَام.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: زَغَفَ فِي الحَدِيث إِذا زَاد فِيهِ وكذَب.
وَقَالَ أَبُو زيد: زَغَف لنا مَالا كثيرا. أَي: غَرَفَ لنا مَالا
كثيرا.
وَقَالَ اللَّيْث: رجُل مِزْغَفٌ، وَهُوَ الجُرَافُ المنْهُومُ
الرَّغِيبُ يَزْدَغِفُ كلَّ شَيْء، قَالَ: والزَّغَفُ دُقَاقُ الحَطب،
قَالَ: وازْدَغَفَ الشيءَ وازْدَلَمَهُ: أَي أَخَذَه.
غ ز ب
زغب بغز بزغ: مستعملة.
زغب: قَالَ اللَّيْث: الزَّغَبُ دُقَاقُ الرِّيش الَّذِي لاَ يَجُودُ
وَلَا يَطُول، ورجُل زَغِبُ الشَّعَرِ، ورقبةٌ زَغْباءُ، والزَّغَبُ
مَا يَعْلُو ريشَ الفرْخ، والزُّغابة: أَصْغرُ الزَّغب، تَقول: مَا
أَصَبتُ مِنْهُ زُغَابةً، وَقد زغَّبَ الفرخ تَزْغِيباً، والزَّغَبُ:
شعرُ المُهر أوَّلَ مَا يَنبُت، وَأنْشد:
كَانَ لنا وَهُوَ فُلُوٌّ نَرْبُبُهْ
مُجَعْثَنُ الخَلْق يَطِيرُ زَغبُهْ
وَفِي الحَدِيث: أَنه أُهْدِيَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قِنَاعٌ من رُطَبٍ وأَجْرٍ زُغبٌ، فالقِناع الرُّطب، والأجْرِي هَا
هَنا: صِغارُ القِثَّاءِ، شُبِّهَتْ بصغار أَوْلَاد الْكلاب لنَعْمتِها
وطَرَاءتها، واحدُها جَرْوٌ. وَكَذَلِكَ جِرَاءُ الحنظل: صغارُها،
والزُّغبُ من القثَّاء الَّتِي يعلوها مثل زَغب الوبَر حِين تَنبتُ
صغَارًا فِي شجرِها، فَإِذا كبِرَت القثَّاءَةُ وصَلُبَت تَسَاقط
عَنْهَا زَغبُها وامْلاَسَّتْ، وواحدُ الزُّغْبِ أَزغَبُ وزَغباءُ.
بغز: قَالَ اللَّيْث: البَغْزُ: ضَرْبٌ بالرِّجْل والعصا.
وَقَالَ ابْن مقبل:
واستَحْمَلَ الهَمُّ مِنِّي عِرْمِساً أُجُداً
تَخَالُ باغزَها باللَّيل مجنُونا
قلتُ: جَعل اللَّيْث البَغْزَ ضرْباً بالرِّجْل وحَثّاً، وَكَأَنَّهُ
جَعل الباغزَ الرَّاكِب الَّذِي يَرْكُلها بِرجلِهِ.
وَقَالَ غيرُه: بَغَزَت الناقةُ إِذا ضربَت برجلها الأرضَ فِي سَيرها
مرحاً ونشاطاً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: تَخَالُ باغزَها أَي نشاطها، وَقد
بغزَها باغزُها: أَي حَرَّكها مُحَرِّكُها من النشاط.
وَقَالَ بعض الْعَرَب: ربَّما ركبْتُ النَّاقة الجَوَادَ فبَغَزها
باغزُها فتَجري شَوْطاً، وَقد تقحَّمَتْ بِي فَلأْياً مَا أَكُفُّها
فَيُقَال: بهَا باغزٌ من النشاط.
(8/79)
أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ وَقَالَ:
البَاغزيَّةُ: ثيابٌ، لمْ يَزِدْ على هَذَا، وَلَا أدْرِي، أيُّ جِنْسٍ
هِيَ من الثِّياب.
بزغ: قَالَ اللَّيْث: بَزَغت الشمسُ بُزوغاً: إِذا بَدَا مِنْهَا
طُلُوع، ونجومٌ بَوازِغُ، قلت: يُقَال: بزغت الشمسُ بُزوغاً فِي
ابتداءِ طُلُوعهَا، وبزَغ النَّجمُ وَالْقَمَر فِي ابْتِدَاء طلوعهما
كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من البزْغ، وَهُوَ الشَّقُّ، كَأَنَّهَا تَشقُّ
بنورها الظلْمةَ شقّاً.
وَمن هَذَا يُقَال: بَزغ البَيْطَارُ أَشَاعِرَ الدَّابَّةِ ورَهَصها:
إِذا شقَّ ذَلِك الْمَكَان مِنْهَا بمِبْضَعِه.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ
وَيُقَال لذَلِك الحديدِ: مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ، وَيُقَال للسِّنِّ:
بازِغةٌ وبازِمةٌ.
وَقَالَ الفرَّاء: يقالُ لِلْبِرَكِ مِبْزَغةٌ ومِيزَغةٌ.
غ ز م
اسْتعْمل من وجوهه: غمز زغم.
زغم: قَالَ اللَّيْث: التَّزَغمُ: التَّغَضُّبُ وتَرَمْرُمُ الشَّفَةِ
فِي بَرْطَمَةٍ وتزغَّمَتِ الناقةُ.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنشدَه:
فأَصْبَحْنَ مَا يَنطِقْنَ إلاَّ تَزَغُّماً
علَيَّ إِذا أَبْكَى الوليدَ وَلِيدُ
يَصفُ جَوْرَهُنَّ إِذا أَبْكَى صبيٌّ صبيّاً غضِبْنَ عَلَيْهِ
تَجَنِّياً.
وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّزغُّمُ: التَّغضُّبُ مَعَ كلامٍ لَا
يُفْهَمُ.
قَالَ لَبِيدُ:
على خيْرِ مَا يَلْقَى بِهِ مَن تَزَغمَا
قَالَ: ويُرْوَى من ترَغَّما بالرَّاء.
وَقَالَ غيرُهُ: التَّزَغمُ: الصَّوت الضَّعِيفُ.
وَأنْشد البَعِيثُ:
وَقد خَلَّفَتْ أَسْرَابَ جُون من القَطَا
زَوَاحِفَ إلاّ أَنَّها تتَزَغمُ
وَأما التَّرغمُ بالرَّاء فَهُوَ التّغضبُ وَإِن لم يكن مَعَه كَلَام.
غمز: قَالَ اللَّيْث: الغمْزُ: الْإِشَارَة بالجَفنِ والْحَاجبِ،
والغمْزُ: العصرُ بِالْيَدِ.
قَالَ: والغميزَة: ضعْفَةٌ فِي الْعَمَل وجَهْلةٌ فِي الْعقل، تَقول:
سَمِعت مِنْهُ كلمة فاغتَمَزْتُها فِي عقله.
قَالَ: والْمَغامِزُ: المَعايبُ، وَتقول: مَا فِي هَذَا الْأَمر
مغمَزٌ، أَي: مطمعٌ. والغمْزُ فِي الدَّابَّةِ الظلْعُ من قِبَلِ
الرِّجلِ، وَالْفِعْل يغمِزُ غمزاً، وَهُوَ ظلعٌ خفيٌّ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أغمَزْتُ فِيهِ إغمازاً إِذا استضعفته،
وَأنْشد:
وَمن يطع النِّسَاء يلاق مِنْهَا
إِذا أغمزنَ فِيهِ الأقْوَرِينا
غَيره: ناقَةٌ غَمُوزٌ: إِذا صَار فِي سَنامِها
(8/80)
شَحم قَلِيل يُغمز، وَقد أغْمَزَتِ
النَّاقة إغْمازاً.
الْأَصْمَعِي: الغَمَزُ: الرُّذالُ من الْإِبِل وَالْغنم، والضعافُ من
الرِّجَال، يُقَال: رجلٌ غَمَزٌ من قومٍ غَمَزٍ وأغمازٍ، وَأنْشد:
أَخذتُ بَكراً نَقَزاً من النَّقَزْ
ونابَ سوءٍ قَمَزاً من القَمَزْ
هَذَا وهذاغَمَزٌ من الغَمَزْ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: غَمَزَ عيبُ فلانٍ، وغمزَ دَاؤُهُ إِذا ظهر،
وَأنْشد:
وبلدةٍ لِلدَّاء فِيهَا غامِزُ
ميتٌ بهَا العِرْقُ الصحيحُ الراقِزُ
قَالَ: الراقِزُ: الضاربُ، يُقَال: مَا يرقزُ مِنْهُ عِرْقٌ أَي مَا
يضْرب.
وَقَالَ غَيره: الغَمِيزةُ العيبُ، يُقَال: مَا فِيهِ غَمِيزةٌ: أَي
مَا فِيهِ عيبٌ.
أَبُو زيد: يُقَال: مَا فِيهِ غَمِيزة وَلا غَمِيزٌ: أَي مَا فِيهِ مَا
يُغمَزُ فيُعابُ بِهِ.
قَالَ حسان:
وَمَا وجَد الأعداءُ فيَّ غَمِيزةً
وَلَا طافَ لِي مِنْهُم بِوَحْشِيَ صائدُ
وعينٌ غُمازةَ: مَعْرُوفَة ذكرهَا ذُو الرمَّة فَقَالَ:
تَوَخَّى بهَا العينينِ عَيْنَيْ غُمَازَةٍ
أقَبُّ رباع أَو قُوَيرِحُ عامِ
وَرَأَيْت بالسودة عينا أُخْرَى يُقَال لَهَا عُيَيْنَةُ غُمازَةَ وَقد
شَرِبْتُ من مَائِهَا وأحسبُها نُسِبَتْ إِلَى غُمازة من وَلَدِ جريرٍ.
(أَبْوَاب) الْغَيْن والطاء)
غ ط د غ ط ت غ ط ظ
غ ط ذ غ ط ث: مهملات.
غ ط ر
أهمله اللَّيْث، وَقد اسْتعْمل من وجوهه: غطر طغر رغط.
غطر: ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: الْغِطْيَرُّ: المتظاهرُ اللَّحْم
المَرْبُوع، وَأنْشد:
لمَّا رأَتهُ مُودَناً غِطْيَرَّا
وناظرتُ رجلا من أهل اللُّغَة فِي الغطْيَرِّ فَذكر أَنه الرجل
الْقصير.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: مرَّ يغطِرُ بِيَدِهِ ومرَّ يخْطر.
طغر: قَالَ ابْن دُرَيْد: طَغرَ عَلَيْهِم ودَغَرَ، بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ غَيره: هُوَ الطُّغَرُ وَجمعه طِغْرانٌ لطائر مَعْرُوف.
رغط: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رُغاطُ: مَوضِع.
غ ط ل
غلط غطل طلغ لغط: مستعملة.
غطل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَوْطالَة،
الرَّوْضَة.
(8/81)
قَالَ اللَّيْث: الغَيْطَلُ والغَيْطَلَةُ:
شجرٌ مُلتفٌّ أَو عُشْبٌ مُلتفٌ.
أَبُو عبيد: الغَيْطَلُ: الشَّجر الْكثير المُلْتَفُّ، وَأنْشد:
فَظَلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيْطَلٍ
كَمَا يستديرُ الحِمارُ النَّعِرْ
أَبُو عبيد وَغَيره: الغيْطَلَةُ: الْبَقَرَة الوحشية، قَالَ زُهَيْر:
كَمَا استغاثَ بِسيَ فزُّ غَيْطَلةٍ
خافَ الْعُيُون فَلم يُنظر بِهِ الحَشَكُ
وَقَالَ اللَّيْث: الغَيْطَلَةُ: جَلبة الْقَوْم وأصواتهم، تَقول:
سمعتُ غَيْطَلَتُهمْ وغَيْطَلاتِهِمْ.
قَالَ: والغَيْطَلَةُ: ازدحام النَّاس، والغَيْطَلَةُ: التباس الظلام
وتراكمه.
وَأنْشد:
وَقد كسانا ليلهُ غَيَاطِلا
أَبُو عبيد: المُغْطَئِلّ الرَّاكِب بعضه بَعْضًا.
وَقَالَ غَيره: أَتَانَا فلَان فِي غَيْطَلةٍ: أَي: فِي زحمةٍ من
النَّاس، وَقَالَ الرَّاعِي:
بِغَيْطلَةٍ إِذا التَفَّت علينا
نَشَدْناها المواعِد والدُّيونا
أَرَادَ مُزدحَم الظَّعَائِن يَوْم الظَّعن.
ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الغَيْطَلَةُ: الْجَمَاعَة من
النَّاس، والغيْطَلةُ: الظُّلمة، والغيطلةُ: الْأكل والشُّرب والفرحُ
بالأمن، والغيطلةُ: المَال المُطْغى، والغيطلةُ: الأجَمَةُ، والغيطلةُ:
الْبَقَرَة.
غلط: أَبُو عبيد: غَلِطَ الرَّجل فِي كَلَامه وغلتَ فِي حسابه غَلطاً
وغَلَتاً.
وَقَالَ اللَّيْث: الغلَطُ: كل شَيْء يعيا الْإِنْسَان عَن جِهَة
صَوَابه من غير تعمُّد، والأغلوطَةُ: مَا يُغْلَطُ فِيهِ من الْمسَائِل
وَجَمعهَا أُغلوطاتٌ وأغاليط.
لغط: قَالَ اللَّيْث: اللَّغَطُ: أصواتٌ مُبْهمَة لَا تفهم. يُقَال:
سَمِعت لَغطَ الْقَوْم.
ابْن السّكيت قَالَ الْكسَائي: سَمِعت لَغْطاً ولغَطاً، وَقد لغط
الْقَوْم يلغطون لَغطا وألْغَطوا إلغاطاً بِمَعْنى وَاحِد، وَأنْشد:
ومنهلٍ وردته التقاطا ألم ألْقَ إِذْ وردتهُ فراطا
إلاَّ الحمامَ الوُرقَ والغطَاطَا فهُنَّ يُلغِطْن بِهِ إلغَاطَا
وَقَالَ رؤبة:
باكرتُه قبل الغطاطِ اللَّغطِ
وَقبل جُونيِّ القطا المُخَطَّطِ
وَقَالَ اللَّيْث: لُغاطٌ: اسْم جبل.
طلغ: أهمله اللَّيْث، وَأَخْبرنِي أَبُو طَاهِر بن الْفضل عَن مُحَمَّد
بن عِيسَى بن جبلة عَن شمر قَالَ: قَالَ الكلابيُّ: يُقَال: فلانٌ
يَطْلَغُ المهنة، قَالَ: والطَّلغان أَن يعْيى
(8/82)
فَيعْمل على الكلال.
وَقَالَ أَبُو عدنان: قَالَ العِتريفيُّ: إِذا عجز الرجل، قُلْنَا:
هُوَ يطْلَغُ المهنة، والطَّلغان: أَن يعيي الرجل، ثمَّ يعْمل على
الإعياء، وَهُوَ التّلَغُّب.
غ ط ن
أهمله اللَّيْث.
نغط: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ:
النُّغطُ الطِّوال من النَّاس.
غ ط ف
اسْتعْمل من وجوهه: (غطف) .
غطف: قَالَ اللَّيْث: غطفانٌ حَيٌّ من قيس عَيْلانَ.
وروى الرُّواة فِي حَدِيث أمِّ مَعْبَدٍ الْخُزاعيَّةِ ووصفِها النبيَّ
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: فِي أَشْفَاره عُطَفٌ بِالْعينِ غير
مُعْجمَة.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَةَ: سألتُ الرياشيَّ عَنهُ فَقَالَ: لَا أعرفُ
العَطَفَ وأحسبُه الغَطَفَ بالغين، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ غُطَيْفاً
وغَطَفَان وَهُوَ أَن تطول الأشفار ثمَّ تَتَغَطَّفُ.
وَقَالَ شمر: الأوْطَفُ والأغطَفُ بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ الطويلُ
هُدْب الأشفار، والإغطافُ والإغدافُ واحدٌ.
غ ط ب
غبط بطغ طغب: (مستعملة) .
غبط: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: غبَطْتُ الشاةَ أغبِطُها غبْطاً: إِذا
جسَسْتها لتنظرَ أسَمينَةٌ هِيَ أمْ مَهْزُولَة، وأنشدنا:
إنِّي وأَتْيِي ابْن غلاَّقٍ لِيَقْرِيَنِي
كغابِطِ الكلبِ يَبْغِي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِ
قَالَ أَبُو عبيد: ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه
سئلَ: هَل يَضرُّ الغَبْطُ، قَالَ: (لَا إِلاَّ كَمَا يضرُّ العِضاهَ
الخَبْطُ) ففَسَّرَ الغبْطَ بالحسدِ.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرانيِّ عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ:
غبَطْتُ الرَّجلَ أغبِطُه: إِذا اشتهيتَ أَن يكونُ لَك مالَهُ وَأَن
يدومَ لَهُ مَا هُوَ فِيهِ.
قَالَ: وحَسَدْتُ الرجلَ أحْسُدُهُ إِذا اشْتهيت أَن يكونَ مالهُ لَك
وَأَن يزولَ عَنهُ مَا هُوَ فِيهِ، قلت: وَقد فُرِّقَ بَين الغبطِ
والحسدِ، وَالَّذِي أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن
الغبْطَ لَا يضرُّ كَمَا يضرُّ الحسدُ، وَأَن ضَرَّ الغبْطِ
المَغْبُوطَ قدرُ ضَرِّ خَبْطِ الشّجر لِأَن الوَرَق إِذا خُبِطَ
اسْتخْلف، والغبْطُ وَإِن كَانَ فِيهِ طرفٌ من الحسدِ فَهُوَ دونَهُ
فِي الْإِثْم، وأصلُ الحسدِ القَشْرُ، وأصلُ الغبطِ الجَسُّ بِالْيَدِ،
والشجرةُ إِذا قُشِرَ عَنْهَا لحاؤُها يَبِسَتْ وَإِذا
(8/83)
خُبِطَ ورقُها تَيَبَّسَ وَعاد الْوَرق.
وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عدنان: سألتُ أَبَا زَيدٍ الحنظَليَّ عَن
تَفْسِير قَوْله: أيضرَّ الغبطُ، فَقَالَ: نعم كَمَا يضرُّ العِضاهَ
الخَبْطُ، فَقَالَ: الغبْطُ: أَن يُغْبَطَ الإنسانُ وضَرَرُهُ إيَّاهُ
أَن تُصِيبَهُ نَفْسٌ. فَقَالَ الأبانيُّ: مَا أحسنَ مَا استخرجها
تصيبُهُ الْعين فتغيِّرُ حَاله كَمَا تُغيَّر العِضاهُ إِذا تَحاتَّ
ورقُها، قلت: الغبطُ رُبما جلبَ إصابةَ عينٍ بالمغبوطِ فَقَامَ مقامَ
النَّجْأَةِ المحذورَةِ وَهِي الإصابةُ بِالْعينِ، والعربُ تكنى عَن
الحسدِ بالغبْطِ.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله:
أيضرُّ الغبْطُ، فَقَالَ: نعم كَمَا يضرُّ الخَبْطُ، قَالَ: الغبْطُ:
الحسدُ، قلت: وَقد فرَّق الله جلّ وَعز بَين الغبْطِ والحسدِ بِمَا
أنزلهُ فِي كِتَابه لمن تَدَبَّره واعتبره فَقَالَ: {وَلاَ
تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}
الْآيَة، إِلَى قَوْله: {وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ}
(النِّسَاء: 32) فَفِي هَذِه الْآيَة بيانُ أَنه لَا يجوز للرجل أَن
يتمنَّى إِذا رأى على أَخِيه الْمُسلم نعْمَة أنعمَ الله بهَا عَلَيْهِ
أَن تُزْوَى عَنهُ ويُؤْتاها، وجائزٌ لَهُ أَن يتمنَّى من فضل الله
مثلهَا بِلَا ثَمَنٍ لزِيِّها عَنهُ، فالغبط أَن يرى المغبوط فِي حالةٍ
حسنةٍ فيتمنى لنَفسِهِ مثل تِلْكَ الْحَالة الحسنةِ، من غير أَن
يتَمَنَّى زَوالها عَنهُ، وَإِذا سَأَلَ الله مثلهَا فقد انْتهى إِلَى
مَا أمره الله بِهِ ورضيه لَهُ، وَأما الْحَسَد فَهُوَ أَن يبغيه
الغوائلَ على مَا أُوتِيَ من النِّعمة والغبْطَةِ ويجتهد فِي
إِزَالَتهَا عَنهُ بغياً وظلماً.
وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى
مَآءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} (النِّسَاء: 54) .
وَأما قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا حَسَد إِلَّا فِي
اثْنَتَيْنِ، رجل آتَاهُ الله قُرْآنًا، فَهُوَ يتلوه آنَاء اللَّيْل
وَالنَّهَار، وَرجل آتَاهُ الله مَالا فَهُوَ يُنْفِقهُ آنَاء اللَّيْل
وَالنَّهَار) ، فَإِن أَبَا الْعَبَّاس سُئِلَ عَن قَوْله: لَا حسد
إِلا فِي اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: لَا حسد فِيمَا يضر، إلاّ
فِي هَاتين الخصلتين وَهُوَ كَمَا قَالَ إِن شَاءَ الله.
وَقد مضى تَفْسِير الْحَسَد مشبعاً فِي بَابه، وَيُقَال: اللَّهُمَّ
غَبْطاً لَا هَبْطاً، وَمَعْنَاهُ: إِنَّا نسألُك نعْمَة نُغْبَطُ
بهَا، وألاَّ تُهْبِطنَا من الْحَالة الْحَسَنَة إِلَى حالةٍ سيِّئةٍ،
وَيُقَال مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ ارتفاعاً لَا اتضاعاً وَزِيَادَة من
فضلك لَا حَوْراً ونقصاً.
اللَّيْث: ناقةٌ غَبوطٌ، وَهِي الَّتِي لَا يعرفُ طِرْقُها حَتَّى
تُغْبَطَ أَي تجَسَّ بِالْيَدِ.
قَالَ: والْغِبْطَةُ: حسنُ الْحَال، يُقَال: هُوَ مُغْتَبِطٌ: أَي فِي
غِبطَةٍ، وَجَائِز أَن تَقول: هُوَ مُغْتَبَطٌ بِفَتْح الباءِ، وَقد
اغتَبَطَ فَهُوَ مُغْتَبِطٌ واغتُبِطَ فَهُوَ مُغْتَبَطٌ، كل ذَلِك
(8/84)
جَائِز، والاغتِبَاطُ: شكر الله على مَا
أفضل وَأعْطى، وحمدُهُ على مَا تطوَّل بِهِ وَآتى، وسرورُ العبدِ بِمَا
آتاهُ الله من فضلِه اغتِباطٌ.
الْحَرَّانِي عَن ابْن السكِّيت: أغبَطْتُ الرحلْ على ظهر الدَّابةِ
إغباطاً إِذا ألزمتهُ إيَّاهُ.
وَأنْشد لحُميدِ بن الأرْقَطِ:
وانتَسَفَ الْجَالبَ من أندابهِ
إغباطُنَا الميسَ عَلَى أصلابه
وَفِي حَدِيث النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه أغْبَطَتْ
عَلَيْهِ الحُمَّى) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: إِذا لم تُفارق الْحمى المحمومَ
أَيَّامًا قيلَ: أغبَطَتْ عَلَيْهِ وأردمتْ وأغْمَطَتْ، بِالْمِيم
أَيْضا، قلت: فالإغباطُ يكون وَاقعا ولازماً كَمَا ترى، ويقالُ: أغبَطَ
فلانٌ الرُّكوبَ إِذا لَزمهُ. وَأنْشد ابْن السكِّيت:
حَتَّى ترى البَجْبَاجَةَ الضَّيَاطَا
يَمْسَحُ لما حالفَ الإغباطَا
بالحرفِ من ساعدهِ المُخَاطَا
وَقَالَ ابْن شميلٍ: سيرٌ مُغْبِطٌ ومُغمِطٌ: أَي دائمٌ، قَالَ:
والمُغْبَطَةُ: الأرضُ خرجَ أصولُ بَقلها متدانيةً.
وَحكي عَن الطَّائِفِي أَنه قَالَ: الْغُبُوطُ: القَبَضاتُ الَّتِي
إِذا حصدَ البرُّ وُضعَ قَبْضَة قَبْضَة والواحدُ غَبْطٌ.
وَقَالَ أَبُو خيرةَ: أغبَطَ علينا المطرُ: وَهُوَ ثبوتُهُ لَا يقلعُ،
بعضُه على إِثْر بعضٍ، وسيرٌ مُغْبِطٌ: دائمٌ لَا يستريحُ، وَقد
أغْبَطُوا على رِكَابهمْ فِي السّير وَهُوَ ألاَّ يَضَعُوا الرِّحال
عَنْهَا لَيْلًا وَلَا نَهَارا.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ قَالَ: الغَبِيطُ: المركبُ الَّذِي مثل
أُكُفِ البخَاتيِّ.
قلت: وَيُقبَّبُ بشجارٍ وَيكون للحرائر دون الإماءِ.
اللَّيْث: فرسٌ مُغبَطُ الكاثِبة: إِذا كَانَ مرتفعَ المنسجِ، شُبِّه
بِصَنْعَةِ الغَبِيط وَهُوَ رحْلٌ قتبُهُ وأحْنَاؤُه واحِدٌ، وَأنْشد:
مُغْبَطَ الحاركِ مَحْبوكَ الكفلْ
بطغ: الحرانيُّ عَن ابْن السكِّيت، وَأَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و:
بَطِغَ الْخَارىءُ بعذِرَتهِ يَبْطَغُ وبَدِغَ يبدَغُ: إِذا تلطَّخَ
بالعذِرَةِ.
وَقَالَ رؤبة:
لَوْلاَ دَبوقَاءُ اسْتِهِ لمْ يَبْطَغِ
ويروى لم يبدَغ، أَي لم يَتَلطخْ بالعذِرَة.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: أزْقنَ زَيدٌ عمرا إِذا
أَعَانَهُ على حمله لينهضَ بِهِ، وَمثله: أبْطَغَهُ وأبدغهُ وعدَّلَهُ
وكوَّنَهُ وأسمعَهُ وأَنْآه ونَوَّاه وحوَّله، كُله بِمَعْنى
أَعَانَهُ.
غ ط م
غمط غطم طغم مغط: (مستعملة) .
غطم: قَالَ اللَّيْث: بحرٌ غِطَمٌّ غطامِطٌ: إِذا
(8/85)
تَلاطَمَتْ أمواجهُ، والغَطْمَطَةُ:
التطامُ الأمواج، وجمعهُ غطامِطُ، وَعددٌ غِطْيَمٌّ: كثيرٌ.
قَالَ رؤبة:
وَسَطَّ من حنظلَةَ الأُسطُمّا
والعددَ الغُطَامِطَ الغِطْيمَّا
قَالَ: والغَطْمطيطٌ: الصَّوْتُ.
وَأنْشد:
بطيءٌ ضِفَنٌّ إِذا مَا مَشى
سمعتَ لإِعْفاجِهِ غَطمَيطَا
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الغِطَمُّ: الواسعُ الْخُلقِ.
وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ: الصوتُ.
وَقَالَ شمر: بحرٌ غِطَمٌّ، وبحرٌ طَمٌّ، وبحرٌ طامٍ، كثير المَاء،
وغطَامِطُهُ: كَثْرَةُ أصواتِ أَمواجهِ إِذا تَلاطَمتْ وذلكَ أنكَ
تسمعُ نَغمَة شِبهَ غَطْ ونغمة شِبْهَ مَطْ وَلم يبلُغْ أنْ يكون بَينا
فَصِيحاً كَذَلِك غَير أنَّه أشبهُ مِنْهُ بغيرهِ، فَلَو ضاعفتَ
وَاحِدًا من النغمتينِ. قلت: غَطْغَطَ أَو قلت: مَطْمَطَ، لم يكنْ فِي
ذلكَ دليلٌ على حكايةِ الصوتينِ، فَلَمَّا أَلفتَ بينهُما فَقلت
غَطْمَطَ استوعبَ الْمَعْنى فَصَارَ بِوَزْن المضاعفِ فتمَّ وحسُنَ.
وَقَالَ رؤبة:
سألتْ نَوَاحِيهَا إِلَى الأوساطِ
سيلاً كَسَيلِ الزَّبدِ الغَطْماطِ
وَأنْشد الْفراء:
عَنَطْنطٌ تعدو بِهِ عَنَطْنَطهْ
للماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَهْ
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: غُطامِطُ البَحْرِ لجُّهُ حِين يزخرُ، وَهُوَ
مُعظمُه.
طغم: قَالَ اللَّيْث: الطَّغامُ: أوغَادُ النّاس، تقولُ: هَذَا طغَامةٌ
من الطغامِ، الواحدُ والجميعُ سواءٌ، وَأنْشد:
وكنتُ إِذا هممتُ بِفعلِ أمرٍ
يخالفني الطغَامة للطغامِ
وَيُقَال: بل هُوَ أرادَ الطيرَ والسِّباعَ.
قلت: وسمعتُ العربَ تقولُ للرجل الأحْمَقِ النذلِ: طغامَةٌ ودَغَامةٌ،
والجميع الطغَامُ؛ وَفِيه: طغومَةٌ وطغومِيَّةٌ: أَي: حمقٌ ودناءةٌ.
مغط: قَالَ اللَّيْث: المغطُ: مَدّكَ الشيءَ اللينَ نَحْو المصْرانِ.
يُقَال: مَغطْتُهُ فامَّغط وانْمغطَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرسٌ مُتمغِّطُ، وَالْأُنْثَى مُتمغطةٌ،
والتَّمغط: أَن يَمدَّ ضَيعيْه حَتَّى لَا يجد مزيداً فِي جَرْيه
ويحتَشي رِجْلَيهِ فِي بَطنِه حَتَّى لَا يجد مزيداً للإلحاقِ ثمَّ
يكون ذَلِك مِنْهُ فِي غير اختلاطٍ يَسْبحُ بيدَيْهِ ويَضْرَحُ برجليه
فِي اجْتِمَاع.
وَقَالَ مرّة: التَّمغطُ: أَن يمدَّ قوائمه ويَتمطَّى فِي جريه.
(8/86)
وَقَالَ أَبُو زيد: امَّغطَ النَّهار
امِّغاطاً: إِذا امتدَّ، ومَغَطَ الرجل الْقوس مَغْطاً إِذا مدَّها
بالوتَرِ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: شَدَّ مَا مَغَّطَ فِي قوسِهِ: إِذا أغْرَقَ فِي
نزع الوَترِ ومدِّه ليبعدَ السهْم، وَوصف عليٌّ رَضِي الله عَنهُ
النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (لم يكن بالطويل
المُمَغَّطِ، وَلَا بالقصير المتردد) : لم يكن بالطويل الْبَائِن
الطول، (وَلكنه كَانَ رَبْعةً بَين الرَّجُلينِ) .
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: المُمَغَّط، والْمُمَهَّكُ:
الطَّوِيل.
غمط: قَالَ اللَّيْث: غَمطَ النِّعْمَة والعافية إِذا لم يشكرها.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الغمط للنَّاس: الاحتقار لَهُم والازدراءُ بهم:
وَمَا أشبه ذَلِك.
يُقَال: غمَط النَّاس وغمَصهم.
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لمَالِك بن
مرَارَة: (الكِبرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغمِطَ النَّاس) وَمَعْنَاهُ:
احتقارُ الناسِ والإزْراءُ بهم.
وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: أغمَطَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى وأغْبَطَتْ
إِذا دَامَت، وأغْمطَتِ السماءُ وأغبَطتْ إِذا دَامَ مَطرُهَا.
وَقَالَ اللَّيْث: الغمطُ كالغَمْجِ، قلت: والغَمْجُ: جَرْعُ المَاء،
وَهُوَ يغامِطُ الماءُ ويُغامِجُهُ.
وَقَالَ الراجز:
غَمْجَ غماليجَ غملَّطات
ويروى غملَّجاتٍ، ومعناهما وَاحِدًا، وَفِي (النَّوَادِر) : اغتمطت
فلَانا بالكلامِ واغْتططته إِذا عَلَوْتهُ وقهرته، قلت: وَيكون
مَعْنَاهُ احتقرتهُ.
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالدَّال)
غ د ت غ د ظ غ د ذ غ د ث: أهملت وجوهها.
غ د ر
غدر غرد دغر رغد ردغ: مستعملة.
غدر: قَالَ اللَّيْث: تَقول: غَدَرَ يَغْدِرُ غَدْراً إِذا نقض
الْعَهْد وَنَحْوه، ورجلٌ غُدَرٌ وغَدّارٌ وامرأةٌ غَدّارٌ وغَدّارةٌ،
وَلَا تَقول الْعَرَب: هَذَا رجلٌ غُدَرُ لِأَن الْغُدَرَ فِي حدّ
المعرفةِ عِنْدهم.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس المبرّد: فُعَلُ إِذا كَانَ
(8/87)
نَعْتاً نَحْو: سُكَع وكُتَع وحُطَم
فَإِنَّهُ ينْصَرف.
قَالَ الله تَعَالَى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً} (الْبَلَد: 6) .
قَالَ: فَأَما مَا كَانَ مِنْهُ لم يَقع إِلَّا معرفَة، نَحْو: عُمَر
وقُثَم ولُكَعَ، فَإِنَّهُ غير منصرف فِي الْمعرفَة، لِأَنَّهُ معدول
فِي الْمعرفَة، عَن عَامر وقاثم فِي حَال التَّسْمِيَة، فَلذَلِك لم
ينْصَرف. قَالَ أَبُو مَنْصُور: فَأَما غُدَرٌ، فَإِنَّهُ نعت مثل
حُطَم وَهُوَ ينْصَرف.
وَأَخْبرنِي الإيادِيُّ عَن شمرٍ: رجلُ غُدَرٌ: أَي غادرٌ ورجلٌ نُصرٌ:
ناصرٌ، ورجلٌ لُكَعٌ أَي لئيم نَوَّنَها كلَّها خلافَ مَا قَالَ
اللَّيْث، وَهُوَ الصَّوَاب، إِنَّمَا يُترك صرف بَاب فُعَل: إِذا
كَانَ اسْماً معرفَة مثل عُمرَ وزُفرَ لِأَن فِيهَا العِلّتَيْن
الصّرْف والمعرفة، وليلةٌ مُغدِرَةٌ: شَدِيدَة الظلمَة، وَيُقَال
أَيْضا: ليلةٌ غَدِرةٌ: بَيِّنَة الغَدَرِ: إِذا كَانَت شَدِيدَة
الظلْمةِ، روى ذَلِك كلَّه أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو.
وَفِي الحَدِيث: (من صلى العشاءَ فِي جماعةٍ فِي اللَّيْلَة المغْدِرةِ
فقد أوجب) ، والليلةُ الْمُغدرةُ: الشَّدِيدَة الظلمةِ الَّتِي تُغدرُ
النَّاس فِي بُيُوتهم وكنِّهمْ أَي تَتْركُهمْ.
وَيُقَال: أعانني فلانٌ فأغدَرَ ذَلِك لَهُ فِي نَفسِي مَودّةً: أَي:
أبقى. وَقيل: إِنَّهَا سُمِّيتْ مُغدرةً لتركها مَنْ يخرج فِيهَا فِي
الغَدَرِ وَهِي الْجِرَفَةُ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: رجلٌ ثبْت الغَدَرِ: إِذا كَانَ ثَبْتاً فِي
قتالٍ أَو كَلَام، اللحيانيُّ عَن الْكسَائي، يُقَال: مَا أثْبَتَ
غدَرَ فلانٍ: أَي مَا بقيَ من عقلِه.
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْغَدَرُ: الجِحَرةُ والجِرَفة فِي
الأَرْض فَيُقَال: مَا أثبتَ حجَّته وأقلَ زلقَه وعثارَه.
وَقَالَ ابْن بزْرج: إِنَّه لثَبْت الْغَدَرِ: إِذا نَاطِق الرجالَ
ونازعهم كَانَ قويّاً، والْغدر: جِرَفة الأرضِ وجراثيمها، وَفِي
النَّهر غَدَر: وَهُوَ أَن يَنضبَ الماءُ وَيبقى الوحل، والغدْراءُ:
الظلمَة يُقَال: خَرجنَا فِي الْغَدْرَاء.
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يَا
لَيْتَني غودِرْت مَعَ أصْحَابِ نُحصِ الجبَل) .
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يَا لَيْتَني اسْتشْهدت مَعَهم.
وَقَالَ الله جلّ وَعز: {لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً}
(الْكَهْف: 49) ، أَي: لَا يتْرك، وَقد غادر وأغدر بِمَعْنى واحدٍ.
وَقَالَ الفقعسيُّ:
هَل لَكِ والعَارِضُ مِنكِ غَائِض
فِي هَجْمَةٍ يُغْدِرُ مِنْهَا القَابِضُ
وَقَالَ اللَّيْث: الغَدِيرُ مستنقعُ ماءِ الْمَطَر صَغِيرا كَانَ أَو
كَبِيرا غير أنَّه لَا يَبقَى إِلَى القَيْظ إلاَّ مَا يتَّخذُه الناسُ
من عِدَ أَو وَجْذٍ أَو وَقْطٍ أَو صِهْرِيجٍ أَو حائرٍ.
(8/88)
قلت: العِد: الماءُ الدائمُ الَّذِي لَا
انْقِطَاع لَهُ، وَلَا يُسَمَّى الماءُ الْمَجْمُوع فِي غديرٍ أَو
صِهْريجٍ أَو صِنْعٍ عِدّاً لِأَن العِدَّ مَا دَامَ ماؤُه مثلُ ماءِ
الْعين والرَّكيَّةِ.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الغَدَائرُ: الذَّوَائبُ، واحدتُها غَديرةٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: كلُّ عَقِيصَةٍ غَديرة.
وَأنْشد:
غدائرُه مستشزراتٌ إِلَى العُلى
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرَّاء قَالَ:
الغَدِيرة والرغِيدةُ وَاحِد، وَقد اغْتَدر الْقَوْم إِذا جعلُوا
الدَّقيقَ فِي إِناءٍ وصبُّوا عَلَيْهِ اللَّبن ثمَّ رَضفوه بالرِّضاف.
وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقال: على فلَان غِدَرٌ من الصَّدقة: أَي:
بقايا مِنْهَا، وأَلْقت الشاةُ غُدُورَها، وَهِي أَقْذَاءٌ وبقايا
تَبقَى فِي الرَّحِم تُلْقِيها بعد الوِلادة.
قلت: واحدةُ الغِدَرِ غِدْرَةٌ، وتُجْمَعُ غِدَراً وغِدَرَاتٍ.
ورَوى بيتَ الْأَعْشَى:
لَهَا غِدَراتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ
هَكَذَا أنشدنيه أَبُو الْفضل، وذَكر أنَّ أَبَا الْهَيْثَم أنشدهُ:
غَدَراتٌ.
وَقَالَ المؤرّجُ: يُقَال: غَدَرَ الرجُل يَغدِرُ غَدْراً إِذا شربَ من
مَاء الغدير، قلتَ: القِياس غَدِرَ الرجلُ يَغْدَرُ غَدَراً بِهَذَا
الْمَعْنى لَا غَدَر، ومِثلُه كَرِعَ إِذا شَرب الكَرَعَ.
وَقَالَ اللحياني: ناقةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ إِذا كَانَت
تَخَلَّفُ عَن الإبلِ فِي السَّوْقِ، وبفُلان غادِرٌ من مرضٍ وغابرٌ:
أَي: بقيَّةٌ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المغْدَرَةُ: الْبِئْرُ تُحْفَرُ فِي
آخر الزَّرْع لتَسْقِيَ مذانبَهُ.
وَقَالَ أَبُو زيد: الغَدَرُ والجَرَلُ والنَّقَلُ: كلُّ هَذَا
الحجارةُ مَعَ الشَّجَر.
دغر: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ للنِّسَاء:
(لَا تُعَذِّبْنَ أولادَكُنَّ بالدَّغْر) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الدَّغْرُ: غَمْزُ الحَلْق،
وَذَلِكَ أنَّ الصبيَّ تَأْخُذهُ العُذرةُ وَهُوَ وَجَعٌ يَهِيجُ فِي
الحَلْق من الدَّم فَإِذا دفَعَت المرأةُ ذَلِك الموضعَ بإِصبعِها قيل:
دَغَرَتْ تَدْغَرُ دَغْراً وعَدَرَتْه عَدْراً، فَهُوَ مَعْدورٌ.
وَفِي حَدِيث عليَ رَحمَه الله: لَا قَطْعَ فِي الدَّغْرَة، وَهِي
الخَلْسَة.
قَالَ أَبُو عُبيد: وَهِي عِنْدِي من الدَّفْع أَيْضا، وَإِنَّمَا هُوَ
تَوثُّبُ المختلِس ودفْعُه نفسَه عَلَى المتَاع لِيخْتَلِسَهُ، قَالَ:
وَيُقَال فِي مَثلٍ: دَغْراً لَا صَفّاً، يقولُ: ادْغَرُوا عَلَيْهِم
وَلَا تُصافُّوهم.
وقرأتُ بخطِّ أبي الْهَيْثَم لأبي سعيد الضَّرِير أَنه قَالَ:
الدَّغْرُ سُوء الْغذَاء للولَد، وَأَن تُرْضِعَه أُمُّه فَلَا
تُرْوِيه فيَبقى مُسْتَجِيعاً يَعترضُ كلَّ من لقِي فيأكلُ وَيمُصُّ
ويُلقَى
(8/89)
عَلَى الشَّاة فيَرْضعها وَهُوَ عَذَاب
للصبيِّ.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّغْر: الاقتحام من غير تثبُّتٍ.
يَقُول: ادْغَروا عَلَيْهِم فِي الحَمْلَة. قَالَ: ولُغةٌ للأَزْدِ فِي
لُعبة لصبيانهم دغْرَى لَا صَفَّى، أَي: ادْغَروا وَلَا تُصافُّوا.
قَالَ: وَتقول فِي خُلُقه دَغَرٌ كَأَنَّهُ استلآمٌ.
وَقَالَ أَبُو سعيدٍ فِيمَا يرُدُّ عَلَى أبي عبيد: الدَّغْرُ فِي
الفَضِيل أَلا تُرْوِيَهُ أُمُّه فَيَدْغَر فِي ضَرْع غَيرهَا.
فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام للنساءِ: (لَا تُعَذِّبْنَ أَولادَكُنَّ
بالدَّغْرِ ولكنْ أرْوِينَهم لئلاَّ يدْغَروا فِي كلِّ سَاعَة
ويستجِيعوا، وَإِنَّمَا أَمَر بِإروَاءِ الصِّبيان من اللَّبن، قلت:
والقَوْل مَا قَالَ أَبُو عُبيد.
وَفِي الحَدِيث مَا دلَّ على صِحَة قَوْله أَلاَ ترَاهُ قَالَ لهنَّ:
(عليكُنَّ بالقُسْط البحريِّ فإنَّ فِيهِ شِفاءً) .
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المَدْغَرَةُ: الحرْبُ العَضُوض
الَّتِي شِعارها دَغْرَى، وَيُقَال دَغْراً.
ردغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّدَغةُ: وَحَلٌ كثير، وَمَكَان رَدِغ،
وارْتَدَغ الرَّجُل: إِذا وَقَع فِي الرِّداغ قلت: وَهَذَا صَحِيح.
وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ الرَّدَغةُ، وَقد جَاءَ رَدْغة، قَالَ: وَفِي
مَثَلٍ من المُعاياة، قَالُوا ضَأْن بذِي تُنَاقِضَة تقطعُ رُدغة
الماءِ بعَنَق وإرْخاءٍ بسكونِ دالِ الرَّدْغةِ فِي هَذِه وَحْدَها،
وَلَا يُسَكِّنونها فِي غيرِها.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المَرَادِغُ مَا بَين العُنق إِلَى
التَّرْقُوَة، واحدتُها: مَرْدَغة.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا سَمِن البعيرُ كَانَت لَهُ مَرَادغُ فِي
بَطْنه وعَلى فروع كَتِفيه، وَذَلِكَ أنَّ الشَّحْمَ يَتَراكبُ
عَلَيْهَا كالأرانب الجُثُوم وَإِذا لمْ تكن سَمِينَة فَلَا مَرْدغةَ
هُناك، يُقَال: إِن ناقَتك ذاتُ مَرادغَ، وجملك ذُو مَرادِغ.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْمَرْدَغَةُ:
اللَّحْمةُ الَّتِي بَين وابلةِ الكتفِ وجناجِنِ الصدرِ قَالَ:
والْمَرْدَغة: الرَّوضة البهيةُ.
وَفِي حَدِيث شَدَّاد بن أَوْسٍ أَنه تخلف عَن الْجُمُعَة وَقَالَ:
منعنَا هَذَا الرِّدَاغ.
غرد: قَالَ اللَّيْث: كل صائتٍ طربِ الصَّوْت غَرِدٌ وَأنْشد:
غَرِدٌ يَحُكُّ ذِرَاعَه بذراعِهِ
وَالْفِعْل: غَرَّدَ يُغَرِّدُ تغريداً.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: التَّغرِيدُ: الصَّوْت، والْغِرْدَةُ
والْمَغْرُودُ من الكمأَة، هَكَذَا رَوَاهُ بِفَتْح الْمِيم.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الْغَرَدُ
والْمُغْرُودُ، بِضَم الْمِيم: الكمأَةُ وَهُوَ مَفعولٌ نادرٌ وَأنْشد:
(8/90)
لَو كُنْتُمو صُوفاً لكُنْتُمْ قَرَدا
أَوْ كُنْتُمو لَحْماً لَكُنْتُمْ غَرَدَا
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الْغَرَادُ: الكمأَةُ واحدتها غرادةٌ.
ويُقال: هِيَ الغِرادُ واحدتُها غَرَدَةٌ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الفرَّاءُ: لَيْسَ فِي الْكَلَام مفعول
بِضَم الْمِيم إِلَّا مُغْرُودٌ لضربٍ من الكمأَةِ ومغفور، واحِدُ
الْمَغافير، وَهُوَ شيءٌ ينضَحُهُ الْعُرْفُطُ حُلْو كالناطف،
وَيُقَال: مُغْثُور ومُنخور للمنخر ومُعلوق لواحِدِ المعاليق.
رغد: قَالَ اللَّيْث: عَيْشٌ رَغَد: رغيدٌ رفيه، وَتقول: قوم رَغَد
ونساءٌ رغد، وَتقول: ارغادَّ المريضُ إِذا عَرَفت فِيهِ ضَعْضَعةً من
غير هُزال، والْمُرْغادُّ: الْمُتَغَيِّرُ اللَّوْن غَضبا.
وَقَالَ النضرُ: ارْغادَّ الرَّجُلُ ارْغيداداً فَهُوَ مُرغادٌّ وَهُوَ
الَّذِي بَدَأَ بِهِ الوجعُ فأنتَ ترى فِيهِ خَمَصاً ويُبْساً وفترَةً.
أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ: الْمُرْغادُّ مثل الملهاجِّ. يُقَال: رَأَيْت
أَمر بني فلَان مُرْغَادّاً.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الرَّغيدَةُ اللبنُ الحليبُ يغلى ثُمَّ
يُذَرُّ عَلَيْهِ الدَّقيق حَتَّى يَخْتلط فيلعقه الْغُلَام لعقاً.
غ د ل
دغل لغد لدغ: مستعملةٌ.
دغل: قَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّاغِلُ الَّذِي يَبْغِي أَصْحَابه الشرَّ
يُدغل لَهُم الشَّرَّ أَي يبغيهمُ الشَّرَّ ويحسبونه يريدُ لَهُم
الْخَيْر.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّغلُ دَخَلٌ فِي الأمرِ مُفسد.
وَفِي الحَدِيث: (اتَّخَذوا كِتَابَ الله دَغَلا) : أَي: أدْغَلوا فِي
التَّفْسِير، وَتقول: أدْغَلتُ فِي هَذَا الْأَمر أَي أدخلت فِيهِ مَا
يُخَالِفهُ، وكلُّ مَوضِع يخَاف فِيهِ الاغتيال فَهُوَ دَغَل.
وَأنْشد اللَّيْث:
سَايَرته سَاعَةً مَا بِي مَخَافته
إلاَّ التَّلَفُّتَ حَولي هَل أرى دَغَلا
وَإِذا دَخَلَ الرَّجل مدخلًا مريباً قيل: دَغَلَ فِيهِ، مثل دُخُول
القانص المكانَ الخفيَّ يَختِل الصَّيْد.
وَقَالَ رؤبة يذكر قانصاً:
أَوْطَنَ فِي الشَّجْرَاء بَيْتاً داغِلاً
وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّغَل من الشّجر: الْكثير الملتف.
والدَّغَاوِلُ: الغوائل، وَأنْشد لصخر الْهُذلِيّ، غَيره لأبي صَخْر:
إنْ اللَّئِيم وَلَو تخلق عَائِد
بملاذة من غِشّه ودَوَاغل
قلت: وَفِي مثله يكمن اللُّصوصُ وقطَّاع الطَّريق وَمن يُرِيد اغتيال
السّابلَةِ وَالْخُرُوج إِلَيْهِم من حَيْثُ لَا يحتسبونه.
(8/91)
وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّغَلُ مَا استترت
بِهِ.
قَالَ الْكُمَيْت:
لَا عَيْنُ نَارِكَ عَن سَارٍ مغمَّضة
وَلَا مَحَلَّتُكَ الطَّأْطَاء والدَّغَلُ
شمر عَن ابْن شُمَيْل: أدْغَالُ الأَرْض: رقتها وبُطونُها والوطَاءُ
مِنْهَا، وَستر الشّجر: دَغَل، والقُفُّ الْمُرْتَفع، والأكمة: دَغل،
والوادي دغل، والغائطُ الوطيء دغل، وَالْجِبَال: أدْغال.
وَقَالَ الراجز:
عَن عتَبِ الأَرْضِ وَعَن أدْغَالِهَا
لغد: قَالَ اللَّيْث: اللُّغدودان: باطِنَا النَّصِيل بَين الحنكِ
وصفقِ العنقِ، وَهُوَ اللُّغد والألغَاد وَأنْشد:
إيها إِلَيْك ابْن مرداس بقافية
شنعاءَ قد سكنَت مِنْك اللغاديدا
وَقَالَ أَبُو عبيد: الألغادُ: لَحَماتٌ تكونُ عِنْد اللهواتِ واحدُها
لُغْدٌ وَهِي اللَّغانينُ، وَاحِدهَا لُغْنُونٌ.
وَقَالَ أَبُو زيد: اللُّغْدُ: مُنْتَهى شحمة الأذنِ من أَسْفَلهَا
وَهِي النَّكَفَةُ.
قَالَ: واللُّغانين لحمٌ بَين النَّكَفَتَيْنِ وَاللِّسَان من باطنٍ
وَيُقَال لَهَا من ظَاهرٍ لَغاديدُ وَاحِدهَا لُغدُودٌ وَوَدَجٌ
ولُغنُونٌ.
وَقَالَ غَيره: اللُّغدُ أَن تُقيم الإبلَ على الطَّرِيق، وَقد لَغدَ
الإبلَ وجادَ مَا يَلْغدُها مُنْذُ اللَّيْل أَي: يُقيمُها للقَصْدِ
والصَّوْبِ.
وَقَالَ الراجزُ:
هَل يُورِدَنَّ القومَ مَاء بَارِدًا
بَاقِي النسيمِ يَلْغدُ الْمَلاَغِدَا
ويُرْوَى اللّوَاغدَا.
لدغ: قَالَ اللَّيْث: اللَّدْغُ بالنّابِ، وَفِي بعضِ اللُّغاتِ
تَلْدَغُ العقربُ.
وَقَالَ أَبُو خيرة: اللَّدْغَةُ جَامِعَة لكلِّ هامَّةٍ تلدغُ لدْغاً،
ورجلٌ لَديغٌ وامرأةٌ لديغٌ قَالَ: والسليم اللَّديغُ.
وَقَالَ غَيره: أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا أرسلتُ إِلَيْهِ حَيَّةً
تَلْدَغُهُ.
غ د ن
غدن ندغ دغن: مستعملة.
غدن: قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: الغَدَنُ: سعَةُ العيشِ ونعمةٌ
واسترخاءٌ.
وَقَالَ عمر بن لَجَأ:
وَلم تُضِعْ أَوْلَادهَا من البَطَنْ
وَلم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ
أَي: على فترةٍ واسترخاء.
وَقَالَ شمر: المُغْدَوْدِنَةُ: الأرضُ الكثيرةُ الكَلإِ
المُلْتَفَّةُ، يُقَال: كَلأٌ مُغْدَوْدِنٌ: أَي: ملتفٌّ.
وَقَالَ العجاج:
مُغْدَوْدِنُ الأرْطَى غَدانيُّ الضال
(8/92)
وَقَالَ رؤبة:
وَدَغْيَةٌ من خَطِلِ مُغْدَوْدِنِ
وَهُوَ المسترخي المتساقطُ، وَهُوَ عيبٌ فِي الرجل.
أَبُو عبيد: المُغْدَوْدِنُ: الشعرُ الطويلُ.
وَقَالَ حسان بن ثابتٍ يَصِفُ امْرَأَة:
وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً
إِذا مَا تَنُوءُ بِهِ آدَها
وَقَالَ أَبُو زيدٍ: شعرٌ مُغْدَوْدِنٌ: شديدُ السوَاد ناعمٌ، وأرضٌ
مُغْدَوْدِنَةٌ إِذا كانتْ مُعشبةً وغُدَانِيُّ الشبابِ: نعْمَته.
وَقَالَ رؤبة:
بعدَ غُدَانيِّ الشبابِ الأبلهِ
وفلانٌ فِي غُدُنَّةٍ من عيشه: أَي فِي نعمةٍ ورفاهية.
وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: الغِدَانُ: الْقَضِيب الَّذِي يُعَلَّقُ
عَلَيْهِ الثيابُ بلغَة الْيمن.
دغن: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للأحمقِ دُغَةٌ ودُغَيْنَةٌ، وَيُقَال:
كَانَت دغة امْرَأَة حمقاء.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
دَجَنَ يومُنا ودَغَنَ، ويومٌ ذُو دَجْنٍ ودَغْنٍ.
ندغ: قَالَ اللَّيْث: النَّدْغُ شبهُ النَّخْسِ والمُنادَغَةُ شبه
المُغَازَلَةِ.
وَقَالَ رؤبة:
لَذَّتْ أحاديثُ الغَوِيِّ المُنْدِغ
وَيُقَال للبركِ المِنْدَغَةُ والمِنْسَغَةُ، رَوَاهُ سَلمَة عَن
الفراءِ، والنَّدْغُ والسَّعْتَرُ البَرِّيُّ والسِّحاءُ نَبْتٌ آخرُ،
وَكِلَاهُمَا مَرْعًى للنَّحْلِ.
وَكتب الحجّاج إِلَى عَامله على الطائِفِ أَن أرسلْ إليَّ بِعَسَلٍ
أخضرَ فِي السِّقاءِ أبيضَ فِي الإناءِ من عسلِ النَّدْغِ والسِّحاءِ،
والأطبّاءُ يزعمونَ أَن عسلَ الصَّعْتَرِ أمتنُ العسلِ وأشَدُّهُ
حرارةً ولزجاً.
غ د ف
غدف فدغ دفغ دغف: مستعملة.
غدف: قَالَ الليثُ: الغُدْفَةُ لباسُ الفُولِ والدَّجْرِ وَهُوَ
اللُّوبياءُ وأشباههما.
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حديثٍ رَوَاهُ بإسنادٍ لَهُ أَن النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم أغْدَفَ عَلَى علِيّ وَفَاطِمَة سِتْراً.
قَالَ أَبُو عبيد: أغْدَفَ عَلَيْهِ سترا: أَي: أرْسلهُ.
وَقَالَ عَنْتَرَةُ:
إِنْ تُغْدِفي دُوني القِناعَ فإنَّني
طَبٌّ بأخْذِ الفَارِسِ المستلئِمِ
وأغدفَ الليلُ سدوله، إِذا أرْسلَ سُتُورُ ظُلْمَتِهِ، وَأنْشد:
حَتَّى إِذا الليلُ البهيمُ أغْدَفا
وَفِي حَدِيث آخر: (لَقلب الْمُؤمن أَشَدُّ ارتكاضاً على الْخَطِيئَة
من العُصْور حِين
(8/93)
يُغْدَفُ بِهِ) ، أرادَ حِين يُطْبَقُ
عَلَيْهِ الشِّباكُ لِيُصادَ فيضْطَرِبُ ليُفْلِتَ.
وَقَالَ اللَّيْث: الغُدافُ: غُرابُ القَيْظِ الضخم الوافي
الْجَناحَيْن، قَالَ: والشَّعرُ الطَّويلُ الأسودُ يسمَّى غُدافاً.
قَالَ رؤبة:
رُكِّبَ فِي جَناحِكِ الغُدافِ
من القُدامَى وَمن الخوافي
وَيُقَال: أَسْوَدُ غُدافِيٌّ: إِذا كَانَ شَدِيد السَّوَادِ.
وَقَالَ غَيره: القومُ فِي غِدافٍ من عيشتهم: أَي: نعمةٍ وخِصْبٍ
وسعةٍ، واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ اغْتِدافاً: إِذا أخذَ مِنْهُ شَيْئا
كثيرا.
وَقَالَ ابْن دُريد: الغادِفُ: المَلاَّحُ، والمِغْدَفُ والغادوف:
المجدافُ، لُغَةٌ يمانيةٌ.
فدغ: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الفَدْغُ شَدْخُ شيءٍ أجوفَ مثل حَبَّةِ
عِنَب وَنَحْوه.
وَفِي بعض الْأَخْبَار فِي الذَّبْحِ بالحجرِ: (إنْ لم يَفْدَغِ
الحُلْقُوم فَكل) ، أَرادَ إِنْ لَّمْ يُثَرِّدْهُ.
وَفِي حَدِيث آخر: (إِذا تَفْدَغَ قريشٌ الرَّأَسَ) : أَي تَشْدَخَ،
يُقَال: فَدَغَ رَأسه، وثَدغَه: أَي: رَضّه وشدخه.
دفغ: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ أَبُو مَالك: الدَّفْغ: حطام الذُّرَةِ ونُسَافَتُها.
رَوَاهُ ابْن دُرَيْد لَهُ وَهُوَ صَحِيح.
دغف: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الدَّغْف: الْأَخْذ الْكثير، دَغَفَ الشيءَ
يَدْغَفُه دَغْفاً.
غ د ب
اسْتعْمل من وجوهه: دبغ بدغ.
دبغ: قَالَ ابْن السّكيت: الدِّبغ والدِّباغ: مَا يُدْبَغ بهِ
الْأَدِيم، والدَّبْغ الْمصدر، يُقَال: دَبَغَ الدَّباغ الجِلْدَ
يَدْبَغه دَبْغاً، والدِّباغَةُ: حِرْفَة الدَّبَّاغِ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: دَبَغَ يَدبَغ ويَدبُغ، والمَدبغةُ: الْجُلُود
الَّتِي جعِلَت فِي الدِّباغِ، وموضعها ذَلِك مدبَغَةٌ أَيْضا.
بدغ: ابْن السّكيت وَغَيره: بَدِغَ فلَان بِطُمَّتِهِ يَبدَغ بَدغاً
إِذا تَلَطَّخَ بهَا، وَأنْشد:
لَوْلَا دَبوقاء استِهِ لم يَبدَغ
وَقَالَ اللَّيْث: البَدَغُ: التَّزَحُّفُ على الاسْت والقولُ هُوَ
الأول.
غ د م
غمد دغم مغد دمغ: مستعملة.
غمد: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا
أَحَدٌ يدخلُ الجنَّة بعَمَلِه، قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رسولَ الله،
قالَ: وَلا أَنا إِلاَّ أنْ يَتَغَمَّدَنيَ اللَّهُ برحمتِه) .
(8/94)
قالَ أَبُو عبيد: قولُه: إلاَّ أنْ
يَتَغَمَّدَنيَ أَي: إلاَّ أَن يُلْبِسَني ويَتَغشَّانِي.
وَقَالَ العجاج:
يغمِّد الأعداءَ جَوناً مِردَسا
قَالَ: يَعْنِي أَنه يلقِي نَفسه عَلَيْهِم ويركبهمْ ويُغشِّيهمْ،
قَالَ: وَلَا أحسبُ هَذَا مأخوذاً إِلَّا من غمد السيفِ لِأَنَّك
إذاأغمدته فقد ألبسته إِيَّاه وَغَشيتهُ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب فعلت وأفعلتُ: غَمَدْت السيفَ وأغمدته
بِمَعْنى واحدٍ.
وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: غامِدٌ: بطن من الْيمن، سمي غامداً
لِأَنَّهُ تغمَّد أمرا فَسَماهُ ملكهم غامداً؛ وَقَالَ:
تغمَّدتُ أمرا كَانَ بَين عشيرتي
فسماني القَيل الخَضُوري غامدا
وَقَالَ الأصمعيُّ: لَيْسَ اشتقاق غامدٍ ممّا قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ،
إِنَّمَا هُوَ من قَوْلهم: غَمَدتِ الرَّكيَّةُ غمداً: إِذا كثر
مَاؤُهَا.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: غمدتِ الْبِئْر إِذا قلَّ مَاؤُهَا.
وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الْقَبِيلَة غامدة بالهاءِ. وَأنْشد:
أَلاَ هَل أتاهَا عَلى نأيها
بِمَا فَضَحت قَومهَا غامدهْ
دغم: فِي (نَوَادِر الْعَرَب) : دَغَمَ الغيثُ الأَرْض يَدْغمها
وأدْغمَها واغتَمَطها واغتمصها: إِذا غشيها وقهرها.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّغمُ: كسرُ الْأنف إِلَى بَاطِنه هَشْماً.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: دَغَمَهُمُ الحرُّ يدغَمُهم دغْماً: إِذا
غَشِيَهُمْ، وَكَذَلِكَ الْبرد. قَالَ: فقد سمعتُ دَغمَهُمْ.
وَقَالَ اللحياني: يُقَال: أرْغَمَهُ الله وأدغَمَهُ وَقَالَ رغْماً
لَهُ ودغماً شِنَّغْماً، وَفعلت ذَلِك على رغمهِ ودغمهِ وشِنَّغْمهِ.
وَقَالَ غَيره: الإِدغامُ: إدخالُ اللِّجام فِي أَفْوَاه الدوابِّ.
وَقَالَ سَاعِدَة بن جُؤَيَّة:
بِمُقرباتٍ بِأَيْدِيهِم أَعِنَّتُها
خُوصٍ إِذا فزعُوا أُدْغِمْنَ باللُّجم
قلت: وإدغامُ الْحَرْف فِي الحرفِ مأخوذٌ من هَذَا.
وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ إِدْخَال حرفٍ فِي حرفٍ قَالَ: والأدغمُ:
الأسودُ الأنفِ، وَجمعه الدُّغم والدُّغمانُ.
وَفِي (النَّوَادِر) : الدُّغام والشُّوال: وجَعٌ يأخذُ فِي الحلْقِ.
مغد: قَالَ اللَّيْث: المَغْدُ: اللُّفَّاحُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي، فِيمَا روى أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ:
المَغْدُ والحدَقُ: الباذنجان.
وَقَالَ أَبُو سعيد: المغدُ: صمغٌ يسيلُ من السِّدرِ، وَأنْشد:
(8/95)
وأنتُمْ كَمَغْدُ السِّدرِ يُنظر نَحوه
وَلَا يُجْتَنى إِلَّا بفأسٍ ومِحْجَنِ
قَالَ: ومَغْدٌ آخر يُشبه الْخِيَار يؤكلُ وَهُوَ طيِّب.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المغْدُ: النَّتْفُ، وَأنْشد:
تُبارِي قُرحةً مِثل ال
وَتِيرةِ لم تكن مَغْدا
قَالَ: مَغَدَ: نَتَفَ، ومَغَدَ: امْتَلَأَ شبَابًا.
قَالَ أَبُو حَاتِم: يَقُول لم تنتف فتَبْيَضّ وَلكنهَا خلقَة.
وَقَالَ اللَّيْث: الفصيلُ يَمْغَدُ الضَّرع مغْداً وَهُوَ تناولهُ،
وبعير مَغْدُ الْجِسْم: تارٌّ لَحِيمٌ.
سَلمَة عَن الْفراء: مَغَدَ فلانٌ فِي عيشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مغداً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: شباب مغدٌ وعيشٌ مغدٌ: ناعمٌ، وَأنْشد:
وَكَانَ قد شَبَّ شبَابًا مَغْدا
وَقَالَ النَّضر: مَغَدَهُ الشَّبَاب وَذَلِكَ حِين استقام فِيهِ
الشَّبَاب وَلم يَتَنَاهَ شبابُه كُله، وَإنَّهُ لَفِي مَغْد
الشَّبَاب، وَأنْشد:
أراهُ فِي مَغْدِ الشَّبَاب العُسْلُجِ
وَقَالَ غَيره: مَغَدَ الرَّجل جَارِيَته يَمْغَدها إِذا نَكَحَهَا.
أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و: أمْغَدَ الرَّجل إمغاداً: إِذا أَكثر من
الشَّرَاب.
وَقَالَ أَبُو زيد: مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعمٌ إِذا غذاهُ عيشٌ ناعمٌ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: مَغَدَ الرجل والنَّباتُ وكل شَيْء إِذا طَال.
دمغ: قَالَ اللَّيْث: الدَّمْغُ: كسرُ الصَّاقُورة عَن الدِّماغ،
قَالَ: والقهرُ، وَالْأَخْذ من فَوق دَمْغٌ كَمَا يدمَغُ الحقُّ
الْبَاطِل، قَالَ: والدَّامغةُ طلعةٌ بَين شَظِيَّات قُلبها طويلةٌ
صُلبةٌ إِن تُركت أفسدت النخلةَ، فَإِذا علم بهَا امْتُصِخَتْ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للحديدة الَّتِي فَوق مُؤخرة
الرَّحْلِ الغاشيةُ.
وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الدامغة.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
فرُحنا وقمنا والدَّوامِغُ تَلْتَظِي
عَلَى الْعين من شمسٍ بطيءٍ زوالُها
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤُوس الأحناء من
فَوْقهَا، واحدتها دامغةٌ، وَرُبمَا كَانَت من خشب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ
أسراً شَدِيدا وَهِي الخذاريفُ وَاحِدهَا خُذروفٌ وَقد دَمَغَتْ
الْمَرْأَة حويَّتهاتدمَغُ دمغاً.
قلت: إِذا كَانَت الدَّامغةُ من حَدِيد عُرِّضت فَوق طرفِي
الْحِنْوَيْن وسُمِّرت بمسمارين والخذاريفُ تُشَدُّ على رُؤوس
الْعَوَارِض
(8/96)
لِئَلَّا تنفكَّ.
أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه، يُقَال: أحوَجْتهُ إِلَى
كَذَا وأحرجتهُ وأدغمتهُ وأدمغتهُ وأجلدتهُ وأزأَمْته بِمَعْنى وَاحِد.
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالتَّاء)
غ ت ظ غ ت ذ غ ت ث: مهملات.
غ ت ر
اسْتعْمل من وجوهها: تغر.
تغر: قَالَ اللَّيْث: تَغِرَتِ القدرُ تَتْغَرُ، تَغَرَاناً،
وتَغَرَانُها: غليانها. وَأنْشد:
وصهْباءَ مَيْسَانِيَّة لم يقُمْ بهَا
حنيفٌ وَلم تَتْغَرْ بهَا سَاعَة قِدْرُ
قلت: هَذَا تَصْحِيف، وَالصَّوَاب نَغِرَتِ القدرُ بالنُّون، وستراه
فِي بَاب الْغَيْن وَالنُّون إِن شَاءَ الله، وَأما تَغِرَ بِالتَّاءِ
فَإِن أَبَا عبيدٍ روى عَن الْأمَوِي فِي بَاب الجراحِ قَالَ: فَإِن
سَالَ مِنْهُ الدَّم قيل: جُرح تغار بالتاءِ والغين.
قَالَ: وَقَالَ غَيره: جُرحٌ نعَّارٌ بالنُّون وَالْعين.
وروى أَبُو عَمْرو عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جرحٌ تَغَّارٌ
ونَعَّارٌ فَجمع بَين اللغتين فصحَّتا مَعًا.
غ ت ل
اسْتعْمل من وجوهه: غلت لتغ.
غلت: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَلْتُ:
الْإِقَالَة فِي الشِّرَاء أَو البيع، قَالَ: وغَلْتَةُ اللَّيْل:
أوَّلُه، وَأنْشد:
وجِيء غَلْتَةً فِي ظلمَة اللَّيْل وارتحل
بِيَوْم مُحاق الشَّهْر والدَّبران
قَالَ: غَلْتَةً: أول اللَّيْل.
أَبُو عبيد: الغَلَتُ فِي الْحساب والغلط فِي الْكَلَام.
وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: لَا غَلَتَ فِي الْإِسْلَام.
وَقَالَ اللَّيْث: غَلِتَ فِي الْحساب غَلَتاً، وَيُقَال: غَلِطَ فِي
معنى غَلِتَ، والغَلَط فِي الْمنطق، والغَلَتُ فِي الْحساب، وَقَالَ
رؤبة:
إِذا اسْتَدَرَّ البَرِم الغَلُوتُ
(والغلوت) الْكثير الغَلَط، قَالَ: واستداره: كَثْرَة كَلَامه.
لتغ: قَالَ ابْن دُرَيْد: اللَّتْغُ: الضَّرْب بِالْيَدِ، لَتَغَهُ
لَتْغاً.
غ ت ن
اسْتعْمل من وجوهه: نتغ.
نتغ: قَالَ اللَّيْث: أنْتَغَ إنْتَاغاً: إِذا ضَحِكَ
(8/97)
ضحك مُسْتَهْزِىءٍ، وَأنْشد:
لمَّا رَأَيتُ الْمنتِغِينَ أَنتغُوا
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: الإِنْتاغُ: أَن
يخفيَ ضحكَه ويظهرَ بعضَه.
وَقَالَ ابْن دُريدٍ: رجلٌ مُنْتِغٌ: عَيَّابٌ وَقد نَتَغَهُ.
غ ت ف
(فتغ) قَالَ ابْن دُرَيْد: الْفَتْغُ وَالْفَدْغُ: الشَّدْخُ.
غ ت ب
اسْتعْمل من وجوهه: تغب بَغت.
بَغت: قَالَ الليثُ: الْبَغْتُ والبَغْتَةُ، وَقد باغَتَهُ إِذا
فاجَأَهُ. وَأنْشد:
ولكنهمْ بانُوا ولمْ أدْر بَغْتَةً
وأفْظَعُ شيءٍ حِين يَفْجؤكَ البَغْتُ
وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ
مُّبْلِسُونَ} (الْأَنْعَام: 44) ، أَي: أخذناهمْ فجأَةً.
تغب: قَالَ اللَّيْث: التَّغَبُ والْوَتَغُ: الْهلاكُ.
أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: تَغِبَ يَتْغَبُ تَغَباً: إِذا هَلكَ فِي
دين أوْ دنيَا، وكذلِكَ الْوَتَغُ.
وَفِي الحديثِ: (لَا تُقبلُ شَهادةُ ذِي تَغْبةٍ) وهوَ الفاسِدُ فِي
دينهِ وعملهِ وسوءِ فِعْلِهِ.
أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: يُقَال لِلقَحْط تَغْبَةٌ
وللجُوعِ الْيَرْقُوع تَغبَةٌ.
غ ت م
اسْتعْمل من وجوهه: غتم غمت.
غتم: قَالَ اللَّيْث: الْغُتْمَةُ: عُجْمةٌ فِي المنطقِ، والأَغتَمُ:
الَّذِي لَا يُفصحُ شَيْئا، رَجلٌ أَغتَمُ وغُتْميٌّ.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: لبنُ غُتْميٌّ وَهُوَ الثَّخينُ الَّذِي
لَا صوتَ لَهُ إِذا صببتُه.
الحرانيُّ عَن ابْن السكِّيت: قَالَ: الغتْم: شِدَّة الحرِّ والأخذُ
بالنفسِ وَأنْشد:
حَرَقَّهَا حَمْضُ بِلاَدٍ فِلِّ
وغتْمُ نَجْمٍ غير مُسْتَقِلِّ
وَقَالَ غيرُه: أغتَمْ فُلانٌ الزِّيارةَ إِذا أَكثرها حَتَّى يُملَّ.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: الْغُتْمُ: قِطَعُ اللبنِ
الثِّخانُ وَمِنْه قيلَ للثَّقيلِ الرُّوحِ غُتْمِيُّ، ويقالُ للَّذي
يجدُ الْحَرَّ وَهُوَ جائعٌ مَغْتُومٌ.
غمت: أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: غَمَتَهُ الطَّعامُ يَغمِتُهُ.
وروى سلمةُ عَن الفرَّاء: قَالَت الدُّبَيْريَّةُ: الغَمَتُ والغتَمُ:
التُّخمَةُ.
وَقَالَ شمر: يقالُ: غَمَتَهُ الْودَكُ يَغْمِتُهُ غَمْتاً إِذْ صيرهُ
كالسكرانِ وغمَتَهُ إِذا غطَّاهُ.
وَقَالَ ابْن دُريدٍ: غمَتَهُ فِي الماءِ إِذَا غَطَّهُ فيهِ.
(8/98)
(أَبْوَاب) الْغَيْن والظاء)
غ ظ ذ غ ظ ث غ ظ ر
أهملت وجوهها.
غ ظ ل
اسْتعْمل من وجوهها: غلظ.
غلظ: قَالَ اللَّيْث الغِلَظُ: مصدرُ قَوْلك غَلُظَ الشيءُ يَغْلُظُ
غِلَظاً فِي الْخِلقةِ، واسْتَغلَظَ النَّباتُ والشجرُ وأغْلَظْتُ
الثوبَ وغيرهُ إِذا وجدتُه غليظاً، واسْتَغلَظْتُ الثَّوْبَ إِذا تركتُ
شِراءَهُ لِغِلَظِهِ، وتغْلِيظُ الْيَمين: تشديدُهَا وتوكيدُهَا، ورجلُ
غَلِيظٌ: فَظٌّ ذُو غُلْظةٍ وغِلْظَةٍ وغَلْظَةٍ ثلاثِ لُغاتٍ. قَالَه
الزجَّاجُ فِي قَول الله: {وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً}
(التَّوْبَة: 123) ، ومَاءٌ مُرٌّ: غَلِيظٌ، وأرضٌ غَلِيظةٌ إِذا كَانَ
فِيهَا وعُوثَةٌ وكانَتْ ذاتَ حَصى مُحَدَّد.
وَيُقَال: غَلَّظَ فلانٌ لفُلانٍ القَولَ وأغْلَظَ لَهُ القولَ
واسْتَغلَظَ الشيءُ إِذا صارَ غليظاً.
وَمِنْه قَوْله: {فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى}
(الْفَتْح: 29) ، وَهَذَا لازمٌ غيرِ واقعٍ، والدِّية الْمغَلَّظَةُ.
قَالَ الشافعيُّ: تَغْلِيظُ الدِّية فِي العمْدِ المحضِ وَالْخَطَأ
العَمْدِ، وَفِي القتلِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَام والبلد الْحَرَام
وقتلِ ذِي الرَّحمِ وهيَ ثلاثُونَ حِقَّةً من الْإِبِل وثَلاثون
جَذَعةً وأربعونَ مَا بينَ ثنيةٍ إِلَى بازِلِ عامِها كلَّها خَلِفة،
وَدِيةُ الْخَطَأ المَحضِ مخفَفَّةٌ تقسَّمُ أخْماساً.
غ ظ ن
اسْتعْمل من وجوهها: غنظ.
غنظ: اللَّيْث: الْغَنْظ: الهمُّ اللازمُ، تَقول: إنَّه لمغْنُوظٌ:
مهمومٌ، وَقد غنظهُ هَذَا الأمرُ يَغْنِظه وَيَغنُظهُ لُغتان، وَقَالَ:
وَغَنظتهُ وأغْنظتهُ لُغَتَانِ: إِذا بلغت مِنْهُ الغَمَّ.
ويروَى عَن عمر بن عبدِ الْعَزِيز أَنه ذكَر الْمَوْت فقالَ: غَنْظٌ
ليسَ كالْغَنظ، وكَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الْغَنظ هوَ أشدُّ الكربِ، قالَ: وكانَ أَبُو
عُبَيْدَة يَقُول: هوَ أَن يشرفَ الرجل على الموْتِ منَ الكربِ ثمَّ
يفلِتَ مِنْهُ.
يُقَال: غَنظتُ الرَّجلَ أغْنظه غنظاً إِذا بلغتَ بِهِ ذلكَ، وَأنْشد:
وَلَقَد لَقِيتَ فوارِساً من رَهطِنَا
غَنظوكَ غَنظَ جَرَادَة الْعيّار
غ ظ ف غ ظ ب غ ظ م
أهملت وجوهها.
(أَبْوَاب) الْغَيْن والذال)
قَالَ الليثُ: أهملت الغينُ والذالُ مَعَ الحروفِ الَّتِي تَليها فِي
الثلاثيِّ الصحيحِ إلاَّ مَعَ اللامِ وَمَعَ الميمِ.
غ ذ ل
اسْتعْمل من وجوهه: ذلغ.
(8/99)
ذلغ: قَالَ ابْن بزرج: ذلِغَتْ شفتهُ
تذْلَغُ ذَلغاً إِذا انْقَلَبَتْ، وَيُقَال لِذكَرِ الرَّجل: أذلَغُ
وأذلغِيٌّ.
وَأنْشد أَبُو عمرٍ و:
واكْتشفتْ لنَاشىءٍ دَمَكمكِ
عَن وَارمٍ أكْظَارهُ عَضَنَّكِ
فَدَاسَها بأَذلغيَ بَكْبَكِ
قالَ: وَيُقَال: لَهُ مِذْلَغ أَيْضا، وَأنْشد:
فَشَامَ فِيهَا مِذْلغاً صُمادِحَا
فصرختْ لقدْ لقِيت ناكِحَا
رَهزاً دِرَاكاً يحطمُ الجَوَانِحَا
قلت: وَالذكر يُسمى أذلَغَ إِذا اتمهلَّ فَصارَتْ تومة الْحَشَفَة
كالشفة المنقلبةِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: رجلٌ أذلَغُ غليظ الشفتين.
قَالَ: وَقَالَ رجل من العربِ: كَانَ كثيرٌ أُذيلغَ؛ لَا ينَال خِلْفَ
النَّاقةِ لِقصره.
وَفِي (نَوَادِر الْإِعْرَاب) : دَلغْت الطعامَ وذلغته: أَي أَكلته
وَمثله اللُّغْف.
غ ذ م
اسْتعْمل من وجوهه: غذم.
غذم: قَالَ اللَّيْث: الْغذْم: الْأكل بجفاءٍ وشِدّة نهم، وَقد غَذِمت
أغْذَم غذماً.
قَالَ: وَالْغُذَم من اللَّبن شيءٌ كثيرٌ، واحدتها غُذْمة؛ وَأنْشد:
قد تركتْ فصيلها مكرَّماً
ممّا غذته غُذَماً فغُذَما
وَيُقَال للحُوَارِ إِذا امْتَكَّ مَا فِي ضَرْع أُمِّهِ قد غَذَمَهُ
واغتَذَمَه، وَأَصَابُوا مِن معروفِه غُذَماً، وَهُوَ شَيْء بعدَ
شَيْء.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الغذَمُ: نبتٌ.
قَالَ القطاميُّ:
فِي عَثْعَثٍ يُنبِت الحوذانَ والغَذَما
وَقَالَ شمر: الغذِيمةُ كل كلأٍ، وكلُّ شَيْء يركبُ بعضه بَعْضًا،
وَيُقَال: هيَ بقلةٌ تنبتُ بعد مسير النَّاس من الدَّار.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، إِذا أكثرَ منَ العطيةِ قيل: غَذَمَ لَهُ
وقذَمَ لَهُ وغثم لَهُ.
قَالَ: وَقَالَ الأحمرُ:
اغْتذَمَ الفصيلُ مَا فِي ضرع أمِّه إِذا شَرِبَ جميعَ مَا فِيهِ
وَقَالَ غَيره: كل مَا أمكنَ منَ المَرْتَع فهوَ غَذِيمةٌ.
وَأنْشد:
وجَعَلَتْ لَا تجِدُ الغَذَائما
إلاّ لَوِيّاً ودَوِيلاً قاشِما
ورُوي عَن أبي ذَر أَنه قَالَ: عَلَيْكُم معاشرَ قُريشٍ بدُنياكم
فاغْذَموها.
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الغَذْمُ الأكلُ بجفاءٍ وشدّة
نَهَمٍ وَقد غَذِمتُ أغذَمُ غَذْماً. وأنشده الرياشيُّ:
تَغَذَّمْنَ فِي جَانِبَيْه الْخَبِ
(8/100)
ير لَمّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحا
وَقَالَ النضرُ: رجلٌ غَذَمٌ: كثيرُ الأكْلِ وبِئرٌ غُذَمةٌ كثيرةُ
المَاء، وبئرٌ ذاتُ غَذيمة كذلكَ، والغذائم: البحورُ، الواحِدَة
غَذِيمةٌ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: الغذائمُ كلُّ متَراكب بعضُه عَلَى بعض.
(أَبْوَاب) الْغَيْن والثاء)
غ ث ر
غثر غرث ثغر ثرغ رغث رثغ.
غثر: أَبُو عبيد: الأغثرُ الَّذِي فِيهِ غُبرةٌ، ثَعْلَب عَن ابْن
الْأَعرَابِي قَالَ: الذِّئبُ فِيهِ طُلْسَةٌ وغُبْرَةٌ وغُثرَةٌ
وغُبسةٌ، والضَّبعُ فِيهَا غُثْرَةٌ.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الغثراءُ من النَّاس: الغوْغاءُ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الغيْثرَةُ الجماعاتُ من النَّاس
المختَلِطون.
وَقَالَ الليثُ: الأغثرُ والغثراءُ مِنَ الأكسيةِ: مَا كثرَ صُوفه
وزئبَرُه، وَبِه شُبِّه الغَلْفقُ فَوق المَاء.
وَأنْشد:
عَباءَةٌ غثراءُ مِن أجْن طالي
أَي: من ماءِ ذِي أَجْنٍ.
قَالَ: الأغثرُ: من طير المَاء: طَوِيل العُنق فِي لَونه غثرَة.
وَقَالَ غَيره: أغثرَ الرِّمْثُ وأغفر: إِذا سَالَ مِنْهُ صَمْغٌ حُلْو
يُقَال لَهُ المُغْثور والمِغثر، وَجمعه المغاثير والمغافير.
وَقَالَ ابْن الفرَج: قَالَ الأصمعيُّ: تركت الْقَوْم فِي غَيْثرة
وغَيْتمة: أَي فِي قتال واضطراب.
غرث: قَالَ اللَّيْث: الغرَث: الْجُوع، والنّعت غَرْثان وغرْثى،
وجاريةٌ غَرْثى الوِشاح ووِشاحها غرْثان، وَقد غرِثَ يغْرَث غَرَثاً
فَهُوَ غرثان، وغرَّثه إِذا جَوّعه.
ثغر: قَالَ اللَّيْث: الثَّغْر لِلسِّنِّ مَا دامَ فِي مَنابِته قبل
أَن يَسْقُط.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: إِذا سَقَطتْ رَواضِع الصبيِّ
قيل: ثُغِرَ فَهُوَ مثغورٌ، فَإِذا نبتتْ أَسْنَانه بعدَ السقوطِ قيل:
اثّغرَ واتَّغَرَ بتَشْديد الثّاء وَالتَّاء.
وَقَالَ شمر: الإثِّغار يكون فِي النَّبَات والسقُوط، وَمن النَّبَات
حديثُ الضَحّاكِ أَنه وُلدَ وَهُوَ مثْغِرٌ، وَمن السقوطِ حَدِيث
إِبْرَاهِيم كَانُوا يُحبون أَن يُعلِّموا الصبيَّ الصَّلَاة إِذا
اثّغر.
قَالَ شمر: وَهَذَا عِنْدِي بِمَعْنى السقوطِ يدلُّكَ علَى ذَلِك مَا
رَوَاهُ ابْن المبارَك بِإِسْنَادِهِ عَن إِبْرَاهِيم إِذا ثُغِر،
وثُغر لَا يكون إِلَّا بِمَعْنى السقوطِ.
قَالَ شمر: ورَوُي عَن جابرٍ أَنه قَالَ: لَيْسَ فِي سنِّ الصبيِّ
شَيْء إِذا لم يثّغِرْ قَالَ:
(8/101)
وَمَعْنَاهُ عِنْدِي النَّبَات بعد
السُّقوط.
قَالَ شمر: وَحكي عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: إِذا وَقع مقدَّم الفَم
من الصبيِّ قيل: اتّغر بِالتَّاءِ، فَإِذا قُلع من الرجل بعد أَن يُسنّ
قيل: قد ثُغر بالثاء فَهُوَ مثغور.
قلت: أصل الثّغر الْكسر والثّلم، وَقد ثغرْت الْجِدَار إِذا ثلَمْته،
وَمِنْه قيل للموضع الَّذِي يخَاف مِنْهُ اندراء العدوِّ فِي جبلٍ أَو
حِصْنٍ ثغر لانثِلامِه وإعواره حَتَّى يُمكن العدوّ الدُّخُول مِنْهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الثُّغَرة: ثغرَة النّحْر، والثغْرَة النَّاحِيَة
منَ الأَرْض، يُقَال: مَا بِتِلْكَ الثغرة مثْله.
وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: ثُغَر المجدِ: طُرقه واحدتها: ثُغْرة.
قلت: وكلُّ طريقٍ التَحَبه النَّاس لسهولتِه حَتَّى تخدَّد فَهُوَ
ثُغْرَةٌ، وَذَلِكَ أَن سالكيهِ دعَسوه وثَغروا وَجهه حَتَّى صَار
فِيهِ أخدودٌ وشرك بائنةٌ، وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة نباتاً يُقَال
لَهُ الثّغَر، وربّما خفِّفَ فَقيل: ثَغْرٌ.
قَالَ الراجز:
أفانِياً ثَعْداً وثَغْراً ناعِما
شمر عَن الهجيميِّ: ثغَرْت سِنّه: نزعْتها واثّغرَ إِذا أنبَت، واثَّغر
سقَط، ونَبتَ جَمِيعاً.
وَقَالَ الكمَيت:
تبَيَّن فِيهِ النَّاس قبلَ اثِّغاره
مَكَارِم أرْبى فوْقَ مثْلٍ مِثالُها
قَالَ شمر: اثغارهُ: سُقُوط أسنانهِ.
قَالَ: وَمن النّاسِ من لَا يثَّغِرُ أبدا، وبَلغنَا أَن عبد الصمد بن
عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس لم يَتَّغِرْ قَطُّ وَأَنه دخل قَبره
بأسنان الصَّبيِّ، وَمَا نَغضَ لَهُ سِنٌّ حتَّى فارَقَ الدُّنْيَا
مَعَ مَا بلغ من العمرِ.
وَقَالَ المرار الْعَدَويُّ:
قَارِحٌ قد فُرَّ مِنْهُ جَانبٌ
ورَبَاع جانبٌ لم يَتّغِرْ
وَقَالَ أَبُو زبيد يصف أنيَابَ الأسَدِ:
شِبالاً وَأَشْبَاه الزُّجَاج مَغاوِلاً
مَطَلْنَ وَلم يَلْقَيْنَ فِي الرَّأْسِ مَثْغرا
قَالَ: مَثغراً: مَنْفذاً، فأَقمنَ مكانَهُنَّ من فمهِ، يَقُول: إِنَّه
لم يَتّغِرْ فيخلف سنّاً بعد سِنَ كَسَائِر الْحَيَوَان.
رغث: قَالَ اللَّيْث: كلُّ مُرْضعةٍ: رَغُوثٌ.
وَقَالَ طَرَفةُ:
ليتَ لنَا مَكانَ الملكِ عَمرٍ
ورَغوثاً حَوْلَ قُبَّتنَا تَخُورُ
والرُّغثَاوانِ: مَضيغتَانِ بَين الثّندُوَة والمنْكِبِ بِجَانِب
الصَّدْرِ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الرَّغوثُ هِيَ الَّتِي ترضعُ، وَجمعهَا
رغاثٌ.
وَيُقَال: رَغثهَا ولدُهَا يَرْغَثُهَا رَغْثاً مثل
(8/102)
مَلجَهَا يَملجُها إِذا رَضَعهَا.
قَالَ: والرُّغثَاءُ: مَا بَين الْإِبِط وأسفل الثَّديِ ممَّا يَلي
الإبطَ، قَالَ ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ غَيره: الرَّغَثَاءُ بِفتْحِ الرَّاءِ: عَصبَةُ الثدْي، قلت:
وضَمُّ الرَّاءِ فِي الرُّغثَاءِ: أَكثر، كَذَلِك روى سَلمَة عَن
الْفراء.
قَالَ: والرُّغثَاوانِ: سَوادُ حَلَمَةِ الثَّدْيَيْنِ.
ثرغ: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: ثُرُوغُ الدَّلْوِ وفُروغُهَا مَا
بَين العَراقِي، واحدهَا فَرْغٌ وثَرْغٌ.
رثغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّثَغُ لُغةٌ فِي اللَّثَغِ.
غ ث ل
غلث. لثغ. ثلغ. لغث: (مستعملة) .
ثلغ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المثَلَّغَةُ الرطبَة
المُعَرَّقَةُ وَهِي المعْوَةُ.
وَقَالَ اللَّيْث: ثَلغ رَأسه يَثلَغُه ثلغاً إِذا شَدَخَهُ.
وَفِي الحَدِيث: (إِذا يَثلغوا رَأسي كَمَا تُثلَغُ الخبزَةُ) .
قَالَ: والمُثَلَّغُ من الرُّطبِ والتّمْرِ: الَّذِي قد أَصَابَهُ
المطرُ فَأَسْقَطَهُ ودَقّهُ، وَقد تَناثرَتِ الثِّمارُ فَثُلِّغَتْ
تثليغاً.
وَقَالَ أَبُو عبيد: ثَلَغْتُ رأسَه أثلَغه ثَلْغاً إِذا شدَخْتُه.
وَقَالَ شمر: الثّلغُ: فضخُك الشيءَ الرَّطْبَ بالشيءِ الْيَابِس
حَتَّى ينشدخَ وَقد انْثلغَ وانْفضخَ بِمَعْنى واحدٍ.
غلث: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الغِلثُ: الشَّديد الْقِتَال
اللَّزوم لمن طَالب، قَالَ رؤبةٌ:
إِذا اسْمَهَرَّ الحِلسُ المغَالث
اسْمهرَّ: اشتدَّ، والحِلسُ الَّذِي لَا يبارح قِرْنه، والمغالث:
الملازم لقِرْنه.
أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الغليث: الطَّعام الْمَخْلُوط بِالشَّعِيرِ،
فَإِن كَانَ فِيهِ مَدَرٌ أَو زؤانٌ فَهُوَ المغلوث.
وَقَالَ الْفراء: المعْلُوثُ بِالعيْن: الْمَخْلُوط.
وَقَالَ غَيره: قد سمعناه بالْغيْنِ مَغلوثٌ.
وَقَالَ لَبيدٌ:
مَشْمولة غُلِثتْ بنَابتِ عَرْفَجٍ
كدُخان نارٍ ساطِعٍ أسْنامُها
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: غلِث الزّنْدُ غَلَثاً إِذا لم يُور.
وَقَالَ اللَّيْث: غلث الطَّائر إِذا هَاعَ ورَمى من حَوْصَلَتِهِ
شَيْئا اسْتَرَطَهُ.
قَالَ ابْن السّكيت: إِنِّي لأجِدُ فِي نَفسِي تغْليثاً، أَي اختلاطاً،
وَيُقَال: قُتِل النَّسْر بالغَلْثى، وَهُوَ شيءٌ يُخْلط لَهُ فِي
طعامٍ فيأكلُهُ فيقتُله، فيؤخَذُ ريشه. سِقاءٌ مَغْلوثٌ: إِذا كَانَ
مدبوغاً بالتَّمْرِ أَو بالبُسْرِ.
(8/103)
لثغ: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن
المبرِّدِ أَنه قَالَ: اللُّثْغَة أَن يُعدلَ بحرفٍ إِلَى حرف.
وَقَالَ اللَّيْث: الألْثَغُ: الَّذِي يتحولُ لسانهُ من السِّين إِلَى
الثَّاءِ، والمصدر: اللَّثَغُ واللُّثْغَةُ.
وَقَالَ غَيره: لَثَّغَ فلَان، لسانَ فلانٍ إِذا صَيَّرَهُ أَلْثَغَ.
وَقَالَ أَبُو زيد: الألْثَغُ: الَّذِي لَا يُتِمُّ رَفْعَ لِسَانه فِي
الْكَلَام وَفِيه ثِقلٌ.
وَفِي (النَّوادر) : مَا أشدَّ لَثَغَتَهُ، وَمَا أقبحَ لُثْغَتَه،
فاللَّثَغَةُ: الفَمُ، واللُّثْغَةُ: ثِقَلُ اللسانِ بالْكلَام،
أَلْثَغُ: بَيِّنُ اللُّثْغَةِ وَلَا يُقَال بَيِّنُ اللَّثَغَةِ.
لغث: عَمْرو عَن أَبِيه: اللَّغيثُ: الطعامُ يُغَشُّ بِالشَّعِيرِ،
وباعتهُ يُقَال لهُم البُغَّاثُ واللُّغَّاثُ.
غ ث ن
غنث نغث: (مستعملان) .
غنث: قَالَ اللَّيْث: غنِثَ من اللَّبن يَغْنَثُ غَنَثاً، وَهُوَ أَن
يشربَ ثمَّ يتنفس.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: إِذا شَرِبْتَ فاغنَثْ وَلَا
تَعُبَّ، والعَبُّ: أَن يشربَ وَلَا يتنفَّس، وَيُقَال: غنَثْتَ فِي
الإناءَ نَفساً ونَفَسَيْنِ.
وَقَالَ الرَّاجز:
قَالَت لهُ بِاللَّه يَا ذَا البُرْدَيْن
لَمَّا غنَثْتَ نَغَساً أَو اثْنَيْنِ
وَقَالَ: التَّغَنُّثُ: اللُّزوم، وَأنْشد:
تَأَمَّلْ صُنْعَ رَبِّكَ غيرَ شَرَ
زَمَانا لَا تُغَنِّثُكَ الهموم
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغُنَّاثُ: الحَسَنو الآدابِ فِي الشربِ
والمُنادَمةِ.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: غنِثَتْ نفسهُ غَنثاً إِذا لَغِسَتْ، قلت: لم
أسمعْ غنِثَتْ نفسهُ إِذا لَغِسَتْ لغيره.
نغث: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّغَثُ: الشَّرُّ
الدائمُ الشديدُ، يُقَال: وقعنا فِي نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ.
(غ ث ف)
غ ث ب
غبث ثغب بغث: (مستعملة) .
غبث: أَبُو عبيد: الغَبِيثَةُ: طعامٌ يطبخُ ويجعلُ فيهِ جرادٌ، وَهُوَ
الغَثيمَةُ أَيْضا.
قَالَ: وَقَالَ الْفراء: غبَثْتُ الأقِط أغبِثُه غبثاً ومثْتُ ودُفْتُ
مثله.
وَقَالَ شمر: قَالَ إِبْرَاهِيم ورّاقُ أبي عبيد قَرَأتهُ على أبي عبيد
ثَانِيًا فَقَالَ: بالعَيْن عَبَثْتُ وَقَالَ: رَجَعَ الْفراء إِلَى
الْعين،
(8/104)
قلت: رَوَى ابْن السّكيت هَذَا الحرفَ عَن
أبي صاعد الكلابيِّ العَبِيثَةُ بِالْعينِ فِي الأقِطِ يُفرَغُ رطْبه
على جافِّهِ حَتَّى يخْتَلط، وهما عِنْدِي لُغتان بِالْعينِ والغين
وغنَمٌ غبيثةٌ: مختلطة.
بغث: قَالَ اللَّيْث: البغاثُ والأبْغَثُ من طير المَاء كلونِ الرَّماد
طويلُ الْعُنُق، والجميع: البُغْثُ والأباغِثُ.
قَالَ: والبغاثُ طيرٌ كالباشق لَا يصيد شَيْئا من الطير، والواحدة
بغاثة، وَيجمع أَيْضا على البِغثان.
وَقَالَ الشاعرُ:
بغاث الطير أَكْثَرهَا فِراخاً
وأمُّ الصَّقْرِ مِقلات نَزور.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أمثالهم: (إِن البغاثَ بأرْضنا
يستَنْسِرُ) قُلْنَا: هَكَذَا سمعناه من أبي الْفضل: البِغاثُ بِكَسْر
الْبَاء، قَالَ: وَيُقَال: بَغاثٌ بِفَتْح الْبَاء، قَالَ: والبَغاثُ:
الطيرُ الَّتِي تُصادُ، واحدتُهُ بَغاثَةٌ، وجمعهُ بَغاثٌ وبِغثانٌ،
يُضرب مثلا للرجل الْعَزِيز الَّذِي يعزُّ بِهِ الدَّليل، وَقَوله:
يَسْتَنْسِرُ: أَي يصيرُ كالنَّسْرِ الَّذِي يصيدُ وَلَا يصادُ، قلت:
جعل اللَّيْث البغاثَ والأبْغثَ شَيْئا وَاحِدًا وجعلهما مَعًا من طير
الماءِ، والبغاثُ عِنْدِي غيرُ الأبْغثِ، فَأَما الأبْغثُ فَهُوَ من
طيرِ المَاء معروفٌ سُمِّيَ أبْغثَ لِغُبثَةِ لَونه، وَهُوَ بياضٌ
يَضربُ إِلَى الخُضْرَةِ. وَأما البغاثُ فكلُّ طائرٌ لَيْسَ من جوارحِ
الطيرِ يُصادُ وَهُوَ اسمٌ للجِنْسِ من الطيرِ الَّذِي يُصاد.
وَقَالَ أَبُو زيد: البَغاثُ: الرَّخَمُ، الْوَاحِدَة بَغاثَةٌ.
قَالَ: وَزعم يُونس أَنه يُقَال: البِغاثُ والبُغاثُ بالكسرِ والضمِّ،
والواحدةُ بِغاثةٌ وبُغاثةٌ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: البَغاثُ: طائرٌ أبْغثُ إِلَى الغبْرَةِ
دُوَيْنَ الرَّخمةِ بطيءُ الطيران.
عَمْرو عَن أَبِيه: البَغيثُ واللَّغيثُ: الطَّعامُ يُغشُّ
بِالشَّعِيرِ، وَأنْشد:
إِن البَغيثَ واللَّغيثَ سيَّانْ
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: قَالَ: دخلتُ فِي بَغثاءِ النَّاسِ
وبَرْشاء النَّاس، أَي: فِي جَمَاعَتهمْ.
وَقَالَ اللَّيْث: يومُ بغاثٍ: يومُ وقعةٍ كَانَت بَين الْأَوْس
والخزْرَجِ، قلت: والصوابُ يومُ بُعَاث بِالْعينِ، وَقد مر ذكرهُ فِي
كتاب الْعين، وَهُوَ من مشاهير أَيَّام الْعَرَب، وَمن قَالَ بغاثٌ
بالغين فقد صَحَّفَ.
ثغب: قَالَ اللَّيْث: الثَغُبَ: ماءٌ صارَ فِي مستنقع فِي صَخْرَة أَو
جلهة وَجمعه ثُغبان.
وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: مَا شَبَّهْتُ مَا غبَرَ من الدُّنْيَا
إلاَّ بِثَغْبٍ قد ذهب صَفوه وَبَقِي كَدَرُهُ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الثَّغْبُ: الْموضع المطمئن
(8/105)
فِي أَعلَى الْجَبَل يَسْتَنْقِعُ فِيهِ
مَاء الْمَطَر.
قَالَ عبيد:
ولَقَدْ تَحُلُّ بِهَا كَأَن مُجَاجَها
ثَغْبٌ يُصَفَّقُ صفوهُ بِمُدامِ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الثُّغْبَانُ: مجاري المَاء وَبَين كل
ثغبين طَرِيق فَإِذا زَادَت الْمِيَاه ضَاقَتْ الْمسالِكُ فَدَقَّتْ،
وَأنْشد:
مَدَافِعُ ثغْبَانٍ أَضَرَّ بهَا الْوَبْلُ
وَأما الثَّعبُ فقد مر تَفْسِيره فِي كتاب الْعَيْنِ.
ابْن السّكيت: الثَغَبُ: تحتفره الْمسايِلُ من عَل، فَإِذا انحطت حفرت
أَمْثَال الدِّبار فيمضي السَّيْل عَنْهَا ويغادرُ الماءَ فيصفو إِذا
صَفَقَته الرياحُ ويبرد، فالماءُ ثَغَبٌ، والمكانُ ثَغَبٌ، وهما
جَمِيعًا ثغَبٌ وثغْبٌ.
غ ث م
غثم ثغم ثمع مغث: مستعملة.
مغث: قَالَ اللَّيْث: الْمَغْثُ: التباسُ الشُّجْعانِ فِي المعركةِ
وتقولُ: مَغَثْتُ الدَّواءَ بِالْمَاءِ: مَرَسْتَه فِيهِ، والْمَغْثُ:
الْعَرْكُ، والْمَغْثُ: العَرْكُ فِي المصارعة.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْمَمْغُوث: الْمَحْمُومُ، وَقد
مُغِثَ إِذا حُمَّ.
وَقَالَ غَيره: المغْثُ: اللَّطْخُ، ومغثتُ عِرْضَه بالسَّبِّ.
وَقَالَ الراجز:
مَمْغُوثة أعْرَاضُهم مُمَرْطَلَه
كَمَا تُلاث فِي الهِنَاءِ الثّمَلَهْ
وَيُقَال: بَينهمَا مِغَاثٌ أَي: لحاءٌ وحكاكٌ، ورجلٌ مُمَاغث: إِذا
كَانَ يلاحُّ الناسَ ويُلادُّهمْ.
وَقَالَ سَلمَة: مَغَثْته فِي المَاء وغتَتّه وغططتُّه وفَصَحْته
وقَمَسْته بِمَعْنى غرَّقته.
غثم: أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا غلب بَيَاض الرَّأسِ سوادَه،
فَهُوَ أغثم، وَأنْشد:
إِمَّا تَرَيْ رَأسي عَلاَني أَغثَمُه
وَقَالَ ابْن دُريد: الأغثَم: الأورق، وَهِي الغُثْمة.
سَلمَة عَن الْفراء، قَالَ: هِيَ الغَثَمة والقِبَة والفِحتُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الغُثْم: القِبَاتُ الَّتِي تؤكلُ.
أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الغَثيمَةُ: طعامٌ يطبخُ ويجعلُ فِيهِ
جرادٌ، وَهِي الغَبِيثَة.
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غَثَمَ لَهُ من المالِ غَثْمَةً إِذا دفع
لَهُ دفْعَة وَمثله قثَمَ وغَذَم.
أَبُو مَالك: إِنَّه لبيتٌ مغثُومٌ ومُغْثمَرٌ: أَي مُخَلَّطٌ لَيْسَ
بجيِّدٍ، وَقد غثمتهُ وغثمرتهُ: إِذا خلطت كل شَيْء.
ثمغ: قَالَ اللَّيْث: الثَّمْغُ: خلطُ الْبيَاض بِالسَّوَادِ.
قَالَ رؤبة:
(8/106)
إنْ لَاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المثَمَّغِ
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ثَمَغَ لِحيَتَهُ فِي الخضاب: أَي: غمَسَها،
وَأنْشد:
وَلِحْيَةٍ تُثْمَغُ فِي خَلُوقِهَا
أَبُو عبيد عَن الْفراء: قَالَ: سَمِعت الْكسَائي يَقُول: ثَمَغةُ
الجبلِ بالثَّاء.
قَالَ الْفراء: وَالَّذِي سَمِعْتُ أَنا نمغةٌ بالنُّون.
وَرُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي: ثمغَ رأسهُ بالعصا ثمغاً وثَلغهُ ثَلْغاً
بِمَعْنى وَاحِد إِذا شَجَّهُ، وثمغٌ: مالٌ كَانَ لعمر بن الْخطاب
فَوَقفهُ.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ثمغتُ الثَّوْبَ إِذا أشْبَعْتَهُ صِبْغاً،
وَأنْشد:
كَأَنَّ ثيَابَهمْ ثُمغتْ بِوَرْسِ
ثغم: قَالَ اللَّيْث: الثَّغَامَةُ: نباتٌ ذُو ساقٍ، جُمَّاحَتُهُ مثل
هَامة الشَّيْخ.
وَفِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أَنه أَتَى بِأَبي قُحافَةَ
وكأَنَّ رَأْسَهُ ثَغامةٌ فَأَمرهمْ أَن يغيروهُ.
قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ نبت أَبيض الثمرِ والزهرِ يُشَبَّهُ بياضُ
الشيبِ بِهِ.
قَالَ حسان:
إمَّا تريْ رأْسي تغير لَوْنُهُ
شُمْطًا فأَصْبَحَ كالثغام الممحلِ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الثَّغامَةُ: شَجَرَة تَبْيَضُّ
كَأَنَّهَا الثَّلج، وَأنْشد:
إِذا رأيْت صلعاً فِي الهامهْ
وَحَدَباً بعد اعْتِدَال القامهْ
وَصَارَ رأسُ الشيْخ كالثَّغامهْ
فايأسْ من الصحةِ والسلامهْ
قَالَ: والمثاغمة: مُلاثَمة الرجل امرأتهُ.
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالرَّاء)
غ ر ل
غرل رغل: (مستعملان) .
غرل قَالَ اللَّيْث: الأغرلُ: الأقلفُ، والغَرَلُ: القَلَفُ، والغُرلة:
القُلفةُ، وَيُقَال للرجل المسترخي الخَلق: غَرِلٌ، وَأنْشد:
لَا غَرِلُ الطُّولِ وَلَا قصيرُ
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: رجلٌ أغْرَلُ وأرْغَلُ وَهُوَ الأقلفُ.
وَقَالَ اللحياني: قَالَ أَبُو عَمْرو: الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ: مَا
يبْقى من المَاء فِي الْحَوْض، والغَدِير الَّذِي تبقى فِيهِ
الدَّعاميصُ لَا يُقدرُ على شُربه.
وَقَالَ أَبُو الْحسن: هُوَ ثُفْلُ مَا صُبغ بِهِ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: مَا بَقِي فِي القارُورة إِلا
غِرْيَلُها وغِرْيَنُها.
رغل: قَالَ اللَّيْث: الرُّغل: نباتٌ تُسمِّيه الفُرس السَّرْمَقَ.
وَأنْشد:
باتَ من الْخَلْصَاءِ فِي رُغْلٍ أَغَنْ
قلت: غَلِطَ اللَّيْث فِي تَفْسِير الرُّغْلِ أَنه السَّرْمَقُ،
والرُّغْلُ من شجرِ الْحَمْضِ وورقهُ
(8/107)
مفتولٌ، والإبلُ تُحْمِضُ بِهِ، وأنشدني
أعرابيٌ من بني كلاب بن يَرْبُوع، وَنحن يَوْمئِذٍ بالصَّمان لهميان بن
قُحَافَة:
ترعى من الصَّمان روضاً آرِجا
ورُغُلاً باتت بِهِ لواهجا
والسَّرْمَقُ: نبت صَغِير، والرُّغْلُ مثل الخذراف والإخريط.
وَقَالَ اللَّيْث: أَرْغلَتِ الأَرْض إِذا أنبتت الرُّغل.
شمر: أرْغَلَتِ الْمَرْأَة ولدَها: إِذا أرْضَعْتُه.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فَصِيلٌ رَاغلٌ أَي لاهج وَقد رَغلَ أمَّه
يَرْغلُها إِذا رَضعها.
وَقَالَ الرِّياشي: رَغَل الجَدْيُ أمه وأرْغَلها ورغِلها إِذا
رَضِعَها.
وَقَالَ: الرِّغال، البَهْمةُ يرْغل أمّه، أَي: يرضعها.
يُقَال: رَغل يرغَل ويرغُل.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَغالِ هِيَ
الأَمَةُ.
وَقَالَت دَخْتَنُوسُ:
فَخْرَ الْبَغِيِّ بحدْجِ رَبَّ
تِهَا إِذا النّاسُ اسْتَغلُّوا
لَا رِجْلَها حَمَلَتْ وَلَا
لِرغالِ فِيهَا مُسْتَظَلُّ
قَالَ: رَغالِ: الْأمة لِأَنَّهَا تَطعمُ وتَستطْعِمُ.
قَالَ: والرَّغالِ: الْبَهْمَةُ يَرْغلُ أمَّهُ أَي: يَرْضَعُهَا.
غ ر ن
غرن نغر رغن: مستعملة.
غرن: أَبُو عبيد عَن الْفراء: الْغِرْيَنُ والغريل مَا بَقِي فِي
أَسْفَل القارُورَة من الثُّفْلِ وأَسْفل الْغدِيرِ من الطِّينِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي فِي كتاب (الطَّيرِ) لَهُ:
الْغَرَنُ: الْعُقابُ.
وقالَ غيرهُ: غُرَانُ موضِعٌ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
بَغُرَانَ أَوْ وَادِي الْقُرَى اضْطَربَتْ بِهِ
نَكْباءُ بَينَ صَباً وبَينَ شَمالِ
نغر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لِبُنَيَ
كَانَ لأبي طَلحةَ الأنصاريِّ وَكَانَ لَهُ نُغْرٌ فَمَاتَ: (مَا فعل
النُّغَيْرُ ياأبا عُمَيْر) ، والنُّغَرُ طائرٌ يشبه العصفورَ وتصغيرُه
نُغيْرُ وَيجمع نِغراناً.
وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَن امْرَأَة أتَتْهُ فذَكَرتْ
أَن زوجَها يَغشَى جاريتها.
فَقَالَ: إِن كنت صَادِقَة رَجمناهُ وَإِن كنتِ كاذِبةً جَلَدْنَاكِ.
فَقَالَت: رُدُّوني إِلَى أَهلي غيرَى نَغِرَة.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلَني شُعْبَةُ عَن هَذَا
فَقلت: هُوَ مَأْخُوذٌ من نَغَرِ القدْر وَهُوَ غَلَيانُهَا وفورها
يُقَال: نَغرتْ
(8/108)
تَنْغَرُ ونغَرَتْ تَنْغرُ: إِذا غَلَتْ،
فَالْمَعْنى أَنَّهَا أرادَتْ أَن جَوْفَهَا يَغلي مِنَ الْغيْظِ
والغيرَةِ، ثمَّ لم تَجِد عِنْد عَلِي رحمهُ الله مَا تُرِيدُ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال مِنْهُ: رَأَيْت فُلاناً يَتَنغَّرُ عَلَى
فلانٍ أَي يغلي عَلَيْهِ جَوْفُهُ غيْظاً.
وَقَالَ اللَّيْث: النُّغَرُ ضَرْبٌ من الحُمَّرِ حُمْرُ المناقِيرِ
وأصولِ الأحْناكِ.
قَالَ: والنُّغَرُ أَوْلَاد الحوامِل إِذا صَوَّتَتْ ووَزَّغَتْ، قلت:
هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالَّذِي أرادَ اللَّيْث النُّعَرُ بِالْعينِ
وَمِنْه قَول الْعَرَب: مَا أجَنَّتِ النَّاقة نُعَرَةً قَطُّ: أَي مَا
حملتْ جَنيناً، وَقد مَرَّ تَفْسِيره فِي كتاب العينِ.
وَأنْشد ابْن السّكيت:
كالشَّدَنيَّاتِ يساقِطْنَ النُّعَرْ
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: أمْغَرَتِ الشَّاةُ
وأَنغَرَتْ وَهِي شاةٌ مُمغِرٌ ومُنْغِرٌ إِذا حُلِبَتْ فخرجَ مَعَ
لَبنِهَا دَمٌ فَإِذا كَانَ ذَلِك من عادَتِهَا قِيلَ شاةٌ مِمْغَارٌ
ومِنْغَارٌ وَنَحْو ذَلِك رَوى ابْن السّكيت عَنهُ.
وَقَالَ شمر: النُّغَرُ: فَرْخُ العصفورِ، وقيلَ: هُوَ من صِغارِ
العصافير تَراهُ أَبداً صَغِيرا ضاوياً.
رغن: قَالَ اللَّيْث: أَرْغَنَ فُلانٌ بفلانٍ إِذا أصْغَى إليهِ قَابلا
رَاضياً وَأنْشد:
وأُخْرَى تُصِفِّقُها كلُّ ريح
سَريع لدَى الْحَوْر إرْغانُهَا
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أرْغَنَ فلانٌ إِلَى الصُّلْح: مالَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ الطِّرِمّاحُ:
مُرْغِنَاتٌ لأخْلَجِ الشِّدْقِ سِلْعا
مٍ مُمرَ مَفْتُولةٍ عَضُدُهُ
قَالَ: مُرْغناتٌ: مُطِيعاتٌ يَعْنِي كلابَ الصَّيْدِ.
وَقَالَ اللحياني: تَقول الْعَرَب: لعلكَ ولَعَنَّكَ ورَعَنَّكَ
ورَغنَّكَ بِمَعْنى واحدٍ.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي.
قَالَ: يُقَال: هَذَا يومُ رَغْنٍ إِذا كَانَ ذَا أَكلٍ وشُرْبٍ
ونعيمٍ، وَهَذَا يَوْم مَزْنٍ: إِذا كَانَ ذَا فِرَارٍ من العدُوِّ،
وَهَذَا يَوْم سَعْنٍ إِذا كَانَ ذَا شرابٍ صافٍ.
غ ر ف
غرف غفر فرغ فغر رغف رفغ: مستعملة.
غرف: قَالَ الله جلّ وَعز: {إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}
(الْبَقَرَة: 249) ، وقرىء {غَرْفةً، وأخْبَرْني الْمُنذِريُّ عَن أبي
الْعَبَّاس أَنه قَالَ غُرفةً قراءةُ عُثْمَان رَوَاهُ ابْن عامرٍ،
وَمَعْنَاهُ الَّذِي يُغترَفُ نَفسه وَهُوَ الِاسْم، والغَرْفَةُ
المرَّة من المصدرِ.
قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: لوْ كَانَ مَوضعُ اغترَفَ غرفَ اخْترْتُ
الفَتْحَ لِأَنَّهُ يخرجُ عَلَى فَعْلةٍ، وَلما كَانَ اغترَفَ لم يخرج
(8/109)
عَلَى فَعْلةٍ.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ: وَأخْبرنَا الْحسن بن فهْم عَن مُحَمَّد بن سَلام
عَن يُونسَ أَنه قَالَ: غَرْفَةٌ وغُرْفةٌ عَربيتانِ، غَرَفْت غَرْفةً
وَفِي الْقِدْر غُرْفَةٌ وحَسَوْتُ حَسْوَةً، وَفِي الإناءِ حُسْوَةٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الغرْفُ: غرفك الماءَ بِاليدِ أَو بِالْمغرفَةِ.
قَالَ: وغَرْبٌ غَروفٌ: كثيرُ الأخْذِ للماءِ قَالَ: ومَزَادَةٌ
غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ. فالغرْفية: رَقيقةٌ من جلودٍ يؤتَى بهَا من
البحرَينِ، وغرَفيَّةٌ: دُبغتْ بالغرَفِ.
قَالَ: والغرَفُ شجرٌ، فَإِذا يَبسَ فَهُوَ الثُّمام.
قلتُ: أما الغرْفُ بسكونِ الرَّاء فهيَ شجرةٌ يُدبغُ بهَا.
قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ الغرْفُ والغلْفُ، وَأما الغرَفُ فَهُوَ
جِنْسٌ من الثُّمامِ لَا يُدبَغُ بِهِ، والثُّمامُ أنواعٌ فَمِنْهَا
الضَّعَة وَمِنْهَا الجَليلةُ وَمِنْهَا الغرَفُ يُشبِهُ الأسلَ
ويُتخذُ مِنْهُ المكانِسُ ويُظَلَّلُ بهَا الأساقي.
وَقَالَ عمر بنُ لَجَإٍ فِي الغرْفِ الَّذِي يُدبَغُ بِهِ:
تهمِزُه الكفُّ على انطوَائها
همزَ شعيبِ الغرفِ من عزْلائها
أرادَ بِشَعيبِ الغرْفِ مزادةٍ دُبِغتْ بالغرْفِ.
وَمِنْه قَول ذِي الرُّمة:
وَفْرَاء غَرْفِيَّة أنأَى خوارزُها
وَأما الغرِيفُ فَإِنَّهُ الموضعُ الَّذِي تكثرُ فِيهِ الحَلْفاءُ
والغرفُ والأباءُ وَهُوَ القصبُ والغضَا وسائرُ الشّجر.
وَمِنْه قَول امرىء القيْس:
ويَحُشُّ تحتَ القدرِ يُوقِدُها
بِغضا الغَريفِ فأَجمعَتْ تغلي
وَقَالَ الآخر:
أُسْدُ غرِيفٍ مَقيلُها الغرْفُ
وَأما الغِرْيَفُ فهيَ شَجَرَة مَعْرُوفَة.
وَأنْشد أَبُو عبيدٍ فِيهِ:
بخافَتَيْه الشوعُ والغرْيفُ
وَقَالَ الباهليُّ فِي قَول عمر بنِ لجإٍ: الغَرْفُ جلُودٌ لَيست
بقرَظِيّة تدبَغُ بهَجَر، وَهُوَ أنْ يُؤخذَ لَهَا هُدْبُ الأرْطَى
فيوضعَ فِي مِنكازٍ ويُدقَّ ثمّ يطرَح عَلَيْهِ التمرُ فتخرُج لَهُ
رائحةُ خَمْرةٍ ثمَّ يغرَف لكل جلدٍ مقدارٌ ثمَّ يُدبَغ بِهِ، فَذَلِك
الَّذِي يغرَفُ يُقَال لَهُ الغَرْفُ، وكل مقدارِ جلدٍ من ذَلِك
النَّقيع فَهُوَ الغرْفُ واحدُه وجميعُه سواءٌ، قَالَ: وأهلُ الطَّائِف
يُسَمونه النَّفس.
قلت: والغرْفُ الَّذِي يُدبَغُ بِهِ الجلودُ من شجَرِ الْبَادِيَة
معروفٌ وَقد رأيتُه وَالَّذِي عِنْدِي أَن الجلودَ الغرْفيةَ منسوبةٌ
إِلَى الغرفِ الشجَرِ لَا إِلَى غَرْفة تغترَفُ بِالْيَدِ.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن
(8/110)
ابْن الأعرابيِّ قَالَ: يُقَال: أعْطني
نفْساً أَو نفسين أَي قدرَ دِبغةٍ من أخلاطِ الدِّباغ يكون ذَلِك قدرَ
كفَ من الغرْفةِ وَغَيره من لحاء الشّجر.
قَالَ: والغَرَفُ: الثُّمامُ بعينِه لَا يُدبَغُ بِهِ.
قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابْن الْأَعرَابِي صحيحٌ.
وَحكى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا أَنه قَالَ: الغرْف
التثنِّي والانقصاف، وَمِنْه قَول ابْن الخطيم:
تنامُ عَن كبْرِ شَأْنهَا فَإِذا قا
مَتْ رُوَيداً تكَاد تنغرفُ
أَي: تنقصفُ من دِقة خصْرِها.
وَقَالَ الحُصينيُّ: انغرَف العودُ وانغرض إِذا كسِرَ وَلم يُنْعَمْ
كسرُه.
وَفِي الحَدِيث أَن رَسُول الله نهى عَن الغارِفةِ.
قلت: وتفسيرُ الغارفَة أَن تُسَوِّيَ ناصيتها مَقْطُوعَة عَلَى وسطِ
جبينها مطرّرةً سُمِّيتْ غارِفةً لِأَنَّهَا ذاتُ غَرْفٍ أَي ذاتُ
قَطْعٍ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: غرَف شَعرَه إِذا جَزّهُ، وملطه
إِذا حلقه.
وَأَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: غرَفتُ ناصيتَه: قطعْتها، وغرفْتُ
العُرْف: جَزَزته، والغُرْفة: الخصلةُ من الشَّعر.
قَالَ: وَمِنْه قَول قيس: تكَاد تنْغرِفُ: أَي تَنْقَطِع.
وَقَالَ اللَّيْث: الغُرفةُ: العِلِّيَّة، وَيُقَال للسماء
السَّابِعَة: غُرْفة.
وَأنْشد بيتَ لبيد:
سَوَّى فأغلقَ دونَ غُرْفة عَرْشه
سبْعاً شِداداً فَوق فرع المَنقل
قَالَ: والغرِيف: ماءٌ فِي الأجمة.
قلت: أمّا مَا قَالَ فِي تَفْسِير الغرفة فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَأما
مَا قَالَ فِي الغرِيف إِنَّه مَاء الأجَمَة فباطلٌ، والغرِيفُ:
الأجَمَة نَفسهَا بِمَا فِيهَا من شَجرها.
أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: بَنو أَسَد يسمونَ النعْل: الغَرِيفة.
قَالَ شمر: وطيِّيءٌ تَقول ذَلِك.
وَقَالَ الطرِماح:
خَرِيع النعْو مُضْطَرب النواحي
كأخلاقِ الغريفةِ ذَا غصون
وَيُقَال لنعل السَّيْف إِذا كَانَ مِن أَدَم غريفةٌ أَيْضا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ناقةٌ غارفة: سريعة السّير وابِلٌ غوارف وخيْلٌ
مغارف كَأَنَّهَا تغرف الجَرْي غرْفاً، وفرَسٌ مِغرف.
وَقَالَ مُزَاحم:
بأيدي اللَّهامِيمِ الطُّوال المغارف
(8/111)
ابْن دريدٍ: فرس غرّاف: رغيب الشّحْوة كثير
الْأَخْذ من الأَرْض بقوائمه، والغُرفة: الْحَبل المعْقود بأنشوطَة،
وغرفْت الْبَعِير أغرِفه وأَغرُفُه: إِذا ألقيت فِي رأسِه غرفَة وَهُوَ
الحبْل الْمَعْقُود بأُنشوطةٍ.
رغف: قَالَ اللَّيْث: الرَّغِيف يجمع عَلَى الرُّغُف والرُّغفانِ.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رغفْت الْبَعِير: إِذا ألقمْته البِزْر والدقيق،
وأصل الرّغف: جمعُك العجينَ تكتِّله.
فغر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَغَر الرجل فَاه يفْغَره فغْراً إِذا
شَحاه، وَهُوَ واسِع فغر الْفَم.
وَقَالَ غَيره: الفُغَر: أَفْوَاه الأودية، الْوَاحِدَة فُغْرَة.
وَقَالَ عديُّ بن زيد:
كالبيضِ فِي الرَّوضِ المنوّر قد
أفْضى إليْه إِلَى الْكَثِيب فُغَرْ
ودوْيبة لَا تزَال فاغرةً فاها يُقَال لَهَا الفاغر، وَيُقَال: أفغر
النّجْم وَهُوَ الثريّا إِذا حَلَق فصارَ عَلَى قمَّة رأسِك فَمن نظر
إِلَيْهِ فغر فَاه.
وَقَالَ اللَّيْث: الفَغْر: الوَرْد إِذا فغم وفَقّحَ.
قلت: إخالُه أرادَ الفغوَ بِالْوَاو فصَحَّفَه وَجعله رَاء.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الفاغرة: ضَرْبٌ من الطِّيب، والمفْغَرة:
الأَرْض الواسعة.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: فغرَ الفمُ، انْفَتح، وفغره صاحِبه.
وَقَالَ شمر: فغر فَمَه وأفغرَه.
وَأنْشد:
وأفغر الكالئين النجمُ أَو كربوا
غفر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: اللَّهُمَّ اغفِرْ لنا مغْفرَة وغفْراً
وغُفراناً إِنَّك أَنْت الغفور الْغفار يَا أهل الْمَغْفِرَة.
وَفِي حَدِيث أنس: أَن النَّبِي قَالَ فِي قَوْله عز وَجل: اللَّهُ
هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ} (المدثر: 56) ، قَالَ: (هُوَ أهل أَن
يُتَّقى فَلَا يُشْرك بِهِ. وَأهل أَن يَغفِر لمن اتَّقى أَن يُشرك
بِهِ) .
قلت: أصل الغفْر: السّتر والتغطية، وَغفر الله ذنوبَه: أَي سَترها وَلم
يَفْضَحهُ بهَا على رُؤُوس الْمَلأ. وكلُّ شَيْء سترتَه فقد غفرتَه،
وَمِنْه قيل للَّذي يكون تحتَ بيْضة الْحَدِيد على الرَّأْس مغفر.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ حَلَقٌ يجعلُها الرَّجلُ أسفلَ البَيضةِ
تُسْبغ على العُنق فتقيه. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ المِغْفَر مِثل
القَلنسوة غير أَنَّهَا أَوْسَع يُلقيها الرجلُ على رَأسه فتَبلغ
الدِّرعَ
(8/112)
ثمَّ تُلبسُ البَيضةُ فَوْقهَا فَذَلِك
الْمِغفَرُ يُرَفَّلُ على العَاتِقَيْن، وربّما جُعل المغفَرُ من ديباج
وخَز أَسْفَل البيضَة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غَفر الرجلُ مَتَاعه يَغفِرُه غَفْراً: إِذا
أَوْعَاه.
وَيُقَال: اصبُغْ ثوبَكَ بِالسَّوَادِ فَإِنَّهُ أَغْفَرُ للوسخ: أَي
أَغْطَى لَهُ.
وَمِنْه: غَفرَ اللَّهَ ذُنوبه، أَي ستَرها، وَيُقَال: مَا فيهم
غَفِيرَةٌ وَلَا عذيرة: أَي: لَا يَغفرون وَلَا يَعذرون.
وَيُقَال: جَاءُوا جمّاً غَفيراً، وجَمَّاءَ الْغَفِير والجَمّاءَ
الغفيرَ والغفيرة: جاءُوا بجماعتِهم، والغفْرُ: زِئْبِرُ الثَّوب،
والغفْرُ: الشَّعر الَّذِي يكون على ساقِ الْمَرْأَة، والغُفْرُ:
وَلَدُ الأَرْوِيَّةِ، وجمعُه أَغفَارٌ، وأُمُّه مُغفِرٌ إِذا كَانَ
مَعهَا غُفرٌ، والغِفَارَةُ جِلْدَةٌ تكون على رَأس القَوْس يجْرِي
عَلَيْهَا الوَتَر.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: هِيَ الرُّقْعةُ الَّتِي تكون على
الحَزِّ الَّذِي يجْرِي عَلَيْهَا الوَتَرُ، والغِفَارةُ: سحابةٌ
كَأَنَّهَا فوقَ سَحَابَة.
أَبُو عبيد عَن أبي الْوَلِيد الكِلابيِّ قَالَ: الغِفارةُ خِرْقةٌ
تكون على رَأس الْمَرْأَة تُوقِّي بهَا الخِمَارَ من الدُّهْن.
الأصمعيُّ: الغَفِيرَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي يكون فِي الأُذُن.
وَأَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا انْتقض الجُرْحُ ثمَّ نُكِس قيل:
غفَر يَغفِرُ غفْراً، وزَرِف يَزْرَفُ زَرَفاً.
قَالَ: وَقَالَ الكسائيُّ فِي الغفْرِ والزَّرَفِ مثلُه.
وَقَالَ أَيْضا يُقَال للرَّجل إِذا قَامَ من مَرضِه ثمّ نُكِس غفَرَ
يَغفِرُ غفْراً.
وَقَالَ اللَّيْث: غَفِر الثوبُ يَغفَرُ غفَراً إِذا ثارَ زئبَرُه،
والغفْرُ: مَنْزِلٌ من منَازِل القَمَر.
أَبُو عبيد عَن الأَمَويّ: اغفِروا هَذَا الأَمرَ بغُفْرَتِه: أَي
أَصْلِحوه بِمَا يَنْبَغِي أَن يُصلَح بِهِ، وكلُّ ثوبٍ يُغطى بِهِ
شيءٌ فَهُوَ غِفارةٌ.
وَمِنْه: غِفَارةُ البِزْيَوْن تُغشَّى بهَا الرِّحَالُ، وجمعُه
غفاراتٌ وغفائِرُ، وَيُقَال: أَغْفَرَ العُرْفُطُ إِذا أَخْرج
مَغافيرَه.
وَقَالَ اللَّيْث: المغْفارُ ذَوبة تَخرُج من العُرْفُطِ حُلوة تُنْضَح
بالماءِ فتُشرب.
قَالَ: وصمغُ الإجَّاصةِ: مِغفار، وَخرج النَّاس يَتمغْفرون إِذا
خَرجُوا يَجْتَنونه من شَجرِه.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المَغافيرُ مِثْلُ الصمغ يَكون فِي
الرِّمْث وَغَيره وَهُوَ حُلو يُؤكلُ، وَاحِدُها مُغْفور، وَقد أَغفر
الرِّمْثُ.
شمر عَن ابْن شُمَيْل: الرِّمْثُ من بَين الحَمضِ لَهُ مَغافيرُ،
والمغافير: شيءٌ يسيلُ من أَطراف عِيدانِها مِثل الدِّبْس فِي لَونه
ترَاهُ قَطْراً قَطْراً حُلواً يأْكله الْإِنْسَان حَتَّى يَكْدَنَ
عَلَيْهِ شِدقاه وَهُوَ يُكْلِعُ شَفَتَه وفمَه
(8/113)
مِثل الدِّبْق، وَالرُّبِّ يَعْلُق بِهِ،
وَإِنَّمَا يُغفِرُ الرِّمْثُ فِي الصَّفَرِيَّةِ إِذا أَوْرَس.
يُقال: مَا أحسن مَغافيرَ هَذَا الرِّمْثِ، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم:
كلُّ الحَمْضِ يورِسُ عِنْد البرْد وَهُوَ ترَوُّحه وإِزْبَادُه
تُخْرِج مَغافيرَه، تَجد رِيحَه من بعيد.
وَقَالَ: المَغافيرُ: عَسَل حُلْو مثلُ الرُّبِّ إِلاَّ أنّه أبيضُ.
وَقَالَ غَيره: ومثلٌ للْعَرَب: هَذَا الْجَنَى لَا أَن يُكَدَّ
المُغْفُرُ، يُقَال ذَلِك للرَّجل يُصِيب الْخَيْر الْكثير، والمغفرُ
هُوَ الْعود من شجر الصمغ يمسَح مِنْهُ مَا ابيضَّ فيُتخذ مِنْهُ شرابٌ
طيبٌ.
وَقَالَ بَعضهم: مَا اسْتَدَارَ من الصمغ يُقَال لَهُ: المُغْفُرْ،
وَمَا استطال مثل الإصبع يُقَال لَهُ الصُّعْرُورُ، وَمَا سَالَ مِنْهُ
فِي الأَرْض يُقَال لَهُ: الذَّوْبُ.
وَقَالَت الغَنويةُ: مَا سَالَ مِنْهُ فَبَقيَ شبه الخيوط بَين الشّجر
وَالْأَرْض يُقَال لَهُ شآبيبُ الصمغ وأنشدت:
كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِهِ المُلَعْلَعِ
شؤبوبُ صمغٍ طلحهُ لم يُقطع
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه شربَ عسلاً
فَقَالَت لَهُ امرأةٌ من نِسَائِهِ: أكلتَ مَغافيرَ؛ أَرَادَت
بالمغافير صمغَ العُرْفُطِ وَقد مرَّ تَفْسِيره.
رفغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّفغُ والرُّفْغُ لُغتان، وَهُوَ من بَاطِن
الْفَخْذ عِنْد الأُرْبية. وناقة رَفْغَاءُ: وَاسِعَة الرفغ. وناقة
رَفِغَةٌ: قرحةٌ، قَالَ: والرَّفْغُ: وسَخُ الظفْرِ.
وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَّى فأَوْهَمَ
فِي صلَاته؛ فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله كأَنك أوْهَمْتَ فَقَالَ:
(وَكَيف لَا أُوهِمُ ورفْغُ أحدكُم بَين ظُفره وأَنْمُلَتِهِ) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: جمع الرفْغِ أَرْفاغٌ، وَهِي
الآباط والمغَابِنُ من الْجَسَد يكون ذَلِك فِي الْإِبِل وَالنَّاس.
قَالَ أَبُو عبيد: وَمَعْنَاهُ فِي الحَدِيث مَا بَين الأُنثيين وأصول
الفخذين وَهِي من المغابنِ، وَمِمَّا يبين ذَلِك حَدِيث عمر رَضِي الله
عَنهُ: (إِذا التقى الرّفْغَان فقد وجبَ الغُسْلُ) ، يُرِيد: إِذا
التقى ذَلِك من الرَّجل وَالْمَرْأَة وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا بعد
التقاء الخِتَانَيْنِ.
قَالَ: وَمعنى الحَدِيث الأول أَن أحدكُم يَحُكُّ ذَلِك الْموضع من
جسده فَيَعْلَقُ دَرَنَهُ ووَسَخُهُ بأصابعه فَيبقى بَين الظُّفْرِ
والأَنْمُلَةِ إِنَّمَا أنكر من هَذَا طول الأظْفَارِ وتركَ قصِّها
حَتَّى تطُول.
وَقَالَ اللَّيْث: عيشٌ رَفِيغٌ: خصيبٌ وَإنَّهُ لَفِي رَفاغةٍ
ورفاغِيَةٍ، وَأنْشد:
تحتَ دُجُنَّاتِ النَّعيم الأَرْفَغِ
أَبُو عبيد: الرَّفاغَةُ والرَّفْغُ: الْخِصبُ والسَّعَةُ.
(8/114)
وَقَالَ أَبُو مَالك: الرّفْغُ ألأمُ
الْوَادي وشرُّه تُراباً، وَجَاء فلَان بمالٍ كَرَفْغِ التُّراب.
قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
أتَى قَرْيَة كَانَت كثيرا طعامُها
كَرَفْغِ التُّراب كل شيءٍ يَمِيرُها
قَالَ: والأرْفاغُ: السفلةُ من النَّاس، الْوَاحِد رَفْغٌ.
أَبُو زيد: الرَّفْغُ والرّقاقُ وَاحِد وَهُوَ الأَرْض السهلة وجمعهُ
رِفاغ والرُّفَغْنِيَةُ والرُّفَهْنِيَةُ: سَعَةُ الْعَيْش.
فرغ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَرَغَ يَفْرُغ وفَرِغَ يَفْرَغُ فراغاً
وقُرىء: {أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} (سبأ: 23) ، وفُسِّر أَنه
فَرَّغ قُلُوبهم من الْفَزع.
وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {لاَ يَشْعُرُونَ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ
مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلا صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم
1764 - أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
(الْقَصَص: 10) ، فَإِنَّهُ يُفَسَّرُ على وَجْهَيْن؛ أَحدهمَا: أصبح
فارِغاً من كل شَيْء إِلَّا ذكر مُوسَى، وَالثَّانِي: أَن فؤادها أصبح
فَارغًا من الاهتمام بمُوسَى لِأَن الله وعدها أَن يردَّه عَلَيْهَا،
وكلا الْقَوْلَيْنِ يذهب إِلَيْهِ أهل التَّفْسِير والعربيَّة.
وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: {لاَ يَشْعُرُونَ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ
أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلا صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم
1764 - أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
أَي خَالِيا من الصَّبْر، وقُرىء (فُرُغاً) أَي مُفَرَّغاً.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: القَوْل مَا ذَكرْنَاهُ لأهل التَّفْسِير، لَا
مَا قَالَه اللَّيْث بِرَأْيهِ.
والفَرْغُ: مَفْرَغُ الدَّلو، وَهِي خَرْقُهُ الَّذِي يَأْخُذ المَاء،
والفِرَاغُ ناحيته الَّتِي يُصبُّ المَاء مِنْهُ، وَأنْشد:
تَسْقِي بِهِ ذاتَ فِراغٍ عَثْجَلاَ
وَقَالَ الآخر:
كأَنَّ شِدْقَيْهِ إِذا تَهَكَّمَا
فَرْغانِ مِن غَرْبَيْنِ قد تَخَرَّمَا
قَالَ: وفَرْغُهُ سَعَةُ خَرْقِهِ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو زيد وَأَبُو عَمْرو: فُروغُ الدّلاءِ
وثُروغُها: مَا بَين العَراقي، الواحِدُ فَرْغٌ وثَرْغٌ. وَأما
الفِرَاغُ فَكل إِناءٍ عِنْد الْعَرَب فِراغٌ كَذَلِك قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي، والفَرْلأنِ: منزلان من منَازِل الْقَمَر أَحدهمَا
الفَرْغُ المُقَدَّمُ وَالْآخر الفَرْغُ الْمُؤخر، وهما فِي بُرج
الدَّلْو، والإفراغُ: الصَّبُّ.
قَالَ الله جلّ وَعز: {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} (الْبَقَرَة: 250)
، أَي: اصبب.
وَيُقَال: افْتَرَغْتَ إِذا صببتَ على نَفسك مَاء، ودرهمٌ مُفْرَغ: أَي
مصبوب فِي قالب لَيْسَ بمضروب، وَفرس فريغُ الْمَشْي، هِمْلاَج وسَّاع
وَقد فَرُغَ فَراغَةً.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الفَرْغُ وَاحِد الفُروغ وَهُوَ مخرج المَاء من
بَين العَراقي.
قَالَ: وَيُقَال: ذهب دمهُ فِرْغاً أَي هدرا.
(8/115)
وَقَالَ الشَّاعِر:
فَإِن تَكُ أذْوَادٌ أُصِبْنَ ونِسْوةٌ
فَلَنْ تَذْهَبوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ
وَطَرِيق فَريغ: إِذا كَانَ وَاسِعًا.
وَقَالَ أَبُو كَبِير الهذليُّ:
فَأَجَزْتُه بأَفلَّ تحسبُ أَثرهُ
نهْجاً أبانَ بِذِي فريغٍ مَخْرفِ
واسْتَفْرَغَ فلانٌ مجهودَهُ: إِذا لمْ يبقِ منْ جهدهِ وَطاقتِه
شَيْئا، وفرسٌ مُسْتَفْرَغُ: لَا يدَّخِرُ من حضرهِ شَيْئا.
وَقَالَ الأصمعيُّ: الْفِرَاغ حوضٌ من أَدم وَاسعٌ ضخمٌ.
قَالَ أَبُو النَّجْمِ:
طَاوِيَةٍ جَنْبَيْ فِرَاغٍ عَثْجَلِ
وَيُقَال عني بالْفِرَاغِ ضَرْعها أنَّهُ قد جَفَّ مَا فِيهِ من
اللَّبنَ فتَغَضَّن.
وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ:
وَنَحَتْ لَهُ عَن أَرْزِ تَالئة
فِلْقٍ فرَاغِ معابلٍ طُحْلِ
أرادَ بِالْفِرَاغ هَا هُنَا نِصالاً عَرِيضةً.
وَقَالَ أَبُو زيد: الْفِراغُ منَ النُّوقِ: الْغَزيرةُ الواسعةُ جرابِ
الضَّرْعِ.
وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {تُكَذِّبَانِ
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} (الرَّحْمَن: 31) ، أَي:
سنقصدكم.
غ ر ب
غرب. رغب. غبر. ربغ. برغ. بغر: مستعملة.
برغ: أما برَغَ فَإِن اللَّيْث أهمله.
ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ أَنه قَالَ: بَرِغَ
الرَّجلُ إِذا تَنَعَّمَ.
غرب: قَالَ الليثُ: يُقالُ: كُفَّ من غرْبكَ: أَي من حدَّتِك، وَقيل:
الغَرْبُ: التمادِي.
وَقَالَ غيرهُ: غرْبُ كلّ شَيْءٍ: حَدُّهُ وَكَذَلِكَ غُرابُهُ، وغرْبُ
اللِّسانِ: حِدَّتُهُ، وسيفٌ غرْبٌ: قاطعٌ حديدٌ.
وَقَالَ الشاعرُ يصفُ سَيْفا:
غرْباً سَرِيعاً فِي الْعِظَامِ الْخُرسِ
ولسانٌ غرْبٌ: حديدٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْغَرْبُ: يَوْم السَّقْي، وَأنْشد:
فِي يَوْم غرْبٍ ومَاءُ الْبِئر مشتركُ
قلتُ: أرَاهُ أرادَ بقوله فِي يَوْم غَرْبٍ: أَي فِي يومٍ يُسْقى فِيهِ
بالْغرْبِ وَهُوَ الدَّلْو الكَبيرُ الَّذِي يُسْتَقى بهِ عَلَى
السَّانِيَة.
وَمِنْه قولُ لبيدٍ:
فَصَرَفْتُ قصراً والشؤون كَأنها
غَرْبٌ تخبُّ بِهِ القَلوصُ هَزِيمُ
وَقَالَ الليثُ: الغرْبُ فِي بيتِ لبيدٍ الرَّاوِيَةُ، والصّوَابُ
أنَّهُ الدّلو الكبيرُ.
(8/116)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَرَسٌ غرْبٌ، أَي:
كثير العَدْوِ.
وَمِنْه قَول لبيدٍ:
غرْبُ المصبَّةِ مَحْمودٌ مَصَارِعُهُ
لاهي النَّهار لسير اللَّيلِ مُحْتقِرُ
أَرَادَ بقوله: غرْبُ المصَبَّة أنَّه جوادٌ وَاسع الْخَيْر وَالعطَاء.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الغَرْبَانِ من الْعين مُقدمُها ومُؤْخرُها،
قَالَ: والغرُوبُ: الدُّمُوعُ حِين تخرج من الْعين.
وَقَالَ الراجزُ:
مَا لكَ لَا تَذْكُرُ أُمّ عَمْرو
إلاَّ لِعَينيكَ غروبٌ تَجْرِي
قالَ: وَقَالَ الفرَّاء: الْغُرُوب: هِيَ مجاري الْعين.
الليثُ: الغرْبُ: المغْربُ والغرْبُ: الذَّهاب والتَّنَحِّي.
يُقَال: غرَبَ عَنَّا يغرُبُ غرْباً، وَقد أَغْربْتُه وغَرَّبتُه إِذا
نَحيتهُ.
وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بِتَغْريبِ
الزَّانِي سَنَةً إِذا لم يحصن وَهُوَ نَفْيه عَن بَلَده.
وَقَالَ اللَّيْث: الغرْبِيُّ: الفَضِيخُ من النَّبِيذ.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: غَرِبَتِ الْعين غَرَباً: إِذا كَانَ بهَا
ورَمٌ فِي المآقي، وَيُقَال: بِعَيْنِهِ غَرَبٌ: إِذا كَانَت تَسِيلُ
فَلَا تَنْقَطِعُ دُموعُها، وَأنْشد:
أَبى غَرْبُ عَيْنَيْك إِلَّا انهمالا
والغرْبُ: ماءُ الْفَم إِذا سَالَ بحدّة، والغرْبُ: التَّنَحِّي عَن
حدّ وَطنه، يُقَال: أَغرب: أَي تنَحَّ عَن حدِّ مَكَانك.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغرَبُ: الموضعُ الَّذِي يسيلُ فِيهِ الماءُ
بَين الْبِئْر والحوض.
قَالَ ذُو الرُّمَّة:
واسْتُنْشِىءَ الغرَبُ
وَيُقَال للدالج بَين الْبِئْر والحَوض: لَا تُغرِبْ، أَي لَا تَدْفُقِ
الماءَ بَينهمَا فَتَوْحَلَ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الغرَبُ: مَا حولَ الحوضِ والبئرِ من الماءِ
والطِّين، وأغرَبَ الساقي: إِذا أَكثر الغرَبَ، وغروبُ الأسْنانِ:
الماءُ الَّذِي يجْرِي عَلَيْهَا، الواحدُ: غرْبٌ والغرَبُ: شجرٌ
معروفٌ.
وَمِنْه قَوْله:
عُودُكَ عودُ النُّضارِ لَا الغرَبُ
قَالَ: والغرَبُ: جامٌ من فضَّة. وَقَالَ لَبِيد:
فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرِّكاء كَمَا
دَعْدَعَ ساقي الْأَعَاجِم الغَرَبا
وَقيل: الغرَبُ: شجر تُسَوَّى مِنْهُ الأقداحُ البيضُ، والنُّضارُ شجر
تسوَّى مِنْهُ أقداح صُفْرٌ. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى:
تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضَارا
وَقَالَ أَبُو زيد: الغرْبُ: الْوَاحِدَة غرْبَةٌ،
(8/117)
وَهِي شجرةٌ ضخمةٌ شاكَّةٌ خضراءُ، وَهِي
الَّتِي يتَّخذُ مِنْهَا الكَحْيلُ وَهُوَ القَطِرَانُ، حجازيَّة.
أَبُو عبيد: أَصَابَهُ سهم غرَب: إِذا كَانَ لَا يدْرِي مَن رَامِيه.
قَالَ ذَلِك الكسائيُّ والأصمعيُّ بِفَتْح الرَّاء، وَكَذَلِكَ سهم
غرَضٍ وَغرب مضافان.
عَمْرو عَن أَبِيه، الغرَبُ: الخَمْرُ، وَأنْشد:
دَعِيني أَصطبح غرَباً فأغرِب
مَعَ الفتيان إِذْ لَحِقُوا ثمودا
وللشمس مشرقان ومغربان، فأحَدُ مشرِقَيها: أقْصَى الْمطَالع فِي
الشتَاء، وَالْآخر: أقْصَى مطالِعِها فِي القَيْظ، وَكَذَلِكَ أحد
مَغرِبَيْهَا: أقْصَى المغارِبِ فِي الشتَاء وَكَذَلِكَ فِي الْجَانِب
الآخر.
وَقَوله جلَّ وعزَّ: {يَعْلَمُونَ فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ
وَالْمَغَارِبِ} (المعارج: 40) ، أَرَادَ مشرق كل يَوْم ومغرِبَهُ،
وَهِي مائةٌ وَثَمَانُونَ مشرقاً تقطعها فِي سِتَّة أشهر وَمِائَة
وَثَمَانُونَ مغرباً تقطعها فِي مثلهَا، والغروب: غيوبُ الشَّمْس،
يُقَال: غرَبَتْ تَغرُبُ غروباً إِذا غَابَتْ.
ابْن السّكيت: أَتَيْته مغيرِبانَ الشَّمْس، ومُغيْرِباناتِ الشَّمْس.
وَزَاد غَيره: غرَيْريبات الشَّمْس وغرَيْرِياتها، وغييّبات الشَّمْس
وغييياتها، وغُيَيِّيبَ الشَّمْس وغيوبها.
وَيُقَال: ضرب فلَانا فصرعه، وشرَّقت يداهُ وغرّبت رِجْلاه.
والغريب من الْكَلَام: العُقْمِيُّ الغامضُ، ونَوًى غَرْبَة: بعيدَة.
وَقَالَ الْكُمَيْت:
وشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إنَّ النَّوَى قُذُف
تيَّاحَة غرْبَة بِالدَّار أَحْيَانًا
وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عنهُ أَنه قَالَ لِرجُلٍ قدمَ عَلَيْهِ من
بعض الْأَطْرَاف، هَل من مُغرِّبَةِ خبرٍ.
قَالَ أَبُو عبيد يُقَال: مُغرِّبَة ومُغرَّبَة بِكَسْر الرَّاء
وَفتحهَا قَالَ ذَلِك الْأمَوِي بِالْفَتْح وَقَالَ غَيره بِالْكَسْرِ،
وَأَصله فِيمَا نرى من الغرْبِ، وَهُوَ الْبعد.
وَمِنْه قيل: دَار فلَان غربَة، وَمِنْه قيل: شَأْوٌ مُغرِّب.
وَقَالَ الْكُمَيْت:
أعهدكَ من أُولَى الشَّبِيبَةِ تطلبُ
على دبرٍ هَيْهَات شأْوٌ مغرِّب
وَالْخَبَر المُغرِب الَّذِي جَاءَ غَرِيبا حَادِثا طَرِيفاً،
وَيُقَال: غرَّبَ فلَان فِي الأَرْض وأغرَبَ إِذا أمعن فِيهَا.
وغرَّبَ الْأَمِير فلَانا إِذا نَفَاهُ من بلد إِلَى بلد.
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لرجل، قَالَ
لَهُ: إِن ابْني كَانَ عَسيفاً على رجل،
(8/118)
وَإنَّهُ زنى بامرأته، فَقَالَ لَهُ: إِن
على ابْنك جَلد مائَة وتغريب عَام: أَي نفي عَام من بَلَده. وَقَالَ
ذُو الرُّمَّة:
أَدْنَى تَقاذُفِهِ التَّغرِيب والخَبَب
ويروى التَّقْرِيب، أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي:
التَّغرِيب أنْ يَأْتِي ببنين بِيضٍ، والتَّغرِيب أَن يَأْتِي ببنين
سودٍ، والتَّغريب أَن يجمع الغرابَ وَهُوَ الْجَليدُ والثَّلْج فيأكله،
والعنقاءُ المغرِب، هَكَذَا جَاءَ عنِ الْعَرَب بِغَيْر هاءٍ وَهِي
الَّتِي أغربت فِي الْبِلَاد فَنَأتْ وَلم تُحَسَّ وَلم تُرَ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: العَنقاءُ المُغرِب: رَأس أكَمَةٍ فِي أَعلَى
الجَبَلِ الطَّوِيل، وأنْكَر أَن يكون طائراً، وَأنْشد:
وَقَالُوا الْفَتى ابنُ الأَشْعَرِيَّةِ حَلَّقَتْ
بِهِ المغربُ العَنْقَاءُ أَنْ لم يسدَّدِ
وَمِنْه قَالُوا: طَارَتْ بِهِ العَنْقَاءُ المغربُ.
قلت: وحذفت تَاء التَّأْنِيث مِنْهَا كَمَا قيل: لِحْيةٌ ناصلٌ وناقةٌ
ضامرٌ وامرأةٌ عاشقٌ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أغربَ الرجُلُ إغراباً إِذا جاءَ بأَمْرٍ غريبٍ،
وأغربَ الدَّابَّةُ: إِذا اشْتَدَّ بيَاضُهُ حَتَّى تبيضَّ محاجرهُ
وأرفاغُه وَهُوَ مُغرب.
وَقَالَ اللَّيْث: المُغرَبُ: الأبيضُ الأَشفار من كل صنف، وَأنْشد:
شَرِيجانِ من لَوْنين خِلْصَان مِنْهُمَا
سَوادٌ وَمِنْه واضحُ اللونِ مُغربُ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغُرْبةُ: بَيَاض صرف والحُلْبة سوادٌ
صرفٌ.
قَالَ: والغرْبُ: حدُّ كلِّ شَيْء، والغرْبُ: الدُّموع، والغرْبُ:
الْعرق الَّذِي يسقى، الضَّاربُ الَّذِي يسيل أَو يرْشَحُ أبدا.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يُقَال لَهُ النَّاصور والنَّاسُور، قَالَ:
والغرَبُ محركاً: الخذَل فِي العَيْنينِ وَهُوَ السُّلاق.
عَمْرو عَن أَبِيه: رَجل غَرِيب وغريبِيٌّ وشَصيبٌ وطارىءٌ وإتاويٌّ
بِمَعْنى واحدٍ، قَالَ: والْمَغاربُ السُّودَان والمغارب الحمران وغروب
الثَّنايَا: حَدُّها وأَشَرها.
وَقَالَ اللَّيْث: الغاربُ: أعْلى الموج وَأَعْلَى الظَّهْر.
وَقَالَ غَيره: كانَتِ العَرَب إِذا طلقَ أحدهم امْرَأَته فِي
الجاهليةِ، قَالَ لَهَا: حبلكِ على غارِبِك أَي خَلَّيْت سبيلكِ
فاذْهَبي حَيْثُ شِئْتِ.
قَالَ الْأَصْمَعِي: وذَلك أنَّ الناقَةَ إِذا رَعَتْ وَعَلَيْهَا
خِطامها ألْقى على غاربها وتركَتْ لَيْسَ عَلَيْهَا خطام، فَإِذا
رَأَتِ الخطامَ لم يَهنهَا الرعْيُ، والغارِب: أَعلَى مقدَّمِ
السَّنام، وَيعْتَبر ذُو غاربين: إِذا كَانَ مَا بَين غاربيْ سنامه
متَفتِّقاً وَأكْثر مَا يكون هَذَا فِي البَخَاتي الَّذِي أَبوهَا
الفالج وَأمّهَا عَرَبِيَّة.
(8/119)
أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيِّ: أغرَبَ
عَلَيْهِ إذَا صنعَ بِهِ صنيعاً قبيحاً.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: أغربْتُ السقاءَ: مَلأتهُ.
وَقَالَ بشر بن أبي حازمٍ:
وكَأَنّ ظُعْنهمو غداةَ تَحَمّلُوا
سفنٌ تكفَّأ فِي خليج مُغْرَبِ
وَقَالَ الأصمعيُّ: أغرَبَ فِي مَنطقِهِ: إِذا لم يبْق شَيْئا إلاَّ
تكلم بِهِ وأَغرَبَ الفرسُ فِي جَرْيه، وَهُوَ غَايَة الْإِكْثَار
مِنْهُ.
أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيد: أغرَبَ الرَّجل: إِذا اشتدَّ ضحكه.
وَعَن الكسائيِّ: اسْتغربَ فِي الضحِكِ واسْتُغرِبَ: إِذا أَكثر
مِنْهُ.
وَأنْشد غَيره:
فَمَا يُغربونَ الضَّحْكَ إلاّ تَبَسماً
وَلَا يَنسبونَ القولَ إلاّ تخَافيَا
الأصمعيُّ: فَأْسٌ حديدةُ الغُرابِ: أَي حَدِيدة الطَّرَفِ، قَالَ:
والغُرَابُ حَدُّ الْوَرِكِ الَّذِي يَلي الظّهْر.
قَالَ: والغُرَابُ: قَذال الرَّأْس، يُقَال: شابَ غرابهُ: أَي: شعر
قَذالِهِ، والغرابُ: هَذَا الطائرُ الأسودُ، وأسود غرَابِيٌّ وغِربيبٌ،
وأغْربَ الرَّجل: إِذا اشتدَّ وَجَعه من مرضٍ أَو غَيره.
قَالَ ذَلِك الأصمعيُّ، قَالَ: كل مَا وَاراكَ وسَتَرَك فَهُوَ مغربٌ.
وَقَالَ سَاعِدَة الهذليُّ:
موكَّل بسدوفِ الصَّوْمِ يبصرها
من المغاربِ مَخْطوفُ الحشا زَرِمُ
وكُنُس الْوَحْش: مغاربُهَا لاستتارها بهَا.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: رِجْل الغرابِ ضربٌ من صَرِّ الْإِبِل لَا
يَقدرُ الفصيلُ عَلى أنْ يرضعَ مَعَه وَلَا يَنحل.
وَقَالَ الْكُمَيْت:
صَرَّ رِجلَ الغرابِ ملكك فِي النا
س عَلَى من أرادَ فِيهِ الفجورَا
وَإِذا ضَاق على الْإِنْسَان معاشُه، قيلَ: صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ
الغرَاب. وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
إِذا رجل الغرَابِ عَلَيَّ صُرَّت
ذكرتكَ فاطمأنّ بِي الضَّمِير
وَقَالَ شمر: أغربَ الرَّجل إِذا ضحكَ حَتَّى تبدو غرُوب أسنانهِ.
وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن
الغرباءِ، فَقَالَ: (الَّذين يُحيونَ مَا أَماتَ النَّاسَ من سُنتي) .
وَفِي حديثٍ آخر: (إنَّ الإسْلامَ بَدَأَ غَريباً وسَيَعُودُ غَرِيبا
فطُوبى للغُرَباء) .
وَفِي حديثٍ ثَالِث: (مَثل أُمَّتي كالمطر لَا يُدْرَى أَوَّلُها خير
أَو آخِرُها) وَلَيْسَ شيءٌ من هَذِه الْأَحَادِيث بمخالفٍ للْآخر،
وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ أَهلَ الْإِسْلَام حِين بدأَ كَانُوا
(8/120)
قَلِيلا، وهم فِي آخر الزَّمَان يَقلُّونَ
إلاّ أَنهم خِيار.
ومِمَّا يَدلُّ على هَذَا الْمَعْنى الحَدِيث الآخر: (خيارُ أُمَّتِي
أَوَّلُها وَآخِرهَا وبيْن ذَلِك ثَبَجٌ أَعْوج لَيْسَ منكَ ولستَ
مِنْهُ) .
وَفِي حديثٍ آخر: (إنَّ فِيكُم مُغَرِّبين، قَالُوا: وَمَا مُغَرِّبون،
قَالَ الَّذين يَشْرَكُ فيهم الجنُّ) ، سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنهم
جَاءُوا من نَسَبٍ بعيد، وغُرَّب: اسْم مَوضِع، وَمِنْه قولُه:
فِي إثْر أَحْمَرَةِ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ
ورَحا الْيَد يُقَال لَهَا غَريبة، لِأَن الْجيران يَتعاوَرُونها،
وَأنْشد بَعضهم:
كأنَّ نَفيَّ مَا تَنفِي يَداها
نفِيُّ غريبةٍ بيَدَيْ مُعِين
والْمُعِينُ أَن يسْتعين المديرُ بيد رجلٍ أَو امرأةٍ يضَع يدَه على
يدِه إِذا أَدارَها، وغُرابُ البَرِير عُنْقودُه الْأسود، وجمعُه
غِرْبان.
قَالَ بِشْرُ بن أبي حازمٍ:
رأَى دُرَّةً بيضاءَ يحفلُ لونَها
سُخَامٌ كغِرْبانِ البَرِير مُقَصَّبُ
يَحفِلُ لَوْنهَا: يجلوه ويَشُوفُه، أرادَ أنَّ سوادَ شَعرِها يزيدُ
لَوْنهَا بَيَاضًا.
والعربُ تَقول: فلَان أَبصَرُ من غرابٍ وأَشَدُّ سَواداً من الْغُرَاب،
وَإِذا نَعَتوا أَرْضاً بالخِصْبِ قَالُوا: وَقَع فِي أرضٍ لَا يَطيرُ
غرابها.
وَيَقُولُونَ: وَجَد تَمْرَةَ الغُراب، وَذَلِكَ أَنه يَتَتَبَّعُ
أَجْود التَّمْر فيَنْتَقِيه.
وَيَقُولُونَ: أَشْأَمُ من غرابٍ وأَفْسَقُ من غرابٍ، وَيُقَال: طَار
غراب فلَان إِذا شَاب رَأسه. وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
لمَّا رأيتُ النَّسْرَ عزَّ ابنَ داية
أَرادَ بِابْن دايةٍ الغرابَ وَقد مرَّ تفسيرُ هَذَا الْبَيْت، وعَيْنٌ
غَرْبَةٌ: إِذا كَانَت بعيدَة المطْرَح. وَأنْشد الباهِلِيُّ:
سأَرْفَعُ قولا للحُصَيْنِ ومالِكٍ
تَطيرُ بِهِ الغرْبَانُ شَطْرَ المَوَاسِمِ
قَالَ: والغِرْبان: غِرْبانُ الإبلِ، والغُرَابانِ طَرَفَا الوَرِكَ
اللّذان يَكُونان خَلْفَ القَطَاةِ.
وَالْمعْنَى: أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ يُذْهَبُ بِهِ على الإِبِل إِلى
المَواسِمِ، وَلَيْسَ يريدُ الغرْبانَ دونَ غَيرهَا، وَهَذَا كَمَا
قَالَ:
وإنَّ عِتَاقَ العِيسِ سَوف تَزورُكم
ثَنائِي عَلَى أَعْجَازِهنَّ مُعَلَّقُ
فَلَيْسَ يُرِيد الأعجازَ دون الصُّدور، وَقيل: إِنَّمَا خصَّ الأعجازَ
والأوراكَ لأنَّ قائلَها جَعل كِتابَها فِي قَعِيبَةٍ احْتَقَبها
وشدَّها على عجزِ بَعِيرِه.
رغب: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (كيْفَ
أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ وظَهَرت الرَّغْبَةُ) .
(8/121)
وَقَوله: ظَهرت الرَّغْبَة: أَي: كثُرَ
السُّؤال وقلَّت العِفَّة.
وَمِنْه قولُكَ: رَغِبْتُ إِلَى فلانٍ فِي كَذَا إِذا سأَلْتَه إِياه،
وَمعنى ظُهُور الرَّغبة: الحِرْصُ على جمْع المَال ومَنْعِ الحقِّ
مِنْهُ.
وَقَالَ شمر: رجُلٌ مُرْغِبٌ: أَي موسرٌ لَهُ مَال رَغيبٌ، ورُغْبُ
البَطْنِ: كثْرَة الْأكل، ورَجل رغيبُ الجَوْف.
وَقَالَ اللَّيْث: رَغِبَ الرَّجل فِي الشيءِ رَغْبةً فَهُوَ راغبٌ.
قَالَ: وَيُقَال: رَغبَ رَغبَةً: ورَغْبَى عَلَى قِياس شَكْوَى،
وتقولُ: إليكَ الرَّغباءُ ومنكَ النَّعْماء.
ورُوي عَن ابْن عمر أَنه زَاد نحْواً من هَذَا فِي تَلْبِيَة رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد الإحْرام.
وَيُقَال: إنَّه لَوَهُوبٌ لكلِّ رَغيبةٍ: أَي: لكلِّ مرغوبٍ فِيهِ،
والجميعُ: الرَّغائبُ، وَيُقَال: رغِبْت عَن الشَّيْء: أَي تركتُه
عمْداً، ورجلٌ رَغيبُ الجَوْف: إِذا كَانَ أَكولاً، وَقد رَغُبَ
يَرْغُب رَغَابَةً، وَوَادٍ رغيبٌ: وَاسع، وحَوْضٌ رَغيبٌ.
ومَرْغَابِينُ: اسْم لنَهْرٍ بالبَصْرَة.
عَمْرو عَن أَبِيه: المَرَاغِبُ: الأطْماعُ، والمَرَاغِبُ:
المُضْطَّرَباتُ فِي المعاش، وإبلٌ رِغابٌ: كَثِيرَة.
وَقَالَ لَبِيد يمدح النُّعْمَان بن الْمُنْذر:
ويَوماً من الدُّهُمِ الرِّغاب كَأَنَّهَا
أَشَاءٌ دَنَا قِنْوَانُهُ أَو مجادل
وتراغَبَ الْمَكَان: إِذا اتَّسع فَهُوَ مُتَرَاغِبٌ.
وَقَالَ النَّضْرُ: الرَّغيبُ من الأوْدية: الكثيرُ الأخذِ للماءِ،
والزَّهِيدُ الْقَلِيل الأخذِ، وأرضٌ رَغاب كَذَلِك تأخُذُ الماءَ
الْكثير وَلَا تسيل.
وَرُوِيَ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا، أَنه قَالَ: لَا تَدَعْ
رَكْعَتي الْفجْر فَإِن فيهمَا الرَّغائب.
قَالَ شمر: قَالَ الْكلابِي: الرَّغائبُ: مَا يُرْغَبُ فِيهِ، يُقَال:
رغيبَة ورغائب.
وَقَالَ غَيره: هُوَ مَا يرغب فِيهِ ذُو رَغَبِ النَّفس، ورغبُ
النَّفس: سَعَةُ الأملِ، وَطلب الْكثير.
أَبُو زيدٍ: الرَّغابُ: الأَرْض الليِّنة، وَقد رَغُبَتْ رُغباً.
وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً}
(الْأَنْبِيَاء: 90) ، وقرئت: (رَغْباً ورَهْباً) ، وهما مصدران وَيجوز
رُغباً ورُهْباً، وَلَا أعلمُ أحدا قرأَ بهما، ونُصِبا على أَنَّهُمَا
مفعول لَهما وَيجوز فيهمَا الْمصدر وَهَذَا قَول الزَّجّاج.
وَفِي الحَدِيث: (الرُّغبُ: شُؤْمٌ) ، وَمَعْنَاهُ: الشَّرَهُ،
والنَّهَمُ، والحرص على جمع الدُّنْيَا من الْحَلَال وَالْحرَام
والتَّبَقُّرِ فِيهَا.
(8/122)
غبر: قَالَ اللَّيْث: غَبَرَ يَغبُرُ
غبُوراً: إِذا مكث قَالَ: وَقد يجيءُ الغابرُ فِي النَّعْت كالماضي،
وغُبْرُ اللَّيْل: بَقاياهُ.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغابر: الْمَاضِي، والغابر:
الْبَاقِي.
قَالَ: وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَحْدُرُ فِيمَا
غَبَر من السُّورةِ يحتمِلُ الْوَجْهَيْنِ، قلت: والمعروفُ فِي كَلَام
العربِ أَن الغابِرَ: الْبَاقِي.
وَقد قَالَ غيرُ واحدٍ من الْأَئِمَّة: إِن الغابر يكون بِمَعْنى
الْمَاضِي.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغُبْرُ: بَقِيَّةُ اللَّبن فِي الضَّرْعِ،
وَجمعه: أغبار.
وَقَالَ ابْن حِلِّزة:
لَا تكْسَعُ الشَّوْلَ بأَغبارِها
إِنَّك لَا تَدْري من النَّاتج
وغبَّرُ اللَّيْل: بَقاياه، وَاحِدهَا: غابِر.
وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ لعمر: مَا تأَبطَتْنِي
الإماءُ وَلَا حَمَلَتْنِي البَغايا فِي غُبَّرَاتِ المآلي، الغبَّرات:
البَقَايا، وَاحِدهَا غابِر، ثمَّ يجمع غبّراً، ثمَّ غبّرَاتٍ جَمْع
الجَمْع.
قَالَ اللَّيْث: الأغبَرُ: الَّذِي لونُه مثلُ لون الْغُبَار، قَالَ:
والغَبَرة: تَرَدُّد الغبارِ، فَإِذا سَطَعَ سُمِّيَ غباراً،
والغَبَرة: لَطْخ غُبَار، والغُبْرَة: اغبِرَار اللَّوْنِ يَغبَرُّ
لِلْهَمِّ وَنَحْوه.
وَقَول الله جلَّ وعزَّ: {لله)) مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} (عبس: 40، 41) .
وَقَول العامَّةِ: غُبْرَة خَطَأ.
وَقَالَ اللَّيْث: المُغبِّرَة: قوم يغبِّرون يذكرُونَ الله بدعاءٍ
وتضرُّعٍ.
كَمَا قَالَ قَائِلهمْ:
عبادكَ المُغبِّرَهْ
رُشَّ علينا المغفِرهْ
قلت: وَقد يسمّى مَا يقْرَأ بالتّطريبِ من الشِّعرِ فِي ذِكرِ الله
تَعَالَى تَغبِيراً كَأَنَّهُمْ إِذا تَنَاشَدوها بالألحان طَربوا
فَرقصوا وأرْهَجوا فَسمُّوا مُغبِّرَةً بِهَذَا الْمَعْنى.
وَقد رُوِي عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ: أَرَى الزَّنَادِقَةَ وضعُوا
هَذَا التغبِيرَ لِيَصدُّوا النَّاس عَن ذكرِ الله وَقِرَاءَة
الْقُرْآن.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النحويُّ: سمِّي هَؤُلَاءِ مغبِّرين
لِتَزْهِيدِهِم الناسَ فِي الفَانيَةِ الماضِيَةِ وتَرْغيبِهِمْ فِي
الغابِرَةِ، وَهِي الْآخِرَة الْبَاقِيَة.
والغُبَيْرَاءُ: شراب لأهل الْيمن يُسْكِر.
قَالَ شمر: قَالَ عبد الرازق: الغبَيْراء، أَن يعمد إِلَى المَوْزِ
فينقعه حَتَّى ينْبت، ثمَّ يجْعَل فِي جَرّةٍ ويعْصَر فيسْكِر، فَذَلِك
الغبيراء، وَقيل: هُوَ المِزْر بِعَيْنِه.
أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الدَّهاءِ والإرب: إِنَّه لداهيةُ الغبَرِ.
(8/123)
وَمِنْه قَول الحِرمازي يمدح الْمُنْذر بن
الجارودِ:
أَنتَ لَهَا مُنذرُ من بَين البشرْ
دَاهيةُ الدَّهر وصَمَّاءُ الغَبَرْ
يَقُول: إِن ذُكرت يَقُولُوا لَا تسمعوهَا فَإِنَّهَا عظيمةٌ، وَأنْشد:
قد أَزمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ
قَالَ: وَهُوَ من قَوْلهم: جُرْحٌ غِبرٌ.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: غبِرَ الْجُرْحُ يَغبَرُ غَبَراً: إِذا
انْتقض، وَأنْشد:
وَعَاصِماً سلَّمهُ من الغَدَرْ
من بعد إِرْهانٍ بِصمَّاءِ الغَبَرْ
قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يَقُول: أنجاهُ من الهلاكِ بَعْدَ إِشرافٍ
عَلَيْهِ، وإرهانُ الشَّيْء إثباتُهُ وإدَامتهُ.
قَالَ: والغَبَرُ: البقاءُ.
وَقَالَ اللَّيْث: دَاهِيةُ الغبَرِ: بَلِيَّةٌ لَا تَكادُ تَذهبُ.
قَالَ: والنّاسُورُ بِالعربية هُوَ: العرْقُ الغبِرُ.
يُقَال: أصابَهُ غبَرٌ فِي عرْقه: أيْ: لَا يَكادُ يَبْرأ، وَأنْشد:
فَهُوَ لَا يَبْرَأ مَا فِي جَوْفِهِ
مثل مَا لَا يَبْرَأ العِرْقُ الغَبِرْ
قَالَ: والْغبَرُ أنْ يَبرأَ ظاهِرُ الجرْح وباطِنُهُ دَوٍ. وَقَالَ
الْأَصْمَعِي فِي قَول القطَامِيِّ.
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ الْمُغَبَّرا
قَالَ: الغبَرُ: دَاءٌ فِي باطِنِ خُفِّ الْبَعِيرِ.
وَقَالَ المفَضّلُ: هُوَ من الغبْرَةِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغُبْرَانُ: رُطبتَانِ فِي قمعٍ واحدٍ مثل
الصِّنْوانِ: نخلتَانِ فِي أصل واحدٍ، والجميعُ: غَبارِين.
قَالَ: وَيُقَال: لَهِّجُوا، ضَيفكم وغَبِّرُوهُ بِمَعْنى واحدٍ.
وَقَالَ اللَّيْث: الغبْرَاءُ من الأَرْض: الخَمرُ، وَقَالَ طَرَفَهُ
فِي بني غبْرَاءَ:
رَأيتُ بني غَبْرَاء لَا يُنكِرُونني
قيل: هم الصعاليك والفقراء، وَقيل: هم الَّذين يَتناهَدون فِي
الأسفارِ.
وَيُقَال: جَاءَ فلَان على غُبيراء الظّهْر، إِذا جَاءَ خَائباً.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال:
رَجَعَ فلَان على غبَيْرَاء الظّهْر، وَرجع عوده على بدئه. وَرجع على
أدراجه، وَرجع دَرَجه، ونكص على عقبه، إِذا لم يصب خيرا.
والغبْرَاء: الأَرْض، وَمِنْه قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: (مَا
أَظلت الخضراء وَلَا أَقلَّتِ الغَبْراءُ ذَا لهجةٍ أصدَق من أَبي
ذَرَ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الوَطْأَةُ الغبْرَاءُ:
الدَّارسة، وعزٌّ أغبَرُ: ذاهِبٌ دَارِسٌ.
وَقَالَ المخبَّلُ السَّعْديُّ:
(8/124)
فأنْزَلهم دَارَ الضياعِ فأصْبحُوا
على مَقْعَد من مَوْطِنِ العِزِّ أغبَرا
وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ عَلَى غبَيْرَاءِ الظهْرِ: إِذا جَاءَ خَائباً.
وَفِي حَدِيث مرفوعٍ: (إيَّاكُمْ والغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمرُ
الْعَالم) .
قَالَ أَبُو عبيد: هِيَ ضَرْبٌ من الشَّرَاب تَتخذه الحبشةُ من الذّرة،
وَهِي تُسْكِرُ. وَيُقَال لَهَا: السُّكُرْكةُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الغُبَيْرَاء: فاكهةٌ، لفظ الْوَاحِد، والجميع
فِيهَا سَواءٌ.
وَقَالَ زيد بن كُثْوَة: يُقَال: تركتهُ عَلَى غبَيْراءِ الظهْرِ إِذا
خاصَمْتَ رجلا فخَصْمتهُ فِي كلِّ شَيْء وغلبتهُ عَلَى مَا فِي يَديهِ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أغبَرْتِ السَّمَاء واشْتَكَرتْ
وحَفلَتْ: إِذا جَدَّ وَقع مطرها، قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ
الْكسَائي: أغبَرْتُ فِي طلب الشَّيْء: انكمشْتُ.
وَقَالَ ابْن دُريدٍ: الغِبْرُ: الحقدُ مثل الغِمْرِ سَواء.
بغر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أدْواءِ الْإِبِل
البَغَرُ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: البَغَرُ: الْعَطش يَأْخُذ
الْإِبِل فتشربُ وَلَا تروى وتَمْرضُ عَنهُ فتموت، وَأنْشد:
كَأَنَّمَا الموتُ فِي أجْنَادِهِ البَغَرُ
والبَحَرُ مِثلُه.
وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ بغِيرٌ، وَقد بَغَرَ. وَأنْشد:
وَشرب بِقَيْقَاةٍ فَأَنت بغيرُ
وبَغَرَ النّوُء: إِذا هاج بالمطرِ، وَأنْشد:
بَغْرَة نجم هاج لَيْلًا فبَغَرْ
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَذِه بغرة نجم كذَا، وَلَا تَكون البغرةُ
إلاَّ مَعَ كثرةِ الْمَطَرِ.
وَيُقَال: لفلانٍ بَغْرةٌ من الْعَطاء لَا تغيضُ: إِذا دَامَ عطَاؤُه.
وَقَالَ أَبُو وجْزَة:
لَجَّتْ لأبناء الزُّبير مآثرٌ
فِي المكرمَاتِ وبَغْرَةٌ لَا تُنْجِمُ
أَبُو عبيد عَن اليزيدي: بَغِرَ بَغَراً، إِذا أَكثر من المَاء فَلم
يَرو، وَكَذَلِكَ مَجِرَ مَجَراً.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَغْرُ والبَغَرُ: الشُّرْبُ بِلَا رِيَ.
وَيُقَال: ذهبَ القومُ شَغرَ بَغرَ، وشَغرَ مَغر: إِذا تَفرَّقوا فِي
كلِّ وَجْه.
ربغ: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّبْغُ: الرِّيُّ.
أَبُو عبيد عَن الأَصمعيّ: إِذا أُرْسِلَت الإبلُ على الماءِ، كلما
شَاءَت وَرَدتْ بِلا وَقتٍ فَذَلِك الإرْباغُ، يُقَال: تُرِكَتْ
إبِلُهم هَمَلاً مُرْبَغاً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: عَيْشٌ رابِغ: رافِغ أَي
(8/125)
ناعم، ورَبَغ القوْم فِي النَّعيم: إِذا
أَقاموا فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله: إنَّ الشّيطان قد أَرْبَغ فِي قُلوبكم
وعَشَّشَ: أَي: أَقَامَ على فسادٍ اتَّسَع لَهُ المُقام مَعَه، قَالَ:
والرَّابغُ الَّذِي يُقيم على أمرٍ مُمْكن لَهُ.
غ ر م
مرغ، مغر، غمر، غرم، رغم، رمغ: مستعملات.
مرغ: عَمْرو عَن أَبِيه: المَرْغةُ: الرَّوْضَةُ، وَالْعرب تَقول:
تمَرَّغْنا: أَي تَنَزَّهْنا.
وَقَالَ اللَّيْث: المَرْغُ: الإشْباعُ بالدُّهْن، رجُلٌ أَمْرَغُ،
وَقد مَرِغ عِرْضُه: والمُجاوِزُ من فعْله الإمراغ، وشعرٌ مَرِغٌ: ذُو
قَبول للدُّهْن، والْمُتمرِّغ: الَّذِي يصنع نَفسه بالادِّهان
والتَّزَلُّقِ.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَرْغُ: اللُّعابُ، يُقَال:
فلَان أَحْمَقُ مَا يَجأَى مَرْغَه: أَي لَا يَستُر لُعابه، وجَأَيْتُ
الشيءَ: أَي: سَتَرْتُه، والمرغُ: الْمصير الَّذِي يجْتَمع فِيهِ بعر
الشَّاة، والمرْغ: الرَّوْضَة الْكَثِيرَة النَّبَات وَقد تَمَرَّغَ
المالُ: إِذا أَطَالَ الرَّعي فِيهَا.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَرَغَ العَيْرُ فِي العُشب: إِذا أَقَامَ
فِيهِ، وَأنْشد:
إنِّي رأيتُ العَيْر فِي العُشب مَرَغ
فجئتُ أَمْشِي مُستَطَاراً فِي الرَّزَغْ
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَرَاغُ الْإِبِل: مُتَمَرَّغُها، وَنَحْو
ذَلِك قَالَ اللَّيْث.
وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف الْإِبِل:
يَجْفِلُهَا كلُّ سنامٍ مِجْفَلِ
لأْياً بلأْيٍ فِي المَرَاغِ المُسْهِلِ
والمَراغةُ: أَتانٌ لَا تمتنعُ من الفحول، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي
وَغَيره.
قَالَ: وَكَانَ الفرزدق يَقُول لجرير: يَا ابْن المراغة ينْسبهُ إِلَى
الأتان، وَيُقَال: مَرَّغْتَهُ فِي التُّراب فَتَمَرَّغَ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: تَمَرَّغْتُ على فلانٍ، أَي:
تَلَبَّثْتُ وتمَكَّثْتُ، وَأَنا مُتَمَرَّغ عَلَيْهِ.
مغر: قَالَ اللَّيْث: المَغْرَةُ: الطين الْأَحْمَر، وثوبٌ مُمَغَّرٌ:
مصبوغ بِهِ، والأمْغَرُ: الْأَحْمَر الشّعْر وَالْجَلد.
ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: أَمْغَرَتِ الشَّاة
(8/126)
وأَنْغَرَتْ: إِذا حُلبت فَخرج مَعَ لبَنها
دمٌ، وَإِذا كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا فَهِيَ مِمْغارٌ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو جميل الْكلابِي: مَغَرَ فلانٌ فِي الْبِلَاد:
إِذا ذهب فأسرع، ورأيتُه يَمْغَرُ بِهِ بعيرُه.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو صاعد الْكلابِي: مَغَرَتْ فِي الأَرْض مَغْرةٌ من
مطر، وَهِي مطرةٌ صَالِحَة.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَغْرَةُ: المطرةُ الْخَفِيفَة
والبَلِيلَةُ الرّيح المُمَغَّرَة، وَهِي الَّتِي تمزجها المَغْرة،
وَهِي المطرةُ الْخَفِيفَة.
وَقَالَ اللَّيْث: الأمْغَرُ أَيْضا: الَّذِي فِي وَجهه حُمرة فِي
بَيَاض صَاف، وأوسُ بن مَغْراء أحد شعراء مُضَر.
وَقَالَ عبد الْملك لجرير: مَغِّرْ يَا جرير، أَي أنْشد كلمة ابْن
مَغْرَاء.
وَقَالَ نصير: يُقَال: إِنَّه لأَمْغَرُ أمكرُ أَي أَحْمَر، والمكرةُ:
المغْرَةُ.
وَأنْشد غَيره:
وتَمْتَكِرُ اللِّحَى مِنْهُ امتكارا
وَفِي الحَدِيث: أَن أَعْرَابِيًا قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم فرآهُ مَعَ أَصْحَابه فَقَالَ: أيُّكم ابْن عبد الْمطلب،
فَقَالُوا لَهُ: هَذَا الأمْغَرُ المُرْتفِق، أَرَادوا بالأمغرِ
الأبيضَ الْوَجْه، وَكَذَلِكَ الْأَحْمَر هُوَ الْأَبْيَض، وَرَأَيْت
فِي بِلَاد بني سعد ركيَّة تُعرف بمكانها وَكَانَ يُقَال لَهُ الأمْغرُ
وبحذائها ركيَّة أُخْرَى يُقَال لَهَا الْحِمارَةُ وماؤُهما شَروب.
غمر: قَالَ اللَّيْث: الغَمْرُ: المَاء المُغرق، وغِمَارُ البُحور جمع
الغَمْرِ، وَقد غَمَره المَاء.
الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت: الغَمْر: الماءُ الْكثير، وَيُقَال: رَجل
غمر الخُلُقِ، أَي: وَاسع الخلقِ وَهُوَ غمر الرِّداءِ: إِذا كَانَ
كثيرَ المعروفِ واسعهُ وَإِن كَانَ رداؤُه صَغِيرا. وَقَالَ كثيِّر:
غمر الرِّداءِ إِذا تَبَسّمَ ضَاحِكا
غلِقَتْ لضحكتِهِ رِقَاب المَال
وفَرَس غمر: إِذا كَانَ كثيرَ الجري.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المَغْمور: المَقْهور،
والمَغمور: المَمْطُور.
أَبُو زيد: يُقَال للشَّيْء إِذا كَثُرَ: هَذَا كثير غمير.
وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ}
(الْمُؤْمِنُونَ: 54) ، مَعْنَاهُ: فِي عَمايتِهم وحيرَتهم وَكَذَلِكَ
قَوْله: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مِّنْ هَاذَا}
(الْمُؤْمِنُونَ: 63) ، يَقُول: بلْ قُلوبُ هَؤُلَاءِ فِي عمايةٍ مِن
هَذَا.
وَقَالَ الْفراء: {فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ} أَي: فِي جهلهم.
وَقَالَ اللَّيْث: الغمرةُ: منهَمكُ الْبَاطِل.
قَالَ: ومرتكَضُ الهول: غمرة الْحَرْب، وَيُقَال: هُوَ يضربُ فِي غمرة
اللَّهْو
(8/127)
ويتسكع فِي غمرة الفِتنة، وغمرَةُ الموْتِ:
شِدّة هُمومه.
وَقَالَ ذُو الرُّمة:
كأنني ضَارِبٌ فِي غمرةٍ لَجِب
أَي: سابحٌ فِي مَاء كثيرٍ، وغمرة: مَنهلةٌ من مناهل طَرِيق مكةَ،
وَهِي فصل مَا بَين نجدٍ وتهامة، وليلٌ غَمْرٌ: شَدِيد الظلمَة.
وَقَالَ الراجز يصف إبِلا:
يجتَبْنَ أثْنَاء بهيم غمر
داجي الرِّوَاقَين غُدافِ السِّتْرِ
وثوبٌ غَمر: إِذا كَانَ سابغاً.
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أطلِقُوا
لي غُمَرِي) .
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره: الغُمَرُ: الْقَعْب الصغيرُ.
وَقَالَ أعشَى باهِلة:
من الشِّواءِ ويُروى شرْبه الغُمَر
والغُمْرُ من الرِّجال: الَّذِي لم تُحَنِّكهُ التجاربُ، والغِمْرُ:
الحِقْدُ، وَقد غَمِرَ صدرُه علَيَّ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغُمْرَة: الورْس، يُقَال: غمَرَ فلانٌ
جاريتَه: إِذا طَلَى وَجههَا بالورْس وَغَيره.
وَقَالَ اللَّيْث: الغُمْرَةُ: طِلاءٌ يُطلى بِهِ العَرُوس.
وَقَالَ أَبُو الغَمَيْثل: الغُمْرَة والغُمْنَة: واحدٌ.
وَقَالَ أَبُو سعيد: هُوَ تمْرٌ ولبَنٌ يُطلى بِهِ وَجه الْمَرْأَة
ويداها حَتَّى ترِقّ بشرَتُها وجمعُها: الغُمَرُ والغُمَنُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال لمنديلِ الغمَر: المشُوشُ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الغمَرُ: السهَك، وَقد غمِرَت يَده غمَراً،
وَيُقَال: فلَان شُجاع مغامر. يغشى غمَرات الحرْب، وماءٌ غَمْرٌ: بينُ
الغَمارة ورجُلٌ غَمْرٌ: بيِّن الغَمارَةِ.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: دخل فِي غُمار النَّاس وغَمارِهم وخُمارهم
وخَمارِهم، وغمْرةُ الناسِ وخمَرُهم: جماعتُهم.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغمِيرُ: نبت يَنبت فِي أصل النبْتِ حَتَّى
يغمُرَه الأول وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الغميرُ: الرَّطبةُ والقتُّ اليابسُ
والشَّعيرُ تُعلَفه الْخَيل عِنْد تضْمِيرها.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: أقلُّ الشرْب: التغمُّرُ، يُقَال: تغمَّرْتُ
مَأْخُوذ من الغُمَر، وَهُوَ الْقدح الصغيرُ، وَيُقَال: غَمَره
الْقَوْم يغمرونه: إِذا عَلَوْه بالشرَفِ، والمغمُور من الرِّجَال
الَّذِي ليسَ بمشهورٍ، وَرجل مُغمَّرٌ
(8/128)
إِذا استجهله الناسُ، وَقد غُمِّرَ فلَان
تغمِيراً.
ثَعْلَب عَن ابنِ الْأَعرَابِي: الغُمرةُ: الورْسُ والحُصّ والكُركم،
والغمْرة: حيرة الْكفَّار.
وَقَالَ اللَّيْث: الاغتمار: الاغتماس.
قَالَ أَبُو سعيد: الْمَعْرُوف فِي الغامر: المعاشُ الَّذِي أَهله
بِخَير.
قَالَ: وَالَّذِي يَقُول الناسُ: إِن الغامِرَ الأرضُ الَّتِي لم
تُعمرْ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَقد سَأَلت عَنهُ فَلم يُبيِّنه لي أحد،
يُرِيد قَوْلهم العامِرَ والغامرَ.
وَفِي حَدِيث عمر: أَنه مَسَحَ السوَاد عامِرَه وغامرَه، فَقيل: إِنَّه
أَرَادَ عامرَه وخرابَه.
قلت: قيل للخراب غامر، لِأَن المَاء قد غمره فَلَا تمكِن زراعتُه، أَو
كَبَسَهُ الرّملُ وَالتُّرَاب، أَو غلبَ عَلَيْهِ النَّزُّ فنَبت فِيهِ
الأباءُ والبَرْديُّ فَلَا يُنبت شَيئاً، وقيلَ لَهُ غامرٌ عَلَى معنى
أَنه ذُو غَمْر من المَاء وَغَيره الَّذِي قد غمره كَمَا يُقَال هَمٌّ
ناصِبٌ أَي ذُو نصبٍ.
وَقَالَ ذُو الرُّمة:
ترَى قورَها يَغرقنَ فِي الْآل مرّة
وآوِنةً يخرجْن من غامر ضَحْلِ
أَي: من سرابٍ قد غمرها وعلاهَا.
غرم: قَالَ اللَّيْث: الغرمُ: أَدَاء شَيْء يلْزم مثل كَفَالَة
يغرمَها، والغريم: الملزَم ذَلِك، والغرام: العذَاب أَو العِشق أَو
الشرُّ اللازِم.
قَالَ: والغريمان سَواءٌ. الغَارم والمُغْرِمُ.
قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} (الْفرْقَان:
65) .
قَالَ الْفراء: يَقُول: مُلِحّاً دَائِما، وَالْعرب تَقول: إِن فلَانا
لمغرمٌ بِالنسَاء: إِذا كَانَ مُولَعا بهنّ، وإنِّي بكَ لمغرم: إذَا لم
يَصْبر عَنهُ، ونرَى أَن الغريمَ إِنَّمَا سمِّيَ غريماً لِأَنَّهُ
يطْلب حَقَّه ويُلِحُّ حَتَّى يَقْبضه يُقَال للَّذي لَهُ المَال
يَطْلُبهُ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِ غريمٌ، وللذي عَلَيْهِ المَال غَرِيم.
وَفِي الحَدِيث: (الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزّعيم غارمٌ لِأَنَّهُ لَازم
لِمَا زَعَم) أَي كفَلَ وَضَمِنَ.
وَقَالَ الزجَّاج: الغرام: أشَدُّ العذابِ فِي اللُّغَة. وأنشدَ:
إِن يعَاقِب يكن غراماً وَإِن يع
ط جزيلاً فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي
قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} (الْفرْقَان:
65) .
وَقَالَ القُتَيْبي: كَانَ غراماً أَي: هَلكةً.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغرَمى: الْمَرْأَة المغاضبَة.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: غرمَى كلمة تَقُولهَا
(8/129)
الْعَرَب فِي معنى اليَمِين، يُقَال: غرمى
وجدِّك، كَمَا يُقَال أَما وجدِّكَ.
وَأنْشد:
غرمَى وجدِّك لَو وجدتَ بهم
كعَدَاوةٍ يجدونها بَعْدي
والمَغْرم والغُرم وَاحِد، وَجمع الْغَرِيم غُرَمَاء، وَيُقَال للَّذي
عَلَيْهِ المَال غَرِيم.
رغم: قَالَ اللَّيْث: رَغِمَ فلانٌ: إِذا لم يقدِر على الانتصافِ،
وَهُوَ يَرْغَمُ رَغماً، وَبِهَذَا الْمَعْنى رغم أَنفه.
وَفِي الحَدِيث: إِذا صَلَّى أحدكمْ فليلزمْ جَبْهَتهُ وأَنفهُ الأَرْض
حَتَّى يخرج مِنْهُ الرَّغْمُ، معناهُ: حَتَّى يخضعَ ويذِلَّ، قَالَ:
وَيُقَال: مَا أَرْغَمُ من ذاكَ شَيْئا: أَي: مَا أَكرهُ، قَالَ:
والرَّغَامُ: الثَرَى.
قَالَ: وَيُقَال: رَغمَ أنفهُ إِذا خاسَ فِي الترابِ.
وَيُقَال: رَغَّمَ فلانٌ أَنفَهُ وأَرْغَمَهُ: إِذا حَمَلَهُ على مَا
لَا امْتِنَاعَ لَهُ مِنْهُ قَالَ: ورَغَّمْتُهُ: قلت لَهُ: رَغْماً
ودَغْماً وَهو لَهُ رَاغِمٌ دَاغِمٌ.
وَقَالَ الليثُ: الرُّغَامُ: مَا يسيلُ من الأنفِ من داءٍ أَو نحوهِ،
قلت: هَذَا تصحيفٌ وصَوَابه الرُّعام بِالْعينِ.
وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: من قَالَ الرُّغامُ فِيمَا يسيلُ من الْأنف
فقد صَحَّف، وَكَانَ الزَّجاج يجيزُ الرُّغامَ فِي مَوضِع الرُّعامِ،
وأَظنه نظر فِي كتاب الليثِ فَأَخذهُ منهُ.
وَقَالَ الليثُ: الرُّغَامى لُغةٌ فِي الرُّخَامى، وَهُوَ نبتٌ.
قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عمرِو: الرَّغامُ: دقاقُ التُّرابِ، وَمِنْه
يُقَال: أَرْغمتُه: أيْ: أَهَنتهُ وَأَلزَقتهُ بالترابِ، وَمِنْه
يُقَال: أرْغمَ الله أنفهُ، والرَّغْمُ: الذِّلَّةُ.
وَقَالَ الأصمعيُّ: الرَّغامُ: من الرَّمْلِ لَيْسَ بالَّذِي يسيلُ من
الْيَد.
وَقَالَ الفرزدقُ يهجو جَرِيرًا:
تَبكي المَراغةُ بِالرَّغَامِ على ابنهَا
والنَّاهِقاتُ يَهِجْنَ بالإعوالِ
وَقَالَ جلَّ وعزَّ: {وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى
الاَْرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} (النِّسَاء: 100) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى مُرَاغماً مُهَاجَراً الْمَعْنى: يجدُ فِي
الأرضِ مهاجَراً، لأنَّ المهاجِر لِقومهِ والْمُراغِمَ بمنزلةٍ واحدةٍ
وَإِن اختلفَ اللفظانِ، وَأنْشد:
إِلَى بَلَدٍ غير دَاني الْمَحَلِّ
بعيدِ المُراغَمِ والمضْطَربْ
قَالَ: وَهُوَ مأخُوذٌ من الرَّغام، وهوَ التُّرابُ، ورَاغمتُ فُلاناً:
هجرته وعاديتُه، وَلم أبالِ رَغْمَ أَنفِه: أيْ: وإنْ لَصِقَ أنفهُ
بالترابِ.
(8/130)
وَقَالَ الفرَّاء: المُرَاغَمُ: المضطرَبُ
والمذهبُ فِي الأرضِ.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: الرَّغمُ: التُّرابُ، والرَّغمُ: الذُّل،
والرغمُ: الْقَسْرُ.
قَالَ: وَفِي الحديثِ: (إنْ رَغَمَ أنفهُ) : أَي: ذَلَّ، رَواهُ
بِفَتْح الغينِ.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وهما لُغَتَانِ، رَغَم أَنفه ورَغِمَ رَغْماً
ورُغْماً.
وَقَالَ ابْن شميلٍ: على رَغْمٍ منْ رَغَمَ بِالْفَتْح أَيْضا.
وَفِي حَدِيث عائشةَ أَنَّهَا سُئلتْ عَن المرأَة تَوَضَّأُ
وَعَلَيْهَا الْخِضَابُ، فَقَالَت: اسْلِتيهِ وَأَرْغميهِ، معناهُ:
أَهينيهِ وَارْمِي بِهِ عنكِ فِي التُّرابِ.
أَبُو عبيدٍ عَن الأمويِّ: الرُّغامَى: زِيَادَة الكبدِ.
وَقَالَ أَبُو وجزةَ:
شَاكَتْ رُغامَى قذُوفِ الطّرف خَائِفَةٍ
هَوْلَ الْجنانِ وَمَا هَمَّت بإدلاَج
وَيُقَال: مَا أَرْغَمُ منْ ذاكَ شَيْئا: أيْ: مَا أنقمه، وَمَا
أَكْرَهُهُ.
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وكُنَّ بِالرَّوْضِ لَا يَرْغمنَ واحدَة
من عَيشهنَّ وَلاَ يدرينَ كيفَ غَد
والتَّرَغُّم: التغضبُ.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: يجدْ فِي الأَرْض مُرَاغماً: أَي
مُضْطَرباً، وعبدٌ مُراغِمٌ: أَي مضطرِبٌ على موَالِيه.
(أَبْوَاب) الْغَيْن وَاللَّام)
غ ل ن
اسْتعْمل من وجوهه: نغل لغن.
نغل: قَالَ اللَّيْث: النَّغَلُ: فسادُ الْأَدِيم فِي دباغه إِذا
ترفَّتَ وتَفتَّتَ، وَيُقَال: لاَ خيرَ فِي دَبغَةٍ على نَغْلَةٍ،
وَجَوزٌ نَغِلٌ، قَالَ: والنَّغْلُ: ولدُ زَنْيةٍ، والْجَارِيَةُ:
نَغلَةٌ، المصدرُ: النِّغْلة.
وَقَالَ غيرهُ: نَغِلَ وَجْهُ الأرضِ إِذا تَهَشَّم من الْجُدُوبةِ.
وَقَالَ الْأَعْشَى:
يَوْماً تَراهَا كَشِبهِ أَرْديةِ الخم
سِ وَيَوْما أديمها نَغِلا
وَيُقَال: نَغُلَ الموْلُودُ يَنْغُلُ نُغُولةً فَهُوَ نَغْلٌ.
لغن: أَبُو عبيد: يُقَال لِلَحَماتٍ تكون عِنْد اللَّهَوات
اللَّغانِينُ، واحدُها لُغنُون.
وَقَالَ غَيره: هِيَ الألغانُ أَيْضا، وَاحِدهَا لُغْنُ.
وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ بِلغْنِ غَيره، إِذا أنكرتَ مَا تَكلم بِهِ من
اللُّغة، وَفِي بعضِ الأخبارِ: إنكَ لتَكلَّمُ بِلُغن ضال مضل.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: الْغَانَّ: النباتُ فَهُوَ ملْغَانٌّ: إِذا
التفَّ.
(8/131)
وَقَالَ أَبُو خيرة: أرضٌ ملغَانَّةٌ،
والْغينَانُها كَثْرَة كلئها.
غ ل ف
غلف غفل لغف فلغ: مستعملة.
غلف: قَالَ الليثُ: الغلاَف: الصّوَانُ، وقلبٌ أغْلَفُ: كأنَّما
غُشِّيَ غِلافاً، فهوَ لَا يَعي، وَيُقَال: غَلَفْت القارورةَ
وأغْلَفْتُها فِي الغلافِ، وغَلَّفت السّرْجَ والرَّحل، وَأنْشد:
يكادُ يُنْبى الفاتر المُغلَّفَا
وَيُقَال: تَغلَّفَ الرَّجل واغْتَلف وَقد غلفتُ لحيتهُ، والأقلفُ
يُقَال لَهُ الأَغلفُ، وَهِي الغُلفةُ والقلفةُ.
وَقَالَ اللحياني: تَغَلَّفَ بالغاليةِ وتغلَّلَ.
وَقَالَ بَعضهم: تغلفَ بالغالية: إِذا كَانَ ظَاهرا، فَإِذا كَانَ
دَاخِلا فِي أصولِ الشَّعر، قيل: تغلَّلَ.
شمر: رَحْلٌ مُغَلَّفٌ: عَلَيْهِ غلاف من هَذِه الأدَمِ وَنَحْوهَا.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَوْله:
{قُلُوبُنَا غُلْفٌ} (الْبَقَرَة: 88) ، وقرىء: (غُلُفٌ) فَمن قَرَأَ:
(غُلُفٌ) ، فَهُوَ جمع غلاف، أَي قُلُوبنَا أوعيةٌ للْعلم، كَمَا أَن
الغِلافَ وِعاءٌ لما يُوعَى فِيهِ، قَالَ: وَإِذا سُكِّنَتِ اللامُ
كَانَ جمع أغلف، وَهُوَ الَّذِي لَا يعي شَيْئا، وسيفٌ أغلفُ: إِذا
كَانَ فِي غِلافٍ، وَجمعه غُلْفُ.
وَهَكَذَا قَالَ الْكسَائي فِي تَفْسِير الغلْفِ والغُلُفِ، وَقَالَ:
مَا كَانَ جمع فعال وفعيل وفعول فَهُوَ فُعُلٌ (مثقل) .
وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة: (القلوبُ أربعةٌ، فقلبٌ أغلفُ وَهُوَ قلب
الْكَافِر) .
وَقَالَ شمر: قَالَ خالدُ بن جَنْبَةَ: الأغلفُ فِيمَا نرى: الَّذِي
عَلَيْهِ لِبْسَةٌ لم يَدَّرِع مِنْهَا أَي: لم يخرج مِنْهَا.
قَالَ: وَتقول: رَأَيْت أَرضًا غلفاءَ إِذا كَانَت لم تُرْعَ قبلنَا،
فَفِيهَا كل صَغِير وكبير من الْكلأ. كَمَا يُقَال: غُلامٌ أغلف: إِذا
لم تُقْطَع غُرْلَتُهُ.
وَقَالَ الْفراء: قلبٌ أغلفُ: بَيِّنُ الغُلْفَةِ، وأغلفتُ القارورة:
جعلت لَهَا غلافاً، وَإِذا أدخلتَها فِي غلاف قلت: غَلْفتُها غلْفاً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والغِلْفُ: الخِصب.
لغف: أهمله اللَّيْث.
عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: اللَّغيفُ: الَّذِي يأكلُ مَعَ اللُّصُوص
ويشربُ ويحفظ ثِيَابهمْ وَلَا يسرقُ مَعَهم، يُقَال فِي بني فلانٍ
لُغَفَاءُ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: فلَان لغيفُ فلانٍ وخُلْصَانُهُ
ودُخْلُلُه.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فلَان لَغيفُ فلَان، وشَجِيرُهُ، أَي
خاصَّتُه، قَالَ: ولَغَفْتُ شَيْئا، أَي لقَمْتُه.
(8/132)
وَفِي (النَّوَادِر) : ألْغَفْتُ فِي
السيرِ وأوغفت فِيهِ.
فلغ: الْأَصْمَعِي: فَلَغَ رأسهُ بالعصا يَفْلَغُهُ وثَلَغَهُ
يَثْلَغُهُ فَلْغاً وثلْغاً: إِذا شَدَخَهُ.
غفل: الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت، يُقَال: قد غَفَلْتُ عَنهُ
وأغفلتُهُ.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس، أَنه سُئِلَ عَن قَول
اللَّهِ: {مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} (الْكَهْف: 28) ،
فَقَالَ: من جَعَلْنَاهُ غافلاً، قَالَ: وَيكون فِي الْكَلَام:
أغفلتهُ: سَمَّيْتُهُ غافلاً وأَحْلمْتُهُ سميته حَلِيمًا.
وَقَالَ اللَّيْث: أغفلتُ الشيءَ: تركته غَفَلاً وَأَنت لَهُ ذَاكر.
قَالَ: وغفلَ عَن الشيءِ يَغْفُلُ غَفلَة وغُفُولاً، والتَّغافُلُ:
التَّعَمُّدُ، والتَّغَفُّلُ: خَتْل عَن غفلةٍ، والمُغَفَّلُ: مَن لَا
فطنةَ وَلَا إربَ لَهُ، والغفْلُ: سَبْسَب مَيْتَة بعيد لَا عَلامَة
فِيهَا وَجمعه أغفال.
وَقَالَ ذُو الرمة:
يتركن بالمهامِهِ الأغفالِ
ودابَّة غُفْل: لَا سِمَة عَلَيْهَا، وَرجل غفل: لَا يُعْرَفُ لَهُ
حَسَب.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أَرض غُفْل وفَلٌّ لم تمطر.
وَقَالَ غَيره: نَعَم أغفال: لَا لِقْحَةَ فِيهَا وَلَا نجيب.
وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: لنا نَعَم أغْفَال مَا تَبِضُّ بِبِلالٍ:
يصفُ سنة أصابتهمْ فأهلكت خِيَار مالِهِمْ، وبلاد أغفال: لَا أعلامَ
فِيهَا يهتدَى بهَا.
وَقَالَ شمر: إبِل أغْفَال: لَا سمة عَلَيْهَا وقِدَاح أغفال.
وَرُوِيَ عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ: عَلَيْك بالْمَغْفَلَةِ
والْمَنْشَلَةِ فِي الْوضُوء.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: المَغْفَلَةُ: العَنْفَقَةُ
نَفسهَا، والمنشلة مَوضِع حلْقة الْخَاتم.
غ ل ب
غلب بلغ بغل لغب: مستعملة.
غلب: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: غَلَبَ يَغْلِبُ غَلَبَةً وغَلَباً،
والغِلابُ: المُغَالبة، وَأنْشد بَيت كَعْب بن مَالك:
هَمَّتْ سخينةُ أَن تُغَالِبَ ربَّها
وليُغْلَبَنَّ مغالِبُ الغلاّب
وَفِي مثل للْعَرَب: جرى المذكيات غلاب، أَرَادَ بالمذكيات مَسَانّ
الْخَيل وقُرّحَها، أَرَادَ أَنَّهَا تغلب من سابقها غلاباً لِقوَّتها.
قَالَ: والأغلب: الغليظ القَصَرَةِ، أسدٌ أغلب، وَقد غَلِبَ يَغْلَب
غَلَباً، وَقد يكون الغَلَب من داءٍ أَيْضا.
(8/133)
قَالَ: وهضبة غَلْباء وعزَّة غلباءُ،
وَكَانَت تَغْلِبُ تسمى الغَلْباءَ.
وَقَالَ الشَّاعِر:
وأَوْرَثَنِي بَنو الغلْباءِ مَجْداً
حَدِيثا بعد مَجْدِهم الْقَدِيم
وَقَالَ آخر:
وقَبْلَكَ مَا اغْلَوْلَبَتْ تَغْلِبٌ
بِغَلْبَاءَ تَغْلِب مُغْلَوْلِبينا
يَعْنِي بعزَّةٍ غَلْبَاءَ، واغْلَوْلَبَ العُشْبُ. واغلَوْلَبَتِ
الأَرْض إِذا التَفَّ عشبها، واغْلَوْلَبَ الْقَوْم إِذا كَثُرُوا، من
اغْلِيلاَبِ العُشْبِ، وَرجل غُلُبَّة إِذا كَانَ غَالِبا، وغَلبَّة
لُغة.
وَأَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد المزنيِّ عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن
سلاّم أَنه قَالَ: إِذا قالتِ الْعَرَب: شَاعِر مُغَلَّب فَهُوَ مغلوب،
وَإِذا قَالُوا غلِّبَ فلَان، فَهُوَ غَالب، وغلِّبَتْ ليلى
الأخْيَلِيّة على نابغةِ بني جَعْدَةَ لِأَنَّهَا غَلَبَتْه، وَكَانَ
الجعديُّ مغَلَّباً.
لغب: الْأَصْمَعِي: إِنَّه لضعيف ولَغْب وَوَغْب.
أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: لَغَبْتُ ألغُبُ لُغُوباً من الإعياء.
وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن} (ق: 38)
، وَمِنْه قيل فلَان ساغب لاغب أَي مُعْيًى.
وروى ابْن الْفرج عَن أبي السميدع، أخذت بزغب رقبته، ولَغَب رقبته،
قَالَ: وَهِي بِاللَّامِ فِي تَمِيم، قَالَ: وَذَلِكَ إِذا تبعه وَقد
ظن أَنه لم يُدْرِكهُ، فَلحقه، أَخذ بِرَقَبَتِهِ أَو لمْ يَأْخُذ.
قَالَ الْأمَوِي: ولَغَبْتُ على القومِ ألْغَبُ لَغْباً: أفْسَدْتُ
عَلَيْهِم.
وَقَالَ اللَّيْث: اللُّغَابُ من الرِّيش: الْبَطن، الْوَاحِدَة
لُغابَة.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: من الرِّيش اللُّؤَامُ واللُّغابُ،
فاللُّغابُ مَا كَانَ بطنُ القُذَةِ يَلِي ظهر الْأُخْرَى، وَهُوَ
أَجود مَا يكون فَإِذا التَقى بطْنان أَو ظهران فَهُوَ لُغَاب ولغْب.
وَقَالَ أَبُو زيد: لغَبْتُ القومَ ألْغَبُهُمْ لغْباً، إِذا حدَّثتهم
بحديثٍ خلفٍ، وَأنْشد:
أَبْذُلُ نصْحي وأَكُفُّ لغبي
وَقَالَ الزِّبْرِقانُ:
ألمْ أَك باذلاً وُدِّي ونَصْرِي
وأصْرِفَ عَنْكُم ذَرَبي ولغْبي
يُقَال: كفَّ عنَّا لغبَكَ: أَي سيءَ كلامك، وَيُقَال: تَلَغَّبْتُ
الرَّجلُ: إِذا أتعبته، ولغَّبَ فلَان دابَّتَه: إِذا تحاملَ عَلَيْهِ
حَتَّى أعْيا، والْمَلاغب جمع الملغَبَةِ من الإعياء.
بغل: قَالَ اللَّيْث: البَغل والبَغلة معروفان، والتَّبْغيل: مشي
الْإِبِل فِي سَعَةٍ.
(8/134)
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي:
التَّبْغِيلُ: مَشْيٌ فِيهِ اختلاطٌ بَين العَنقِ والهَمْلَجَةِ.
وَيُقَال: تزوج فلانٌ فلانةَ فَبَغَّلَ أولادَها: إِذا كَانَ فيهم
هُجْنَةٌ، وَرجل بَغَّال صاحبُ بِغالِ، ويُجْمَعُ الْبَغْل بِغالاً.
بلغ: قَالَ اللَّيْث: البَلْغُ: البَلِيغُ من الرِّجال وَقد بلُغَ
بلاغة، وَبلغ الشيءُ يبلُغُ بُلوغاً، وَقد بلَّغْتُهُ أَنا تبليغاً
وأبلغته إبلاغاً وَتقول: لَهُ فِي هَذَا الْأَمر بلاغٌ وبُلغةٌ
وتَبَلُّغ: أَي كِفَايَة، وشيءٌ بَالغ: أَي جَيِّدٌ، والمبالغةُ: أَن
تبلغ من الْعَمَل جهدَك.
وَقَالَ غَيره: البُلْغةُ من القُوتِ: مَا يتبلَّغُ بِهِ وَلَا فضلَ
فِيهِ، والعربُ تَقول للخبَر يبلُغُ أحدَهُمْ، وَلَا يحقِّقُونه وَهُوَ
يسوءُهُمْ: سَمْعٌ لَا بَلْغٌ: أَي نسمَعُهُ وَلَا يبلغنَا، ويجوزُ:
سمعا لَا بلْغاً.
وَيُقَال: بلغَ الغُلامُ والجاريةُ: إِذا أدْركا وهما بالغانِ.
وَقَالَ الشَّافِعِي فِي كتابِ النِّكاح جَارِيَة بَالغ بِغَيْر هاءٍ.
هَكَذَا رَواهُ لنا عبد الْملك عَن الرَّبيع، عَنهُ قلتُ
وَالشَّافِعِيّ فصيحٌ، وقولهُ حُجَة فِي اللغةِ، وَقد سمعتُ غير واحدٍ
من فصحاءِ الْأَعْرَاب يَقُول: جَارِية بَالغ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم:
امْرَأَة عاشقٌ، ولِحْيَة ناصِلٌ.
وَإِن قَالَ قائلٌ: جَارية بَالِغَة لم يكنُ خطأ لِأَنَّهُ الأصلُ.
رُوِيَ عَن عَائِشَة أنَّها قَالَت لأمير المؤمنينَ عَليّ رَضِي الله
عَنهُ يومَ الجملِ: قد بلغْتَ منَّا البِلَغِينَ: مَعْنَاهَا: أنَّ
الحرْبَ قد جهدْتها وَبَلغت مِنْهَا كلَّ مبلغٍ.
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَول عَائِشَة لِعَليَ: قد بلغتَ مِنَّا
البِلَغينَ: إنُه مثل قَوْلهم: لقِيت مِنْهُ البُرَحِين والأقْورين
والأَمرينِ وَمَعْنَاهَا كلهَا: الدَّواهي، وَيُقَال: بلَّغت القومَ
الحديثَ بلاغاً: اسمٌ يقومُ مقَام التَّبْلِيغ.
وَفِي الحَدِيث: (كلُّ رافعَةٍ رَفَعَتْ عَنَّا من الْبَلَاغ
فَلْتُبَلِّغْ عَنَّا) ، أَرَادَ من المبلِّغينَ، وَيُقَال: أبْلَغْتهُ
وبَلَّغْته بِمَعْنى واحدٍ.
وَيُقَال: بلغ فلَان، إِذا جهد وَبَلغت نكيثته.
غ ل م
غلم غمل ملغ مغل لغم: مستعملات.
غلم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: غلِم يغلَم غلَماً وغلْمَةً واغتلم
اغتلاماً، وَهُوَ المغلوبُ شهْوةً، والمِغْليم: سواءٌ فِيهِ الذَّكرُ
وَالْأُنْثَى.
وَقَالَ شمر: يُقَال: غُلَام غِلِّيم، وجَارية غلِّيم بِغَيْر هاءٍ،
وَأنْشد:
ناكَ أخُوها أُخْتَكَ الغِلِّيما
وَيُقَال: غُلام بَين الغُلومةِ والغُلامِيَّةِ.
(8/135)
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب
أَنه قَالَ: غُلَام بينُ الغلومة والغلوميةِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْغُلَام الطّارُّ الشَّارب وَجَاء فِي الشِّعْرِ
غلامة للجارِية، وَأنْشد:
يُهانُ لهَا الغلامة والغلامُ
وَقد سمعتُ العربَ تَقول للمولُود حينَ يولَدُ ذكرا غُلَام، وسمعتهمْ
يَقُولُونَ للكهل غُلَام نجيب وكلُّ ذلكَ فاشٍ فِي كلامِهمْ.
وَقَالَ اللَّيْث: الغَيْلَمُ: مَوضِع، والغَيْلَمُ: السُّلحفاة،
قَالَ: والغيلم: المدْرَى، وَأنْشد:
يُشَذِّبُ بالسَّيْف أقرانه
كَمَا فَرّقَ اللِّمَّةَ الغيلمُ
قلت: قَوْله: الغيلم المدْرَى لَيْسَ بصحيحٍ ودلَّ استشهادُه
بِالْبَيْتِ على تصحيفه، أَنْشدني غير واحدٍ بَيت الهذليِّ:
ويَحْمِي المضَافَ إِذا مَا دَعَا
إِذا فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الغيْلَمُ
هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ الإيادِيُّ لشمر، عَن أبي عبيد، وَقَالَ:
الغيلم: العظيمُ، وَقد أنْشدهُ غَيره:
كَمَا فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيلَمُ
بالفاءِ.
رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن الأعرابيِّ قَالَ: والفَيلم: المُشط.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الغيلم: المرأَة الحسناءُ، وَأنْشد:
من المدَّعينَ إِذا نوكروا
تنيفُ إلَى صوتِه الغيْلَم
وَقَالَ اللَّيْث: الغَيْلم والغيْلَميُّ: الشَّابُّ العريضُ المفرِق
الْكثير الشَّعرِ.
وَفِي حَدِيث عليَ أَنه قَالَ: تجهَّزُوا لِقِتالِ المارقينَ
المغتلمينَ.
وروى سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: قَالَ الْكسَائي: الاغتلامُ: أَن
يجاوزَ الْإِنْسَان حدَّ مَا أَمر بِهِ من الْخَيْر والمباح.
وَمِنْه قَول عمر: إِذا اغتلمتْ عَلَيْكُم هَذِه الأشربةُ فاكسِروها
بالماءِ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس يَقُول: إِذا جازَتْ حدَّها الَّذِي لَا يسكرِ
إِلَى حدِّها الَّذِي يسكر.
وَكَذَلِكَ قَول عَليّ فِي المغتلمينَ هم الذينَ جازوا حدَّ مَا أُمروا
بِهِ من الدِّين وطاعَةِ الإِمَام.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الغُلُمُ: الْمَجْبُوسون.
قَالَ: وَيُقَال: فلانٌ غُلَام النَّاس وَإِن كَانَ كهلاً، كَقَوْلِك
فلانٌ فَتى العسكَر وَإِن كَانَ شَيخا، وَأنْشد:
سَيْراً ترى مِنْهُ غُلامَ النَّاس
مُقَنَّعاً وَمَا بِهِ من باسِ
إلاَّ بقايا هَوْجَلِ النُّعاس
لغم: قَالَ اللَّيْث: لَغَمَ الجَمَلُ يَلْغَمُ لُغامهُ
(8/136)
لَغْماً إِذا رَمَى بِهِ؛ والمَلْغَمُ:
الفمُ، وتلغَّمْتُ بالطِّيبِ.
وَقَالَ اللحيانيُّ: لُغِمَ فلانٌ بالطِّيبِ فَهُوَ مَلْغومٌ: إِذا
جُعل الطِّيبُ على مَلاغِمِه، والمَلْغَمُ: طرَف أنفِه، وتلغَّمَتِ
الْمَرْأَة بالطِّيب تلغُّماً: إِذا جَعلت الطِّيبَ على مَلاغِمها،
والمَلْغَمُ: الفمُ وَالْأنف وَمَا حَولهما.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: لغَمْتُ أَلْغَمُ لَغْماً ووَغَمْتُ
أَغِمُ وَغْماً: إِذا أَخْبَرْتَ خَبَراً لَا تَسْتَيْقِنُه.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: اللُّغَامُ والمَرْغُ: اللُّعاب
للْإنْسَان، واللُّغام: زَبَدُ أَفواه الْإِبِل، قَالَ: والرُّوَالُ
للفرَس.
وَقَالَ فِي موضعٍ: اللَّغَمُ: الإرجافُ الحادُّ واللّعَمُ بالعيْن
اللُّعاب.
ملغ: قَالَ اللَّيْث: المِلْغُ: الأحمَق الوَقْسُ اللَّفْظ وَأنْشد
قَول رؤبة:
والمِلْغُ يَلغَى بالْكلَام الأملغِ
وَقَالَ الْكسَائي: أحْمَقُ بِلْغٌ ومِلْغٌ، وَهُوَ الَّذِي زَاد على
الحُمْق.
وَقَالَ غَيره: أَحْمَق بِلْغٌ وَهُوَ الَّذِي يَبْلُغ مَعَ حُمْقِه
حاجتَه.
غمل: قَالَ اللَّيْث: غَمَلْتُ الأدِيمَ: إِذا جعلْتَه فِي غُمَّةٍ
لِيَنْفَسِخَ عَنهُ صوفُه.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: إِذا غُمَّ البُسْرُ ليُدرِك فَهُوَ مغمولٌ
ومَغمونٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجل يُلقَى عَلَيْهِ الثيابُ ليَعْرَقَ
فَهُوَ مَغْمولٌ، ورجُل مَغْمولٌ: إِذا كَانَ خامِلاً.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الغَمْلُ أَن يُلَفَّ الإهابُ بَعْدَمَا
يُسْلَخ، ثمَّ يُغَمَّ يَوْمًا وَلَيْلَة حَتَّى يسترخِيَ شَعرُه أَو
صوفُه، ثمَّ يُمْرَطَ فإِن تُرِك أكثَر من يَوْم وليلةٍ فَسَدَ،
وأَغملَ فلانٌ إهابه بالأَلِف: إِذا تَرَكه حَتَّى يَفْسُدَ.
وَقَالَ اللَّيْث: الغُمْلُولُ: حَشيشةٌ تؤكلُ مطبوخةً تُسَمِّيه
الفُرْسُ بَرْغَسْتَ.
وروى أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ قَالَ: الغُمْلولُ: الْوَادي ذُو
الشَّجر.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: هُوَ بَطْنٌ من الأَرْض غامِضٌ ذُو شَجَرٍ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغُمْلُولُ كَهَيئَةِ السكَّةِ فِي الأَرْض
ضيِّقٌ لَهُ سَنَدانِ، طولُ السَّنَدِ ذِراعان يَقودُ الغَلْوَةَ
يُنْبِتُ شَيْئا كثيرا، وَهُوَ أَضْيَق من الفائجة والمَلِيعِ.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَمخَارِيجَ من شَعارٍ وغِينٍ
وغَمَالِيلَ مُدْحِيَاتِ الغِياضِ
وَقَالَ اللَّيْث: الغَمَالِيلُ: الرَّوَابي.
وَقَالَ غَيره: الغَمْلَى من النَّبات: مَا رَكِب بعضُه بَعْضًا
فبَلِيَ.
وَقَالَ الرَّاعي:
(8/137)
وغَمْلَى نَصِيَ بالْمِتان كَأَنَّهَا
ثَعالِبُ مَوْتَى جِلدُها قد تزلَّعا
وَيُقَال: غَمِلَ النَّبْتُ يَغْمَلُ غَمَلاً: إِذا التفَّ وَغمَّ
بعضُه بَعْضًا فعَفِنَ، ولحمٌ مَغمولٌ وَمغمونٌ: إِذا غُطِّيَ شِواءً
أَو طبِيخاً، وإهابٌ مَغمولٌ: إِذا لُفَّ ففَسد.
مغل: قَالَ اللَّيْث: المغَلُ: وجَع البَطْن من ترابٍ.
يُقَال: مَغِلَ يَمْغَلُ فَهُوَ مَغِلٌ، وأمغلَت الشاةُ: وَهُوَ أَن
يأْخذَها وَجَعٌ، فَكلما حملَتْ أَلْقَتْ.
الحرانيُّ، عَن ابْن السّكيت: المَغْلَةُ: النَّعجة أَو العنْز تُنتَجُ
فِي السَّنة مرّتين، وغنَمٌ مِغَالٌ.
وَأنْشد:
بَيضاءُ مَحْطُوطةُ المتْنَين بَهْكَنَةٌ
رَيَّا الرّوَادفِ لمْ تُمْغِلْ بِأَوْلاد
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْمُمْغِلُ: الَّتِي تحمِل قبل فِطام الصَّبيِّ
وتلدُ كلَّ سَنة.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أمْغلَ الْقَوْم، وَهُوَ أَن تمغَلَ
إِبلُهم وشاؤُهم، وَهُوَ داءٌ، يُقَال: مَغِلَتْ تمْغَلُ.
قَالَ: والإمغالُ فِي الشَّاء لَيْسَ فِي الْإِبِل، وَهُوَ مِثل
الكِشَافِ فِي الْإِبِل، قَالَ: والمَغْلةُ: داءٌ يكون فِي بطن
الدَّابَّة أَو النَّاقة من أَن تأكلَ التُّرَابَ مَعَ البَقْل.
وَقَالَ شمر: مَغِلَتِ الشّاةُ إِذا حَملَت كلَّ عامٍ، قلت: الْمَغَلُ
فِي الشَّاة، أنْ تحملَ فِي السَّنة الواحدةِ مرَّتين، والكِشَافُ فِي
الْإِبِل: أَن تحملَ كلَّ عامٍ.
ابْن السّكيت عَن الوالِبيِّ أَمْغَل بِي فلانٌ عِنْد السُّلْطَان: أَي
وَشَى بِي.
قَالَ: وَيُقَال: مَغَلَ بِهِ فلانٌ يَمْغَلُ بِهِ مَغْلاً إِذا وَقع
فِيهِ، وإنّه لصاحبُ مَغالةٍ.
وَمِنْه قَول لبيد:
يتأَكَّلون مَغالةً ومَلاذَةً
ويُعابُ قائلُهم وإنْ لمْ يَشْغَبِ
والميمُ فِي المغالة والمَلاذة أصليّةٌ من مَغَلَ ومَلَذَ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: مغَلَتِ الدَّابَّةُ تَمغل مَغْلاً: إِذا أَكلَت
التُّرَاب فاشْتَكتْ بَطنهَا وَبهَا مَغْلةٌ شَدِيدَة، ويُكوَى صَاحب
الْمغلةِ ثلاثَ لَذعاتٍ بالمِيسَمِ خلْف السُّرَّة.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِمْغَلُ: الَّذِي يُولَع بأَكْل
التُّراب من الفُصْلان فيَدْقَى مِنْهُ أَي يَسْلَحُ.
قَالَ: والمَمْغَلُ: الموضِعُ الْكثير الغَمْلَى، وَهُوَ النَّبْتُ
الكثيرُ. |