تهذيب اللغة

(أَبْوَاب الْجِيم وَالسِّين)
ج س ز: مهمل.
ج س ط
اسْتعْمل من وجوهه: (طسوج)
طسوج: لواحِدِ طَسَاسِيجِ السَّوَادِ.
وَكَذَلِكَ الطّسُّوجُ لمقدارٍ من الوزْنِ كَقَوْلِه: فَرْبَيُون بطَسُّوج، وكِلاَهُمَا معربٌ.
ج س د
جَسَد، جدس، سجد، سدج، دسج: مستعملة.
جدس: قَالَ اللَّيْث: جَدِيسٌ: حَيٌّ من عَرَبِ عادٍ الأولى، وهم إخْوَةُ طَسْمٍ، وَكَانَت مَنازِلُهُمْ اليمامَةَ، وَفِيهِمْ يَقُولُ رُؤبَةُ:
بَوَارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ
وروِي عَن مُعَاذِ بنِ جَبَل أَنه قَالَ: (منْ كانَتْ لَهُ أرضٌ جادِسَةٌ قد عُرفتْ لهُ فِي الجاهِلِيَّةِ حَتى أَسْلَمَ فَهِيَ لَهُ) .
قَالَ أَبُو عبيد: الأرضُ الجادِسَةُ: الَّتِي لم تُعمَرْ وَلم تُحْرثْ.
(أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجَوَادِسُ: البِقاعُ الَّتِي لم تُزْرَعْ قَطُّ.
(عمرٌ وَعَن أَبِيه) : جَدَسَ الأثرُ وطلق، ودمَسَ، ودَسمَ إِذا دَرَسَ.
جَسَد: قَالَ الله جلّ وَعز: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ} (طه: 88) .
قَالَ أَبُو إسحاقَ: الجَسَدُ هُوَ الَّذِي لَا يَعْقِلُ وَلَا يُميّزُ، إِنَّمَا معنى الجَسَدِ معنى الجُثَّة فقَطْ.
وَقَالَ فِي قَوْله جلّ وَعز: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} (الْأَنْبِيَاء: 8) .
قَالَ: جَسَدٌ واحدٌ ينبىءُ عَن جماعةٍ.
قَالَ: وَمَعْنَاهُ: وَمَا جعلناهم جَسَداً إِلَّا لِيَأكلوا الطعامَ، وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا: {مَا لِهَاذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} (الْفرْقَان: 7) فأُعْلِمُوا أنَّ الرُّسُلَ أجَمعِينَ يَأْكلُونَ الطّعامَ، وأَنّهُمْ يَمُوتُونَ.
وروى أَبُو عُمر عَن أبي العبَّاس ثعلبٍ، وَأبي العبَّاس المبَرَّدِ أنّهُمَا قَالَا: العَرَبُ إِذا جاءَتْ بَين الكَلاَمَيْنِ بجَحْدَيْنَ كَانَ الكلامُ إِخْبَاراً، قَالَا: وَمعنى الْآيَة: إِنَّمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لِيَأكلوا الطَّعَام.
قَالَا: ومثلُه فِي الْكَلَام: مَا سمِعتُ منكَ، وَلا أَقْبَلَ منكَ، مَعْنَاهُ: إِنَّمَا سمِعْتُ منكَ لأقبلَ منكَ.
قَالَا: وَإِذا كَانَ الجَحْدُ فِي أول الْكَلَام كَانَ الكلامُ مَجْحُوداً جَحْداً حقيقيّاً، قَالَا: وَهُوَ كقولكَ: مَا زَيْدٌ بخَارِجٍ.
وَقَالَ الليثُ: الجَسَدُ: جَسَد الْإِنْسَان، وَلَا

(10/299)


يُقَال لغير الْإِنْسَان جَسَدٌ منْ خَلْقِ الأرضِ.
قَالَ: وكُلُّ خلق لَا يَأكُلُ وَلا يَشْرَبُ من نَحْوِ الملاِئكةِ والجِن مِمَّا يعقل فَهُوَ جَسَدٌ.
(قلت) : جَعَل اللَّيْث قولَ الله جلّ وَعز: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} كالملائكة وَهُوَ غلطٌ، وَمَعْنَاهُ الإخبَار كَمَا قَالَ النحويُّون: أَي جَعَلنَاهُمْ جَسَداً لِيَأكلوا الطعَامَ، وَهَذَا يدل على أنَّ ذَوي الأجساد يَأْكُلُون الطعامَ، وأنَّ الملائكةَ رُوحانِيُّونَ لَا يأكلونَ الطعامَ، وَلَيْسوا جَسَداً.
حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن قَالَ حَدثنَا أَبُو دَاوُد قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير فِي قَول الله: {سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ} (ص: 34) ، قَالَ الشَّيْطَان، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْحسن.
وَقَالَ اللَّيْث: الجَسَدُ من الدَّمَاء: مَا قدْ يَبِسَ، فَهُوَ جَسَدٌ جَاسِدٌ.
وَقَالَ الطرماح يصف سهاماً بِنِصَالِهَا:
فِرَاغٌ عَوَارِي اللّيطِ تُكْسَى ظُباتُهَا
سَبَائِبَ، مِنْها جَاسِدٌ ونَجِيْعُ
قَالَ اللَّيْث: فالجَسَدُ: الدمُ نفسُهُ والجاسِدُ: اليابِسُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المجَاسدُ: جمعُ المجْسَد، وَهُوَ القَميصُ الَّذِي يَلِي البَدنَ.
والمجَاسِدُ: جمع مِجْسَدٍ وَهُوَ الْقَمِيص المُشْبَعُ بالزعفران.
وَقَالَ الْفراء: المُجسَدُ، والمِجْسَدُ: واحدٌ وَهُوَ من أُجْسِدَ أَي أُلزِق بالجَسَد، إِلَّا أنَّهُمُ استَثْقَلُوا الضَّم فكَسرُوا المِيمَ، كَمَا قَالُوا لِلمُطْرَفِ: مِطْرَفٌ، وللمُصْحَف: مِصْحَفٌ.
(أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الجَسَدُ: الزَّعفَرَانُ، وَهُوَ قيل لِلَّثوب: مُجْسَدٌ إِذا صُبِغَ بالزَّعفَرَان.
ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للزَّعفَرَان: الرَّيْهُقَانُ، والجَادِي، والجِسَادُ، بكَسرِ الجِيمِ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابنُ السّكيت.
وَقَالَ اللَّيْث: الجِسَادُ: الزَّعْفَرَان ونحوُه من الصُّبغِ الأحمَر، والأصفَرِ الشَّدِيدِ الصُّفْرَةِ، وَأنْشد:
جِسَادَيْنِ مِنْ لَوْنَيْنِ وَرْسٍ وعَنْدَمِ
وَقَالَ: والثَّوْبُ المُجْسَدُ هُوَ المُشْبَعُ عُصْفُراً أَو زَعْفَرَاناً.
قَالَ: والجُسَادُ: وَجَعٌ فِي الْبَطن يُسمى: بجَيدقٍ.
قَالَ: وَقَالَ الخليلُ: صوتٌ مَجَسَّدٌ أَي مَرقومٌ على محنةٍ وَنَغَمَاتٍ.
سجد: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : أسْجَدَ الرجلُ إِذا طَأطَأ رأسَهُ وانحَنى، وسَجَدَ إِذا وضعَ جَبهتَهَ بِالْأَرْضِ.

(10/300)


وَقَالَ حُمَيد:
فُضُولَ أزمَّتهَا أَسْجَدَتْ
سُجُودَ النَّصَارَى لأرْبابِهَا
قَالَ: وأنشدني أَعْرَابِي من بني أَسد:
وقُلْنَ لَهُ أَسْجِدْ لِلَيْلَى فَأَسْجَدَا
يَعْنِي بَعِيرهَا أنَّه طأطَأ رأسَهُ لِتَرْكَبَهُ.
وَقَالَ ابْن السكَّيتِ نَحوا مِنْهُ، قَالَ: والإسْجَادُ أَيْضا: فُتُورُ الطَّرْفِ.
وَقَالَ كُثيِّرٌ:
أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ دَلَّكِ عندنَا
وإسْجَادَ عَيْنَيْكِ الصَّيُودَيْنِ رابحُ
(أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرو) : الإسْجَادُ: إدامةُ النَّظرِ مَعَ سكونٍ.
وروى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الإسْجَادُ بِكَسْر الْهمزَة: اليَهُودُ.
وَأنْشد:
وَافَى بهَا لِدَرَاهِمِ الإسْجَادِ
وروى ابنُ هاني لأبي عبيدةَ أَنه قَالَ: يُقَال: أعْطَونا إسجاداً أَي الجِزْيَةَ.
وَرُوِيَ بَيت الأسودِ بِالْفَتْح:
وَافَى بهَا لِدَراهِمِ الأسْجادِ
وَقَالَ: عَنَى دَرَاهِمَ الجزيةِ.
وَقَالَ اللَّيْث فِي قولِ الله: {صَعَداً وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الْجِنّ: 18) .
قَالَ: السُّجُودُ مواضعُهُ من الجَسَدِ، وَالْأَرْض: مَسَاجِدُ، وَاحِدهَا: مَسْجَدٌ.
قَالَ: والمَسْجِدُ: اسمٌ جامعٌ حيثُ يُسجَدُ عَلَيْهِ، وَفِيه، وحيثُ لَا يُسجَدُ بعد أَن يكون اتُّخِذَ لذَلِك، فأمّا المَسْجَدُ منَ الأَرْض فموضعُ السُّجْودِ نفسُه.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: مَسْجَدٌ بِفَتْح الْجِيم: مِحْرَابُ الْبيُوت، ومُصَلّى الجماعاتِ: مَسْجِدٌ بِكَسْر الجيمِ، والمَسَاجِدُ: جَمعُهُما.
والمَسَاجِدُ أَيْضا: الآرَابُ الَّتِي يُسْجَدُ عَلَيْهَا.
وَيُقَال: سَجَدَ سَجْدَةً.
وَمَا أَحسنَ سِجْدَتَهُ، أَي: هَيْئَةَ سُجوُدِهِ.
وَقَالَ الزّجاج: قيل المَسَاجِدُ: مواضعُ السُّجُودِ من الإنسانِ. الجَبْهةُ، والأنفُ، واليَدانِ، والركْبَتانِ والرِّجْلانِ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْفراء وَقَالَ غيْرُهما فِي قَوْله {صَعَداً وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الْجِنّ: 18) : أَراد: وأنَّ السُّجودَ لله، وَهُوَ جَمعُ مَسْجِدٍ، كَقَوْلِك: ضَرَبْتُ فِي الأَرْض مَضْرَباً.
وَقَوله جلّ وَعز: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا وَقَالَ ياأَبَتِ هَاذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 -} (يُوسُف: 100) .
قَالَ الزّجاج: قيل: إنهُ كَانَ من سُنَّةِ التعظيمِ فِي ذَلِك الوقتِ أَن يُسجَدَ للمعظَّمِ فِي ذَلِك الوقتِ.
قَالَ: وَقيل: (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً) أَي خَرُّوا لله سُجَّداً.
(قلت) : وَهَذَا قولُ الحَسن، والأشبهُ

(10/301)


بِظَاهِر الكِتاب أَنهم سَجَدوا ليُوسُفَ، دَلَّ عَلَيْهِ رُؤياهُ الَّتِي رَآهَا حِين قَالَ: {إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ} (يُوسُف: 4) . فظاهِرُ التلاوةِ أنَّهم سَجدُوا ليوسُفَ تَعْظِيمًا لَهُ مِنْ غير أنْ أشْرَكُوا بِاللَّه شَيْئا، وكأنَّهُمْ لم يَكونوا نُهُوا عَن السُّجُود لغير الله فِي شريعتهم.
فَأمَّا أمة محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقد نهَاهُمُ الله عَن السُّجودِ لغيرِ الله جلّ وعزّ.
وَفِيه وَجْهٌ آخرُ لأهلِ العَربيَّةِ، وَهُوَ أَن تُجعَلَ اللامُ فِي قَوْله: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا} . وَفِي قَوْله: {رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ} (يُوسُف: 4) لاَمَ من أَجْل الْمَعْنى: وَخَرُّوا من أَجْلِه سُجَّدا لله تَشَكُّراً لِمَا أنْعَمَ الله عَلَيْهِم بيوسفَ عَلَيْهِ السلامُ، وَهَذَا كقولِكَ: فَعلْتُ ذَلِك لِعُيون النَّاس أَي مِن أَجْلِ عُيونهم.
وَقَالَ العجَّاجُ:
تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ إِذا اسْتُحِيرَا
لِلْمَاءِ فِي أجْوَافِها خَرِيرَا
من أجْل الجَرْعِ، وَالله أعلم.
وَقَالَ اللَّيْث: السَّاجِدُ فِي لُغةِ طَيِّىءٍ: المُنْتَصِبُ.
قلت: وَلَا أحفظه لغيره.
حَدثنَا الْحُسَيْن، عُثْمَان بن أبي شيبَة، عَن وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن الْأَعْمَش، عَن الْمنْهَال بن عَمْرو، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله الله جلّ وَعز: {ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً} قَالَ: بَاب ضيق، وَقَالَ: (سجدا) أَي ركَّعاً. وَفِي نَوَادِر أبي عَمْرو: الساجد فِي لُغَة طيىء المنتصب.
وروى ابنُ هانىء لأبي عبيدةَ أَنه قَالَ: عَيْنٌ ساجدةٌ إِذا كَانَت فاترةً، ونَخْلَةٌ ساجدةٌ إِذا أَمالها حِمْلُها.
قَالَ لبيد:
غُلبٌ سَواجِدُ لمْ يَدْخُلْ بهَا الحَصَرُ
وكل مَن ذَلَّ وخضَعَ لمِا أُمِرَ بِهِ فقد سَجَدَ.
وَمِنْه قَول الله {شَىْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ} (النَّحْل: 48) أَي خُضَّعاً متسخِّرة لما سُخِّرتْ لَهُ.
وَسُجُود المَوَاتِ كلُّه فِي الْقُرْآن: طاعتُه لِمَا سُخِّرَ لَهُ.
وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ} إِلَى قَوْله {وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} (الْحَج: 18) وَلَيْسَ سُجُودُ المَوَاتِ لله بأَعْجَبَ مِنْ هُبُوطِ الحِجَارَةِ من خَشْيَةِ الله، وعلينَا التَّسْلِيمُ لله، والإيمانُ بمَا أنْزَلَ منْ غَيْرِ تَطَلُّبِ

(10/302)


كَيْفِيَّةِ ذلكَ السُّجُودِ وَفِقْهِه، لأنَّ الله جلَّ وعزَّ لمْ يُفَقّهْنَاهُ، وَنَحْو ذَلِك: تَسْبِيحُ المَوَاتِ منَ الجبالِ وَغَيرهَا من الطيورِ والدوابِّ يلزمُنَا الإيمانُ بِهِ، والاعترافُ بقصورِ أفْهَامِنَا عَنْ فِقْهِه. كَمَا قَالَ الله: {وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَاكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (الْإِسْرَاء: 44) .
سدج: قَالَ اللَّيْث: السَّدْجُ، والتَّسَدُّجُ: تَقَوُّلَ الأباطِيلِ وتألِيفُهَا.
وَأنْشد:
فِينَا أَقَاوِيلُ امْرِىءٍ تَسَدَّجَا
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السّدَّاجُ والسَّرَّاجُ، بِالدَّال وَالرَّاء: الكَذَّابُ.
قَالَ رؤبةُ:
شَيْطَانَ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاجِ
دسج: المُدْسِجُ، لم يذكُرِ الأزهريُّ من هَذَا شَيْئا.
وبخط غَيره: المُدْسِجُ: دُوَيْبَّةٌ تَنْسِجُ كالعَنْكَبُوتِ.
ج س ت
ستج: قَالَ اللَّيْث: الإِسْتَاجُ والإسْتِيجُ: لُغتانِ من كَلَام أهل العراقِ، وَهُوَ الَّذِي يُلَفُّ عَلَيْهِ الغزلُ بالأصابع لِيُنسَجَ، تُسَمّيه العَجمُ: اسْتُوجَةً وأُسْجوتَةً.
(قلت) : وَهما مُعَرَّبَان، وَالْبَاب مهملٌ.
ج س ظ: مهمل.
ج س ذ
اسْتعْمل مِنْهُ: السَّاذَجُ، وَهُوَ مهملٌ.
ج س ث: مهمل.
ج س ر
جسر، جرس، سرج، سجر، رِجْس: مستعملة.
جسر: قَالَ اللَّيْث: الجَسْرُ، والجِسْرُ: لُغتانِ وَهُوَ القَنْطَرَةُ ونحوُه مِمَّا يُعْبَرُ عَلَيْهِ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : رَجُلٌ جَسْرٌ إِذا كانَ طَوِيلاً ضَخماً، ومنهُ قيلَ للنَّاقَةِ: جَسْرَةٌ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
هَوْجَاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ
أَي ضَخْمٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ جسرةٌ إِذا كَانَت ماضِيَةً، قلّما يقالُ جَمَلٌ جسرٌ.
ورجلٌ جَسْرٌ: جَسيمٌ جَسُورٌ شُجاعٌ.
وإنَّ فُلاناً ليُجسِّرُ فُلاناً أيْ يُشَجِّعُهُ.
(ابْن السّكيت) جَسَرَ الفَحلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا تَرَكَ الضِّرَابَ، قَالَ الرَّاعِي:
تَرَى الطَّرِفَاِت العِيطَ مِنْ بَكَرَاتِهَا
يَرعْنَ إلَى أَلْوَاحِ أَعْيَسَ جَاسِرِ
وَفِي قُضَاعَةَ: جَسْرٌ مِن بَني عِمْرَانَ بنِ الحَافِ.
وَفِي قَيْسٍ: جَسْرٌ آخرُ، وهوَ جَسرُ بن

(10/303)


مُحَارِبِ بن خَصَفَةَ، وذَكَرَهُمَا الكُمَيْتُ فَقَالَ:
تَقَصَّفَ أَوْبَاشُ الزَّعَانِفِ حَوْلَنَا
قَصِيفاً كَأَنَّا مِنْ جُهَيْنَة أَوْ جَسْرِ
وَمَا جَسْرَ قَيسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أبْتَغِي
وَلكِنْ أَبَا القَيْنِ اعتدلنا إِلَى الجَسْرِ
وجَاريَةٌ جَسْرَة السَّوَاعِدِ أَي مُمْتَلِئَتهُمَا، وَأنْشد:
دَارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ
(شمرٌ) : نَاقةٌ جَسْرةٌ: مَاضِيَةٌ، وَتَجَاسَرَ القَوْمُ فِي سَيْرهْمِ، وَأنْشد:
بَكَرَتْ تجاسَرُ عَنْ بُطُونِ عُنَيْزَةٍ
أَي تسيرُ، وَقَالَ جرير:
وأَجْدَرُ إنْ تَجَاسَرَ ثمَّ نَادَى
بِدَعْوَى يَالَ خِنْدِفَ أنْ يُجَابَا
قَالَ: تَجَاسَرَ: تَطَاوَلَ، ثمَّ رَفعَ رَأَسَهُ، وَفِي (النَّوادرُ) : تَجَاسَرَ فُلانٌ لِفُلانٍ بالعَصَا إِذا تَحَرَّكَ لهُ بهَا.
سجر: قَالَ اللَّيْث: السَّجْرُ: إيقَادكَ فِي التنُّورِ تَسْجُرُه بالوَقُودِ سَجْراً.
والسَّجُورُ: اسْمُ الحَطَبِ.
والمِسْجَرَةُ: الخَشَبَةُ الَّتِي يُسَاطُ بهَا السَّجُورُ فِي التّنُّورِ.
وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} (الطّور: 6) وَفِي قَوْله: {حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (التكوير: 6) كَانَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ الله عَنهُ يقولُ: مَسْجُورٌ بالنّارِ أَيْ مَمْلُوءٌ.
وَقَالَ الْفراء: المَسْجُورُ فِي كلامِ العَرَبِ: المَمْلُوءُ، وَقد سَجَرْتُ الإنَاءَ وسَكَرْتُهُ إِذا ملأتَهُ، وَقَالَ لبيدٌ:
مَسْجُورَةً متجاوراً أقلامُهَا
وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أَي أفضَى بعْضُها إِلَى بَعضٍ فَصَارَ بَحْراً وَاحِداً.
وَقَالَ الربيعُ بن خَيثَمٍ: {حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (التكوير: 6) : فَاضَتْ وَقَالَ قَتَادَةُ: ذَهَبَ مَاؤُها.
وَقَالَ كَعْبٌ: الْبَحْر: هُوَ جَهَنَّمُ يُسْجَرُ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِىء سُجِّرت، وسُجِرَتْ ومَعنَى سُجِّرتْ: فُجِّرتْ، وَمعنى سُجِرَتْ: مُلِئَتْ.
وَقيل: جُعلت مياهُهَا نِيرَاناً بهَا يعذبُ أَهْلُ النارِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الساجِرُ: السيلُ الَّذِي يَملأُ كلَّ شيءٍ.
قَالَ: والسَّجَرُ والسُّجرَةُ: حُمْرَةٌ فِي العَينِ فِي بياضهَا، وبعضُهم يقولُ: إِذا خالَطتِ الحُمرَةُ الزُّرقَةَ فهيَ أيْضاً سَجْرَاء.
(أَبُو عبيدٍ) : المسْجُورُ: السَّاكِنُ، والمُمْتَلِىءُ مَعاً.
وَقَالَ الليثُ: المُسَجَّرُ: الشَّعرُ المرسَلُ، وأَنشد:

(10/304)


إِذا تَثَنّى فَرْعُهَا المُسَجَّرُ
(أَبُو عبيد وَابْن السّكيت) : السَّجِيرُ: الصَّديقُ، وجَمعهُ: سُجَرَاءُ.
وَقَالَ الفراءُ: المسجورُ: اللبنُ الَّذِي ماؤهُ أكثرُ مِنْ لَبَنِه.
وَقَالَ أَبُو زيدٍ: المَسجُورُ يكونُ المَملُوءَ، ويكونُ الَّذِي ليسَ فِيهِ شيءٌ.
ولؤْلؤَة مسجورةٌ إِذا كانتْ كثيرةَ الماءِ.
وكلبٌ مَسْجُورٌ: فِي عنقِهِ ساجورٌ.
(سَلمَة عَن الْفراء) قَالَ: السَّجوريُّ: الأحمقُ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا حنَّت النَّاقة فطرَّبتْ فِي إثرِ وَلدهَا قيلَ: سَجَرتْ تسجُرُ سَجْراً.
وَقَالَ أَبُو زُبَيدٍ:
حَنَّتْ إِلَى برقٍ فقلتُ لَهَا قِرِي
بعضَ الحَنِينِ فإنَّ سَجْرَكِ شَائِقِي
وَقَالَ أَبُو زيدٍ: كَتَبَ الحجاجُ إِلَى عاملٍ لَهُ: أنِ ابعثْ إليّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسوجَراً، أَي مُقيداً مغلُولاً.
وشَعْرٌ منسجرٌ أَي مُسْتَرْسِلٌ.
ولؤلؤٌ مَسجورٌ إِذا انتَثرَ منْ نِظَامِهِ، وَأنْشد:
كَالُّلؤلؤ المسجورِ أُغفِلَ فِي
سِلْكِ النِّظَامِ فَخَانَهُ النَّظْمُ
وسَجَرتُ الماءَ فِي حَلقِهِ: صببتُه.
قَالَ مُزاحِمٌ:
كمَا سَجَرتْ ذَا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ
بِيُمْنَى يَدَيْهَا من قَدِيَ مُعَسَّلِ
القَديُّ: الطيبُ الطعمِ من الشرابِ والطعامِ.
ويُقالُ: وَرَدْنَا مَاء سَاجِراً. إِذا مَلأَ السَّيْل، وَقَالَ الشماخ:
وَأَحْمَى عَلَيْهَا ابْنَا يزيدَ بنِ مُسْهرٍ
بِبَطْنِ المَرَاضِ كُلَّ حِسْيٍ وسَاجِرِ
وَقَالَ أَبُو العبَّاسِ: اختلُفوا فِي السَّجَرِ فِي العينِ فَقَالَ بَعضهم: هُوَ الحُمرَةُ فِي سوادِ العينِ، وَقيل: هُوَ البياضُ الخَفِيفُ فِي سوادِ العينِ، وَقيل: هِيَ كُدرَةٌ فِي بَيَاضِ العينِ منْ تَرْكِ الكُحْلِ.
وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: بحرٌ مسجورٌ ومَفْجُورٌ.
ويقالُ: سَجِّرْ هَذَا الماءَ: أَي فَجِّرْهُ حيثُ تُرِيدُ.
جرس: قَالَ الليثُ: الجرسُ: مصدرُ الصوتِ المجروسِ، والجرسُ: الصوتُ نفسُه، وجرستُ الكلامَ أَي تَكلَّمتُ بهِ، وجرْسُ الحَرْفِ: نغمتُهُ، والحروفُ الثَّلاثةُ الجوفُ لَا جُرُوس لهَا، وَهِي الياءُ والألِفُ والواوُ، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ.
(ابْن السّكيت عَن الأصمعيّ) قَالَ: الجَرْسُ، والجِرْسُ: الصَّوْتُ.
يقالُ: قد أجرَسَ الطائرُ إِذا سُمعَ صوتُ مَرِّهِ.

(10/305)


وأَجْرَسنيِ السَّبُعُ إِذا سمِعَ صَوْتِي.
وأجرَسَ الحَيُّ إِذا سَمِعْتَ صَوتَ جَرْسِ شيءٍ، وَأنْشد:
حَتَّى إِذا أجرَسَ كلُّ طائرِ
قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحَاضِرِ
وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دَخَلَ بيتَ بعضِ نسائِهِ فَسَقَتْهُ عسَلاً، فَتَواطأتْ ثِنتانِ منْ نِسَائِهِ أَن تقولَ لهُ أَيَّتُهُمَا دخَلَ عليْهَا: أأكلتَ مَغَافيرَ؟ فإنْ قَالَ: لَا قالتْ لَهُ: فَشَرِبْتَ إِذن عَسَلاً جَرَسَتْ نَحْلهُ العُرْفُطَ) ، أَي: أَكَلتْ ورَعَتْ.
ونَحْلٌ جَوَارِسُ: تأكُلُ ثَمَرَ الشجَرِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤيب يصفُ النحْلَ:
يَظَلُّ على الثَّمراءِ مِنْهَا جَوَارس
مراضيعُ صُهْبُ الريشِ زُغبٌ رقابها
صُهْبُ الريشِ: صُفْرُ الأجنحةِ، والمراضيعُ: الَّتِي مَعهَا أولادُها.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الجَرْسُ: الأكلُ، وَقد جَرَسَ يجرِسُ.
(ابْن السّكيت) : الجَرَسُ: الَّذِي يُضرب.
ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفقةً فِيهَا جَرَسٌ) .
وَقَالَ اللَّيْث: النَّحْل تجرُسُ العَسَلَ جَرساً، وتجرِسُ النَّورَ جَرساً، وَهُوَ لحسُها إِيَّاه ثمَّ تعسيلُهُ.
وأجرَسَ الحلىَ إِذا صوَّت كصوت الجَرَس.
وَقَالَ العَجَّاجُ:
تَسمَعُ للحَلي إِذا مَا وَسْوَسَا
وارتَجَّ فِي أجيادِها وأجرَسَا
زَفْزَفَةَ الريحِ الحَصَادَ اليَبَسَا
وَيُقَال: فلانٌ مَجْرَسٌ لفُلَان إِذا كَانَ يأنس بِكَلَامِهِ.
وَأنْشد:
أَنْت لي مجرُسٌ إِذا
مَا نبا كلُّ مجرَسِ
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : رجُلٌ مجرَّسٌ منجَّذٌ إِذا جرَّبَ الأمورَ وَعرفهَا، وَقد جرَّسَتُه الأمورُ.
وَأنْشد:
مجرّساتٍ غرَّةَ الغَريرِ
بالرَّيمِ والرَّيمُ على المزجُورِ
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجارُوسُ: الكثيرُ الأكلِ.
والجِرسُ: الأصلُ.
والجَرسُ، والجِرسُ: الصَّوتُ.
(أَبُو سعيد) : اجْتَرَسْتُ، واجْتَرَشْتُ أَي كسبتُ.
رِجْس: قَالَ الله جلّ وَعز: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالاَْنصَابُ وَالاَْزْلاَمُ رِجْسٌ} (الْمَائِدَة: 90) .
قَالَ الزّجاج: الرِّجسُ فِي اللُّغَة: اسمٌ لكل مَا استُقذِرَ من عَمَلٍ، فبالغَ الله فِي ذمِّ هَذِه

(10/306)


الْأَشْيَاء وسمَّاها رِجْساً.
وَيُقَال: رَجُسَ الرَّجُلُ رَجْساً، وَرَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عَمَلاً قبيحاً.
والرَّجسُ بِفَتْح الرَّاء: شدَّة الصَّوْت، فَكَأَن الرِّجسَ: العملُ الَّذِي يقبُحُ ذِكْرُهُ ويرتفعُ فِي القُبْحِ.
وَرَعْدٌ رَجَّاسٌ: شديدُ الصَّوْت، وَأنْشد:
وكلُّ رجَّاسٍ يسوقُ الرُّجَّسا
قَالَ: وَأما الرِّجزُ بالزاي فالعذاب، أَو العَمَلُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْعَذَاب.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّجْسُ: مَصْدَرُ صوتِ الرَّعدِ وتمخُّضُه.
قَالَ: والرِّجسُ: الشيءُ القَذِرُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِرْجَاسُ: حَجَرٌ يُلقى فِي جَوف الْبِئْر ليُعلَمَ بِصَوْتِهِ قَدْرُ قَعْرِ المَاء وعمقِهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: رَجُسَ الرجل يرجُسُ رَجَاسَةً، وَإنَّهُ لَرِجْسٌ مَرْجُوسٌ.
وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: يُقَال: هم فِي مَرْجُوسَةٍ من أَمرهم، وَفِي مَرجُوسَاء أَي فِي التباسٍ.
وَأنْشد أَبُو الجَدَلِ الْأَعرَابِي:
نحنُ صَبَحْنَا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ
بدارِ حالٍ ليلةَ الخميسِ
قَالَ: المَرجوسُ: الملعونُ، وَأَرَادَ مَزوَزَ بن مُحَمَّد، أَخذه من الرِّجْسِ.
(أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ) : هم فِي مَرجُوسةٍ من أَمرهم، أَي فِي اخْتِلَاط ودَوَرانٍ.
وَقَالَ اللَّيْث: بعيرٌ رجَّاسٌ ومِرجَسٌ أَي شديِدُ الهَدِيرِ.
قَالَ: والرِّجسُ فِي الْقُرْآن: العذابُ كالرِّجز، وكل قَذَرٍ: رِجْسٌ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : مر بِنَا جماعةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ نَضِفُونَ وَجِرُونَ صقَّارونَ أَي كُفَّارٌ.
وأرْجَسَ الرجل إِذا قدَّر المَاء بالمِرجَاسِ.
وَقيل: الرِّجْسُ: المَأْثَمُ.
وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِي قَول الله جلّ وَعز: {فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا} (الْأَنْعَام: 145) الرِّجس: المأثَمُ.
وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {كَذاَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ} (الْأَنْعَام: 125) ، قَالَ: مَا لَا خير فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر فِي قَوْله: {اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ} (الْأَحْزَاب: 33) .
قَالَ: الرِّجس: الشَّك.
وَقَالَ ابْن الكلبيِّ فِي قَوْله: {إِنَّمَا الأنصاب والأزلام رِجْس} (الْمَائِدَة: 90) أَي مَأْثَمٌ.
سرج: قَالَ اللَّيْث: السَّرجُ: رِحَالَةُ الدابَّةِ.
يُقَال: أسرَجتُه إسراجاً.

(10/307)


ومُتَّخِذُهُ: سرَّاجٌ.
وحِرْفَتُهُ: السِّراجَةُ.
والسِّراجُ: الزَّاهِرُ الَّذِي يَزْهَرُ بِاللَّيْلِ.
وَقد أسرَجْتُ السِّرَاجَ إسراجاً.
والمَسْرَجَةُ: الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا المِسْرَجَةُ.
والمِسْرَجَةُ: الَّتِي تُوضَع فِيهَا الفتيلة.
والشَّمسُ: سِرَاجُ النَّهَار، والهُدى: سِرَاجُ الْمُؤمنِينَ.
وَيُقَال: سرَّج الله وَجهه وبهَّجَهُ أَي حسَّنه:
وَأنْشد قولَهُ:
وفاحماً ومَرْسِناً مسرَّجا
قَالَ: عَنى بِهِ الحُسْنَ والبهجةَ، وَلم يعنِ أَنه أفطَسُ مسرَّجُ الوَسَطِ.
وَقَالَ غَيره: شَبَّهَ أَنْفَهُ وامتِدَادَهُ بالسَّيْفِ السُّرَيجيِّ، وَهُوَ ضربٌ من السيوفِ الَّتِي تعرف بالسُّرَيجيَّاتِ.
وَقَالَ أَبُو زيد: سرَّج الله وَجهه أَي حسنه.
وقولُ الله: {ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً} {) وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} (الْأَحْزَاب: 46) .
وَقَالَ الزّجاج: أَرَادَ بقوله: {اللَّهِ بِإِذْنِهِ} أَي وكتاباً بيِّناً.
الْمَعْنى: أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَذَا سِرَاجٍ مُنِير أَي وَذَا كتاب مُنِير: بيِّن، وَإِن شِئْتَ كَانَ سِرَاجًا مَنْصُوبًا على معنى، دَاعيا إِلَى الله، وتالياً كتابا بيِّناً.
(قلت) : وَإِن جعلتَ سِرَاجًا نعتاً للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ حسنا، وَيكون مَعْنَاهُ هادياً كَأَنَّهُ سِرَاجٌ يُهتدى بِهِ فِي الظُّلم.
(أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : إِنَّه لكريم السُّرجُوجَةِ، والسِّرجيجَةِ، أَي كريم الطبيعة.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السَّرّاج: الْكذَّاب، وَقد سَرَجَ أَي كَذَب.
وَيُقَال: تكلّم بِكَلِمَة فَسَرَّجَ عَلَيْهَا بأُسْرُوجَةٍ:
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا اسَتَوتْ أَخْلَاق الْقَوْم قيل: هُمْ على سُرجُوجَةٍ وَاحِدَة ومَرِنٍ ومَرِسٍ.
ج س ل
جلس، سجل، سلج: (مستعملة) .
جلس: قَالَ اللَّيْث: نَاقَة جَلْسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ: وَثيقٌ جَسِيمٌ:
وَقَالَ غَيْرُهُ: أَصله جَلزٌ فقُلِبَتْ الزايُ سِيْناً كَأَنَّهُ جُلِزَ جَلزاً أَي فُتل حَتَّى اكتنز وَاشْتَدَّ أَسْرُهُ.
وَقَالَت طَائِفَة: يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه، والجَلْسُ: مَا ارْتَفع عَنِ الغَوْرِ فِي بِلَاد نَجْدٍ.
وَقَالَ ابنُ السّكيت: جَلَسَ الْقَوْم إِذا أَتَوْا نَجْداً وَهُوَ الجَلْسُ.
وَأنْشد:

(10/308)


شِمَالَ مَنْ غَارَ بِهِ مُفْرِعاً
وَعَن يَمينِ الجَالسِ المُنجِدِ
وَقَالَ:
قل للفَرَزدَقِ والسُّفَاهَةُ كاسمِهَا
إِن كُنتَ تَارِكَ مَا أَمَرتُكَ فاجلِسِ
أَي ائتِ نَجْداً.
وَجَبَلٌ جَلْسٌ إِذا كَانَ طَويلا، وَقَالَ الْهُذلِيّ:
أوفى يَظَلُّ على أقذافِ شَاهِقَةٍ
جَلسٍ يزل بهَا الخُطَّافُ والحَجَلُ
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ: الجِلْسُ بِكَسْر الْجِيم: الفَدْمُ.
والجَلْسُ: البَقِيَّةُ من العسلِ تبقى فِي الْإِنَاء. وَقَالَ الطرماح:
وَمَا جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرحِهَا
جَنَى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وُشُوعُ
وَيُقَال: فُلانٌ جَليسِي، وَأَنا جَليِسُهُ.
وَهُوَ حَسَنُ الجِلْسَةِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الجُلَّسَانُ: دَخِيْلٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُلَّشانُ وَقَالَ الْأَعْشَى:
لنا جُلَّسَانٌ عِنْدهَا وَبَنَفْسَجٌ
وَسِيَنسَنْبرٌ والمَرزَجُوشُ مُنَمْنَمَا
سجل: (ابْن السّكيت) : السَّجلُ: ذكَرٌ، وَهُوَ الدَّلْو ملآن مَاء، وَلَا يُقَال لَهُ وَهُوَ فارغ: سَجْلٌ وَلَا ذَنوبٌ، وَأنْشد:
السَّجل والنُّطفَةُ والذَّنُوبُ
حَتَّى ترى مَركُوَّهَا يَثُوبُ
وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
أُرَجِّيّ نائلاً من سيب ربَ
لَهُ نُعمى وذمَّته سِجَالُ
قَالَ الذَّمَّة: الْبِئْر القليلة المَاء.
والسَّجْلُ: الدَّلْو الملآن، وَالْمعْنَى قَلِيله: كثير. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي:
... ... . . وذمته سِجَالُ
أَي عَهْدُهُ مُحكمٌ، من قَوْلك: سجَّل القَاضِي لفُلَان مَاله أَي استَوْثَقَ لَهُ بِهِ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله: {حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} (الْحجر: 74) ، قَالَ النَّاس فِي (سجيل) أقوالاً.
وَفِي التَّفْسِير: أَنَّهَا من: جِلَ وطين، وَقيل من جِلَ وحجارة.
وَقَالَ أهل اللُّغَة هَذَا فارسيٌّ، وَالْعرب لَا تعرف هَذَا، وَالَّذِي عندنَا وَالله أعلم أَنه إِذا كَانَ التَّفْسِير صَحِيحا فَهُوَ فارسيٌّ أُعْرِبَ لِأَن الله قد ذكر هَذِه الْحِجَارَة فِي قصَّة قوم لوط فَقَالَ: {مُّجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ} (الذاريات: 33) . فقد بيَّن للْعَرَب مَا عُنِيَ بسِجِّيلٍ.
وَمن كَلَام الْفرس مَا لَا يُحصى مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العربُ نَحْو: جاموسٍ، وديباجٍ فَلَا أُنكر أَن يكون هَذَا مِمَّا أُعرب.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: (من سِجِّيلٍ) تَأْوِيله:

(10/309)


كَثِيرَة شَدِيدَة.
وَقيل: إِن مثل ذَلِك قَول ابْن مُقبل:
وَرَجْلَةٍ يضرِبونَ البيَضَ عَن عُرُضٍ
ضَرْباً تواصَت بِهِ الأبطالُ سِجِّينا
قَالَ: وسِجِّينٌ وسجِّيلٌ بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ بَعضهم: سِجِّيلُ من سَجَلْتُه أَي أرسلتُه، فَكَأَنَّهَا مُرَسَلَةٌ عَلَيْهِم.
ورُوي عَن مُحَمَّد بن عليَ أَنه قَالَ فِي قَول الله جلّ وَعز: {للهتُكَذِّبَانِ هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ} (الرحمان: 60) . قَالَ هِيَ مُسْجَلَةٌ للبَرِّ والفاجر.
وَقَوله مُسْجَلَةٌ أَي مُرسَلةٌ لم يُشترطْ فِيهَا بَرٌّ وَلَا فَاجر.
يَقُول: فالإحسان إِلَى كلِّ أحدٍ جزاؤُه الإحسانُ، وَإِن كَانَ الَّذِي يصطَنِعُ إِلَيْهِ فَاجِرًا.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ بَعضهم: سِجِّيل من أسجَلتُ إِذا أعطيتَ، وَجعله من السِّجْلِ.
وَأنْشد بَيت اللَّهبيِّ:
من يُسَاجِلْنِي يُسَاجِل ماجِداً
يَمْلأُ الدِّلوَ إِلَى عقدِ الكَرَب
وَقيل: من سِجِّيلٍ كَقَوْلِك: من سجلَ أَي مَا كُتب لَهُم.
وَهَذَا القَوْل إِذا فسِّر فَهُوَ أَبْيَنُها لِأَن فِي كتاب الله دَلِيلا عَلَيْهِ.
قَالَ الله: {الْعَالَمِينَ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِى} {سِجِّينٍ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ} {سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} (المطففين: 7، 9) .
وسِجِّيلٌ فِي معنى سِجِّينٍ، الْمَعْنى أَنَّهَا حجارةٌ مِمَّا كتب الله أَنه يعذِّبهُم بهَا، وَهَذَا أحسن مَا مر فِيهَا عِنْدِي.
وَقَالَ غَيره: دَلْوٌ سَجِيْلَةٌ أَي ضَخْمَةٌ.
وَقَالَ الراجز:
خُذها وأعطِ عَمَّكَ السَّجيله
إِن لم يَكُن عَمُّك ذَا حَلِيلَهْ
وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَمر بصَبِّ سَجْلٍ على بَوْل أعرابيَ) . والسَّجْلُ: أعظمُ مَا يكون من الدِّلاءِ، وَجمعه: سِجَالٌ.
قَالَ لبيد:
يُحِيْلُونَ السِّجَالِ على السِّجَالِ
والمُسَاجَلَةُ: مأخوذةٌ من السَّجْلِ.
وَفِي حَدِيث أبي سُفْيَان: (أَن هِرَقْلاً سَأَلَهُ عَن الحربِ بَينه وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: (الحربُ بَيْننَا سِجَالٌ) ، وَمَعْنَاهُ أَنا نُدالُ عَلَيْهِ مرّة، ويُدَالُ علينا أُخْرَى، وَأَصله أَن المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَينِ من الْبِئْر يكونُ لكلِّ وَاحِد مِنْهُمَا سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى مَاء) .
وَقَالَ اللَّيْث: السَّجيلُ من الضُّروع: الطَّوِيل.
والخُصيَةُ السَّجيلةُ: المسترخيةُ الصَّفَنِ.

(10/310)


وَقَالَ الله: {كَطَيِّ السّجل للْكتاب} (الْأَنْبِيَاء: 100) ، وقُرىء السِّجْلِ بِإِسْكَان الْجِيم وَتَخْفِيف اللَّام، وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن السِّجِلَّ: الصَّحِيفَة الَّتِي فِيهَا الْكتاب.
وحُكي عَن أبي زيد أَنه روى عَن بَعضهم أَنه قَرَأَهَا: (السِّجْلِ للْكتاب) بِسُكُون الْجِيم.
قَالَ: وَقَرَأَ بعض الْأَعْرَاب: (السَّجْل)
بِفَتْح السِّين.
وَقيل: السِّجِلُّ: مَلَكٌ.
وَقيل: السِّجِلُّ بلغَة الحَبَش: الرَّجُلُ.
وَعَن أبي الجوزاء: أَن السِّجِلَّ: كاتبٌ كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَمام الْكَلَام للْكتاب.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ضَرْعٌ أَسْجَلُ وَهُوَ الْوَاسِع الرِّخوُ المضطَرِب الَّذِي يَضربُ رِجْلَيها من خلفِها، وَلَا يكون إِلَّا فِي ضُروع الشاءِ.
وانسَجلَ الماءُ انسِجالاً إِذا انصبَّ.
وَقَالَ ذُو الرمة:
وأردَفَتِ الذِّراعُ لَهَا بعينٍ
سَجُومِ الماءِ فانْسَجَلَ انسِجَالاَ
سلج: من أَمْثَال الْعَرَب: (الْأكل سَلَجَانٌ، وَالْقَضَاء ليّانٌ) .
(أَبُو عبيد) : عَن الْكسَائي: سُلِجْتُ الطعامَ سَلْجاً، وَسَرَطْتُهُ سَرْطاً إِذا ابتلعتَهُ.
وَقَالَ أَبُو زيد: سَلِجَ يُسْلَجُ سَلْجاً وسَلَجَاناً.
وَقَالَ اللَّيْث: السُّلَّجُ: نَبَاتٌ رِخْوٌ من دقِّ الشجَرِ.
والسُّلَّجَانُ: ضَرْبٌ مِنْهُ.
(أَبُو عبيد عَن الأمويِّ) : قَالَ: إِذا أكلتِ الْإِبِل السُّلّجَ فاستطلقت عَنهُ بطونُها قيل: سَلَجَتْ تسلُجُ.
وَقَالَ شمر: سَلِجَت تسلُجُ عِنْدِي أَجود.
قَالَ: والسُّلّجُ من الحَمْضِ لَا يزالُ أخضرَ فِي القيظ وَالربيع، وَهِي خوَّارة.
(قلت) : نَبْتٌ مَنْبِتُهُ القِيْعَانُ، وَله ثَمَرٌ، فِي أَطْرَافه حِدَّة، وَيكون أخضَرَ فِي الرّبيع ثمَّ يهيجُ فَيَصْفَرُّ وَلَا يُعدُّ من شجر الحَمْضِ.
وَقَالَ اللحياني يُقَال: تركته يتَزَلَّجُ النبيذَ ويستَلِجهُ أَي يُلحُّ فِي شربه.
قَالَ: وَيْستَلِجُهُ: يُدْخِلُهُ فِي سِلِّجَانه أَي فِي حلقومه.
وَيُقَال: رَمَاه الله فِي سِلِّجانهِ أَي فِي حلقومه.
قَالَ: وَقَوْلهمْ: (الْأَخْذ سَلَجَان، وَالْقَضَاء ليَّان) تَأْوِيله: تُحِبُّ أَن تأخُذَ وتكرَهُ أنْ تَرُدَّ.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب قَالَ بعض أعرابِ قَيْسٍ: سَلَجَ الفَصِيْلُ الناقةَ ومَلَجَها إِذا رضعها.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السَّلاَلِيجُ: الدُّلْبُ الطوالُ.

(10/311)


وَيُقَال للسَّاجَةِ الَّتِي يُشَقُّ مِنْهَا البابُ: السَّلِيجَةُ.
والسِّلَّجْنُ: الكَعْكُ، وَأنْشد:
يأكلُ سِلَّجْناً بهَا وسُلَّجا
(قلت) : وَلم أسمع السِّلَّجن لغيره، وَكَأن الواجر أَرَادَ: يَأْكُل سِلَّجْناً، ويرعى سُلَّجا.
ج س ن
جنس، نجس، نسج، سجن، سنج.
جنس: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَنَسُ: جمود المَاء.
وَقَالَ اللَّيْث: الجِنْسُ: كل ضَرْبٍ من الشَّيْء وَمن النَّاس وَالطير، وَمن حُدُودِ النَّحْو وَالْعرُوض والأشياء: جُمْلَةٌ، والجميعُ: الأجناسُ.
وَيُقَال: هَذَا يُجَانِسُ هَذَا أَي يشاكله، وَفُلَان يُجَانِسُ الْبَهَائِم، وَلَا يُجَانِسُ النَّاس إِذا لم يكن لَهُ تَمْيِيز وَلَا عقلٌ.
وَالْإِبِل: جِنْسٌ من الْبَهَائِم العُجْمِ، فَإِذا واليت سِناً من أَسْنَان الْإِبِل على حِدَةٍ فقد صنَّفتها تصنيفاً، كَأَنَّك جعلت بَنَات الْمَخَاض مِنْهَا صِنْفاً، وَبَنَات اللَّبون صنفا، والحِقَاقَ صنفا، وَكَذَلِكَ الجِذَاعُ، والثَّنِيُّ، والرُّبَعُ.
وَالْحَيَوَان: أَجْنَاسٌ، فَالنَّاس: جِنْسٌ وَالْإِبِل: جِنْسٌ، وَالْبَقر: جِنْسٌ، والشَّاءُ: جِنْسٌ.
سنج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السُّنْجُ: العُنَّاب.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: السِّناجُ: أثر دُخان السِّراجِ فِي الْحَائِط وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ اللَّيْث أَبُو عبيد عَن الفرَّاء قَالَ: سَنْجَةُ الْمِيزَان وصَنْجَتُهُ، وَالسِّين أفْصح.
نسج: قَالَ اللَّيْث: النسجُ: مَعْرُوف، وعامِلُهُ: النَّسَّاج.
وَالرِّيح تَنْسِجُ التُّرَاب إِذا نَسَجَتِ المُورَ، والجَولَ على رُسُومِهَا، وَالرِّيح تَنْسِجُ المَاء إِذا ضربت متنَهُ فانْتَسَجَتْ لَهُ طرائق كالحُبُك، والشاعر يَنْسِجُ الشِّعر. والكذاب يَنْسِجُ الزُّور.
والمِنْسَجُ: الخشبُ والأداةُ الَّتِي يُمَدُّ عَلَيْهَا الثَّوْب للنَّسجِ، والمَنْسِجُ: لُغَة فِيهِ.
والمِنْسَجُ: المُنْتَبِرُ من كاثبة الدَّابَّة عِنْد مُنْتَهى منبت الْعرف تَحت القَرَبُوس الْمُقدم.
وناقة نُسُوجٌ وَسُوجٌ: تَنْسِجُ وَتَسِجُ فِي سَيرهَا، وَهُوَ سرعَة نقلهَا قوائِمَهَا.
(أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : ومِنْسَجُ الْفرس بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين، وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الْأَصْمَعِي وَابْن شُمَيْل.
وَقَالَ شمر: قد قَالُوا: مَنْسِجٌ، قَالَ: وَيَقُولُونَ: مِنْسَجُ الثَّوْب، وَمْنسِجُهُ حَيْثُ

(10/312)


يُنْسَجُ.
وَقَالَ شمر: سمِّيَ مِنْسَجُ الْفرس لِأَن عصب الْعُنُق يَجِيء قِبَلَ الظّهْر، وَعصب الظّهْر يذهب قِبَلَ الْعُنُق فَيَنْسِجُ على الْكَتِفَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: المِنْسَجُ والحَارِكُ: مَا شخص من فروع الْكَتِفَيْنِ إِلَى أصل العُنُقِ إِلَى مستوى الظّهْر.
وَقَالَ أَبُو زيد: المِنْسَجُ: مَا بَين عُرف الدَّابَّة إِلَى مَوضِع اللِّبْدِ، قَالَ: والكاهل خلف المِنْسَجِ.
ومَنْسِجُ الثَّوْب حَيْثُ يَنْسِجُونَهُ.
والمِنْسَجُ: الَّذِي يُنسَجُ بِهِ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النَّسُوجُ من الْإِبِل: الَّتِي تُقدِّم جهازها إِلَى كاهلها لشدَّة سَيرهَا.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : النُّسُجُ: السَّجَّادات.
وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت عمر فَقَالَت: (كَانَ وَالله أحوذياً نَسِيجَ وَحده) ، أَرَادَت أَنه كَانَ مُنْقَطع القرين، وَأَصله أَن الثَّوْب إِذا كَانَ نفيساً لم يُنسج على منواله غَيره لدقته، وَإِذا لم يكن دَقِيقًا عُمل على منواله سدًى لعدة أَثوَاب، فضُرب ذَلِك مثلا لكل من بوُلغَ فِي مدحه، وَهَذَا كَقَوْلِك: فلَان وَاحِد عصره، وقريع قومه.
نجس: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الرّجس النَّجس، الْخَبيث المخبث) .
قَالَ أَبُو عبيد: زعم الْفراء أَنهم إِذا بدأوا بالنَّجَس، وَلم يذكرُوا الرجس فتحُوا النُّون وَالْجِيم، وَإِذا بدأوا بالرجس ثمَّ أتبعوه النَّجس كسروا النُّون.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّجِسُ: الشَّيْء القَذِرُ من النَّاس وَمن كل شَيْء قذرته.
رجل نَجَسٌ، وَقوم أنجَاسٌ، ولغة أُخْرَى: رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ، وَرِجَال نَجَسٌ، وَامْرَأَة نجس.
قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التَّوْبَة: 28) .
وَقَالَ الْفراء: نَجَسٌ لَا يجمع وَلَا يؤنث.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التَّوْبَة: 28) أَي أخباثٌ أنجاسٌ.
(الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) أَنه قَالَ: إِذا قَالُوا: رِجْسٌ نِجْسٌ كَسَروا لِمَكانِ رِجْسٍ وثنَّوا، وجمعوا، كَمَا قَالُوا: جَاءَ بالطِّمِّ والرِّم، فَإِذا أفردوا قَالُوا: جَاءَ بالطَّمِّ ففتحوا.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: من المَعَاذَات: التميمة، والجُلْبَةُ والمُنَجَّسَةُ، وَيُقَال: للمُعَوِّذِ: مُنَجِّسٌ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس قلت لِابْنِ الْأَعرَابِي: المعوَّذ لم قيل لَهُ: مُنَجَّسٌ، وَهُوَ مَأْخُوذ من النَّجَاسَةِ؟ فَقَالَ إِن للْعَرَب أفعالاً يُخَالف مَعَانِيهَا ألفاظها.

(10/313)


يُقَال: فلَان تنجَّس إِذا فعل فعلا يخرج بِهِ من النَّجاسة.
كَمَا قيل: يتأثم، ويتحرَّج ويتحنَّث إِذا فعل فعلا يخرج بِهِ من الْإِثْم والحرج والحنث.
وَقَالَ اللَّيْث: المنجَّس: الَّذِي يُعلَّق عَلَيْهِ عِظَام أَو خِرَقٌ.
وَيُقَال للمعوِّذ: مُنَجِّسٌ، وَأنْشد:
وجَارِيَةٍ مَلبُوبَةٍ ومُنَجِّسٍ
وطَارِقَةٍ فِي طَرقِهَا لم تُشدِّدِ
يصف أهل الْجَاهِلِيَّة أَنهم كَانُوا بَين كَاهِن ومُنَجِّسٍ.
وَقَالَ غَيره: كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يعلِّقون على الصّبيّ، وَمن يُخافُ عَلَيْهِ عيونُ الجِنِّ الأقذار من خِرَقِ الْمَحِيض.
وَيَقُولُونَ: الجِنُّ لَا تقرُبُهَا، ثمَّ قيل لِلمُعَوِّذِ: مُنَجِّسٌ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا كَانَ دَاء لَا يُبرأ مِنْهُ فَهُوَ نَاجِسُ ونَجيسٌ، وعُقَامٌ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: النُّجُسُ: المُعوِّذون، والجُنُسُ: الْمِيَاه الجامدة.
(سجن) : قَالَ الله جلّ وَعز: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ} (يُوسُف: 33) .
قَالَ الْفراء: وقرىء (السَّجْنُ) فَمن كسر السِّين فَهُوَ المَحْبِس، وَهُوَ اسْم، وَمن فتح السِّين فَهُوَ مصدر سَجَنْتُهُ سَجْناً.
وَفِي الحَدِيث: (مَا شَيْء أحقَّ بطول سَجْنٍ من اللِّسَان) .
وَقَول ابْن مقبل:
ضربا تواصَتْ بِهِ الأبطالُ سِجِّينا
قَالَ الْأَصْمَعِي: السِّجِّين من النّخل: السِّلتِينُ بلغَة أهل الْبَحْرين.
يُقَال: سَجِّنْ جِذْعَكَ هَذَا إِذا أردْت أَن تَجْعَلهُ سِلتِيناً.
وَالْعرب تَقول: سِجِّينٌ مَكَان سِلتين، وسِلِتينٌ لَيْسَ بعربيَ.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: السجين: الشَّديد.
وَقَالَ غَيره: هُوَ فِعّيل من السَّجن كَأَنَّهُ يُثبت من وَقع بِهِ فَلَا يبرح مَكَانَهُ.
وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: سِخّيناً أَي سخناً يَعْنِي الضَّرْب.
وَرَوَاهُ ابْن المنخَّل عَن المؤرِّج قَالَ: سِجّيل وسِجّينٌ: دَائِم فِي قَول ابْن مقبل.
ج س ف
جفس، سجف، فجس، فسج: مستعملة.
جفس: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا اتخم الرَّجُلُ قيل: جَفِسَ الرجل جَفَساً، فَهُوَ جَفِسٌ.
وَفِي (النَّوَادِر) : فلانٌ جِفْسٌ، وجَفِسٌ، أَي ضَخْمٌ جَافٍ.
سجف: قَالَ اللَّيْث: السِّجفَانِ: سترا بَاب الحَجَلَةِ، وكل بَاب يَسْتُرُهُ سِتْرانِ مَشْقُوقٌ

(10/314)


بَينهمَا فَكل شقَ مِنْهُمَا: سَجْفٌ، وَكَذَلِكَ: سِجْفَا الخِبَاءِ.
والسَّجْفُ والتَّسْجيفُ: إرخاء السِّجَفين.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : السِّجفانِ: اللَّذَان على الْبَاب.
يُقَال مِنْهُ: بَيت مُسَجَّفٌ.
وَقَالَ الفرزدق:
رَقَدْنَ عليهنَّ الحِجَالُ المسجَّفُ
فجس: قَالَ اللَّيْث: الفَجْسُ، والتّفَجُّسُ: عَظمَة وتطاول، وَأنْشد:
عَسْرَاءُ حِين تَرَدّى من تَفَجُّسِهَا
وَفِي كِوَارَتِها من بَغْيِهَا مَيَلُ
(أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : فَجَسَ يَفْجُسُ فَجْساً، وتفجَّسَ تَفَجُّساً، وَهُوَ التّكَبُّرُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أفجَسَ الرجُلُ إِذا افتخر بالبَاطِلِ.
فسج: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الفَاسِجُ والفَاثِجُ: الْعَظِيمَة من الْإِبِل.
قَالَ: وَبَعض الْعَرَب يَقُول: هما الْحَامِل، وَأنْشد:
تخدي بِنَا كل خنوف فَاسِجِ
وَقَالَ النَّضر: الفَاسِجُ: الَّتِي حَمَلَتْ فزمَّت بأنفها واستكبرت.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: هِيَ السريعة الشَّابَّةُ.
وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الَّتِي أعجَلَهَا الفَحْلُ فَضَرَبَها قبل وَقت المَضْرِبِ، وَقد فَسَجَتْ فُسُوجاً.
وَيُقَال فِي الشَّاء، وَهُوَ فِي النُّوق أعرفُ عِنْد الْعَرَب.
ج س ب
جبس، سبج، بجس: مستعملة.
جبس: قَالَ اللَّيْث: الجِبْسُ: الرَّدِيُّ الدَّنيُّ الجبان.
قَالَ الراجز:
خِمْسٌ إِذا سَار بِهِ الجِبْسُ بَكَى
وَيُقَال الجبس: ولد زِنْيَةٍ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: المَجْبُوس والجَبيسُ: نعت سَوءٍ للرجل المَأْبُون.
قَالَ: والجِبْسُ: الجَامِدُ من كل شَيْء.
والجِبْسُ: الثقيلُ البَدَنِ، الثقيلُ الرّوح الفَاسِقُ.
(أَبُو عبيد) : تَجَبَّسَ فِي مَشيهِ تجبُّساً إِذا تَبَخْتَرَ.
قَالَ عمر بن لجأٍ:
تمشي إِلَى رِوَاءِ عَاطِنَاتِهَا
تَجَبُّسَ العَانِسِ فِي رَيْطَاتِهَا
سبج: (أَبُو عبيد عَن الْفراء) قَالَ: السُّبجة، والسَّبيجةُ: كسَاء أسود.
وَقَالَ اللَّيْث: السُّبْجَةُ: ثوب يلْبسهُ الطَّيَّانُونَ لَهُ جيب، وَلَا يَدَانِ لَهُ، وَلَا فرجان.

(10/315)


ورُبَّما تَسَبَّجَ الإنسانُ بِكِسَاءٍ تَسَبُّجاً.
قَالَ العجاج:
كالحَبَشِيِّ التفَّ أَو تسبَّجا
وَقَالَ ابْن السّكيت: السَّبيج: بقيرة، وَأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: شَبي.
وَفِي حَدِيث قَيْلَةُ أَنَّهَا حملت بنت أَخِيهَا وَعَلَيْهَا سُبَيِّجٌ من صوف، أَرَادَت تَصْغِير السَّبيجِ، وَهُوَ معرَّب.
وَقَالَ اللَّيْث: السَّبيجِيُّ، والجميع: السَّبابِجَةُ: قوم ذَوُو جلد من السِّند، يكونُونَ مَعَ استيام السَّفِينَة البحرية، وَهُوَ رَأس الملاَّحين.
والسَّبَجُ: خَرَزٌ أسوَدُ، وَهُوَ مُعرب، أَصله: سَبَه.
(أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء) . أَنه أنْشدهُ:
إنَّ سُلَيمَى وَاضِحٌ أبدانُها
ليِّنة الأطرَافِ من تَحت السَّبَجْ
قَالَ: السَّبَجُ من الْقَمِيص: لَبِنَتُهُ ودَخارِيصُهُ.
بجس: قَالَ اللَّيْث: البَجْس: انشقاقٌ فِي قِربةٍ أَو حجر أَو أَرض ينبُعُ مِنْهُ المَاء فَإِن لم يَنْبع فَلَيْسَ بانبجاس.
وَأنْشد:
وَكَيف غربى دالح تبجَّسا
قَالَ الله: {فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (الْأَعْرَاف: 160) .
والسَّحابُ يتبجَّسُ بالمَطَر.
والانبِجَاسُ عامٌّ، والنُّبُوعُ للعين خَاصَّة.
وبَجْسَةُ اسْم عَيْنٍ.
ج س م
جسم، جمس، سجم، سمج، مجس: مستعملة.
جسم: قَالَ اللَّيْث: الجِسمُ يَجْمَعُ البَدَنَ وأعضاءَهُ من النَّاس والإبلِ والدَّوابِّ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا عَظُمَ من الخَلق الجسيم.
والفِعلُ: جَسُمَ يَجْسُمُ جَسَامَةً.
وَيُقَال: جُسَامٌ وجَسِيمٌ بِمَعْنى وَاحِد.
وَأنْشد:
أنعتُ عَيْراً سَهْوَقاً جُسَاما
قَالَ: والجُسْمَانُ: جسِمُ الرجُل، يُقَال: إِنَّه لَنَحيفُ الجُسمَانِ.
وَقَالَ غَيره: جُسْمَانُ الرَّجُلِ، وجُثْمَانُهُ: وَاحِد.
وَرَجُلٌ جُسْمَانِيٌ وجُثْمَانِيٌ إِذا كَانَ ضخم الجثة.
(أَبُو عُبَيْدَة) : تَجَسَّمتُ فلَانا من بَين الْقَوْم أَي اخترته.
وَأنْشد:

(10/316)


تَجَسَّمَهُ من بينهنِّ بمُرهَفٍ
بِهِ جالِبٌ فَوق الرِّصافِ عَليلُ
المُرهَفُ: النّصلُ الرَّقيقُ، والجالِبُ: الَّذِي علته كالجُلبَة مِن الدَّمِ.
(ابْن السّكيت) : تَجَسَّمتُ الْأَمر إِذا ركبت أجسَمَهُ ومُعظَمَهُ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو سعيد ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجُسُمُ: الأمُوُر العِظَامُ.
قَالَ: والجُسُمُ: الرِّجَالَ الْعُقَلَاء.
جمس: قَالَ اللَّيْث: الجَامُوسُ: دَخِيلٌ، ويُجمَعُ جَوَامِيسَ، تُسَمِّيهِ الفرسُ: كاوميش.
وَجَمَسَ الماءُ إِذا جَمُدَ، وسُئل ابْن عمر عَن فَأْرَة وَقعت فِي سمن فَقَالَ: إِن كَانَ جامساً ألقِي مَا حوله عَنهُ وَأكل وَإِن كَانَ مَائِعا أريق كُلُّهُ، أَرَادَ أَن السَّمْنَ إِن كَانَ جَامِدا أُخذ مِنْهُ مَا لَصِقَ الفأر بِهِ فرُمي، وَكَانَ بَاقِيه طَاهِرا، وَإِن كَانَ ذائباً حِين مَاتَ فِيهِ نَجِسَ كُلُّهُ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : يُقَال للرُّطَبَةِ إِذا دَخَلَهَا كُلَّها الإرطَابُ وَهِي صُلبَةٌ لم تنهضم بعد فَهِيَ جُمْسَةٌ، وَجَمعهَا: جُمْسٌ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأمَوِي: هِيَ الجَمَامِيسٌ للِكَمْأة.
سجم: قَالَ اللَّيْث: سَجَمَتِ العَينُ تَسْجُمُ سُجُوماً، وَهُوَ قَطَرَانُ الدَّمعِ وسَيْلُهُ، قَلَّ أَو كَثُرَ، وَكَذَلِكَ السَّاجِمُ من المَطَرِ، وَتقول الْعَرَب: دَمْعٌ سَاجِمٌ، وَقد سَجَمَ سُجُوماً، ودَمعٌ مَسجُومٌ: سَجَمَتْهُ الْعين سَجْماً، وَأما قَول الهُذَليِّ:
[حَتَّى أتيح لَهُ رَامٍ بِمُحدَلةٍ
جَشءٍ وبِيضٍ نَوَاحِيهنَّ كالسَّجَمِ
فإنّ السَّجَمَ هَا هُنَا: ماءُ السَّمَاءِ، شَبَّهَ النِّصَال فِي بَيَاضِهَا بِهِ.
وَقيل السّجَمُ: نَبتٌ لَهُ وَرَقٌ مُؤَلّلُ الْأَطْرَاف.
وَيُقَال: انسَجَمَ الدَّمعُ وَالْمَاء فَهُوَ مُنْسَجِمٌ إِذا انصَبّ، وسَجّمَتِ السَّحَابَةُ مَطَرَهَا تَسجِيماً، وتَسْجاماً إِذا صَبَّته، قَالَ:
... . دَائِما تَسْجامُهَا
سمج: قَالَ اللَّيْث: سَمُجَ الشَّيْء يَسْمُجُ سَمَاجَةً، فَهُوَ سَمِجٌ إِذا لم يكن فِيهِ مَلاَحَةٌ.
وَقَالَ اللحياني: هُوَ سَمِيجٌ لَمِيجٌ، وسَمِجٌ لَمِجٌ.
وَقد سَمَّجَهُ تَسْمِيجاً إِذا جعله سَمِجاً.
مجس: فِي الحَدِيث: (كل مولودٍ يولدُ على الفِطرَةِ حَتَّى يكون أَبَواهُ يهوِّدانِهِ ويمجِّسَانِهِ) مَعْنَاهُ أنَّهُما يعلِّمانه دين المجوسِيَّةِ.
المَجُوسُ: جَمْعُ المَجُوسيِّ، وَهُوَ مُعرب، أَصله: مِنْج قُوش، وَكَانَ رجلا صَغِير

(10/317)


الْأُذُنَيْنِ، كَانَ أول من دَان بدين المَجُوسِ، ودعا النَّاس إِلَيْهِ، فعرَّبته الْعَرَب. فَقَالَت: مَجُوسٌ، وَنزل الْقُرْآن بِهِ وَالْعرب رُبمَا تركت صرف مَجُوس إِذا شُبّه بقبيلة من الْقَبَائِل، وَذَلِكَ أَنه اجْتمع فِيهِ العجمة والتأنيث.
وَمِنْه قَوْله:
كَنَارِ مَجُوس تَستَعِرُ اسْتِعَارا
وَقد تمجَّس الرَّجُلُ، وَمَجَّسَ غَيْرَه.