تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْجِيم وَالزَّاي)
ج ز ط ج ز د ج ز ت
ج ز ظ ج ز ث:
مهملات.
ج ز ر
جزر، جرز، زجر، زرج، رجز: مستعملة.
زجر: قَالَ اللَّيْث: زَجَرْتُ البعيرَ حَتَّى ثارَ وَمضى أزجُرُهُ
زَجْراً، وزَجَرْتُ فلَانا عَن السُّوء فانزَجَرَ، وَهُوَ كالرَّدع
للْإنْسَان، وَأما للبعير فَهُوَ كالحَثِّ بلفظٍ يكون زجْراً لَهُ.
قَالَ الزّجاج: الزَّجْرُ: النَّهْي، والزَّجْرُ للطير وَغَيرهَا:
التَّيَمُّنُ بِسُنُوحِهَا، أَو التَّشَاؤُمُ بِبِرُوحِهَا وَإِنَّمَا
سُمِّي الكاهنُ زاجراً لِأَنَّهُ إِذا رأى مَا يظنّ أَنه يتشاءم بِهِ
زَجَرَ بِالنَّهْي عَن الْمُضِيّ فِي تِلْكَ الْحَاجة بِرَفْع صوتٍ
وَشدَّة، وَكَذَلِكَ الزجرُ لِلْإِبِلِ، وَالدَّوَاب، وَالسِّبَاع.
وَيُقَال: زَجَرْتُهُ، وازدَجَرْتُهُ.
قَالَ الله تَعَالَى: {مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنُّى
مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} (الْقَمَر: 9، 10) .
وَقد يوضع الإزدجار مَوضِع الإنزِجَار فيكونُ لَازِما.
وازْدَجَرَ كَانَ فِي الأَصْل ازتجر فقُلبت التَّاء دَالا لقرب
مَخْرَجَيْهما، واخْتِيَرت الدَّال لِأَنَّهَا أليق بالزاي من التَّاء.
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّجرُ: أَن يَزْجُرَ طائراً أَو ظَبْيًا سَانِحاً
أَو بَارِحاً فَيَتَطَيَّرَ مِنْهُ، وَقد نُهي عَن الطِّيَرَةِ.
(قلت) : وزَجْرُ الْبَعِير أَن يَقُول لَهُ حَوْب، وللناقة: حَلْ،
وأمَّا الْبَغْل فَزَجْرُهُ: عَدَسْ مجزومٌ، ويُزْجَرُ السَّبُعُ
فَيُقَال لَهُ: هَجْ هَجْ، وَجَهْ جَهْ، وجَاه جَاه.
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّجْرُ: ضربٌ من السَّمَكِ عِظامٌ، والجميع:
الزُّجُورُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للناقة العَلُوقِ: زَجُورٌ.
قَالَ الأخطل:
وَالْحَرب لاقِحَةٌ لَهُنَّ زَجُورُ
وَهِي الَّتِي تَرأَمُ بأنفها وتمنَعْ درَّها.
جزر: قَالَ اللَّيْث: الجَزْرُ مجزُومٌ: انقطاعُ الْمَدّ.
(10/318)
يُقَال: مَدَّ البَحْرُ أَو النَّهر فِي
كَثْرَة المَاء، وَفِي الِانْقِطَاع: جَزَرَ جَزْراً، وهما يَجْزُرَان.
والجَزِيْرَةُ: أرضٌ فِي البَحْرِ يَنْفَرِجُ عَنْهَا مَاء الْبَحْر
فتبدو، وَكَذَلِكَ الأَرْض الَّتِي لَا يعلوها السَّيْل، ويُحْدِقُ
بهَا فَهِيَ جَزِيْرَةٌ.
والجَزِيْرَةُ أَيْضا: كُورةٌ تُتَاخِمُ كُوَرَ الشَّامِ وحُدُوَدَهَا.
والجَزِيرَة بالبَصْرَةِ: أَرض نَخْلٍ بَين الْبَصْرَة والأبُلَّة،
خُصَّت بِهَذَا الِاسْم.
وجزيرة الْعَرَب: مَجَالها، سُمِّيت جَزِيرَة لِأَن الْبَحْرين بحرَ
فَارِس، وبَحْرَ السُّودان أحاطا بجانِبَيْها، وأحاط بالجانب
الشَّمالي: دجلةُ والفراتُ، وَهِي أَرض الْعَرَب ومَعدِنُها.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) قَالَ: جَزِيرَة الْعَرَب: مَا بَين
عَدَنِ أبيَنَ إِلَى أَطْرَاف الشَّام فِي الطول وَأما الْعرض فَمن
جُدَّة وَمَا والاها من شط الْبَحْر إِلَى ريف الْعرَاق.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ مَا بَين حَفَرِ أبي مُوسَى إِلَى
أقْصَى تِهَامَةَ فِي الطول. وَأما الْعرض فَمَا بَين رمل يَبْرِينَ
إِلَى مُنْقَطع السَّمَاوَةِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الجَزْرُ: نَحْرُ الجزَّار الجَزُورَ، وَالْفِعْل:
جَزَرَ يَجْزُرُ.
والجُزَارَةُ: حق الجَزَّارِ.
وتُسَمَّى قَوَائِمُ الْبَعِير ورأسُهُ جُزَارَةً، لِأَنَّهَا كَانَت
لَا تُقسَّم فِي المَيْسِرِ وتُعطى الجزَّار.
وَقَالَ ذُو الرمة:
شَخْتُ الجُزَارَةُ مثل الْبَيْت سَائِرُهُ
من المُسُوح خِدَبٌّ شَوقَبٌ خَشِبُ
وَقَالَ اللَّيْث: الجَزُورُ إِذا أُفْرِدَ أُنّثَ، لِأَن أَكثر مَا
يَنْحَرُونَ النُّوقَ.
وَقد اجتَزَرَ القومُ جَزُوراً إِذا جُزِرَ لَهُم.
وأجزرتُ فُلاناً جَزُوراً إِذا جَعلتهَا لَهُ، قَالَ: والجَزَرُ: كل
شَيْء مُبَاح للذبح، والواحدة: جَزَرَةٌ وَإِذا قُلتَ: أعطيتُه
جَزَرَةً فَهِيَ شاةٌ، ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى، لِأَن الشَّاة لَيست
إِلَّا للذبح خَاصَّة، وَلَا تقع الجَزَرَةُ على الناقةِ والجَملِ
لِأَنَّهُمَا لسَائِر العَمَل.
ويقالُ: صارَ القومُ جزَراً لعدوهِمْ إِذا قتِلُوا.
وَقَالَ ابنُ السّكيت: يقالُ أجزرتهُ شَاة إِذا دفعتَ إِلَيْهِ شَاة
يذبحُهَا، نعجةً أَو كَبْشًا أَو عَنْزًا، وَهِي الجَزَرَةُ إِذا
كَانَت سَمِينَةً، والجميع: جَزَرٌ، وَلَا تكون الجَزَرَةُ إلاَّ مِن
الغَنَمِ، وَلَا يقالُ: أجزرتُه ناقَةً.
(أَبُو عبيد عَن الْفراء) : هُوَ الجِزَرُ، والجزرُ للَّذي يُؤْكَلُ،
وَلَا يقالُ فِي الشاةِ إِلَّا الجَزَرُ.
وَقَالَ الليثُ: الجَزيرُ بلُغَة أهلِ السوادِ: رجلٌ يختارهُ أهلُ
القريةِ لِمَا ينُوبهُمْ من نفقاتِ مَنْ يَنزلُ بهمْ من قِبَلِ
السلطانِ،
(10/319)
وَأنْشد:
إذَا مَا رَأَونَا قَلَّسُوا مِنْ مَهَابَةٍ
ويَسْعَى عَلَيْنَا بِالطَّعَامِ جَزِيرُهَا
(أَبُو عبيد عَن اليزيدي) : أجزرَ القومُ، من الجزَار، والجَزَار،
وهُوَ وَقْتُ صِرَامِ النَّخْلِ، مِثْلُ الجَزَازِ.
يقالُ: جَزروا نخلهمْ إذَا صرموهُ، وأجزرَ النخلُ إِذا حانَ صرامُهُ.
وَيُقَال أجزرَ الرجُلُ إِذا أسَنَّ ودَنَا فناؤهُ كَمَا يُجْزِرُ
النخلُ إِذا أَتَى صِرامُه.
وَيُقَال: جزرتُ العسلَ إِذا شُرْتَهُ واستخرجتَهُ من خليَّتِهِ.
وتوعَّدَ الحجاجُ بنُ يوسفَ أنسَ بنَ مالكٍ فقالَ: (لأَجْزُرَنَّكَ
جَزْرَ الضرَبِ) أَي لأستأصلنَّكَ، والعَسَلُ يُسَمَّى ضَرَباً إِذا
غلُظَ، وَإِذا استضرَبَ: سَهُلَ اشتيارُه عَلَى العاسِلِ لأنَّهُ إِذا
رَقَّ سالَ.
وَفِي حَدِيث عمر (اتَّقُوا هَذِه المَجَازِرَ فَإنَّ لَهَا ضراوةً
كضراوةِ الخمرِ) أرادَ بالمجازرِ: مواضِعَ الجزَّارينَ الَّتِي تُنحَرُ
فِيهَا الإبلُ وتُذبحُ البَقَرُ، ويُباعُ لُحْمَانُها، وواحدُ
المجازِرِ: مَجْزَرَةٌ ومَجْزِرَةٌ، وإنَّمَا نَهاهُمْ عُمر عَن
المجازر لِأَنَّهُ كَرِهَ لَهُم إدمانَ أَكْلِ اللحُومِ وجَعَلَ لَهَا
ضَراوَة الخَمْرِ أَي عَادَة كعادتِها لأنَّ مَنِ اعتادَ أكلَ اللحومِ
أسرفَ فِي النفقةِ، فجعلَ العادةَ فِي أكلِ اللحمِ كالعادةِ فِي شربِ
الخمرِ لمِا فِي الدوَامِ عليهِما منْ صَرْفِ النَّفَقةِ والفَسادِ.
وَيُقَال: ضري فلَان فِي الصَّيْد وَفِي أكل اللَّحْم إِذا اعتادَه
ضَراوة.
(أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُهُ ويَجْزُرُهُ
إِذا صرمه ويَحْزِرُهُ، ويَحْزُرُهُ إِذا خَرَصَهُ.
قَالَ: وأجزَرَ الْقَوْم، من الجَزُورِ.
وَقَالَ الْكسَائي: أجْزَرَ النّخل وأصْرَمَ وأجدَّ بِمَعْنى وَاحِد.
زرج: قَالَ اللَّيْث الزَّرجُ فِي بعض: جَلَبَةُ الْخَيل وأصواتُها.
(قلت) : لَا أعرف الزَّرْجَ، وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الزَّرَجُونُ: الخمرُ.
وَيُقَال: شَجَرُها.
(شمر) : قَالَ ابْن شُمَيْل: الزَّرَجُونُ: شَجَرُ العِنَب، كل
شَجَرَة: زَرَجُونَةٌ.
قَالَ شمر: أُراها فارسية معرَّبة ذَرْدَقُونَ.
قَالَ: وَلَيْسَت بمعروفة فِي أَسمَاء الْخمر.
وَقَالَ غَيره: زَرْكُون فصُيِّرتِ الكافُ جيماً، يُرِيدُونَ لونَ
الذهبِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّرَجُونُ بلغَة أهل الطَّائِف وَأهل الغَوْرِ:
قُضْبانُ الكَرْمِ.
وَأنْشد:
(10/320)
بُدِّلوا من منابت الشِّيحِ والإذ
خِرِ تيناً ويانعاً زَرَجُونا
جرز: (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي والأصمعي) : أَرض مَجرُوزَة من
الجُرُزِ وَهِي الَّتِي لم يُصِبْها المَطَرُ.
وَيُقَال: الَّتِي أُكل نباتها.
وَقَالَ الله: {أَفَلاَ يَسْمَعُونَ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ
الْمَآءَ إِلَى الاَْرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ
مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ} (السَّجْدَة:
27) .
قَالَ الْفراء: الجُرُز: أَن تكون الأَرْض لَا نباتَ فِيهَا.
يُقَال: قد جُرِزَتِ الأَرْض، فَهِيَ مُجرَوزَةٌ، جَرَزَهَا الْجَرَاد
أَو الشَّاء وَالْإِبِل وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق قَالَ: الجرُزُ: الأَرْض الَّتِي لَا تُنبِتُ
كَأَنَّهَا تَأْكُل النبتَ أكلا.
يُقَال: أرضٌ جُرُزٌ، وأرَضُوُنَ أجْرازٌ.
وَقَالَ الْأَخْفَش: سَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كَانَت جَدْبةً.
وَقَالَ القتيبي: الجُرُزُ: الرَّغيبة الَّتِي تَنْشَفُ مَطَراً كثيرا.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يجوز: الجُرَزُ، والجَرَزُ، والجُرْزُ، كل
ذَلِك قد حُكي.
قَالَ: وَقد جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّهَا أرضُ الْيمن.
وَيُقَال: امْرَأَة جَرُوزٌ إِذا كَانَت أكولاً.
وَيُقَال: سيف جُرَازٌ إِذا كَانَ مستأصِلاً.
قَالَ: فَمَنْ قَالَ: الجُرْزُ فَهُوَ تخفيفُ الجُرُزِ، وَمن قَالَ:
الجَرَزُ والجَرْزُ فهما لُغَتَانِ، وَيجوز أَن يكون جَرْزٌ مصدرا وُصف
بِهِ كَأَنَّهَا أَرض ذَات جَرْزٍ أَي ذَات أكل للنبات.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : أَرض جُرُزٌ: لَا نَبَات فِيهَا.
وأجْرَزَ الْقَوْم: وَقَعُوا فِي أَرض جُرُزٍ.
وَقَالَ الْفراء: نَاقَة جَرُوزٌ إِذا كَانَت تَأْكُل كل شَيْء.
وإنسان جَرُوزٌ إِذا كَانَ أكولاً.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الجُرَازُ من السيوف: الْمَاضِي
النَّافِذ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَرَزُ: لحم ظهر الْجمل، وَجمعه:
أجْرَازٌ، وَأنْشد فِي صِفَةِ جَمَلٍ كَانَ سميناً ففضخه الحِمْل
فَقَالَ:
وانْهَمَّ هَامُومُ السَّدِيفِ الواري
من جَرَزٍ صُلْبٍ وجَرْزٍ عَارِي
قَالَ: والجَرْزُ: القَتْلُ.
قَالَ رؤبة:
حَتَّى وَقَمْنَا كَيْدَهُ بالرِّجزِ
والصَّقعِ من قَاذِفَةٍ وجرْزِ
قَالُوا: أَرَادَ بالجَرزِ: القَتلَ، كالسُّمِّ الجُرَازِ، والسيفِ
الجُرَازِ.
يُقَال: رَمَاه الله بشَرْزَةٍ وَجَرْزَةٍ، يُرَاد بِهِ
(10/321)
الْهَلَاك.
(أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : قَالَ: الجَارِزُ: السُّعَال.
وَقَالَ الشَّماخُ يصف حُمُرَ الْوَحْش:
لَهَا بالرُّغَامى والخَيَاشِيمِ جَارِزُ
أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
جرزه بالشَّتم إِذا مَا رَمَاه بكلامٍ سوء.
قَالَ: التجارز بالْكلَام والفعال.
وَيُقَال: طوى فلَان أجْرَازَهُ إِذا انقَبَضَ وانضم بعضُهُ إِلَى بعض.
وَطوَى الحَيَّةُ أجرَازَهُ أَي ترحَّى، وأجْرَازُه جمع الجَرَزِ.
يُقَال: إِنَّه لذُو جَرَزٍ، أَي: ذُو خُلُقٍ شَدِيد.
وَقَالَ الراجز يصف حَيَّة:
إِذا طوى أجْرَازَهُ أَثلَاثًا
فَعَاد بعد طَرْقَةٍ ثَلَاثًا
أَي عَاد ثَلَاث طَرْقٍ بَعْدَمَا كَانَ طَرْقَةً وَاحِدَة.
وَقَالَ اللَّيْث: الجُرْزُ من لِبَاس النِّسَاء من الوَبَرِ، أَو
مُسُوك الشَّاءِ، والجميع: الجُرُوزُ.
قَالَ: والجُرْزُ من السِّلَاح، والجميع: الجِرْزَةُ.
(قلت) : هُوَ عَمُود من حَدِيد.
قَالَ: الجُرْزَةُ: الحُزْمَةُ من قتَ وَنَحْو ذَلِك.
وَيُقَال للناقة إِنَّهَا لجُرَازٌ للشجر، أَي تَأْكُله وتكسِرهُ.
رجز: قَالَ الله جلّ وَعز: { (فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}
(المدثر: 5) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قرىء: (والرِّجْزَ) (والرُّجْزَ) ، ومعناهما:
وَاحِد: وَهُوَ الْعَمَل الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْعَذَاب.
قَالَ الله جلّ وَعز: {لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ
لَكَ} (الْأَعْرَاف: 134) أَي كشفت عَنَّا الْعَذَاب.
قَالَ: وَيُقَال فِي قَوْله: { (فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}
إِنَّه عبَادَة الْأَوْثَان.
قَالَ: وأصل الرِّجْزِ فِي اللُّغَة: تتَابع الحركات، وَمن ذَلِك:
قَوْلهم: نَاقَة رَجْزَاءُ إِذا كَانَت قَوَائِمهَا ترتعد عِنْد
قِيَامهَا، وَمن هَذَا: رَجَزُ الشّعْر لِأَنَّهُ أقصر أَبْيَات
الشّعْر، فالانتقال من بَيت إِلَى بَيت سَرِيْعٌ، نَحْو قَوْله:
يَا لَيْتَني فِيهَا جَذَعْ
أخُبُّ فِيهَا وأضَعْ
وَنَحْو قَوْله:
صبرا بني عبد الدَّار
وَكَقَوْلِه:
مَا هاج أشجاناً وشجواً قد شجا
(10/322)
قَالَ: وَزعم الْخَلِيل أَن الرَّجَزَ
لَيْسَ بِشِعْرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ أَنْصَاف أَبْيَات وأثلاث، وَدَلِيل
الْخَلِيل فِي ذَلِك مَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فِي قَوْله:
ستُبدي لَك الأيَّامُ مَا كنتَ جَاهِلا
ويأتيك من لم تُزَوَّدِ بالأخبار
قَالَ الْخَلِيل: لَو كَانَ نِصْفُ البيتِ شِعْراً مَا جرى على لِسَان
النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام:
ستبدي لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا
وَجَاء بِالنِّصْفِ الثَّانِي على غير تأليف الشّعْر، لِأَن نصف
الْبَيْت لَا يُقَال لَهُ شِعرٌ، وَلَا بيتٌ، وَلَا جَازَ أَن يُقَال
لنصف الْبَيْت: شِعرٌ؛ لقيل لجُزْءٍ مِنْهُ شعر، وَجرى على لِسَانه
فِيمَا يُروى:
أَنا النَّبِي لَا كذب
أَنا ابْن عبد الْمطلب
قَالَ بَعضهم: إِنَّمَا هُوَ: لَا كَذبَ بِفَتْح الْبَاء فِي الوَصْل.
قَالَ الْخَلِيل: فَلَو كَانَ شِعْراً لم يَجْرِ على لِسَان النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ الله تَعَالَى: {أَفَلاَ يَعْقِلُونَ وَمَا عَلَّمْنَاهُ
الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ} (يس: 69) أَي وَمَا يتسَهَّل لَهُ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ الْأَخْفَش: قَول الْخَلِيل إِن هَذِه
الْأَشْيَاء شِعْرٌ وَأَنا أَقُول: إِنَّهَا لَيست شِعْراً، وَذكر أَنه
هُوَ ألزَمَ الْخَلِيل مَا ذكرنَا، وأنَّ الْخَلِيل اعتقده.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق، وَمعنى الرِّجْز فِي العَذَابِ هُوَ الْعَذَاب
المقَلْقِل لِشِدَّتِهِ، قَلْقَلَةً شَدِيدَة متتابعة.
وَقَالَ اللَّيْث قَالَ الخليلُ: الرَّجَزُ المشطُورُ والمنهوكُ: ليَسا
من الشّعْر كَقَوْلِه:
أَنا النَّبيُّ لَا كذب
والمُشْطُورُ: الأنصاف المسجَّعَةُ.
والرَّجَزُ: مصدر رَجَزَ يَرْجُزُ.
والأُرَجُوْزَةُ: الْوَاحِدَة، والجميع: الأَرَاجِيْزُ.
وارتَجَزَ الرَّجَّازُ ارتِجَازاً، وَهُوَ رَجَّازٌ، وَرَجَّاَزَةٌ،
ورَاجِزٌ.
(أَبُو عبيد) : الرَّجَائِزُ: مراكبُ أَصْغَر من الهَوَادِجِ.
وَقَالَ الشماخ:
كَمَا جَلَّلَتْ نِضْوَ القِرَامِ الرَّجَائِزُ
وَقَالَ اللَّيْث: الرِّجَازَةُ: شَيْء يُعدل بِهِ ميل الحِمْلِ،
وَهُوَ شَيْء من وِسَادَةٍ أَو أَدمٍ إِذا مَال أحد الشِّقَّين وُضِع
فِي الشِّقِّ الآخر ليستوي تُسَمَّى رجَازَةَ الْميل، قَالَ:
وَوَسْوَاسُ الشَّيْطَان: رِجْزٌ.
(أَبُو عبيد عَن العَدَبَّس الكنائي) : قَالَ: الْبَعِير إِذا كَانَ
يُصِيبهُ اضْطِرَاب فِي فَخذيهِ إِذا أَرَادَ الْقيام سَاعَة ثمَّ
ينبسط فَهُوَ أَرْجَزُ، وَقد رَجِزَ رَجَزَاً.
قَالَ الرَّاعِي يصف الأثافي:
(10/323)
ثَلاَثٌ صَلَيَن النَّاَر شهرا وأرْزمَتَ
عليهنَّ رَجْزَاءُ القيامِ هَدُوجُ
يَعْنِي ريحًا تَهْدِجُ، لَهَا رَزَمَةٌ.
وَيُقَال: أَرَادَ برَجْزَاءِ الْقيام قِدْراً كَبِيرَة ثَقيلَة،
هَدُوجٌ: سريعةُ الغَلَيَان.
وَقَالَ أَبُو النَّجْم فِي صفة النَّاقة الرَّجْزَاء:
حَتَّى يقومَ تكلُّفَ الرَّجْزَاءِ
وَيُقَال للريح إِذا كَانَت دائمة: إِنَّهَا لرَجْزَاءُ، وَقد رَجَزَتْ
رَجْزاً.
وارتَجَزَ الرَّعْد ارتِجَازاً إِذا سَمِعت لَهُ صَوتا مُتَتَابِعًا.
وَتَرَجَّزَ السَّحَاب أَي تحرّك تحركاً بطيئاً لِكَثْرَة مَائه.
قَالَ الرَّاعِي:
ورجَّافاً يَحِنّ المزنُ فِيهِ
تَرَجَّزَ من تِهَامة فاسْتَطَارا
أَرَادَ بالرَّجَّاف: السَّحَاب.
ج ز ل
جلز، جزل، زجل، زلج، لزج: مستعملة.
جزل: (الْأَصْمَعِي) : الجَزَلُ: أَن يُصيبَ الغارِبَ دبَرة فيخرُجَ
مِنْهُ عَظْمٌ، ويُشد حَتَّى يُرى مَكَانَهُ مطمئناً، يُقَال مِنْهُ:
جَزِل الْبَعِير يَجْزَلُ جَزَلاً.
وَأنْشد قَول أبي النَّجْم:
يُغَادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْرِ الأجزَلِ
وامرأةٌ جزلَةٌ إِذا كَانَت جيدةَ الرَّأْي، ورجلٌ جَزْلٌ، وَمَا أبينَ
الجَزَالةَ فِيهِ أَي جودةَ الرَّأْي.
وَيُقَال: ضَرَبَ الصَّيدَ فَجَزَلَهُ جَزْلَتَين أَي قطعه قِطعتين.
والحَطَبُ الجَزْلُ: الغليظُ مِنْهُ.
وَيُقَال: جَاءَ زَمَنُ الجُزَالِ وَهُوَ زمن صِرَامِ النّخل.
وَقد أجْزَلَ لَهُ الْعَطاء إِذا أعَظَمَ.
وجَزَلَ يَجْزِلُ إِذا قَطَعَ، وَأنْشد:
حَتَّى إِذا مَا حَان من جَزَالِهَا
وحطَّت الجُرَّام من جِلاَلِهَا
وَقَالَ اللَّيْث: عَطاء جَزْلٌ وجَزِيلٌ إِذا كَانَ كثيرا.
وَامْرَأَة جَزْلَةٌ: ذَات أرداف وثيرة.
(أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الجَوْزَلُ: السُّمُّ.
وَقَالَ ابْن مقبل يصف نَاقَة:
سَقَتْهُنَّ كأساً من زُعَافٍ وجَوَزلاَ
قَالَ شمر: لم أسمع الجَوْزَلَ بِمَعْنى السمِّ لغير ابْن مقبل.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الجَوْزَلُ: الفَرْخُ، وَجمعه: الجَوازِلُ.
وَقَالَ ذُو الرمة:
سوى مَا أصابَ الذئبُ مِنْهُ وسُرْبَةٌ
أطافت بِهِ من أُمَّهَات الجَوَازِلِ
(10/324)
(ابْن الْأَعرَابِي) : بَقِي فِي الْإِنَاء
جَزْلة، وَفِي الجُلَّةُ جِزْلَةٌ، وَمن الرَّغِيف جِزْلَةٌ أَي
قِطْعَة.
وَيُقَال: جُزِلَ غَارِبُ الْبَعِير فَهُوَ مَجْزُولٌ: مثل جَزِلَ.
وَقَالَ جرير:
مَنَعَ الأُخيطِلُ أَن يسامِيَ عِزَّنا
شَرَفٌ أجبُّ وغاربٌ مَجْزُولُ
جلز: قَالَ اللَّيْث: الجَلزُ: شدَّة عَصْبِ العَقَبِ، وكل شَيْء يُلوى
على شىء فَفِعْلُهُ: الجَلْزُ، واسْمه: الجِلاَزُ.
وجَلائِزُ القوسِ: عَقَبٌ يُلوى عَلَيْهَا فِي مَوَاضِع، وكل وَاحِدَة
مِنْهَا: جِلاَزَةٌ، والجِلاَزُ: أَعم، أَلا ترى أَن الْعِصَابَة: اسْم
للَّتِي للرأس خَاصَّة.
وكل شَيْء يُعصَّب بِهِ فَهُوَ العِصَابُ.
وَإِذا كَانَ الرجل معصُوبَ الخَلْقِ واللحْم.
قلت: إِنَّه لَمَجلُوزُ اللَّحْم والخلق، وَمِنْه اشتُق: نَاقَة
جَلْسٌ، بِالسِّين بَدَلٌ من الزَّاي، وَهِي الْوَثِيقَة الخَلْقِ.
والجِلْوَازُ: الشُّرَطِيُّ، وَجَلْوَزْتُهُ: خِفَّتُهُ فِي ذَهَابه
ومجيئه بَين يَدي الْعَامِل.
وَقَالَ الفرّاء: الجِلئِزُ من النِّسَاء، بِالْهَمْز: القصيرة.
وَأنْشد أَبُو ثروان:
فَوق الطَّوِيلَة والقصيرة شَبْرُها
لَا جِلئِزٌ كُنُدٌ وَلَا قَيْدُودُ
قَالَ: وَهِي الفِنئِلُ أَيْضا.
وَيُقَال: جَلَّزَ فِي نَزْعِ الْقوس إِذا أَغْرقَ فِيهِ حَتَّى بلغ
النَّصْلَ، وَقَالَ عدي:
أبلِغْ أَبَا قابوسَ إِذْ جلَّزَ النَّ
زعُ وَلم يُوْجَدْ كَظَبيٍ يُسُر
(ابْن السّكيت عَن أبي عمرٍ و) : التَّجْلِيزُ: الذّهاب، وَقد جلَّز
فَذهب وَأنْشد:
ثمَّ سَعَى فِي إثْرهَا وجلَّزا
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجِلَّوْزُ: البُنْدُقُ،
والجِلَّوزُ: الضَّخْمُ الشُّجاع.
وَقَالَ النَّضر: جَلَزَ شَيْئا إِلَى شَيْء أَي ضمَّه إِلَيْهِ
وَأنْشد:
قَضَيْتُ حُوَيْجَةً وَجَلَزْتُ أُخْرَى
كَمَا جَلَزَ الفُشَاغُ على الغصون
وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ ابْن مِجْلَزٍ، والعامة تَقول: مَجْلِزْ،
وَهُوَ مُشْتَقّ من جَلْزِ السَّوْط وَهُوَ أغلظه عِنْد مَقْبِضِهِ،
وجَلْزُ الشَّيْء: أغلظه.
زجل: قَالَ اللَّيْث: الزَّجْلُ: الرَّمْي بالشَّيْء تأخُذُهُ بِيَدِك
فترمي بِهِ.
والزَّجْلُ: إرْسَال الحَمَام الْهَادِي من مَزْجَلٍ بعيد. وَقد زَجَلَ
بِهِ يَزْجُلُ.
والزَّجَلُ: رفع الصَّوْت الطَّرب.
يُقَال: حَادٍ زَجِلٌ، ومغنَ زَجِلٌ، وَقد زَجِلَ
(10/325)
يَزْجَلُ زَجَلاً، وَقَالَ فِي قَوْله:
وَهُوَ يغنِّيها غناء زَاجِلا
وَقَالَ:
يَا ليتنا كُنَّا حمامَيْ زَاجِل
قَالَ: والزَّاجِلُ: الْحلقَة من الخَشَبَةِ تكون مَعَ المُكاري فِي
الحِزَامِ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الزَّاجِلُ بِفَتْح الْجِيم: العُودُ الَّذِي يُشد
بِهِ القِرْبَة، قَالَ: وَجمعه: زَوَاجِلُ، وَقَالَ الْأَعْشَى:
فهان عَلَيْهِ أَن تَجِفَّ وِطَابُكم
إِذا حُنِيَتْ فِيمَا لَدَيْهِ الزَّوَاجِلُ
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الزَّاجَلُ: مَنِيُّ الظليمِ.
قَالَ ابْن أَحْمَر:
وَمَا بَيْضَاتُ ذِي لِبَدٍ هِجَفَ
سُقين بِزَاجِلٍ حَتَّى رَوِينا
(قلت) : سمعتهما مَعًا بِفَتْح الْجِيم بِغَيْر همز، والهمزُ فِيهَا
لُغَة.
(أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي) : الزُّجْلَةُ: الْجَمَاعَة،
وَجَمعهَا: زُجَل.
قَالَ لبيد:
كَحَزِيقِ الحَبَشِيِّيْنَ الزُّجَلْ
وَقَالَ غَيره: الزَّاجِلُ: سِمَةٌ يُوْسَمُ بهَا أعناقُ الْإِبِل.
قَالَ الراجز:
حمضيَّةٌ جَاءَت عَلَيْهَا الزَّاجَل
والمِزجالُ: شبه المزراقِ، وَهُوَ النَّيْزَكُ يُرمى بِهِ.
وَقد زَجَله زَجْلاً بالمِزْجَالِ قَالَ أَبُو النَّجْم:
وترتمي بالصخر زُجْلاً زَاجِلا
أَي رمياً شَدِيدا.
وَقَالَ أَبُو سعيد فِي بَيت ابْن أَحْمَر: كَانَ أَصْحَابنَا
يَقُولُونَ: الزَّاجَلُ: مَاء الظليم.
قَالَ: وَأَخْبرنِي من سمع الْعَرَب تَقول: إِن الزَّاجَلَ هَا هُنَا
مُزَاجَلَة النعامة والهَيْقِ فِي أَيَّام حِضَانِهما، وَهُوَ التقليب،
لِأَنَّهَا إِذا لم تُزاجل مَذِرَ الْبيض، فَهِيَ تُقلِّبه لِيَسْلَمَ
من المَذَرِ.
(أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الزِّئجيل، والزُّؤاجل: الضَّعِيف من
الرِّجَال.
وَقَالَ الْأمَوِي: هُوَ الزِّنجيل.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الزَّاجِلُ: الرَّامِي، والزّاجلُ:
قَائِد العساكر.
(أَبُو عبيد) : زَجَلتُ بالشيءِ ونَجَلْتُ بِهِ إِذا رمَيْتَ بِهِ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الزُّجْلةُ: البِلَّةُ من الشَّيْء الهَنِيْهَةُ
مِنْهُ.
يُقَال: زُجْلَةٌ من مَاء أَو بُرَدٍ أَو نَجْلٍ.
قَالَ: والجِلْدَةُ الَّتِي بَين الْعَينَيْنِ تسمى زُجْلَةً، قَالَه
فِي قَوْله:
كأنَّ زُجلَةَ صَوْبٍ صَابَ من بَرَدٍ
شنَّت شآبِيبُهُ من رائِحٍ لَجِبِ
(10/326)
نَوَاصِحٌ بَين حَمَّاوَينِ أحْصَنَتَا
مُمَنَّعاً كهُمَامِ الثّلجِ بالضَّرَبِ
النَّوَاصِحُ: أَرَادَ بهَا الثنايا البيضَ، وَأَرَادَ بالحَمَّاوَينِ
شَفَتَيْهَا.
لزج: قَالَ اللَّيْث: اللَّزَجُ: مصدر الشَّيْء اللَّزِجِ، وَقد لَزِجَ
يَلْزَجُ لَزَجاً، وأكلتُ شَيْئا فَلَزِجَ بإصبعي أَي عَلِقَ بِهِ،
وَزِبيبَةٌ لَزِجَةٌ.
قَالَ: والتَّلَزُّجُ: تتبُّع البُقُول والرِّعْي الْقَلِيل من أَوله
أَو فِي آخر مَا يَبْقَى، وَقَالَ العجاج:
وفَرَغَا من رعْي مَا تَلَزَّجَا
وَقَالَ غَيره: تلزَّج البقل إِذا كَانَ لدْناً فَمَال بعضه على بعض.
زلج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الزُّلُج: السِّراع من
جَمِيع الْحَيَوَان.
والزُّلُجُ: الصخور المُلْسُ.
قَالَ: والزَّالجُ: الَّذِي يَشْرَبُ شُرباً شَدِيدا من كل شَيْء
وَهُوَ الزابج، والزَّالِجُ: النَّاجِي من الغمرات، يُقَال: زَلَجَ
يَزْلِجُ فيهمَا جَمِيعًا.
والزَّلِيجَةُ: النَّاقة السريعة.
وَأما قَول ذِي الرمة:
حَتَّى إِذا زَلَجَتْ من كُلِّ حنَجَرَةٍ
إِلَى الغليل وَلم يقصَعْنَه نُغَبُ
فَإِنَّهُ أَرَادَ زَلَجَتْ نُغَبٌ من المَاء أَي جُرَع إِلَى غليلها
أَي انحدرت فِي حناجرها مسرعة لِشِدَّةِ عَطَشِهَا.
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّلَجُ: سُرْعَةُ ذهَاب الْمَشْي ومُضِيِّه.
يُقَال: زَلَجَتِ النَّاقة تَزْلَجُ زَلْجاً إِذا مَضَت مُسْرِعَةً
كَأَنَّهَا لَا تُحَرِّك قوائِمَها من سُرْعتها.
والسهمُ يَزْلِجُ على وَجه الأَرْض ثمَّ يمْضِي مَضَاءً زَلْجاً
وزَليجاً.
وَإِذا وَقع السهْم بأرضٍ، وَلم يقْصد إِلَى الرَّمِيَّة قلتَ أزلَجْت
السهْم يَا هَذَا.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الزَّالِجُ
من السِّهَام إِذا رَمَاه الرَّامِي فقصَّر عَن الهدف وَأصَاب صَخْرَة
إِصَابَة صُلبة فاستقل من إِصَابَة الصَّخْرَة إِيَّاه فقوي وارتفع
إِلَى القرطاس، وَهُوَ لَا يُعدُّ مُقَرطِساً، فَيُقَال لصَاحبه:
أَلحَثَنِي لَا خير فِي سَهْمٍ زَلَجْ
(اللِّحياني) : سِرنا عَقَبَةً زُلُوجاً، وزَلُوقاً أَي بعيدَة
طَوِيلَة.
والزَّلَجَانُ: التَّقَدُّم فِي السُّرعَةِ، وَكَذَلِكَ: الزَّلَخان.
وَمَكَان زلجٌ وزَلْخٌ أَي دَحْضٌ.
وَقَالَ أَبُو زيد: زَلَجَتْ رِجْلُهُ، وزَلَخَتْ، وَأنْشد:
قَامَ على مَرْتَبَةٍ زَلجٍ فَزَل
وَأما السرعة فِي الْمَشْي فَيُقَال: زَلَجَ يَزْلجُ زَلْجاً، وَأنْشد:
(10/327)
وَكم هجَعَتْ وَمَا أطلقتُ عَنْهَا
وَكم زَلَجَت وظِلُّ اللَّيْل داني
والمُزَلَّجُ من الْعَيْش: المدافع بالبُلغة، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
عِتْقُ النجَار وعيشٌ فِيهِ تَزْلِيجُ
والمُزَلَّج: الدُّوُن من كل شَيْء.
وحُبٌّ مُزَلَّجٌ: فِيهِ تَغْرِيرٌ.
وَقَالَ مُلَيْح الهُذلي:
وَقَالَت أَلا قد طالما قد غررتَنا
بِخَدْعٍ وَهَذَا مِنْك حُبٌّ مُزَلَّجُ
(أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : المُزَلَّج من الرِّجَال: المُلصَقُ
بالقوم.
وزلَّجَ فُلانٌ كلاَمَهُ تزليجاً: إِذا أخرجه وسيَّره.
وَقَالَ ابْن مُقبل:
وصَالَحَةِ العَهدِ زلَّجتُها
لِوَاعِي الْفُؤَاد حَفِيْظِ الأُذُنْ
يَعْنِي قصيدةً أَو خُطبةً.
وَقَالَ اللِّحياني: تركتُ فلَانا يتزلَّج النَّبِيذ تزلُّجاً أَي يُلح
فِي شربه.
(أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : أزلجتُ الْبَاب إزلاجاً إِذا أغلقته.
وَقَالَ اللَّيْث: المِزلاَج: كَهَيئَةِ المغلاق وَلَا ينغلق إِنَّمَا
يُغلق بِهِ الْبَاب، وَهُوَ الزِّلاج أَيْضا.
يُقَال: أَزْلَجَ البابَ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَزَالِيجُ أهل الْبَصْرَة إِذا خرجتِ
الْمَرْأَة من بَيتهَا، وَلم يكن فِيهِ رَاقِبٌ تثق بِهِ، خرجَت فردَّت
بَابهَا، وَلها مِفْتَاح أعقَفُ مثل مِفْتَاح المَزَالِيجِ من حَدِيد،
وَفِي الْبَاب ثقبٌ فتُولِجُ فِيهِ المفتاحَ فتُغلِقُ بِهِ بابَها،
وَقد زَلَجَتْ بَابهَا زَلْجاً إِذا أغلقته بالمِزْلاَجِ.
ج ز ن
جنز، زنج، نزج، نجز، جزن: مستعملة.
أهمل اللَّيْث: نزج، وزنج وهما مستعملان.
نزج: روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: نزج إِذا رقص.
وَقَالَ غَيره: النَّيْزَجُ: جَهَازُ الْمَرْأَة إِذا كَانَ نازِيَ
البَظْرِ طَوِيْلَهُ، وَأنْشد ابْن السّكيت:
بِذَاكَ أشفي النَّيَزَجَ الحِجَامَا
(زنج) : (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) قَالَ: الزَّنجُ، والزِّنجُ:
لُغَتَانِ، وهم جيل من السودَان، وَرُبمَا نادَوْ فَقَالُوا: يَا
زَنَاجِ للزِّنجِيِّ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الزَّنَجُ: شدَّة الْعَطش.
وَقد زَنِجَ زَنَجاً، وصَرّ صَرِيراً، وصَرِيَ، وصَدِيَ بِمَعْنى
وَاحِد.
(عمروٌ عَن أَبِيه) : الزِّنَاجُ: الْمُكَافَأَة بِخَير
(10/328)
أَو شرَ.
وَقَالَ ابْن بُزُرجَ: الزَّنَجُ والحَجَزُ: وَاحِد، يُقَال: حَجِزَ
الرجل أَو زَنِجَ وَهُوَ أَن يُقْبَضَ أمعاء الرجل ومصارينه من الظَمَأ
فَلَا يستطيعُ أَن يُكثِرَ الشُّربَ أَو الطُّعْمَ.
جنز: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الجِنَازَةُ بِالْكَسْرِ: السرير،
والجَنَازَةُ بِالْفَتْح: الميِّتُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الجنَازَةُ: الْإِنْسَان الميِّت.
وَالشَّيْء الَّذِي قد ثَقُلَ على قوم واغتَمَّوا بِهِ هُوَ أَيْضا:
جَنَازة، وَأنْشد:
وَمَا كُنْتُ أخْشَى أَن أكون جَنَازَةً
عَلَيكِ وَمن يَغْتَرُّ بالحَدَثَانِ
قَالَ: إِذا مَاتَ الإنسانُ فَإِن الْعَرَب تَقول: رُمي فِي جِنَازَتهِ
فَمَاتَ.
قَالَ اللَّيْث: وَقد جرى فِي أَفْوَاه النَّاس جَنَازة بِالْفَتْح،
والنَّحَارِيرُ يُنكروُنه. وَيَقُولُونَ: جُنِزَ الشَّيْء فَهُوَ
مَجْنُوزٌ إِذا جُمِعَ.
(أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي) : الجِنَازَةُ بِالْكَسْرِ هُوَ
الميِّت نفسُهُ، والعوام يتوهَّمُونَ أَنه السرير، تَقول الْعَرَب:
تركتُه جَنَازَةً أَي مَيْتاً، وَقَالَ أَبُو دَاوُد المَصَاحِفيُّ قلت
للنضر: الجَنَازَةُ هُوَ الرجل أَو السرير؟ فَقَالَ: السرير مَعَ
الرجل، قَالَ: وَسمعت عبيد الله بن الْحسن يَقُول: سُمِّيَت
الْجِنَازَة لِأَن الثِّيَاب تُجمع والرجُلُ على السرير.
قَالَ: وجُنِزوا أَي جُمِعُوا، وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: ضُرب
الرَّجُلُ حَتَّى تُرك جِنَازَةً.
وَقَالَ الْكُمَيْت يذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيا
وَمَيتًا:
كَانَ مَيتاً جِنَازَةً خير مَيْتٍ
غيَّبَتْهُ حفائِرُ الأقوامِ
قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجِنَازَةُ الميِّت، يُقَال
طُعِنَ فِي جِنَازَتِهِ إِذا مَاتَ، وَأنْشد:
كَأَنَّمَا القَومُ على صِفَاحِها
جَنَائِزٌ قَدْ بِنَّ من أرواحها
وَقَالَ شمر: يُقَال: جَنَازَةٌ وجِنَازَةٌ، ودجَاجةٌ ودِجَاجَةٌ.
جزن: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ المؤرج: حَطَبٌ جَزْنٌ وجَزلٌ، وَجمعه:
أجزُنٌ وأجزُلٌ، وَهِي الْخشب الغِلاظ.
قَالَ جَزْءُ بن الْحَارِث:
حمى دونه بالشوك والتفَّ دونه
من السِّدر سُوقٌ ذاتُ هول وأجزُنِ
نجز: قَالَ اللَّيْث يُقَال: نَجَزَ الوَعْدُ يَنْجُزُ نَجْزاً،
وأنجَزْتُهُ أَنا، ونَجَزتُ بِهِ وإنجازُكه: تَعْجِيلُكَه، ووفاؤك
بِهِ، وَنَجَزَ هُوَ أَي وفى بِهِ، وَهُوَ مثل قَوْلك: حَضَرتِ
الْمَائِدَة، وَإِنَّمَا أُحضِرَت، وَمن أمثالهم (نَاجِزٌ بِنَاجِزٍ)
كَقَوْلِك: يدا بيد، وعاجلٌ بعاجلٍ.
(10/329)
وَأنْشد:
رَكْضَ الشَّموس نَاجِزاً بناجِزِ
والمُنَاجَزَةُ فِي الْحَرْب: أَن يتبارز الفارسان حَتَّى يُقتل
أَحدهمَا.
وَأنْشد:
ووقفتُ إِذْ جبن المشيَّ
عُ موقف القِرن المُنَاجِزْ
قَالَ: وَهَذَا عَروض مُرَفَّل من ضرب الْكَامِل على أَرْبَعَة أَجزَاء
مُتَفَاعِلُن وَفِي آخِره حرفان زِيَادَة، وَهُوَ مقيَّد لَا يُطلق،
والتَّنَجُّزُ: طلب شَيْء قد وُعِدْتَه.
وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم: (إِن أردْت المُحَاجَزَةَ فَقَبْلَ
المُنَاجَزَةِ) يُضربُ لِمَنْ يطْلب الصُّلحَ بعد الْقِتَال.
(أَبُو عبيد) : نَجَزَ الشَّيْء إِذا فني وَذهب فَهُوَ ناجز.
وَقَالَ النَّابِغَة:
فمُلكُ أبي قَابُوس أضحى وَقد نَجَزْ
وَنَجَزَتِ الْحَاجة إِذا قُضيت، وإنجَازُكَهَا: قَضَاؤُهَا.
(ابْن السّكيت) : نَجَزَ: فَنِيَ، وَنَجَزَ: قضى حَاجته.
وَقَالَ أَبُو الْمِقْدَام السُّلَمي: يُقَال: أنْجَزَ عَلَيْهِ
وأوجَزَ وأجْهَزَ عَلَيْهِ بِمَعْنى وَاحِد.
ج ز ف
اسْتعْمل من وجوهه: (جزم)
جزف: قَالَ اللَّيْث: الجُزَافُ فِي البيع، وَالشِّرَاء: دخيل، وَهُوَ
بالحَدْسِ بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، تَقول: بِعْتُهُ بالجُزَافِ،
والجُزَافَة، وَالْقِيَاس: جِزَافٌ، واجتَزَفْتُ الشَّيْء اجتِزَافاً:
إِذا اشْتَرَيْته جِزَافاً.
وَقَالَ صَخْر الغيِّ يصف السَّحاب:
فأقبَلَ مِنْهُ طِوَالَ الذّرَى
كأنَّ عليهنِّ بَيْعاً جَزِيفَا
أَي اشتُري جِزَافاً بِلَا كيل، وَيُقَال: تجزَّفْتُ فِي كَذَا تجزفاً
أَي تنفَّذْتُ فِيهِ.
ج ز ب
جبز جزب بزج زبج: مستعملة.
زبج: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ أَبُو عبيد وَابْن الْأَعرَابِي: أخذتُ الشَّيْء بزَأبَجِهِ،
وبِزَأْمَجِهِ إِذا أَخَذته كُلَّهُ، والهمزة فيهمَا غير أَصْلِيَّة.
بزج: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البازِجُ:
المُفَاخِرُ.
وَقَالَ أعرابيٌّ لرجُلٍ: أَعْطِنِي مَالا أُبَازِجُ بِهِ أَي أُفاخِرُ
بِهِ.
وَأنْشد شمر:
فَإِن يَكُنْ ثوبُ الصِّبا تضرَّجا
فقد لَبِسْنَا وشْيَهُ المبزَّجا
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُبَزَّجُ: المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ
وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نصر وَقَالَ شمر فِي كَلَامه: أَتَيْنَا فلَانا
فَجعل يُبزِّج كَلَامه:
(10/330)
أَي يحسِّنه.
وَيُقَال: بازَجَ يُبازِجُ مُبَازَجَةً.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : هُوَ يَبْزُجُ عليَّ فلَانا،
وَيَمْزُجُهُ ويزمُكُهُ ويزُكُّهُ أَي يحرِّشُهَ.
وهما يَتَبَازَجَانِ وَيَتَمَازَجَانِ: أَي يَتَفَاخَرَانِ.
جزب: أهمله اللَّيْث.
(أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجِزْبُ: النَّصيبُ،
أعطِنِي جِزْبِي أَي نَصِيبي وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن المستنير.
وَقَالَ: الجِزْبُ: والجِزمُ للنصبيب.
قَالَ: والجُزب: العبيد.
وَبَنُو جُزَيبة: مَأْخُوذ من الجُزْبِ، وَأنْشد:
ودُودَانُ أجلَتْ عَن أبانين والحِمى
فِراراً وَقد كُنَّا اتخذناهُمُ جُزْبَا
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِجْزَبُ: الحَسَنُ السِبّرِ:
الظاهِرُهُ.
جبز: قَالَ اللَّيْث: الجِبْزُ: اللَّئِيم الْبَخِيل.
(قلت) : وَقد ذكره رؤبة فِي زَائيَّتِهِ.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه
قَالَ: أكلتُ خُبزاً جَبِيزاً: أَي يَابسا قفاراً.
ج ز م
جزم جمز مزج زمج زجم: مستعملة.
جزم: قَالَ اللَّيْث: الجَزْمُ: عزيمةٌ فِي النَّحْو فِي الْفِعْل،
فالحرف المَجْزُوُم، آخِرُهُ لَا إِعْرَاب لَهُ.
والجَزْمُ: ضرب من الْكِتَابَة، وَهُوَ تَسْوِيَة الْحَرْف، وَقَلَمٌ
جَزْمٌ: لَا حرف لَهُ. وَمن الْقِرَاءَة: أَن يُجْزَمَ الكلامُ
جَزْماً، تُوضَع الْحُرُوف فِي مَوَاضِع فِي بيانٍ ومَهَلٍ.
والجَزْمُ: الْحَرْف إِذا سكن آخِره.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس المُبَرَّد فِيمَا روى أَبُو عمر لَهُ:
إِنَّمَا سمي الْجَزْم فِي النَّحْو جزما لِأَن الْجَزْم فِي كَلَام
الْعَرَب: القَطْعُ.
يُقَال: أفْعَلُ ذَلِك جزما، فَكَأَنَّهُ قطع الإعرابَ عَن الحَرفِ.
وَرُوِيَ عَن النَّخَعي أَنه قَالَ: التَّكبير: جَزْمٌ، وَالتَّسْلِيم:
جزم، أَرَادَ أَنَّهُمَا لَا يُمَدَّانِ، وَلَا يُعرب آخر حروفهما،
وَلَكِن يسكَّن، فَيُقَال: الله أكبرْ إِذا وقف عَلَيْهِ، وَلَا
يُقَال: الله أكبرُ فِي الْوَقْف.
وَيُقَال: جزمتُ مَا بيني وَبَينه، أَي قَطَعْتُهُ.
(أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : جزمْتُ النّخل، وَجَرمْتُهَ إِذا
خَرَصْتَه وحَزَرته.
وروى ابْن حبيب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: إِذا بَاعَ
الثَّمَرَة فِي أكمامها بِالدَّرَاهِمِ فَذَلِك الجَزْمُ، وَقد
اجْتَزَمَ فلَان نخل فلَان فَأَجْزَمَهُ أَي ابتاعه مِنْهُ فَبَاعَهُ.
(سَلمَة عَن الْفراء) : جَزَمتُ القِرْبَة: ملأتُها.
وَقَالَ أَبُو عبيد: وَأنْشد:
(10/331)
فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهِ قِربَتي
تيمَّمْتُ أطِرقَةً أَو خَلِيفَا
(أَبُو عبيد) : جزَّم القومُ إِذا عجزوا.
وبقيتُ مُجَزِّماً: أَي مُنْقَطِعًا بِي، وَأنْشد:
وَلَكِنِّي مَضَيْتُ وَلم أُجَزِّم
فَكَانَ الصَّبرُ عَادَة أوَّلينا
وَيُقَال: جزَّم الْبَعِير فَمَا يبرح.
وانْجَزَمَ الْعظم إِذا انْكَسَرَ.
(سَلمَة عَن الْفراء) : جَزَمَتِ الْإِبِل إِذا رويَتْ من المَاء.
وبعير جَازِمٌ، وإبلٌ جَوَازِمُ.
وَيُقَال للسِّقاء مِجْزَمٌ، وَجمعه: مَجَازِمُ.
زمج: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زَمَجَ القِرْبَةَ وجَزَمَها إِذا
مَلأَها.
وَقَالَ اللحياني: وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زَمَجَ على
الْقَوْم، ودَمَقَ ودَمَر بِمَعْنى وَاحِد.
وروى أَبُو تُراب عَن شمر: زَمَجَ بَين القومِ، وزَأجَ إِذا حرَّشَ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَخذ الشَّيْء بزَأبَرِهِ،
وبَزأمَجِهِ إِذا أَخذه كُله.
(اللَّيْث) : الزُّمَّج: طَائِر دون العُقاب، فِي قِمَّته حُمرة
غالبَةٌ تُسَمّيهِ العَجَمُ دُبرَاذَ.
قَالَ: وترجمته أَنه إِذا عجز عَن صَيْده أَعَانَهُ أَخُوهُ على أَخذه.
مزج: قَالَ اللَّيْث: المَزْجُ: خلطُك المِزَاجَ بالشَّيْء.
ومِزَاجُ الجسمِ: مَا أُسِّس عَلَيْهِ البدنُ من الْمَرَّتَيْنِ،
والدمِ والبَلْغَمِ.
وَيُقَال: قد مزَّج السُّنْبُلُ إِذا لوَّن من خُضْرةٍ إِلَى صُفْرةٍ.
والمَزْجُ: الشَّهدُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فجَاء بِمَزجٍ لم ير الناسُ مثله
هُوَ الضَّحْكُ إِلَّا أَنه عَمَلُ النَّحْل
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يَسأَلُ السَّائِلُ، فَيُقَال: مزِّجوه أَي
أَعْطوهُ شَيْئا، وَأنْشد:
وأغْتَبِقُ الماءَ القَرَاحَ وأنطوي
إِذا المَاءُ أَمْسَى للممزَّجِ ذَا طعمِ
جمز: قَالَ اللَّيْث: جَمَزَ الإنسانُ والدابةُ وَالْبَعِير يَجْمِزُ
جَمْزاً. وجَمَزَى وَهُوَ عَدْوٌ دون الحُضْرِ الشَّديد، قَالَ أُميَّة
بن أبي عَائِذ الهُذلي:
كَأَنِّي ورحلي إِذا زُعتُها
على جَمَزَى جازىءٍ بالرِّحالِ
(أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : النَّاقة تعدو الجَمَزَى، والوَكَرَى.
والوَلَقَى، وَقد جمَزَتْ، وَهُوَ العَدْوُ الَّذِي كَأَنَّهُ ينزُو.
وَقَالَ شمر: بَلغنِي أَن الْأَصْمَعِي قَالَ: قَول الهذليِّ.
جَمَزَى وحَيَدى بالرِّحال
خطأ لِأَن (فَعَلَى) لَا تكون إِلَّا للمؤنث.
قَالَ شمر: وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: حيِّد
(10/332)
بالرِّحَالِ يُرِيد عَن الرِّحَالِ.
(قلت) : ومَخرَجُ من رَوَاهُ: على جَمَزَى على عيْر ذِي جَمَزَى أَي
ذِي مِشْيَة جَمَزَى، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: نَاقَة وَكَرَى أَي ذَات
مِشيةٍ وَكَرَى.
وَقَالَ اللَّيْث: الجُمْزَانُ: ضرب من التَّمْر، وَالنَّخْل
والجُمَّيز، وَمِنْهُم من يَقُول: الجُمَّيزى: شجر كالتين فِي
الخِلقَةِ، ويعظُمُ عِظَمَ الفِرصَادِ، وورقُهُ أصغَرُ من ورق التِّين،
وَيحمل تيناً صغَارًا من بَين أصفر وأسود، يكون بالغور، ويسمَّى
التِّين الذَّكَرَ. ويُسَمِّي بعضُهم حَمْلَهُ الحُما، فالأصفر مِنْهُ
حُلْوٌ، وَالْأسود يدمِّي.
والجُمْزَةُ كُتلة من تمر وأقط وَنَحْو ذَلِك.
ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه تَوَضَّأ فَضَاقَ
عَن يَدَيْهِ كُمًّا جُمَّازة كَانَت عَلَيْهِ فأَخْرَجَ يَدَيْهِ من
تَحْتِهَا) .
والجُمَّازة: مِدْرَعَةُ صُوفٍ ضيِّقةٌ الكُمَّيْن، وَأنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
بكفيك من طاقٍ كثير الْأَثْمَان
جُمَّازةٌ شُمِّر مِنْهَا الكُمَّان
وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
دَلَنْظَى يَزِلُّ القَطْرُ عَن صَهَوَاتِهِ
هُوَ اللَّيْث فِي الجُمَّازَةِ المتورِّد
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجَمْزُ: الاستهزاءُ.
زجم: قَالَ اللَّيْث: مَا تَكَلَّم بِزَجْمَةٍ، أَي مَا نَبَسَ
بِكَلِمَة.
قَالَ: والزَّجُومُ من القسيِّ: الَّتِي لَيست بشديدة الإرَنانِ،
وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
فَظَلَّ يمطُو عُطُفاً زجوما
(أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : بعيرٌ أَزْيَمُ وأسجَمُ وَهُوَ الَّذِي
لَا يرغو.
قَالَ شمر: الَّذِي سَمِعت: بَعِيرٌ أزجَمُ بالزاي وَالْجِيم، وَلَيْسَ
بَين الأزيَمِ والأزْجَم إِلَّا تَحْوِيلُ الياءِ جيماً، وأنشدنا أَبُو
جَعْفَر الهُزيميُّ، وَكَانَ عَالما:
من كل أزجَمَ شَابِكٍ أنيَابُهُ
ومقصَّف بالهدل كَيفَ يَصُولُ
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَرَب تجْعَل الْجِيم مَكَان الزَّاي
لِأَن مخرجهما من شَجْرِ الْفَم، وشَجْرُ الْفَم: الْهَوَاء، وخَرْقُ
الْفَم الَّذِي بَين الحَنَكَيْنِ.
وَقَالَ غَيره: الزَّجُومُ: النَّاقَةُ السيِّئة الخُلُقِ الَّتِي لَا
تكَاد تَرْأَمُ سَقْبَ غَيرهَا، ترتاب بشمِّه، وَأنْشد بَعضهم:
كَمَا ارتاب فِي أنف الزَّجُوم شميمها
وَرُبمَا أُكرهت حَتَّى ترأمه فتدر عَلَيْهِ.
قَالَ الْكُمَيْت:
وَلم أُحْلِلْ لصاعقةٍ وبرقٍ
كَمَا درَّت لِحَالِبِها الزَّجُومُ
لم أُحْلِل من قَوْلك: أحلَّت النَّاقة إِذا
(10/333)
أَصَابَت الرّبيع فأنزلت اللَّبن، يَقُول: لم أعطهم على الكُره مَا
يُرِيدُونَ كَمَا تَدِرُّ الزَّجُومُ على الكُرهِ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الزَّجْمَةُ: الصَّوْت بِمَنْزِلَة
النَّأمَةِ.
وَيُقَال: مَا عَصَيتُهُ زَجْمَةً وَلَا نَأْمَةً وَلَا زَأْمَةً وَلَا
وَشْمَةً أَي مَا عَصَيْتُهُ فِي كَلِمَةً. |