جمهرة اللغة

 (حرف الرَّاء وَمَا بعده)

(ر ز ز)

رز الْجَرَاد يرز رزا إِذا غرز أذنابه فِي الأَرْض ليبيض ورزة الْبَاب من هَذَا اشتقاقها.
والرز: الصَّوْت. سَمِعت رز الرَّعْد ورز الْقَوْم إِذا سَمِعت أَصْوَاتهم. وَفِي الحَدِيث: من وجد فِي بَطْنه رزا وَهُوَ فِي الصَّلَاة فليقطع الصَّلَاة وليتوضأ. وَسمعت رز الْفَحْل إِذا سَمِعت هديره.
[ز ر ر] وَمن معكوسه: الزر وَهُوَ العض. زر الْحمار آتنه إِذا عضها وطردها. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(بليتيه من زر الفحول كدوح ... )

وزر السَّيْف: حداه. قَالَ هجرس بن كُلَيْب فِي كَلَامه: أما وسيفي وزريه ورمحي ونصليه وفرسي وَأُذُنَيْهِ لَا يدع الرجل قَاتل أَبِيه وَهُوَ ينظر إِلَيْهِ ثمَّ قتل جساسا.
والزر زر الْقَمِيص: مَعْرُوف. وزررت الْقَمِيص وأزررته زرا وإزرارا لُغَتَانِ فصيحتان ذكرهمَا أَبُو عُبَيْدَة وأجازهما أَبُو زيد. وَأَحْسبهُ مشتقا من الضّيق كَأَنَّهُ يزر على الْعُنُق أَي يعضها.
والزر: أثر عض الْحمار فِي آتنه.
(ر س س)

الرس: الركي الْقَدِيمَة أَو الْمَعْدن وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة فِي الْقُرْآن وَالله أعلم.
والرس والرسيس: واديان بِنَجْد أَو موضعان. وَاحْتج أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وَعز فِي أَصْحَاب الرس بقول الشَّاعِر // (مُتَقَارب) //:
(سبقت إِلَى فرط ناهل ... تنابلة يحفرون الرساسا)

التنبال: الزري الْقصير.
ورس الْهوى فِي قلبه رسيسا وأحسبهم قد أَجَازُوا أرس أَيْضا وَهُوَ بَقِيَّة الْهوى فِي الْقلب أَو السقم فِي الْبدن. قَالَ الشَّاعِر:
(وَقد رَأَتْ رسيس الْهوى ... قد كَاد بالجسم يبرح)

قَالَ أَبُو زيد: رس الْهوى وأرس إِذا ثَبت فِي الْقلب.
والرس: أَرض بَيْضَاء صلبة. قد جَاءَت فِي الشّعْر الفصيح.
وَيَقُول الرجل للرجل إِذا سَأَلَهُ عَن شَيْء: ألق لي رسا من هَذَا أَي شَيْئا أبني عَلَيْهِ.
وَيُقَال: بَقِي فِي قلبه رس من حب أَو مرض أَي بَقِيَّة.

(1/120)


[سرر] وَمن معكوسه: السِّرّ: خلاف الْعَلَانِيَة.
وسر كل شَيْء: خالصه فلَان فِي سر قومه أَي فِي صميمهم وشرفهم. وسر الْوَادي وسراره: أطيبه تُرَابا.
والسرة فِي الْبَطن: مَوضِع السرر الَّذِي يقطع من الصَّبِي.
والسر: ضد الضّر. وَقَالَ قوم: السِّرّ وَالسُّرُور وَاحِد.
والسر: النِّكَاح هَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة وَاحْتج بقول الشَّاعِر - امْرِئ الْقَيْس بن حجر الْكِنْدِيّ - // (طَوِيل) //:
(أَلا زعمت بسباسة الْيَوْم أنني ... كَبرت وَأَن لَا يحسن السِّرّ أمثالي)

والسرر: دَاء يُصِيب الْإِبِل فِي صدورها بعير أسر وناقة سراء. وَأنْشد أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي // (كَامِل) //:
(وأبيت كالسراء يَرْبُو ضبها ... فَإِذا تحزحز عَن عداء ضجت)

وَيُقَال: أسررت الشَّيْء أَي أظهرته وكتمته أَيْضا. قَالَ الفرزدق // (طَوِيل) //:
(أسر الحروري الَّذِي كَانَ أضمرا ... )

والسرار: يَوْم يسْتَتر فِيهِ الْهلَال وَهُوَ آخر يَوْم من الشَّهْر أَو قبل ذَلِك يَوْمًا.
وأسرة الْكَفّ: مَعْرُوفَة والواحدة سرر وسرار وأسرار جمع والسرر أَيْضا.
(ر ش ش)

الرش من قَوْلهم: رششت المَاء أَرْشه رشا إِذا نضحته. وَيُقَال: رَشَّتْ السَّمَاء وأرشت. وَالِاسْم الرشاش.
[شرر] وَمن معكوسه: الشَّرّ وَهُوَ ضد الْخَيْر. وَرجل شرير: كثير الشَّرّ. وَزعم بعض أهل اللُّغَة أَن الشَّرّ يجمع شرورا.
فَأَما شرار النَّار فَيُقَال: شررة وشرارة. فَمن قَالَ: شررة قَالَ فِي الْجمع: شرر. وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّنْزِيل وَالله أعلم. وَمن قَالَ شرارة قَالَ: شرار فِي الْجمع.
وَيُقَال: شررت اللَّحْم وَالثَّوْب وأشررته إِذا بسطته ليجف فَهُوَ مشر ومشرور.
وشرة الشَّبَاب: نشاطه وَلِهَذَا بَاب ترَاهُ إِن شَاءَ الله.
(ر ص ص)

رص بناءه يرصه رصا إِذا أحكم عمله. وَالْبناء مرصوص ورصيص. وكل شَيْء أحكم فقد رص. وأحسب أَن اشتقاق الرصاص من هَذَا لتداخل أَجْزَائِهِ وَهُوَ عَرَبِيّ صَحِيح. قَالَ الراجز:

(أَنا ابْن عَمْرو ذِي السنا الوباص ... )

(وَابْن أَبِيه مسعط الرصاص ... )

وَأول من أسعط بالرصاص من مُلُوك الْعَرَب: ثَعْلَبَة بن امْرِئ الْقَيْس بن مَازِن من الأزد.
[] وَمن معكوسه: صر الجندب وَغَيره من الطير. والمثل السائر: علقت معالقها وصر الجندب.
وَقد ألْحقُوا هَذَا بالرباعي فَقَالُوا: صَرْصَر فِي كل مَا صر من الْبَازِي وَمَا أشبهه. قَالَ الشَّاعِر - هُوَ جرير - // (بسيط) :
(ذاكم سوَادَة يجلو مقلتي لحم ... باز يصرصر فَوق المربأ العالي)

وريح صر: بَارِدَة هَكَذَا فسر وَالله أعلم.
وصررت الشَّيْء أصره صرا.
وصر الْفرس بأذنيه وأصر أُذُنَيْهِ إِذا ضمهما إِلَى رَأسه وَكَذَا الْحمار.

(1/121)


وأصر الرجل على الذَّنب إصرارا وَهُوَ مصر لَا غير. وَسمعت صرة الْقَوْم أَي ضجتهم.
(ر ض ض)

رض الشَّيْء يرضه رضَا إِذا دقه وَلم ينعم دقه وَالشَّيْء رضيض ومرضوض.
والمرضة: لبن خاثر يحلب بعضه على بعض شَدِيد الحموضة. قَالَ الشَّاعِر - هُوَ ابْن أَحْمَر - // (وافر) //:
(إِذا شرب المرضة قَالَ أوكي ... على مَا فِي سقائك قد روينَا)

ورضاض كل شَيْء: مَا رض مِنْهُ.
[ضَرَر] وَمن معكوسه: الضّر: ضد النَّفْع. والضر: الْمَرَض ضرّ فَهُوَ مضرور وضرير.
والضر: الضرة تزوج فلَان فُلَانَة على ضرّ.
وَالْعرب تَقول: لَا يَضرك هَذَا الْأَمر ضرا وَلَا يضيرك ضيرا.
والضرورة والضارورة وَاحِد وَهُوَ الِاضْطِرَار إِلَى الشَّيْء. وَفِي الحَدِيث: يَكْفِي من الضَّرُورَة أَو الضارورة صبوح أَو غبوق أَي الْميتَة إِذا أَصَابَهَا وَهُوَ مُضْطَر إِلَيْهَا.
والمضطر: مفتعل من الضّر.
والضرة: أصل الضَّرع الَّذِي لَا يَخْلُو من اللَّبن.
والضرة: أصل الْإِبْهَام قَالَ أَبُو بكر: الضرة تقَابل أصل الْإِبْهَام وأصل الْإِبْهَام يُقَال لَهُ الألية.
والضر: الهزال بِعَيْنِه.
وضريرا الْوَادي: جانباه. قَالَ الشَّاعِر - هُوَ أَوْس بن حجر - // (بسيط) //:
(وَمَا خليج من المروت ذُو حدب ... يَرْمِي الضَّرِير بخشب الأيك والضال)

وكل شَيْء دنا مِنْك حَتَّى يزحمك فقد أضرّ بك. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(لأم الأَرْض ويل مَا أجنت ... بِحَيْثُ أضرّ بالْحسنِ السَّبِيل)

وَالْحسن: جبل رمل فِي بِلَاد بني ضبة عَلَيْهِ قتل بسطَام. وَهَذَا الشّعْر لعبد الله بن عنمة الشَّيْبَانِيّ يرثي بسطاما وَابْن عنمة يعرف بالشيباني وَهُوَ ضبي وَكَانَ أَولا فِي بني شَيبَان وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا يرثي بسطاما خوفًا من بني شَيبَان أَن يقتلوه. وَقَالَ الْهُذلِيّ - هُوَ أَبُو ذُؤَيْب - يصف سحابا قد أضرّ بِالْأَرْضِ أَي دنا مِنْهَا // (طَوِيل) //:
(غَدَاة الْمليح يَوْم نَحن كأننا ... غواشي مُضر تَحت ريح ووابل)

(ر ط ط)

[طرر] اسْتعْمل من معكوسه: طر شَارِب الْغُلَام يطر طرورا وطرا إِذا بدا فَهُوَ طَار.
وطر وبر الْبَعِير إِذا نبت بعد سُقُوطه طرا وطرورا.
وطرة كل شَيْء: حرفه. وطرة الثَّوْب: مَوضِع هدبه.
وأطرار الطَّرِيق: نواحيه الْوَاحِد: طر. والمثل السائر: أطري فَإنَّك ناعلة أَي ارْكَبِي أطرار الطَّرِيق وَهُوَ أغلظه. وَقَالَ قوم: بل ردي الْإِبِل من أطرارها أَي من نَوَاحِيهَا. وَقَالَ قوم: أظري بالظاء الْمُعْجَمَة أَي ارْكَبِي الظرر وَهِي الْحِجَارَة المحددة الَّتِي يصعب الْمَشْي عَلَيْهَا.
وَيُقَال: شَاب طرير أَي مُسْتَقْبل الشَّبَاب وَالْجمع أطرار.
وَسنَان طرير أَي محدد.
وبدت طرة الْفجْر. وَيجمع الطرة أطرة وطررا. والطرير يجمع أطرة. قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ - جاهلي - // (خَفِيف) //:

(1/122)


(شدت الْحَرْب شدَّة فحشته ... لهذما ذَا سفاسق مطرورا)

وَأنْشد أَيْضا لكثير عزة // (وافر) //:
(ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظَنك الرجل الطرير)

وأطر الْغَضَب إِذا جَاوز الْمِقْدَار. وَأنْشد // (طَوِيل) //:
(غضبتم علينا أَن ثَأْرنَا بِخَالِد ... بني عمنَا هَا إِن ذَا غضب مطر)

الْبَيْت للحطيئة.
(ر ظ ظ)

[ظرر] اسْتعْمل من معكوسه: الظرر وَالْجمع: أظرار وَهِي الْحِجَارَة المحددة الْوَاحِد ظر وَيُقَال ظران للْجمع. قَالَ الشَّاعِر - الْبَيْت لامرئ الْقَيْس - // (طَوِيل) //:
(تفرق ظران الْحَصَى بمناسم ... صلاب العجى ملثومها غير أمعرا)

وَيُقَال: ظران وظران.
(ر ع ع)

[عرر] اسْتعْمل من معكوسه: العر وَهُوَ الجرب. والعر: دَاء يُصِيب الْإِبِل فتكوى الصِّحَاح مِنْهَا لِئَلَّا تعديها المراض فَذَلِك عَنى النَّابِغَة // (طَوِيل) //:
(أكلفتني ذَنْب امْرِئ وَتركته ... كذي العر يكوى غَيره وَهُوَ راتع)

وَمن رَوَاهُ: كذي العر فَهُوَ خطأ لِأَن الجرب لَا يكوى مِنْهُ.
وَالرجل الْمَعْرُور بِالشَّرِّ: الْمَعْرُوف بِهِ.
وجمل أعر وناقة عراء وهما اللَّذَان قد كثر الدبر فِي ظهورهما حَتَّى جبت أسنمتهما.
والعرة: البعر وَمَا أشبهه مِمَّا تسمد بِهِ الأَرْض. وَفِي الحَدِيث: إِن سَعْدا كَانَ يحمل إِلَى أرضه العرة يَعْنِي السماد. وَجعل الطرماح ذرق الطَّائِر عرة فَقَالَ // (مديد) //:
(فِي شناظي أقن بَينهَا ... عرة الطير كَصَوْم النعام)

الشناظي: جمع شنظوة وَهِي الشظايا فِي رُؤُوس الْجبَال. وأقن: جمع أقنة وَهِي الشّعب فِي رُؤُوس الْجبَال.
والعر: مصدر عررته بِالشَّرِّ أعره عرا إِذا لطخته. وَيُقَال: شَرّ وعر.
وعر الظليم يعر عرارا إِذا صَاح. قَالَ الطرماح // (كَامِل) //:
(يَدْعُو العرار بهَا الزمار كَمَا اشْتَكَى ... ألم تجاوبه النِّسَاء الْعود)

يُرِيد عرار النعام وَهُوَ صَوت الظليم خَاصَّة. والزمار: صَوت الْأُنْثَى.
وللعين وَالرَّاء مَوَاضِع فِي التكرير ستراها إِن شَاءَ الله.
(ر غ غ)

ألحق بالرباعي فَقيل: الرغرغة ظمأ من أظماء الْإِبِل.
[غرر] وَمن معكوسه: غر الطير فرخه يغره غرا إِذا زقه. والغرغرة: الحوصلة.

(1/123)


وغر الرجل الرجل يغره غرا إِذا أوطأه عشوة أَو خَبره بكذب.
وَرجل غر إِذا لم يجرب الْأُمُور وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة أَيْضا لَا تدْخلهَا الْهَاء: امْرَأَة غر.
والغرير والمغرور وَاحِد.
وَفعلت هَذَا الْأَمر على غرَّة إِذا فعلته وَأَنت غير عَالم بِهِ.
وغرة الْفرس: مَعْرُوفَة. وغرة الْقَوْم: سيدهم. وكل شَيْء بدا لَك من ضوء أَو صبح فقد بَدَت لَك غرته.
وَثَلَاث لَيَال لأوّل الشَّهْر يسمين: الْغرَر لطلوع الْقَمَر فِي أولهنَّ.
وَفِي الحَدِيث: فِي الْجَنِين غرَّة يَعْنِي عبدا أَو أمة. قَالَ الراجز - هُوَ مهلهل -:

(كل قَتِيل فِي كُلَيْب غره ... )

(حَتَّى ينَال الْقَتْل آل مره ... )

والغر: غر الثَّوْب وَهُوَ أثر تكسر الطي فِيهِ. وَكَذَلِكَ تكسر الْجلد فِي الْإِنْسَان وَالْفرس وَغير ذَلِك. يُقَال: اطو الثَّوْب على غره. أَي على آثَار طيه. اشْترى أعاربي ثوبا فَلَمَّا أَرَادَ أَن يَأْخُذهُ قَالَ التَّاجِر: اطوه على غره أَي على طيه.
(ر ف ف)

رف الرجل الْمَرْأَة يرفها رفا إِذا قبلهَا بأطراف شَفَتَيْه. وَفِي الحَدِيث:
إِنِّي لأرفها وَأَنا صَائِم.
ورف الشّجر يرف رفا ورفيفا إِذا اهتز من نضارته. وَكَذَلِكَ ورف يرف ورفا فَهُوَ وارف. قَالَ الراجز:

(فِي ظلّ أحوى الظل رفاف الْوَرق ... )

وَقَالَ الْأَعْشَى // (خَفِيف) //:
(وصبحنا من آل جَفْنَة أملا ... كَا كراما بِالشَّام ذَات الرفيف)

يُرِيد أَنَّهَا غضة ناعمة.
والرف: الْقطعَة الْعَظِيمَة من الْإِبِل.
والرف: مصدر رففت الرجل أرفه رفا إِذا أَحْسَنت إِلَيْهِ أَو أسديت إِلَيْهِ يدا. وَمثل من أمثالهم: من حفنا أَو رفنا فليتزل.
والرف الْمُسْتَعْمل فِي الْبيُوت: عَرَبِيّ مَعْرُوف وَهُوَ مَأْخُوذ من رف الطَّائِر غير أَن رف الطَّائِر فعل ممات ألحق بالرباعي فَقيل رَفْرَف إِذا بسط جناحيه.
والرفة: حطام التِّبْن أَو التِّبْن بِعَيْنِه. وَمثل من أمثالهم: استغنت التفة عَن الرفة. وَقَالُوا التفة عَن الرفة مخفف والتفة: دويبة شَبيهَة بالفأرة.
[فرر] وَمن معكوسه: فر يفر فِرَارًا. وَالرجل الفر: الفار من الْقَوْم. وَفِي الحَدِيث أَن سراقَة بن مَالك بن جعْشم المدلجي تبع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُرِيد الهجر وَكَانَت قُرَيْش قد جعلت فِيهِ مائَة من الْإِبِل لمن رده فَقَالَ: هَذَا فر قُرَيْش أَلا أرد على قُرَيْش فرها. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب // (كَامِل) //:
(فَرمى لينفذ فرها فهوى لَهُ ... سهم فأنفذ طرتيه المنزع)

ويروى: لينقذ. قَالَ أَبُو بكر: يَعْنِي أَنه رمى الثور الوحشي لينقذ الَّذِي فر من الْكلاب. وطرتاه: جنباه. والمنزع: السهْم.
وَيُقَال: فَرَرْت الدَّابَّة أفرها فرا إِذا فتحت فَاه لتعرف سنه وَذَلِكَ فِي الْخُف والحافر والظلف.
وَيُقَال: فر الْأَمر جذعا إِذا رَجَعَ وده على بدئه. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(وَمَا ارتقيت على أكتاد مهلكة ... إِلَّا منيت بِأَمْر فر لي جذعا)

والفرير والفرار: ولد الْبَقَرَة الوحشية وَكَذَلِكَ ولد الْحمار والجذع من الظباء: فرير وفرار.
وَقد قرئَ: {أَيْن المفر} والمفر: الْموضع الَّذِي تَفِر إِلَيْهِ.

(1/124)


وَبَنُو فرير: بطن من طَيئ.
وَزعم قوم من أهل اللُّغَة أَن الفر نهر دَقِيق فِي الأَرْض.
(ر ق ق)

الرّقّ: الْجلد الَّذِي يكْتب فِيهِ. وَكَذَا فسر فِي التَّنْزِيل وَالله أعلم.
وَالرّق: ضرب من دَوَاب الْبَحْر إِمَّا السلحفاة أَو مَا أشبههَا.
وَالرّق: رق العَبْد.
ورق فلَان أَي صَار عبدا. وَفِي حَدِيث عَليّ رضوَان الله عَلَيْهِ: يحط مِنْهُ بِقدر مَا أعتق ويستسعى العَبْد فِيمَا رق مِنْهُ.
وَالرّق: المَاء الْقَلِيل فِي الْبَحْر أَو الْوَادي لَا غزر لَهُ.
والرقة: أَرض يعلوها المَاء الْقَلِيل ثمَّ ينضب عَنْهَا. وأحسب أَن اشتقاق الرقة الْبَلَد الْمَعْرُوف من هَذَا إِن شَاءَ الله.
والرقة: مصدر رَقِيق بَين الرقة خلاف الصفيق.
والرقة: الرَّحْمَة فِي الْقلب.
وَيُقَال: ثوب رَقِيق ورقارق ورقاق وشراب رقراق وَهَذَا ترَاهُ فِي بَابه إِن شَاءَ الله.
فَأَما الرقة ويعنون الْفضة فمنقوص ترَاهُ فِي بَابه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالْجمع رقين. وَمثل من أمثالهم: وجدان الرقين يُغطي أفن الأفين أَي حمق الأحمق. وَأنْشد // (طَوِيل) //:
(وَكم من قَلِيل اللب يسحب ذيله ... نفى عَنهُ وجدان الرقين البجاريا)

البجاري: الدوافع وَاحِدهَا بجري.
[قرر] وَاسْتعْمل من معكوسه: القر وَهُوَ الْبرد يَوْم قر وَلَيْلَة قُرَّة وغداة قُرَّة.
والقرة: مَا يُصِيب [الرجل] من القر. وَرجل مقرور. وَطَعَام قار. وَمثل من أمثالهم: ول حارها من تولى قارها.
والقرة: الْعَيْب. تَقول: هَذَا قُرَّة عَليّ أَي عيب.
والقرار: المستقر من الأَرْض.
وَالْإِقْرَار: فعلك بِهِ إِذا أقررته فِي مقرّ ليستقر. وَفُلَان قار: سَاكن. وَمَا يتقار فِي مَكَانَهُ.
وَالْإِقْرَار: الِاعْتِرَاف بالشَّيْء.
والقرارة: القاع المستديرة.
والقرة: الضفدع فِي بعض اللُّغَات.
والقرة: مَا بَقِي فِي أَسْفَل الْقدر من المرق الْيَابِس أَو المحترق. [يُقَال] : أقبل الصّبيان على الْقدر يتقررونها إِذا أكلُوا ذَلِك.
وَكلمَة لَهُم إِذا وضع الشَّيْء فِي مَوْضِعه أَو وَقع موقعه قَالُوا: صابت بقر. قَالَ الشَّاعِر - هُوَ طرفَة - // (رمل) //:
(سادرا أَحسب غيي رشدا ... فتناهيت وَقد صابت بقر)

وَيُقَال: قر عَلَيْهِ دلوا من مَاء إِذا صبها عَلَيْهِ.
وتقرر: إِذا اغْتسل بِالْمَاءِ الْبَارِد.
وقرة الْعين: مَا قرت بِهِ عَيْنك من شَيْء تسر بِهِ. وَكَانَ بعض أهل اللُّغَة يَقُول: قرت عينه بالسرور كَمَا تسخن بالحزن كَأَنَّهَا بردت وجف دمعها.
والقر: الهودج. قَالَ الراجز:

(كَأَن قرا فَوْقه مخدرا ... )

(يَعْلُو جنابيه إِذا تبخترا ... )

وَيَوْم القر بعد يَوْم النَّحْر: يَوْم يقر النَّاس بمنى.
ومقر الشَّيْء: الْموضع الَّذِي يقر فِيهِ. وَفِي كَلَام أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: الدُّنْيَا دَار ممر لَا دَار مقرّ.
(ر ك ك)

الرك: الْمَطَر الضَّعِيف. وَأَرْض مرك عَلَيْهَا إِذا أَصَابَهَا الرك.
وَرجل رَكِيك: بَين الركاكة يُوصف بالضعف والوهن. وأحسب اشتقاقه من الرك.
وَيُقَال: رككت الشَّيْء بيَدي إِذا غمزته غمزة خَفِيفَة لتعرف

(1/125)


حجمه فَهُوَ مركوك وركيك.
[كرر] وَمن معكوسه: كرّ يكر كرا إِذا رَجَعَ بعد فرار وَبعد ذهَاب وَهُوَ معنى قَول الشَّاعِر - هُوَ امْرُؤ الْقَيْس - // (طَوِيل) //:
(مكر مفر مقبل مُدبر مَعًا ... كجلمود صَخْر حطه السَّيْل من عل)

أَي يصلح للكر والفر وَلم يرد أَنه يكر ويفر فِي حَالَة وَاحِدَة.
وَالْكر: حَبل شَدِيد الفتل. قَالَ الراجز - هُوَ العجاج -:

(لأيا يثانيها عَن الجؤور ... )

(جذب الصراريين بالكرور ... )

والصراريون: ملاحو الْبَحْر واحدهم صراري.
وَرُبمَا سمي الْحَبل الَّذِي ترتقى بِهِ النَّخْلَة كرا.
وَالْكر: غَدِير كثير المَاء. وواد ذُو كرار إِذا كَانَت فِيهِ مستنقعات مَاء.
والكرة: البعر يحرق وينثر على الدرْع لكيلا تصدأ. قَالَ الشَّاعِر - هُوَ النَّابِغَة الذبياني - // (طَوِيل) //:
(علين بكديون وأشعرن كرة ... فهن إضاء صافيات الغلائل)

وَاخْتلفُوا فِي قَوْله: صافيات الغلائل فَقَالَ قوم: أَرَادَ غلائلها الَّتِي تلبس تحتهَا لِأَن الدرْع لَا صدأ عَلَيْهَا. وَقَالَ آخَرُونَ: بل الغلائل: المسامير الَّتِي تغلغل فِي الْحلق.
وَالْكر الَّذِي يُكَال بِهِ: عَرَبِيّ صَحِيح.
فَأَما الكرة الَّتِي يلْعَب بهَا فَلَيْسَ هَذَا موضعهَا وستراها فِي المنقوص إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(ر ل ل)

أهملت الرَّاء وَاللَّام فِي الثنائي.
(ر م م)

رم الْعظم يرم رما ورميما إِذا نخر وبلي. والرمة: الْعظم الْبَالِي. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(والنيب إِن تعرمني رمة خلقا ... بعد الْمَمَات فَإِنِّي كنت أثئر)

ويروى: إِن تعر مني بِكَسْر الْمِيم وَلَيْسَ بِشَيْء. والنيب: جمع نَاب وَهِي المسنة من الْإِبِل وَهِي تَأْكُل الرمم وَهِي عِظَام الْمَوْتَى تتملح بهَا إِذا لم تَجِد سبخَة وَلَا ملحا. يَقُول: فَإِن تَأْكُل هَذِه النيب عِظَامِي وَأَنا ميت فقد كنت أثئر مِنْهَا بنحرها وَأَنا حَيّ. أثئر: من الثأر.
والرمة: الْقطعَة من الْحَبل. وَسمي ذُو الرمة بقوله // (رجز) //:

(لم يبْق غير مثل ركود ... )

(غير ثَلَاث باقيات سود ... )

(وَغير بَاقِي ملعب الْوَلِيد ... )

(وَغير مرضوخ الْقَفَا موتود ... )

(أَشْعَث بَاقِي رمة التَّقْلِيد ... )

يَعْنِي وتدا.
وَقَوْلهمْ: خُذ هَذَا برمتِهِ أَي اقتده بحبله.
والرمة فِي بعض اللُّغَات: الأرضة.
وَيُقَال: رممت الشَّيْء أرمه رما إِذا أصلحته.
وَجَاء بالطم والرم فَأحْسن مَا قَالُوا فِيهِ إِن الطم مَا حمله المَاء والرم مَا حَملته الرّيح.
والرمة: قاع عَظِيم بِنَجْد تنصب فِيهِ جمَاعَة أَوديَة. وَقَالُوا: الرمة فخففوا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَقول الْعَرَب عَن لِسَان الرمة: كل بني

(1/126)


يحسيني إِلَّا الجريب فَإِنَّهُ يرويني. والجريب: وَاد ينصب فِي الرمة. وَمن روى: الجريب فَهُوَ خطأ. قَالَ الراجز:

(حلت سليمى جَانب الجريب ... )

(بأجلى محلّة الْغَرِيب ... )

[مرر] وَمن معكوسه: مر يمر مرا وجئتك مرا أَو مرين تُرِيدُ مرّة أَو مرَّتَيْنِ. قَالَ ذُو الرمة // (بسيط) //:
(لَا بل هُوَ الشوق من دَار تخونها ... مرا سَحَاب وَمَرا بارح ترب)

والمر: ضد الحلو.
والمرة: شَجَرَة مَعْرُوفَة.
والمرة: الْقُوَّة من قوى الْحَبل وَالْجمع مرر.
وَرجل ذُو مرّة إِذا كَانَ سليم الْأَعْضَاء صحيحها. وَفِي الحَدِيث:
لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ وَلَا لذِي مرّة سوي.
والمرة: أحد أمشاج الْبدن.
والمر والمر: الْحَبل. وَأنْشد أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد // (رجز) //:

(زَوجك يَا ذَات الثنايا الغر ... )

(والرتلات والجبين الْحر ... )

(أعيا فنطناه منَاط الْجَرّ ... )

(بَين وعاءي بازل جور ... )

(ثمَّ ربطنا فَوْقه بمر ... )

وَهَذَا الْبَاب مستقصى وَمَا تفرع مِنْهُ فِي كتاب الِاشْتِقَاق.
(ر ن ن)

رن وأرن يرن إرنانا إِذا صَاح والرنين شَبيه بالحنين أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر - هُوَ امْرُؤ الْقَيْس - // (طَوِيل) //:
(أرن على حقب حِيَال طروقة ... كذود الْأَجِير الْأَرْبَع الأشرات)

وَقد قَالُوا فِي بَيت رَوَوْهُ وَزعم الْأَصْمَعِي أَنه تَصْحِيف // (رجز) //:

(نبهت ميمونا لَهَا فَأَنا ... )

(وَقَامَ يشكو عصبا قد رنا ... )

قَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا هُوَ قد زنا أَي تقبض ويبس. وَلَيْسَ فِي كَلَامهم نون بعْدهَا رَاء بِغَيْر حاجز. فَأَما نرجس فأعجمي مُعرب.
(ر وو)

أهملت الرَّاء وَالْوَاو فِي الثنائي.
(ر هـ هـ)

[هرر] اسْتعْمل من معكوسه: هر الْكَلْب يهر هريرا وهرا وَكَذَلِكَ الذِّئْب إِذا كشر.
وهر الرجل الشَّيْء إِذا كرهه. قَالَ الشَّاعِر - عنترة بن شَدَّاد الْعَبْسِي - // (طَوِيل) //:
(حلفنا لَهُم وَالْخَيْل تردي بِنَا مَعًا ... ونطعنكم حَتَّى تهروا العواليا)

أَي تكرهونها.
والهر: السنور مَعْرُوف. وَقَوْلهمْ: لَا يعرف الهر من الْبر زعم قوم أَن الْبر الْفَأْرَة وَلَا أعرف صِحَة ذَلِك. وَأَخْبرنِي حَامِد بن طرفَة عَن بعض عُلَمَاء الْكُوفِيّين أَنه فسر هَذَا

(1/127)


فَقَالَ: لَا يعرف من يهر عَلَيْهِ مِمَّن يبره.
هرت الْإِبِل هرا إِذا أكثرت من الحمض فَلَانَتْ بطونها عَلَيْهِ.
والهر: المَاء الْكثير وَهُوَ الهرهور.
والهرار: سلَاح الْإِبِل. فَأَما أهل الْيمن فيسمون مَا تساقط من الْعِنَب قبل أَن يدْرك: هرارا.
(ر ي ي)

الرّيّ: مصدر رُوِيَ يرْوى ريا. وَأحد هَاتين اليائين وَاو قلبت يَاء للكسرة الَّتِي قبلهَا.

(1/128)