جمهرة اللغة

 (حرف الْعين وَمَا بعده)

(ع غ غ)

أهملت.
(ع ف ف)

عف الرجل يعف عَفا وعفافا وعفة وعفافة. وَرجل عف بَين العفاف وعفيف بَين العفافة.
والعفة والعفافة: مَا يجْتَمع فِي الضَّرع من اللَّبن بعد الْحَلب. يُقَال: عف اللَّبن يعف عَفا إِذا اجْتمع فِي الضَّرع وَالِاسْم العفافة.
وَالتَّعَفُّف: تفعل من العفاف. وَالتَّعَفُّف أَيْضا: شرب العفافة. قَالَ الْأَعْشَى // (خَفِيف) //:
(مَا تجافى عَنهُ النَّهَار وَلَا تعجوه ... إِلَّا عفافة أَو فوَاق)

[فعع] وَقد ألحق بعض هَذَا بالرباعي فَقيل فِي معكوسه: فعفع الرَّاعِي بالغنم إِذا جمعهَا وزجرها. قَالَ الراجز:

(مثلي لَا يحسن قولا فعفع ... )

(وَالشَّاة لَا تمشي على الهملع ... )

الهملع: الذِّئْب. تمشي: تنمي من قَوْله تَعَالَى: {أَن امشوا واصبروا على آلِهَتكُم} .
وَرجل فعفعاني: حُلْو الْكَلَام رطب اللِّسَان.
وَألْحق معكوسه بالتكرير وستراه إِن شَاءَ الله.
(ع ق ق)

عق الأَرْض يعقها عقا إِذا شقها. وَمِنْه العقيق الْوَادي الْمَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ. وكل شَيْء شققته فِي الأَرْض فَهُوَ عقيق ومعقوق.
وعق الرجل وَالِديهِ عقا وعقوقا وَهُوَ خلاف الْبر.
والعق: حفر فِي الأَرْض مستطيل.
والعقة: الحفرة فِي الأَرْض.
والعقيقة: البرقة تستطيل فِي عرض السَّحَاب وَهِي العقة أَيْضا وَبِذَلِك شبهت السيوف.
وَقَالَت ابْنة معقر بن حمَار الْبَارِقي لأَبِيهَا وَقد سَأَلَهَا عَن السَّحَاب: أَرَاهَا حماء عقاقة كَأَنَّهَا حولاء نَاقَة. تُرِيدُ أَن الْبَرْق ينشق عقائق.
وَمَاء عق وعقاق إِذا اشتدت مرارته. قَالَ الراجز - هُوَ عويف القوافي -:

(1/155)


(بحرك عذب المَاء مَا أعقه ... )

(رَبك والمحروم من لم يسقه ... )

والعقيقة: شعر الْمَوْلُود الَّذِي يُولد مَعَه. وَلذَلِك قيل: عق الرجل عَن الْمَوْلُود إِذا ذبح عَنهُ عِنْد حلق الْعَقِيقَة. وَفِي حَدِيث الْمَغَازِي أَن رجلا من بني أُميَّة مر بِحَمْزَة رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ مقتول فطن بِالرُّمْحِ فِي شدقه وَقَالَ: ذُقْ عُقُق وَقَالُوا: عُقُق أَي عَاق.
[قعع] وَمن معكوسه: مَاء قع وقعاع مثل العق سَوَاء.
وَألْحق بالرباعي فَقيل: سَمِعت قعقعة السِّلَاح. والقعقاع: طَائِر زَعَمُوا. فَأَما العقعق فطائر مَعْرُوف.
وقعيقعان: مَوضِع بِمَكَّة زعم ابْن الْكَلْبِيّ وَغَيره من أَصْحَاب الْأَخْبَار أَنه سمي بذلك لِأَن جرهم وقطوراء لما تَحَارَبُوا بِمَكَّة قعقعت السِّلَاح فِي ذَلِك الْموضع فَسُمي قعيقعان.
وَقد سمت الْعَرَب قعقاعا وأحسب أَن اشتقاقه من هَذَا وستراه إِن شَاءَ الله.
(ع ك ك)

عكه بِالْحجَّةِ يعكه بهَا عكا إِذا قهره بهَا.
وعك يَوْمنَا إِذا سكنت رِيحه وَاشْتَدَّ حره. وَهِي أَيَّام العكاك.
واشتقاق عك وَهُوَ اسْم أبي قَبيلَة من أحد هذَيْن إِمَّا من عكه بِالْحجَّةِ وَإِمَّا من قَوْلهم: عك يَوْمنَا.
وَيُقَال: يَوْم عكيك إِذا اشْتَدَّ حره. قَالَ الراجز:

(يَوْم عكيك يعصر الجلودا ... )

(يتْرك حمْرَان الرِّجَال سُودًا ... )

والعكة: مسك صَغِير شَبيه بالنحي للسمن خَاصَّة. ويوصف السمين فَيُقَال: كَأَنَّهُ عكة.
وَيُقَال: للرجل إِذا وجد عرواء الْحمى: عك فَهُوَ معكوك وَالِاسْم العكة.
وَأَيَّام العكاك معتذلات سُهَيْل بِالدَّال والذال جَمِيعًا ثَلَاثَة عشر يَوْمًا كَأَنَّهُ يعذل بَعْضهَا بَعْضًا من شدَّة الْحر من أول مَا يطلع. هَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ غَيره: معتدلات بِالدَّال غير مُعْجمَة أَي اعتدلن فِي الْحر. مِنْهَا سَبْعَة قبل طُلُوع سُهَيْل وَسِتَّة بعده وفيهَا طُلُوع الْعذرَة.
[كعع] وَمن معكوسه: كع عَن الشَّيْء فَهُوَ يكع كعوعا إِذا ارْتَدَّ عَنهُ هَيْبَة. وَلَا يُقَال كاع وَإِن كَانَت الْعَامَّة قد أولعت بِهِ. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(تكاره أَعدَاء الْعَشِيرَة رؤيتي ... وبالكف من لمس الخشاش كعوع)

الخشاش هَا هُنَا: حَيَّة مَعْرُوفَة بِهَذَا الِاسْم.
(ع ل ل)

عل يعل علا وعللا إِذا شرب شربا بعد شرب. يُقَال: سقى إبِله عللا ونهلا إِذا سَقَاهَا سقية بعد سقية.
والعل: أَن تعرض الْإِبِل على المَاء بعد السقية الأولى فَإِن شربت فَهِيَ عَالَة وَإِن أَبَت فَهِيَ قاصبة.
وَمن أمثالهم: سمتني سوم العالة أَي لم تبالغ فِي الْعرض عَليّ.
وَالْعلَّة: الضرة وَبَنُو العلات: بَنو الضرائر. قَالَ الشَّاعِر - هُوَ أَوْس بن حجر - // (طَوِيل) //:
(وهم لمقل المَال أَوْلَاد عِلّة ... وَإِن كَانَ مَحْضا فِي الْعَشِيرَة مخولا ... )

وَالْعلَّة من الْمَرَض وَالْعلَّة من الاعتلال جَاءَ بعلة وَجَمعهَا الْعِلَل.
والعل: الضئيل الْجِسْم وَإِن كَانَ كَبِير السن. وَبِذَلِك سمي القراد علا. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(1/156)


(ظللت ثَلَاثًا لَا نراع من الشذا ... وَلَو ظلّ فِي أوصالها العل يرتقي)

وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: العل مثل الزير الَّذِي يحب حَدِيث النِّسَاء وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته.
وعل فِي معنى لَعَلَّ تنصب بهَا الْأَسْمَاء وترفع الْأَخْبَار.
وللعين وَاللَّام مَوَاضِع فِي الاعتلال ترَاهَا إِن شَاءَ الله.
[لعلع] وَمن معكوسه: لع أميت وَألْحق بالرباعي فَقيل: لعلع وَهُوَ اسْم مَوضِع.
وتلعلع من الْعَطش إِذا اضْطربَ مِنْهُ وَكَذَلِكَ لعلع لِسَانه إِذا حركه فِي فِيهِ مثل النضنضة وستراه فِي بَابه إِن شَاءَ الله.
وَقَالَ أَبُو مَالك: جَارِيَة لعة: خَفِيفَة الْحَرَكَة مليحة وَلم يجىء بهَا غَيره.
فَأَما اللعاع وَمَا أشبهه فستراه فِي مَوْضِعه مَعَ نَظَائِره إِن شَاءَ الله. قَالَ الشَّاعِر - ابْن مقبل الْعجْلَاني -:
(كَاد اللعاع من الحوذان يسحطها ... ورجرج بَين لحييها خناطيل)

(ع م م)

الْعم: أَخُو الْأَب مَعْرُوف.
وعممت الْقَوْم بالشَّيْء أعمهم عَمَّا إِذا سويت بَينهم.
وَالْعم: الْجمع الْكثير. قَالَ الراجز - هُوَ لبيد -:

(يَا عَامر بن مَالك يَا عَمَّا ... )

(أفنيت عَمَّا وأعشت عَمَّا ... )

فالعم الأول أَرَادَ يَا عماه وَالْعم الثَّانِي أَرَادَ الْجمع الْكثير أَرَادَ: أفنيت جمعا وجبرت آخَرين.
وَرجل معم: مخول: كريم الْأَعْمَام والأخوال.
والعامة: خلاف الْخَاصَّة.
وَعَامة الرجل: جثته وقامته.
ونخل عَم: عِظَام طوال الذّكر أَعم وَالْأُنْثَى عماء. وَقَالُوا: عميم وعميمة. وكل شَيْء كثر وَاجْتمعَ فَهُوَ عميم وعمم. وَأنْشد // (طَوِيل) //:
(وَإِن عرارا إِن يكن غير وَاضح ... فَإِنِّي أحب الجون ذَا الْمنْكب العمم)

وَفُلَان حسن الْعمة أَي التعمم.
[معع] وَمن معكوسه: مَعَ كلمة يقرن بهَا الشَّيْء إِلَى الشَّيْء وَلها مَوَاضِع ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(ع ن ن)

عَن يعن عَنَّا وعنونا إِذا اعْترض. يُقَال: عَن لي الْأَمر وَقد عَن هَذَا بفكري أَي اعْترض.
والمعن من الرِّجَال: العريض.
وَيُقَال: فُلَانَة معنة مفنة إِذا كَانَت تعتن فِي الْأُمُور وتفتن. قَالَ الراجز:

(إِن لنا لكنه ... )

(معنة مفنه ... )

(سمعنة نظرنه ... )

(كَالرِّيحِ حول القنه ... )

(إِن لَا تره تظنه ... )

وعننت الْفرس وأعننته إِذا حَبسته بعنانه فَإِن حَبسته بمقوده فَلَيْسَ بمعن.
وَفرس معن إِذا كَانَ يعْتَرض فِي جريه.
والعنة: خيمة تتَّخذ من أَغْصَان الشّجر وَأكْثر مَا يتَّخذ ذَلِك

(1/157)


من الثمام لِأَنَّهُ أبرد ظلا من غَيره وَالْجمع: العنن. قَالَ الشَّاعِر // (مُتَقَارب) //:
(ترى اللَّحْم من ذابل قد ذوى ... وَرطب يرفع فَوق العنن)

والعنان: السَّحَاب وستراه فِي بَابه إِن شَاءَ الله.
والأعنان: النواحي فِي السَّمَاء.
والعنن: الِاعْتِرَاض فِي الْأُمُور. قَالَ الشَّاعِر - الْحَارِث بن حلزة الْيَشْكُرِي - // (خَفِيف) //:
(عننا بَاطِلا وظلما كَمَا تعتر ... عَن حجرَة الربيض الظباء)

(ع وو)

العوة: الدبر. وَلها مَوَاضِع ترَاهَا فِي التكرير إِن شَاءَ الله.
(ع هـ هـ)

[هعع] من معكوسه: هع يهع إِذا قاء.
وَرجل هاع لاع وهائع ولائع إِذا كَانَ جَبَانًا. قَالَ أَبُو قيس بن الأسلت الأوسي // (سريع) //:
(الحزم وَالْقُوَّة خير من الإدهان ... والفكة والهاع)

وَقَالَ الْأَعْشَى // (خَفِيف) //:
(ملمع لاعة الْفُؤَاد إِلَى جحش ... فلاه عَنْهَا فبئس الفالي)

(ع ي ي)

عي بالشَّيْء عيا إِذا لم يطقه.
والعي: ضد البلاغة.
فَأَما من قَرَأَ: {أفعيينا بالخلق الأول} وَإِنَّمَا هُوَ أفعيينا فأدغمت الْيَاء فِي الْيَاء فَثقلَتْ.
وللعين وَالْيَاء مَوَاضِع ترَاهَا فِي التكرير إِن شَاءَ الله.

(1/158)