جمهرة اللغة (حرف الْعين فِي الثلاثي الصَّحِيح)
(وَمَا تشعب مِنْهُ)
3 - (بَاب الْعين والغين)
أُهملتا مَعَ سَائِر الْحُرُوف.
3 - (بَاب الْعين وَالْفَاء)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(عفق)
عَفَقَ الشيءَ يعفِقه عَفْقاً، إِذا جمعه وضمَّه وَكَذَلِكَ تعفَّق
الوحشيُّ بالأكَمَة، إِذا لَاذَ بهَا من خوف كلب أَو طَائِر. قَالَ
الشَّاعِر:
(تَعَفّقَ بالأرْطَى لَهَا وَأَرَادَهَا ... رجالٌ فبذّت نَبْلَهم
وكَليبُ)
وَقد سمّت الْعَرَب عِفاقاً ومِعْفَقاً. وَيُقَال إِن العَفْقَة
الضَّرطة الْخَفِيفَة. والعَقْف: عقفُك الشيءَ إِذا عطفته، أعقِفه
عَقْفاً، وَهُوَ معقوف وأعْقَف. وكل أعوجَ أعقفُ. قَالَ الْعَبْدي:
إِذا أخذتُ فِي يَمِيني ذَا القَفا وَفِي شمَالي ذَا نِصابٍ أعْقَفا
وجدتَني للدارعين مِنْقَفا قَوْله: ذَا الْقَفَا يَعْنِي سَيْفا شِبْهَ
الصُّغديّ وَقَوله: ذَا نِصاب يَعْنِي مِنْجَلاً. وَقد سمّت الْعَرَب
عُقْفان، وَهُوَ أَبُو بطن من الْعَرَب. والعُقاف: دَاء يُصِيب النَّاس
فتَعقَّفُ أصابعُهم. والفَقْع: الكَمْأَة الْبَيْضَاء، وَهِي من أعظم
الكَمْأَة. والمثل السائر: أذلُّ من فَقْعٍ بقَرْقَرٍ مَعْنَاهُ أَن
الفَقْعَة إِذا عظمت جدا اسْتَحَالَ طعمُها وفسدت فَلَا تَعدم أَن
تطأها الدابّة والإنسانُ. فَأَما الفُقّاع المشروف فَلَا أَدْرِي ممّا
اشتقاقه وَمَا صحّته. والقَعْف مثل القَحْف سَوَاء، وَهُوَ اشتقاقك مَا
فِي الْإِنَاء أجمع من الشَّرَاب. وانقعف الشيءُ، إِذا انقلع من أَصله.
والفَقْع: ضرب من النبت، وَهِي الفَقْعاء أَيْضا. قَالَ زُهَيْر:
(جُونيّةٌ كحَصاة القَسْم مَرْتَعها ... بالسِّيِّ مَا تُنْبِتُ
الفَقْعاءُ والحَسَكُ)
والقُفّاع: دَاء يُصِيب النَّاس كوجع المفاصل وَنَحْوه إِلَّا أَن
الْأَصَابِع تتشنّج مِنْهُ، وَمِنْه سُمّي الرجل مقفَّعاً إِذا تشنّجت
أَصَابِعه. والقَفْعَة: وعَاء من خوص. فَأَما القُفّاعة الَّتِي
يسمّيها أهل)
الْعرَاق الَّتِي يصاد بهَا الطير
(2/936)
فَلَا أحسبها عَرَبِيَّة، وَهِي شَيْء
يُتّخذ من جريد النّخل ثمَّ يُغدف بِهِ على الطير.
(عفك)
العَفْك والعَفَك من قَوْلهم: رجل أعْفَكُ بيّن العَفَك والعَفْك،
وَهُوَ الأحمق عِنْد قوم من الْعَرَب.
وَبَنُو تَمِيم يسمّون الأعْسَر أعْفَك. والعَكْف من قَوْلهم: عَكَف
يعكُف ويعكِف عَكْفاً، إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ فَهُوَ عاكف.
وعُكَيْف: اسْم. والفَكَع لم يذكرهُ الْخَلِيل رَحمَه الله، وَذكر قوم
من أهل اللُّغَة أَن الفَكَع مثل الهَكَع سَوَاء.
(عفل)
العَفَل فِي الرِّجَال: ورم يحدث فِي الدُّبُر، وَفِي النِّسَاء غِلَظ
فِي الرَّحِم، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الدوابّ.
والعَفْلَة: الشّحْمة الَّتِي بَين عِجان الْكَبْش وَبَين أصل
خُصْيَيْه. والعَلَف: كل مَا اعتلفته الدابّة فَهُوَ عَلَف لَهَا
يُقَال: علفتُ الدابّة، وَلَا يُقَال: أعلفتُها، فالدابّة معلوفة
وعليف. وَبَنُو عِلاف: حيّ من الْعَرَب تُنسب إِلَيْهِم الرِّحال
العِلافية. والفَلْع: فلعُك الشَّيْء، وَهُوَ قطعُك إِيَّاه بنصفين أَو
شَقُّه بنصفين فَلَعَ رأسهَ بِالسَّيْفِ، إِذا ضربه فشقّه بنصفين.
والفِعل: مصدر فَعَل يفعَل فِعْلاً. قَالَ أَبُو بكر: وَلَيْسَ فِي
كَلَام الْعَرَب فَعَلَ يفعَل فِعْلاً إِلَّا هَذَا الْمِثَال، وسَحَرَ
يسحَر سِحْراً. والفَعْل، بِفَتْح الْفَاء، يُكنى بِهِ عَن حَياء
النَّاقة وَغَيرهَا من الْإِنَاث فَيُقَال: فَعْلُها، بِفَتْح الْفَاء.
واللَّعْف، بِالْعينِ والغين، يُقَال: تلعّف الأسدُ والبعيرُ، إِذا نظر
نظرا شَدِيدا ثمَّ أغضى ثمَّ نظر وَهُوَ بالغين أَعلَى وَأكْثر.
واللَّفْع: أصل بنية تلفّع يتلفّع تلفُّعاً، والتفع التِفاعاً، إِذا
اشْتَمَل بِثَوْب أَو كسَاء. قَالَ الشَّاعِر أَوْس بن حَجَر:
(وهَبّتِ الشّمْأَلُ البليل وَإِذ ... بَات كَميعُ الفتاةِ ملتفِعا)
واللِّفاع: المِلحفة أَو الكساء.
(عفم)
الفَعْم: الامتلاء يُقَال: امْرَأَة فَعْمَة، إِذا كَانَت غَلِيظَة
السَّاقَيْن مستويتهما، وَقد فَعُمَتْ فَعامةً وفُعومةً. وافعوعم
البحرُ من المَاء، إِذا امْتَلَأَ وَكثر مَاؤُهُ. وفَعَمْتُ الإناءَ
وغيرَه أفعَمه فَعْماً وأفعمتُه إفْعاماً، إِذا ملأتَه، فَهُوَ
مُفْعَم. والفَعْم: الممتلئ. قَالَ الفرزدق:
(قوارصُ تَأتِينِي ويحتقرونها ... وَقد يَملأ القَطْرُ الأتِيَّ
فيُفْعِمُ)
)
ويروى: الإناءَ. وأفعمَ المسكُ البيتَ، إِذا ملأَهُ رَائِحَة. وَقد
قيل: فَعَمتْني رائحةُ الطّيب وفَغَمَتْني، إِذا ملأتْ أنفَك.
(عفن)
عَفِنَ الشيءُ يعفَن عَفَناً وعُفونةً، إِذا فسد واسترخى. وعَنُفَ
بالشَّيْء يعنُف عُنْفاً فَهُوَ عَنيف والعَنيف ضدّ الرفيق، والعُنْف
ضد الرِّفْق. والفَنَع: حُسن الذِّكر. قَالَ الراجز: أنتَ جعلتَ
الباهليَّ مِفْنَعا فِينَا فأمسَى ماجداً ممنَّعا
(2/937)
يُقَال إِن هَذَا الْبَيْت للبيد بن ربيعَة
يَقُوله لسَلمان بن ربيعَة الْبَاهِلِيّ. والفَنَع: طِيب الرَّائِحَة
يُقَال: مِسكٌ ذُو فَنَع، إِذا كَانَ حادّ الرَّائِحَة، وَمِنْه أُخذ
حُسن الثّناء. والنَّعْف: مَا انحدر عَن سفح الْجَبَل وغَلُظَ فَكَانَ
فَكَانَ فِيهِ صُعود وهُبوط، وَالْجمع نِعاف. والنَّفْع: ضد الضُّرّ
نَفَعَه ينفَعه نَفْعاً. وَقد سمّت الْعَرَب نَافِعًا ونَفّاعاً
ونُفَيْعاً. وَيُقَال: مَا لَك فِي هَذَا الْأَمر مَنفعة وَلَا نَفيعة.
وَرجل ضرّار نفّاع.
(عَفْو)
العَفْو: ضدّ الْعقُوبَة عَفا يعْفُو عَفْواً فَهُوَ عَفُوّ عَنهُ، فِي
وزن فَعول بِمَعْنى فَاعل. وَفِي التَّنْزِيل: لَعَفُوٌّ غفورٌ. وَعَفا
المنزلُ يعْفُو فَهُوَ عافٍ، إِذا دَرَسَ. وَعَفا شَعَرُه، إِذا كثر
فَكَأَنَّهُ عِنْدهم من الأضداد. وَلَك عَفْو هَذَا الشَّيْء، أَي
صَفْوه وخالصه. وأدركتُ هَذَا الأمرَ عَفْواً صَفْواً، أَي فِي سهولة
وسَراح. والعِفْو: ولد الأتان الوحشية، وَالْجمع عِفْوَة وعِفاء. وعَلى
فلَان العَفاء، مَمْدُود، إِذا دُعي عَلَيْهِ ليعفوَ
أثرُه. وَيُقَال: عَفا أثرُه، إِذا هَلَكَ. وعوْف: اسْم. والعَوْف
أَيْضا: ضرب من النبت. قَالَ النَّابِغَة:
(فَلَا زَالَ حَوْذانٌ وعَوْفٌ منوِّرٌ ... سأُهدي لَهُ من خير مَا
قَالَ قائلُ)
ويُروى: سأُتبعه من خير. وَيُقَال للرجل صَبِيحَة ابتنائه بأَهْله:
نَعِمَ عَوْفُك قَالَ: العَوْف: الذَّكَر.
وَيُقَال: أصبح فلَان بعَوْفِ سَوْءٍ وبعَوْفِ خير، أَي بِحَال سَوء
وبحال خير. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: لَا يُقَال: بعَوْفِ خيرٍ،
إِنَّمَا يُقَال: بعَوْفِ سَوْءٍ. وَقد سمّت الْعَرَب عَوْفاً
وعُوَيْفاً وعُوافة، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم. وعُوافة الْأسد: مَا
يتعوّفه بِاللَّيْلِ فيأكله، وَبِه سمّي الرجل عُوافة. وَبَنُو عُوافة:
بطن من الْعَرَب من بني سَعْد. وشَمِمْتُ فَوْعَة الطّيب، إِذا مَلأ
أنفَك. والفَوْع: فَوْعَة)
السَّمّ، وَهُوَ حدّته وحرارته. قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: مَا
الحُمَة فَقَالَ: فَوْعَة السَّمّ.
والوَعْف، وَالْجمع وِعاف، وَهِي مَوَاضِع فِيهَا غِلَظ وَقَالُوا:
مستنقعات مَاء فِي مَوَاضِع فِيهَا غِلَظ. والوَفْع: أصل بِنَاء وِفاع
القارورة، وَهُوَ صِمامها.
(عفه)
العِفّة من العَفاف، وَلَيْسَ هَذَا موضعهَا.
(عُفيَ)
عافَ الطيرُ يعيف عَيَفاناً وعَيْفاً وعِيافةً، إِذا حام فِي
السَّمَاء. قَالَ الشَّاعِر:
(كأنهنّ بأيدي الْقَوْم فِي كَبَدٍ ... طيرٌ تَعيفُ على جونٍ مَزاحيفِ)
يَعْنِي إبِلا سُودًا. وعِفْتُ الطيرَ أعيفه عِيافة، إِذا زجرته
فتشاءمت بِهِ أَو تبرّكت. قَالَ أعشى بني قيس:
(2/938)
(مَا تَعيفُ اليومَ فِي الطير الرَّوَحْ
... من غُراب البَين أَو تيسٍ بَرَحْ)
وعِفْتُ الطعامَ أعافُه عِيافاً، وَالِاسْم العِيافة، مثل عِيافة
الطير. وَغُلَام يَفَع ويافع ويَفَعَة، وَقد أَيفع يُوفع إيفاعاً، إِذا
تحرّك وشبّ، وَالْجمع أيفاع. واليَفاع: الْقطعَة من الْجَبَل أَو من
الغِلَظ العاليةُ ترْتَفع عمّا حولهَا. قَالَ:
(ولكنْ بهذاكِ اليَفاعِ فأوقِدي ... بجَزْلٍ إِذا أوقدتِ لَا بضِرامِ)
3 - (بَاب الْعين وَالْقَاف)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(عقك)
أُهملت.
(عقل)
الْعقل: ضدّ الْجَهْل عَقَلَ يعقِل عَقْلاً. وعَقَلْتُ القتيلَ، إِذا
أَعْطيته دِيَتَه، أعقِله عَقْلاً. وعَقَلْت عَن فلَان، إِذا أَعْطَيْت
عَنهُ دِية قَتِيل أَو أرْش جِنَايَة. وعاقلة الرجل: بَنو عمّه
الأدْنَون. وعَقَل الدواءُ بطنَه يعقُله عَقْلاً، إِذا أمْسكهُ. وعَقَل
الوَعِلُ فِي الْجَبَل، إِذا علا فِيهِ وَامْتنع، يعقِل عُقولاً فَهُوَ
عَاقل. والمَعْقِل من الْجَبَل: حَيْثُ يُمتنع فِيهِ، وَبِه سُمّي
الرجل مَعْقِلاً. والعُقّال: دَاء يُصِيب الْخَيل فتنقبض سَاعَة ثمَّ
تنبعث. وَذُو العُقّال: فرس مَعْرُوف من خيل الْعَرَب. وفلانة عقيلة
قَومهَا، أَي كريمتهم، وَالْجمع عقائل. والعِقال: صَدَقَة سنة يُقَال:
أَخذ المُصَدِّقُ النّقدَ وَلم يَأْخُذ العِقال. وَمِنْه حَدِيث أبي
بكر الصدّيق رَضِي الله عَنهُ: لَو مَنَعُونِي عِقالاً مِمَّا كَانُوا
يعطونه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم لقاتلتهُم عَلَيْهِ.
ومَعْقُلَة: خَبْراء بالدّهناء يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء
والخَبْراء: أَرض سهلة منخفضة تُنبت السِّدْرَ. قَالَ الْأَصْمَعِي:
وأحسبهم سمّوها مَعْقُلَة لِأَنَّهَا تَعْقِل المَاء، أَي تحبسه.
وَلفُلَان عُقْلَة يعتقِل بهَا فيَصرع مُصارعَه. واعتقل فلانٌ شاتَه
الشّغْزبيّةَ، إِذا وضع إِحْدَى رِجْلَيْهَا بَين سَاقه وفخِذه
ليحتلبها وَكَذَلِكَ اعتقل فلانٌ فلَانا الشّغْزَبيّة، إِذا صرعه.
واعتقل فلانٌ رمحَه، إِذا جعله بَين سَاقه ورِكابه. وَلَيْسَ لفُلَان
مَعْقُول، أَي لَيْسَ لَهُ عقل.
وَقد سمّت الْعَرَب عَقيلاً وعُقَيْلاً وعِقالاً وأعْقَل. والعَقَل فِي
الرجلَيْن بعير أعْقَلُ وناقة عَقْلاءُ، إِذا كَانَ فِي الرجلَيْن
إقعاد فَاحش، أَي انحناء وتطأمُن. والمَعاقل: الحُصون أَيْضا تَشْبِيها
بمَعاقل الْجبَال والمَعْقِل والمَوْئل فِي الْجَبَل وَاحِد، وَالْجمع
مَعاقِل. وَبَنُو فلَان على مَعاقلهم فِي الْجَاهِلِيَّة، إِذا كَانُوا
على مَرَاتِب آبَائِهِم. وَصَارَ دمُ فلَان مَعْقَلَةً على قومه، إِذا
تعاقلوه بَينهم فَلَا يعقِل حاضرٌ على بادٍ يَعْنِي أَن الْقَتِيل إِذا
كَانَ فِي الْبَادِيَة فَإِن أَهلهَا يتعاقلون بَينهم الدِّيَة وَلَا
يُلزمون أهل الحَضَر من أنسابهم وَبني أعمامهم شَيْئا. وَفِي الحَدِيث:
إِنَّا لَا نتعاقل المُضَغَ بَيْننَا، يُرِيد مَا سهّلَ من الشِّجاج،
أَي أننا لَا نتعاقله بل نُلزمه الجانيَ. وَالْمَرْأَة تُعاقل الرجلَ
فِي ثلث الدِّيَة، أَي مُوضِحَتُه كمُوضِحَتها، وَكَذَلِكَ آمَّتُه
كآمّتها. والعَلَق: الدَّم. العَلَق: الحُبّ. وَمثل)
من أمثالهم: نظرةٌ من ذِي عَلَقٍ. وَذُو عَلَق: جبل. والعَلَق: حِبال
السانية وأداتها، اسْم يجمع ذَلِك كلَّه.
(2/939)
والعِلْق: الثَّوْب وَنَحْوه وَهَذَا
عِلْقٌ حسنٌ، وَهَذَا عِلْقُ سَوْءٍ وعِلْقٌ نفيسٌ وعِلْقٌ خسيس.
والعَليق: مَا علّقته على الدابّة من قَضيمها. والعَلاقة: الحُبّ.
والعِلاقة: عِلاقة السّوط وَغَيره.
وعلّقتُ الشيءَ تَعْلِيقا، إِذا نُطْتَه. والمَعالق: كل شَيْء علّقت
بِهِ شَيْئا. وَلَيْسَ بيني وَبَين فلَان عُلْقَةٌ، أَي سَبَب.
والعَلَق: دود مَعْرُوف يكون فِي المَاء الأجن وَغَيره. وعَلِقَت
المرأةُ، إِذا حبِلت، وَكَذَلِكَ كلّ دَابَّة. وَيُقَال: عَلاقِ يَا
هَذَا، أَخْرجُوهُ مُخْرَجَ نزالِ وَمَا أشبهه، أَي تعلّق بِهِ.
والعَليقة: الْبَعِير أَو النَّاقة تَدْفَعهُ الى الرجل فَيقوم بِهِ
ويُكريه. قَالَ الْأَصْمَعِي: بل العليقة أَن يُعطيَ الرجلُ الرجلَ
إبلَه فيمتار لَهُ عَلَيْهَا وَلَا يخرج صاحبُها فِيهَا فَهِيَ تُبتذل
ويُحمل عَلَيْهَا فَوق طاقتها. قَالَ الراجز: أرْسَلَها عليقةً وَقد
عَلِمْ أنّ العَليقاتِ يُلاقِين الرَّقِمْ والعَليقة: الْمَرْأَة تطمح
الى غير زَوجهَا عَن يُونُس. ومَعاليق: ضرب من النّخل. قَالَ الراجز:
لَئِن نجوتُ ونَجَتْ مَعاليقْ من الدَّبا إِنِّي إِذا لمرزوقْ
والعُلَّيْق: مَوضِع. والعُلَّيْق: نبت. والمِعلاقان: مِعلاقا الدَّلْو
وَمَا أشبههَا. وَرجل ذُو مَعْلَقة، إِذا كَانَ مُغيراً يتعلّق بِكُل
شَيْء أَصَابَهُ. قَالَ الراجز: أخافُ أَن يَعْلَقها ذُو مَعْلَقَهْ
معوَّذٌ شُرْبَ ذواتِ الأفْوِقَهْ جمع فُواق، وَهُوَ مَا بَين
الحَلْبتين. وَرجل مِعْلاق وَذُو مِعْلاق، إِذا كَانَ يتعلّق بالحُجج
ويستدركها. قَالَ مهلهِل:
(إنّ تَحت الْأَحْجَار حَزْماً ولِيناً ... وخَصيماً ألَدَّ ذَا
مِعلاقِ)
ويُروى: ذَا مِغلاق، أَي الَّذِي تَغْلَق على يَده قِداح الميْسِر.
والعَلْقَى: ضرب من النبت. قَالَ الراجز: فحَطَّ فِي عَلْقى وَفِي
مُكورِ جمع مَكْر، وَهُوَ نبت. وعِلْقة: اسْم. والقَلْع: قلعُك الشيءَ
عَن مَوْضِعه قلعتُه أقلَعه قَلْعاً.)
والقالع: دَائِرَة أَو شامة فِي مَوضِع سَرج الفَرَس يُتشاءم بهَا.
والقَلَع: شراع السَّفِينَة، وَالْجمع القِلاع، وَرُبمَا جُعل القِلاع
وَاحِدًا. وَرمى فلانٌ فلَانا بقُلاعة، إِذا رَمَاه بحُجّة تُسكته.
والقَلَع: السَّحَاب. وَسيف قَلَعيّ: مَنْسُوب الى معْدِن أَو حَدِيد.
والقُلاع، مُخفَّف: دَاء يُصِيب الصّبيان فِي أَفْوَاههم. وَالْقَوْم
على قُلْعَة، أَي على رِحلة. والقَلَعَة بِفَتْح اللَّام لَا غير: حِصن
فِي أَعلَى الْجَبَل، وَالْجمع قِلاع. والمِقلاع الَّذِي تُخذف بِهِ
الْحِجَارَة أَحْسبهُ مولَّداً. ورَصاص قَلَعيّ، وَهُوَ الشَّديد
الْبيَاض. والقُلَيْعة: مَوضِع. والقُلاعة: صَخْرَة عَظِيمَة تكون فِي
وسط فضاء سهل. والقُعال، زَعَمُوا: مَا تساقط من الكَرْم قبل إِدْرَاك
الْعِنَب. والقَعْل: فعل ممات، مِنْهُ بِنية القَعْوَلَة، الْوَاو
زَائِدَة، وَهِي ضرب من الْمَشْي جَاءَ يُقَعْوِل قَعْوَلَةً، إِذا
جَاءَ يَسفي الترابَ بصدر قَدَمَيْهِ فِي مِشيته. قَالَ الراجز:
(2/940)
وأنتَ تمشي القَعْوَلَى والقَنْجَلَهْ
والقُعال: مَا تناثر من فَغْو العنف وَغَيره من الشّجر. واللَّعْق:
مصدر لَعِقْتُ العَسَلَ وَغَيره ألعَقه لَعْقاً. والمِلعقة: الَّتِي
يُلعق بهَا. واللَّعْوَقَة: سرعَة الْإِنْسَان فِيمَا أَخذ فِيهِ من
عمل فِي خفّة ونَزَق.
واللّعْوَقَة أَيْضا: رجل لَعْوَق، أَي مسلوس الْعقل خفيفه.
واللَّعُوق: كل مَا لعِقتَه. واللَّقْع: حذفُك الإنسانَ بحصاة
أوبَعَرة. وَمثل من أمثالهم: أهونُ من لَقْعَة ببَعَرَة. وَكَذَلِكَ
لَقَعَه بِعَين، إِذا أَصَابَهُ بهَا. وَرجل تِلقاعة، إِذا كَانَ يلقَع
الناسَ بِعَيْنِه، أَي يصيبهم بهَا وَكَذَلِكَ رجل لَقّاعة.
(عقم)
عُقِمَتِ الْمَرْأَة فَهِيَ معقومة وعَقيمة، إِذا لم تَلد، وَقَالُوا:
عَقِمَت أَيْضا، فَهِيَ معقومة وعَقيم الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ
سَوَاء وَرجل عقيم وَامْرَأَة عقيم، إِذا لم تَلد، من قوم عَقْمى
وعِقام، مثل مرضى ومِراض. وداء عُقام، إِذا أعيا فَلم يبرأ وَقَالُوا
عَقام، والضمّ أفْصح. وَيُقَال: جلّلوا هوادجَهم بالعَقْم والرَّقْم،
والعَقْم: ثِيَاب مُعْلَمة، وَهِي العِقْمَة أَيْضا. قَالَ امْرُؤ
الْقَيْس:
(علَوْنَ بأنطاكيّةٍ فَوق عِقْمَةٍ ... كجِرْمَةِ نخلٍ أَو كجنّةِ
يثربِ)
والمَعاقم من الْفرس وَغَيره: المفاصل، الْوَاحِد مَعْقِم. وَفِي
الحَدِيث: فتُعْقَم أصلاب المُشركين، أَي تُعقد فَلَا يَسْتَطِيعُونَ
السُّجُود. والعَمْق: عَمْق الشَّيْء، وَهُوَ مَسَافَة غَوْره.
والعُمْق: مَوضِع.
والعَمْق: البُعد، وَالْجمع أعماق. وبئر عميقة ومعيقة، مقلوب. وفَجٌّ
عميق، أَي بعيد، وَالله أعلم.
وأعماق الأَرْض: نَوَاحِيهَا الْبَعِيدَة. قَالَ رؤبة:)
وقاتِمِ الأعماقِ خاوي المخترَقْ والعَمْقَى: نبت. وعِماق: مَوضِع.
وعُمْق: مَوضِع أَيْضا. والقِمَع الَّذِي يكون للدُّهن وَغَيره:
مَعْرُوف. والقِمَع: قَمِع البُسْرُ، وَهُوَ الثُّفْروق. والقَمَع:
دَاء وغِلَظ يكون فِي مؤق الْعين. قَالَ الْأَعْشَى:
(وقلّبتْ مُقْلَةً لَيست بمُقْرِفَةٍ ... إنسانَ عين ومُؤقاً لم يكن
قَمِعا)
والقَمَع أَيْضا: غِلَظ يكون فِي أحد عُرْقوبي الْفرس، وَهُوَ عيب فرس
أقْمَع وَالْأُنْثَى قَمْعاء، وَقَالُوا: قَمِع وقَمِعَة. وقمَّعتِ
البُسْرَةُ تقميعاً، إِذا انقلع قِمَعُها. وقَمَعْتُ الرجلَ أقمَعه
قَمْعاً، إِذا ضربت رأسَه فانقمع، أَي فذلّ. وكل مَا ضربتَ بِهِ
الرَّأْس فَهُوَ مِقْمَعَة، وَالْجمع مَقامع. والقَمَع: ضرب من
الذُّباب أَخْضَر، نَحْو ذُباب الكِلاب. قَالَ الشَّاعِر:
(ألم تَرَ أنّ الله أنزلَ مُزْنَةً ... وعُفْرُ الظِّباء فِي الكِناس
تَقَمّعُ)
أَي تطردُ الذبابَ. وانقمع الرجلُ فِي بَيته، إِذا دخل فِيهِ مستخفياً،
انقماعاً، وقَمَع فِيهِ أَيْضا قُموعاً، وَبِه سُمِّي قَمَعَة بن الياس
بن مُضَر أَخُو مُدركة وطابخة، واسْمه عُمَيْر، وَذَلِكَ أَنه كَانَ
انقمع فِي بَيته فسُمّي قَمَعة.
(2/941)
والقَمَعَة: أصل السَّنام. والمَعْق من
قَوْلهم: تعمّق علينا الرجلُ، إِذا سَاءَ خُلُقُه. وَيُقَال: مَكَان
عميق ومعيق، أَي بعيد. والمَقْع من قَوْلهم: امتُقع لونُه، إِذا تغيّر
وجهُه. والقَعَم: ارْتِفَاع فِي أرنبة الْأنف رجل أقْعَمُ وَامْرَأَة
قَعْماء.
(عقن)
العُنق: مَعْرُوفَة يُقَال: عُنْق وعُنُق، فَمن قَالَ عُنْق ذكّر وَمن
قَالَ عُنُق أنّث هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. وَرجل أعْنَقُ: طَوِيل
العُنق، ومُعْنِق أَيْضا، وَالْأُنْثَى عَنْقاءُ ومُعْنِقَة: طَوِيلَة
الْعُنُق.
قَالَ الشَّاعِر:
(عَنقاءُ مُعنِقَةٌ يكون أنيسُها ... وُرْقَ الْحمام جَميمُها لم
يُوكلِ)
وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ: كلمة لَا أصل لَهَا، يُقَال إِنَّهَا طَائِر
عَظِيم لَا يُرى إِلَّا فِي الدهور، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سمّوا
الداهية عَنْقاءَ مُغرِبٍ. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَوْلَا سليمانُ الخليفةُ حلّقَتْ ... بِهِ من يَد الحَجّاج عَنقاءُ
مُغْرِبِ)
يُقَال: عنقاءُ مُغْرِبٌ فيُجعل صفة، وَيُقَال: عَنْقاءُ مغرِبٍ على
الْإِضَافَة. والعَناق من المَعَز خَاصَّة: مَعْرُوفَة، وَالْجمع عُنُق
وعُنوق. وَمثل من أمثالهم: العُنوق بعد النوق، يُضرب مثلا)
للقلّة بعد الْكَثْرَة والانحطاط بعد الرِّفعة. وعَناق: مَوضِع. وعَناق
الأَرْض: دابّة مَعْرُوفَة.
وأعنقتُ الكلبَ أُعنقه إعناقاً وعَنَقْتُه عَنْقاً، إِذا جعلت فِي
عُنُقه قِلادة أَو وترا، وَهِي المِعنقة.
وأعنق الدابّة يُعنق إعناقاً، وَهُوَ مشي سريع، وَالِاسْم العَنَق
والعَنيق. وَجَاء الْقَوْم عَنَقاً وَاحِدًا، إِذا جَاءُوا يتبع بعضُهم
بَعْضًا، وَكَذَلِكَ جَاءُوا مثل عَنَق الْفرس. وأُذنا عَناقٍ: اسْم من
أَسمَاء الداهية. قَالَ الراجز: إِذا ترامينَ على القياقي لاقَيْنَ
مِنْهُ أذُنَي عَناقِ ويُروى: تبارَيْنَ. وَيُقَال: رَجَعَ فلَان
بالعَناق، إِذا رَجَعَ بالخيبة. وعانقتُ الرجلَ معانقةً وعِناقاً، إِذا
التزمته فأدنيت عُنقك من عُنقه. وتعانق الأقرانُ فِي الْحَرْب، إِذا
تواخذوا ليصطرعوا.
والتّعانيق: مَوضِع. والقِنْع: أَرض سهلة بَين رمل وجبل تُنبت الشّجر
الْعِظَام، وَالْجمع أقناع.
وقَنِعْتُ بالشَّيْء قناعةً، إِذا رضيته وقنَعْتُ قنوعاً، إِذا سَأَلت
مَسْأَلَة مُعْتَرّ، وَالْفَاعِل من كليهمَا قَانِع. قَالَ الشمّاخ:
(لَمالُ الْمَرْء يُصْلِحُه فيُغْني ... مفاقرَه أعَفُّ من القُنوعِ)
وَفِي التَّنْزِيل: القانعَ والمُعْتَرَّ. وَمن دُعَائِهِمْ: نَسْأَلهُ
الله القناعة ونعوذ بِهِ من القُنوع. والقِناع: الطَّبَق. وَفِي
الحَدِيث: قِناع من تمر. وَرجل مَقْنَع، وَالْجمع مَقانع: يُقْنَ
بحُكمه ويُرضى بِهِ.
قَالَ الشَّاعِر:
(وبايعتُ ليلى فِي خلاءٍ وَلم يكن ... شهودٌ على لَيلى عُدولٌ مَقانعُ)
ومِقنعة الْمَرْأَة: مَعْرُوفَة، وَالْجمع مَقانع.
(2/942)
وقِناع الْمَرْأَة أَيْضا: مِقنعتها. وكل
مُغَطٍّ رأسَه فَهُوَ مقنَّع، وَمن ذَلِك قَوْلهم: تقنّع القومُ فِي
الْحَدِيد، إِذا تكفّروا ولبسوا المَغافر والبَيض والكَميّ المقنَّع:
المتكفَّر بِالسِّلَاحِ، وَقَالَ مرّة أُخْرَى: بالحديد. وَفُلَان
قُنْعان لي، أَي رَضيّ أَن آخذه بكفالة أَو بِدَم. قَالَ الشَّاعِر:
(فبُؤ بامرئ أُلفيتَ لستَ كمثله ... وَإِن كنتَ قُنْعاناً لمن يطْلب
الدَّما)
وأقنع الرجلُ، إِذا رفع رأسَه شاخصاً فَهُوَ مُقْنِع وَكَذَلِكَ فسّره
أَبُو عُبَيْدَة فِي كتاب الْمجَاز فِي قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: مُقْنِعي
رؤوسِهم. والقَعَن: قصر فِي الْأنف فَاحش، وَمِنْه اشتقاق اسْم
قُعَبْن، وَهُوَ أَبُو حيّ من الْعَرَب. والنّعْق: مصدر نَعَقَ ينعِق
نَعْقاً ونَعيقاً، وَهُوَ صياح الرَّاعِي بالغنم)
وزجره إِيَّاهَا. قَالَ الأخطل:
(فانْعِقْ بضَأنك يَا جريرُ فَإِنَّمَا ... منّتك نفسُك فِي الْخَلَاء
ضَلالا)
وَفِي التَّنْزِيل: كمَثَل الَّذِي ينعِق بِمَا لَا يسمع إِلَّا
دُعاءً، وَوجه الْكَلَام إِن شَاءَ الله تَعَالَى: كَمثل المنعوق بِهِ،
فجَاء الناعق فِي مَوضِع المنعوق بِهِ لِأَنَّهُ جعل الكفّار
بِمَنْزِلَة الْغنم المنعوق بهَا، وَقَالَ قوم: بل وَالله أعلم أَرَادَ
الْغنم الَّتِي يُنعق بهَا وَهِي تسمع الصَّوْت وَلَا تَدْرِي مَا
يُقَال لَهَا، وَالْقَوْل الأول أحسن إِن شَاءَ الله. وَيُقَال: نَعَقَ
الغرابُ ونَغَقَ، بِالْعينِ والغين، وَهُوَ بالغين الْمُعْجَمَة أَعلَى
وأفصح. والنَّقْع: الغُبار، وَكَذَا فُسِّر فِي التَّنْزِيل: فأثَرْنَ
بِهِ نَقْعاً، وَالله أعلم.
والنّقْع أَيْضا: اخْتِلَاط الْأَصْوَات فِي حَرْب أَو غَيرهَا. قَالَ
لبيد:
(فَمَتَى يَنْفَعُ صُراخٌ صادقٌ ... يُحْلِبوه ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ)
يَعْنِي حَربًا. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: مَا على نسَاء بني
المُغيرة أَن يُهْرِفْنَ دموعهنّ على أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نَقْعٌ
وَلَا لَقلَقة، أَي صُرَاخ واللّقلقة: تتَابع الصُّراخ كَفعل النّساء
فِي المآتم. وَيُقَال: فلَان شرّاب بأنْقُعٍ، إِذا كَانَ مجرِّباً
بالأمور معوَّداً لمِراسها. وَيَقُول الرجل للرجل: وَالله لأنْقَعَنّ
لَك من الشرّ، أَي لأُديمنّه لَك وَمِنْه السَّمّ الناقع، والسّمّ
الناقع من قَوْلهم: لأنْقَعَنّ لَك شرّاً. وانتُقِع وَجه الرجل
وامتُقع، إِذا تغيّر وجهُه وكل شَيْء أنقعتَه فِي شَيْء فَهُوَ نَقِيع
ومُنْقَع، والإناء المِنْقَع. وشرّ ناقع، أَي ثَابت دَائِم. وشربتُ
فَمَا نَقَعْتُ، أَي فَمَا رويت.
والنُّقْعان، الْوَاحِد نُقْع: مَوَاضِع يجْتَمع فِيهَا مَاء
السَّمَاء. ونُقاعة كل شَيْء: المَاء الَّذِي يُنقع فِيهِ كنُقاعة
الحِنّاء والحنظل وَمَا أشبهه. وَفِي الحَدِيث: فَإِذا ماءُ الْبِئْر
كنُقاعة الحِنّاء. والنَّقوع: دَوَاء يُنقع ويُشرب. والنَّقّاع:
المتكثّر بِمَا لَيْسَ عِنْده من مدح نَفسه بشجاعة أَو سخاء وَمَا
أشبهه. والنّقْع: أَن يجمع العطشان رِيقه تَحت لِسَانه إِذا عَطش ليبلّ
لَهاته. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَيْسَ بهَا ريحٌ وَلَكِن وديقةٌ ... مَتى يَرَها السَّامِي يُهِلّ
ويَنْقَعِ)
فالإهلال أَن يَبُلَّ شَفَتَيْه بِلِسَانِهِ، والنّقْع أَن يجمع
الرِّيق فِي
(2/943)
فِيهِ السَّامِي: الَّذِي يلبس جوربي شَعَر
ويعدو خلف الصّيد نصف النَّهَار ليأخذه. قَالَ الشَّاعِر:
(أتَتْ سِدْرَةً من سِدْر حَوْمَلَ فابتنتْ ... بِهِ بيتَها وَلَا
تُحاذرُ ساميا)
(تطَلَّعُ مِنْهُ بالعَشِيِّ وبالضُّحى ... تطلُّعَ ذَات الخِدْر
تَدْعُو الجواريا)
والنّقيعة: مَا نُحر من النَّهْب قبل أَن يُقسم. قَالَ المُهلهل:)
ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ القُدّام: رَئِيس الْجَيْش،
وَقَالُوا: الْقَوْم القادمون والقُدار: الجزّار. والمِنْقَع: إِنَاء
يُنقع فِيهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(جَاءُوا إليكَ بِكُل أرملةٍ ... شمطاءَ تحملُ مِنْقَع البُرْمِ)
وَقيل: سَمّ ناقع، أَي دامَ فِي نَاب الحيّة.
(عقو)
عَقْوَة الدَّار: باحتها، وَالْجمع عَقَوات. والعَوْق: مصدر عاقه
يَعوقه عَوْقاً، وعوّقه تعويقاً، وَالْفَاعِل عائق وَالْمَفْعُول بِهِ
مَعوق، إِذا ثبّطه عَن الْأَمر. وَرجل عُوَّق، إِذا كَانَ يعوق
النَّاس.
والعُوَّق: الجبان فِي لُغَة هُذَيْل. والعَوَقَة: بطن من الْعَرَب.
والقَوْع: مصدر قاع البعيرُ الناقةَ يَقوعها قَوْعاً، إِذا ضربهَا،
وقعاها يقعاها قِياعاً. والقَوْع: المِسْطَح الَّذِي يُلقى فِيهِ
التَّمْر أَو البُرّ، وَالْجمع أقواع لُغَة عَبْدية. والقَعْوان:
الحديدتان اللَّتَان تجْرِي بَينهمَا البَكرة، الْوَاحِد قَعْو.
وَقَالَ قوم: بل البكرة بِعَينهَا القَعْو. قَالَ النَّابِغَة: لَهُ
صَريفُ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ فَأَما أهل الْيمن فيسمّون المِحْوَر
إِذا كَانَ من حَدِيد: قَعْواً. وَامْرَأَة قَعْواء: دقيقة الفَخِذين.
والوَعْق من قَوْلهم: رجل وَعْقَة: شرس الخُلق. وَفِي حَدِيث عمر بن
الخطّاب رَضِي الله عَنهُ: فَمَا تَقول فِي فلَان قَالَ: وَعقَةٌ
لَقِسٌ. والوَعيق: الخضيعة الَّتِي تُسمع من بطن الْفرس المُقْرِف.
وواعقة: مَوضِع، زَعَمُوا. والوَقْع: مصدر وَقَعَ الشيءُ يَقع وُقوعاً
فَهُوَ وَاقع، وَوَقع الطائرُ وُقوعاً ومَوْقِعه: مَوْضِعه الَّذِي
يستعيده، هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. ووقَعْتُ الحديدةَ أقَعها
وَقْعاً، إِذا ضربتها بالمِطرقة والمِيقعة: المِطرقة، وَالْحجر الَّذِي
يُحَدّ عَلَيْهِ: المِيقعة أَيْضا. ووَقِع الرجل يَوْقَع ويَيْقَع
وَقْعاً، إِذا اشْتَكَى لحمَ قَدَمَيْهِ من الحَفا فَهُوَ وَقِعٌ.
قَالَ الراجز: يَا لَيْت لي نَعْلَيْنِ من جِلد الضَّبُعْ وشُرُكاً من
استِها لَا تنقطعْ كلَّ الحِذاء يحتذي الحافي الوَقِعْ والوَقَعة: بطن
من الْعَرَب. وأوقع فلانٌ ببني فلَان وَقعة مُنكَرة ووقيعةً مُنكَرة.
وَرُبمَا سُمّي مَوضِع المعركة: الوَقيعة. وَرجل وَاقعَة، إِذا كَانَ
شجاعاً. وَكَانَ الرّبيع بن زِيَاد العَبْسيّ يلقَّب)
الْوَاقِعَة والواقعة الداهية. والوَقيعة: مستنقَع مَاء السَّمَاء فِي
صَخْرَة. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا شَاءَ رعيها استقى من وقيعةٍ ... كعين الغُراب صَفْوُه لم
يكدُرِ)
وَقَالَ آخر:
(2/944)
(إِذا مَا استبالوا الخيلَ كَانَت أكُفُّهم
... وقائعَ للأبوال والماءُ أبْرَدُ)
يصف قوما عطشوا فِي مفازة فاستبالوا خيلَهم بأكفّهم فَشَرِبُوا
أبوالَها. وَيُقَال: بعير موقَّع الظّهْر، إِذا كَانَ بِهِ آثَار
دَبَرٍ قد بَرَأ. قَالَ الراجز: المُكْرَبُ الأوظفةَ الموقَّعُ وَهُوَ
على توقيعه مودَّعُ وكويتُه وقَاعِ يَا هَذَا، وَهِي كَيّة فِي طول
الرَّأْس من مقدَّمه الى مؤخَّره. قَالَ الشَّاعِر:
(وكنتُ إِذا مُنيتُ بخصمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فأكويه وقَاعِ)
وطير وُقَّع، أَي سواقط. قَالَ الشَّاعِر:
(أخُطُّ وأمحو الخطَّ ثمَّ أُعِيدهُ ... بكفِّيَ والغِربانُ فِي
الدَّار وُقَّعُ)
وموقوع: مَوضِع مَعْرُوف أَو مَاء مَعْرُوف. ومَواقع الطير: مَبايتها.
قَالَ الراجز: كأنّ مَتْنيَّ من النَّفيِّ من طُول إشرافي على الطّويِّ
مَواقعُ الطير على الصّفيِّ وَيُقَال: فلَان يَأْكُل الوَجْبَةَ
ويتبرّز الوَقْعَةَ، إِذا أكل فِي الْيَوْم مرّة وأتى الغائطَ مرّة.
(عقه)
العَقّة: الحفرة العميقة فِي الأَرْض الَّتِي يُلعب فِيهَا بالمَداحي.
وَمِنْه قَوْلهم: انعقّ الْوَادي، إِذا عَمُقَ. وَمِنْه اشتقاق العقيق،
الْوَادي الْمَعْرُوف. وَمِنْه انعقّت البَرْقَةُ كَأَنَّهَا تنشقّ أَو
تَشُقّ السَّحَاب، والبَرْقَة عقيقة وَبِه شُبّهت السيوف. والعَهَق
أُميت فعله لمجاورة الْهَاء العينَ، فَقَالُوا: بعير عَوْهَق، أَي
طَوِيل، ففصلوا بَينهمَا بِالْوَاو وظليم عَوْهَق: طَوِيل.
والعَوْهَقان: نجمان يتقدّمان بناتِ نَعْش. والعَوْهَق أَيْضا: صِبغ
شَبيه باللازَوَرْد، زَعَمُوا. والعَوْهَق: فَحل كَانَ فِي الدَّهْر
الأول. قَالَ رؤبة: جاذبتُ أَعْلَاهُ بعَنْسٍ دَمْشَقِ)
خطّارةٍ مثلِ الفنيقِ المُحْنَقِ قَرْواءَ مِنْهَا من بناتِ العَوْهَقِ
والعَوْهق: الخُطّاف الجبليّ. وسُمّي الْغُرَاب عوْهَقاً لسواده.
والعَيْهَقَة: النشاط وَيُقَال: إِن لرَيعان الشَّبَاب عَيْهَقا
والعَيْهَق، قَالُوا: طَائِر، وَلَيْسَ بثَبْت. والهَقْع مِنْهُ اشتقاق
الهَقْعَة، وَهِي نجم من نُجُوم الجوزاء.
وَفرس مَهقوع: بِهِ لُمعة من بَيَاض فِي جنبه الْأَيْسَر يُتشاءم بِهِ.
والهُقاع: غَفلَة تصيب الْإِنْسَان من همّ أَو مرض. والهَقْع أَيْضا:
أصل بِنَاء الهَيْقَعَة، وَهُوَ ضربُك الشَّيْء الْيَابِس على الشَّيْء
الْيَابِس حَتَّى تسمع صَوته. قَالَ عبد مَناف بن رِبع الهُذلي:
(الطعنُ شغشغةٌ والضربُ هَيْقَعَةٌ ... ضَرْبَ المعوِّل تَحت الدّيمة
العَضَدا
(2/945)
)
(عقي)
العِقْي: أول مَا يطرحه الْمَوْلُود من بَطْنه عَقَى يعقي
عَقْياً. والعِقْي: نَبْز أبي بطن من الْعَرَب يُقَال لَهُم العُقاة.
والعَيْق لُغَة يَمَانِية يُقَال: سقى أرضَه عَيْقاً من المَاء، إِذا
سَقَاهَا نَصِيبا.
والعَيْقَة: سَاحل الْبَحْر وشاطئه الَّذِي يُفضي إِلَيْهِ مَاؤُهُ.
والقِيعة والقاع وَاحِد، وَهِي الأَرْض المستوية الملساء يخْفق فِيهَا
السّراب، وَمن قَوْله جلّ وعزّ كسَرابٍ بقِيعةٍ. والقاعة: مَوضِع
السانية من مَجْذَب الدَّلْو لُغَة يَمَانِية.
(عكل)
عَكَلْتُ الشيءَ أعكِله عَكْلاً، إِذا جمعته بعد تَفْرِقَة. قَالَ
الشَّاعِر:
(وهمُ على هَدَف الأميل تداركوا ... نَعَماً يُشَلُّ الى الرئيس
ويُعْكَلُ)
وعُكْل: أَبُو بطن من الْعَرَب. قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: حضنته أمَةٌ
تسمّى عُكْلا فسُمّي بهَا. وَقد سمت الْعَرَب عَكّالاً وعاكلاً
وعُكَيْلاً. والعَوْكَلان أحسبهما نجمين إِن شَاءَ الله. وعوْكَلان:
مَوضِع.
وَبَنُو عَوْكَلان: بطن من الْعَرَب. والعوْكَل: رمل متداخل بعضه فِي
بعض، وأحسب اشتقاق العوْكلان من هَذَا. والعَلْك: مصدر علَكْتُ الشيءَ
أعلِكه عَلْكاً، إِذا مضغته ولجلجته فِي فِيك.
والعِلْك: شَيْء كاللُّبان يُمضغ من صَمغ الشّجر. وعلكَ الفرسُ لجامَه،
إِذا حرّكه فِي فِيهِ.
والعَلاّك: بَائِع العِلْك. وَطَعَام عَلِكٌ: متين المَمْضَغَة.
وكَلَعَ الْبَعِير يكلَع كَلَعاً، وَهُوَ انْشِقَاق الفِرْسِن.
والكَلَعَة: دَاء يُصِيب البعيرَ فِي مؤخَّره، وَهُوَ أَن يتجرّد
الشّعْر من عَن مؤخَره، وَرُبمَا)
هلك. والكَلَع: وسخ يركب الْإِنَاء وَالْيَد فييبس عَلَيْهِمَا كلِعَ
الإناءُ يكلَع، وأكلعَه الوسخُ. قَالَ حُميد بن ثَوْر:
(فَجَاءَت بمَعيوف الشَّرِيعَة مُكْلَعٍ ... أرَشّتْ عَلَيْهِ
بالأكُفِّ السّواعدُ)
والتكلُّع: التَّحَالُف والتجمّع لُغَة يَمَانِية. وَبِه سُمّي ذُو
الكَلاع الحِميري لأَنهم تكلّموا على يَده، أَي تجمّعوا. واللُّكَع،
قَالُوا: العَبْد، وَقَالُوا: الأحمق رجل لُكَع وَامْرَأَة لَكْعاءُ
ولكاعِ ولكيعة، كل هَذِه أسماءُها إِذا كَانَت حمقاء.
(عقم)
العِكْم: العِدْل فِيهِ المَتاع، وَلَا يسمّى عِكْماً حَتَّى يكون
فِيهِ مَتاع. وَيُقَال للمصطرعَين: وَقعا كعِكْمَيْ عَيْرٍ، إِذا صرع
كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه. وعَكَمْتُ المَتاع أعكِمه عَكْماً، إِذا
شددته، فَهُوَ معكوم. وَرجل معكَّم، إِذا كَانَ صلب اللَّحْم كثير
العضل. والأعكام: جمع عِكْم. والعِكام: الْحَبل الَّذِي يُشَدّ بِهِ
العِكْمان. والكِمْع من قَوْلهم: فلَان فِي كِمعه، أَي فِي مَوْضِعه.
والكِمْع أَيْضا: الضّجيع، وَهُوَ الكَميع. قَالَ أَوْس بن حَجَر:
(وهبّتِ الشّمْألُ البليلُ وَإِذ ... بَات كَميعُ الفتاةِ ملتفِعا)
وَفِي الحَدِيث: نُهي عَن المكامَعة والمكاعَمة، فالمكامعة أَن يبيت
الرّجلَانِ فِي ثوب وَاحِد، والمكاعمة أَن
(2/946)
يُلصقا فمويهما بعضهما بِبَعْض. والكَعْم
من قَوْلك: كَعَمْتُ البعيرَ أكعَمه كعْماً، إِذا جعلت لَهُ كِعامة
لتمنعه من الْأكل والعضّ. قَالَ الشَّاعِر:
(يَسوفُ بأنفيه النِّقاعَ كَأَنَّهُ ... عَن الرّوض من فَرْط النشاط
كَعيمُ)
يصف حمَار وَحش وَقَوله: بأنفيه، أَرَادَ بمِنخَريه فَلم يستقم لَهُ
الشّعْر والنِّقاع: جمع نَقْع ونُقْع، وَهُوَ المطمئنّ من الأَرْض
الَّتِي يستنقع فِيهِ المَاء، فرَوضها أَبْطَأَ يُبساً من غَيرهَا.
والمَعْك: المَطْل مَعَكَه يمعَكه مَعْكاً فَهُوَ ماعك ومماعِك. قَالَ
زُهَيْر:
(أرْدُدْ يساراً وَلَا تعْنُفْ عليّ وَلَا ... تَمْعَك بعِرضك إِن
الغادرَ المَعِكُ)
وتمعّك الدابّة تمعُّكاً، إِذا تمرّغ. وإبل مَعْكَى: كَثِيرَة. وَالرجل
المِمْعَك: المَطُول.
(عُكَن)
العُكَن: عُكَن الْبَطن، وكل لحم غَلُظَ فقد تعكّن، وَمن ذَلِك: نَاقَة
عَكْناء، إِذا غلُظَ لحمُ ضَرّتها وأخلافها، وَكَذَلِكَ الشَّاة. وإبل
عَكْنانٌ: كَثِيرَة. والعِنْك من قَوْلهم: مضى عِنْكٌ من اللَّيْل،
أَي)
سَاعَة، وَالْجمع أعناك. وعَنَكْتُ البابَ وأعنكتُه، إِذا أغلقته لُغَة
يَمَانِية. والعانِك من الرمل: الْكَثِيب المتعقّد المتداخل. واستعنكَ
البعيرُ واعتنكَ، إِذا حبا على عانك الرمل فصعِد فِيهِ.
والكَنَع: التَّدَاخُل والتقبُّض كَنَعَ يكنَع كُنوعاً، إِذا تقبّض
وانضمّ. وأسير كانع: قد ضمّه القِدّ.
فَأَما قَول النَّابِغَة:
(وتُسقى إِذا مَا شئتَ غيرَ مصرَّدٍ ... بزَوْراءَ فِي حافاتِها
المِسْكُ كانعُ)
فَإِنَّمَا أَرَادَ تكاثف الْمسك وتراكبه. وَيُقَال: أكنعتُ الرجلَ
بِمَعْنى أقنعتُه فِي بعض اللُّغَات.
والكُناع: دَاء تنقبض مِنْهُ المفاصل. وكَنَعَ الموتُ، إِذا ركد.
وَأنْشد: إِنِّي إِذا الموتُ كَنَعْ لَا أتداوى بالجَزَعْ وكَنَعتِ
العُقابُ، إِذا ضمّت جناحيها. وكَنَعَ الإنسانُ، إِذا ذلّ. والاكتناع:
التعطُّف. والنَّكْع من قَوْلهم: نَكَعْتُه عَن كَذَا وَكَذَا وأنكعتُه
عَنهُ إنكاعاً، إِذا صرفتَه عَنهُ فَهُوَ مُنْكَع ومَنكوع. والنُّكْعة:
نبت شَبيه بالطُّرثوث. وَرجل نُكَعَة، إِذا كَانَ أقشرَ شَدِيد
الحُمرة.
(عكو)
استُعمل مِنْهَا: العَكْو مصدر عَكَوْتُ الشيءَ أعكوه عَكْواً، إِذا
شددته. وَمِنْه قَول أميّة بن أبي الصّلت:
(أيُّما شاطِنٍ عَصَاهُ عَكاهُ ... ثمَّ يُلْقَى فِي الغُلّ والأكبالِ)
وَقَالَ تَمِيم بن أُبَيّ بن مُقبل:
(2/947)
(يمشي إِلَيْهَا بَنو هَيْجا وإخوتُها ...
شُمُّ العرانين لَا يَعْكون بالأُرُزِ)
أَي لَا يَأْتَزِرُونَ بالأزُر الْغِلَاظ الجافية فيشُدّونها فِي
أوساطهم شدّاً جَافيا. وعُكْوَة الذَّنَب: أَصله، وَيُقَال: مَا بِهِ
عَوْك وَلَا بَوْكٌ، أَي مَا بِهِ حَراك. والكُوع: رَأس الزَّند ممّا
يَلِي الْإِبْهَام، فَإِذا زَالَ قيل: رجل أكْوَعُ وَامْرَأَة كوْعاءُ،
الِاسْم الكَوَع كَوع يَكْوَع كَوَعاً، وَبِه سُمّي الرجل أكْوَع،
وَابْن الأكْوَع الْأَسْلَمِيّ من هَذَا. والوَعْك أَصله سُكُون الرّيح
وشدّة الحرّ، ثمَّ سُمّيت الحُمّى وعْكاً فَقيل: رجل موعوك، وأخذته
وعْكَة. والوَكَع من قَوْلهم: سِقاء وَكيع، أَي صُلب شَدِيد مُحكم
الصّنْعة واستوكعتْ مَعِدةُ الرجل، إِذا اشتدّت. وَمِنْه اشتقاق اسْم
وَكيع. وأمَة وَكْعاء، وَهُوَ زَيْغ إِبْهَام الرِّجل حَتَّى تَزُول
فيُرى شخصُ أَصْلهَا خَارِجا.)
(عكه)
العُكّة: زُكرة تُتّخذ للسمن، وَالْجمع عُكَك. وعَكّة: اسْم ثغر من
الثغور بِالشَّام. فَأَما عكّ فقد مرّ فِي الثنائي. والهَكع: شَبيه
بالجزَع والإطراق من حزن أَو غضب هَكِعَ يهكَع هَكَعاً وهُكوعاً.
وَيُقَال: ذهب فلَان فَمَا يُدرى أَيْن سكعَ وَلَا أَيْن هكعَ.
والهَكَع: السُّعال بلغَة هُذَيْل. قَالَ سُويد بن أبي كَاهِل: وَإِذا
مَا رامها المرءُ هَكَعْ
(عكي)
العَيْك، والواحدة عَيْكَة، مثل الأيكة، وَهُوَ الشّجر الملتفّ، وَفِي
بعض اللُّغَات: عاك يعيك عَيَكاناً، مثل حاك يحيك حَيكاناً، إِذا مَشى
وحرّك مَنْكِبيه.
3 - (بَاب الْعين وَاللَّام)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(علم)
العَلَم من الْجَبَل: أَعلَى مَوضِع فِيهِ، أَو أَعلَى مَا يلْحقهُ
بصرُك مِنْهُ. وَمِنْه قَول الخنساء:
(وإنّ صَخْراً لتأتمُّ الهُداةُ بِهِ ... كأنّه علَمٌ فِي رَأسه نارُ)
والعَلَم: عَلَم الْجَيْش. والعَلَم: علَم الثَّوْب. والعَلَم: مصدر
رجل أعْلَمَ بيّن العَلَم، إِذا انشقّت شفتُه الْعليا يُقَال: عَلِمَ
يعلَم عَلَماً. والعَلَم: عَلَم الطَّرِيق، وَهُوَ كل مَا نُصب على
الطُّرق ليُهتدى بِهِ من الْحِجَارَة وَغَيرهَا، وَجَمعهَا كلهَا
أَعْلَام. والعِلم: ضدّ الْجَهْل رجل عَالم من قوم عُلَماء وعالمين.
وأعلام الْقَوْم: ساداتهم. ومَعالم الدّين: دلائله، وَكَذَلِكَ معالم
الطَّرِيق، وَالْوَاحد مَعْلَم.
وَفُلَان مَعْلَم للخير، أَي مَظِنَّة لَهُ. والعَيْلَم: الرَّكيّ
الْكَثِيرَة المَاء، وَالْجمع عَيالم. وأعلَم فلانٌ بسِيما فِي
الْحَرْب فَهُوَ مُعْلِم. وَرجل عَلاّمة، الْهَاء للْمُبَالَغَة، مثل
نَسّابة وَمَا أشبهه. والعالم والعليم وَاحِد. والمعلوم: مَا أدْركهُ
علمُك. والمعلوم أَيْضا: مَا كَانَت
لَهُ عَلامَة دالّة على جودته ورَداءته، وَأَكْثَره على جودته.
والعُلاّم: الحِنّاء. وَرجل أعْلَمُ وَامْرَأَة عَلْماءُ: الَّذِي
بشفته العُليا شَقّ، فَرُبمَا
(2/948)
كَانَ مُنْفَصِلا وَرُبمَا كَانَ أثرا.
وعَلامة الشَّيْء الدالّة عَلَيْهِ. وَقد سمّت الْعَرَب عُلَيْماً،
وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم، وعلاّماً وأعْلَم، وَقد سمّوا عبد الأعْلَم،
وَلَا أَدْرِي الى أَي شَيْء نُسب.
والعَمَل: مصدر عَمِلَ يعمَل عمَلاً، فالفاعل عَامل وَالْمَفْعُول
مَعْمُول. وناقة يَعْمَلَة من نُوق) يَعاملَ ويَعْمَلات. وعَمْلَى، فِي
وزن فَعْلَى: مَوضِع. وَبَنُو عُميلة: حيّ من الْعَرَب، وَكَذَلِكَ
عامِلة: حَيّ مِنْهُم أَيْضا. وَجمع عامِل عُمّال. وعامِل الرُّمح: مَا
دون السِّنان بذراعين أَو أَكثر، وَالْجمع عوامل. قَالَ الراجز:
وأطعُنُ النّجْلاءَ تَعوي وتَهِرّْ لَهَا من الْجوف رَشاشٌ منهمرْ
وثعلبُ العاملِ فِيهَا منكسِرْ واللمْع من قَوْلهم: لَمَع البرقُ يلمَع
لمْعاً ولَمَعاناً، وَكَذَلِكَ الصُّبْح وَالسيف. ولمَعَ الرجلُ
بِثَوْبِهِ وألمعَ بِهِ، إِذا أَشَارَ بِهِ ليُنذر أَو يحذّر ولمعَ
بِالثَّوْبِ أَعلَى من ألمعَ. وألمعَ بهم الدَّهْر، إِذا أبادهم لَا
غير. ولمَعَ الطائرُ بجناحيه وألمعَ بهما، إِذا حرّكهما فِي طيرانه
أجَازه أَبُو زيد.
وعُقاب لَموع: سريعة الاختطاف. وَأَرْض ملمِّعة ومُلْمِعة ولَمّاعة:
يلمع فِيهَا السّرابُ. وأتان مُلْمِع، إِذا أشرق ضَرْعُها للْحَمْل،
وَفرس مُلْمِع كَذَلِك. وَفرس ملمَّع، إِذا كَانَت فِيهِ لُمَع سَواد
أَو بَيَاض وكل لونين من سَواد وَغَيره فِي ثوب أَو غَيره فَهُوَ
ملمَّع. وَفِي أَرض بني فلَان لُمَع من الْكلأ، أَي قِطَع متفرّقة.
والمَلْع: السّرعة نَاقَة مَلوع ومَيْلَع. وعقابٌ مَلاعٍ، أَي سريعة
الاختطاف. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(كأنّ دِثاراً حلّقت بلَبونِه ... عُقابُ مَلاعٍ لَا عُقابُ القواعلِ)
ويُروى: عُقابُ تَنوفٍ. قَالَ أَبُو بكر: وَتَفْسِير هَذَا الْبَيْت
أَن العُقاب كلّما علت فِي الْجَبَل كَانَ أسْرع لانقضاضها يَقُول:
هَذِه عقابُ مَلاعٍ، أَي العالي، تهوي فِي عُلْو، وَلَيْسَت بعُقاب
القواعل، وَهِي الْجبَال الْقصار. والمَليع: الأَرْض الواسعة.
والمَلْع: ضرب من سير الْإِبِل فِيهِ سرعَة.
(علن)
علَنَ الأمرُ يعلُن عَلَناً، وأعلنتُه أَنا إعلاناً، والعَلانيَة من
هَذَا اشتقاقها. واللَّعْن أَصله الإبعاد والطرد، وَمِنْه قيل: ذِئْب
لعين، أَي طريد. قَالَ الشمّاخ:
(ذَعَرْتُ بِهِ القَطا ونفيتُ عَنهُ ... مَقامَ الذِّئْب كالرَّجُلِ
اللّعينِ)
وَوجه الْكَلَام: مَقامَ الذِّئْب اللعين كَالرّجلِ. ثمَّ صَارَت
اللَّعْنَة من الله تَعَالَى إبعاداً. وَرجل لُعْنة، بتسكين الْعين:
يلعنه النَّاس وَرجل لُعَنَة: يلعن النَّاس وَهَذَا بَاب يطّرد.
(2/949)
والمَلاعن فِي الحَدِيث)
زَعَمُوا أَنَّهَا مَوَاضِع التبرُّز وَقَضَاء الْحَاجة. ولاعن الرجلُ
امرأتَه، إِذا قَذفهَا بِالْفُجُورِ، وَهَذِه كلمة إسلامية لم تُعرف
فِي الْجَاهِلِيَّة، والمصدر من ذَلِك الملاعَنة واللِّعان. والنّعْل:
مَعْرُوفَة.
ونَعْل الفرَس: مَا أصَاب الأَرْض من حَافره وَفرس مُنْعَل: شَدِيد
الْحَافِر، والمُنْعل من الشيات: مَا أطاف تحجيلُه بأشاعره. والنّعْل:
الْقطعَة من الحَرّة تنقاد فِي السهل. قَالَ الشَّاعِر امْرُؤ
الْقَيْس:
(كَأَنَّهُمْ حَرْشَفٌ مبثوثٌ ... بالسّفح إِذْ تبْرُقُ النِّعالُ)
وَفِي الحَدِيث: إِذا ابتلّت النِّعالُ فَالصَّلَاة فِي الرِّحال،
قَالُوا: النَّعْل هَاهُنَا: مَا ارْتَفع من الأرضو غَلُظَ، وَاحِدهَا
نَعْل، وَالله أعلم. وَقَالَ الآخر:
(فِدًى لامرئٍ والنّعْلُ بيني وَبَينه ... شَقَى غَيْمَ نَفْسي من
رُؤُوس الحواثرِ)
وَقَالَ الآخر:
(إِذا مَا عَلَوْنا ظهرَ نعلٍ عريضةٍ ... تخالُ علينا قَيْضَ بَيْضٍ
مفلَّقِ)
أَي مكسَّر. وَقَالَ الآخر:
(ومستصحِبٍ من غير أُنْسٍ صَحِبْتُه ... وأبدلتُه من بعد نَعْلٍ لَهُ
نَعْلا)
يَعْنِي سَيْفا. والنّعْل: الحديدة الَّتِي فِي أَسْفَل جفْن السَّيْف.
قَالَ الشَّاعِر:
(ترى سيفَه لَا تَنْصُفُ الساقَ نعْلُه ... أجَلْ لَا وَإِن كَانَت
طِوالاً مَحاملُهْ)
وَبَنُو نُعَيْلَة: بطن من الْعَرَب أخوة بني سُليم، وَيُقَال إِن
عُتْبَة بن غَزْوان مِنْهُم. والمَناعل: أرَضون غِلاظ، الْوَاحِدَة
مَنْعَل، فَإِذا وصفت أَرضًا غَلِيظَة قلت: مَنْعَلَة. وانتعلَ الرجلُ
الأرضَ، إِذا سَافر رَاجِلا. والنّعْل: الذَّلِيل من الرِّجَال الَّذِي
يُوطأ كَمَا تُوطأ الأَرْض. قَالَ القُلاخ بن حَزْن المِنْقَريّ:
إِنِّي إِذا مَا الأمرُ كَانَ مَعْلا وَكَانَ ذُو الحِلم أشدَّ جَهْلا
من الجَهول لم تَجِدْني وَغْلا وَلم أكن دارجةً ونَعْلا الدّارجة:
الضَّعِيف.
(علو)
)
العُلْو: ضد السُّفل، والعُلُوّ: مصدر علا يَعْلُو عُلُوّاً. وتسمّي
الْعَرَب الْعَالِيَة عَلْواً، فَيَقُولُونَ: جَاءَ من عَلْوَ يَا
هَذَا، وَمن عُلْويّ. قَالَ الشَّاعِر أعشى باهلة:
(إِنِّي أَتَتْنِي لسانٌ لَا أُسَرُّ بهَا ... من عَلْوَ لَا كَذِبٌ
فِيهَا وَلَا سَخَرُ)
(2/950)
والعَوْل: الثقْل من قَوْلهم: عالني الأمرُ
يَعولني عوْلاً، إِذا أثقلني وَمن ذَلِك قَوْلهم: عوِّلْ
عليّ بِمَا شِئْت، أَي حمِّلْني مَا
شئتَ من ثقلك. وأعولَ الرجلُ يُعْوِل إعوالاً، إِذا ردّد الْبكاء.
وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: قَوْلهم أعولَ الرجلُ، أَي دَعا بالوَيْل
والعَوْل. فَأَما قَوْلهم: ويْلَه وعَوْلَه فَيمكن أَن يكون من عالَه
الأمرُ يَعوله، إِذا أثقله، وَيُمكن أَن يكون من الويل. وعال عِيالَه
يَعولهم عَوْلاً، إِذا فاتهم وكَفَلَهم. والعَوْل: الْجور، من قَوْله
تَعَالَى: ذَلِك أدنى أَلا تَعولوا. قَالَ الشَّاعِر:
(إنّا تبِعْنا رسولَ الله واطّرحوا ... قولَ الرَّسُول وعالوا فِي
الموازين)
أَي جاروا. وَبَنُو عُوال: بطن من الْعَرَب. والعَوْل: الزِّيَادَة فِي
الشَّيْء، من قَوْلهم: عالت الفريضةُ تَعول عَوْلاً، إِذا زَادَت.
واللَّوْع من قَوْلهم: لاعَني الأمرُ يَلوعني لوْعاً، إِذا آلمَ قلبَك
من حزن أَو وجد، وَالِاسْم اللَّوعة. واللَّعْو، قَالَ الْخَلِيل:
الحِرْص، من قَوْلهم: كلبة لَعْوَة، أَي حريصة. وَقَالَ ابْن
الْكَلْبِيّ: اللّعْوَة: السّواد حول حَلَمَة الثدي، وَبِه سُمّي ذُو
لعْوَة: قَيْل من أقيال حِمير. والوَعِل: مَعْرُوف، وَالْجمع أوعال
ووعول. وَذَات أوعال: هضبة مَعْرُوفَة. والوَعْلَة: الْموضع المنيع من
الْجَبَل، وَبِه سمّي الرجل وَعْلة. وأُولِعَ الرجل بالشَّيْء إيلاعاً،
وَالِاسْم الوَلوع، ووَلِعَ بِهِ وَلوعاً فَهُوَ مولَع بِهِ. ودابّة
مولَّع، إِذا كَانَت فِيهِ لُمَع بَيَاض. والوَليع: طَلْع الفُحّال.
(عله)
عَلِهَ الرجل يعلَه عَلَهاً، إِذا طرِبَ الى ولد أَو الى وطَن. قَالَ
الراجز: كخَبَبِ العَلْهَى الى رئالِها وَقَالَ الآخر:
(وجُرْدٍ يَعْلَهُ الدَّاعِي إِلَيْهَا ... مَتى ركِبَ الفوارسُ أم
مَتى لَا)
وعُلَة: أَبُو بطن من الْعَرَب من بني الْحَارِث، وَهُوَ عُلة بن
جَلْد. وعَلْهان: اسْم رجل من الْعَرَب. والعَهْل فعل ممات، وَمِنْه
اشتقاق نَاقَة عَيْهَل، وَهِي السريعة. واللهَع مِنْهُ اشتقاق لَهيعة،
وَلَا أحسبها إِلَّا مَقْلُوبَة من الهَلَع وَقَالَ قوم من أهل
اللُّغَة: بل اشتقاق لَهيعة من اللهَع، واللَّهَع)
عربيّ صَحِيح غير مقلوب، وَكَأن اللهَع عِنْدهم مثل التَّبَلْتُع،
وَهُوَ التشدّق فِي الْكَلَام والتّفَيْهُق فِيهِ. والهَلَع: أَسْوَأ
الجزَع رجل هِلْواع وهالع وهَلِع وهَلوع. فَأَما نَاقَة هِلْواع فَهِيَ
السريعة الجريئة على السّير.
(عَليّ)
العَليّ: الصُّلْب الشَّديد من كل شَيْء، وَبِه سُمّي الرجل عَليّاً
فِي قَول بَعضهم، وفرسٌ عليّ. قَالَ الشَّاعِر:
(2/951)
(وكلِّ عليٍّ قُصَّ أسفلُ ذيله ... فشمّر
عَن ساقٍ وأوظِفةٍ عُجْزِ)
قَالَ أَبُو بكر: معنى قَوْله: قُصَّ أسفلُ ذيله فشمّر عَن سَاق، أَي
قلّ لحمُ قوائمه وَكثر عَصَبُها.
وجمل عِلْيان: طَوِيل. وَفُلَان من عِلْيَة قومه وَمن عِلّيّة قومه،
مثقّل، وَالتَّخْفِيف أَعلَى. والعَلْياء: فَعْلاء من العُلُوّ كأنّها
تَأْنِيث أَعلَى وعُلْيا: فعلى وعُلا: فُعَل. وَقَوْلهمْ: عِيلَ صبرُه،
أَي غُلب، وَأَصله من الْوَاو. والعَيْلَة: الْفقر عَال يَعيل
عَيْلَةً، إِذا افْتقر. قَالَ الشَّاعِر:
(فَمَا يدْرِي الفقيرُ مَتى غِناه ... وَمَا يدْرِي الغنيُّ مَتى
يَعيلُ)
وَقَالَ الآخر:
(أَلا هَلَكَ الجودُ والنائلُ ... ومَن كَانَ يعْتَمد السائلُ)
(ومَن كَانَ يطمَع فِي مَاله ... غَنيُّ العشيرةِ والعائلُ)
ولَعاً: كلمة تقال عِنْد العِثار. قَالَ الْأَعْشَى:
(بِذَات لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ ... فالتّعْسُ أدنى لَهَا من
أَن يُقَال لَعا)
وعالَ الأسدُ يَعيل، مثل عَار يَعير، إِذا ذهب وَجَاء. قَالَ
الشَّاعِر:
(لَيْثٌ عَلَيْهِ من البَرْديّ هِبْريةٌ ... كالمَزْبَرانيّ عَيّالٌ
بآصالِ)
وَيُقَال: عايرتُ الميزانَ، إِذا أصلحته، وَلَا يُقَال: عيّرتُه.
3 - (بَاب الْعين وَالْمِيم)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(عَمَّن)
عَمِنَ بِالْمَكَانِ يعمَن بِهِ، إِذا أَقَامَ بِهِ وأحسب أَن اشتقاق
عُمان مِنْهُ. فَأَما ابْن الْكَلْبِيّ فيزعم أَن عُمان اسْم رجل نُسب
إِلَيْهِ الْبَلَد كَمَا سمّوا قُدَم، وَهُوَ اسْم رجل. وَيُقَال: أعمن
الْقَوْم، إِذا خَرجُوا الى عُمان فهم مُعْمِنون. قَالَ الراجز: من
مُعْرِقٍ أَو مُشْئمٍ أَو مُعْمِنِ والعَمينة: أَرض سهلة لُغَة
يَمَانِية. والعَنَم: ضرب من الشّجر لَهُ نَوْر أَحْمَر تشبَّه بِهِ
الْأَصَابِع إِذا خُضبت، الْوَاحِدَة عَنَمة. والمَنْع: مصدر مَنَعَ
يمنَع منْعاً فَهُوَ مَانع وَالْمَفْعُول مَمْنُوع وَرجل مَنيع من قوم
مُنَعاء ومَنُعَ مناعةً، إِذا صَار مَنيعاً وَهُوَ فِي مَنْعَة من
قومه، أَي فِي عزّ. ومناع معدول عَن الْمَنْع، أَي امنَعوا حريمَكم.
قَالَ الراجز: مَناعِها من إبلٍ مَناعِها أما تَرى الموتَ لَدَى
أرباعِها ويُروى: رِباعِها. ومَناع: هضبة فِي جبل طيّئ. قَالَ النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم لزيد الْخَيل إِذا جَاءَهُ ليُسْلِمَ:
أَنا خير لكم من مَناع وَمن الحَجَر الْأسود الَّذِي تعبدونه من دون
الله، يَعْنِي صنماً من حجر أسود، وَيُقَال لَهُ فِلْس أَيْضا. وَقد
سمّت الْعَرَب مَانِعا ومَنيعاً وأمْنَع.
والمَعْن: الشَّيْء الْيَسِير، وَأنْشد للنَّمِر:
(وَلَا ضيّعتُه فأُلامَ فِيهِ ... فإنّ هلاكَ مالِكَ غيرُ مَعْنِ)
أَي غير يسير.
(2/952)
واشتقاق الماعون من المَعْن، أَي الشَّيْء
الْيَسِير، إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَبَنُو مَعْن: حيّ من الْعَرَب.
وَيُقَال: مَا لَهُ سَعْنَة وَلَا مَعْنَة، أَي مَا لَهُ قَلِيل وَلَا
كثير. وأمعنَ فِي الأَرْض يُمعن إمعاناً، إِذا ذهب فِيهَا. وَالْمَاء
المَعين: الْجَارِي على وَجه الأَرْض. ومَعُنَ الْوَادي، إِذا كثر
فِيهِ المَاء المَعين، وَالْجمع مُعْنان وَقد قيل: وادٍ ذُو مُعْنانٍ،
وَلَيْسَ بثَبْت. وَقَالُوا: هَذَا فِي معنى هَذَا، أَي مثله، وَفِي
مَعْناة هَذَا، وَفِي مَعْناته. وعَناني الأمرُ، وستراه فِي مَوْضِعه
إِن شَاءَ الله.
والنِّعْمة، بِكَسْر النُّون: مَا أنعم الله بِهِ على عِباده من مَال
أَو رزق. والنَّعْمَة: مَا يتنعّم بِهِ الْإِنْسَان من مأكل أَو مشرب
أَو ملبس. وَجمع النِّعْمة نِعَم. ونَعَمْ ضد لَا ونَعِمْ فِي معنى
نَعَمْ،)
لُغَة فصيحة، وأحسبها لُغَة هُذيل. والنّعيم مثل التنعّم، سَوَاء.
وأنعمتُ على فلَان أُنْعِم إنعاماً، فَأَنا مُنْعِم عَلَيْهِ، وَذَاكَ
مُنْعَم عَلَيْهِ. وَبَنُو نُعام: بطن من الْعَرَب. والنَّعَم: اسْم
يلْزم الْإِبِل خَاصَّة، يذكّر ويؤنّث فَيُقَال: هَذِه النَّعَم
وَهَذَا النَّعَم، وتصغير نَعَم نُعَيْم، وتصغير الْأَنْعَام
أُنَيْعام. وَقد سمّت الْعَرَب نَاعِمًا ونُعَيْماً ومُنْعِماً
ومنعَّماً وأنْعَم وَهُوَ أَبُو بطن من الْعَرَب ونُعْمَى ونُعْم.
والتّناعُم: بطن من الْعَرَب يُنسبون إِلَى تَنْعُم بن قَميئة من
العَتيك. والأنْعَمان: مَوضِع. والأُنَيْعِم: مَوضِع. ونَعْمان: جبل
مَعْرُوف. ونُعْمان: اسْم مشتقّ من التنعّم. ونُعَيْمان: رجل من
الْأَنْصَار، تَصْغِير نعْمان، وَهُوَ اسْم. ونُعَيْمَة: اسْم.
والنُّعامى: الرّيح الْجنُوب. قَالَ أَبُو ذُؤيب:
(مَرَتْه النُّعامى فَلم يعترفْ ... خِلافَ النُّعامى من الشَّام
رِيحا)
يصف سحاباً استخرجت الجنوبُ مَاءَهُ. والنَّعامة: مَعْرُوفَة، وَالْجمع
نَعام ونَعائم. والنَّعامة أَيْضا: ظُلّة أَو عَلَم يُتّخذ من خشب
فَرُبمَا استُظلّ بهَا وَرُبمَا اهتُدي بهَا، ويتّخذها الربيئةُ فِي
المَرْقَب. قَالَ أَبُو كَبِير الهُذلي:
(وضَعَ النَّعاماتِ الرجالُ بِرَيْدِها ... من بَين مخفوضٍ وَبَين
مظلَّلِ)
الرَّيد: الناتئ من الْجَبَل يشرف على مَا تَحْتَهُ. والنَّعامة
أَيْضا: خشب يُجعل على فَم الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ الساقي. وَيُقَال:
كَرَامَة ونُعْمَى عين، ونَعام عين، ونَعيمَ عينٍ. وَيُقَال: دقّه
دقّاً نَاعِمًا ونِعِماً، بِكَسْر النُّون وَالْعين. وَفعل كَذَا
وَكَذَا وأنْعَمَ، أَي وَزَاد. وَفِي الحَدِيث وَإِن أَبَا بكر وَعمر
لَمِنهم وأنْعَما، أَي وَزَادا. والنَّعْماء مَمْدُود، والنُّعْمَى
مَقْصُور. والنَّعامة: اسْم فرس مَشْهُور من خيل الْعَرَب فارسُها
الْحَارِث بن عُباد. وَاخْتلفُوا فِي تَفْسِير قَول عنترة:
(وَيكون مرْكَبُكِ القَعودَ ورَحْلَه ... وابنُ النَّعامة يَوْم ذَلِك
مَرْكَبي)
فَقَالَ قوم: ابْن النَّعامة: الطَّرِيق وَقَالَ آخَرُونَ: النَّعامة:
بَاطِن الْقدَم، وَمِنْه قَوْلهم: تنعّم الرجلُ، إِذا مَشى حافياً.
(2/953)
ونِعْمَ: ضدّ بئسَ. وناعِمة: مَوضِع.
والنَّعائم: ثَمَانِيَة كواكب مِنْهَا أَرْبَعَة فِي المَجَرّة تسمّى
الْوَارِدَة، وَأَرْبَعَة خَارِجَة تسمّى الصادرة.
(عمو)
فلَان فِي عَمَهٍ وَفِي عُموه وَفِي عُموهة وَفِي عَمْوٍ، أَي فِي
ضلال. والعَوْم: السباحة، مصدر عامَ يعوم عَوْماً، إِذا سبح وَبِه
سُمّي الرجل عوّاماً. وعُوام: مَوضِع. وأعوام: جمع عَام. وَتقول
الْعَرَب: لَقيتُه ذاتَ العُوَيْم، أَي عَن بُعد. وماعَ الصُّفْرُ أَو
الفضّة وغيرُهما فِي النَّار يَموع)
ويَميع، إِذا ذاب. والمَعْو، الْوَاحِدَة مَعْوَة، وَهِي الرُّطَبة
إِذا دَخلهَا بعض اليُبْس. وأمْعى النخلُ، إِذا صَار كَذَلِك.
والوَعْم، وَالْجمع وِعام، وَهِي خُطّة فِي الْجَبَل تخَالف سائرَ
لَونه.
(عَمه)
استُعمل من وجوهها عَمِهَ يعمَه عَمَهاً فَهُوَ عَمِهٌ وعامِهٌ، إِذا
ضلّ وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل: فِي طُغيانِهم يَعْمَهون،
وَالله أعلم. والعَهْم فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق نَاقَة عَيْهَم
وعَيْهامة وعَيْهَمانة، وَهِي السريعة الجريئة على السّير، وَالْجمع
عَياهِم وعَياهيم. وعَيْهَمان: اسْم من هَذَا اشتقاقه.
وَزَعَمُوا أَنهم يَقُولُونَ: نَاقَة عَيْهوم مثل عَيْهَم، وَلَا
أَدْرِي مَا صحّته. وهَمَعَتْ عينُه بالدموع تهمَع هُمعاً وهَمَعاً
وهَمَعاناً، إِذا جرت. والمَهْع، زَعَمُوا، مِنْهُ اشتقاق المَهْيَع،
وَهُوَ الطَّرِيق الْوَاسِع الْوَاضِح، وَهَذَا خطأ عِنْد أهل اللُّغَة
لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فَعْيَل، بِفَتْح الْفَاء، فَلَا
تلْتَفت الى قَوْلهم: ضَهْيَد فَإِنَّهُ مَصْنُوع وكل مَا جَاءَ على
هَذَا الْوَزْن فَهُوَ بِكَسْر الْفَاء وستراه فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ
الله. وَالْوَجْه عِنْد أهل اللُّغَة فِي هَذَا أَن مَهْيَعاً مَفْعَل
من هاج يهيع، إِذا جرى، أَو من الهَيْعَة، وَهِي الصَّيْحَة عِنْد
الْفَزع، وتسمّى الهائعة أَيْضا، فَكَانَ الأَصْل مَهاع فقلبوا
فَقَالُوا: مَهْيَع. ومَهْيَعَة: مَوضِع، وَقَالُوا: هِيَ الجُحْفَة.
وَفِي الحَدِيث: اللهمّ انقُل حُمّى الْمَدِينَة الى مَهْيَعَة.
(عمي)
يُقَال: رجل عَيْمان، إِذا قَرِمَ الى اللَّبن عَام يَعيم وعام يَعام
عيْماً وعِياماً، وَهِي العَيْمَة، بِفَتْح الْعين. وَيُقَال: اعتَمْتُ
الشيءَ اعتياماً، إِذا اخترته، وَهِي العِيمة، بِكَسْر الْعين، أَي
الخِيرة.
وعائم: اسْم صنم من أصنام الْجَاهِلِيَّة. والمَيْعَة: مَيْعَة
الشَّبَاب، وَهِي حدَّته وأوّله. والمَيْعة: ضرب من الطّيب. وماعَ
الشيءُ يميع، إِذا ذاب، فَهُوَ مَائِع، من الذَّهَب والفضّة
وَغَيرهمَا.
والمِعَى: وَاحِد الأمعاء. والمِعَى أَيْضا: مَسيل مَاء من غِلَظ أَو
أكَمَة الى سهولة. قَالَ الراجز يصف بَلَدا: تحبو الى أصلابه أمعاؤهُ
والرّمْلُ فِي معتلَجٍ أنقاؤهُ الأصلاب وَاحِدهَا صَلَب، وَهِي الأَرْض
الغليظة ويُروى: تجْرِي.
3 - (بَاب الْعين وَالنُّون)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(عنو)
العَنْو والعُنُوّ: مصدر عَنَّا يعنو
عَنْواً وعُنُوّاً، إِذا ذلّ وَمِنْه
(2/954)
اشتقاق العَنْوَة، وفُسِّر قَوْله تَعَالَى
وعَنَتِ الوجوهُ للحيّ القَيّوم من هَذَا إِن شَاءَ الله تسميتهم
الْأَسير عانياً. وعَنْوَنْتُ الكتابَ عُنْواناً وَفِي العنوان أَربع
لُغَات يُقَال: عنونتُ الكتابَ وعلونتُه وعنّنتُه وعلينتُه وَلم يعرف
الْأَصْمَعِي إِلَّا وَاحِدَة. وعَوْن: اسْم اشتقاقه من استعنتُ بِهِ
فَهُوَ لي عَوْن، وَالْجمع أعوان.
والعُون: جمع عانة، وَهِي الْقطعَة من حمير الْوَحْش خاصّة، وسُمّيت
عانة الْإِنْسَان تَشْبِيها بذلك والعانة بلغَة عبد الْقَيْس: الحظّ من
المَاء للْأَرْض، تَشْبِيها بذلك أَيْضا. وَامْرَأَة عَوان، إِذا
أسنّتْ ولمّا تهْرَم، وَالْجمع عُون. وَمن أمثالهم: إِن العَوان لَا
تعلَّم الخِمْرَة. ونخلة عَوان، إِذا طَالَتْ لُغَة أزدية. وَقد سمّت
الْعَرَب عَوْناً وعَوانة وعُوَيْناً. والنّوع من الشَّيْء: الضّرب
مِنْهُ، وَالْجمع أَنْوَاع. وناعَ الغصنُ يَنوع، إِذا تمايل، فَهُوَ
نائع. وَمِنْه قيل: جَائِع نائع، أَي متمائل من الْجُوع هَكَذَا يَقُول
الْأَصْمَعِي والبصريون، وَقَالَ غَيرهم: نائع اتِّبَاع لجائع.
وَيَقُولُونَ للرجل: جوعا ونُوعاً، إِذا دعوا عَلَيْهِ. والنَّعْو:
الفَصْل فِي مِشْفَر الْبَعِير الْأَعْلَى، وَهُوَ الأَصْل، ثمَّ كثر
فَصَارَ كل فَصْل فِي شَيْء نَعْواً. والنّعْوة: مَوضِع، زَعَمُوا.
والوَعْن، وَالْجمع وِعان: خطوط فِي الْجَبَل شَبيهَة بالشُّؤون لَا
تُنبت شَيْئا. وتوعّنتِ الماشيةُ، إِذا بدا فِيهَا السِّمن. والوَنْع،
لُغَة يَمَانِية، كلمة يشار بهَا الى الشَّيْء الْيَسِير، وَلَيْسَ
بثَبْت.
(عَنهُ)
العُنّة: الخَيمة من أَغْصَان الشّجر، وَأكْثر مَا يكون من الثُّمام
وَنَحْوه، وَالْجمع عُنَن. قَالَ الْأَعْشَى:
(ترى اللحمَ من يابسٍ قد ذَوَى ... ورَطْبٍ يرفَّع فَوق العُنَنْ)
ويُروى: من ذابلٍ. والعِنْن: الصُّوف، وَأكْثر مَا يسمّى الْمَصْبُوغ
مِنْهُ أَو المنفوش. وعاهِن: وادٍ مَعْرُوف. وعَهَن بِالْمَكَانِ، إِذا
أَقَامَ بِهِ، فَهُوَ عاهن. والعَواهن: سَعَف النّخل الَّذِي دون
القِلَبَة لُغَة عُلْويّة، ويسمّيه غَيرهم: الخوافي. وَجمع عِهْن
عُهون. وَبَنُو عُهَيْنَة: قَبيلَة من الْعَرَب دَرَجوا نَحْو طَسْم
وجَديس. والهَنَع: تطأمن العُنُق رجل أهْنَعُ وَامْرَأَة هَنْعاءُ.
والهُناع: دَاء يُصِيب)
الإنسانَ فِي عُنْقه.
(عني)
عُنِيتُ بالشَّيْء أُعْنَى بِهِ من العِناية فَأَنا مَعْني بِهِ.
وَتقول: لتُعْنَ بِكَذَا وَكَذَا، إِذا أمرتَ الرجل بالعناية بِهِ.
والعَين الْمَعْرُوفَة: عين الْإِنْسَان وَغَيره، وَالْجمع عُيون
وأعيان. قَالَ الشَّاعِر:
(ولكنّما أغدو عليَّ مُفاضةٌ ... قَتيرٌ كأعيان الجَراد المنظَّمِ)
وعَين المَاء. وعَين الشَّمْس: شُعاعها الَّذِي لَا تثبت عَلَيْهِ
الْعين. والعَين: الذَّهَب من المَال، خِلاف الْوَرق. والعَين: عين
الْكِتَابَة. والعَين: عين الرُكبة، وَهُوَ قَلْتها. والعَين: جاسوس
الْقَوْم.
والعَين: نَاحيَة القِبلة، وَهِي الَّتِي ينشأ مِنْهَا السَّحَاب
الَّذِي
(2/955)
يُرجى للمطر وَنَشَأ السحابُ من قِبَل
العَين، إِذا نَشأ من عَن يَمِين القِبْلَة. والعِين: جمع عَيناء رجل
أعْيَنُ وَامْرَأَة عَيْناءُ. وعاينتُ الأمرَ مُعاينةً وعِياناً.
وَفُلَان من أَعْيَان بني فلَان، أَي من ذَوي النّباهة مِنْهُم. وحفرَ
الحافرُ فأعْيَنَ، إِذا صَار الى عَين المَاء. وَرجل معيون، إِذا أُصيب
بعَين. قَالَ العبّاس بن مِرداس:
(قد كَانَ قومُكَ يحسِبونك سيِّداً ... وإخال أنّك سَيّدٌ معيونُ)
وعانَه يَعينه، إِذا أَصَابَهُ بالعَين. وعيّنَ السِّقاءُ، إِذا رقّت
مِنْهُ مَوَاضِع فرشحت مَاء. وتعيّن الجلدُ، إِذا وَقعت فِيهِ
الحَلَمَة، وَهِي دُوَيبة كالدودة، فَإِذا دُبغ لم يَزَل ذَلِك الْموضع
رَقِيقا. قَالَ رؤبة: مَا بالُ عَيْني كالشَّعيب العَيَّنِ وَهُوَ
الَّذِي قد تعيّن والشّعيبان: أديمان يُلصق أحدُهما بِالْآخرِ ويُجعلان
مَزادة. وعُيَيْنَة: اسْم، وَهُوَ تَصْغِير عَين. وَهَذَا لَك بعَينه،
أَي بأسره. والعِينة من الرِّبا، اشتقاقه من أَخذ العَين بالرِّبح.
وثوب معيَّن: فِيهِ نقوش كالعُيون. وعَيْنين: مَوضِع. قَالَ البعيث:
(وَنحن منعنَا يَوْم عَيْنَيْنِ مِنْقَراً ... ويومَ جَدودَ لم
نُواكِلْ عَن الأصلِ)
ويُروى: وَلم نَجْفُ فِي يومَيْ جَدودَ عَن الأَصْل. والنّسَب
إِلَيْهِ: رجل عينيّ، كَرهُوا الطول أَن يَقُولُوا: عَيْنانيّ. وَجَاء
بالحقّ بِعَيْنِه، إِذا جَاءَ بِهِ خَالِصا وَاضحا. وَأصَاب فلانٌ
فلَانا بعَين.
والنّيْع: مصدر ناع ينوع وينيع، إِذا تمايل. والنّعْي: مصدر نَعَيْتُ
الرجلَ أنعاهُ نَعْياً، إِذا خبّرتَ عَن مَوته والنّعْي والنَّعِيّ
بِمَعْنى وَاحِد. وَيُقَال: نَعاءِ فلَانا، معدول عَن النّعْي، مثل
نزالِ وتراكِ، كَأَنَّك قلت: أَنا أنعَى فلَانا، أَي أُخْبِر
بِمَوْتِهِ. وتَناعى بَنو فلَان فِي الْحَرْب، إِذا نَعَوْا)
قتلاهم ليحرّضوا فِي الْحَرْب على الْقَتْل. واليَنْع: الثَّمر
المُدْرِك أينعَ الشجرُ، إِذا أدْرك ثمرُه فَهُوَ مونِع، ويَنَعَ
فَهُوَ يَانِع، وَقَالُوا: أينعَ إيناعاً ويَنَعَ يَنْعاً. وَفِي
التَّنْزِيل: انْظُرُوا الى ثَمَرِه إِذا أثمرَ ويَنْعِهِ، ويانعه،
ويُنْعه. وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم قَالَ: قلت للأصمعي: تَقول: يَنَعَ
وأينعَ فَلم يتكلّم فِيهِ لِأَنَّهُ فِي الْقُرْآن، فَلَمَّا رَآنِي
أنظر الى فِيهِ قَالَ: قَالَ الحجّاج على المِنبر: إِنِّي لأرى رؤوساً
قد أينعتْ وحان قِطافُها، ثمَّ قَالَ لي: هَذَا الكلامُ الفصيح، فَعلمت
أَن أينعَ أفْصح من يَنَعَ. قلت: فَمَا تَقول فِي قَول يزِيد بن
مُعَاوِيَة:
(فِي قِبابٍ حولَ دَسْكَرَةٍ ... حولَها الزيتونُ قد يَنَعا)
فَقَالَ: غَرِّب.
3 - (بَاب الْعين وَالْوَاو)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(عوه)
عَوَّهَ بِالْمَكَانِ، إِذا أَقَامَ بِهِ. قَالَ رؤبة: شَأزٍ بِمن
عَوّهَ جَدْبِ المنطلَقْ وَالِاسْم: التّعْوِيه. وَيُقَال: عاهه الله
يَعوهه عَوْهاً ويَعيهه أَيْضا من العاهة. وَرجل مَعِيه، إِذا
أَصَابَته العاهة فِي نَفسه ومَعوه، إِذا أَصَابَت إبلَه العاهةُ
ومُعِيه، إِذا وَقعت فِي إبِله العاهة.
وَفِي بعض اللُّغَات: أعاهَ يُعيه إعاهةً.
(2/956)
وَبَنُو عَوْهَى: بطن من الْعَرَب
بِالشَّام. والهَوْع: مصدر هاج الرجلُ يهوع ويَهاع، إِذا قاء،
وَالِاسْم الهُواع والهَوْع.
(عوي)
عَوَى الفصيلُ والكلبُ عُواءً، إِذا صَاح فمدّ صوتَه كَأَنَّهُ يتضرّع.
وعَوَيْتُ الحبلَ أعويه عَيّاً، إِذا لويته. قَالَ الراجز: يَعْوِين
بالأزمّة البُرَينا قَالَ أَبُو بكر: البُرِين جمع بُرَة، وَهِي
الْحلقَة فِي حِتار أنف الْبَعِير إِذا كَانَت من فضّة أَو صُفْر،
فَإِذا كَانَت من شَعَر فَهِيَ خِزامة، والعِران: الْخَشَبَة الَّتِي
فِي عظم أَنفه وَكَذَلِكَ الخِشاش. قَالَ ذُو الرّمّة:
(تَشكو الخِشاشَ ومَجْرَى النِّسْعَتَيْن كَمَا ... أنّ المريضُ الى
عُوّادِه الوَصِبُ)
)
وعَوَيّ: اسْم مَوضِع. واشتقاق اسْم مُعَاوِيَة من قَوْلهم: عاوت
الكلبةُ الكلابَ، إِذا عَوَت فَسمِعت عُواءها فعَوَيْنَ. وَمثل من
أمثالهم: لَو لكَ أعوي مَا عَوَيْتُ
وأصل ذَلِك أَن الرجل من الْعَرَب كَانَ إِذا أدْركهُ الليلُ بالقَفْر
عوى فَإِن كَانَ قُرْبَه أنيس سَمِعت الكلابُ عُواءه فعَوَت فيهتدي
بعُواء الْكلاب، فعوى هَذَا الرجل فَجَاءَهُ ذئبٌ فَقَالَ: لَو لَك
أعوي مَا عَوَيْتُ. وَلَيْسَ شَيْء من الدوابّ يعوي إِلَّا الذِّئاب
وَالْكلاب والفصيل. قَالَ الشَّاعِر:
(بهَا الذّئبُ مَحْزُونا كَأَن عُواءه ... عُواءُ فصيلٍ آخرَ اللَّيْل
مُحْثَلِ)
المُحْثَل: السيّئ الْغذَاء. والعُوّى والعُوّة: الدُّبُر. وَقَالُوا:
كشفوا عَن عُواتهم، أَي عَن أدبارهم.
والعَوّا: نجم من نُجُوم السَّمَاء، يُمدّ ويُقصر، سُمّي بذلك
لِأَنَّهُ دُبُر الْأسد. والوَعْي: مصدر وَعَى العلمَ يَعيه وَعْياً،
إِذا حفظه. وأوعى المَتاعَ يوعيه إيعاءً: أحرَزه. وَفِي التَّنْزِيل:
وجَمَع فأوْعى، وَفِيه أَيْضا: وتَعِيها أذُنٌ واعيةٌ. ووَعى العظمُ
وَعْياً، إِذا كُسر فجُبر وَفِيه غلظ، فَهُوَ واع. قَالَ الشَّاعِر:
تَقول وَعَى من بعد مَا قد تكسّرا قَالَ أَبُو بكر: يُقَال: وَعَى
العظمُ، إِذا جُبر فَلم يجِئ على اسْتِوَاء وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا
الْبَيْت أَنه كُسر ثمَّ جُبر فَهُوَ صُلب. وَتقول: لَا وَعْيَ لي عَن
كَذَا وَكَذَا، أَي لَا مَعْدِل. قَالَ الشَّاعِر:
(تَنادَيْنَ أنْ لَا وَعْيَ عَن بطن راكِسٍ ... فرُحْنَ وَلم
يَغْضِرْنَ عَن ذَاك مَغْضَرا)
3 - (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الْيَاء)
عَيَّه الرجلُ بِالرجلِ، إِذا نَعَرَ بِهِ وَصَاح، يعيِّه تعييهاً.
والهَيْع من هاع الماءُ يَهيع، إِذا فاض على الأَرْض، وَمِنْه اشتقاق
المَهْيَع.
انْقَضى حرف الْعين وبتمامه يتمّ الْجُزْء الثَّانِي من كتاب جمهرة
اللُّغَة وَالْحَمْد لله حق حَمده وصلواته على سيّدنا مُحَمَّد نَبِي
الرَّحْمَة وَسَلَامه يتلوه فِي الْجُزْء الثَّالِث مِنْهُ إِن شَاءَ
الله تَعَالَى.
(2/957)
|