جمهرة اللغة (حرف الْفَاء فِي الثلاثي الصَّحِيح)
(وَمَا تشعب مِنْهُ)
3 - (بَاب الْفَاء وَالْقَاف)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(فقك)
أُهملت.
(فَقل)
يُقَال: كلّمه من فَلْق فِيهِ. وفَلَقْتُ الشيءَ أفلِقه فَلْقاً.
والفالق: فضاء بَين شَقيقتين من رمل. قَالَ الشَّاعِر:
(وبالأُدْمِ تُحْدَى عَلَيْهَا الرِّحالُ ... وبالشَّول فِي الفَلَقِ
العاشبِ)
ويُروى: فِي الفالق قَالَ أَبُو بكر: الفَلَق والفالق وَاحِد. وقوس
فِلْق، إِذا كَانَت مشقوقة من عُود وَلم تَكُ قَضِيبًا. والفَليق:
المطمئنّ فِي جِران الْبَعِير. قَالَ الراجز: فَليقُها أجْرَدُ
كالرُّمح الضَّلِعْ) جَدَّ بإلهابٍ كتضريم الضَّرعْ فِيهِ اعوجاج
والفالق: الشَّقّ فِي الْجَبَل والشِّعب من الأَرْض. والفَلَق: فَلَق
الصُّبْح. والفَلَق: المِقْطرة الَّتِي يُقْطَر بهَا النَّاس. وَجمع
فالق فُلْقان. والفَيْلَق: الداهية، وَالْجمع فَيالق. وافتلق الرجلُ،
إِذا جَاءَ بالداهية. وافتلق الرجلُ وأفلَق، إِذا عمل عملا فأجاد فِيهِ
وجوّد أَيْضا. وَمِنْه قَوْلهم: شَاعِر مُفْلِق. وكتيبة فَيْلَق:
كَثِيرَة السِّلَاح. قَالَ الْأَعْشَى:
(فِي فَيْلَقٍ شَهْباءَ ملمومةٍ ... تَعْصِفُ بالدارع والحاسرِ)
والفِلْقَة من الشَّيْء: الْقطعَة مِنْهُ، وَالْجمع فِلَق. والفَليقة:
الداهية. قَالَ الراجز: يَا عَجَباً لهَذِهِ الفليقَهْ هَل تَغْلِبَنّ
القُوباءُ الرِّيقَهْ والفَلَق أَيْضا: الداهية. والمَفْلقَة أَيْضا:
الداهية. والقُلْفَة والقَلْفَة وَاحِد، مَعْرُوف وَيُقَال: غُلَام
أقْلَفُ وأغْلَفُ بِمَعْنى.
(2/965)
وَالسيف الأقلَف: الَّذِي لَهُ حدّ وَاحِد
وَقد حُزِّز طرف ظُبَته. وقَلَفْتُ الشجرةَ، إِذا نحتَّ عَنْهَا
لِحاءها. وقَلَفْتُ الدَّنَّ، إِذا فضضتَ عَنهُ طِينَة أقلِفه قَلْفاً،
فَهُوَ قليف ومقلوف. وقَلَفْتُ السفينةَ، إِذا حززت ألواحها بالليف
وَجعلت فِي خَلَلها القارَ. والقُفْل: مَعْرُوف، وَالْجمع أقفال
وأقفلتُ البابَ فَهُوَ مُقْفَل. وَرجل مُقْفَل الْيَدَيْنِ، إِذا كَانَ
بَخِيلًا. وقَفِلَ الشجرُ يقفَل، إِذا يبس والقَفيل: يبيس الشّجر
أَيْضا، وَهُوَ القَفْل أَيْضا. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لساقها ... فخرّت كَمَا تَتّايعُ الريحُ
بالقَفْلِ)
تتّايع: يتبع بعضُها بَعْضًا. وقَفِلَ الجلدُ، إِذا يبس، فَهُوَ قافل.
ودرهمٌ قَفْلَةٌ، إِذا كَانَ وازناً. وخيل قوافل: يُبَّس ضُمَّر. قَالَ
الراجز: نَحن جَلَبْنا القُرَّحَ القوافلا يحْمِلننا والأسَلَ
النّواهلا وقَفَلَ القومُ عَن الثغر الى مَنَازِلهمْ فهم قُفّال
وقافلون، وَلَا يكون القافل إِلَّا الرَّاجِع الى منزله ووطنه.
والقَفْل: ضرب من الشّجر، الْوَاحِدَة قَفْلَة، وَهِي شَجَرَة تنْبت
على عُلُوّ. وَفِي كَلَام بَعضهم: وائلي بِي الى قَفْلَة فَإِنَّهَا
لَا تنْبت إِلَّا بمَنْجاة من السَّيْل. وقَفيل: مَوضِع. قَالَ
الشَّاعِر:
(وَهل أرِدَنْ يَوْمًا مياهاً عذيبةً ... وَهل تَرَيَنّي شامةٌ
وقَفيلُ)
ويُروى: وطَفيلُ أَيْضا. والقَفيل: اليبيس من النبت مثل القفيف سَوَاء.
وَجمع قافلة قوافل، وهم)
الراجعون من أسفارهم الى أوطانهم. وأقفلتُ الجيشَ، إِذا رددتَه من
الثغر. واللّفْق: لفقُك الشيءَ حَتَّى تلائمه لَفَقْتُ الشَّيْء
بالشَّيْء أَو الثَّوْبَيْنِ، إِذا لاءمت بَينهمَا، وَهُوَ اللِّفاق
والتِّلفاق، زَعَمُوا.
وَهَذَا ترَاهُ فِي بَاب تِفْعال إِن شَاءَ الله. وتلافَقَ القومُ،
إِذا تلاءمت أُمُورهم. واللَّقْف من قَوْلهم: لَقِفْتُ الشيءَ ألقَفه
وتلقّفته، إِذا أَخَذته بِيَدِك من رامٍ رماك بِهِ. وبعير متلقِّف،
إِذا كَانَ يهوي بخُفّي يَدَيْهِ الى وَحْشِيّه فِي سيره. وتلقّف
الحوضُ، إِذا تلجّف من أسافله، فَهُوَ لقيف ولَقِفٌ.
(فَقُمْ)
الفَقَم فِي الْفَم: أَن تدخل الْأَسْنَان الْعليا الى الْفَم فَقِمَ
الرجلُ يفقَم فَقَماً فَهُوَ أفْقَمُ، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى صَار كلّ
معوجّ أفْقَم. وَمن ذَلِك قَالُوا: تفاقمَ الأمرُ، إِذا لم يَجْرِ على
اسْتِوَاء. وَقد سمّت الْعَرَب أفْقَم وفُقَيْماً، وَهُوَ أَبُو حيّ
مِنْهُم. وَبَنُو فُقَيْم: بطْنَان من الْعَرَب: فُقَيم فِي بني
تَمِيم، وفُقَيْم فِي بني كِنانة.
(فقن)
الفَنَق: النَّعمة فِي الْعَيْش جَارِيَة فُنُق: منعَّمة وتفنّق فِي
عيشه، إِذا تنعّم. قَالَ النَّابِغَة:
(والرّاكضاتِ ذُيولَ الرّيْطِ فنَّقها ... بَرْدُ الهواجر كالغِزلان
بالجَرَدِ)
(2/966)
والفَنيق: الْفَحْل من الْإِبِل. قَالَ
الْأَعْشَى: بزَيّافةٍ كالفَنيقِ القَطِمْ ويُجمع الفنيق أفناقاً،
وَهَذَا مثل يَتِيم وأيتام وشريف وأشراف ويُجمع فُنُقاً أَيْضا.
والتفنُّق والفُناق وَاحِد. والقَنَف: صِغر الْأُذُنَيْنِ وغِلَظهُما
ولصوقهما بِالرَّأْسِ رجل أقْنَفُ وَالْأُنْثَى قَنْفاءُ.
وَرُبمَا سُمّيت الفَيْشَة قَنْفاء تَشْبِيها بِهِ. وَبِه سُمّي
قُنافة. والقَنيف اخْتلفُوا فِيهِ فَقَالَ قوم: القَنيف: السَّحَاب،
وَقَالَ آخَرُونَ: مرّ قَنيف من اللَّيْل، إِذا مرّ هَوِيٌّ مِنْهُ،
وَلَيْسَ بثَبْت. والقَنيف: الْعدَد الْكثير من النَّاس. والقَفْن من
قَوْلهم: قَفَنْتُ الشَّاة أقفِنها قَفْناً، إِذا ذبحتها من قفاها،
فَهِيَ قفينة.
وَأنْشد: ألقَى رَحَى الزَّوْر عَلَيْهِ فطَحَنْ قد قاءَ مِنْهَا
فَرْثَه حَتَّى قَفَنْ والنَّفَق: السَّرَب فِي الأَرْض وَكَذَا فُسِّر
فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: نَفَقاً فِي الأَرْض أَو
سُلَّماً فِي السّماء، وَالله أعلم. وسُمِّي نافقاء اليَربوع من هَذَا
لِأَنَّهُ ينفُق فِيهِ، أَي يدْخل فِيهِ، وَقَالَ)
قوم: يخرج مِنْهُ وَمِنْه اشتقاق الْمُنَافِق لِخُرُوجِهِ عَن الدّين،
وَالِاسْم النِّفاق. ونِئفِق الْقَمِيص، مَهْمُوز مكسور الْفَاء،
فَارسي معرّب، مثل زِئبِر. والنَّفيق: مَوضِع. ونَفِقَ الطعامُ نِفاقاً
فَهُوَ نَافق، إِذا نَفِدَ، وَقد قَالُوا: نَفَقَ. والنَّفاق: ضد
الكساد نَفَقَ ينفُق فَهُوَ نَافق. وَقَالُوا: نَفَقَ الدابّةُ، إِذا
مَاتَ. قَالَ أَبُو بكر: وَلَيْسَ كل أهل اللُّغَة صحّح هَذِه
اللَّفْظَة. وأنفقَ مالَه إنفاقاً، إِذا أتْلفه.
والنَّقْف: نقفُك رأسَ الرجل بعصاً أَو رمح نَفَقْتُه أنفُقه نَفْقاً.
والمِنقاف: ضرب من الوَدَع، وَالْجمع مَناقف. ومِنْقاف الطَّائِر:
منقاره فِي بعض اللُّغَات. وجِذْ نَقيف ومنقوف، إِذا نُقِبَ، أَي
أَكلته الأرَضَة.
(فقو)
الفَقْو: مَوضِع. والفَقْء نَقر فِي صَخْرَة يجْتَمع فِيهِ مَاء
الْمَطَر، وَالْجمع فُقْآن. وفَقَأْتُ عينَ الرجل، مَهْمُوز، أفقَؤها
فَقْأً. وَفَوق: ضد تَحت. وفاقَ الرجلُ قومَه يفوقهم، إِذا علاهم.
والفُوق، فُوق السهْم: مَعْرُوف، وَالْجمع أفواق، ويُجمع فُقاً، على
الْقلب. قَالَ الشَّاعِر:
(ونَبْلي وفُقاها ك ... عراقيبِ قَطاً طُحْلِ)
وانفاق السهمُ، إِذا انْكَسَرَ فُوقه، فَهُوَ أفْوَقُ. وفوّقتُ السهمَ
تفويقاً، إِذا جعلت الْوتر فِي فُوقه، وفُقْتُه أفُوقه، إِذا جعلتَ
لَهُ فُوقاً. وفُواق النَّاقة: بَين حَلبتيها، وَالِاسْم الفِيقة.
قَالَ الْأَعْشَى:
(حَتَّى إِذا فِيقةٌ من ضَرعها اجتمعتْ ... جَاءَت لتُرْضِعَ شِقَّ
النَّفْسِ لَو رَضَعا)
وفاقَ الرجلُ، من الفُواق، وَهِي الرّيح الَّتِي تخرج من معدته، وَقد
هُمز فَقَالُوا: فأقَ يفأق فُؤاقاً.
وَفِي كَلَامهم: رَدَدْتُه بأفْوَقَ ناصلٍ، إِذا أخسستَ حظَّه. وتفوّقَ
الرجلُ الماءَ، إِذا تحسّاه حُسوة بعد حُسوة. والوَقْف: مصدر وَقَفْتُ
الدابّةَ أقِفه وَقْفاً، وَكَذَلِكَ كل شَيْء
(2/967)
حبستَه، ووقفتُ الأرضَ والرجلَ أقِفه
وَقْفاً، وَهَذَا أحد مَا جَاءَ على فعلتُه ففَعَل، وَهِي أحرف.
وَالْوُقُوف: مصدر وقف وقوفاً فَهُوَ وَاقِف. وَبَنُو وَاقِف: بطن من
الْأَوْس. والوَقْف: السِّوار. ومَوْقِف الرجل: حَيْثُ يقف.
والوِقاف: مصدر المواقفة فِي حَرْب أَو خُصُومَة. ووَقيفة الوَعِل: أَن
تُلجئه الْكلاب والرُّماة الى صَخْرَة فَلَا يُمكنهُ أَن ينزل حَتَّى
يُصاد. قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَا تَحْسَبنّي شحمةً من وقيفةٍ ... مطّردةٍ مِمَّا تَصيدُكَ
سَلْفَعُ)
سَلْفَع: اسْم كلبة. وَيُقَال: مَا رَأَيْت من الْمَرْأَة إِلَّا
موقفها، إِذا رأيتَها متبرقعة أَو متنقِّبة. ومَوْقِفا الفَرَس:
الهَزْمتان فِي كَشحيه. وتوقّفتُ على هَذَا الْأَمر، إِذا تلبّثت
عَلَيْهِ. وأخذتُ بقُوفة قَفاهُ)
وبفُوقة قَفاهُ وبصوفة قَفاهُ، وَهُوَ الشَّعَر المتدلّي فِي نقرة
القَفا. وسمّيت القوافي فِي الشِّعر لِأَن بَعْضهَا يقفو بَعْضًا فِي
الْكَلَام، أَي يتلوه. وقَفَوْتُ الرجلَ، إِذا اتّبعته. وقَفَوْتُه،
إِذا قرفتَه بفجور.
وَفُلَان قِفْوتي، أَي تُهمتي، وَهُوَ من قَول الله جلّ وعزّ: وَلَا
تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بهِ علم. وَفُلَان قِفْوتي، أَي خِيرتي، من
قَوْلهم: اقتفيت الشيءَ، أَي اخترته، فَكَأَنَّهُ من الأضداد.
والوَفْق: الشَّيْء المتّفِق وَجَاء الْقَوْم وَفْقاً، أَي متوافقين
ووافقتُه مُوَافقَة ووِفاقاً. وَقد سمّت الْعَرَب موفّقاً ووِفاقاً.
(فقه)
فَقِهَ الرجلُ يفقَه فِقْهاً، فَهُوَ فَقِيه، وَالْجمع فُقَهاء
وَقَالُوا فَقُهَ فِي معنى الْفِقْه أَيْضا. وفَقِهَ عنّي، أَي فَهِمَ
عنّي. والفَهْقَة: المَحالة فِي نُقرة الْقَفَا، وَهِي آخر مَحال
الظّهْر. قَالَ الراجز: لَا ذَنْبَ للبائس إِلَّا فِي الوَرِقْ أَو
تُضْرَبُ الفَهْقَةُ حَتَّى تندلقْ وانفهقَ الْموضع، إِذا اتّسع.
وركيٌّ فَيْهَقٌ، أَي وَاسِعَة. وَرجل متفيهِق: متشدِّد كثير
الْكَلَام. وَفِي الحَدِيث المُسند: إنّ أبغضَكم إليّ الثّرثارون
المتفيهِقون. والقُفّة: وعَاء يُحمل فِيهِ الْجَرَاد وَنَحْوه. وَفِي
الحَدِيث: لَيْت عندنَا مِنْهُ قُفّةً أَو قُفَّتين. الهَقْف،
زَعَمُوا: قلّة شَهْوَة الطَّعَام، وَلَيْسَ بثَبْت.
(فقي)
الفِيقة: مَا اجْتمع فِي الضَّرع من اللَّبن بعد الْحَلب، وَالْجمع
فِيَق وفِيقات. وَالْفَائِق: عظمُ مَوْصِلِ بَين الجمجمة والقفا.
والأَفيق: أَدِيم لَا يُحكم دبغُه، وَالْجمع أَفَق. وآفاق السَّمَاء:
نَوَاحِيهَا، الْوَاحِد أُفُق. قَالَ أَبُو بكر: ويُنسب الى الْآفَاق
أَفَقيّ على غير قِيَاس.
3 - (بَاب الْفَاء وَالْكَاف)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(فَكل)
الفَكَل: أصل بنية قَوْلهم: أَصَابَهُ أفكَلٌ من كَذَا وَكَذَا، أَي
رِعدة. والأفْكَلُ: اسْم رجل من الْعَرَب مَعْرُوف أبي قوم مِنْهُم
يسمَّون الأفاكل.
(2/968)
والفَلَك: فَلَك السّماء الَّذِي ذُكر فِي
التَّنْزِيل فِي قَوْله جلّ وعزّ: فِي فَلَكٍ يَسْبَحون. والفُلْك:
السُّفْن، الْوَاحِدَة وَالْجمع سَوَاء. وَفِي التَّنْزِيل: فِي
الفُلْك المشحون. وفَلْكَة المِغْزَل: مَعْرُوفَة، وَالْجمع فِلَك وكل
مستدير فَلْكَة وَالْجمع فِلَك. والفَلْكَة من الأَرْض: قِطْعَة
مِنْهَا غَلِيظَة تستدير فِي مَوضِع سهل. وَجمع فَلَك أفلاك.
والإفْلِيكان، وَقَالُوا: الإفْنيكان، بالنُّون: لحمتان تكتنفان
اللهاة. وهما الغُنْدُبَتان. وفلّكَ ثديا الْجَارِيَة، إِذا استدارا.
والكَلَف من قَوْلهم: كَلِفَ بالشَّيْء يكلَف كَلَفاً، إِذا أحبّه
فَهُوَ كَلِفٌ بِهِ. وتكلّفتُ الشَّيْء تكلُّفاً، إِذا تجشّمته. وَذُو
كُلاف: مَوضِع. والكُلْفَة من التكلُّف. والتّكْلِفَة: تكْلِفَتُك
الشيءَ وتحمُّلك إيّاه. قَالَ الْأَعْشَى:
(حَتَّى تحمَّلَ مِنْهُ الماءَ تكْلِفَةً ... روضُ القطا فكثيبُ
الغِينةِ السَّهِلُ)
والكُلْفة والكَلَف: حُمرة كَدِرَة بعير أكْلَفُ وناقة كَلْفاءُ، وَمن
ذَلِك أُخذ الكَلَف فِي الخدّ، إِذا ظهر فِيهِ كَدَرٌ فِي لَونه. وَرجل
مكلَّف، إِذا كَانَ يتكلّف مَا لم يُؤمر بِهِ. والكَفَل: كَفَل الدابّة
وَغَيرهَا، وَالْجمع أكفال. وكِفْل الْبَعِير: كسَاء يُعقد طرفاه ثمَّ
يركبه الرّديف اكتفلتُ البعيرَ اكتفالاً. وَرجل كِفْل من قوم أكفال لَا
يثبُتون على الْخَيل. والكِفْل: النَّصِيب والحظّ وَلَيْسَ لَك فِي
هَذَا الْأَمر كِفْل، أَي حظّ. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عُبيدة فِي
قَوْله جلّ وعزّ: يُؤتِكم كِفْلَيْن من رَحمته. وَالْكَفِيل: الَّذِي
يكفُل بك، وَالْجمع كُفَلاء، وَالِاسْم الكَفالة. وكَفَلْتُ الرجلَ
والمرأةَ، إِذا تكفّلتَ مؤونته، فَأَنا كافل وَهُوَ مكفول وَهُوَ معنى
قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: وكَفَلَها زكريّا. وَذُو الكِفْل: الياس
النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. وَالْكَفِيل: الزعيم. وَيَقُولُونَ: رجل
كافل وكفيل، بِمَعْنى.
(فكم)
أُهملت.
(فَكُن)
التفكُّن: التندُّم تفكّن تفكُّناً، أَي تندّم. والفَنَك هَذَا
الملبوس، لَا أَحْسبهُ عَرَبيا صَحِيحا. والفَنيك)
والإفنيك، زَعَمُوا: زِمِجَّى الفَرخ، وَلَا أحُقّه. والفِنْك:
العَجَب. والإفنيكان من عَن يَمِين العَنْفَقَة وشمالها. والكَنَف من
قَوْلهم: فلَان فِي كَنَف فلَان، أَي فِي ناحيته ودفئه، وَالْجمع أكناف
وأكناف كل شَيْء: نواحيه. والكِنْف: وعَاء يتّخذه الرَّاعِي يَجْعَل
فِيهِ أداته. وكل شَيْء سترك فقد كنفك، وَمِنْه اشتقاق الكنيف
لِأَنَّهُ يكنُف مَن دخله، أَي يستره. وَيُقَال: تُرس كنيف، إِذا ستر
حامله. قَالَ لبيد:
(حَريماً يَوْم لم ينفع حَريماً ... سيوفهمُ وَلَا الحَجَفُ الكنيفُ)
وَقد سمّت الْعَرَب كانفاً وكُنَيْفاً ومُكْنِفاً. قَالَ أَبُو بكر:
مُكْنِف بن زيد الْخَيل كَانَ لَهُ غَناء من الرِّدّة مَعَ خَالِد بن
الْوَلِيد، وَهُوَ الَّذِي فتح الرَّيَّ، وَأَبُو حَمّاد الراوية من
سَبْيه.
(2/969)
وَتقول الْعَرَب: تركتُ بني فلَان يتكنّفون
الغِياث، وَذَلِكَ أَن الْمَاشِيَة إِذا موّتت فِي الْعَام المُجدب
جعلُوا الْمَوْتَى كالحظيرة لتكنُف الأحياءَ من الْبرد. وناقة كَنوف:
تبيت فِي كَنَف الْإِبِل، أَي فِي ناحيتها.
والكَفَن: مَعْرُوف، وَالْجمع أكفان. والنّكْفَة، وهما نَكْفَتان، وهما
الموضعان من عَن يَمِين العَنْفَقَة وشمالها حَيْثُ لَا ينْبت
الشَّعَر. ونَكِفَ الرجلُ عَن الْأَمر ينكَف نَكَفاً واستنكف عَنهُ
استنكافاً، إِذا أنِفَ مِنْهُ، فَهُوَ ناكف. ويَنْكَف: مَوضِع.
وينْكَف: اسْم ملك من مُلُوك حِمير.
(فكو)
التكوّف: التجمّع هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي، قَالَ: وَبِه سُمّيت
الْكُوفَة لِأَن سَعْدا لما افْتتح القادسيّةَ نزل الْمُسلمُونَ
الأنبارَ فآذاهم البَقُّ فَخرج فارتاد لَهُم مَوضِع الْكُوفَة وَقَالَ:
تكوّفوا فِي هَذَا الْموضع، أَي اجتمِعوا فِيهِ. وَكَانَ المفضَّل
يَقُول: إِنَّمَا قَالَ لَهُم: كوِّفوا هَذَا الرمل، أَي نَحّوا رملَه
وانزلوا. قَالَ أَبُو بكر: والكُوَيْفة أَيْضا يُقَال لَهَا كُوَيْفة
عَمْرو، وَهُوَ عَمْرو بن قيس من الأزْد، وَكَانَ أبْرَوِيز لمّا انهزم
من بَهْرام جُويِين نزل بِهِ فقَراه وَحمله فَلَمَّا رجل الى ملكه
أقطعه ذَلِك الْموضع. وَتقول: تركتُ القومَ فِي كُوفانٍ، وَفِي مثل
كُوفان، أَي فِي أَمر مختلط.
والكُوَيْفة: مَوضِع أَيْضا. والكُفْء مَهْمُوز، وَرُبمَا لم يُهمز
فَقَالُوا: كُفْوٌ، وستراه فِي بَابه إِن شَاءَ الله. والوَكْف: مصدر
وَكَفَ البيتُ يكِف وَكْفاً ووكيفاً، وَمِنْه قَوْلهم: لَيْسَ فِي
هَذَا الْأَمر وَكْف وَلَا وَكَف، أَي فَسَاد وَضعف. وتوكّفتُ خبر
فلَان، أَي انتظرته.
(فكه)
الفَكّة: نجم من نُجُوم السَّمَاء. والفَكّة: الضعْف. قَالَ
الشَّاعِر:)
(الحزمُ والقوّةُ خيرٌ من الإ ... دهانِ والفَكّةِ والهاعِ)
وكُفّة الثَّوْب: ناحيته. وكِفّة الْمِيزَان: مَعْرُوفَة، قَالَ
الْأَصْمَعِي: كل شَيْء مستدير كِفّة، وكل شَيْء مستطيل كُفّة. وكِفاف
الرَّأْس مثل حِفافه سَوَاء، وَهِي نواحيه. والكَهْف: كَهْف الْجَبَل،
وَالْجمع كهوف وكِهاف. وتكهّف الجبلُ، إِذا صَارَت فِيهِ كهوف،
وَكَذَلِكَ تكهّفتِ البئرُ وتلجّفت وتلقّفت، إِذا أكل الماءُ
أَسْفَلهَا فسمعتَ للْمَاء فِي أَسْفَلهَا اضطراباً. والكَهْف،
زَعَمُوا: السرعة فِي الْمَشْي والعَدْو، وَهُوَ فعل ممات مِنْهُ
بِنَاء كَنْهَفَ عنّا، إِذا تنحّى.
(فكي)
كَيفَ: كلمة يُستفهم بهَا. فَأَما قَوْلهم: هَذَا شَيْء لَا يكيَّف،
فَكَلَام مولَّد هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي.
وَفُلَان كفيء لفُلَان، إِذا كَانَ مكافئاً لَهُ. قَالَ الفرزدق:
(أما كَانَ عبّادٌ كفيئاً لدارمٍ ... بلَى ولأبياتٍ بهَا الحُجُراتُ)
3 - (بَاب الْفَاء وَاللَّام)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(فَلم)
الفَلَم: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق الفَيْلَم، وَهِي الجُمّة
الْعَظِيمَة. قَالَ الهُذلي:
(2/970)
(ويحمي المُضافَ إِذا مَا دَعَا ... إِذا
فرّ ذُو اللِّمّة الفَيْلَمُ)
وَزعم قوم من غير الْبَصرِيين أَن الفَيْلَم المُشط العريض. واللِّفام
اخْتلفُوا فِيهِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اللِّفام واللِّثام وَاحِد،
وتلفّمت الْمَرْأَة مثل تلثّمت، إِذا أثنت قناعَها على فِيهَا وَقَالَ
الْأَصْمَعِي: بل اللِّفام مَا كَانَ على الْفَم، واللِّثام مَا كَانَ
على طرف الْأنف وَقَالَ أَبُو بكر: وَفصل الْأَصْمَعِي بَينهمَا
فَقَالَ: تلفّمت إِذا وضعت قناعها على طرف أنفها، وتلثّمت إِذا وَضعته
على فِيهَا، وتنقّبت إِذا وَضعته على عِرنينها، وَهُوَ آخر الْأنف.
(فَلَنْ)
قَوْلهم فلَان: مَعْرُوف. وَبَنُو فُلان: بطن من الْعَرَب، اسْم
أَبِيهِم فُلان. والنَّفَل: وَاحِد الْأَنْفَال.
وَيُقَال: نفّل السلطانُ فلَانا، إِذا أعطَاهُ سَلَبَ قَتِيل قَتله
يُقَال: نفّله تنفيلاً ونَفَلَه بِالتَّخْفِيفِ، لُغَتَانِ فصيحتان.
والنافلة: مَا يفعل الرجل ممّا لَا يجب عَلَيْهِ إِلَّا تفضّلاً،
وَالْجمع نوافل. ونوْفَل: اسْم مشتقّ من الرجل الْكثير النَّوَافِل.
قَالَ الشَّاعِر:)
يأبَى الظُّلامةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ الزُّفَر: المزدفِر
بالأثقال المطيق لحملها. والنَّفَل: ضرب من النبت. وَقد سمّت الْعَرَب
نَوْفَلاً ونُفَيْلاً.
(فَلَو)
الفَلْو: المفتلَى من أمّه، أَي الْمَأْخُوذ عَنْهَا. فَأَما قَول
الْعَامَّة فَلْوٌ فخطأ. قَالَ الراجز: كَانَ لنا وَهُوَ فَلُوٌّ
نَرْبُبُهْ مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يطير زَغَبُهْ والفول: حَبّ نَحْو
الحِمَّص يُؤْكَل. وَأهل الشَّام يسمّون الباقلاّء الْيَابِس: الفول.
واللَّفْو من قَوْلهم: لَفَوْتُ اللَّحْم عَن الْعظم ألفوه لَفْواً،
ولَفَأْتُه عَنهُ، إِذا قشرتَه. وتوالف الشيءُ موالفةً ووِلافاً، إِذا
أُلِّف وَقَالَ أَيْضا: إِذا ائتلف بعضُه الى بعض. وبرق وِلاف، إِذا
برق مرّتين مرّتين، وَهُوَ الَّذِي يخطِف خطفتين فِي وَاحِدَة، وَلَا
يكَاد يفخلف. والوَفَل: الشَّيْء الْقَلِيل، زَعَمُوا مَا أعطَاهُ
إِلَّا وَفَلاً.
(فَلهُ)
اللَّهَف من التلهُّف لَهِفَ يلهَف لَهَفاً وتلهّف تلهُّفاً، فَهُوَ
لَهيف ولاهف ولَهْفان. والهَلَف: فعل ممات، وَمِنْه اشتقاق رجل
هِلَّوْف، وَهُوَ الْكثير الشَّعَر الجافي ولحية هِلَّوْفَة: كَثِيرَة
الشَّعَر.
(فلي)
الفِليّ: جمع فلاة. والفِيل: مَعْرُوف. وَرجل فَيِّل الرَّأْي، وفائل
الرَّأْي، وفِيل الرَّأْي وَفِي رَأْيه فَيالة، أَي ضعف. وَقَالَ
يُونُس: قَالَ لي رؤبة: مَا كنت أَخَاف أَن أرى فِي رَأْيك فَيالة، أَي
ضعفا. والفائل: عرق فِي وَرِك الْفرس، وَهُوَ الفال أَيْضا. وَجمع
الفِيل أفايل وفُيول وفِيَلة.
وألفيتُ الرجلُ أُلفيه إلفاءً، إِذا لَقيته. ولِيف النّخل: مَعْرُوف
وليّفتِ الفسيلةُ تلييفاً، إِذا غلظت وَكثر ليفُها.
3 - (بَاب الْفَاء وَالْمِيم)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(فَمن)
أُهملت.
(2/971)
(فمو)
الفُوم: الزَّرْع أَو الْحِنْطَة، وَالله أعلم. وأزد السَّراة يسمّون
السُّنْبُل فُوماً هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبيدة فِي كتاب الْمجَاز.
وَأنْشد:
(وَقَالَ ربيئُهم لمّا أَتَانَا ... بكفِّه فُومةٌ أَو فُومتانِ)
ويُروى: وليُّهم. قَالَ أَبُو بكر: هَكَذَا لغته بكفِّه، مخفَّفة
الْهَاء غير مشبعة.
(فَمه)
الفَهْم والفَهَم: معروفان وَرجل فَهْم من قوم فُهَماء. وفَهْم: أَبُو
قَبيلَة من الْعَرَب، فَهْم بن عَمْرو بن قيس عَيْلان.
(فمي)
أُهملت فِي جَمِيع الْوُجُوه إِلَّا فِي قَوْلهم: فِئام من النَّاس،
أَي جمَاعَة من النَّاس. قَالَ الشَّاعِر:
(كَأَن مَجامعَ الرَّبَلات مِنْهَا ... فِئامٌ ينظرُونَ الى فِئامِ)
قَالَ أَبُو بكر: فِئَام يُهمز وَلَا يُهمز.
3 - (بَاب الْفَاء وَالنُّون)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(فنو)
النَّوْف: سَنام الْبَعِير، وَبِه سُمّي الرجل نَوْفاً. وَبَنُو نَوْف:
بطن من الْعَرَب أَحْسبهُ من هَمْدان.
وناف البعيرُ ينوف نَوْفاً، إِذا طَال وارتفع، فَهُوَ نِياف كَمَا ترى.
وربّما سمّي مَا تقطعه الخافضة من الْجَارِيَة نَوْفاً، زَعَمُوا.
ونَوْف البَكاليّ من بني بَكال من حِمير: صَاحب عليّ عَلَيْهِ
السَّلَام.
والوَفْن، يُقَال: جِئْت على وَفْن فلَان، أَي على إثْرِه، وَلَيْسَ
بثَبْت.
(فنه)
النَّفْه ممات، مِنْهُ رجل منفَّه: ضَعِيف الْقلب نفّهتُ الرجل تنفيهاً
فَهُوَ منفَّه، وَقَالُوا: نُفِهَ فَهُوَ منفوه، وَلَيْسَ بثَبْت.
والنّافِه: المُعْيي مستعمَل صَحِيح.
(فني)
يُقَال: مَا أَلْقَاهُ إِلَّا الفَيْنَة بعد الفَيْنَة، أَي
أَحْيَانًا. وَيُقَال: أَيْضا: الحِينة بعد الحِينة. والنَّيِّف:
الزِّيَادَة، من قَوْلهم: نيَّف على السّبْعين، أَي زَاد عَلَيْهَا.
وأناف الجبلُ، إِذا ارْتَفع، فَهُوَ مُنيف. والنَّفي: مصدر نَفَيْتُ
الشَّيْء أنفيه نَفْياً. والنَّفِيّ: مَا نَفَاهُ الرِّشاءُ من المَاء
والطين حَتَّى ينتضح، وَمَا نفته الحوافرُ من الْحَصَى وغيرِه فِي
السّير. وَأنْشد للمثقِّب العبديّ:
(كأنّ نَفِيَّ مَا تُلقي يداها ... قِذافُ غريبةٍ بيدَي مُعينِ)
وَقَالَ آخر فِي نَفِيّ الرِّشاء: كأنّ مَتْنَيَّ من النَّفِْيِّ من
طول إشرافي على الطَّويِّ مَواقع الطير على الصُّفِيِّ جمع صَفاً.
(2/972)
واليَفَن: الشَّيْخ الهَرِم. قَالَ
الْأَعْشَى:
(وَمَا إِن أُرى الموتَ فِيمَا خلا ... يغادرُ من شارخٍ أَو يَفَنْ)
وفَنِيَ الشيءُ يفنى فَناءً، مَمْدُود. والفَنا، مَقْصُور: حَبّ
أَحْمَر مَعْرُوف. والفِناء: فِناء الدَّار.
3 - (بَاب الْفَاء وَالْوَاو)
(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)
(فوه)
الفَوَه: عِظَم الْفَم واتّساعه فَوِهَ الرجلُ يَفْوَه فَوَهاً، فَهُوَ
أفْوَهُ يُقَال: رجل أفْوَهُ وَامْرَأَة فَوهاءُ، وَكَذَلِكَ فِي
الْخَيل. قَالَ الشَّاعِر:
(فَهِيَ فَوْهاءُ كالجُوالق فُوها ... مستجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشّكيمُ)
وطعنة فَوْهاء: وَاسِعَة. والأفْوَه الأوديّ: شَاعِر من شعراء
الْعَرَب. ويصغّر الْفَم فُوَيْهاً فِي بعض قَول النَّحْوِيين، وَلَهُم
فِيهِ كَلَام لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه. والواهف: سادِن البِيعة،
زَعَمُوا. وَفِي الحَدِيث: وَلَا يُزالَنَّ واهفٌ عَن وِهافته، وَقد
قُلب فَقَالُوا: وافِهٌ. والهَفْو: مصدر هفا يهفو هَفْواً، إِذا سَهَا.
وهفا القلبُ يهفو، إِذا أَصَابَته خِفّة. وَقَالَ أَيْضا: وهفا قلبُه
عَن الشَّيْء، إِذا استخفّه طربٌ أَو حزنٌ. وَفِي كَلَامهم: لكلّ صارم
نَبوة، ولكلّ جَواد كَبوة، وَلكُل عَالم هَفوة. وَفِي دُعَاء بَعضهم:
سُبْحَانَ من لَا يلهو وَلَا يهفو. وريح هُوف: بَارِدَة شَدِيدَة
الهبوب. وَرجل هُوف، إِذا كَانَ خاوياً لَا خير عِنْده. وَفِي كَلَام
أمّ تأبّط شَرّاً: وَالله مَا كَانَ بعُلْفوف تَلُفُّه هُوف حَشْوُه
صوف. وهوافي الْإِبِل مثل هواميها سَوَاء، وَهِي ضَوالُّها. وَقد رُوي
فِي الحَدِيث أَن الْجَارُود سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله
وسلّم عَن هوامي الْإِبِل، وَقَالَ قوم: هوافي، وهما سَوَاء.
(فوي)
وَفَى يَفِي وَفَاء وأوفَى يُوفي إِيفَاء، لُغَتَانِ صيحتان. قَالَ
الشَّاعِر:
(وَفاءٌ مَا مُعَيّةُ من أَبِيه ... لمن أوفَى بعهدٍ أَو بعَقْدِ)
وأوفيتُ على الشَّيْء، إِذا علوته. وأوفَى على الْخمسين، إِذا زَاد
عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو حَاتِم: كَانَ الْأَصْمَعِي يدْفع أوفى ثمَّ
أجَازه بعد ذَلِك وعرفه.
3 - (بَاب الْفَاء وَالْهَاء وَالْيَاء)
(فَهِيَ)
رجل فَيِّه: شَدِيد الْأكل، وَكَذَلِكَ سَائِر الْحَيَوَان. وَيُقَال:
فُهْتُ بالْكلَام أفوه بِهِ
وأَفِيه. والهَيْف: ريح حارّة بَين الْجنُوب والدَّبور يهيف مِنْهَا
ورقُ الشّجر، أَي يسْقط. وَرجل أهْيَف وَامْرَأَة هَيْفاءُ من قوم هِيف
خماصِ الْبُطُون. وَمثل من أمثالهم: ذهبتْ هَيْفٌ لأذيالها، أَي لشأنها
يُقَال ذَلِك للشَّيْء إِذا انْقَضى.
انْقَضى حرف الْفَاء وصلّى الله على سيّدنا مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة
وَآله وسلّم.
(2/973)
|