جمهرة اللغة

 (حرف الْكَاف فِي الثلاثي الصَّحِيح)

(وَمَا تشعب مِنْهُ)

3 - (بَاب الْكَاف وَاللَّام)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(كلم)
الكَلِمَة: مَعْرُوفَة، الْوَاحِدَة من الكَلِم وَالْكَلَام كلّمتُه تكليماً وتكلّمت تكلُّماً. وَذكر أَبُو زيد أَن الْعَرَب تَقول: الرّجلَانِ لَا يتكالمان، فِي معنى لَا يتكلّمان. وكَلَمْتُ الرجلَ أكلِمه كَلْماً، إِذا جرحته فَهُوَ كليم ومكلوم، والجراح كِلام، وَقوم كَلْمَى مثل جَرْحَى. والكُلام: الطين الْيَابِس أَو الأَرْض الغليظة، زَعَمُوا، وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته. وكَمَلَ الرجلُ يكمُل كمالاً وكُمولاً فَهُوَ كَامِل، وأكمله الله فَهُوَ مُكْمَل. وَقد سمّت الْعَرَب كَامِلا وكُمَيْلاً ومكمِّلاً ومُكْمِلاً وكُمَيْلَة. ولَمَك: اسْم، وَلَيْسَ بعربي صَحِيح. واللَّكْم: الضَّرْب بِالْيَدِ مَجْمُوعَة، وَأَصله من قَوْلهم: خُفّ ملكّم، يَعْنِي خُفّ الْبَعِير إِذا كَانَ صلباً شَدِيدا. وجبل اللُّكام: مَعْرُوف. والمَكْل من قَوْلهم: مَكَلَ ماءُ الْبِئْر مُكولاً، إِذا قلّ. وبئر مَكول، وَمَا فِيهَا إِلَّا مُكْلَة ومَكْلَة، أَي شَيْء قَلِيل. والمُلْك: اسْم يجمع مَا يحويه المَلِك، وسُمّي الملِك مَلِكاً بذلك. والمِلْك: مَا يحويه الإنسانُ من مَاله، فَكَأَن المِلْك دون المُلْك وكل مُلْكٍ مِلْكٌ وَلَيْسَ كل مِلْكٍ مُلْكاً. والمِلْك: الْبِئْر ينْفَرد بهَا الْإِنْسَان يُقَال: لي فِي هَذَا الْوَادي مِلْك، أَي بِئْر. والمَلِك: الله تبَارك وَتَعَالَى. وَرَبِيعَة تسمّي المَلِك مَلْكاً. قَالَ الْأَعْشَى:
(فَقَالَ للمَلْك أطْلِقْ منهمُ مائَة ... رِسْلاً من القَوْل مخفوضاً وَمَا رَفَعا)
وَوَاحِد الْمَلَائِكَة مَلَك، وَرُبمَا هُمز فَقيل: مَلأك، وَرُبمَا قَالُوا للْجَمِيع مَلَك. وَقد جَاءَ فِي التَّنْزِيل: والمَلَك على أرجائها، فَهَذَا الْجَمَاعَة، وَالله أعلم وَقَالَ: والمَلَكُ صَفّاً صَفّاً. وَقد سمّت الْعَرَب مالِكاً ومُلَيْكاً ومِلْكان. والأمْلوك: قوم من الْعَرَب من حِمير كتب إِلَيْهِم النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَآله)
وسلّم: الى أمْلُوك رَدْمان. وَيُقَال: هَذَا مَلاك الْأَمر وملاكه، أَي قَوامه. وَشَهِدْنَا إملاك فلَان.
وملّكتُ فلَانا كَذَا وَكَذَا، إِذا بسطتَ يَده فِيهِ، تَمْلِيكًا. وَجمع مَلِك أَمْلَاك وملوك، وَجمع مِلْك أَمْلَاك، ويُجمع المَلَك أملاكاً وملائك. وأصل الْمَلَائِكَة الْهَمْز، الْوَاحِد مَلأك.

(2/981)


قَالَ الشَّاعِر:
(فلستَ لإنسيٍّ ولكنْ لمَلأكٍ ... تنزّلَ من جَوِّ السَّمَاء يَصوبُ)
واشتقاق ذَلِك من المألُكة، وَهِي الرسَالَة، وَالْجمع مآلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(أبْلِغِ النُّعْمانَ عنّي مأْلُكاً ... أنّه قد طَال حبسي وانتظاري)

(كلن)
اللَّكَن: ثِقَل اللِّسَان كالعُجمة رجل ألْكَنُ وَامْرَأَة لَكْناءُ من قوم لُكْن. ونَكَلْتُ عَن الشَّيْء نُكولاً.
ونكّلتُ بِالرجلِ تنكيلاً من النَّكال. والمَنْكَل: الشَّيْء الَّذِي ينكِّل بِمن أَصَابَهُ. قَالَ الراجز: وارْمِ على أقفائهم بمَنْكَلِ بصخرة أَو عُرْضِ جيشٍ جَحْفَلِ والنَّكْل: الْقَيْد، وَالْجمع أنكال. والنَّكْل أَيْضا: حَدِيدَة اللِّجام. وَرجل ناكِل عَن الْأُمُور: ضَعِيف عَنْهَا. والنُّكْلَة من قَوْلهم: نكَّل بِهِ نُكْلَةً قبيحةً، كَأَنَّهُ رَمَاه بِمَا ينكِّله بِهِ.
(كَلَوْ)
الكُلْوَة: لُغَة فِي الكُلْيَة، كُلْيَة الْإِنْسَان والدابّة. واللَّوْك: مصدر لاكه يلوكه لَوْكاً، إِذا أداره فِي فِيهِ ولاك الفرسُ اللِّجامَ، إِذا أداره فِي فِيهِ أَيْضا. وكل شَيْء مضغته فقد لُكْتُه لَوْكاً. وَرجل يلوك أَعْرَاض النَّاس، إِذا كَانَ يَقع فيهم. وَرجل وَكَلٌ بيِّن الوَكال، إِذا كَانَ يكِل أمرَه الى النَّاس فَلَا يَكْفِي نفسَه. وتواكل القومُ تواكلاً ووِكالاً، وَرُبمَا اشتقّوا من هَذَا مُفاعلة، فَقَالُوا مُواكلة وَأكْثر مَا تكون المواكلة من الْأكل فِي قَوْلهم: فلَان يواكِل فلَانا، أَي يَأْكُل مَعَه. ووَكَلْتُ فلَانا الى كَذَا وَكَذَا أَكِلُه وَكْلاً ووُكولاً وَتقول: كِلْني الى كَذَا وَكَذَا، أَي دَعْنِي أقِم بِهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(كِليني لهَمٍّ يَا أمَيْمَة ناصِبِ ... وليلٍ أُقاسيه بطيءِ الكواكبِ)
أَي دَعيني وإيّاه. وَمِنْه اشتقاق الْوَكِيل. وَرجل وُكَلَة تُكَلَة، إِذا كَانَ يتّكل على النَّاس ويوكِّل أمرَه إِلَيْهِم. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن امْرَأَة شاورت أُخْرَى فِي رجل تتزوّجه فَقَالَت: لَا تفعلي فَإِنَّهُ وُكَلَة تُكَلَة يَأْكُل خِلَلَه.
(كُله)
)
الكِلّة الَّتِي تُنصب كالخِدْر، وَالْجمع كِلَل عَرَبِيّ مَعْرُوف. وكَلَّ السيفُ كِلّةً. وكلَّ البصرُ كُلولاً، وكلَّ البعيرُ كَلالاً. والكَهْل من الرِّجَال: المجاوز حدَّ الشَّبَاب رجل كَهْل وَامْرَأَة كَهْلَة، وَالْجمع كُهول وأحسبهم قد قَالُوا كِهال، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته. وَفِي الحَدِيث: هَل فِي أهلِكَ مَن كاهلَ أَو من كاهلٍ. واكتهلَ النبتُ اكتهالاً، إِذا تمّ واشتدّ. والكاهل: بَين الكفتين من الْإِنْسَان والدابّة، وَالْجمع كَواهل. وَقد سمّت الْعَرَب كَهْلاً وكُهَيْلاً وكاهلاً، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة مِنْهُم.

(2/982)


والهَكْل من قَوْلهم: تهاكلَ القومُ فِي أَمر، إِذا تنازعوا فِيهِ ذكره بعض أهل اللُّغَة وَلَا أعرف صحّته.
والهَكْل: أصل بِنَاء الهَيْكَل، وَهُوَ الْعَظِيم من الْخَيل وَغَيرهَا، وربّما سُمّي ديرُ النّصارى هيْكَلاً.
وهَلَكَ يهلِك هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً، فَهُوَ هَالك، وأهلكه الله إهلاكاً. وَقد قَالُوا: هلَكَه الله أَيْضا، فِي معنى أهلكه الله. قَالَ العجّاج: ومَهْمَهٍ هالِكِ مَن تعرَّجا هائلةٍ أهوالُه مَن أدْلَجا أَرَادَ: مُهْلِكِ من تعرّجا. وَامْرَأَة هَلوك، إِذا كَانَت تتهالك فِي مِشيتها، وَهُوَ استرخاء فِي الْمَشْي.
قَالَ الشَّاعِر:
(السالكُ الثُّغْرَة اليقظانَ كالِثُها ... مَشْيَ الهَلوكِ عَلَيْهَا الخَيْعَلُ الفُضُلُ)
وَرُبمَا سُمّيت الْفَاجِرَة هَلوكاً من ذَلِك. وانهلكَ الرجلُ، إِذا حمل نفسَه على الْأَمر الصعب.
والهالكيّ: القَيْن وأصل ذَلِك أَن بني الْهَالِك بن عَمْرو بن أسَد بن خُزيمة كَانُوا قُيوناً فَجرى ذَلِك حَتَّى سُمّي كل قَيْن هالِكيّاً. وَجمع هَالك هَلْكَى، أَخْرجُوهُ مُخْرَج مَرْضَى وجَرْحَى.
(كلي)
كِلْتُ الشيءَ أكيله كَيْلاً وأوفاني الكِيلَة، إِذا أوفاكَ مَا يَكيلك إِيَّاه. وَمثل من أمثالهم: أحَشَفاً وسُوءَ كِيلةٍ. بِالنّصب لَا غير هَكَذَا جَاءَ الْمثل فِي قَول الْبَصرِيين. ولَكِئ بِالْمَكَانِ، إِذا أَقَامَ بِهِ، يُهمز وَلَا يُهمز.
3 - (بَاب الْكَاف وَالْمِيم)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(كمن)
كَمَنَ الشيءُ فِي الشَّيْء وكَمُنَ يكمُن كُموناً، إِذا توارى فِيهِ، وَالشَّيْء كامِن وَمِنْه سمي الكَمين فِي الْحَرْب. وكل شَيْء استتر بِشَيْء فقد كمَنَ فِيهِ كُموناً. والكُمْنَة: ظُلمة تحدث فِي الْعين رجل مكمون. والمَكْن والمَكِن: بَيْض الضِّباب، الْوَاحِدَة مَكْنَة ومَكِنَة. وضَبّة مَكون، إِذا كَانَ فِي بَطنهَا مَكْن. وَفِي الحَدِيث: ضَبّة مَكونٌ أحبُّ إليّ من دجَاجَة سَمِينَة. والمَكْنان، وَقَالُوا المَكَنان: ضرب من النبت، الْوَاحِدَة مَكْنانة. وَيُقَال: أمكنَ المكانُ، إِذا أنبتَ المَكَنانَ. وَالْمَكَان: مَكَان الْإِنْسَان وَغَيره، وَالْجمع أمكِنة. وَلفُلَان مَكانة عِنْد السُّلْطَان، أَي منزِلة وَرجل مَكين من قوم مُكَناءَ عِنْد السُّلْطَان. وتمكّنتُ من كَذَا وَكَذَا تمكُّناً، واستمكنتُ مِنْهُ استمكاناً.
(كمو)
الكَمْء: وَاحِد الأكْمُؤ قَالَ أَبُو بكر: والكَمْأة لَيْسَ لَهَا جمع من لَفظهَا. والكَمْوُ لمن لَا يهمز فَهُوَ هَذَا الكَمْأة، وَهُوَ اسْم للْجِنْس. وعَجُز مؤكّم: كثير اللَّحْم. والكَوْم: مصدر كامَ الفرسُ الحِجْرَ يكومها كَوماً. وناقة كَوْماءُ: عَظِيمَة السّنام، والجمل أكْوَمُ من إبل كُوم. وكوّمت الشيءَ تكويماً، إِذا جمعته. والكُومَة من الطَّعَام وَغَيره: الشَّيْء الْمَجْمُوع مِنْهُ. والأكْوَمان: تَحت الثُّندُؤتين. قَالَ الشَّاعِر:
(وإنّي امْرُؤ أطوي لمولايَ سرَّتي ... إِذا أثّرت فِي أكْوَمَيْكَ الناملُ)
ويروى: أخدَعَيْك ويُروى: شِرَّتي، وَالْأول الْوَجْه. قَالَ

(2/983)


أَبُو بكر: أَرَادَ بالمِصراع الْأَخير السِّمَن، وبالأوّل تقتيره على نَفسه. وكُومة: اسْم امْرَأَة. والمَكْو من قَوْلهم: مَكا يمكو مَكْواً ومُكاءً، وَهُوَ شَبيه بالصّفير. قَالَ الشَّاعِر:
(وحليلِ غانيةٍ تركتُ مجدَّلاً ... تمكو فريصتُه كشِدْق الأعلَمِ)
وَكَذَلِكَ فُسّر قَوْله جلّ وعزّ: إِلَّا مُكاءً أَنه الصفير، وَالله أعلم. والمَكْو أَيْضا: جُحر الحيّة والضّبّ، يُهمز وَلَا يهمز، وَهُوَ المَكا أَيْضا، وَهُوَ اسْم. قَالَ الشَّاعِر:
(وَكم دونَ بيتِك من صَفْصَفٍ ... وَمن حَشَرٍ جاحرٍ فِي مَكا)
والمُكّاء: طَائِر، واشتقاقه من المَكْو، وَهُوَ الصفير. قَالَ الشَّاعِر:)
(إِذا غرّدَ المُكّاءُ فِي غير رَوضةٍ ... فويلٌ لأهل الشَّاء والحُمُراتِ)

(كمه)
الكَمَه: مصدر كَمِهَ يكمَه كَمَهاً، وَهِي الظُّلمة تطمِس على الْبَصَر وَالرجل أكْمَهَ. وَرُبمَا قَالُوا: كَمِهَ النهارُ، إِذا اعترضت فِي الشَّمْس غُبرة. وكَمِهَ الإنسانُ، إِذا تغيّر لَونه. وَرُبمَا قَالُوا للمستلَب الْعقل أكْمَه. وَقَالَ قوم: الأكْمَه: الَّذِي يُولد أعمى، وأحسب أَبَا عُبَيْدَة قَالَ ذَلِك. قَالَ الراجز: جهجهتُ فارتدّ ارتدادَ الأكْمَهِ فَهَذَا يُمكن أَن يكون من كَمَهِ الْبَصَر، وَمن كَمَهِ الْعقل. والكَمْأة مَهْمُوزَة، وتراها فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله. والمَهْك من قَوْلهم: مَهَكْتُ الشيءَ أمهَكه مَهْكاً، إِذا بالغت فِي سحقه أَو وَطئه، فَهُوَ ممهوك وممهَّك. ومكّة اشتقاقها من امتكّ الفصيلُ ضرْعَ أمّه، إِذا استخرج جَمِيع مَا فِيهِ، وَإِنَّمَا سفمّيت بذلك لقلَّة مَائِهَا. والهَكْم من قَوْلهم: تهكّم فلَان علينا تهكُّماً، إِذا تعدّى فِي القَوْل، وَهُوَ شَبيه بالهُزْء فِيهِ. والهَمْك: أصل بِنَاء انهمكَ فِي الشَّيْء ينهمك انهماكاً، إِذا لجّ فِيهِ. وكَهَمَ الرجل وكَهُمَ، بِالْفَتْح وَالضَّم، يكهَم ويكهُم كَهامةً فَهُوَ كَهام وكَهيم وَيُقَال ذَلِك للسيف إِذا كلَّ وللرجل إِذا ضعف. وَمِنْه اشتقاق كَيْهَم، وَهُوَ اسْم.
(كمي)
كَمَى الشَّهَادَة يكميها كَمْياً، إِذا سترهَا. وتكمّى فِي السِّلَاح تكمّياً، وَمِنْه اشتقاق اسْم الكَمِيّ. وكل مَا كماك فقد سترك، وَمِنْه اشتقاق الكُمّة.
3 - (بَاب الْكَاف وَالنُّون)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(كنو)
الكَوْن: مصدر كَانَ يكون كَوْناً. والنُّوك: الحُمْق رجل أنْوَكْ وَامْرَأَة نَوْكاءُ من قوم نَوْكَى ونُوكٍ، وَالِاسْم النَّواكة. والوَكْن والمَوْكِن: وَكْر الطَّائِر، وَالْجمع وُكون ووُكور ومَواكن، وَهِي مَجْثَمُه فِي ثَقب صَخْرَة أَو أكَمَة. وَفِي الحَدِيث: أقِرّوا الطيرَ فِي مَواكمها، وَقَالُوا: فِي مَكُناتها، وَقَالُوا: وُكُناتها. وطائر واكن من طير وُكون.

(2/984)


فَأَما نكأت الجُرح وَغَيره فمهموز ترَاهُ فِي بَابه إِن شَاءَ الله. وكَنَوْتُ: لُغَة فِي كَنَيْتُ.
(كنه)
كَنّة الرجل: امْرَأَة ابْنه أَو أَخِيه أَو مَا أشبه ذَلِك من ذَوي قرَابَته. قَالَ الشَّاعِر:
(هِيَ مَا كنَّتي وتزْ ... عُمُ أنّي لَهَا حَمُو)
وَبَنُو كُنّة: بطن من الْعَرَب يُنسبون الى أمّهم، وأحسبهم فِي ثَقِيف أَو حُلفاء فيهم. وكُنْه الشَّيْء: وقته أتيتُ هَذَا فِي غير كُنْهِه، أَي فِي غير وقته. وَيكون الكُنْه أَيْضا القَدْر فعلتُ فَوق كُنْه قَدْرك وكُنْه استحقاقك. والنَّهْك: مصدر نَهِكَه المرضُ يَنْهَكه نَهْكاً، فَهُوَ منهوك وَالْمَرَض نَاهِك.
وَرجل نَهيك: شُجَاع مُقْدِم. وانتهك الرجلُ المحارمَ فَهُوَ منتهِك لَهَا، إِذا أَقْدَام عَلَيْهَا. وسُمّي الرجل نَهيكاً بالشجاعة. والكَهْن: أصل بِنَاء الكَهانة تكهّن الرجلُ تكهُّناً، وَقَالُوا: تكهيناً، وَالْأول أَعلَى وكَهُنَ كَهانةً فَهُوَ كَاهِن. والنّكْه: مصدر نَكَهْتُه نَكْهاً، إِذا استنكهتَه وَرُبمَا قَالُوا كُهْتُه، فِي معنى استنكهتُه. وَفِي الحَدِيث: فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْت لمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام: كَهْ فِي وَجْهي، أَي تنفّسْ. والكَهاة: النَّاقة الواسعة جلد الأخلاف نَاقَة كَهاة، لَا جمع لَهَا من لَفظهَا، وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: كَهَوات، وَلَيْسَ بالمأخوذ بِهِ. قَالَ طرفَة:
(فمرّت كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ ... عقيلةُ شيخٍ كالوَبيل يَلَنْدَدِ)
ويُروى: فَجَاءَت كهاةُ كالفَنيق جُلالةٌ الوَبيل: الْعَصَا الغليظة والخَيْف: وعَاء ضَرعها والجُلالة: الغليظة ويَلَنْدَد: بخيل عسِر. وتهكّن الرجلُ وتفكّن، إِذا تندّم.
(كني)
كَنَيْتُ الرجلَ أكنيه وكنّيتُه أكنّيه تكنيةً، وكَنَيْتُ عَن الشَّيْء وَغَيره أكني عَنهُ لَا غير. والكَيْن:)
لحم بَاطِن الفَرْج. قَالَ الراجز: إِذا وَجدْنَ مسَّه تنزّيْنْ ينتزعُ الجلدةَ عَن لحم الكَيْنْ وَقَالَ جرير:
(غَمَزَ ابنُ مُرّةَ يَا فرزدقُ كَيْنَها ... غَمْزَ الطبيبِ نغانغَ المعذورِ)

3 - (بَاب الْكَاف وَالْوَاو)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(كوه)
كَوِهَ يكْوَه كَوَهاً، وتكوّهت عَلَيْهِ أمورُه، إِذا تفرّقت واتّسعت، وَمِنْه اشتقاق الكَوّة. والهَوَك: التحيّر فِي الْأُمُور. وَفِي الحَدِيث: أمُتَهَوّكون أَنْتُم.
(كوي)
كَوَيْتُ الشيءَ أكويه كَيّاً، وَهَذِه الْيَاء مَقْلُوبَة عَن الْوَاو، يَعْنِي الَّتِي فِي كَيّاً. والكَيّة: الْوَاحِدَة من الكَيّ، وَقَالُوا: الكَيّة مَوضِع الكَيّ.

(2/985)


ووَيْكَ: كلمة ينبَّه بهَا الْإِنْسَان، وَلَيْسَت بشتم كالوَيْل والوَيْح والوَيْس. قَالَ أَبُو بكر: الوَيْس تَصْغِير، والوَيل شتم، والوَيْح تحنُّن.
3 - (بَاب الْكَاف وَالْهَاء وَالْيَاء)
تَقول الْعَرَب للرجل: هَيْكَ وهَيَّكَ، أَي أسرعْ فِيمَا أَنْت فِيهِ.
انْقَضى حرف الْكَاف وَالْحَمْد لله وصلّى الله على مُحَمَّد النبيّ وَآله وسلّم.

(2/986)