جمهرة اللغة

 (حرف اللَّام فِي الثلاثي الصَّحِيح)

(وَمَا تشعب مِنْهُ)

3 - (بَاب اللَّام وَالْمِيم)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(لمن)
النّمْلَة: وَاحِد النَّمْل، ويُجمع نِمالاً. وَرجل نَمّال وَذُو نَمْلَة، إِذا كَانَ نمّاماً. وَكتاب منمَّل، إِذا كَانَ مُتَقَارب الخطّ. والنَّمْلَة: دَاء يُصِيب الفَرَس فِي حَافره. والنّمْلَة: دَاء يُصِيب الْإِنْسَان أَيْضا. وَفِي الحَدِيث: تعلّمي مِنْهَا رُقْيَةَ النّمْلَة. وَقد سمّت الْعَرَب نُمَيْلَة. وتنمّل القومُ، إِذا تحرّكوا وَدخل بعضُهم فِي بعض. وَجَارِيَة منمّلة: كَثِيرَة الْحَرَكَة فِي الْمَجِيء والذهاب.
(لمو)
لَما يلمو لَمْواً، إِذا أَخذ الشيءَ بأجمعه، ولَمَأَه يَلْمَؤه، مَهْمُوز. فَأَما تلمّأت عَلَيْهِ الأرضُ فتراه فِي بَاب الْهَمْز إِن شَاءَ الله. واللُّؤم: مَعْرُوف. واللّوْم: مَعْرُوف لُمْتُه أَلومه لَوْماً، ولَوْمَةً وَاحِدَة، أَي مرّة وَاحِدَة، وتلاوم القومُ بَينهم. وتلوّم بِالْمَكَانِ، إِذا أَقَامَ بِهِ. وتلوّمتُ على هَذَا الْأَمر: تلبّثتُ عَلَيْهِ. وألامَ الرجلُ يُليم، إِذا جَاءَ بِمَا يلام عَلَيْهِ. وَجَاء بلَوْمة، إِذا جَاءَ بِمَا يستحقّ عَلَيْهِ اللّوم.
وَأَنت ألْوَم من فلَان، أَي أقرب الى الْمَلَامَة. وَيُقَال: مُلْتُ الرجلَ أموله مَوْلاً، إِذا أَعْطيته مَالا.
ومَلُؤ الرجلُ فَهُوَ مَلِيء، إِذا كَانَ مليئاً. ومَلُؤ الرجل، إِذا زُكم وَقَالَ قوم: مُلئ الرجلُ فَهُوَ مَمْلُوء، إِذا زُكم، وَهُوَ الْوَجْه. والمَلَوان: طَرَفا النَّهَار. والوَليمة: طَعَام العُرْس أولمَ يُولِم إيلاماً. وَفِي الحَدِيث: أوْلِمْ وَلَو بِشَاة. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْمَازِني: الوَلْم والوَلَم: حِزام السَّرْج أَو الرَّحْل.
(لمه)
اللُّمَة من النَّاس: الْجَمَاعَة، وَالْجمع لُمَات، وَهِي نَاقِصَة ترَاهَا فِي بَابهَا. واللِّمّة، بالضمّ: الشَّيْء الْمُجْتَمع. واللَّهْم: أصل بِنَاء التَهمه التهاماً، إِذا ابتلعه. وجيش لُهام: يلتهم كل شَيْء. وبحر لِهَمّ:)
وَاسع كثير المَاء. وَرجل لِهَمّ: جواد. وَفرس لِهَمّ ولِهْمِيم ولُهْموم، إِذا كَانَ جواداً غزير الجري.
وألهمه الله كَذَا وَكَذَا إلهاماً، وَقَالَ أَيْضا: وَهُوَ الإلهام. واللُّهَيْم: اسْم من أَسمَاء الداهية، وَيُقَال: أمّ اللُّهَيْم أَيْضا.

(2/987)


ومَلْهَم: مَوضِع. والمَهَل: ضد العَجَل تمهّل تمهُّلاً وأمهله الله إمهالاً، إِذا لم يعاجله. وَمَشى فلانٌ على مُهْلَته، وَقَالُوا: على مُهَلَته، وَالْأول أَعلَى، أَي على رِسْله. وَيَقُولُونَ: مهلا يَا رجل، الذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع فِيهِ سَوَاء. والمُهْل: مَا ذاب من صُفْر أَو حَدِيد وَكَذَلِكَ فُسّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. والمُهْل: صديد الميّت، زَعَمُوا وَقَالَ أَيْضا: والمَهْلَة. وَفِي الحَدِيث: إِنَّمَا هُوَ للمَهْلَة وَالتُّرَاب قَالَ أَبُو بكر: يجوز بتسكين الْهَاء وتحريكها. وَعَلَيْك فِي هَذَا الْأَمر مُهْلَة، أَي نَظَر. والمَلّة: الْجَمْر الَّذِي يُشتوى فِيهِ الخُبز وكل جَمْرَة مَلّة. وَلَا يُقَال للخبز وَلَا للجمر مَلّة حَتَّى يخالط الرمادَ. وَمِنْه اشتقاق مَلَّتْه الحُمّى مَلاً ومُلالاً، وَهِي المَليلة.
وهَلُمَّ: كلمتان جُعلتا كلمة وَاحِدَة كَأَنَّهُمْ أَرَادوا: هَلْ أَي أقْبِلْ، وأُمَّ أَي اقْصِدْ. وَيُقَال: هَلُمَّ يَا رجل، وهلمّا يَا رجلَانِ، وهلمّوا يَا رجال، وهلُمّي يَا امْرَأَة، وهلُمُمْنَ يَا نسَاء. وَمن الْعَرَب من يَقُول هلُمَّ للذّكر وَالْأُنْثَى والجميع، وَيَقُولُونَ: هَلْمَمْتُ بِالرجلِ، إِذا قلت لَهُ هَلُمَّ. والهَمَل من قَوْلهم: أهملتُ الإبلَ، إِذا تركتَها وسَوْمَها، فَهِيَ هُمَّل وهوامل. وَفِي الحَدِيث: سُئِلَ عَن هوامي الْإِبِل، وَقَالُوا: هوامل الْإِبِل. وهَمَل الدمعُ يهمُل هُمولاً فَهُوَ هامل. والهَمَلان مثل الهمول.
وأهمل فلانٌ أمرَه، إِذا تَركه وَلم يُحكمه. وَقد سمّت الْعَرَب هُمَيْلاً وهَمّالاً. ومَهْمِل الْعين، وَالْجمع مَهامل، وَهُوَ حَيْثُ ينهمل الدمع.
(لمي)
رُمح ألْمَى، وَهُوَ اللّمَى، وَهُوَ شدّة سُمرة لِيطه وصلابتُه، وَمِنْه قيل: شفة لَمْياءُ، وَالِاسْم اللَّمى لَمِيَ يَلْمَى لَمًى شَدِيدا. والمَيْل: مصدر أمْيَل بيِّن المَيَل، إِذا كَانَ فِيهِ اعوجاج. وجمل أمْيَلُ وناقة مَيْلاءُ، إِذا كَانَ سنامها يمِيل الى أحد شِقّيها. وَرجل أمْيَلُ: لَا يثبت على الفَرَس، وَالْجمع مِيل.
والمِيل: الَّذِي يكتحل بِهِ، وَالْجمع أَمْيَال، وَيُقَال لَهُ المُلْمول أَيْضا. والمِيل من الأَرْض، ويُجمع أميالاً أَيْضا، وَهُوَ الْمسَافَة من الأَرْض متراخية، لَيْسَ لَهُ حدّ مَعْلُوم. قَالَ عَبْدَة بن الطَّبِيب:
(لمّا دَعَا الدعوةَ الأولى فأسْمَعَها ... ودونه شُقّة مِيلانِ أَو مِيلُ)
يصف ديكاً. وَيُقَال: مِلْتُ مَعَ فلَان أميل مَيْلاً، إِذا مالأته وَأَنت شَدِيد المَيْل عليّ. وغصن مَيّال: متمائل. وَمضى مَليٌّ من اللَّيْل، أَي سَاعَة طَوِيلَة. وتملّيت حبيبَك، أَي تمنّعت بِهِ. وأمليتُ)
لَهُ إملاءً، إِذا تجاوزتَ عَنهُ وأرخيتَ لَهُ طِوَلَه. وأمليتُ الكتابَ أُمليه، وَيُقَال أمللتُ بِمَعْنى أمليتُ. وللاّم وَالْمِيم وَالْيَاء مَوَاضِع ترَاهَا فِي المعتلّ إِن شَاءَ الله.
3 - (بَاب اللَّام وَالنُّون)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(لنو)
لَوْن كل شَيْء: مَا فصل بَينه وَبَين غَيره، وَالْجمع ألوان. وَفِي التَّنْزِيل: واختلافُ أَلْسِنَتكُم وألوانكم. وتلوّن فلَان علينا، إِذا اخْتلفت أخلاقُه. قَالَ الشَّاعِر:
(فَمَا تدومُ على حالٍ تكون بهَا ... كَمَا تَلَوُّنُ فِي أثوابها الغُولُ)

(2/988)


ولُوَيْن: اسْم. واللّونة: لُغَة فِي اللِّينة، وَهِي النَّخْلَة، وَالْجمع لُون. والنَّوْل: مصدر نُلْتُهُ أنوله نَوْلاً، وَهُوَ من النَّوال، ونوّلتُه تنويلاً. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا قلتُ هَاتِي نوّليني تمايلتْ ... عليّ هضيمَ الكَشْحِ رَيّا المُخَلْخَلِ)
والنَّوْل: خَشَبَة الحائك الَّتِي يُلَفّ عَلَيْهَا الثَّوْب، وَهُوَ المِنوال أَيْضا. وتناولتُ الشيءَ تناولاً، إِذا تعاطيتَه. وَمَا كَانَ نَوْلُك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا، أَي مَا كَانَ يَنْبَغِي لَك أَن تَفْعَلهُ. ومَنُولة: اسْم أمّ حيّ من الْعَرَب. وَمَا أصَبْتُ من فلَان نَيْلاً وَلَا نِيْلَةً وَلَا نُولةً. وَقد سمّت الْعَرَب نَوّالاً ومنوِّلاً.
(لنه)
اللُّهْنَة: مَا يهديه الرجلُ إِذا قدِمَ من سفر يُقَال: لهِّنونا ممّا عنْدكُمْ، أَي أعطُونا. وَقَالَ أَبُو زيد: بل اللُّهْنَة مَا يتعلّل بِهِ الضيفُ قبل الطَّعَام. وَمِنْه: لهِّنوا ضَيْفَكم. وَبَنُو ألْهان: حيّ من الْعَرَب وهم إخْوَة هَمْدان. والنَّهَل من الأضداد عِنْدهم لأَنهم يسمّون العَطْشانَ ناهلاً والشاربَ أولَ شربة ناهلاً ونَهْلان، وَيُقَال للعطشان نَهْلان. والمَنْهَل: المَوْرِد، وَالْجمع مَناهل. ومِنهال: اسْم كَأَنَّهُ مِفعال من النَّهَل، وَيُمكن أَن يكون مِنهال مِفعالاً من انهال الشَّيْء انهيالاً. وَقد سمّت الْعَرَب نُهَيْلاً.
(لني)
اللّين: ضدّ الخشونة شَيْء ليِّن بيِّن اللّين واللَّيان، بِفَتْح اللَّام. فَأَما اللِّيان، بِكَسْر اللَّام، فمصدر الملاينة لاينتُ فلَانا ملاينةً ولِياناً. واللّينة: النَّخْلَة، وَالْجمع لِين. وَفِي التَّنْزِيل: مَا قَطَعْتُم من لِينةٍ. وَجمع لينَة لِيان. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:)
(وسالفةٌ كسَحوق اللِّيا ... نِ أضْرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السَّعُرْ)
قَالَ أَبُو بكر: وَلَا تلْتَفت الى روايتهم: كسَحوق اللُّبان، فَلَيْسَ بِشَيْء. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: لَيْسَ كل نَخْلَة لِينة اللّين: الدّقَل بِعَيْنِه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يَقُول أهل الْمَدِينَة: لَا تنتفج المرابدُ حَتَّى تُجَذَّ الألوان يُرِيدُونَ الدّقَل، المرابد: الْمَوَاضِع الَّتِي يُطرح فِيهَا التَّمْر، وَأهل الْبَحْرين يسمّونه الفَداء، مَمْدُود. واللَّيّان: مصدر لويتُه لَيّاً ولَيّاناً، إِذا مطلته. قَالَ الشَّاعِر:
(تُطِيلينَ لَيّاني وأنتِ مَلِيّةٌ ... وأحْسِنُ يَا ذاتَ الوِشاحِ التّقاضيا)
وي الحَدِيث: لَيُّ الْوَاجِد ظلمٌ. ولويتُ الحبلَ ألويه لَيّاً. والنَّيْل: مصدر نِلْتُ الشيءَ أناله نَيْلاً ونالةً وأنلتُ فلَانا إنالةً، إِذا أَعْطيته نَيْلاً، وَكَأن النَّيْل والنَّول متقاربان فِي الْمَعْنى. والنِّيل: النَّهر الْمَعْرُوف. وَقد سمّت الْعَرَب نائلاً.
3 - (بَاب اللَّام وَالْوَاو)

(مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(لوه)
اللُّوهة من قَوْلهم: رَأَيْت لُوهةَ السراب وتلوُّهه، إِذا رَأَيْت بريقه لاه يلوه لَوْهاً ولَوَهاناً والتلوّه: البريق. وَاللَّهْو: مصدر لَهَوْتُ بالشَّيْء لَهْواً. ولُهْوَة الرّحى: مَا طرحتَه فِيهَا من الحَبّ، وَالْجمع لُهًى.

(2/989)


وَمِنْه قَوْلهم: عِظام اللُّهى، أَي كثيرو الْخَيْر. وَجمع لَهاة لَهَوات ولَهاً، وَلِهَذَا بَاب ترَاهُ فِيهِ إِن شَاءَ الله. واللَّهْواء: مَوضِع. والوَهَل: الفَزَع وَهِلَ يَوْهَل وَهَلاً، إِذا فزع، فَهُوَ وَهِلٌ ووهّلته توهيلاً. والوَلَه من قَوْلهم: وَلِهَت الْمَرْأَة تَوْلَه وتِيلَه وَلَهاً فَهِيَ والهٌ، وَالْجمع وُلَّه، إِذا استخفّها الْحزن، وأولهها الْحزن فَهِيَ مُولَهة. وَزعم قوم من أهل اللُّغَة أَن العنكبوت تسمّى المُولَةَ، وَلَا أعرف مَا صحّته، إِلَّا أَن قَول الراجز: حاملةٌ دَلْوَكَ لَا محمولَهْ مَلأى من المَاء كعينِ المُولَهْ أَي كعين المحزون يترقرق فِيهَا الدمع. وَرجل والهٌ ووَلِهٌ ووَلْهان، وَنسَاء وَلِهات، والواحدة وَلْهَى. والوَليهة: مَوضِع. والهَوْل من قَوْلهم: هالني الأمرُ يَهولني هَوْلاً، وَالْأَمر هائل ومَهول.
وَقد سمّت الْعَرَب هُوَيْلاً. والتهويل: شَيْء كَانَ يُفعل فِي الْجَاهِلِيَّة، إِذا أَرَادوا أَن يستحلفوا الرجل أوقدوا نَارا وألقَوا فِيهَا ملحاً، فَذَلِك التهويل وَالَّذِي يحلِّف: المهوِّل.)
(لوي)
لَوَيْتُ الْعود وَغَيره ألويه لَيّاً. ولَوَيْتُ الرجلَ، إِذا مطلته، ألويه لَيّاً أَيْضا. واللِّوَى من الرمل مَقْصُور، وَهُوَ مُسْتَرَقّ الرمل. واللِّواء: لِواء الْجَيْش، مَمْدُود. واللَّوَى: دَاء فِي الْبَطن، مَقْصُور مَفْتُوح اللَّام. واللَّوِيّة: مَا أتحفت بِهِ المرأةُ زائرَها أَو ضيفَها. واللَّوى من قَوْلهم: لَوِيَ الفرسُ يَلْوَى، إِذا كَانَ فِي ظَهره اعوجاج. وألوَى بهم الدهرُ يُلْوي إلواءً، إِذا أفناهم. ولَوِي البقلُ يَلْوَى، إِذا اصفرّ وَلم يستحكم يُبْسُه، وَهُوَ اللَّويّ. قَالَ الراجز: حَتَّى إِذا تجلّبَ اللَّويّا وطَرَدَ الهيْفُ السّفا الصيفيّا السَّفا: سُنْبُل ينْبت فِي الرمل مثل الشوك، وقَصَبه البُهْمَى والتجلّب: ارتياد الكَلأ والهَيْف: ريح حارّة تهبّ من نَاحيَة الْيمن فيَهيف عَلَيْهَا الشجرُ، أَي يسْقط ورقُه يَقُولُونَ: هاف الشّجر يهيف فَهُوَ هائف. وَقد سمّت الْعَرَب لُوَيّاً، وَاخْتلفُوا فِيهِ فَقَالَ قوم: هُوَ تَصْغِير لِواء الْجَيْش، وَقَالَ آخَرُونَ: تَصْغِير لِوَى الرمل. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: مَن همز لؤيّاً جعله تَصْغِير لأى مثل لَعًى، وَهُوَ الثور الوحشي. وَرجل ألْوَى، إِذا كَانَ خصيماً. قَالَ الراجز: يَنْكُلُ عَن خِصامه الألْوَى الألَدّْ حَتَّى ترى جمرَ شذاه قد بَرَدْ الشّذى: الْأَذَى. والوَيْل من قَوْلهم: وَيْلَه وعَوْلَه، وويلٌ لَهُ وَتقول الْعَرَب: هَذَا ويلٌ وائلٌ، كَمَا يَقُولُونَ: شِعْرٌ شاعرٌ وموتٌ مائتٌ. ووَألَ الرجلُ يَئل وَأْلاً فَهُوَ وَائِل، إِذا نجا وَبِه سُمّي الرجل وائلاً. وَلِهَذَا مَوَاضِع فِي الْهَمْز ترَاهَا إِن شَاءَ الله. والوَأْلَة، مَهْمُوز: الْموضع الَّذِي وَأَلَت فِيهِ الغنمُ، أَي بعرت وبوّلت. وَيُقَال: إحْذَرْ تِيكَ الوَأْلَةَ لَا تَنزِلْها. وَيَقُول الرجل للرجل: لَا وألتُ إِن وألتَ، أَي لَا نجوتُ إِن نجوتَ. ووَلِيتُ الأمرَ إِلَيْهِ ولَايَة حَسَنَة. وواليتُ فلَانا مُوالَاة ووَلاءً ووِلايةً. والوَلِيّة: بَرْذَعَة تُطرح على ظهر الْبَعِير تلِي جلدَه، وَبِذَلِك سُمّيت وَليّة الرَّحل، وَالْجمع ولايا. وولّيتُك كَذَا وَكَذَا تَوْلِيَة. ووُلِيَت الأرضُ فَهِيَ مَوْليّة، إِذا أَصَابَهَا الوَليّ، وَهُوَ الْمَطَر بعد الوَسْميّ. قَالَ الشَّاعِر:

(2/990)


(لِني وِلْيَةً تُمْرعْ جَنابي فإنني ... لِما نِلْتُ من وَسْميِّ نُعْماكَ شاكرُ)
الوَلْيَة: المَطْرَة من الوليّ وَقَوله لِني كَأَنَّهُ يسْأَله أَن يصله بذلك. وولّيتُه ظَهْري تَوْلِيَة، يَعْنِي)
جعلته وَرَاء ظَهْري. وَهَذَا وليُّ الْأَمر دون فلَان. وَهُوَ الأَوْلى بِكَذَا وَكَذَا، والإثنان الأوْلَيان، وَالْجمع الأوْلَون والأولياء.
3 - (بَاب اللَّام وَالْهَاء وَالْيَاء)
لَهِيتُ عَن الشَّيْء ألْهى لُهِيّاً، إِذا سلوتَ عَنهُ. وَلم يعرف الْأَصْمَعِي مصدر لَهِيتُ عَن الشَّيْء، وَقَالَ غَيره: لُهِيّاً. وَتقول الْعَرَب: إلْهَ عَن هَذَا، أَي اسْلُ عَنهُ. ولُهَيّا: اسْم. ولوَيتُ الشيءَ ألويه لَيّةً حَسَنَة، وَمَا أحسنَ ليّةَ هَذَا الْحَبل. وألْيَة الْكَبْش وكبش ألْيانٌ، وَقَالُوا ألَيان، ونعجة ألْيانة.
وتُجمع الألْيَة ألْياً وألَيات وألايا. قَالَ الراجز: وَقد فتحنا ثَمَّ مَا لَا يُفْتَحُ من ألَياتٍ وخُصًى تَرَجّعُ وتثنّى الألْيَة ألْيان. قَالَ الراجز: كَأَنَّمَا عَطيّةُ بنُ كعْبِ ظعينةٌ قائمةٌ فِي رَكْبِ يرتجُّ ألْياه ارتجاجَ الوَطْبِ والألِيّة: الْيَمين، وتُجمع ألايا، وَهِي فِي بعض اللُّغَات ألْوَة. والإلاهة: الشَّمْس، وَقد قَالُوا الألِيهة أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(تَرَوّحْنا من اللّعْباء قَصْراً ... فأعجلْنا إلاهةَ أَن تَؤوبا)
ويُروى: ألِيهة. وإلاهة: مَوضِع مَعْرُوف. والهَيْل: مصدر هِلْتُ الشيءَ أهيله هَيْلاً، نَحْو الرمل وَمَا أشبهه. وَفِي الحَدِيث: كِيلوا وَلَا تَهيلوا. وَمثل من أمثالهم: مُحْسِنَةً فهِيلي، بِالنّصب.
وَجَاء فلَان بالهَيْل والهَيْلَمان، إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكثير. وهيّلتُ الكثيبَ وغيرَه تهييلاً، مثل هِلْتُه سَوَاء. وانهال الكثيبُ انهيالاً فَهُوَ مُنهال، وَالْأَصْل مُنْهَيِل. وَيُقَال: ذهب فلَان بِذِي بِلِّيان وبذي هِلِّيان، فَأَما هِلِّيان فَلَيْسَ بِالصَّحِيحِ، إِذا ذهب حَيْثُ لَا يُدرى.
انْقَضى حرف اللَّام وَالْحَمْد لله حقّ حَمده وصلواته على سيّدنا مُحَمَّد نبيّ الرَّحْمَة وَآله وَسَلَامه.

(2/991)