جمهرة اللغة (أَبْوَاب نَوَادِر مَا جَاءَ فِي الْقوس
وصفاتها عَن أبي عُبيدة مَعْمَر بن المثنّى)
قَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال لِما بَين طائف الْقوس وسِيَتها الكِتاف،
وَأخْبر بذلك عَن عِيسَى بن عمر عَن عبد الله بن حبيب، وَلها كِتافان،
وَالْجمع أكتِفة وكُتُف. وَيُقَال لحدّي السِّيَتَيْن اللَّذين فِي
بواطنهما: أنفًا السِّيَتَيْن. وَيُقَال يَد الْقوس للسِّيَة العُليا
ورِجْلها للسِّيَة السُّفلى. وَيُقَال: قَوس مُحْدَلة، إِذا حُطّت
سِيَتُها. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال: فاقَ السهمَ يفوقه فَوْقاً،
إِذا وضع فُوقَه فِي الوَتَر.
وَمَوْضِع الفُوق من الوَتَر يسمّى المُفاق، هَذَا فِي لُغَة من قَالَ:
أفقتُ السهمَ فَهُوَ مُفاق مثل أقلتُه فَهُوَ مُقال، ومُوفَق فِي لُغَة
من قَالَ: أوفقتُ السهْم مثل أوعدتُه فَهُوَ مُوعَد، وفُقْتُه فَهُوَ
مَفُوق مثل قُلْتُه فَهُوَ مَقُول. وأنشدوا فِي أوفقتُ السهمَ:)
(وَلَقَد أَوفَقَ اللئامُ جَمِيعًا ... ليَ حَتَّى فُعالةُ الجَعْراءُ)
كنّى أَبُو بكر بفعالة عَن الْقَبِيلَة.
والدِّجَّة: جِلدة قَدْرُ إِصْبَعَيْنِ تُوضَع فِي طرف السَّير الَّذِي
تعلّق بِهِ الْقوس وفيهَا حَلقَة فِيهَا طرف السَّير، وَهِي دُجية
الْقوس أَيْضا. وكُلْية الْقوس: مَا تَحت الدِّخَّة من قِبل الْيَد
والرِّجل، وهما الكلْيتان. وَفِي ظهر الدِّجَّة سَير يكون عِلاقة
الْقوس فِي حَلقَة فِي طرفه. والحَلَق تسمّى الرَّصائع، فَإِذا كَانَ
العَقَب على سِيَتها لغير عيب فَهُوَ التَّوْقِيف، وَإِن كَانَ من عيب
فَهُوَ الجَلائز.
قَالَ الشَّمّاخ فِي الجَلائز:
(مُطِلاًّ بزُرْقٍ مَا يداوَى رَمِيُّها ... وصفراءَ من نَبْعٍ
عَلَيْهَا الجَلائزُ)
وَهَذَا عيب لِأَن الجَلائز لَا تكون إِلَّا على موضعٍ مَعِيب،
وَيُقَال لَهَا المضائغ. وَقوم يسمّون ذوائب الْقوس: الذَخال.
وَيُقَال: قَوس عَاتِكَة اللِّياط، إِذا احمرّت، فَإِذا كَانَ فِيهَا
طرائق من لَوْنهَا وصفائها فَتلك الأساريع.
وَيُقَال: وعِجْس الْقوس وعَجْسها ومَعْجِسُها. وَأنْشد أَبُو عُبيدة:
ماطورةٌ بالدَّهْن والأسكانِ الدَّهْن مصدر دهنتُه دهناً. قَالَ أَبُو
حَاتِم: فَقلت لَهُ: مَا الأسكان فَقَالَ: جمع سَكَن، وَهِي النَّار.
(وَمن صِفَات القِسِيّ عِنْده)
مُحْدَلة، أَي تطأمنت. وزَوْراء، إِذا دخل زَوْرُها. وحَنِيّة وعَطوف
ومعطوفة وكَبْداء، وَهِي الغليظة الْوسط. ومَلْساء، إِذا لم يكن فِيهَا
شَقّ، وكَتوم كَذَلِك. وحَنّانة، إِذا سمعتَ لَهَا رَنّة، وَكَذَلِكَ
هَتَفَى. وَأنْشد: وهَتَفى معطيَةً طروحا وتَرْنَموت، إِذا سمعتَ لَهَا
رَنّة أَيْضا. وَإِذا كَانَت سريعة السهْم فَهِيَ طَحور وطَحوم وطَروح
وضَروح ومِلحاق
(3/1280)
ولُحُق وعَجْلَى ورَكوض. وَيُقَال أَيْضا
للَّتِي لَهَا حنين عِنْد الرَّمْي مُرِنّة ومِرنان وهَزوم وجَشء.
وَإِذا كَانَت هتوفاً نسبوها إِلَى الهَزَج لِأَن صَوتهَا يَهْتِف
بِالْقَوْسِ.
وَيُقَال لصوتها الترنّم والنَّأمة والحنين والأَزْمَل والغَمغمة
والهَتْف والولولة.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: تشبِّه العربُ القوسَ بالهلال. وَأنْشد قَول
الراجز: كأنَّها فِي كفِّه تَحت الرَّوَقْ) وَفْقُ هلالٍ بَين ليلٍ
وأُفُقْ ويُروى: وأُفَقْ، وَجمعه آفَاق، وَجمع أُفُق آفَاق والرَّوَق:
مَوضِع الصَّائِد الَّذِي يقْعد فِيهِ كَأَنَّهُ شبّهه بالرِّواق
وَقَوله وَفْق، أَي متّفق فِي شَبَهه. وتشبّهه أَيْضا بالسَّبيكة: مثل
السَّبيكة لَا نِكْسٌ وَلَا عُطُلُ وتشبّه بالعاج، وَهُوَ السِّوار.
قَالَ المتنخّل الْهُذلِيّ:
(وصفراءُ البرايةِ فَرْعُ نَبْعٍ ... كوَقْفِ العاج عاتكةِ اللِّياطِ)
(وَمِمَّا جَاءَ فِي صفة الأوتار)
وَتَر حُبْجُر وحُباجِر وحَبْجَر، وَهُوَ أغلظها وأبقاها وأصوبها
سَهْما ويملأ الفُوقَين، وَالْجمع حَباجِر، وَهُوَ العُنابل. قَالَ
الراجز: والقوسُ فِيهَا وَتَرٌ عُنابلُ وَهُوَ مَأْخُوذ من العُنْبُل،
وَأَصله الغِلَظ. وَبِه سُمّي الزَّنجي عُنْبُليّاً لغِلَظه. قَالَ
الراجز: يَا رِيَّها حِين جرى مَسيحي وابتلَّ ثوباي من النَّضيحِ
وَصَارَ ريحُ العُنْبُليِّ ريحي والوَتَر الشِّرْع والشِّرْعة
والمجزَّع: الَّذِي لم يُحْسَن إغارته فَظهر بعض قُواه على بعض، وَهُوَ
أسرعها انْقِطَاعًا. وفيهَا المثلوث والمربوع والمخموس، وَهُوَ الَّذِي
يُفتل من ثَلَاث قُوىً وَأَرْبع وَخمْس. وَأنْشد: نَحن ضربنا العارضَ
القُدموسا ضربا يُزيل الوَتَرَ المخموسا
(وَمِمَّا تُوصَف بِهِ السِّهَام)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَأول مَا يُقطع السهْم يسمّى قَضِيبًا، فَإِذا
أمِرّت عَلَيْهِ الطريدة فَهُوَ نَصِيّ وقِدْح مَا دَامَ لَيْسَ
عَلَيْهِ ريش وَلَا عَلَيْهِ نَصْل، فَإِذا راشوه بِلَا نَصْل فَهُوَ
المِنْجاب والمِلْجاب. قَالَ الشَّاعِر:
(مَاذَا تَقول لأشياخٍ أولي جُرُمٍ ... سودِ الْوُجُوه كأمثال
الملاجيبِ)
وَفِي السهْم فُوقُه، وَقد مرَّ ذكره، وزَنَمتا الفُوق: حرفاه وغارُه:
الفُرْضة الَّتِي يَقع فِيهَا الوترة)
وتسمّى الزَّنَمتان: الرِّجلين، وعِجْس السهْم: مَا دون الريش،
وَيُقَال لَهُ العِجْز أَيْضا، وزافرة السهْم ممّا يَلِي نصله، وَهَذِه
عَن عِيسَى بن عمر، والرُّعْظ: الثقب الَّذِي يدْخل فِيهِ سِنخ النصل
وسرائحُه، وَهِي العَقَب المعصوب بِهِ، والسرائح أَيْضا: آثَار فِيهِ
كآثار النَّار، فَإِن كَانَت من آثَار النَّار فَهِيَ ضبْح، سهم ضبيح
ومضبوح، وتسمّى السريحة: الشريحة أَيْضا وسَفاسقه: الطرائق الَّتِي
فِيهِ، الْوَاحِدَة سِفْسِقة وبادرته، وَهِي طرفه من قِبل النصل،
وَإِنَّمَا سُمّيت بادرة لِأَنَّهَا تَبْحُر الرميّة.
وَقد يُقَال لَهُ أَيْضا إِذا سُوِّي وَلم يريَّش: الحِراث، وَالْجمع
أحرِثة، ذكر ذَلِك عِيسَى بن عمر عَن عبد الله بن حبيب. وَيُقَال لَهُ
البَرِيّ. وَأنْشد فِي ذَلِك:
(يَمُدّ إِلَيْهَا جِيدَه رونقَ الضُّحى ... كهزِّك فِي الكفّ
البَرِيَّ المقوَّما)
(3/1281)
وتدويمه: ثباته فِي الأَرْض. ويسمّى أَيْضا
المِراط إِذا لم يكن لَهُ ريش، فَإِذا جُعل فِي أَسْفَله مكانَ النصل
كالجوزة من غير أَن يراش فَذَلِك الجُبّاء، مَمْدُود، والواحدة
بِالْهَاءِ جُبّاءة. فَإِذا اعوجَّ السهمُ فَهُوَ الأعْصَل والمستحيل،
وَإِذا اسْتَوَى قَدْرُ قُذَذه سُمّي حَشْراً، وَقد يُقَال المحشور
أَيْضا.
وَمن الريش الظُّهارُ، وَهُوَ مَا يَلِي ظهر الطَّائِر، والبُطْنان
ممّا يَلِي بَطْنه، فالظُّهار أَجودهَا وأسرعها مُضِيّاً بِالسَّهْمِ.
وَمِنْهَا اللَّغْب، وَالْجمع اللِّغاب، فَإِذا اسْتقْبل البطنُ الظهرَ
والظهرُ البطنَ فَهُوَ اللُّؤام.
(بَاب مَا جَاءَ من النَّوَادِر فِي صفة النِّصال)
فِي النصل سِنْخه، وَهُوَ أَصله، وعَيْره، وَهُوَ وَسطه، وأسَلته،
وَهُوَ مستدَقّه، والأسَلة أَيْضا يُقَال لَهَا الذَّلْق وقَرْنه،
وَهُوَ حَدّه أَيْضا، وهما شفرتاه وغِراراه وجَناحاه وعِذاراه،
وَيُقَال للشفرتين الأُذنان، وقُرْطاه، وهما طرفا غِراريه.
وَزعم أَبُو عُبيدة عَن أبي خَيْرة أَن العريض من النِّصال يسمَّى
القَهَوْباة، والقِطْع أدقّ مِنْهَا قَلِيلا، وَفِيه قِصَر، والشِّقْص
أطول من القِطْع قَلِيلا، والمِرماة، وَهِي الَّتِي لَيْسَ لَهَا
شفرتان وَلكنهَا مجدولة والقُطْبة، وَهِي أصغرها والسُلاّءة، وَهِي
الطَّوِيلَة الدقيقة والمِعْبَلة، وَهِي عريضة.
(بَاب من النَّوَادِر فِي صفة النَّعْل)
وَمِمَّا ذكر أَبُو عُبيدة فِي صفة النَّعْل أسَلَتها: رَأسهَا
المستدِقّ وشَباتها: جانبا أسَلَتها وقِبالها، وَهِي الحُجْزة الَّتِي
فِيهَا الزِّمام، والثقب الَّذِي يدْخل فِيهِ السَّير من الذؤابة:
الخُرْت وسماؤها: أَعْلَاهَا الَّذِي تقع عَلَيْهَا الْقدَم وأرضها:
مَا أصَاب الأَرْض مِنْهَا وأُذناها، وَهِي مَعْقِد عَضُدَي الشِّراك
والعَقْب الناتىء من الأُذنين يُقَال لَهُ الوَتِد وخَصْرها: مَا
استدقّ من قُدّام الْأُذُنَيْنِ وصدْرها قدامَ الخُرْت وزُنّابتها
وأسَلَتها: أنفها، وجانباها يُقَال لَهما الجِذْلان، والخَصْران قد مرّ
ذكرهمَا.
وَفِي الشِّراك العَضُدان، وهما مَا يقعان على الْقدَم، والعَقْبُ: مَا
يضمّ العَقْبَ. وَفِي الشِّراك الرَّغبانة، وَهِي مَعْقِد الزِّمام،
وتسمّى السَّعْدانة، والذُّؤابة: مَا أصَاب الأَرْض من المُرْسَل على
الْقدَم، وعقربتها: عَقْد الشِّراك، وخِزامتها: السَّير الدَّقِيق
الَّذِي يُخزم بَين الشِّراكين، وذَنَبها: مَا نتأ من مؤخّرها
ووَحْشيّها: مَا أدبر عَن القَمَ، وإنْسِيّها: مَا أقبل بعضُه على بعض.
وَقَالَ يُونُس: خِرْثِمة النَّعْل: رَأسهَا، وخَرْثَمة أَيْضا فَإِذا
لم يكن لَهَا خِرْثِمة فَهِيَ لَسِنة وملسَّنة فَإِذا عَرضَ رأسُها
فَهِيَ المخثَّمة. وَقَالَ يُونُس: فِي الشرَاك البِطْريقان، وَهُوَ
مَا كَانَ على ظهر القَدَم من الشِّراك، وغيرُه يسمّي ذَلِك:
العَضُدان.
(بَاب)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: حَلَقَ رأسَه وسَحَفَه وسَبَتَه
وجَلَطَه وجلمطَه وسَلَتَه وغَرَفَه، إِذا حلقه.
(بَاب آخر من النَّوَادِر)
)
قَالَ يُونُس: حَفَصْتُ الشَّيْء، إِذا ألقيتَه من يدك، بالصَّاد غير
الْمُعْجَمَة وحَفَضْتُه، إِذا عطفتَه، بالضاد الْمُعْجَمَة.
قَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال: عَشَشْت الرجلَ عَن مَكَانَهُ وأعششتُه،
إِذا أزلتَه عَنهُ وَهُوَ كَارِه.
وَقَالَ: المُتْمَهِلّ والمُتْلَئبّ مثل المُسْجَهِرّ سَوَاء، وَهُوَ
امتداد اللَّيْل وَغَيره.
وَقَالَ: المُقْمَهِدّ: الَّذِي قد لوى عُنُقَه وشمخ بِأَنْفِهِ.
وَقَالَ يُونُس: أَقَامَت امْرَأَة فلَان عِنْده رُبْضَتها، يَعْنِي
امْرَأَة العِنِّين إِذا أَقَامَت عِنْده سنة ثمَّ فُرِّق بَينهمَا.
وَقَالَ يُونُس: ذَفّفه بِالسَّيْفِ وذافّه وذفّه، وذفّف عَلَيْهِ،
إِذا أجهز أَي قَتله يُقَال بِالدَّال والذال.
وَأخْبر عَن يُونُس قَالَ: تَقول الْعَرَب: إِن فِي مِضَّ لمَطْمَعاً
وَفِي مِضِّ ومِضٍّ، يُرِيدُونَ بذلك كَسْرَ الرجل شِدْقَه عِنْد سُؤال
الْحَاجة.
وَقَالَ يُونُس: تزوج فلَان فِي شَرِيّة نسَاء، يُرِيد حيّاً تَلِد
(3/1282)
نِسَاؤُهُم الإناثَ، وَتزَوج فِي عَرارة
نسَاء، يُرِيد حيّاً تَلِد نِسَاؤُهُم الذُّكُور.
وَيُقَال: رَجَعَ الأمرُ على قَرْواه، أَي رَجَعَ على مَسْلَكه الأول.
وَقَالَ يُونُس: الرأتلة: أَن يمشي الرجلُ متكفّئاً على جانبيه
كَأَنَّهُ متكسِّر الْعِظَام.
وَقَالَ أَيْضا: سِقاء أَدِيّ وسِقاء زَنِيّ: بَين الصَّغِير
وَالْكَبِير. وَيُقَال: هَذَا أَمر لَهُ نَجيث، أَي عَاقِبَة سَوءٍ،
وَأَصله من النَّجيثة، وَهِي النَّبيثة.
وَقَالَ يُونُس: الشريطة إِذا وضعت النَّاقة ولدا شرطُوا أُذنه، فَإِن
خرج مِنْهُ دم أكلوه وَإِن لم يخرج دم تَرَكُوهُ.
قَالَ: وَيُقَال: رجل دَخْشَنّ: غليظ خَشِن. وَأنْشد: أصبحتُ يَا عمرُو
كَمثل الشَّنِّ أَمْرِي ضَروساً كعصا الدَّخْشَنَ وَقَالَ أَبُو
عُبَيْدَة: تركت الْقَوْم حَوْثاً بَوثاً، أَي مختلطين.
وَقَالَ: العَكْل: اللَّئِيم من الرِّجَال، وَالْجمع أعكال.
وَقَالَ يُونُس: يُقَال عكبشَه وعكشَه، إِذا شدّه وثاقاً. وبالعَكْش
سُمّي الرجل عُكاشة.
وَقَالَ يُونُس: تَقول الْعَرَب للرجل إِذا أقرّ بِمَا عَلَيْهِ: دِحٍ
دِحٍ، وَقَالُوا دِحِنْدِحٌ مَوْصُول، وَقَالُوا دِحْ) دِحْ بِلَا
تَنْوِين، يُرِيدُونَ قد أقررتَ فاسكت.
وَقَالَ يُونُس: جَاءَ فلَان مُضَرْفَطاً بالحبال، أَي موثَقاً.
وَقَالَ: يُقَال: صَارَت الحُمّى تُحاوِدُه وتَعَهَّدُه وتَعاهَدُه،
وَبِه سُمّي الرجل حاوِداً، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة من الْعَرَب من
حُدّان. وَيُقَال: فلَان يحاودنا بالزيارة، أَي يزورنا بَين
الْأَيَّام.
وَيُقَال: نَحن فِي رسْلة من الْعَيْش، أَي فِي عَيْش صَالح.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: يَوْم طانٌ: كثير الطين وَرجل خاطٌ
من الْخياطَة، وكَبْش صافٌ: كثير الصُّوف وَرجل مالٌ: كثير المَال
ورَجل نالٌ: كثير النوال وَيُقَال: رجل مَأل، بِالْهَمْز: كثير
اللَّحْم، وَامْرَأَة مَأْلة مثل ذَلِك.
قَالَ: وَيُقَال: تأنّقت هَذَا المكانَ، أَي أحببته وأعجبني. وَفِي
الحَدِيث أنّ عبد الله بن مَسْعُود كَانَ يَقُول: إِذا قرأتُ آل
حَامِيم صرتُ فِي روضاتٍ أتأنّق فيهنّ، أَي يعجبنني. قَالَ أَبُو بكر:
قَالَ أَبُو حَاتِم: الحواميم من كَلَام الصِّبيان، وَإِنَّمَا
الْوَجْه أَن يُقَال: قَرَأت آل حَامِيم. وَأنْشد أَبُو بكر فى آل
حَامِيم:
(وجدنَا لكم فِي آلِ حاميمَ آيَة ... تَدَبّرها منّا تَقِيّ ومُعْرِبُ)
يَعْنِي فصيحاً يُعْرِب اللُّغَة.
وَقَالَ يُونُس: لقيتُه أوّلَ ذَات يَدَيْ، أَي أوّلَ كل شَيْء.
وَيُقَال: أخْبرته بالْخبر صُحْرَةَ بُحْرَةَ وصَحْرَةَ بَحْرَةَ، أَي
كفاحاً لم يُسْتَرمنه شَيْء.
قَالَ: وَيُقَال: أخبرتُه خُبوري وفُقوري وحُبوري وشُقوري، إِذا
أخْبرته بِمَا عنْدك.
قَالَ: وَيُقَال: زَمْهَرَتْ عَيناهُ وازمهرّت، إِذا أحمرّتا.
قَالَ يُونُس: تَقول الْعَرَب: فَطَرَ نابُ الْبَعِير وشَقَأَ نابُه
وشقّ نابُه وبَقَلَ وبَزَغَ وصَبَأَ بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ: يُقَال: قد أَجهَى لَك الأمرُ، إِذا استبان ووضحَ وأجهيتُ لَك
السَّبِيل.
وَيُقَال: مَا هَيّان فلانٍ أَي مَا أمرُه وَمَا حَاله وَيُقَال: سَدَح
فلانٌ بِالْمَكَانِ ورَدَحَ بِهِ، إِذا أَقَامَ بِهِ.
وَيُقَال: أنف فناخِر، أَي عَظِيم. وَأنْشد أَبُو بكر: إنّ لنا لَجارةً
فُناخِرهْ) تَكْدَحُ للدنيا وتَنسى الآخرهْ وَيُقَال: أَتَانَا فلَان
بنَعْوٍ طيّب وبمَعْوٍ طيّب، وَهُوَ مَا لَان من الرُّطَب.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال: هُوَ فِي عَيْش أوطَفَ وأَغضَفَ وغاضفٍ
وأَرغَلَ وأغرَلَ ودَغْفَلٍ ورافغٍ وعُفاهِمً وضافٍ، إِذا كَانَ
وَاسِعًا.
وَيُقَال: أنقفَ الجرادُ، إِذا رمى ببيضه. ونَقَفْتُ البيضةَ
(3/1283)
ونَقَبْتُها وَاحِد، إِذا ثقبتها.
وَقَالَ يُونُس: القِرْطِبَّى مِثَال فِعْلِلّى: الصَّرْع على
الْقَفَا. وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبيدة عَن يُونُس قَالَ:
شهد أعرابيّان الْجُمُعَة فَلَمَّا ركع الإمامُ وَجعل الناسُ يتأخّرون
قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه: اثْبُتْ إِنَّهَا القِرْطِبَّى.
قَالَ: وَيُقَال: تجوّظ الرجلُ وجوّظَ وجَوِظَ، إِذا سعى. وَفِي كَلَام
بعض الْعَرَب: أكثرُ مَا أسهلتنا الغيوثُ وَنحن فِي الْأَمْوَال جَشَرٌ
وَلَو نَالَ ذَلِك أحدَكم لجوّظَ حَتَّى يَقْرَعِبَّ فِي أصل شَجَرَة.
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا أَعْرَابِي قَالَ لأهل الْحَضَر: نَحن أَصْبِر
مِنْكُم لِأَن الْمَطَر يجيئنا وَنحن فِي السهل فَلَا نعتصم مِنْهُ
بِشَيْء كَمَا تعتصمون أَنْتُم لَو أَصَابَكُم بأصول لأشجار.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: اعتسسنا الإبلَ فَمَا وجدنَا عَساساً
وَلَا بَساساً، أَي قَلِيلا وَلَا كثيرا.
قَالَ أَبُو عُبيدة: الدُّقَّى: التُّرَاب الدَّقِيق بِمَنْزِلَة
الجُلَّى.
وَقَالَ: مرّ يَمْلَخ مَلْخاً، إِذا مرّ مرّاً سهلاً. قَالَ أَبُو
حَاتِم: سألتُ الْأَصْمَعِي عَن ذَلِك فَقَالَ: المَلْخ: كل مَرٍّ
سهلٍ. وَفِي كَلَام الحَسَن رَحْمَة الله عَلَيْهِ: يَمْلَخ فِي
الْبَاطِل مَلْخاً، أَي يسْرع فِيهِ. وَقَالَ الراجز: إِذا تَتَلاّهُنّ
صَلصالُ الصَّعَقْ معتزِمُ التجليح مَلاّخُ المَلَقْ قَالَ أَبُو
عُبيدة: إِذا تهيّأ الرجل لِلْأَمْرِ قيل: قد تشنّعَ لَهُ. قَالَ:
وَيُقَال: أبَدٌ وآباد وبَلَدٌ وأبلاد، والأبلاد: الْآثَار.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: مَا ذقت غَمَاضاً وَلَا تَغْماضاً وَلَا
غِماضاً وَلَا غُمْضاً وَلَا تغميضاً. قَالَ أَبُو حَاتِم: الغُمْض:
مَا دخل العينَ من النّوم، والغَمَاض اسْم الْفِعْل، والتَّغماض
تَفعال، وَكَذَلِكَ التغميض تفعيل، والغَمَاض اسْم النّوم. قَالَ رؤبة:
أرَّقَ عينيَّ عَن الغَمَاض) بَرْقٌ سَرَى فِي عارضٍ نَهّاضِ وَقَالَ
الْأَصْمَعِي وَأَبُو زيد: مضمضتِ العينُ بِالنَّوْمِ مِضماضاً،
وتمضمضَ النومُ فِي الْعين تمضمضاً. قَالَ الراجز: وَصَاحب نبّهتُه
ليَنْهَضا إِذا الكَرَى فِي عينه تَمَضْمَضا فَقَامَ عَجْلانَ وَمَا
تأرّضا يَمْسَح بالكفَّين وَجها أبيضا وَحكى الْأَصْمَعِي: لَهُم كلب
يتمضمضُ عَراقيبَ النَّاس. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ منتجِع: عذَّبه
الله عَذاباً شَزْراً، أَي شَدِيدا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجل نُزَك: طَعّان فِي النَّاس. قَالَ أَبُو
حَاتِم: كَأَنَّهُ يطعن بنَيْزَك.
قَالَ أَبُو عُبيدة: المؤتفِكة من الرّيح: الَّتِي تَجِيء
بِالتُّرَابِ. وَقَالَ أَعْرَابِي من بني العَنْبَر: إِذا كثرت
المؤتفِكات زَكَتِ الأرضُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الضِّكاك واللِّكاك: الزِّحام ضَكَه ولَكَّه،
إِذا زحمه.
قَالَ أَبُو حَاتِم: الدّاكدان من الْحَدِيد بِالْفَارِسِيَّةِ يسمّى
المِنْصب، ويسمّى المِقْلَى المِحْضب، ويسمّى القُفْل المِحْصَن،
ويسمّى الزَّبيل فِي بعض اللُّغَات المِحْصَن، وتسمّى الفراشة
المِنْشَب.
قَالَ: وَيُقَال: قِدْر صَلود: لَا تغلى سَرِيعا.
والصَّلود من الْخَيل: الَّذِي لَا يعرق.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قِلْف الشَّيْء وقِرْفه وقِشْره وَأحد، وَهِي
القُلافة والقرافة.
وَقَالَ: تركت العربُ الهمزَ فِي أَرْبَعَة أَشْيَاء: فِي الخابية،
وَهِي من خَبأْتُ، والبَرِيّة، وَهِي من بَرَأَ الله الخَلْقَ،
والنبيّ، وَهُوَ من النَّبَأ والذُّرّيّة من ذَرَأ الله الخَلْقَ.
ويَرَى من رأيتُ صحّحه أَبُو بكر خَامِسًا.
(3/1284)
وَقَالَ: الْعود الَّذِي يُدفن فِي
الْجَمْر حَتَّى تَأْخُذ فِيهِ النَّار يسمّى الثَّقْبة والذَّكْوة.
وَيُقَال: سَخّيتُ النَّار، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة، إِذا فرّجتها
وسَخَوْتُها، إِذا فتحتها.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة والأصمعي جَمِيعًا: الذِّيبان: الوَبَر الَّذِي
يكون على المَنْكِبين من الْبَعِير. قَالَ الشَّاعِر:)
(مِلاطٌ ترى الذِّيبانَ فِيهِ كأنّه ... مَطِينٍ بثَأْطٍ قد أُمِيرَ
بشَيّانِ)
المِلاطان: الكَتِفان، والثَّأْط: الحَمْأة الرقيقة وأْميرَ: خُلِطَ
وشَيّان: دم الْأَخَوَيْنِ. وَقَالَ الآخر:
(عَسُوف لأجواز الفَلا حِمبريّة ... مَريشٌ بذِيبان السَّبيب تليلُها)
ويُروى: لأجواز الفَلا هَبْهَبيّة، والهَبْهَبيّة: السريعة والتَّليل:
العُنُق والسَّبيب: شَعَر الْقَفَا والناصية.
وَقَالَ أَبُو زيد: مَكَان عَكَوَّك، إِذا كَانَ صلباً شَدِيدا.
وَأنْشد: إِذا بَرَكْنَ مَبْرَكاً عَكَوَّكا كَأَنَّمَا يَطْحَنَّ
فِيهِ الدَّرْمَكا الدَّرْمَك: الحُوّارى من الدَّقِيق.
وَرجل تاكٌّ فاكٌّ، إِذا تساقط حُمُقاً.
وَقَالَ: العَضنَّكة، وَقَالُوا العَضْنَكة والغَضَنَّكة والعَفَلَّقة:
الْعَظِيمَة الرَّكَب.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رَمَاه الله بالتُّهْلوك، أَي بالهَلَكة.
وَقَالَ أَبُو نُخَيْلة لشَبيب بن شَيْبَة: شبيبُ عادى الله من يَقليكا
وسبَّب اللهّ لَهُ تُهْلُوكا وَقَالَ: العَجِنة من الْإِبِل، وَقَالُوا
العَجِنة والعَجْناء: الَّتِي يَرِمُ حَياؤها فَلَا تَلْقَح،
والمعتجِنة: الَّتِي قد انْتَهَت سِمَناً.
وَقَالَ رجل من الْعَرَب: عَمَدَ فلانٌ إِلَى عِدّة من جَراهِيَة غنمه
فَبَاعَهَا وَترك دِقالها، جَراهِيَتها: ضِخامها، ودِقالها: صِغارها،
وَيُقَال: شَاة دَقِلة، على وزن فَعِلة، إِذا كَانَت كَذَلِك،
وَقَالُوا: أَدقلتْ فَهِيَ مُدْقِل، وَقَالُوا: دَقيلة، وَهِي الشَّاة
الضاوية.
وَقَالُوا: الكَيَّه من الرِّجَال: الَّذِي لَا متصرَّف لَهُ وَلَا
حِيلَة، وَهُوَ البَرِم بحيلته.
وَقَالَ أَبُو زيد: شيخ دُمالِق ومشائخ دَماليق، أَي صُلْع الرؤوس.
وَقَالَ: شخشختِ الناقةُ، إِذا رفعت صدرها وَهِي باركة. وَقَالَ: تشأشا
القومُ، أَي تشتّتوا.
وَقَالَ: البَرَصة: دابّة صَغِير دون الوَزَغة إِذا عضّت شَيْئا لم
يبرأ.
وَقَالَ: سمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: إِنَّهُم ليَهْرِجون ويَهْرِدون
مُنْذُ الْيَوْم، أَي يموج بَعضهم فِي بعض.
قَالَ: وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول: تغطمشَ علينا فلَان، أَي ظلمَنا.)
وقالفي كَلَامه: فرفرَني، فِرفارةً وبعذرَني بِعذارةً، إِذا نفضني.
قَالَ: وسمعته يَقُول الرجل منا لصَاحبه إِذا قُضي لَهُ عَلَيْهِ:
وَكَلْتُك العامَ من كلبٍ بتَنْباح وَقَالَ: صبَّ الله عَلَيْهِ حُمّى
ربيضَاً، أَي صبَّ الله عَلَيْهِ من يهزأ بِهِ.
وَقَالَ: المقطئرّ من النَّاس: الغضبان المنتفخ.
وَقَالَ: المُسْتَباه: الَّذِي لَا عقل لَهُ والمُسْتَباهة: الشَّجَرَة
يَقْعَرها السيلُ فينحّيها عَن مَنْبِتها، والمُسْتَباه: الرجل الَّذِي
يخرج من أَرض إِلَى أُخْرَى.
وَيُقَال: ضربه فوَقَطَه وأَقطَه ووَقَذه، إِذا غُشي عَلَيْهِ.
وَيُقَال: تمأّى فيهم الشرُّ وتمعّى، إِذا فَشَا فيهم. ومَأَوتُ
الْأَدِيم فتمأّى، إِذا بَلَلْتَه حَتَّى يمتدّ ويتّسع. وَأنْشد:
دَلْوٌ تَمَأّى دُبغت بالحلَّبِ
(3/1285)
أَو بأعالي السَّلَم المضرَّبِ فَلَا
تُقَعْسِرْها وَلَكِن صَوِّبِ يَقُول: لَا تأخذها بالقهر والشدة
وَلَكِن صوَب ظهرك حَتَّى يخرج ماءُ الدَّلْو.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: شَاة مخروعة الأُذن، أَي مشقوقة فِي
وَسطهَا بالطول.
وَقَالَ: تَقول الْعَرَب: قد وأّر فلَان فلَانا توئيراً، على مِثَال
وعَّر توعيراً، وَهُوَ أَن يلقيه فِي شرّ. وَقد وعّره، إِذا حَبسه عَن
حَاجته ووِجهته.
وَيُقَال: مَا تحلَّسَ مِنْهُ بِشَيْء، أَي مَا أصَاب مِنْهُ شَيْئا
وَإنَّهُ لَحَلوس أَي حَرِيص.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال: ازمهرّت الكواكبُ فِي السَّمَاء، إِذا
أَضَاءَت.
وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: أكلتُ لقْمَة فسَبَتَتْ حلقي،
بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل وَالتَّخْفِيف أَجود، أَي قطّعته وسرّحته.
وسَبَتَ عُنُقَه بِالسَّيْفِ، إِذا قطعهَا.
قَالَ: وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: تَقَعْوَشَ عَلَيْهِ الْبَيْت
فتغمّطه الترابُ، أَي غطّاه، وتَقَعْوَشَ: انْهَدم.
وَيُقَال: مَلَقْتُ جلدَه أملُقه مَلْقاً، إِذا دلكته حَتَّى يملاسَّ.
وَأنْشد: رَأَتْ غُلَاما جِلْدُه لم يُمْلَق)
بماءِ حَمّامٍ وَلم يخلَّقِ يخلَّق: يملسَّ من قَوْلك: حَبل أخْلَقُ،
أَي أمْلَسُ.
وَقَالَ: الضّافِطة من النَّاس: الحمّالون والمكارون.
وَقَالَ: الْقوس الْفَرَاغ: الْبَعِيدَة موقع السهْم.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: دَفَّتْ دافّة، وهَفَّتْ هافّةٌ، وهَفَتَت
هافتةٌ، وهَفَتْ هافيةٌ، وقَذَتْ قاذيةٌ، إِذا أَتَاهُم قوم قد أُقحموا
فِي الْبَادِيَة.
وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: أَنا عُذَلة وَأَنت خُذَلة وكِلانا
لَيْسَ بِابْن أمَة يَقُول: أَنا ألومك وَأَنت تخذُلني وَلم نُؤتَ من
قِبَل أُمّنا.
وَتقول: نَاقَة هكِعة وهَقِعة وهَدِمة، إِذا اشتدَّت ضَبْعَتُها
وَأَلْقَتْ نفسَها بَين يَدي الْفَحْل.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لكلّ مُنْفَرد من أَصْحَابه: قد يَتِمَ،
وَبِذَلِك سُمّي الْيَتِيم. والدُّرّة الْيَتِيمَة الَّتِي فِي بَيت
الله الْحَرَام سُمّيت بذلك لِأَنَّهُ لَا شَبيه لَهَا.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: صَرَبْتُ فِي إنائي وقَرَعْتُ وقلَدْتُ،
أَي جمعت. وَيُقَال للوَطْب: المِقْرَع والمِصْرَب والمِقْلد.
وَقَالَ أَبُو زيد وَأَبُو مَالك: تَقول الْعَرَب: سَبّوح وقَدّوس
وسَمّور وذَرّوح، وَقد قَالُوهُ بالضمّ وَهُوَ أَعلَى، وذَرّوح وَاحِد
الذَّراريح، وَهِي الدُّود الصغار وَهُوَ سَمّ. وَيُقَال ذُرَحرح
وذُرَحْرِح وذُرْنُوح وذُرُّوخ وذُرّاح.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَاء كثير الْوَارِدَة، إِذا وردته
السِّباعُ والناسُ وغيرُهم. وَمَاء كثير الْوَارِد، إِذا لم يَرِدْه
إلاّ النَّاس.
وَيُقَال: طعنتُه بِالرُّمْحِ طَعنا وباللسان طَعَناناً لَا غير. قَالَ
أَبُو زُبيد:
(وأبَى ظاهرُ الشَّناءةِ إلاّ ... طَعَناناً ؤقولَ مَا لَا يقالُ)
وَقَالَ أَبُو زيد: العَقَنْقس: العَسِر الْأَخْلَاق: وَخَالفهُ قوم
فَقَالُوا: العَفَنْقَس.
وَقَالَ: الخَجَل: سوء احْتِمَال الغِنى، والدَّقَع: سوء احْتِمَال
الْفقر، وَعَن الْأَصْمَعِي أَيْضا. قَالَ الْكُمَيْت:
(وَلم يَدْقَعوا عِنْدَمَا نالهم ... لفَرْطِ زمانٍ وَلم يَخجلوا)
وَقَالَ أَبُو زيد: الشَّجَى: مَا اعْترض فِي الْحلق مر عظم أَو غَيره.
والغَصَص بِالطَّعَامِ، والجَأْز)
بالرِّيق، والجَرَض مثل الجأز.
وَقَالَ أَبُو زيد: سمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: إِذا أجدبَ الناسُ
أَتَى الهاوي والعاوي، فالهاوي: الْجَرَاد، والعاوي: الذِّئْب. وَقَالَ
أَبُو زيد: يُقَال: ذاحه يَذوحه وذوّحه، إِذا فرّقه. وَأنْشد لرجل
يُخَاطب عَنْزًا لَهُ: فأبْشِري بِالْبيعِ والتّذويح
(3/1286)
فأنتِ فِي السَّوأة والقُبوح وَقَالَ
الْأَصْمَعِي: يُقَال: جَاءَ يَرْنَأ فِي مِشيته، إِذا جَاءَ يتثاقل
فِيهَا.
وَقَالَ: سَمَاء حريصة: كَثِيرَة المَاء تحرِص وَجه الأَرْض أَي
تقشِره.
وَقَالَ: فِي مثل من أمثالهم: تَفْرَق من صَوت الغُراب وتَفْرِس الأسدَ
المشبَّمَ، قَالَ: المشبَّم: الَّذِي قد عُكِم فوه لخُبثه، مَأْخُوذ من
الشِّبام، وَهِي الْخَشَبَة الَّتِي تُعْرَض فِي فَم الجدي حَتَّى لَا
يَرضع.
وَيُقَال: جَاءَنِي بِكَلِمَة فَسَأَلَنِي عَن مذاهبها فسرّجَ
عَلَيْهَا أسروجة، أَي بنى عَلَيْهَا بِنَاء لَيْسَ مِنْهَا.
وَقَالَ: جَاءَ يَزْأب بحِمله وَجَاء يَجْأث بحِمله، إِذا جَاءَ يجره.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هَذَا سِبْقُ زيدٍ، أَي مِثله وَإِن لم يسابقه
وَهَذَا سِبْقي، أَي مِثلي. قَالَ الراجز: سِبْقانِ من نُوبةً
والبَرابرِ وَيُقَال: فلَان عِجْبي، أَي الَّذِي أُعجب بِهِ، وكذاك
فُلَانَة عِجْبي وطِلْبي، أَي الَّتِي أطلبها.
وَتقول الْعَرَب: صَدَقَكَ وَسْم قِدْحِه، مثل صَدَقَكَ سِنَّ بَكْرِه.
وَقَالَ: تَقول الْعَرَب: أَبصِر وَسْمَ قِدْحِك، أَي لَا تُجاوِزَن
قَدْرَك.
وَيَقُولُونَ: أَلهِ لَهُ كَمَا يُلْهي لَك، أَي اصْنَع بِهِ كَمَا
يصنع بك.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: بَيْتك هَذَا زَبْن، أَي متنحٍّ عَن الْبيُوت.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: أصبتَ سَمَّ حَاجَتك، أَي وجهَها، وَفُلَان
بَصِير بسَمّ حَاجته، أَي بمَطْلَبها.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: لم يكن فِي أمرنَا توفة، أَي تَوانِ، وَلَا
أَتم وَلَا يَتم.
وَقَالَ: يُقَال: قَعَدَ مَقْعَدَ ضُنْأة، مَهْمُوز مخفّف مضموم الأول،
وَهُوَ مَقْعَد الضارورة بالإنسان.
وَيُقَال: عَتَكَ اللبنُ والنبيذُ إِذا حَزَرَ، أَي حَمَضَ.
وَقَالَ: مَاء مُخْضم، أَي شريب، وَمَاء باضع وبضيع، أَي الَّذِي
يُبْضَع بِهِ، أَي يُرْوَى مِنْهُ.)
وَقَالَ: يُقَال: كَانَ فلَان راعيَ غنم فأسلمَ عَنْهَا، أَي تَركهَا
وكل من أسلمَ عَن شَيْء فقد تَركه.
وَتقول الْعَرَب: مَا يُعرف لفُلَان مَضْرِبُ عَسَلَة، أَي أصل وَلَا
قوم وَلَا أَب وَلَا شَرَف. وَقَالَ آخر: مَا يُعرف لَهُ مَنْبِض
عَسَلَة، نَحْو الأول.
وَيُقَال: فلَان صَوْغي وسَوْغي، أَي مثلي.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَقول الْعَرَب: أَعرِضْ عَن ذِي قَبْرٍ، إِذا
جعل الرجل يعيب مَيتا فنُهي عَن ذَلِك.
قَالَ: وَيَقُولُونَ: مَا عندنَا صَميل، أَي سِقاء.
وَيُقَال: لَا أَفعلهُ أبَدَ الأبَديّة، وأبَدَ الأبيد، وأبَدَ
الآبدِين، وَقَالُوا: أبَدَ الأبَدِين، مثل الأرَضِين.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: أدْرِكْ أمرا برَبَغه، أَي بجِنّه قبل أَن
يفوت، أَي بحداثته، وجِنّ الشَّبَاب: أوّله، وجِنّ كل شَيْء: أوّله.
وَقَالَ مرّة أُخْرَى. وَتقول الْعَرَب: أَدرِك الأمرَ برَبَغه، أَي
بحينه قبل أَن يفوت، وَكَذَلِكَ برَيِّقه وبجِنّه وبحداثته وبرُبّانه.
قَالَ: تَقول الْعَرَب: إِن فلَانا لَيتصحّت عَن مجالستنا، أَي يستحيي.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: الرِّبّة: الْجَمَاعَة من النَّاس
فَلم يقل فِيهِ شَيْئا، وأوهمني أَنه تَركه لِأَن فِي الْقُرْآن
رِبِّيّونَ، أَي جَماعيّون، منسوبة إِلَى الرِّبّة والرُّبّة
والرَّبّة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَقول الْعَرَب: بلغنَا أرضَاً لَيْسَ بهَا
عاثنةٌ، أَي نَاس وأتانا عاثنة مِنْهُم، أَي نَاس.
وَقَالَ: القُرْعة: جراب وَاسع الْأَسْفَل ضيّق الْفَم.
وَقَالَ: لقيتُ فِيهِ الذَّرَبَيّا والذَّرَبَى، أَي الْعَيْب.
وَقَالَ: تَقول الْعَرَب: لم تفعل بِهِ المِهرَةَ وَلم تعطه المِهَرةَ،
وَذَلِكَ إِذا عَالَجت شَيْئا فَلم ترفق بِهِ وَلم تُحسن عمله،
وَكَذَلِكَ إِن غذّى إنْسَانا أَو أدّبه فَلم تحسن عمله.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: اُبْقُه بُقْوَتَك مالَك، وبِقْيَتَك مالَك،
أَي احفظه حفظك مالَك، وَيَقُولُونَ اِبْقِه أَيْضا بِكَسْر الْألف،
(3/1287)
فَمن قَالَ بُقْوَتَك مالَك قَالَ ابْقه
بُقاوتَك مَالك. وَيَقُول آخَرُونَ: اِمْقِه مِقْيَتَك مالَك،
وَيَقُولُونَ أَيْضا: اُمْقُه مُقاوتَك مالَك. وَيُقَال: مَقَوْتُ
الطَّسْتَ، إِذا جلوتها، وَكَذَلِكَ المِرآة.
وَيُقَال: فلَان أمثلُ من فلَان شَوايَةً، أَي بقيّة من قومه أَو
مَاله، وَهُوَ من قَوْلهم: قد أشواه الدهرُ، أَي تَركه. وَيُقَال: مَا
أشوَى لنا الدهرُ مثلَه، أَي مَا ترك. والشَّوِيَّة: بقيّة من قوم قد)
ذَهَبُوا. قَالَ الشَّاعِر:
(وهم شَرُّ الشَّوايا من ثمودٍ ... وعَوْفٌ شَرُّ منتعِلٍ وحافي)
وَقَالَ: الطَّريدة: أصل العِذْق.
والجَمْز: مَا يبْقى من أصل الطَّلْع من الفُحّال، وَالْجمع جُموز.
قَالَ: وَمن كَلَامهم: الْآن حَيْثُ زَفَرَت الأرضُ، أَي ظهر نباتُها.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: جَاءُوا بالرَّقَم والرَّقِم، وَجَاءُوا
بالطِّبن، أَي الْكَثْرَة. وَجَاءُوا بالرَّقْم والرَّقِم والرَّقْماء،
أَي بالداهية. وَجَاءُوا بالحَظِر الرَّطْب، يَعْنِي الداهية
وَالشَّيْء المستشنَع. وَأنْشد:
(أعانَتْ بَنو الحَريش فِيهَا بأربعٍ ... وَجَاءَت بَنو العَجْلان
بالحَظِر الرطْبِ)
الحَظِر الرطب: أَغْصَان شجر رَطْب أَو يَابِس تُحظر بهَا بيُوت
الْقَوْم يَقُول: جَاءَ بَنو الحَريش بِأَرْبَع ذَوْدٍ، أظنّه فِي
حَمالة.
وَيُقَال: نزلنَا أَرضًا عَفْراء وبيضاء لم تنْزل قطُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِم: الأتان: مقَام المستقي على فَم الركيّة. قَالَ
أَبُو بكر: فَسَأَلت عبد الرَّحْمَن ابْن أخي الْأَصْمَعِي فَقَالَ:
الإتان بِكَسْر الْألف. قَالَ أَبُو بكر: والكفّ عَنْهَا أحبّ إليّ
لاختلافهما.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مثل للْعَرَب: لَحُسْنَ مَا أضْرَعْتِ إِن لم
تُرْشِفي أَي إِن لم يذهب اللَّبن يُقَال ذَلِك للرجل إِذا ابْتَدَأَ
بِإِحْسَان فخِيف أَن يُسيء.
قَالَ: وَيُقَال: جَاءَ يمشي البَرْنَسا، مَقْصُور، أَي فِي غير ضيعه
وَمَا أَدْرِي أَي البَرْنساء أَنْت، مَمْدُود.
وَقَالَ: يُقَال: أوجأتُ، أَي جِئْت فِي طلب حَاجَة أَو صيد فَلم
أصبهما، وَبَعْضهمْ لَا يهمز. وَيُقَال: أوجأتِ الرَّكِيّة، إِذا قل
مَاؤُهَا.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: أمعزْنا يومَنا كلَّه، إِذا سِرْنا فِي
المَعْزاء.
وَيُقَال: حظبتُ من المَاء، أَي امْتَلَأت، وَجَاءَنِي حاظباً.
قَالَ أَبُو حَاتِم: سَأَلت الْأَصْمَعِي عَن الصَّرف والعَدْل فَلم
يتكلّم فِيهِ. قَالَ أَبُو بكر: وَسَأَلت عبد الرَّحْمَن عَنهُ
فَقَالَ: الصَّرْف: الاحتيال والتكلّف، والعَدْل: الفِداء والمِثل
فَلَا أَدْرِي ممّن سَمعه.
قَالَ أَبُو بكر: الصَّرْف: الْفَرِيضَة، والعَدْل: النَّافِلَة.)
قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: مَا بَقِي فِي سَنام
بعيرك أَهْزَعُ، أَي بقيّة شَحم. والأهْزَع: آخر سهم يبْقى فِي
الكِنانة.
وَتقول الْعَرَب: أخرِجَ الرجلُ من سِرّ خَميره سِرّاً أَي باح بِهِ.
واجعله فِي سِرّ خميرك، أَي اكتمْه.
وَقَالَ: الرَّغُول: اللاّهج بالرَّضاع من الْإِبِل وَالْغنم.
وَيُقَال: إِنَّه لقريب الثَّرَى بعيد النَّبَط، أَي يَقُول
بِلِسَانِهِ وَلَا يَفِي بِهِ. وَأنْشد:
(قريبٌ ثراه لَا يَنال عَدُوّه ... لَهُ نَبَطاً عِنْد الهَوان قَطوبُ)
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا الْبَيْت فِي الْمَدْح.
وَمثل من أمثالهم: إِن العِقاب الوَلَقَى أَي الْعقُوبَة سرعَة
التجازي.
قَالَ: وَيُقَال: أغْتَمْتُ الزيارةَ، بالغين الْمُعْجَمَة، وَقَالُوا:
وَكَانَ العجّاج يُغْتِم الشِّعْرَ، أَي يُكثر.
وَيُقَال: رجل تِقْن وتَقِن، أَي متقن للأشياء.
وَقَالَ الصَّعَف: عصير الْعِنَب أوّل مَا يُدْرِك.
(3/1288)
وَقَالَ: مجْلِس عُبْر، أَي وافر
وَكَذَلِكَ كَبْش مُعْبَر: وافر الصُّوف وَغُلَام مُعْبَر: لم يُختن
ومجلسر عُبْر، أَي وافر الْأَهْل.
وَقَالَ: الصَّقَعيّ: الَّذِي يُولد فِي الضَّفَريّة، والضَّفَريّة:
وَقت يمتارون فِيهِ.
قَالَ: وَيُقَال: بقيت فِي الجُوالق ثُرْمُلة، أَي بقيّة من تمر أَو
غَيره.
قَالَ: وَتقول: جَاءَنِي سَلَفٌ من الْقَوْم، أَي جمَاعَة.
قَالَ: وَيُقَال: غَرْب معدَّن، والعدينة هِيَ الزِّيَادَة الَّتِي
تزاد فِي الغَرْب. وغَرْب مسعَّن، أَي من أديمين.
وَيُقَال: نعجة ضُرّيطة، أَي ضخمة سَمِينَة.
قَالَ: وَيُقَال: نَاقَة شَصيبة، أَي يابسة. قَالَ أَبُو بكر:
وَكَذَلِكَ شَصِبة. وَأنْشد:
(لحا الله قوما شَوَوْا جارَهم ... وَالشَّاة بالدِّرهمين الشَصِبْ)
قَالَ أَبُو بكر: وشَصائب الدَّهْر من هَذَا، أَي الشدائد.
قَالَ: وَقلت لأعرابي: مَا شرّ الطَّعَام فَقَالَ: طُرثوث مُرّ أنبتَه
القُرّ والطُرثوث: نبت يُؤْكَل.
قَالَ: وَقيل لامْرَأَة من الْعَرَب: مَا شَجَرَة أَبِيك. فَقَالَت:
الإسْليح رُغوة وصَريح وسَنام إطريح،)
وَهُوَ الني. يمِيل فِي أحد شِقّيه حَتَّى يطْرَح الناقةَ من ثقله
قَالَ أَبُو بكر: الإسْليح: نبت. وَقَالَت أُخْرَى: شَجَرَة أبي
العَرْفَج إِن حُلِب كَثب وَإِن أوقِد تلهّب، قَالَ أَبُو بكر: تكثَّب،
أَي صَار كُثَباً، والكُثْبة: الشَّيْء الْمُجْتَمع من لبن أَو غَيره،
وَلَا يكون إِلَّا ثخيناً. وَقَالَت أُخْرَى: شَجَرَة أبي الشِّرْشِر
وَطْبٌ حَشر وَغُلَام أشِر قَالَ أَبُو بكر: حَشِر: بَين الصَّغِير
وَالْكَبِير.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَقول الْعَرَب: ربَّ مُهْرٍ تَئق تَحت غُلَام
مَئق ضربه فانزهق، قَالَ أَبُو بكر: تئق: سريع، والمئق من الْغَضَب.
وَقَالَ: لِحاظ السهْم: مَا وَلِيَ أعاليَ السهْم من القُذَذ.
وَيُقَال: رَمَاه الله بالجَريب، أَي بالحصى الَّذِي فِيهِ التُّرَاب.
وَقَالَ: لبن مشمعِلّ، أَي حامض قد غلب بحموضته.
وَقَالَ: تهقّعت الضَّأْن حِرْمَةً، إِذا أَرَادَت الْفَحْل كلُّها
وَكَذَلِكَ تهقّعوا وِرْداً، أَي ودوا كلُّهم. قَالَ أَبُو بكر: قَوْله
حِرْمَة، يُقَال: استحرمتِ الشاةُ، إِذا اشتهت الفحلَ، وَهَذِه شَاة
حَرْمَى، وَشاء حَرْمَى مثله سَوَاء للْجمع، وَقَالُوا حِرام.
أَسمَاء رِحاب الشّجر عَن الْأَصْمَعِي. قَالَ الْأَصْمَعِي: رَحْبة من
ثُمام، وأيْكة أثْلٍ، وقَضيم غَضاً، وحاجر رِمْثٍ، وصِرْمة أَرطى
وسَمُرٍ، وسَليل سَلَمٍ، ورَهْط عُرْفُطٍ، وحَرَجة طَلْحٍ، وحديقة نخلٍ
وعنبٍ، وخَبْراء سدرٍ، وخُلّة عَرْفَجٍ، ورَهْط عُشَرٍ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت: عَرِضْتَ لَهُ تَعْرِض، مثل حَسِبْت
تَحْسِبْ. وَقال: وسمعتُ: أَتَانَا فشويناه لَحْمًا، أَي أعطيناه
لَحْمًا يشويه.
وَيُقَال: هَجَأتُ الْإِبِل وَالْغنم: كففتُها لترعى.
وَيُقَال: وَزَأتُ الغِرارةَ، أَي ملأتها ولَزَأتُ غنمي: أشبعتها
وشطَأتُ: مشيتُ على شاطىء النَّهر.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: ترمَضْنا الصيدَ، أَي طرحناه فِي الرمضاء
حَتَّى احترقت قوائمه فأخذناه وطَلَبْنا الصيدَ حَتَّى تَرَبَّيناه،
أَي تفعّلناه من الرَّبو، وَهُوَ البُهْر.
وَتقول الْعَرَب: عَيْدَنَتِ النخلةُ، أَي صَارَت عَيْدانةً، أَي
طَوِيلَة ملساء. وَأنْشد جرير: هزَّ الجَنوبِ نواعمَ العَيْدانِ
وعَلْبَيْتُ عَبدِي، أَي ثقبتُ عِلباءه فَجعلت فِيهِ خيطاً.)
وَتقول الْعَرَب: غَزَلْتَني مُنْذُ الْيَوْم دِقّاً، أَي سُمْتَني
خَسْفاً وشكّ أَبُو بكر فِي هَذَا الْحَرْف.
وَيُقَال: أفرضتِ الإبلُ، إِذا وَجَبت فِيهَا الفريضةُ وَصَارَت خمْسا
وَعشْرين.
وَتقول الْعَرَب: اغتثّ بَنو فلَان نَاقَة لَهُم أَو شَاة، أَي نحروها
من الهزال.
(3/1289)
وَيَقُولُونَ: خِرْتُ لَك كَمَا أَخِير
لنَفْسي، أَي اخْتَرْت.
قَالَ الْأَصْمَعِي: أغفيتُ الطَّعَام: نقّيته من الغَفا، مَقْصُور،
وَهُوَ رديّه وَقَالَ قوم: غَفَيْتُ.
وَيُقَال: قان الحدّادُ الحديدَ يَقينه قَيْناً، إِذا عمله. وقانت
الْمَرْأَة الْجَارِيَة تَقينها قَيْناً، إِذا زيّنتها، وَبِه سُمّيت
الماشطة مقيِّنة.
وَتقول: أقصبْنا الْيَوْم، إِذا شربت إبلُنا شُرْباً قَلِيلا.
وأشربْنا، إِذا رَوِيَتْ إبلُنا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: كَانَ ذَلِك فِي صَبائه، يَعْنِي فِي صباه، إِذا
فتحوه مدّوه، ثمَّ ترك ذَلِك وَكَأَنَّهُ شكّ فِيهِ.
وَقَالَ: نَأَيْتُ النُّؤْيَ، أَي صنعتُ نُؤْياً.
وعَرَفَ أسأتَ جِيبتي، أَي جابتي، غير مَهْمُوز.
وعَرَفَ أحرفتَ ناقتَك، أَي أطلحتَها فجعلتَها كَأَنَّهَا حَرْفُ سيفٍ.
قَالَ: والعُجّال تَقْدِيره الجُمّاع، وَهُوَ جَمْع الكفّ من الحَيْس
أَو من التَّمْر.
قَالَ: والجُدّاد: صغَار العِضاه.
قَالَ: والرِّداعة: مثل الْبَيْت يتّخذه الرجل من صفيح ثمَّ يَجْعَل
فِيهِ لحْمَة يصيد بهَا الضَّبُع وَالذِّئْب، وَهِي نَحْو اللَّبْجة،
وَقَالُوا اللُّبْجة، والزُّبْيَة.
وَقَالَ: قِطْعَة إبلٍ وغنمٍ عِلْطَوْسٌ، أَي كثير وَعدد عِلْطَوْس:
كثير أَيْضا. قَالَ الراجز: جَاءُوا بكلِّ بازلٍ عِلْطَوْس وَقَالَ:
باتوا على ماهة لنا وعَلى ماهٍ لنا وعَلى ماءٍ لنا وعَلى ماءة لنا،
كلّه سَوَاء.
وَمثل من أمثالهم: لَا تمشِ برِجْل مَن أبَى، مثل قَوْلهم: لَا
يَرْحَلْ رَحْلَك مَن لَيْسَ مَعَك.
(وَهَذَا بَاب من المصادر وَغَيرهَا من النَّوَادِر عَن عبد الرَّحْمَن
ابْن أخي الْأَصْمَعِي عَن عمّه)
قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: جَذَعٌ بيِّن الجُذوعة. وحِقٌّ بيِّن
الِاسْتِحْقَاق، وَقَالُوا الإحقاق، وخَلَقٌ بيِّن الخُلوقة، وخليق
للخير بيِّن الخَلاقة وخليق فِي الْجِسْم بيِّن الخَلْق، وثوب ليِّن
بَين اللَّيَان وسيِّد بيِّن السُّودَد، وناقة عائط بيِّنة العُوطُط
والعُوطَط، بِضَم الطَّاء وَفتحهَا، وَهِي الَّتِي امْتنعت عَن)
الْفَحْل وحاثل بيِّن الحُولَل، وطريّ بيّن الطَّراوة والطَّراءة.
وهم من أهل بَيت النُّبُوّة والنَّباوة، وضارٍ بيِّن الضِّروة
والضَّراوة والضِّراوة وعربيّ بيّن العَرابة والعُروبة.
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جِئْت على إفّان ذَاك وهِفّان ذَاك، أَي
على أثَره.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَا أَنْت إلاّ قِرَةٌ عَلَيْهِ، أَي وِقْرٌ،
يَجعله مثل زِنَة. قَالَ: وَقَالَ: وَقَرَتْ أذُنُه تَقِر، وخبّر بِهِ
عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء عَن رؤبة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَقول الْعَرَب: رَوّيْت ذَلِك الأمرَ
ورَوَيْتُه، غير مَهْمُوز.
وَتقول: استنبلَني نَبْلاً فأنبلتُه ونَبَلْتُه. وَيَقُولُونَ: نبلني
أحجاراً اسْتَطِبْ بهَا فيعطيه أحجاراً يستنجي بهَا.
قَالَ: وَسمعت: إِنَّك لطويلُ اللِّبْثة، أَي اللَبْث.
وَيَقُولُونَ: طَرِفْتُ الشيءَ، بِمَعْنى استطرفته.
وَيُقَال: بشبشتُ بِهِ، من البَشاشة.
وَيُقَال: مَا يظْهر على فلَان أحد، أَي مَا يَسْلَم.
وَيَقُولُونَ: أزى مالُه، إِذا نقص. وَأنْشد:
(وَإِن أَزَى مالُه لم يَأْزِ نائلُهُ ... وَإِن أصَاب غِنىً لم يُلفَ
غضبانا)
وَيَقُولُونَ: مَسَأتَ بعدِي، أَي مَجَنْتَ بعدِي. وَقَالَ آخَرُونَ:
بل مَسَأتَ: أبطأتَ.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: وَزَأتُ من الطَّعَام، أَي امْتَلَأت مِنْهُ.
ووَزَأتُ بعضَهم عَن بعض، أَي دفعتُ.
وَيَقُولُونَ: وجدتُه عِنْد وُسوط الشَّمْس، أَي حِين توسّطت السماءَ،
وَعند مُيولها، أَي حِين مَالَتْ.
(3/1290)
قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أكنبَ
عَلَيْهِ بطنُه، أَي اشتدّ ويَبَسَ، وأكنبَ عَلَيْهِ لِسَانه فَلَا
ينْطَلق.
وَتقول الْعَرَب: مَا أُبالي مَا نَهُؤَ من لحمك وَمَا نَضِجَ، وَمَا
نَهِىءَ لُغَة، نَهاوةً ونُهوءةً.
وَيُقَال: أغَنَّتِ الأرضُ إغناناً، إِذا التفَّ نباتُها وَصَاح
ذبابُها. وَيَقُولُونَ: تَقول للرجل: لَيْسَ عَلَيْك عَوْذ، أَي
معوَّل. وَيَقُولُونَ: هَذَا الْبَيْت مَثَل نمتثله عندنَا ونتمثّل
بِهِ.
وَيُقَال: فلَان أضيعُ من فلَان، أَي أَكثر ضَيعةً مِنْهُ، وَهُوَ
أضيعُ النَّاس كَذَلِك.
وَقَالُوا: وَدَجْتُ الوَدَجَ، وَهُوَ عِرق العُنُق.)
وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا لمساوِفة للسَّفَر، أَي مطيقة لَهُ، يَعْنِي
النَّاقة. وَيُقَال: إِن فلَانا لمسوِّف، أَي صبور على الْعَطش.
وَيُقَال: رجل مدوَّق، إِذا كَانَ محمَّقاً.
قَالَ: وَسمعت الْعَرَب تَقول: هم يحلِبون ويحلُبون، وَلم يقل هَذَا
غير الْأَصْمَعِي.
قَالَ: وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: لَو لم يَقْتَرونا لوجدونا بني
فَضَلاتِ الْمَوْت قَالَ أَبُو بكر: قَوْله يَقْتَرونا: يفتعلون من
القِرى من قَرَى يَقْري، وَبَنُو فَضَلات الْمَوْت، أَي وجدونا بني
الْمَوْت ويَقْتَرون: يفتعلون فِي هَذَا الْموضع أَيْضا من قَرا يقرو،
أَي تَبِعَ يتبَع.
قَالَ: وَإِذا أنْشد الرجلُ البيتَ فَلم يُقِمْه قَالُوا: صابَيْتَ
هَذَا البيتَ.
قَالَ: وسمعتهم يَقُولُونَ: هَذَا صَديع من الظِّباء، أَي قطيع لَيْسَ
بالكثير.
قَالَ: وَقَالُوا: مَا لَك تُصابي الكلامَ، أَي لَا تُجريه على وَجهه.
وَإِذا أنْشد بَيْتا فَلم يحفظه قَالَ: قد كَانَ عِنْدِي خَزْلَةُ ذَا
البيتِ، أَي الَّذِي كَانَ يُقيم إِذا انخزل فَذهب بعضه.
قَالَ: والجُرامة: قِصَد البُرّ وَالشعِير، وَهِي أَطْرَافه تُدَقّ
فتنقَّى.
وَيُقَال: بَيْننَا وَبينهمْ ضَغَن وضَغْناءُ، أَي ضِغْن.
قَالَ: وَقلت لأبي عَمْرو بن الْعَلَاء: مَا معنى قَوْله: فَكَانَ
حفيلُه درهما قَالَ: جَهدَه ومَبْلَغ مَا أعْطى.
قَالَ: وَتقول: جَاءَ على إفّان ذَاك وهِفّان ذَاك وحِفاف ذَاك وحَفَف
ذَاك وحَفّ ذَاك، أَي على أثَره.
وَقَالَ: يُقَال: أكل فلَان شَاة مَصلِيّة بشَمَطها، وَقَالَ آخَرُونَ
بشُمْطها، إِذا أكلهَا بمَآدمها من الْخبز والصِّباغ وَقَالَ أَيْضا:
بشِماطها.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: عَرِسَ بِهِ وعُرِسَ بِهِ، إِذا بُهِتَ
من النّظر إِلَيْهِ.
وَقَالُوا: نَاب أَعصَلُ وأنياب عُصْل وعِصال. وَأنْشد: وفرَّ عَن
أنيابها العِصال قَالَ أَبُو بكر: قلتُ لأبي حَاتِم: مَا نَظِير
أَعْصُل وعِصال فَقَالَ: ابْطُح وبِطاح، وأَعجُف وعِجاف، وأًجرُب
وجِراب.
قَالَ: وَيُقَال: نَاقَة طَيوخ: تذْهب يَمِينا وَشمَالًا وتأكل من
أَطْرَاف الشّجر.)
قَالَ: وَيَقُولُونَ: مَا أطيبَ الوَضَحَ، وَهُوَ اللَّبن لم يُمْنَق.
وَأنْشد:
(عَقَّوا بسهمٍ فَلم يشعربه أحدٌ ... ثمَّ استفاءوا وَقَالُوا حبّذا
الوَضَحُ)
وَقَالَ الآخر:
(وَقد تركتُ بني الشَّفْعاء آونةً ... لَا يَنْفُخون لَدَى الأوْداة
فِي وَضَح)
أَي لَيْسَ لَهُم لبن يشربونه، أَي أخذتُ أموالَهم فتركتُهم فُقَرَاء.
قَالَ: وَيَقُولُونَ: نِعْمَ البَلوعُ هَذَا، يعنون الشَّرَاب،
بِالْعينِ غير مُعْجمَة. وكل شراب فَهُوَ بَلوع.
قَالَ: وَقَالُوا: كَأصْنا عِنْد فلَان مَا شِئْنَا، أَي أكلنَا،
وَتَقْدِيره كَعَصْنا. وَفُلَان كُؤْصة، أَي صَبُور على الشَّرَاب
وَغَيره.
قَالَ: وَيَقُولُونَ: نَاقَة مرفَّلة، أَي تًصَرّ بخِرقة ثمَّ تُرسل
على أخلافها فتغطّى بهَا، وَهِي بِمَنْزِلَة رِفال التيس يُجعل بَين
يَدي قضيبه لئلاّ يَسْفَد.
قَالَ: والرثيمة: الْفَأْرَة.
وَيُقَال: مَرْطَلْتُ العملَ مُنْذُ الْيَوْم، إِذا لم أزل أعمل.
وَقَالَ آخر: بل المَرطلة لَا تكون إلاّ فِي فَسَاد خَاصَّة. وَتقول:
مَا زلنا فِي مَرطلة مُنْذُ الْيَوْم، أَي فِي مَطَر قد بلَّ ثيابنا.
(3/1291)
قَالَ الْأَصْمَعِي: المجعفَل: المصروع.
قَالَ: وَيُقَال: فلَان ثُنْيان بني فلَان، إِذا كَانَ يَلِي سيدهم.
وَيُقَال: حلفتُ يَمِينا مَا فِيهَا ثنيّة وَلَا ثُنىً، مَقْصُور.
وَيُقَال: فعل ذَاك مَثْنَى الأيادي، أَي يدا بعد يَد. وَيُقَال:
نَاقَة ثِنْي، إِذا كَانَت قد ولدت بعد بِكرها ولدا آخر، وَالْجمع
أثْنَاء، مَمْدُود.
قَالَ: وَقَالَ: الفَرْض والجَوْب: التُرس.
قَالَ: والقَرْض: الجَرَب.
قَالَ: وَيُقَال: اضطبعتُ بسلاحي، إِذا جعلته تَحت إبطي. قَالَ:
والمَغْرِض بَين المِرْفَق والجَنْب، وَهُوَ حَيْثُ تُوضَع الغُرْضة من
الْبَعِير، وَهِي الجزام.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: سَمِعت
أَعْرَابِيًا يَقُول: مكثتُ ثَلَاثًا لَا أذوقهن طَعَاما وَلَا شرابًا،
أَي لَا أَذُوق فِيهِنَّ.
قَالَ: وَيُقَال: تكاولَ الرجلُ، إِذا تقاصر.
فال: وَيُقَال: محَّن السوطَ ومخَّن، إِذا ليّنه، بِالْحَاء
وَالْخَاء.)
قَالَ: والكُدَم: الشَّديد الْقِتَال.
قَالَ: والنَّخْج: أَن تَأْخُذ اللَّبن وَقد راب فتصُبّ عَلَيْهِ
لَبَنًا حليباً فَتخرج الزبدة فشاشة لَيست لَهَا صلابة.
قَالَ: وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: ذَاك وَالله من عِيَ وسِي،
كَأَنَّهُ إتباع أَو توكيد مثل حِلّ وبِلّ.
قَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: وَلَيْسَ فِي
كَلَام الْعَرَب أَتَانَا سَحَراً وَلَكِن أَتَانَا بسَحَرٍ وأتانا
بِأَعْلَى السَّحَرَين. وَلَيْسَ فِي كَلَامهم: بَيْنا فلانٌ قَاعِدا
إِذْ تَامّ، إِنَّمَا يَقُولُونَ: بَيْنا فلَان قَاعِدا قَامَ.
قَالَ: والعَلَس: حبّة صَغِيرَة لَهَا قِشر يُختبز.
قَالَ: وَإِذا أَرَادَ الرجل طَرِيقا فضل قَالُوا: أَرَادَ طَرِيق
الغنْصُلَين، وَهُوَ معنى قَول الفرزدق:
(أَرَادَ طريقَ العُنْصُلَين فيامنتْ ... بِهِ العِيس فِي نائي الصُوى
متشائمِ)
الصُّوى: جمع صُوّة، وَهِي أَعْلَام تُنصب على الطَّرِيق يُهتد بهَا من
حِجَارَة.
قَالَ: وَيُقَال: أَدِيم مفلفَل. إِذا نَهِكَه الدِّباغُ. وَأنْشد:
(تُدَق لَك الأفْحاءُ فِي كل مَنْزِلٍ ... وأبْلُغُ بالحِسْي الَّذِي
لم يفلقلِ)
الرِّوَايَة: بالنِّحْي. أَرَادَ: يتقوّت الماءَ الَّذِي من الحِسْي
فِي السِّقاء الَّذِي لم يفلفَل والأفحاء: جمع فَحاً، مَقْصُور، وَهُوَ
الأ بزار.
وَقَالَ: جَاءَ فلَان يَجوس الناسَ، أَي يتخطّاهم.
قَالَ الْأَصْمَعِي: وَيُقَال: جِئْت بني فلَان فَلم أجد إِلَّا
العَجَاج والهَجَاج، فالعَجَاج: الأحمق، والهَجَاج: الَّذِي لَا خير
فِيهِ من النَّاس وَقَالُوا: الفجَاج والهَجاج. وَأنْشد مجزوء الرجز:
(فَلم أُصِبْ إلاّ العَجَا ... ج والهَجَاج والحَرَبْ)
كَذَا فِي كتابي وسماعي وَفِي كتب جمَاعَة: والحَرَبْ ورأيتُه فِي
نُسْخَة ابْن العَنَزيّ: والخرَب.
قَالَ أَبُو بكر: والخَرَب: ذَكَر الحُبارى، فَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا
من لَا خير فِيهِ.
قَالَ: والشّقَمة: ضرب من النّخل يسمّيه أهل الْبَصْرَة البُرْشوم،
ويسمّيه أهل الْبَحْرين العَرْف، وَالْجمع الْأَعْرَاف. وَأنْشد:
يَغْرِسُ فِيهَا الزَّاذَ والأعرافا والنابِجيَّ مسْدِفاً إسدافا)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: وَقَالَ أَعْرَابِي: متَخْتُ الخمسةَ الأعْقُدَ،
بِالْخَاءِ والحاء، يَعْنِي خمسين سنة.
وَقَالَ: الشنَعْنَع: المضطرب الخَلق.
قَالَ: وَيَقُولُونَ: صَقَبَ قَفاهُ صَقْبَةً، أَي ضربه بصَقْبه،
وَهُوَ ضرب بجُمْع الكفّ.
وَقَالُوا: فلَان فِي الحِفاف، أَي فِي قَدرِ مَا يَكْفِيهِ.
وَقَالَ: المحبنجِر: المنتفخ كالوارم.
قَالَ: وَيُقَال: رجل عِنْزَهْوة، وَهُوَ مثل العزهاة سَوَاء. فَأَما
رجل عَزِة فهاؤها فِي الْوَقْف والإدراج سَوَاء، وَهُوَ الَّذِي لَا
(3/1292)
يحب النِّسَاء وَلَا حديثهنّ.
قَالَ: والمَذَمّة: الذَّمّ. والمَذِمّة: أَن يَنْقَطِع عَنهُ القَوْل
يُقَال: مَا تذْهب عني مَذمِة الرَّضَاع.
وَيُقَال: أخدتني مَذِمّة من ذَاك، أَي ذِمام وَيُقَال: قضيتُ مَذِمّة
فلَان، أَي مَا وَجب لَهُ عليّ من الذِّمام.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المِئَلّ، على وزن مِعَلّ: القَرن الَّذِي
يُطْعَن بِهِ وَكَانُوا فى الْجَاهِلِيَّة يتّخنون أسِنّة من قُرُون
الثيران الوحشية.
قَالَ: وَيُقَال: هَذَا الرمْح بكعب وَاحِد، أَي هُوَ مستوي الكعوب
لَيْسَ لَهُ كَعْب أغْلظ من الآخر.
قَالَ: والخفات والخُفاع وَاحِد، وَهُوَ الضعْف من جوع أَو مرض.
وَيُقَال: كتاب ذَبِرُ، أَي سهل الْقِرَاءَة. وَيُقَال: ذبرتُ: قرأتُ،
وزبرتُ: كتبتُ.
قَالَ: والكِرْشَبّ والقِرْشَبّ وَاحِد، وَهُوَ الشَّيْخ المُسِن.
قَالَ: واليَرْفَئيّ: المنتزَع الْقلب من فزع.
قَالَ: وَيُقَال: خنقَه وسأتَه وسأبَه وذعتَه وزردَه وزردمَه، كلّه
سَوَاء وَقد قَالُوا: ذعطَه وزعطَه أَيْضا.
قَالَ: وَيُقَال: استنجى الرجلُ واستطاب وانتضح واستنضح وأطاب.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أشصّ الشيءَ عَنهُ، إِذا نحّاه. وَأنْشد:
(أَشَصَّ عَنهُ أَخُو ضِدٍّ كتائبَه ... من بَعْدَمَا رُمِّلوا فِي
شَأْنه بدَم)
وعَلْبَى الرجلُ، إِذا انحط عِلباؤه من الْكبر إِلَى وَدَجَيه.
وَيُقَال: رفح فلَان الشَّنَّ، إِذا اعْتمد على راحتيه عِنْد الْقيام.
وَأنْشد:
(إِذا المرءُ عَلْبَى ثمَّ أصبح جِلْدُه ... كرَحْضٍ غسيلٍ فالتيُّمنُ
أرْوَحُ)
) رُحِضَ: غُسِلَ والغسيل والمغسول وَاحِد وَمعنى التيمّن أَن يوضع على
يَمِينه فِي قَبره.
قَالَ: والخِشْعة: الصَّبِي الَّذِي يُبقر عَنهُ بطنُ أمه إِذا مَاتَت
وَهُوَ حَيّ.
والتقريد: أَن يَأْتِي الذئبُ البعيرَ فيَحكَّ أصلَ ذَنَبه كَأَنَّهُ
يقرّده فيستلذّ الْبَعِير ذَلِك ثمَّ يدنو إِلَى جنبه فَإِذا الْتفت
الْبَعِير التحس عينَه بِأَسْنَانِهِ. وَأنْشد: ومِن طَوِيل الخَطْم
ذِي اهتماطِ ذِي ذَنَبٍ أجْرَدَ كالمِسْواطِ يمتلخُ الْعَينَيْنِ
بانتشاطِ يُقَال: التحس الشَّيْء، إِذا أَخذه بفمه وَقَوله ذِي اهتماط:
اهتمط الشيءَ إِذا أَخذه.
قَالَ: والزَّجْل بِالرجلِ والسدو بِالْيَدِ.
قَالَ: وَيُقَال: أغَنّت النَّخْلَة، إِذا أدْركْت.
وَيُقَال: بَيت دِحاس، أَي مَمْلُوء. وعددٌ دِخاس، بِالْخَاءِ
الْمُعْجَمَة: كثير، وَالْأول بِالْحَاء غير مُعْجمَة.
قَالَ: والعَراصيف والعَصافير: المسامير الَّتِي تجمع رَأس القَتَب.
وَقَالَ: يُقَال: خَرْءٌ بِقاعٍ، وَهُوَ أثر السَّبَخ على الْبدن إِذا
اغْتسل الْإِنْسَان بِالْمَاءِ وَالْملح.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الرتْو من الأضداد رَتا الشَّيْء: أرخاه، ورتاه:
أمْسكهُ. وَيُقَال: أَصَابَته مُصِيبَة فَمَا رَتَتْ فيِ ذَرْعه، أَي
مَا كَسرته. وَيُقَال: رتوتُ القوسَ، إِذا شمدتَ وَترَها.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: عشوتُ إِلَى ضوء ناره، وَهُوَ أَن
تجيئها بِغَيْر نظر ثَابت فتهتدي بناره، كَمَا قَالَ الهُذلي:
(شِهابي الَّذِي أعشو الطريقَ بضَوئه ... ودِرعي فلَيْل النَّاس بعمك
أسودُ)
قَالَ: وَيُقَال للرجل إِذا رأى شيثاً فَفَزعَ مِنْهُ: أَعقِه ذَاك.
(3/1293)
قَالَ: وَيُقَال: رمى الخرَجة بِنَفسِهِ، إِذا رمى الطَّرِيق.
قَالَ: وَيُقَال: رجّبتُ الرجلَ ورَجَبْته، وَهُوَ أَعلَى: أكرمته
وأرجبتُه، إِذا هِبته، وَمِنْه اشتقاق رَجَب. فَأَما النّخل فرجّبت
بالتثقيل لَا غير، وَهُوَ المرجَّب.
قَالَ: وتسمّى الصَّخْرَة العريضة حِمارة. وَأنْشد: بيتُ حُتوفٍ رُدِحت
حَمائرُهْ)
أَرَادَ بَيت الصَّائِد. يُقَال: رَدَحْتُ البيتَ، إِذا نضّدتَ حجارتَه
بعضَها على بعض ثمَّ طيّنته، يُقَال: رَدَحَ البيتَ وأردحَه، إِذا فعل
ذَلِك. قَالَ الراجز: بيتَ حُتوفٍ مُكْفَأً مردوحا قَالَ: وَيُقَال
للكلب إِذا أَدخل رَأسه فِي الْإِنَاء: رَشَنَ يرشن رُشوناً.
وَيُقَال: رجل أغْثَر، أَي أَحمَق، وَبِه سُمّيت الضَّبُع غَثْراء، أَي
حمقاء.
قَالَ: والغَثَريّ والعَثريّ جَمِيعًا بالغين وَالْعين: الزَّرْع
الَّذِي تسقيه السَّمَاء. فَأَما العَفْر فَأول سَقية يُسقى الزَّرْع
بالسانية، يُقَال: عَفَرْنا أرضَنا.
قَالَ: وَيُقَال: بهصلَه، إِذا أخرجه من مَاله كلّه.
وَقَالَ: الأيك: الشّجر الملتفّ، وَكَأَنَّهُ شكَّ فِيهِ، يَعْنِي
الْأَصْمَعِي، فَقَالَ: زَعَمُوا.
قَالَ: وَيَقُولُونَ: ضربه حَتَّى طَحّى، أَي انبسط، وَيُقَال طَحا
مخفّفاً.
قَالَ: والجُرْجة: بَين العَيْبة والخريطة.
قَالَ: وَيُقَال: رجل صَنغٌ من قوم أصناع وصَنِعين، جِئْت بِالْيَدِ
قلت: صنَعُ الْيَد.
وَقَالَ: بعير ضُواضٍ وضُواضيُّ، أَي ضخم.
وَقَالَ: أَرض مُسْنِمة: تُنبت الإسنامة، وَهُوَ ضرب من النبت.
قَالَ: والوشيج: نبت على وَجه الأَرْض أغصانه وعروقه لِطاف.
وَيُقَال: أَرض مرتجّة: كَثِيرَة النَّبَات. |