جمهرة اللغة (بَاب مَا اتّفق عَلَيْهِ أَبُو زيد
وَأَبُو عُبيدة مِمَّا تكلّمت بِهِ الْعَرَب من فعلتُ وأفعلتُ وَكَانَ)
الْأَصْمَعِي يشدّد فِيهِ وَلَا يُجِيز أَكْثَره قَالَ أَبُو زيد:
يُقَال: بانَ لي الأمرُ وأبانَ.
ونالَ أَن أفعل كَذَا وَكَذَا وأنالَ، أَي حَان.
وآن لَك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا وَأَنا لَك.
ونارَ لي الأمرُ وأنارَ.
وعاضَه خيرا وأعاضه وعوَّضه.
وَقد بَدَأ وأبدأَ. وَأنْشد أَبُو عُبيدة: الْحَمد للهّ المُعيد
المُبْلي وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة أَيْضا: وأطعُنُهم بادئاً عَائِدًا
وَيُقَال: رَمى على الْخمسين وأرمَى، ورَبا وأربَى، إِذا زَاد
عَلَيْهَا.
ووَفى وأوفَى، أجَازه الْأَصْمَعِي. وَأنْشد أَبُو عُبيدة لدُريد بن
الصِّمّة:
(وفَاءٌ مَا مُعَيَّةُ مِن أَبِيه ... لِمن أوفَى بعهدٍ أَو بعَقْدٍ)
والمثل السائر: لم أرَ كَالْيَوْمِ قفاوافٍ.
وغَسِيَ الليلُ وغَسى وأغسَى وغسا يغسو لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي.
وَأنْشد:
(كأنّ الليلَ لَا يَغْسَى عَلَيْهِ ... إِذا زَجَرَ السبَنْدأةَ
الأَمُونا)
فَهَذَا من غَسِيَ يَغْسَى. وَأنْشد:
(فلمّا غَسا ليلِي وأيقنتُ أَنَّهَا ... هِيَ الأرَبَى جَاءَت بأُمّ
حَبَوْكَرَا)
وَهَذَا من غَسا يَغسو، وَقَالُوا يَغسي، ويَغسو أَعلَى. وَأنْشد:
ومرِّ أيامٍ وليل مُغْسي ورَسى وأرسَى، إِذا ثَبت، وَقد قَالُوا جبل
راسٍ، وَلم يقل أحد مُرْسٍ.)
ورغا اللبنُ وأرغَى.
وسَرى وأسرَى لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي لِأَنَّهُ فِي
(3/1257)
الْقُرْآن. وَقد قرىء: فأسْرِ بأهلكَ
وفاسْرِ.
ومَذى وأمذَى. ومَنى وأمنَى.
وخَدَجَتِ الشاةُ والناقة وأخدجت، إِذا أَلْقَت ولدَها لغير تَمام.
وفَصَلَ الْأَصْمَعِي هَذَا فَقَالَ: خَدَجَت، إِذا ألقته ناقصَ
الخَلْق وَإِن كَانَت أَيَّامه تامّة، وأخدجت، إِذا ألقته قبل تَمام
أَيَّامه وَإِن كَانَ سَوِيَّ الخَلْق.
وحنكته السن وأحنكته.
وغَمَدَ سيفَه وأغمدَهُ، لُغَتَانِ فصيحتان هَكَذَا قَالَ أَبُو
عُبيدة. قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا غلط، لَا يُقَال: غَمَدَ سَيْفه.
قلت: فبمَ سُمّي غامد أَبُو قَبيلَة قَالَ: من قَوْلهم: غَمَدَتِ
الرَّكِيُّ، إِذا كثر مَاؤُهَا. قلت لَهُ: فَإِن ابْن الْكَلْبِيّ
يَقُول فِي كتاب النَّسَب إِنَّه كَانَ بَين قوم من عشيرته أَمر
فَأصْلح بَينهم وتغمّد مَا كَانَ بَينهم، أَي ستره وغطاه. وَقَالَ:
(تغمَدتُ شرّاً كَانَ بَين عشيرتي ... فأسمانيَ القَيْلُ الحَضوريُّ
غامدا)
حَضور: مَوضِع بِالْيمن. فَقَالَ أَبُو حَاتِم: إِن ابْن الْكَلْبِيّ
أعلمُ بالنَّسب، أَي أَنه لَا يعرف الْغَرِيب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم
مرّة أُخْرَى: يُقَال سيف مغمود. فَأَما الرِّياشي فَأَنْشد بَيْتا
وَهُوَ:
(تركتَ سَرْجَكَ منقوضاً سُيورتُه ... وَالسيف يصدا طَوالَ الدَّهْر
مغمودُ)
(إِذا سمعتَ بموتٍ للبخيل فقُلْ ... بُعْداً وسُحْقاً لَهُ من هالكٍ
مُودي)
قَالَ أَبُو بكر: هَكَذَا أنشدَناه الرِّياشي بِكَسْر الدَّال، وَهُوَ
إقواء كَأَنَّهُ جرّه على قرب الْجوَار، وَأَجَازَ الْأَصْمَعِي ذَلِك.
قَالَ أَبُو حَاتِم: أنشدتُ البيتَ الَّذِي فِيهِ مغمود الأصمعيَّ
فَقَالَ: هَذَا مَصْنُوع وَقد رَأَيْت صانعه.
وحَكَّ الأمرُ فِي صَدره وأحكَّ، وَعرف الأصمعى حَكّ. وتَبِعَه
وأتبعَه، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي.
وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: تَبِعَه: جَاءَ أَثَره، وأتبعَه: طلبه
ليُدركه.
ورَدِفَهم الْأَمر وأردفَهم. ولَحِقَه وألحَقَه، لم يتكلّم فِيهِ
الْأَصْمَعِي.
ومَهَرْتُ المرأةَ وأمهرتُها. وَأنْشد أَبُو عُثْمَان الأشْنانْداني
للأعشى:
(ومنكوحةٍ غيرِ ممهورةٍ ... وَأُخْرَى يُقَال لَهَا فادِها)
والمثل السائر: أَحمَق من الممهورة إِحْدَى خَدَمَتَيْها. وخَفَقَ
بِرَأْسِهِ وأخفقَ، لم يتكلّم فِيهِ)
الْأَصْمَعِي. قَالَ الراجز: أقبلنَ يُخْفِقْنَ بأذناب عُسُرْ إخفاقَ
طيرٍ واقعاتٍ لَم تَطِرْ يُقَال: عَسَرَتِ الناقةُ بذَنَبها، إِذا
رفعته للِّقاحِ فَهِيَ عاسر كَمَا ترى، يُقَال: لَقِحَت النَّاقة
تَلْقَح لَقاحاً ولَقَحاً.
وَيُقَال: دفَّ الطائرُ وأدفَّ، لم يُجز الْأَصْمَعِي ذَلِك. قَالَ
الشَّاعِر:
(تمرّ كإدفاف الصَّدوق لطائرٍ ... مِراراً وَتَعْلُو فِي السَّمَاء
كَمَا يَعْلُو)
الصَّدوق من الطير: الَّذِي يصدق فِي جريه وطيرانه وَقَوله: لطائر،
يُرِيد لطائر مثله. قَالَ أَبُو بكر: أَظُنهُ يَعْنِي حمارا وأتاناً.
وَيُقَال: رابَه الشيءُ وأرابَه. وَرُبمَا افترق هَذَا فَيَقُولُونَ:
رَابَنِي، إِذا عرفتَ مِنْهُ الرِّيبة، وأرابني، إِذا ظننتَ ذَلِك
بِهِ. وَيُقَال: لَمَعَ بِثَوْبِهِ وألمعَ، وَكَذَلِكَ بِسَيْفِهِ.
فَأَما ألمعَ بهم الدهرُ، إِذا ذهب بهم، فأفعلَ لَا غير.
وبَرَقَت السماءُ وأَبرقت ورَعَدَت وأرعدت، أجَازه أَبُو عُبَيْدَة
(3/1258)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: بَرَقَت ورَعَدَت
لَا غير. وَكَذَلِكَ فِي التهدد إِنَّك لتَبْرُق لي وتَرْعُد وَقَالَ
الْأَصْمَعِي: تَقول: أبْرَقْنا وأرعَدْنا، إِذا رَأينَا الْبَرْق
وَسَمعنَا الرَّعْد.
ومَطَرَت السماءُ وأمطرت، أجَازه الْأَصْمَعِي.
ورشَّت السماءُ وأرشَت. وغامت السماءُ وأغامت. وعَصَفَت الريحُ وأعصفت،
لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي لِأَن فِي الْقُرْآن: ريحٌ عاصفٌ.
وجَنَبَت وأجنَبَت، وشَمَلَت وأشْمَلَت، ودَبَرَت وأدبَرَت، وصَبَت
وأصْبَت. أجَازه أَبُو زيد وَأَبُو عُبيدة وَلم يُجزه الْأَصْمَعِي،
ثمَّ زَعَمُوا أَن أَبَا زيد رَجَعَ عَنهُ.
ووجرتُه الدَّوَاء وأوجرتُه. وسقيته وأسقيتُه. وحدَقَ بهم وأحدقَ.
وحاطَ بهم وأحاطَ.
وجَهَدَ فلَان فِي كَذَا وأجهد. ووَمَأ إِلَيْهِ وأوما إِلَيْهِ. ووصّى
إِلَيْهِ وأوصَى.
ووَحى إِلَيْهِ وأوحَى، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي وَقَالَ أَبُو
عُبيدة: وَحى: كتبَ، وأوحَى من الْوَحْي.
وَأنْشد: لقَدَرٍ كَانَ وَحاه الواحي)
أَي كتبه الْكَاتِب.
ونحوتُ إِلَيْهِ السَّيْف ونحيتُ وأنحيتُ، إِذا اعتمدت بِهِ عَلَيْهِ.
وسَفَفْتُ الخُوص وأسففتُه، وأبى الْأَصْمَعِي إلاّ أسففته فَهُوَ
مُسَفّ.
ونَشَرَ الله الميّتَ وأنشرَه، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي. وشَرَرْت
الثَّوْب وأشررتُه، إِذا بسطته حَتَّى يجفّ.
ولاذَ بِهِ وألاذَ. قَالَ الشَّاعِر:
(لَدُنْ غًدْوَةً حَتَّى ألاذَ بخُفها ... بقيّةُ منقوصٍ من الظلّ
مائفُ)
ويُروى: ضائف. يصف نَاقَة رُكبت فِي الهاجرة والظلُّ تَحت أخفافها
إِلَى أَن صَار الظل كَمَا وصف.
وسَحَتَه وأسْحَتَه، إِذا استأصله، وَلم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي.
وَقد قُرىء: فيُسْحِتَكم وفيَسْحَتَكم.
وَقَالَ الفرزدق:
(وعَضُّ زمانٍ يَا ابنَ مروانَ لم يَدَعْ ... من المَال إِلَّا
مُسْحَتاً أَو مجلَّفُ)
ويُروى: لم يَدِعْ، أَي لم يودِّع من قَوْلك: ودَّعتُ الشيءَ، إِذا
صنته وَلم يَدَعْ، أَي لم يُبْقِ.
وَالْعرب لَا تَقول وَدَعْتُه وَلَا وَفَرْتُه فِي معنى تركتُه
إِنَّمَا يَقُولُونَ تركتُه ودَعْه وذَرْه، وَذكر الْأَصْمَعِي أَنه
سمع فصيحاً يَقُول: لم أذَرْ ورائي، أَي لم أترك، وَهَذَا شاذّ عِنْده.
وَيُقَال: يَدَى إِلَيْهِ يدا وأيدَى إِلَيْهِ يدا، إِذا أسدَى.
وَيُقَال: مرَّ الطعامُ وأمرَّ، إِذا صَار مرًّا، وَأمر أَكثر فِي
اللُّغَة. وَيُقَال: حَمِدْتُه وأحمدتُه، أَي وجدته مَحْمُودًا.
وَهَذَا يُختلف فِيهِ فَيُقَال: حَمِدْتُه، إِذا شكرت لَهُ يدا أسداها
إِلَيْك وأحمدته: وجدته مَحْمُودًا.
وفتنتُه وأفتنتُه، وَلم يُجز الْأَصْمَعِي إلاّ فتنتُ، وَلم يلْتَفت
إِلَى بَيت رؤبة: يُعْرِضْنَ إعْرَاضًا لدِين المُفْتَنِ وجزْتُه
وأجزتُه. ونتنَ وأنتنَ، وَقد قَالُوا نَتَنَ وَلَيْسَ بالجيّد.
وصلَّ اللحمُ وأصلَّ، إِذا تغيّر، لُغَتَانِ فصيحتان. قَالَ الشَّاعِر:
(3/1259)
(يلجلج مُضْغَةً فِيهَا أنيض ... أَصلَّتْ
فَهِيَ تَحت الكَشْحداءٍ)
وَقَالَ الحطيئة:)
(هُوَ الْفَتى كلُّ الْفَتى فاعلَموا ... لَا يُفْسِدُ اللحمَ لَدَيْهِ
الصُّلولْ)
وَدنت الشَّمْس للغيوب وأدنت.
ونَوى النَّوَى وأنوَى، إِذا أخرجه من التَّمْر. وَأنْشد أَبُو زيد:
وَيَأْكُل التمرَ وَلَا يَنوي النَّوى كَأَنَّهُ حقيبة ملأى حَثا
وجَنَّ عَلَيْهِ الليلُ وأجنَّ.
وهَجَدَ وأهجدَ.
وصليتُه النارَ وأصليتُه.
قَالَ أَبُو بكر: وسألتُ أَبَا حَاتِم عَن باعَ وأباعَ فَقَالَ: سألتُ
الْأَصْمَعِي عَن هَذَا فَقَالَ: لَا يُقَال أباع، فَقلت: قَول
الشَّاعِر:
(ورَضِيتُ آلاءَ الكُمَيْت فَمن يَبِعْ ... فَرَساً فَلَيْسَ جوادُنا
بمُباع)
فَقَالَ: أَي غير معرَّض للْبيع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَعَلَّهَا
لُغَة لَهُم، يَعْنِي أهل الْيمن. قَالَ أَبُو بكر: وَقد سَمِعت
جمَاعَة من جَرْم فصحاء يَقُولُونَ: أبعتُ الشيءَ، فعلمتُ أَنَّهَا
لُغَة لَهُم. وفَحَشَ وأفحشَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال إلاّ
أفحشَ، وَيُقَال أَمر فَاحش، وأفحش: جَاءَ بالفُحْش.
ورَفَثَ وأرفثَ، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي. وهدرتُ دمَه وأهدرتُه،
وَالْقطع أَجود وَأَعْلَى.
ولِقْتُ الدواةَ وألقْتُها.
وأخمرتُ الشَّهَادَة وخَمَرْتُها، إِذا كتمتَها، وَكَذَلِكَ كَمَيْتُها
وأكميتُها.
وصحا السَّكْرَان وأصحَى، وَقَالَ الأصمعى: صَحا السكرانُ وأصحت
السماءُ لَا غير.
ووَضَحَ لي الأمرُ وأوضحَ قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال إلاّ وَضَحَ.
وجَلَوا عَن الدَّار وأجلَوا، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي. وفرشتُه
أَمْرِي وأفرشتُه.
وفرثتُ كَبدهُ وأفرثتُها، إِذا فتَّتَّها.
ومَحَّ الثوبُ وأمحَّ، إِذا أخلق وخَلَقَ وأخلقَ، وسَمَلَ وأسملَ، إِذا
أخلق. وَأنْشد: حُسّانةُ الْعَينَيْنِ فِي بُرْدٍ سَمَلْ فَأَما سَمَلَ
عينَه فبغير ألف. ونَضَرَ الله وجهَه وأنضرَه. وعَمَرَ الله بك مالَك
ومنزلَك وأعمرَه.
وأمَرَ الله مالَك وآمَره، أَي أَكْثَره. وَقد قرىء: أَمَّرْنا
مُتْرَفيها، أَي جعلناهم أُمراء، وقُرىء:) أَمَرْنا بِالتَّخْفِيفِ،
وأَمرْنا، أَي أكثرْنا.
وجَدّ فِي الْأَمر وأجدَّ، عرفهما الْأَصْمَعِي، وَقَالُوا فِي
كَلَامهم: جادٌّ مُجِدٌّ. ومَحَضَه الودَّ وأمحضَه.
وخَلَفَ الله عَلَيْهِ وأخلفَ، وَهَذَا ممّا يُختلف فِيهِ، يُقَال:
خَلَفَ الله عليكَ، إِذا رُزىء بِمَا لَا يُعتاض مِنْهُ، فَقَالُوا:
خَلَفَ الله عليكَ، أَي كَانَ الله عَلَيْك خَليفَة، فَإِذا رُزىء
بِمَا يُعتاض مِنْهُ قَالُوا: أخلفَ الله عَلَيْك.
(3/1260)
وسَلَكَ الطريقَ وأسلكَ، لم يتكلّم فِيهِ
الْأَصْمَعِي لِأَن فِي الْقُرْآن: مَا سَلَككم فِي سَقَرَ.
وَسكت القومُ وأسكتوا، قَالَ الْأَصْمَعِي: سكتَ الرجلُ، إِذا لم
يتكلّم وأسكتَ، إِذا أطرقَ. وَأنْشد الْأَصْمَعِي لِلرَّاعِي:
(أبوكَ النمي أجْلَى عليّ بنَفْعه ... فأسْكَتَ عنّي بعدَه كلُّ قائلِ)
يُرِيد أطرقَ.
وصمَتَ القومُ وأصمتوا قَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّامِت: السَّاكِت، وَلم
يعرف مُصْمِتاً.
ويَنَعَت الثمرةُ وأينعت، إِذا أدْركْت، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي.
قَالَ أَبُو حَاتِم: قد قُرىء: ويَنْعِه ويانعه. وَأنْشد ليزِيد:
(فِي قِبابٍ حولَ دَسْكَرَةٍ ... حولَها الزيتونُ قد يَنَعا)
وَقَالَ أَبُو حَاتِم مرّة أُخْرَى: الْكَلَام الفصيح قَول الحَجّاج:
إِنِّي لأرَى رؤوساً قد أينعَت وحان قِطافُها.
ونَكِرْتُه وأنكرتُه، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي، وَكِلَاهُمَا فِي
التَّنْزِيل: نَكِرَهم وأوجسَ مِنْهُم خِيفةً وَفِيه: قوم مُنْكَرون.
ونَسَلَ الوَبَرُ وأنسلَ، إِذا سقط ثمَّ نبت. فَأَما أنسلَ الرجلْ
فبالألف، إِذا كَانَ لَهُ نَسْل.
وسندتُ فِي الْجَبَل وأسندتُ، إِذا علوتَ فِيهِ.
وقطرتُ المَاء وأقطرتُه. وخَلَدَ إِلَى الأَرْض وأخلدَ، إِذا لَزِمَ
الأرضَ، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي.
فَأَما قَوْلهم: رجل مُخْلِد، إِذا أَبْطَأَ عَنهُ الشيب، فَإِن
الْأَصْمَعِي يُجِيزهُ. وطَلَعْتُ وأطلعتُ.
وجَلَبَ الجرحُ، إِذا ركبته جُليدة رقيقَة للبُرْء، وأجلبَ. ونَزَفْتُ
البئرَ وأنزفتُها قَالَ الْأَصْمَعِي: نَزَفَ البئرَ وأنزفَ العَبرةَ.
وَأنْشد:)
هَذَا أوانُ الجِدّ إِذْ جَدَّ عُمَرْ وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن
ذَمَرْ وأنزفَ العَبرةَ مَن وَلَّى العِبَرْ ومددتُ الدواةَ وأمددتُها.
وقَدَعْتُ الرجلَ وأقدعتُه، إِذا كففته.
وحَزَنَني وأحزنني قَالَ أَبُو زيد: يُقَال حَزَنَني وَلَا يُقَال
أحزنني. قَالَ أَبُو بكر: هَذَا على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا
مَسْعُود وَلم يَقُولُوا سَعَدَه الله.
وَقَالُوا بِرْذَوْنة عَقوق وَلَا يَقُولُونَ إِلَّا أعقّت وكأنّ
الْقيَاس مُعِقّ، هَكَذَا قَالَ أَبُو حَاتِم أعقَّت، إِذا عَظُمَ
ولدُها فِي بَطنهَا. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: أعقَّت الْفرس: نبتَ شَعَرُ
الْوَلَد فِي بَطنهَا، والشَعَر يسمّى الْعَقِيقَة.
وجَبَرْتُ الرجلَ على الشَّيْء وأجبرتُه، وَلم يعرف الْأَصْمَعِي
إِلَّا أجبرتُه. وِساس الطعامُ وأساسَ وسِيسَ وسَوَّسَ ودأدَ وأدادَ
ودِيدَ ودود.
وكَنِبَت يدُه وأكنبت، إِذا أستوقحت، أَي غَلُظَت من الْعَمَل. قَالَ
الراجز: وأكْنَبَتْ نُسورُه وأَكْنَبا وماطَ عَنهُ الْأَذَى وأماطَ.
وسؤت بِهِ ظَنّاً وأسأتُ. وقَتَرَ عَلَيْهِ وأقترَ. وحَقَقْتُ الأمرَ
وأحققتُه، أَي قلت: هُوَ حقّ.
(3/1261)
ورِقْتُ الماءَ وأرقتُه وهرقتُه وأهرقتُه.
وبَتَتُ البيعَ وأبْتَتّه. وزها الئسْرُ وأزهَى، إِذا احمرّ أَو أصفرّ.
وشنقتُ القِربَة وأشنقتُها، إِذا شددت رأسَها ثمَّ رفعتها. وَيُقَال:
سَقَطَ فى كَلَامه وأسقطَ.
وَيُقَال: قَصَرْت وأقصرتُ. ونَعِتم بِهِ عينا وأنعمَ. وزَكا الزرعُ
وأزكَى. وجمَّت الدابّةُ وأجمَّت وأجمَّت الحاجةُ، إِذا حانت، لَا غير.
قَالَ زُهَيْر: مَضَتْ وأجمَّت حاجةُ الْغَد مَا تَخْلُو وقِلْته
البيعَ وأقلتُه. وسِرْتُ الدابّةَ وأسرتُها، وأبى البصريون إلاّ
سِوْتُها فسارت. وحشمتُ الرجلَ وأحشمتُه، أَي أغضبته.
وزننتُ الرجل بالشَّيْء وأزننتُه، إِذا اتّهمته. ومَلُحَ الماءُ
وأملحَ. وجرمت من الجُرم وأجرمتُ.)
وعُرْتُ عينَه وعوّرتُها وأعورتُها وعارت العينُ. قَالَ أَبُو حَاتِم:
لَا يكون إِلَّا عُرْتها وعوّرتها فعارت.
وخلا المكانُ وأخلَى.
وعَسَرْتُ الأمرَ وأعسرتُه.
وذَرَتِ الريحُ الترابَ وأَذْرَتْه.
ولَغَطَ القومُ وألغطوا، وضجّوا وأضجّوا.
وجَدَبَ الْوَادي وأجدب.
وحَطِبَ الْوَادي وأحطبَ، إِذا كثر حطبُه.
وخَصَبَت الأرضُ وأخصبت، وعشِبت وأعشبت، وكلأت وأكلأت، وأبى
الْأَصْمَعِي إِلَّا أكلأت.
ونَبَتَ البقلُ وأنبتَ، وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إلاّ وَطعن فِي بَيت
زُهَيْر:
(رأيتُ ذَوي الْحَاجَات حول بُيُوتهم ... قَطيناً لَهُم حَتَّى إِذا
أنبتَ السقْلُ)
ورَجَنَت الشاةُ وأرجنت، إِذا ألِفَت الموضعَ، وأبى الْأَصْمَعِي إلاّ
رَجَنَت.
وثَرى الرجلُ وأثرَى، إِذا اسْتغنى، وأبى الْأَصْمَعِي إلاّ أثرَى.
وزَحَفَ وأزحفَ، إِذا ضغف.
وصابَ وأصابَ، وَهَذَا يُختلف فِيهِ، صابَ إِذا جَاءَ من عَلٍ، وأصابَ
من الْإِصَابَة. قَالَ بشر: وَلم تَشْعُرْ بِأَن السهمَ صابا أَي تدلّى
عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو بكر: يُقَال: جَاءَ من عَلٌ وَمن غل وَمن عَلاً
بِالتَّخْفِيفِ والتنوين. فَأَما صابَ مر صَوْب الْمَطَر فبغير ألف.
ونصَفَ النهارُ وأنصفَ، وأبى الْأَصْمَعِي إلاّ نَصَفَ، وَأنْشد
للأعشى:
(نَصَفَ النهارُ، الماءُ غامرُه ... وشريكه بِالْغَيْبِ مَا يدْرِي)
يصف غوّاصاً. يَقُول: غاص أولَ النَّهَار وانتصف النهارُ وَهُوَ تَحت
المَاء وَصَاحبه لَا يدْرِي مَا خَبره.
وسَمَحَ وأسمحَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: سَمَحَ بِمَالِه، وأسمحَ الدابّةُ
بقِياده لَا غير.
وجاحه الدهرُ وأجاحَه. وهبطتُّ الشيءَ وأهبطتُه، عرفهما الْأَصْمَعِي،
وَأنْشد: مَا راعني إِلَّا جَناخ هابطا)
على الْبيُوت قَوْطَه العُلابطا القَوْط: القطيعِ من الْغنم والعُلابط:
الغليظ.
وهَدَيْتً الْمَرْأَة وأهديتُها.
(3/1262)
ونَجَدْتُ الرجل وأنجدتُه، إِذا أعَنْتَه.
وبَقَلَ المكانُ وأبقلَ، فَأَما بَقَلَ وجة الْغُلَام فبغير ألف.
وعَرَضَ لَك الخيرُ وأعرضَ.
وفرزتُ الشيءَ وأفرزته، إِذا فرّقته.
وعَقَمَ الله رَحِمها وأعقمَه.
وهَجَرَ فِي كَلَامه وأهجرَ، إِذا أفحشَ.
وغَلَقْتُ البابَ وأغلقتُه، وأبى الْأَصْمَعِي إلاّ أغلقتُه وَلم
يجيزوا وغلقتُ البتّةَ.
وحدّت الْمَرْأَة وأحدّت، إِذا تركت الطِّيب والزينة بعد زَوجهَا.
قَالَ الْأَصْمَعِي: حدّت فَهِيَ مُحِدّ لَا غير.
وسَفَقْتُ البابَ وأسفقتُه. ووَخَفْتُ الخِطْميَ والسَّويقَ وغيرَهما
وأوخفتُه، إِذا صببتَ عَلَيْهِ المَاء.
ودَجَنَت السَّمَاء وأدجنت. وجلبوا عَلَيْهِ وأجلبوا.
وطافَ بِهِ وأطافَ. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: طافَ بِهِ، إِذا حامَ
حوله كَمَا يُطَاف بِالْبَيْتِ وأطافَ بِهِ، إِذا طرقه لَيْلًا،
وَيُقَال فِي هَذَا أيضَاً: طافَ. فِي التَّنْزِيل: فَطَافَ عَلَيْهَا
طائف من ربّك وهم نائمون. فَأَما طافَ الرجلُ إِذا ذهب لقَضَاء
الْحَاجة فبغير ألف.
ومَجَدت الدابّةُ وأمجدت، إِذا امْتَلَأَ بطنُها.
وغَطَيْتُ الشيءَ وأغطيتُه، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غطّيت الشيءَ، إِذا
سترته، وأغطيتُه. فَأَما غَطَتِ الشجرةُ فَهِيَ غاطية إِذا انسبطت
أغصانُها على الأَرْض فبالتخفيف. وَأنْشد:
(وَمن أعاجيبِ خَلْقِ الله غاطيةٌ ... يخرج مِنْهَا مُلاحيّ
وغِرْبِيبُ)
ومَرَع الْوَادي وأمرعَ.
وكَنَنْت الحديثَ وأكننتُه، إِذا سترته، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي.
قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو حَاتِم: كَنَنْتُ الشيءَ، إِذا سترته،
وأكننتُ الحديثَ. وَفِي التَّنْزِيل: كأنَّهن بَيض مَكْنُون وَفِيه مَا
تكِنُّ صدورُهم لم يُقرأ إلاّ بضمّ التَّاء.)
وشعرتُ بالشَّيْء وأشعرتُ فلَانا شرّاً، أَي جعلت الشرّ شعاراً لَهُ.
وشُرْت العسلَ وأشرتُه، إِذا استخرجته من مَوضِع النَّحْل قَالَ
الْأَصْمَعِي: لَا أعرف إِلَّا شُرْتُ.
وَأنْشد الْأَعْشَى:
(كأنّ جَنِيّاً من الزَّنجبي ... ل خالطَ فِيهَا وأرْباً مَشوراً)
وَأنكر قَول عديّ: وحديثٍ مثل ماذيٍّ مُشارِ وضعّف قَوْله مُشار.
وعَذَرْتُ الغلامَ وأعذرتُه، إِذا ختنتَه وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إلاّ
الْإِعْذَار، وَأنْشد للنابغة:
(فسُبِينَ أَبْكَارًا وهنّ بآمَةٍ ... أعْجَلْنَهُنّ مَظِنّةَ
الإعذارِ)
المَظِنّة: الْوَقْت، وَأَرَادَ أعجلنهنّ وقتَ الْإِعْذَار. وَفِي
الحَدِيث: كنّا إعذارَ عَام وَاحِد. وَجَاء فِي الْكَلَام الفصيح:
تَلْوِيَةَ الخاتنِ زبَّ المُعْذَرِ وحَتَرْتُ العَقْدَ وأحترتُه، إِذا
أكّدته. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أعرف إلاّ حَتَرْتُ. وَأَجَازَ
البغداديون: احترتُ، وأنشدوا بَيْتا لأبي كَبِير الهُذلي كَامِل:
(هاجوا لقومهمُ السَّلامَ كأنّهم ... لمّا أصيبوا أهلُ دَيْنٍ
مُحْتَرِ)
وَلم يروِه الْأَصْمَعِي.
(3/1263)
وضَبَّ على الشَّيْء وأضبَّ عَلَيْهِ، إِذا
أَخذه وَأنكر البصريون ضَبّ عَلَيْهِ وَلم يجيزوا إِلَّا أضبَّ
عَلَيْهِ فَهُوَ مضيبّ. وأوبأتِ الأرضُ ووُبئت قَالَ الأصمعى: لَا أعرف
إِلَّا وُبئت فَهِيَ موبوءة.
وضَبَعَت الناقةُ وأضبعتْ، وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إلاّ ضَبَعَت
وَأنْشد:
(فليت لَهُم أجري جَمِيعًا وأصبحتْ ... بيَ البازلُ الكَوماءُ فِي
الرَّمل تَضبَعُ)
قَالَ أَبُو بكر: ضَبَعَتْ فِي السّير وأضبعتْ، فالضَّبْع أَن ترميَ
بخُفّها فِي سَيرهَا إِلَى ضَبْعها.
وَيُقَال: ضَبِعَت الناقةُ تَضبَع ضَبْعةً، إِذا أَرَادَت الْفَحْل
وضَبَعَت تَضْيَع ضَبْعاً، إِذا رمت بخُفّها إِلَى ضَبْعها فِي السّير،
بِسُكُون الْبَاء، والضَّبْع: رَأس المَنْكِب.
ونُلْتُه بِخَير وأنلتُه فَأَما نِلْتُ الشيءَ بيَدي فبكسر النُّون
بِغَيْر ألف.)
وألِفْتُ المكانَ وآلفتُه. وصَدَرْتُ الإبلَ وأصدرتُها.
وصَرَدَ السهمُ وأصردَ، إِذا نفذ من الرميّة، أَي دخل فِيهَا وَخرج من
الْجَانِب الآخر وأصردتًه، إِذا أنفذتُه. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أعرف
إِلَّا أصردتُه. وَأنْشد: عَن ظهر مِرْنانٍ بسهمٍ مُصْرَدِ المِرنان:
الْقوس الَّتِي تَسمع لَهَا رنّةً.
ووَعَيْت العلمَ وأوعيتُ، لم يتكلّم فِيهِ الْأَصْمَعِي. قَالَ أَبُو
حَاتِم: وعيتُ العلمَ، إِذا حفظته، وأوعيتُ المَتاعَ. وَفِي
التَّنْزِيل: وجَمَعَ فأوعَى.
ووَفَيْتُ الكيلَ وأوفيتُ. وغَلَلْتُ حن الغُلول وأغللتُ. وَبَدَأَ
الله الخلقَ وأبدأ.
وبَشَرْتُ الأديمَ وأبشرتُه، إِذا قشرتَ بَشَرَته. وبسرتُ حَاجَتي
وأبسرتُها، إِذا طلبتها من غير موضعهَا وَإِذا طلبتها فِي غير وَقتهَا.
وقَبَلَ وأقبلَ ودَبَرَ وأدبرَ.
وكشفتِ الناقةُ وأكشفتْ، إِذا نُتجت عَاميْنِ متواليين. وَيُقَال:
وَقَحَ الْحَافِر وأوقحَ، إِذا صَلُبَ.
وجَهَشْتُ وأجهشتُ، إِذا تهيّأت للبكاء. وجَمَعوا آراءهم وَأَجْمعُوا.
وعَفَصْتُ القارورةَ وأعفصتُها، إِذا صمَمْتَها.
وهَوى لَهُ وأهوَى، قَالَ الْأَصْمَعِي: هَوى من عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ،
وأهوَى إِلَيْهِ، إِذا غَشِيَه. قَالَ أَبُو بكر: قلت لأبي حَاتِم:
أَلَيْسَ قد قَالَ الشَّاعِر:
(هَوى زَهْدَم تَحت العَجاج لحاجبٍ ... كَمَا انقضَّ بازٍ أقْتَمُ
الريش كاسرُ)
فَقَالَ: أَحسب الْأَصْمَعِي أنسيَ، وَهَذَا بَيت صَحِيح فصيح.
وَقَالَ: سمع بيتَ ابْن أَحْمَر:
(أهْوَى لَهَا مِشْقَصاً حَشْراً فشَبْسرَقَها ... وكنتُ أَدْعُو
قَذاها الإثْمِدَ القَرِدا)
فاستَعمل هَذَا وأنسي ذَاك. قَالَ أَبُو بكر: قَوْله أَدْعُو، أَي
أجعَل، هَكَذَا يَقُول البصريون. قَالَ الله عزّ وجلّ: أَن دَعَوْا
للرَّحمن وَلَداً، أَي جعلُوا، والمِشْقَص: النصل العريض الحَشْر:
اللَّطِيف الصَّنْعَة فشبرقَها: خرّقها كَمَا يشبرَق الثَّوْب. قَالَ
أَبُو بكر: كَانَ أصَاب عينَه سهمٌ.
وحَلَ من إِحْرَامه وأحلَ. وبَلَّ من مَرضه وأبلَّ. وثَوى بِالْمَكَانِ
وأثوَى. ولَحَدَ القبرَ وألحَده.
وَحَال فِي متن فرسه وأحالَ.
(3/1264)
وصَرَّ الفرسُ أذنَه وأصرها فَأَما أصرّ
على الذَّنب فبالألف لَا غير.
وبَكَرْتُ وأبكرتُ، لُغَتَانِ عرفهما الْأَصْمَعِي. وَأنْشد:)
(يَا عمرُو جيرائكمُ باكِرُ ... فالقلبُ لَا لاهٍ وَلَا صابرُ)
وَأنْشد: أمِن آل نُعْمٍ أنتَ غادٍ فمُبْكِرُ وجَرَمَ وأجرمِ. وحَرَمَ
وَأحرم من حرمتُ الرجلَ الشيءَ.
وَيُقَال: طَلَعْتُ على الْقَوْم، إِذا أشرفت عَلَيْهِم وأطلعتُ
عَنْهُم: غبتُ عَنْهُم.
قَالَ أَبُو بكر: ثمَّ تَجِيء حُرُوف من فعلتُ وأفعلتُ تخْتَلف
مَعَانِيهَا.
قَالَ الْأَصْمَعِي: أفرشتُ عَن الْأَمر، إِذا أقلعت عَنهُ. وَأنْشد:
نعلوهمُ بقُضُبِ منتخَلَهْ لم تَعْدُ أَن أفرشَ عَنها الصَّقَلَهْ عَنى
السيوف. وفَرَشْتً عَنهُ، إِذا أردته وتهيّأت لَهُ.
وأزريتُ بِالرجلِ فَأَنا أزري بِهِ إزراءً، إِذا قصّرت بِهِ وزَرَيْت
عَلَيْهِ فعلَه أزري، إِذا عبتَ عَلَيْهِ.
وأصفدتُه، إِذا أَعْطيته. قَالَ الْقطَامِي:
(فَإِن هجوتُك مَا تمّت مكارمتي ... وَإِن مَدحتُ لقد أحسنتَ إصفادي)
وصفدتُه، إِذا قيّدته.
وخفرتُه، إِذا أجَرْتَه، خَفْراً وخُفارةً وأخفرتُه، وَفِي الحَدِيث:
لَا تُخْفِروا الله فِي ذمَّته والخفارة: مَا يَأْخُذ الخافر، إِذا
استحيت.
ونشدتُ ضالّتي، إِذا قلت: مَن وجدهَا. وأنشدتُها، إِذا قلت: مَن ذهب
لَهُ كَذَا. قَالَ الشَّاعِر:
(يُصيخُ للنَّبْأة أسماعَه ... إصاخةَ الناشدِ للمُنْشِدِ)
وأنشدتُك الله وأنشدت الشعرَ لَا غير.
ووعدتُه الخيرَ وَعْداً وأوعدته بالشرّ إيعاداً ووعيداً وَلَا يُقَال:
أوعدته شرّاً، إِنَّمَا يُقَال: أوعدته بِشَرّ.
وَيُقَال: أقذيتُ عينَه، إِذا جعلت فِيهَا القَذَى وَيُقَال:
قَذَيْتُها وقذّيتُها، إِذا أخرجتَ مِنْهَا القَذَى.
قَالَ:
(لقد قيل من طول اعتلالك بالقَذَى ... أجِدَّك مَا تَلْقَى لعينك
قاذيا)
)
وقَذِيَت العينُ، إِذا وقعِ فِيهَا القَذى، تَقْذَى قَذىً شَدِيدا.
فَإِذا رَمَت بالقَذَى قيل: قَذتْ تَقْذي قَذْياً.
وشَطَّ الرجلُ، إِذا بَعُدَ وأشطَّ إشطاطاً، إِذا جارَ.
وقَسَطَ الرجلُ، إِذا جَار ؤاقسطَ، إِذا عدل، وَكِلَاهُمَا فِي
التَّنْزِيل: وأمّا القاسطون فَكَانُوا لجهنَّمَ حَطَباً، وَفِيه
أَيْضا: إِن الله يُحِبُّ المُقْسِطين. وَقَالَ الراجز: حَتَّى شَفى
السيفُ قُسوطَ القاسطِ ونهرتُ النهرَ أنهَره نَهْراً، إِذا حفرتَه.
وأنهرتُ الدمَ، إِذا أسلتَه.
وفَرَيْتُ الشيءَ أفريه فَرْياً، إِذا شققته لصلاح، وأفريتُه إفراءً،
إِذا شمققته لفساد. وَأنْشد: إِذا انتحى بنابه الهَذْهاذِ أَفْرَى
عُروقَ الوَدَج الغواذي قَوْله الغواذي: الَّتِي تغنّي بِالدَّمِ،
وَمعنى تغذّي أَي لَا تكَاد
(3/1265)
تَرْقَأ والهَذْهاذ من الهَذّ، وَهُوَ
القَطْع.
وَقَالَ الراجز يصف دلواً: شلَّتْ يدا فارِيَةٍ فَرَتْها وعَمِيَتْ
عينُ الَّتِي أرَتْها لَو كَانَت الساقي لصغَّرتْها أَرَادَ دلواً
كَانَ استكبرها.
وَيُقَال: دَلا يدلو دَلْواً، إِذا استقَى وأدلَى يُدلي إدلاءً، إِذا
أدلَى دلوه فِي الْبِئْر وأدلَى بحُجَّته عِنْد القَاضِي لَا غير.
ودلوتُ الرجلَ، إِذا رفقت بِهِ. وَيُقَال: داليتُ الرجل مدالاةً، إِذا
رفقت بِهِ. قَالَ الراجز: يكَاد يَنْسَلُّ من التصديرِ على مُدالاتيَ
والتوقيرِ ودلوتُ الْإِبِل، إِذا رفقت بهَا فِي السّير. قَالَ الراجز:
لَا تَقْلُواها وَأدلوها دلْواً إنّ مَعَ الْيَوْم أَخَاهُ غَدْوا
وَقَالَ الآخر: لَا تَعْجَلا بالسير وَادْلواها)
لبئسما بطءٌ وَلَا تَرْعاها وَيُقَال: عقدتُ الحبلَ والبغَ والنِّكاحَ،
وأعقدتُ العسلَ والقَطِران وَمَا أشبهه.
وقبرتُ الرجل، إِذا دَفَنته وأقبرتُه، إِذا جعلت لَهُ قبراً، من قَوْله
عز وَجل: ثُمّ أماتَه فأقبره.
وحَدَقَ بِهِ القومُ، إِذا أطافوا بِهِ، وَأَحْدَقُوا بِهِ. قَالَ
هُذلي:
(وَقَالُوا تركنَا القومَ قد حَدَقوا بِهِ ... فَلَا ريبَ أنْ قد كَانَ
ثَمَّ لَحيمُ)
وحَدَقَت وحَدِقَت بِهِ المنيّةُ وأحدقتْ. قَالَ الأخطل:
(المُنْعِمون بَنو حربِ وَقد حَدَقَتْ ... بيَ اَلمنيّةُ واستبطأتُ
أَنْصَارِي)
قَالَ أَبُو بكر: يَقُوله الأخطل لمّا استوهب النعمانُ بن بشير لسانَه
من مُعَاوِيَة ليقطعه وَقَامَ يزِيد فاستوهبه من مُعَاوِيَة فاعفي.
وَنَحْو هَذَا أعييتُ من الْعَمَل إعياءً، وعيَيْت فِي الْأَمر وَفِي
الْمنطق عِيّاً.
وأبَيْتُ الشيءَ، إِذا أنِفتَ مِنْهُ فَأَنا آبَى إباءً وَأَنا آبٍ
وأبَيْتُ فَأَنا أبّاء وأبيّ، أَي مُمْتَنع. وأبيتُ فلَانا، إِذا
حَملته على أَن يَأْبَى فَهُوَ أبيّ، أَي مُمْتَنع.
ولَوَيْتُ الحبلَ ألويه لَيا، ولَوَيْتُ الذَين لَيّا ولَيّاناً،
ولَوِيَ فلَان لَوى شَدِيدا من وجع الْبَطن وألوَى بهم الدهرُ، إِذا
ذهب بهم.
وعَصَيْتُ فَأَنا أعصي عِصياناً ومَعْصِيَةً وعَصَوْتُ بالعصا أعصو
عَصْواً، إِذا ضربت بهَا وعَصِيتُ بِالسَّيْفِ أعصَى، إِذا ضربتَ بِهِ.
قَالَ الراجز: نَعْصَى بكلّ مَشْرَفي مخْفقِ وُيروى: مِخْطَفِ.
وعلوت فَأَنا أعلو عُلُوّا من الِارْتفَاع وعَلِيَ يَعْلَى عَلَاء من
الظَّفَر وأعلَى عَن الوسادة وعالَى عَنْهَا، إِذا تنحّى عنهِا. وَفِي
الحَدِيث، حَدِيث ابْن مَسْعُود: أعْل عَنِّجْ، أَي تَنحَّ.
ودارأتُ الرجلَ عنّي، إِذا دافعته، وَتقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أدرأ بك
فِي نحر فلَان وتدارأ القومُ بَينهم، إِذا تدافعوا أمرا ودارأتُ الرجلَ
مدارأة، إِذا دَفعته ودَرَأ البعيرُ فَهُوَ دارىء، إِذا ظَهرت غدّتُه.
قَالَ الراجز: بل أيُّهذا الدارىءُ المنكوفُ أَي الَّذِي قد أَصَابَته
الغُدّة فِي نَكَفته، وَهِي أصل لِسَانه وغَلصمته. ودرأتُ الوسادة،
إِذا)
بسطتَها وكل شَيْء بسطتَه فقد درأتَه. قَالَ الشَّاعِر:
(تَقول إِذا دَرَاتُ لَهَا وَضيني ... أَهَذا دينُه أبدا ودِيني)
(3/1266)
ودرَيتُ الشيءَ فَأَنا أَدْرِي درْياً
ودرايةً. قَالَ الراجز: وخَبَر عَن صاحبٍ لَوَيْتُ فقلتَ لَا أَدْرِي
وَقد دَرَيْتُ ويُروى: وسائلٍ عَن خبرٍ لَويتُ. ودريتً الظبيَ أدريه
درْياً، إِذا ختلتَه. قَالَ الشَّاعِر:
(فَإِن كنتُ لَا أَدْرِي الظِّباءَ فإنني ... أدُسُّ لَهَا تَحت
الترابِ الدواهيا)
وَقَالَ الآخر: وَكم رامٍ يُصيب وَلَا يَدْري أَي لَا يَخْتِل. ودرّيت
الشَّعَر بالمِدْرَى تدريةً. قَالَ الشَّاعِر: قد عَلِمَتْ أختُ بني
فَزارَهْ أنْ لَا أدَرّي لِمَّتي للجارَهْ وبَدَوْتُ أبدو بَدْواً،
إِذا ظَهرت وبدأتُ بالشَّيْء أبدأ بِهِ، إِذا قَدمته، وأبدأتُه أَيْضا،
وبَدِيتُ بِهِ.
قَالَ الراجزْ: باسم الْإِلَه وَبِه بَدِينا وَلَو عَبَدْنا غيرَه
شَقينا وبَدَوْتُ من الحَضَر إِلَى البدو. ولقيتُ فلَانا بَادِي بدي
وبادي بَداً. قَالَ الراجز: وَقد عَلَتْني ذُرْأة بَادِي بَدي
ورَثْيَةٌ تنهض فِي تشدّدي وجَددْتُ فِي الْأَمر أجِدّ، وأجددتُ أجِدّ،
لُغَتَانِ فصيحتان. وجَددْتُ الحبلَ أجُدّه جَدّاً، إِذا قطعته.
وأبْلِ وأجِدَ، يُدعى للرُّجل إِذا لبس الْجَدِيد. وجَدِدْتَ يَا
فلانُ: صرتَ ذَا جَدّ.
وبَرَيْتُ القلمَ والعودَ وغيرَه أبريه بَرْياً. وبَرئتُ من الْمَرَض
وبَرَأت أبْرَأ بُرْءاً. وبَرَأ الله الخلقَ يبَرؤهم بَرْءاً. وَأنْشد
الْأَصْمَعِي:
(وكل نفسٍ على سلامتها ... يُميتُها الله ثمّ يَبْرَؤها)
وبارأتُ الكَريَّ مبارأةً، إِذا فاصلتَه كَأَنَّك تدفع إِلَيْهِ
الكِراء ثمَّ تسترجعه مِنْهُ. وأبريتُ البعيرَ)
ابريه إِبْرَاء، إِذا جعلتَ لَهُ بُرَةً والبَرِيّة أَصْلهَا الْهَمْز،
وَتركت الْعَرَب همزها لِكَثْرَة استعمالهم إِيَّاهَا.
وشَرَقَت الشمسُ إِذا طلعت وأشرقت، إِذا أَضَاءَت. وشَرِقَ الرجلُ
بِريقه، إِذا غَصَّ.
ورَوِيتُ من المَاء أروَى رِيّاً. ورَوَيْتُ القومَ، إِذا استقيتَ
لَهُم. وأرويتُ ماشيتي إرواءً. ورَوَيْتُ على الْبَعِير: شددتُ
عَلَيْهِ بالرِّواء، والرواء: حَبل يُشدّ بِهِ المَتاع. وروّيت فِي
الْأَمر ترويةً وتَرْويّاً.
وقِلْت من القائلة أقيل قائلةً وقَيْلاً. وأقَلْتُ الرجلَ عَثْرَتَه.
وأقَلْتُه فِي البيع إِقَالَة، وشربتُ القَيْل، وَهُوَ شرب نصف
النَّهَار. وتقيّلَ الرجلُ أَبَاهُ، إِذا أشبهه.
وغارَ النجمُ يغور غَوْراً. وَغَارَتْ عينُه تغور غُؤوراً. وغارَ
الماءُ غَوْراً. وغارَ الرجلُ أهلَه يَغيرهم غَيْراً، مثل مارَهم
سَوَاء، وَهُوَ من المِيرة. وأغارَ الرجلُ على الْقَوْم يُغِير إغارةً
من المُغاوَرة. وغارَ على أَهله يَنهار غَيْرة. وغارَ يغور، إِذا دخل
غَوْرَ تِهامة. وأغار الحبلَ يُغِيره إغارةً، إِذا فتله فَتلا شَدِيدا.
وغؤَر القومُ تغويراً، إِذا نزلُوا فِي الهاجرة فأراحوا.
ومَرَّ الطعامُ وأمرَّ، إِذا صَار مرا. وَأمر العيشُ يُمِرّ إمراراً
فَهُوَ مُمِرّ. وأمرَّ الحبلَ يمِرّه إمراراً، إِذا أحكم فتلَه.
وطَمَّ الفرسُ، إِذا عدا عَدْواً شَدِيدا، ومصدره طَميماً. وطَمَّ
شَعَرَه طَمّاً. وطمّ الماءُ طُموماً، إِذا كَثُرَ.
وهبَّ التيسُ يَهِبّ ويَهُبّ هَبيباً. وهبّت الريحُ تَهُبّ هُبوباً،
وَقَالُوا هَبّاً. وهَبَّ من نَومه هَبّاً.
وهَبَّ السيفُ هَبَّةً. وهًبّت الناقةُ هِباباً، إِذا نَشِطَت.
وكَلَّ السيفُ كُلولاً. وكَلَّ البصرُ كِلَّةً. وكَلَّ الإنسانُ
والبعيرُ كَلالاً.
وشَبَّت النارُ شُبوباً. وشَبَّ الفرسُ شِباباً. وشبَّ الغلامُ
شَباباً.
(3/1267)
(بَاب مَا لَا تدخله الْهَاء من
الْمُؤَنَّث)
جَارِيَة كاعِب وناهِد ومُعْصِر، وَقَالُوا مُعْصِرة. قَالَ الراجز:
قُلْ لأمير الْمُؤمنِينَ الواهبِ أوانساً كالرَّبْرَبِ الرَّبائبِ من
ناهدٍ ومُعْصِرٍ وكاعبِ هِيفِ الْبُطُون رُجَّح الحقائبِ المُعْصِر:
الَّتِي استتصّت عصرَ شبابها، وَهِي كاعب أوّلا إِذا كعّب ثديُها
كَأَنَّهُ مفلَّك، ثمَّ يخرج فَتكون ناهداً، ثمَّ يَسْتَوِي نهودها
فَتكون مُعْصِراً. قَالَ الراجز: قد أعصرتْ أَو قد دنا إعصارُها
يَنْحَلّ من غُلْمَتِها إزارُها وَجَارِيَة عارِك وطامِث ودارِس وحائض،
كلّه سَوَاء.
وَجَارِيَة جالِع، إِذا طرحت قناعها من قلّة الْحيَاء.
وَامْرَأَة قَاعد، إِذا قعدت عَن الْحيض والولادة.
وَامْرَأَة مُغْيِل: تُرضع الغيلَ، وَهُوَ أَن تُرضع ولدَها وَهِي
حَامِل وَاسم اللَّبن: الغَيْل.
وَامْرَأَة مُسْقِط وَامْرَأَة مُسْلِب: قد مَاتَ ولدُها.
وَامْرَأَة مُذْكر، إِذا ولدت الذُّكُور ومؤنِث، إِذا ولدت الْإِنَاث
ومِذكار ومِئناث، إِذا كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا.
وَامْرَأَة مُغْيِب ومُغِيِب، بتسكين الْغَيْن وَكسرهَا، إِذا غَابَ
عَنْهَا زوجُها، وَقَالُوا مُغِيبة أَيْضا.
وَفِي الحَدِيث أَن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مَا بالُ أحدكُم لَا
يزَال كاسراً وِسادتَه عِنْد امْرَأَة مُغِيبة يتحدّث إِلَيْهَا
وتتحدّث إِلَيْهِ، عَلَيْكُم بالجَنْبة فَإِنَّهَا عَفاف، إِن النسأ
لحمٌ على وَضَم إلاّ مَا ذُبَّ عَنهُ. قَالَ الراجز: يَخْبِطْنَ
بِالْأَيْدِي طَرِيقا ذَا غَدَرْ غَمْزَ المُغِيبات فلاطيسَ الكَمَرْ
الفِلْطاس: الكَمَرة العريضة، وَقد قَالُوا: أنف فِلْطاس والعَدر:
الأَرْض الَّتِي فِيهَا جِحَرة اليرابيع وَالسِّبَاع.)
وَامْرَأَة مُشْهِد، إِذا كَانَ زَوجهَا شَاهدا.
وَامْرَأَة مِقْلات: لَا يعِيش لَهَا ولد، وَأَصله من القَلَت، أَي
الْهَلَاك.
وَامْرَأَة ثاكِل وهابِل وعالِه، من العَلَه والجَزَع، وَيُقَال: رجل
عَلِة وعَلَهان.
وَامْرَأَة قَتين: قَليلَة الرُّزْء.
وَامْرَأَة جامِع: فِي بَطنهَا وَلَدهَا.
وَامْرَأَة سافِر وحاسِر وواضِع، إِذا أَلْقَت قِناعها.
وظبية مُطْفِل ومُشْدِن ومُغزِل: مَعهَا شادِن وغزال.
وظبية خاذِل وخَذول، إِذا تأخّرت بعد قطيع الظِّباء.
وَفرس مُرْكِض: فِي بَطنهَا ولد قد تحرّك.
وَامْرَأَة عِنْفِص: زَرِيّة.
وَامْرَأَة دِفْنِس: رَعْناء.
ومُهرة ضامِر. ومُهرة قيدود: طَوِيلَة. ومهرة كُميت.
ومُهرة جَلْعَد: صلبة شَدِيدَة، وَكَذَلِكَ النَّاقة.
وناقة عَيْهَل وعَيْهَم: سريعة.
وناقة دِلاث: جريئة على السّير.
وناقة هِرْجاب: خَفِيفَة.
وناقة أمون: صلبة.
وناقة ذَقون: تضرب بذقنها فِي سَيرهَا.
وناقة مُمْرِن: تَدُرّ على المَرْي، وَهُوَ مَسْح الضَّرع بِالْيَدِ.
وناقة نجيب، أَي كَرِيمَة.
وناقة رَاجع، وَهِي الَّتِي يُظنّ أَن بهَا حَمْلاً ثمَّ يُخْلِف.
وناقة مُرِدّ، وَهِي الَّتِي تشرب المَاء فيَرِم ضَرعها.
وناقة خَبْر: غزيرة. وناقة حَرْف: ضامر. وناقة رَهْب: مُعْيِيَة.
وناقة راذِم، وَهِي الَّتِي قد دفعت بِاللَّبنِ، أَي أنزلت اللَّبن فِي
ضَرعها، وشَاة مُبْسِق، إِذا كَانَ كَذَلِك وناقة مُضْرع وناقة مُشْرِق
للَّتِي أشرقَ ضَرْعُها بِاللَّبنِ.
وناقة رُهْشوش: غزيرة. قَالَ الراجز:)
(3/1268)
أنتَ الجوادُ رِقَّةَ الرُّهْشوش والمانعُ
العِرْضَ من التخديش أَي أَنْت رَقِيق برقّة الرًّهْشوش. وَقَالَ
أَيْضا: أَنْت الجوادُ السَّهل العطيَّه كَمَا تُعْطِي هَذِه الناقةُ
الرهشوش.
والخنْجور: مثل الرُّهْشوش سَوَاء.
وشَاة مُحِشّ: يَبِسَ ولدُها فِي بَطنهَا، وَكَذَلِكَ النَّاقة
وَالْمَرْأَة. وأتان مُلْمِع، إِذا أشرقَ ضَرْعُها للْحَمْل.
وشَاة صارِف، وَهِي الَّتِي تُرِيدُ الْفَحْل.
وشَاة ناثِر، وَهُوَ عيب، وَهُوَ أَن تنثر من أنفها إِذا سعلت أَو
عطست.
وناقة داحِق، وَهِي الَّتِي تخرج رَحِمها بعد النِّتاج. وَقَالَ
أيضَاً: إِذا اندحق رَحِمُها فِي عَقِب الْولادَة.
وشَاة راجِن وداجِن، وَهِي الَّتِي قد ألِفَت الْبيُوت.
وناقة مُشْدِن، وَهِي الَّتِي قد قوي ولدُها.
وناقة مُرْشِح: كَذَلِك أَيْضا. ونُتجت الناقةُ حَائِلا، إِذا ولدت
أُنْثَى.
وناقة حَسير وطَليح، وَهِي المُعْيِية. وناقة لَهيد: قد عصرها الحملُ
فأوهى لحمَها.
وناقة مُتِمّ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة إِذا تمّت أيامُ حملهَا.
وناقة مُذائر، وَهِي الَّتِي تَرْأم بأنفها وَلَا يصدق حُبُّها.
وناقة عَلوق، وَهِي نَحْو المُذائر تَرْأم بأنفها وتَزْبِن برِجلها.
وناقة خادِج، وَهِي الَّتِي قد طرحت ولدَها، ومُخْدِج.
وناقة فارِق، رهي الَّتِي تذْهب على وَجههَا فتُنْتَج.
وناقة طالِق، وَهِي الَّتِي تطلب المَاء قبل القَرَب بليلة، يَوْم
الطَّلَق وَيَوْم القَرَب. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي:
سَأَلت أَعْرَابِيًا: مَا القَرَب فَقَالَ: سير اللَّيْل لوِرد الْغَد.
فَقلت لَهُ: فَمَا الطَّلَق.
قَالَ: سير الْيَوْم لوِرد الغِبّ، أَي بعد غَد.
وناقة بازِل وناقة بائك: ضخمة السَّنام.
وناقة فاسِج: فتيّة سَمِينَة.)
وناقة شامِذ وشاثل، إِذا شالت بذَنَبها. قَالَ الشَّاعِر:
(شامِذاً تتّقي المُبِسَّ عَن المُرْ ... يَةِ كُرْهاً بالصِّرْفِ فِي
الطًّلاّءِ)
قَالَ أَبُو بكر: كسر الْمِيم فِي المِرية أَجود، وَيجوز الضمّ، وَهُوَ
أَن يُمسح الضَّرع عِنْد الْحَلب، فَأَما فِي قَوْلهم لَا شكّ فِيهِ
وَلَا مُرية فَيجوز فِيهِ الْكسر والضمّ أَيْضا كَذَا يَقُول أَبُو
زيد.
والمًبِسّ: الَّذِي يدعوها للحلب، والطُّلاّء: الَّتِي تَدُرّ الدمَ
مَكَان اللَّبن، والصِّرْف: الدَّم والصِّرْف أَيْضا: صِبغ أَحْمَر.
يَقُول: الْحَرْب مثل النَّاقة.
وناقة بَلْعَس، وَهِي المسنّة المسترخية اللَّحْم، وبَلْعَك ودَلْعَك،
وهنّ ضِخام فيهنّ استرخاء.
وناقة عَوْزَم، وَهِي المسنّة وفيهَا شِدة.
وناقة ضِرْزِم: مثلهَا. وناقة دِلْقِم، إِذا تكسّر فوها وسال مَرْغُها،
أَي لُعابها.
وَفرس مُقِصّ، إِذا استبان حملُها.
وناقة مِلْواح ومِهْياف، إِذا كَانَت سريعة الْعَطش.
وناقة مِصْباح، وَهِي الَّتِي تصبح فِي مَبْرَكها. قَالَ الشَّاعِر:
(وجدتَ المنْدِياتِ أقَلَّ رُزْأً ... عليكَ من المصابيح الجِلادِ)
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا رجل يُخَاطب رجلا قطع أنف رجل فطُولب بالدِّيَة
أَو القَوَد فسلّم أَنفه فقُطع فعيّره بذلك فَقَالَ: وجدتَ قَطْعَ
أَنْفك أسهلَ عَلَيْك من تَسْلِيم إبلك والمُنْدِيات: الدَّوَاهِي.
وناقة مِيراد: تعجِّل الوِرْد.
ونعجة حانٍ، إِذا أَرَادَت الْفَحْل.
وشَاة هِرمِل وحِرمِل، وَهِي الهوجاء، وَرُبمَا وصف بِهِ النَّاس
أَيْضا.
وشَاة مُقْرِب للَّتِي قَرُبَ وِلادُها.
وشَاة صالِغ وسالِغ، وَهِي الَّتِي قد انْتهى سِنها. قَالَ أَبُو بكر:
مثل البازِل من الْإِبِل والقارِح من الْخَيل والمُشِبّ من الْبَقر.
وشَاة مُتْئم للَّتِي ولدت اثْنَيْنِ فِي بطن.
وناقة حَائِل للَّتِي حَالَتْ وَلم تحمِل، وَكَذَلِكَ النَّخْلَة
أَيْضا
(3/1269)
وكل أُنْثَى وناقة حامِل.
وناقة مُغِدّ: بهَا غُدّة يُقَال: أغَذَ الْبَعِير وأغَدّت النَّاقة
فَهِيَ مُغِدّ. فَأَما قَول العامّة مغدود فخطأ.
وناقة ناحِز، وَهِي الَّتِي بهَا النُّحاز، وَهُوَ السُّعال.)
وناقة رائم: ترْأم ولدَها وَتعطف عَلَيْهِ.
وناقة والِه، إِذا اشتدّ وجدُها بِوَلَدِهَا.
وناقة فاطِم: فطمت ولدهَا.
وناقة مُقامِح: تأبى أَن تشرب المَاء.
وناقة مُجالِح، وَهِي الَّتِي تَدُرّ فِي القُرّ.
وناقة شارِف: مسنّة. وناقة ضامِز: لَا تجترّ.
وناقة ضابِع، وَهِي الَّتِي ترفع خُفَّها إِلَى ضَبْعها فِي السّير.
وناقة عاسِر وعَسير، وَهِي الَّتِي اعتُسرت فرُكبت ولمّا تُرَضْ. وناقة
قَضيب: كَذَلِك. قَالَ الشَّاعِر: أسِيرُ عَروضاً أَو قَضيباً أرُوضُها
وناقة مِدراج، وَهِي الَّتِي تجوز وَقت وَضعهَا.
وناقة مُرْبِع: مَعهَا رُبَع. وناقة مِرْباع: تحمِل فِي أول الرّبيع.
وناقة مِشْياط: تُسرع السِّمَن.
(بَاب مَا تذكر الْعَرَب من الْأَطْعِمَة)
الوَليقة: طَعَام يُتّخذ من دَقِيق وَسمن وَلبن.
والأَلُوقة: كل مَا لُيِّن من الطَّعَام. وَفِي الحَدِيث: وَمَا آكُلُ
إلاّ مَا لُؤَق، أَي مَا لُيِّن.
والصِّقَعْل: تمر يُحلب عَلَيْهِ لبن.
والرَّهِيّة: بُرّ يُطحن بَين حجرين ويُصبّ عَلَيْهِ لبن، ارتهى
الرَّاعِي، إِذا فعل ذَلِك.
والآصِيّة: دَقِيق يُعجن بِتَمْر وَلبن، وَيُقَال الآصِيَة
بِالتَّخْفِيفِ.
والخَزيرة: شَحم يذاب ويُصبّ عَلَيْهِ مَاء ويُطرح عَلَيْهِ دَقِيق
فيُلبك بِهِ، والخَزيرة والسَّخينة وَاحِد.
واللَّفيتة: العَصيدة. والرَّغيغة، وَهُوَ حسو رَقِيق. والثُّرُعْطُطة:
نَحْو الرَّغيغة.
والحَيس: تمر وأقط وسَمن. قَالَ الراجز: التَمْرُ والسَّمْنُ جَمِيعًا
والأقِطْ الحَيْسُ إلاّ أنّه لم يختلِطْ وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم
قَالَ: أخبرنَا الْأَصْمَعِي قَالَ: قَالَ لي الرشيد: فُطمت على
الحَيْس والموز.)
والغَذيرة: دَقِيق يُحلب عَلَيْهِ لبن ثمَّ يُحمى بالرَّضْف.
والخُلاصة والقِشْدة والقِلْدة: تمر وسَويق يُخلص بِهِ السَّمن.
والسَّرْبَلة: الثَّرِيد الْكثير الدَّسَم، والسَّغْبَلة مثله.
والعَكيس: لبن يُصَبّ على إهالة والإهالة: الشَّحْم الْمُذَاب.
والوَطِيّة: عَصيدة التَّمْر وَاللَّبن. والمَجيع: التَّمْر وَاللَّبن.
والفِئْرة: حُلْبة تُطبخ بِتَمْر وتُسقاه النُّفَساء.
والفَريقة: حُلبة ودواء يصفّى فيسقاه الْمَرِيض. قَالَ الشَّاعِر: مثلُ
الفَريقة صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ وَاللَّحم المعرّض: الَّذِي يُشتوى على
الرماد فَلَا يستتمّ نُضجه، فَإِذا غيّبته فِي الْجَمْر فَهُوَ مملول،
فَإِذا شويته فَوق الْجَمْر فَهُوَ المضهَّب.
والمحنوذ: المشتوَى على الْحِجَارَة المُحْماة.
والفئيد: الَّذِي يُدفن فِي الْجَمْر. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: والمفؤود
والملهوج: الَّذِي فِيهِ بعض مَائه.
والعَلَس: شِواء مَسْمون، وَهُوَ الَّذِي يُؤْكَل بالسَّمن، هَكَذَا
يَقُول الْخَلِيل، رَحمَه الله.
والشُّنْدُخيّ: طَعَام الإملاك، وَقَالُوا الشَّنْدَخيّ، واشتقاقه من
قَوْلهم: فرس شنْدُخ، وَهُوَ الَّذِي يتقدّم الْخَيل فِي سيره، فأرادوا
أَن هَذَا الطَّعَام يتقدّم العُرْس.
(3/1270)
والوَليمة: طَعَام العُرْس.
والتَّوكير: طَعَام فِي بِنَاء دَار أَو بَيت.
والعَقيقة: مَا يُذبح عَن الْمَوْلُود.
والخرْسة: مَا يُتّخذ للنّفَساء.
والوَضيمة: طَعَام المأتم. قَالَ أَبُو بكر: وَلَيْسَ كل أهل اللُّغَة
عرف هَذَا.
والعَذيرة: طَعَام الْخِتَان، وَيُقَال الْإِعْذَار أَيْضا. قَالَ
الراجز: كل الطَّعَام تشْتَهي ربيعَهْ الخُرْسَ والإعذارَ والنَّقيعَهْ
والنَّقيعة: طَعَام قدوم الْمُسَافِر. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: طَعَام
القُدّ ام. وَأنْشد:
(إنّا لنضرب بِالسُّيُوفِ رؤوسَهم ... ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ
القُدّام)
)
والمأدُبة والمَدْعاة: طَعَام أيّ وَقت كَانَ.
والقَشيمة: هَبيد يُحلب عَلَيْهِ لبن. قَالَ أَبُو بكر: الهَبيد: حبّ
الحَنْظَل يُنقع فِي مَاء حارّ أَو فِي مُهَراق دلوٍ أَيَّامًا حَتَّى
تذْهب مرارتُه ثمَّ يُقلى ويؤكل.
(بَاب مَا جَاءَ على لفظ الْجمع وَلَا وَاحِد لَهُ)
خَلابيس، وَهِي الْأُمُور الَّتِي لَا نظام لَهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(إنّ العِلافَ وَمن باللَّوذ من حَضَنٍ ... لمّا رَأَوْا أَنه دِين
خَلابيسُ)
لم يعرف البصريون لَهُ وَاحِدًا، وَقَالَ البغداديون: خِلْبيس.
وسَماهيج: مَوضِع.
وسَمادير الْعين: مَا يرَاهُ المُغْمَى عَلَيْهِ من حُلم.
وهَراميت: آبار مجتمعة بِنَاحِيَة الدَّهناء زَعَمُوا أَن لُقْمَان بن
عَاد احتفرها. قَالَ أَبُو بكر: الدَّهْناء تُمدّ وتُقصر. قَالَ:
(فَلَو كَانَ بالدَّهنا حُرَيْثُ بنُ جابرٍ ... لأصبح بحرٌ بالمفازة
جَارِيا)
يَعْنِي حُريث بن جَابر الْحَنَفِيّ.
ومَعاليق: ضرب من التَّمْر، وَقَالُوا: نَخْلَة بِعَينهَا. قَالَ
الراجز: لَئِن نجوت ونَجَتْ مَعاليقْ من الدَّبا إِنِّي إِذا لمرزوقْ
ويُروى: لَئِن نجوتُ وَنَجَا المعاليقْ.
وأيافِث: مَوضِع بِالْيمن، وَقَالُوا أنافث.
وأثارِب: مَوضِع بِالشَّام.
ومَعافر: مَوضِع بِالْيمن، بِفَتْح الْمِيم والضمّ خطأ، وَإِلَيْهِ
تُحسب الثِّيَاب المَعافريّة.
قَالَ أَبُو بكر: وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: لم تتكلّم الْعَرَب أَو
لم تعرف الْعَرَب وَاحِدًا لقَولهم: تفرّق القومُ عَباديدَ وعَبابيدَ،
وَلَا تعرف وَاحِد الشماطيط، وَهِي القِطَع من الْخَيل والأساطير
والأبابيل. وَعرف ذَلِك أَبُو عُبيدة فَقَالَ: وَاحِد الشماطيط شِمطاط،
وَوَاحِد الأبابيل إبِّيل، وَوَاحِد الأساطير إسطار. وَقَالَ آخَرُونَ:
إِنَّمَا جُمع سَطْر على أسطار، ثمَّ جُمع أسطار على أساطير.
وَيُقَال: جمع سَطْر أسْطُر وسُطور، وأسطار جمع وَاحِدَة سَطَر،
بِفَتْح الطَّاء. وَقد قَالُوا: وَاحِد)
الأبابيل إبَّوْل، مثل عِجوْل وعجاجيل.
(بَاب مَا تكلّموا بِهِ مصغّراً)
الخُلَيْقاء، وَهِي من الْفرس كموضع العِرْنين من الْإِنْسَان.
والعُزَيْزاء: فجوة الدُّبُر من الْفرس.
والغُرَيْراء: طَائِر.
والسُوَيْطاء: ضرب من الطَّعَام.
والشُّوَيْلاء: مَوضِع.
والمُرَيْطاء: جلدَة رقيقَة بَين السّرّة والعانة.
والهُييْماء: مَوضِع.
(3/1271)
والسُّويداء: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(إنّني جَيْرِ وَإِن عَزَّ رهْطي ... بالسُّوَيْداء الغداةَ غريبُ)
قَالَ أَبُو بكر: جَيْرِ كلمة مَبْنِيَّة على الْكسر يُرَاد بهَا
الدَّهْر، أَي لَا أفعل ذَلِك الدهرَ، وَرُبمَا أجرَوها مُجرى القَسَم
يُقَال: جَيْرِ لأفعلنّ كَذَا وَكَذَا، أَي حَقًا لأفعلنّ، وَنَحْو
ذَلِك. وَقَالَ أَيْضا: أَي وَالله لأفعلنّ، وَنَحْو ذَلِك.
والغُمَيْصاء: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(فكائنْ ترى يومَ الغمَيْصاء مِن فَتى ... أصيبَ وَلم يَجرح وَقد كَانَ
جارحا)
والغُمَيْصاء: نجم من نُجُوم السَّمَاء، وَهُوَ أحد الشِّعْرَيَين.
وَيُقَال: رَمَاه بِسَهْم ثمّ رَمَاه فدَيّاه، أَي على أَثَره.
والحُمَيّا: سَورة الْخمر. والثُّرَيّا: مَعْرُوفَة.
والحُدَيّا من التحدّي، وَهُوَ التعرّض يُقَال: تحدى فلاق لفُلَان،
إِذا تعرّض لَهُ للشرّ.
والحُذَيّا من الحِذْوة، وَهُوَ العطيّة، من قَوْلهم: أحذاني كَذَا،
أَي أَعْطَانِي، وَالِاسْم الحِذْوة. قَالَ الشَّاعِر:
(وقائلةٍ مَا كَانَ حِذْوَةُ بَعْلِها ... غداتَئذٍ من شاءِ قِرْدٍ
وكاهل)
قِرْد: بطن مَعْرُوف من هُذيل، وكاهل: بطن من هُذَيْل أَيْضا، وَفِي
بني أَسد كَاهِل أَيْضا.
والحُجَيّا من قَوْلهم: فلَان يحاجي فلَانا.
والهُوَيْنَى: السّكُون والخَفْض.)
والقُصَيْرَى: آخر الضلوع، وَقَالُوا أوّلها.
والحُبَيّا: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر:
(ومعترَكٍ شَطَّ الحُبَيّا ترى بِهِ ... من الْقَوْم محدوساً وآخرَ
حادِسا)
والرُّسَيْلاء: دُوَيْبّة. والرُّتَيْلاء: دُوَيْبّة تلسع.
والعُقَيِّب: ضرب من الطير.
والحُمَقِيق: طَائِر، وَقَالُوا الحُمَيْقِيق.
والشُّقَيِّقة: طَائِر. واللُّبَيْد: طَائِر.
وزُغَيْم: طَائِر، وَيُقَال بالراء.
والصُّلَيْقاء: طَائِر.
والرُّضيْم: طَائِر.
والسُّكَيْت: آخر فرس يَجِيء فِي الرِّهان وَهُوَ الفُسْكُل
والفِسْكِل.
والأًدَيْبِر: دُوَيْبّة.
والأُعَيْرِج: ضرب من الحيّات.
والأُسَيْلِم: عِرق فِي الْجَسَد، والكُعَيْت: البلبل.
والكُحَيْل: القَطِران.
ومُجَيْمِر: جبل. ومُهَيْمِن: أسم من أَسمَاء الله جلّ ثَنَاؤُهُ.
ومُبَيْطِر، وَهُوَ البَيْطار. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذِه الْأَسْمَاء
نَحْو مهيمِن ومجيمِر ومبيطِر أَسمَاء لفظُها لفظُ التصغير وَهِي مكبرة
لِأَنَّهُ لَا تَكْبِير لَهَا من لَفظهَا. وَقَالَ أَيْضا: ومهيمِن:
اسْم من أَسمَاء الله جلّ وعزّة وَهَذِه الْأَسْمَاء نَحْو مهيمِن
ومسيطِر ومبيطِر فِي لفظ التصغير وَلَيْسَت بمصغَّرة لِأَن بعض أهل
اللُّغَة قَالَ: مهيمِن أَصله مؤيمِن، فَكَأَن هَذِه الْهَاء عِنْده
همزَة. وَيُقَال: فلَان مهيمِن على بني فلَان، أَي قيَم بأمورهم.
والمبيطِر: البَيطار. والمُبَيْقِر: الَّذِي يلْعَب البُقَّيْرَى،
وَهِي لعبة لَهُم. وَيُقَال: بيقرَ فلَان، إِذا خرج من الشَّام إِلَى
الْعرَاق. ومسيطِر: اشتمالك على الشَّيْء. وَقَالَ مرّة أُخْرَى:
ومسيطِر: متملِّك على الشَّيْء. والقُعَيْط: الحَجَلة، وَهِي القَبْجة
بِالْفَارِسِيَّةِ.
(بَاب حَوالَيك ودَوالَيك)
قَالَ الشَّاعِر:
(شُقَّ بُرْدُ شُقَّ بالبُرْدُ بُرْقُغ ... دَوالَيك حَتَّى لَيْسَ
للثوب لابسُ)
(3/1272)
دوالَيك من المداولة، وَقَالَ أَيْضا: من
التداول يُقَال: تداولَ القومُ فلَانا، إِذا تعاوروه بِالضَّرْبِ.
قَالَ أَبُو بكر: معنى الْبَيْت أَن الْأَعْرَاب كَانُوا إِذا تغازلوا
شقّ ذَا بُرْدَ ذَا وَذَا بُرْدَ ذَا فِي غزلهم ولعبهم حَتَّى لَا
يبْقى عَلَيْهِم شَيْء.
وحَنانَيك من التحنّن. قَالَ الشَّاعِر:
(أَبَا مُنذرٍ أفنيتَ فاستبقِ بَعْضنَا ... حَنانَيك بعضُ الشرِّ أهونُ
من بعضِ)
وهَذاذَيك من تتَابع الشَّيْء بِسُرْعَة. قَالَ الراجز: ضربا هذاذَيك
كوَلْغ الذِّئْب وَقَالَ الآخر: ضربا هذاذيك وطعناً وخضاً وخَبالَيك من
الخَبال. وحَجازَيك من المحاجزة.
تمّ اللفيف وَالْحَمْد لله وَحده
(3/1273)
(أَبْوَاب النَّوَادِر)
تَقول الْعَرَب: يفسِقون ويفسُقون، ويعرِشون ويعرُشون، ويعكِفون
ويعكُفون، ويحسِدون ويحسُدون، ويحشِدون ويحشُدون، وينفِرون وينفُرون
يُقَال: نَفَر ينفِر وينفُر ويشتِمون ويشتُمون، وينسِلون وينسُلون،
ويلمِزون ويلمُزون، ويخلِقون ويخلُقون، ويعتِل ويعتُل، ويطمِث ويطمُث،
ويقتِر ويقدِر ويقدُر، ويقنِط ويقنُط ويقنَط، ثَلَاث لُغَات، ويبطِش
ويبطُش، ويعرِض ويعرُض. فَأَما يَصِدّون ويَصُدّون فيختلف
مَعْنَاهُمَا، يَصِدّون: يَضْحَكُونَ، ويَصُدون: يُعرضون، قَالَ أَبُو
بكر: ويَصُدون أَيْضا: يمْنَعُونَ، من قَوْلهم: صددتُه عَن كَذَا
وَكَذَا، إِذا منعته. ونَشَطَ الحبلَ ينشِطه وينشطه، وغَسَقَ الليلُ
يغسِق ويغسُق، وطَمَسَ يطمِس ويطمُس، وصلَقَه بِلِسَانِهِ يصلِقه
ويصلُقه كل هَذَا عَن أبي عُبيدة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَعُنَ الماءُ ومَعَنَ وأمعنَ، إِذا جرى.
ومُعْنان الْوَادي: مجاري مَائه.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عُقْر الْمَرْأَة، وعُقْر الْحَوْض، وعُقر
النَّار: حَيْثُ يجْتَمع لَهَبُها وجَمْرُها، وعُقْر)
الدَّار: وَسطهَا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للنَّفْس الجِرْوة والقَرونة والقَرون
والقَرين والقَرينة والجِرِشَّى، مَقْصُور، والكَنوب والحَوباء.
وَأنْشد فِي الكَذوب: إِنِّي وَإِن منَّتنيَ الكَذوبُ يَتْلُو حَياتِي
أجَل قريبُ وَأنْشد فِي الجِرِشَّى:
(بَكَى جَزَعاً من أَن يَمُوت، وأجهشتْ ... إِلَيْهِ الجِرِشَّى
وارمَعَل خَنينها)
الخَنين: صَوت تردُّد الْبكاء فِي الْأنف، والحنينُ من الصَّدْر
وارمَعَل: ظهر. وَأنْشد فِي الجِرْوة:
(فضربتُ جِرْوتها وقلتُ لَهَا اصْبِري ... وشددتُ فِي ضِيق الْمقَام
حَزيمي)
وَأنْشد فِي القَرونة:
(ألم تَرَني رددتُ على عَدِيٍّ ... وَقد جَعلتْ هواديَها نِعالا)
(قَرونتَه وبنتُ الأَرْض تقضي ... على مَا أستودفَ الْقَوْم السِّخالا)
قَالَ أَبُو بكر: هَذَانِ البيتان من مَعَاني الأشْنانْدأني وتفسيرهما
يطول ومعناهما: رددت على عَدِيّ نفسَه فِي وَقت
(3/1274)
الهاجرة، وبنتُ الأَرْض: المَقلة الَّتِي
يُقسم عَلَيْهَا المَاء والسِّخال يَعْنِي جُلُود السِّخال الَّتِي
فِيهَا المَاء، وَاسْتَوْفِ مثل استقطر.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَرض قِرْواح وقِرْياح وقِرْحِياء، مَمْدُود:
قفر ملساء. قَالَ أَبُو بكر: وقِرْحِياء لم يجىء بهَا غيرُه.
قَالَ: وَيُقَال: رجل زِبِرّ وذِمِرّ، وَهُوَ القويّ الشَّديد.
وَأنْشد: إِنِّي إِذا طَرْفُ الجبانِ احمرّا وَكَانَ خيرُ الخَصلتين
الشَّرّا أكون ثَمَّ أسداً زِبِرّا وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القِذَمّ:
الشَّديد، والقِذَمّ: السَّرِيع.
وَيُقَال: رجل ذَطِيّ: أَحمَق، وباحِر: مثله.)
وَرجل رَطِيّ، بالراء: المسترخي.
وَامْرَأَة قِصْلة، زَعَمُوا: حمقاء.
وَامْرَأَة مِجْعة: حمقاء أَيْضا.
وَقَالَ أَبُو مَالك: الضُوّة والعُوّة: الصَّوْت.
وَقَالَ: الرُّنَّا، مَقْصُور: الصَّوْت، وأحسبهم قَالُوا: الرُّناء،
مخفّف مَمْدُود كَذَا فِي كتابي ورأيته فِي عدّة نُسَخ. والرُّنا،
خَفِيف مَقْصُور: إدامة النّظر من قَوْلهم: رنا يرنو رنُوّاً، وأحسب
أَنهم قد قَالُوا الرُّناء، مَمْدُود مخفَّف. فَأَما الرنَوْناة
فَصَحِيح، وَهِي إدامة النّظر أَيْضا.
والجَمْش: الصَّوْت، لم يجىء بِهِ غَيره.
وَقَالَ: الهِتر: السَّقَط فِي الْكَلَام والاختلاط فِيهِ، وَمِنْه
قَوْلهم: رجل مُهْتَر.
والممهِّك والممغِّط، بتَشْديد الْهَاء والغين: الطَّوِيل.
والسَّلُع: الطَّوِيل أَيْضا.
قَالَ أَبُو زيد: أصَلَّ اللحمُ وصَلَّ، إِذا أنتنَ وَهُوَ نِيء وخَم
وأخَمَّ، إِذا أنتنَ وَهُوَ مطبوخ أَو مَشويّ.
وَقَالَ أَبُو زيد: فَحل فادر، وَالْجمع فُدُر، إِذا ترك الضِّراب،
ووَعِل فادِر، إِذا كَانَ مُسِنّاً تامّاً.
قَالَ الشَّاعِر: فُدْرٌ بشابةَ قد تَمَمْنَ وُعولا قَالَ: وَيُقَال:
فلَان حَجٍ بِكَذَا وَكَذَا، وخليق بِهِ، وجَدير بِهِ، وقَمين وقَمَن
بِهِ ومَقْمَنة بِهِ، ومَجْحَرة بِهِ، وعَسِيّ بِهِ ومَعْساة بِهِ،
ومَخْلَقة بِهِ، وقَرِفٌ بِهِ. وَيُقَال فِيهِ كُله: مَا أفعلَه
وأفْعِلْ بِهِ، إلاّ فِي قَرِفٍ فَإِنَّهُ لَا يُقَال: مَا أقْرَفَه.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا سقاني فلَان من سُويدٍ قَطْرَة وَلَا
من أسودَ قَطرةً، وَهُوَ المَاء بِعَيْنِه.
وَأنْشد لطرفة:
(أَلا إِنَّنِي سُقّيتُ أسي حالكاً ... أَلا بَجَلي من الشَّرَاب أَلا
بَجَلْ)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو زيد: يُقَال: مالَ الرجلُ فَهُوَ يَمال
ويَمول، إِذا صَار ذَا مَال ومِلْتُ أَنا ومُلْتُ، ومُهْتُ الرَّكِيّة
ومِهْتُها، إِذا استخرجت ماءها وماهتِ الرَّكِيّة ماهةً ومِيهةً، إِذا
كثر مَاؤُهَا، وَيُقَال: نُلْتُ لَهُ بِالْعَطِيَّةِ نوْلاً، ونِلْتُ
الشيءَ أناله نَيْلاً.)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: الأشْنان والإشْنان، فارسيّ معرَّب،
وَهُوَ الحُرض وَيُقَال: قُرطاس وقِرطاس، والدِّهقان والدُّهقان،
والقُنَّب والقِنَّب.
وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: أَعْطيته كِرْوته وكُرْوته من الكِراء.
وَقَالَ: سَأَلت عَن الغِبّ فَقَالُوا: أَن تشرب الْإِبِل يَوْمًا
وتترك يَوْمًا وتَرِد بعده بِيَوْم فَيكون فَقْدُها الشُّرْبَ يَوْمًا
وَاحِدًا وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يسمّى ثِلثاً، والرِّبع أَن يفوتها
الشّرْب يَوْمَيْنِ، والخِمس أَن يفوتها ثَلَاثَة أَيَّام، كَذَلِك
إِلَى العِشر، وَإِنَّمَا سُمّي عِشراً لِأَنَّهَا تشرب يَوْمًا وترعى
سَبْعَة أَيَّام ثمَّ تَطْلُق يَوْمًا وتَقْرَب يَوْمًا وتَرِد فِي
الْيَوْم الْعَاشِر. فَأَما ثلُث الشَّيْء ورُبعه فبالضمّ.
قَالَ أَبُو مَالك: الصَّهْوة: مطمئن من الأَرْض بِمَنْزِلَة البِركة
ينْبت فِيهَا الشّجر ويصاب فِيهَا ضَوالُّ الْإِبِل، وَالْجمع صِهاء.
وَقَالَ: السَّديم: الرَّقِيق من الضَّباب. وَأنْشد:
(وَقد حَال ركن من أُحَيْمِرَ دونهم ... كأنّ ذُراه جُلِّلَتْ بسَديم
(3/1275)
)
قَالَ: وَيُقَال: البُشارة والبِشارة، والمِزاح والمُزاح، والمِزاحة
والمُزاحة أَيْضا. وَأنْشد:
(أمّا المُزاحةُ والمِراءُ فدَعْهما ... خُلُقان لَا أرضاهما لصديقِ)
والعِجالة والعُجالة، وَهُوَ مَا يعجّله الرَّاعِي إِلَى أَهله من
اللَّبن قبل أَن يُصْدِر الْإِبِل. وَفِي حَدِيث عمر بن الخطّاب رَضِي
الله تَعَالَى عَنهُ: الثَيِّب عُجالة الرَّاكِب، تمر وَسَوِيق،
وَهَذَا مَثَل، أَي أَنه لَا يُحتاج أَن يُتكلّف لَهَا مَا يُتكلّف
للبِكر، وَيُقَال لَهُ الإعجالة أَيْضا. والخِلاصة والخُلاصة، وَهُوَ
مَا يذوَّب بِهِ الزُّبد حَتَّى يصير سمناً. وَأنْشد:
(لَعَمري لَنِعْمَ النِّحْيُ كَانَ لأَهله ... عَشِيَّةَ غِبِّ البيعِ
نِحْي خُمامِ)
(من السَّمْن رِبْعِيُّ يكون خُلاصةً ... بأبعار أرآمٍ وعُودِ بَشامِ)
وأنشده مرّة أُخْرَى: يكون خِلاصُهُ. وَأنْشد أَيْضا: بأبعارَ صِيرانٍ،
وَقَالَ: الصِّيران: بقر الْوَحْش، وَاحِدهَا صِوار. وَقَالَ الشَّاعِر
فِي الإعجالة: وَلَا تريدي الْحَرْب واجتزّي الوَبَرْ وارْضَيْ
بإعجالةِ وَطْبٍ قد حَزَرْ والعُجاية والعُجاوة، وَهُوَ عَصَب على
سُلامَيات الْبَعِير.
وَمَا لَهُ حِنْتَألة وَلَا حُنْتَألة، أَي بُدّ.
ومُهِكَ الرجل ومَهَك، مثل نُهِك ونَهَك وبُهِتَ الرجلِ وبَهَتَ،
ورَذِلَ ورَذُل وفَشِلَ وفَشُلَ ونَقِزَ)
ونَقُزَ، إِذا صَار نِقْزاً وَهُوَ الدنيء من النَّاس، مثل رَذِلَ
سَوَاء.
قَالَ: وَيُقَال: إِنَّه لكريم النِّحاس والنُّحاس والنِّجار
والنُّجار، أَي كريم الأَصْل، والزِّجاجة والزُّجاجة، وقِصاص الشّعْر
وقُصاصه، وَهُوَ منقطَعه فِي الجبين والقفا والنُّخاع والنِّخاع، وَهِي
الْعصبَة الَّتِي تنتظم الفَقار.
وإسوة وأُسوة ورِشوة ورُشوة، وكِسوة وكُسوة وجِثوة وجُثوة، وَهُوَ
التُّرَاب الْمُجْتَمع ورَبوة ورُبوة ورِبوة، وجِذوة وجُذوة وجَذوة،
وَهِي الْجَمْرَة. قَالَ أَبُو بكر: وَقَالَ بَعضهم: إِنَّمَا
يَفْعَلُونَ هَذَا فِيمَا يشبه المصادر فَإِذا كَانَ اسْما ثبتوا على
أحد الْوَجْهَيْنِ وَهَذَا مَذْهَب ضَعِيف، قد رأيناهم فعلوا ذَلِك فِي
الْأَسْمَاء والمصادر فَقَالُوا: جِلوة الْعَرُوس وجُلوتها وذِروة
وذُروة وخِفية وخُفية وحِبوة وحُبوة، والحِبوة مطَّردة فِي الْوَاو
وَلم أسمعهم قَالُوا فِي عُروة بِالْكَسْرِ.
وَقَالَ قوم من الْعَرَب: الرِّضوان والرُّضوان والرِّفعان والرُّفعان
من الرِّفعان إِلَى السُّلْطَان، والإخوان والأُخوان، وإِخوة وأُخوة،
وصِبيان وصُبيان وصُبوان وَهِي أضعفها وقضبان وقُضبان وقِفزان وقُفزان
وشِهبان وشُهبان، جمع شِهاب، ومِصران ومُصران، وسِفيان وسُفيان،
وذِبيان وذُبيان وفِرعون وفُرعون، وقِسطاس وقُسطاس، وقِرطاط وقُرطاط،
وَهُوَ شَبيه بالبَرْذَعة تُطرح تَحت السَّرج وَكَذَلِكَ قِرطان
وقُرطان مثله وفِسطاط وفُسطاط ويغران ونُغران وعِنوان وعُنوان وعِنيان
وعُنيان، وَقَالُوا: عِلوان وعُلوان وعِليان وعُليان وطِبْي وطُبْي
وَقَالُوا: شِقّة وشُقّة، والضمّ أَعلَى وقِرطاس وقُرطاس وَذكر بَعضهم
أَنه سمع من الْعَرَب حِملاق وحُملاق، وَلَيْسَ الضمّ بثَبْت،
والصِّوَر والصُّوَر والصِّوَار والصُّوار، والصِّوان والصُّوان وخِوان
وخُوان وبِعران وبُعران، جمع بعيرة وفِصلان وفُصلان، جمع فصيل.
وَقَالَ أَبُو مَالك أَيْضا: نَضِلَ الرجلُ نَضَلاً، إِذا أعيا من
السّير. وَقَالَ: قِربة مزكومة ومزكوتة ومطمحِرَّة ومزعوبة وممزورة
ومقطوبة، أَي مَمْلُوءَة، وَيُقَال: جَاءَ فلَان بالصّقارى والبُقّارى،
وَجَاء بالصُّقَر والبُقَر، إِذا جَاءَ بِالْكَذِبِ. وَجَاء بالعُجَر
والبُجَر والعُجَرَى والبُجَرَى من قَوْلهم: حدّثته بعُجَري وبُجَري،
أَي بغامض أَمْرِي.
وَقَالَ أَبُو زيد وَأَبُو مَالك: يُقَال: دَبور نَكْبٌ، وشمال
عَرِيّة، وشمال حَرْجَف، وجنوب خَجُوج، وصَباً هَبوب وحَنون، وَهَذِه
صِفَات للريح.
وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: مرّ يَذْنِبه ويَذْنُبه، ويَدْبِره
ويَدْبُره، ويَكْثِبه ويَكْتبه، ويَسْتَهه بِفَتْح التَّاء)
ويَسْتِهه، إِذا مرّ خَلفه وَلَا يُفَارِقهُ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: وَتقول الْعَرَب: جىء بِهِ من عِيصك
(3/1276)
وإيصك وجِنْثك وجِنْسك وقِنْسك وحَسِّك
وبَسِّك، أَي جِيءَ بِهِ من حَيْثُ كَانَ.
وَقَالَ: يُقَال: ماتَ الرجل وهَلكَ وفادَ وعَكا وخَفَضَ ودَنَق
وهَرْوَزَ وفَوَّزَ وتَرَزَ وعَصَدَ وقَرَضَ الرِّباط وَقَالُوا فَطَسَ
أَيْضا وطَفِس وقَفَزَ وَألقى الأحامِس وفاظ وَهَذَا كلّه يُوصف بِهِ
الْمَوْت.
وَيَقُولُونَ: لَا آتِيك يدَ الدَّهْر، وجَدا الدَّهْر، وسَجيسَ
الدَّهْر وعُجَيْسَ الدَّهْر، وسَجيسَ الأوْجَس، وَلَا أَفعلهُ سَجيسَ
الحَرْس، وسَجيسَ الأبْض، والأزْلَمَ الجَذع، وَلَا آتِيك سِنّ
الحِسْل، وَلَا آتِيك ألْوَةَ أبي هُبيرة، وَلَا آتِيك هُبيرةَ بن
سَعْد، وَلَا آتِيك مِعْزى الفِزْر، وَلَا آتِيك القارظَ العنزيَّ،
فأخرجوها مخارج الصِّفَات وَالْأَفْعَال وَهِي أَسمَاء لَا يجوز ذَلِك
فِي غَيرهَا لِأَنَّهَا مشهورات.
قَالَ أَبُو بكر: أَبُو هُبيرة هُوَ سعد بن زيد مَنَاة ابْن تَمِيم،
والفِزْر هُوَ سعد بن زيد مَناة أَيْضا كَانَ يسمّى الفِزْر.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت الأربِعاء والأربَعاء بِالْكَسْرِ
وَالْفَتْح. وَقَالَ: وَتقول الْعَرَب إِنَّه لَظريف حَسْبُك وَإنَّهُ
لَكريمٌ أيُّ رجل، فَإِذا أفردوا الْكَرِيم والظريف وَأَشْبَاه ذَلِك
خرجت مِنْهُ النكرَة، فَإِذا أظهرُوا قبله حرفا قَالُوا: إِنَّه لَرجل
ظريف أيُّ رجل، لِأَن أيّاً لَا تدخل إلاّ على النكرات.
وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: النَّجاءَ النَّجاءَ مَمْدُود،
والوَحاءَ الوَحاءَ مَمْدُود، والنّجا والوَحَى بالمدّ وَالْقصر.
وَأنْشد: إِذا أخذتَ النَّهْبَ فالنجا النَّجا إِنِّي أَخَاف طَالبا
سَفَنَّجا السَّفَنَّج: المسرع من الظِّلمان، والشَّفَنَّج أَيْضا:
الطَّوِيل الرجلَيْن.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: خرجنَا بدُلْجة ودَلْجة وبُلْجة وبَلْجة
وسُدْفة وسَدْفة. وَرجل غُلُبّة وغَلَبّة للَّذي يَغلب على الشَّيْء،
وحُزُقة وحَزَقة، وَهُوَ الْقصير المتداخل، وَقَالُوا: وَهُوَ السَيَىء
الخُلق الْبَخِيل. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(وأعجبني مَشْيُ الحُرقّة خالدٍ ... كمَشْي أتانٍ حُلّئت عَن مَناهل)
حُلّئت يُهمز وَلَا يُهمز. قَالَ أَبُو بكر: كَانَ خَالِد بن أصْمَعَ
أَجَارَ إبل امرىء الْقَيْس أيامَ كَانَ امْرُؤ الْقَيْس فِي طيِّىء.
وغُضبّة وغَضَبّة وأفُرّة وأفَرّة، وأفرّة الصَّيف: شِدّته وَقَالَ
أَبُو بكر)
أَيْضا: يُقَال: وَقع الْقَوْم فِي أفرّة، إِذا وَقَعُوا فِي أَمر
مختلط.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: عَيش مُدَغْفَق: وَاسع، واشتقاقه من دغفقَ
الماءَ، إِذا صبّه صبا كثيرا وَاسِعًا.
وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: جَاءَنَا فلَان بدُولاته وتُولاته
ودُولاه وتُولاه، إِذا جَاءَ بالدواهي.
وَيَقُولُونَ: تكرنثَ علينا فلانٌ، إِذا تفلّت علينا.
ويقِال: حَظِبَ البعيرُ يحظَب حَظَباً وحَظابةً، إِذا امْتَلَأَ شحماً.
وَيُقَال: قعد القَرْفَصا، مَقْصُور بِفَتْح أَوله، والقُرْفُصاء، بضمّ
أَوله يمد ويُقصر، وَهُوَ أَن يقْعد الرجل ويحتبي بيدَيْهِ.
وَتقول الْعَرَب: إِنَّه لَمُعْلَنْبٍ بخِمله، أَي قويّ عَلَيْهِ.
وَقَالَ: رجل حَوَلْوَل، إِذا كَانَ ذَا احتيال. وَأنْشد: يَا زيدُ
ابْشِر بأبيكَ قد قَفَلْ حَوَلْوَلٌ إِذا وَنَى القومُ نَزَلْ وُيروى:
نَسَل.
قَالَ: وَيُقَال: مَا أعطَاهُ حَوَرْوَراً، مثل حَبْربَر، وَهُوَ
الشَّيْء الْقَلِيل. وَأنْشد: أمانيَّ لَا تُجدي عَلَيْك حَبَرْبَرا
وَمَا أعطَاهُ حَبَرْبراً وذَوَرْوَراً مثل حَوَرْوَر.
وَقَالَ أَبُو مَالك: الطُّرْمة: النَّثْرة فِي الشّفة الْعليا، بضمّ
الطَّاء وَفتحهَا، والتُّرْفة فِي السُّفْلى، فَإِذا ثنّوا قَالُوا:
طُرْمتان.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: أَرض دَعْصاء: كَثِيرَة الرمل.
(3/1277)
وَقَالُوا: الثُّوّة متل الصُّوّة، وَهُوَ
خِرقة تُجعل على وَتد إِذا مُخض الوَطْب تُجعل خَلفه لئلاّ يَقع فينشقّ
وَذَلِكَ إِذا عَظُمَ الوَطْبُ.
وَقَالَ: السَّمَار والضَّيَاح والشَّهَاب والخَضَار والسَّجَاج
والمَذْق والمَذيق كلّه وَاحِد، وَهُوَ اللَّبن إِذا أُكثر مَاؤُهُ.
وَقَالَ أَبُو الخطّاب الْأَخْفَش: مِمَّا رَوَاهُ أَبُو عُثْمَان عَن
التَوَّزي عَن أبي الخطّاب قَالَ: يُقَال: مِلطاط الرَّأْس، وَهُوَ
مجتمَعه. قَالَ: وَيُقَال: حَلاوة الْقَفَا وحُلاوة الْقَفَا وحَلاوى
الْقَفَا: وَسطه.
وَقَالَ: الشِّرصة والشُّرصة: النَّزَعة عِنْد الصُدْغ. قَالَ الراجز:)
صَلْتِ الجبين ظاهرِ الشِّراص والغُضاض، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف:
عِرنين الْأنف. وَأنْشد:
(وأَلْجَمَه فأسَ الهوانِ فَلاكَهُ ... وأغضَى على غُضّاضِ أنفٍ
ومارِنِ)
وُيروى: وأوفى.
وَسمع أَبُو مَالك: الجِرْثِيّة، يعنون الحَنْجَرة. وَأنْشد: أَو مثل
عين الْأَعْوَر البَخيقِ غَمْزَك فِي جِرْثِيّة المخنوقِ وَقَالَ أَبُو
مَالك: المَتْك والنَّوْف والخُنْتُب والبُنْظُر والعُنَاب والعُنْبُل،
كلّه مَا تقطعه الخافضة من الْجَارِيَة.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: هَذَا مِدْرَع الْوَلَد، وَهُوَ الغِرْس
الَّذِي يكون فِيهِ الْوَلَد.
قَالَ: والبُلْجة والمِخْذَفة والمِنْتَحة والمَكْوة والقِنبيعة
والقُنْبُعة والسَّحْماء والصَّمارَى والفَقْحة كلّه وَاحِد.
وَقَالَ عَن أبي خَيْرة إِن ابْن النّعامة خَطُّ فِي بَاطِن القدمِ فِي
وَسطهَا، وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا الْقدَم، وَبَعْضهمْ يَجعله عِرْقاً
فِي بَاطِن الْقدَم. وَأنْشد: وابنُ النَّعامة يومَ ذَلِك مَرْكَبي
قَالُوا: وَابْن النَّعامة: الطَّرِيق، وَإِنَّمَا سُمّي بذلك لِأَن
النعامات عَلَامَات تُنصب على الطَّرِيق فِي السَّحَر وَرُبمَا نصبها
الرَّبيئة لئلاّ يَضِلَّ بهَا. قَالَ الْهُذلِيّ: وَضَعَ النَّعاماتِ
الرجاذ بِرَيْدِها وَقَالَ: تَقول الْعَرَب: تنعّمتُ إِلَيْك قدمي، أَي
مشيت حافياً، وتنعّمتُ زيدا: طلبتُه.
وَقَالَ: لامُ الإنسانِ: شخصُه، غير مَهْمُوز. وَأنْشد: مَهْرِيَّةُ
تَخْطِرُ فِي زِمامِها لم يُبْقِ فِيهَا السيرُ غيرَ لامِها وَقَالَ:
امْرَأَة جَبْأى، وزن فَعْلَى: قَائِمَة الثديين، والجَبّاء: الَّتِي
لَيْسَ لَهَا أليَتان.
والطَّفَنَّش: وَاسع صدر الْقدَم.
واللُّكِّيّ: الحادر اللحيم.)
وَقَالَ: العَنَشْنَش: الطَّوِيل الْخَفِيف الْجِسْم.
والشِّرْحاف: العريض ظهر القَدَم.
والحِقِطّانة والحِقطّان: الْقصير.
والهِلقام والهِلْقِم والهِلَّقْم والهِلْقَمّ: الطَّوِيل.
والدِّعظاية: الْكثير اللَّحْم.
والزَّبازاة: الْقصير.
والشِّهدارة: مثله.
والجُخُنْبارة والجِخِنْبارة: الْقصير.
وَرجل قُرْدُحة وقُرْدوحة: قصير.
وَامْرَأَة حُذَمة: قَصِيرَة خَفِيفَة.
وَرجل كُلْكل: كَذَلِك.
والزَّبَنتَر: كَذَلِك أَيْضا.
والأُمْلُدانيّ: الطَّوِيل المعتدل.
(3/1278)
وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الأُشْنانْداني عَن
التَّوَّزيّ عَن أبي عُبيدة عَن أبي الخطّاب، وَهُوَ فِي نَوَادِر أبي
مَالك: الشِّبْر بَين طرف الخِنْصِر إِلَى طرف الْإِبْهَام، والفِتر
مَا بَين طرف الْإِبْهَام وطرف السَّبّابة والرَّتْب بَين السَّبّابة
وَالْوُسْطَى والعَتْب مَا بَين الْوُسْطَى والبِنْصِر، والوصيم مَا
بَين البِنْصِر والخِنْصر، وَهُوَ البُصم أَيْضا. وَيُقَال لكلّ مَا
بَين إِصْبَعَيْنِ: فَوْت، وَجمعه أفوات.
قَالَ أَبُو بكر: وسمعتُ عبد الرَّحْمَن ابْن أخي الْأَصْمَعِي يَقُول:
عَنَجَ بعيرَه وغَنَجَه وغيَّفه، إِذا عطفه.
قَالَ: وسمعتُه أَيْضا يَقُول: أَرض جِلْحِظاء بالظاء الْمُعْجَمَة
والحاء غير الْمُعْجَمَة، وَهِي الصلبة الَّتِي لَا شجر فِيهَا.
وَخَالفهُ أَصْحَابنَا فَقَالُوا: الجِلْخِطاء بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة
والطاء غير الْمُعْجَمَة، وَقَالُوا: هِيَ الأَرْض الصلبة، فَسَأَلته
فَقَالَ: هَكَذَا رأيتُه فِي كتاب عمّي بخطّه.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: ابرنشقَ الرجلُ واقرنشعَ بِمَعْنى وَاحِد،
وَهُوَ ظُهُور الفَرَح فِيهِ. وَأنْشد:
(إنّ الْكَبِير إِذا يشارُ رأيتَه ... مقرنشِعاً وَإِذا يهانُ استزمرا)
يشار: يزيَّن، وَهُوَ من الشارَة، واستزمر: ضعف، من قَوْلهم: شَعَر
زَمِر، أَي قَلِيل.)
(بَاب)
قَالَ أَبُو عُبيدة: جَلْهَتا الْوَادي وجُلْهُمَتاه وعِدْوَتاه
وعُدوَتاه وضفَّتاه وحِيزَتاه وحَيِّزَتاه وجِيزاه وجِيزَتاه وضِيفاه
وصُدّاه وشاطئاه وجَنْبَتاه ولَديداه، كلّه ناحيتاه.
قَالَ: وَيُقَال: مَا لكَ عِن ذَاك مُحْتَد ومُلْتَد، وَقد ثُقّل
فَقيل: مُحْتَدّ ومُلْتدّ وَلَا غِنىَ وَلَا غَناء وَلَا مَغْنىً وَلَا
غُنْية وَلَا حُنْتَاْل، أَي لَا بُدَّ مِنْهُ. وَمَا لَك عَن ذَاك
عُنْدد، أَي مَصْرِف.
وَقَالَ: الضفّاطة والرَّجّانة والدَّجّانة: الْإِبِل الَّتِي يُحمل
عَلَيْهَا المَتاع من منزل إِلَى منزل.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: سَمِعت من الْعَرَب الرَّوْكَى: الصدى الَّذِي
يُجيب فِي الْجَبَل أَو الحمّام وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الكلبيّ.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الدّأداء: مَا اسْتَوَى من الأَرْض، وَلم يجىء
بِهِ غَيره. والدّأداء: آخر يَوْم فِي الشَّهْر.
وَقَالَ: إِذا وَطِىء الرجلُ على ثَوْبك قلتَ: أَعْلِ عَن ثوبي وعالِ
عَنهُ وأَعْلِ عَن الوِسادة وَلم يَقُولُوا عَال عَنْهَا. وَفِي
الحَدِيث قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى عبد الله بن مَسْعُود وَكَانَ رجلا
مجبولاً، أَي عظيمِ الخَلْق، فاتّكأ على مَنْكِبيه فَقَالَ لَهُ عبد
الله: أعْل عَنجْ، فَقَالَ: لَا أَو تخبرَني مَتى يكفر الرجل وَهُوَ
يعلمِ. قَالَ: إِذا وُلِّيَ عَلَيْك أَمِير إِن أطعتَه أكفرَك وَإِن
عصيته قَتلك.
وَقَالَ: رجل فَرْد وفَرُد وفَرَد، أَي مُنْقَطع القرين.
قَالَ: وَقَالَ أفّار بن لَقيط: مَتَخَتِ الجرادةُ مَتْخاً، إِذا
غرَّزت ذَنَبها فِي الأَرْض، مثل رَزّت سَوَاء. قَالَ أَبُو بكر:
يُقَال بِالْخَاءِ والحاء جَمِيعًا.
وَقَالَ: البُخْنُق: الَّذِي فِي أصل عُنُق الجرادة كَهَيئَةِ
الرَّفْرَف من الْبَيْضَة. قَالَ أَبُو عُبيدة: سَأَلت عَنهُ أَبَا
الدُّقَيْش فَلم يعرفهُ.
قَالَ: وَقَالَ لي أَبُو الدُّقَيْش: ضروب الْجَرَاد: الحَرْشَف، وَهِي
الصغار، والمعيَّن والمرجَّل والخَيْفان. فالمعيَّن: الَّذِي يَسْلَخ
فَيكون أَبيض وأحمر. قَالَ الراجز: ملعونةٍ تَسْلَخ لَوْناً عَن لَوْنْ
كَأَنَّهَا ملتفّة فِي بُرْدَيْنْ والخَيْفان: نَحوه. والمرجَّل:
الَّذِي ترى لَهُ آثَار أَجْنِحَة.
وَقَالَ أَبُو الدُّقيش: الخُنْدُع، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة، أَصْغَر
من الجُنْدُب. وغَزالُ شَعْبانَ: دُوَيْبّة.
وراعية الأُتُن: دُوَيْبّة أَيْضا. والطُّحَن: دُوَيْبّة تَدور فِي
التُّرَاب حَتَّى تندفن وَيبقى رأسُها. قَالَ)
الراجز: كَأَنَّمَا أنْفُكَ يَا يحيى طُحَنْ إِذا تَدَحَّى فِي
التُّرَاب واندفَنْ وفالية الأفاعي: خُنْفَساء صَغِيرَة. والكُدمَ
يُقَال لَهُ كُدَم
(3/1279)
السَّمُر، وَهُوَ الجَحْل وَهُوَ السِّرْمان واليَعْسوب والشُّقَيِّر،
وَهُوَ جَحْل أَحْمَر عَظِيم، وَهُوَ قريب من اليَعسوب. قَالَ أَبُو
بكر: الجَحْل أضخم من اليَعْسوب، وَهِي دُويْبّة تطير وَلَا تضمّ
جناحيها ترَاهَا على الْمَزَابِل كثيرا. قَالَ الراجز: حَتَّى إِذا مَا
الصيفُ ساقَ الحَشَرَهْ ورَنَّقَ اليَعْسوبُ فَوق المَنْهَرَهْ قَالَ
أَبُو بكر: وَهَذَا الرجز يردّ قولَ من قَالَ إِن الحَشَرة الْفَأْرَة
واليرابيع والضِّباب لِأَن تِلْكَ تظهر فِي الصَّيف والشتاء والحشرة
عِنْد هَذَا صغَار مَا يدبّ على الأَرْض نَحْو الخُنْفَساء
وَالْعَقْرَب وَمَا أشبههما.
قَالَ: والمَنْهَرة: فضاء بَين بيُوت يرتفق بهَا أَهلهَا يُلقون فِيهَا
الكُناسة وَمَا أشبههَا. وَفِي الحَدِيث: وُجد قَتِيل بخيبرَ فِي
مَنْهَرة.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ادرمجّتُ فِي الشَّيْء، إِذا دخلت فِيهِ.
قَالَ أَبُو بكر: سَأَلت أَبَا حَاتِم عَن الغَطَف فَقَالَ: هُوَ ضد
الوَطَف، فالغَطَف: قلّة شعر الحاجبين، وَبِه سُمّي الرجل غُطَيْفاً،
والوَطَف: استرخاء الجفون وَكَثْرَة شَعَر الحاجبين. |