غريب الحديث لابن الجوزي كتاب النُّون
بَاب النُّون مَعَ الْألف
فِي الحَدِيث ادْع لنا رَبك بأنأح مَا تقدر عَلَيْهِ أَي بأضرع مَا
يكون الدُّعَاء
قَالَ أَبُو بكر طُوبَى لمن مَاتَ فِي النأنأة قَالَ أَبُو عبيد
مَعْنَاهَا أول الْإِسْلَام إِذْ هُوَ ضَعِيف قبل أَن يقوى يُقَال رجل
نأنأ إِذا كَانَ ضَعِيفا
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لِسُلَيْمَان بن صرد حِين تَأَخّر عَن
يَوْم الْجمل تنأنأت وتربصت أَي ضعفت
بَاب النُّون مَعَ الْبَاء
قَالَ عمر لقوم ليكلمني أحدكُم وَلَا تنبوا عِنْدِي نبيب السوس وَهُوَ
صَوتهَا عِنْد السفاد
قَالَ الْأَحْنَف لمعاوية إِن نابتة لحقت يَعْنِي نَاسا ولدُوا
فَلَحقُوا وصاروا زِيَادَة فِي الْعدَد
(2/385)
فِي الحَدِيث من بِقَبْر منبوذ أَي بعيد من
الْقُيُود وَمن رَوَاهُ بِقَبْر منبوذ عَلَى الْإِضَافَة والمنبوذ
اللَّقِيط
وَنَهَى عَن الْمُنَابذَة وَهُوَ أَن يَقُول الرجل لصَاحبه انبذ إِلَيّ
الثَّوْب أَو أنبذه إِلَيْك وَقد وَجب البيع بِكَذَا وَكَذَا
فِي حَدِيث أم عَطِيَّة نبذة قسط وأظفار أَي قِطْعَة مِنْهُمَا
فِي حَدِيث حُذَيْفَة فتراه منتبرا أَي متنفطا
وَمِنْه قَول عمر إيَّاكُمْ والتخلل بالقصب فَإِن الْغم ينتبر مِنْهُ
وَفِي حَدِيث أَن الْجرْح ينتبر فِي رَأس الْحول
وَقيل لرَسُول الله يَا نَبِي الله فَقَالَ إِنَّا معشر قُرَيْش لَا
ننتبر أَي لَا نهمز يُقَال نبرت الْحَرْف إِذا همزته
فِي حَدِيث إِن الْجرْح ينتبر فِي رَأس الْحول
وَقيل لرَسُول الله يَا نَبِي الله فَقَالَ إِنَّا معشر قُرَيْش لَا
ننتبر
(2/386)
أَي لَا نهمز يُقَال نبرت الْحَرْف إِذا
همزته
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لأَصْحَابه أطعنوا النبر قَالَ ابْن
قُتَيْبَة النبر الخلس أَي اختلسوا الطعْن وَقد رَوَاهُ الْهَرَوِيّ
النَّهر بِالتَّاءِ أَيْضا
فِي حَدِيث فَمَا ينبسون أَي ينطقون
وَقَالَ رجل فِي حق آخر قريب الثرى بعيد النبط أَرَادَ أَنه دانى
الْموعد بعيد الإنجاز
فِي الحَدِيث رجل ارْتبط فرسا ليستنبطها أَي يطْلب نسلها ونتاجها وَفِي
رِوَايَة ليستبطنها أَي يطْلب مَا فِي بَطنهَا
فِي الحَدِيث فلَان أَعْرَابِي فِي حبوته نبطي فِي جبوته أَي أَنه فِي
حبوة الْعَرَب وكالنبطي فِي عمله بالخراج وجبايته
قَالَ عمر لَا تنبطوا بِالْمَدَائِنِ أَي لَا تَتَّخِذُوا دَار
إِقَامَة فتكونوا كالأنباط ينزلون الأرياف يحثهم عَلَى الْجِهَاد
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا غاض نبغ النِّفَاق وَالرِّدَّة أَي أذهبه
ونقصه يُقَال نبغ الشَّيْء إِذا ظهر
فِي الحَدِيث فأعدوا النبل وَهِي حِجَارَة الِاسْتِنْجَاء والمحدثون
يفتحون النُّون قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ بِرَفْع النُّون يُقَال نبلني
حِجَارَة الِاسْتِنْجَاء أَي أعطينيها
وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام كنت أنبل عَلَى عمومتي يَوْم
الْفجار
(2/387)
أَي أجمع النبل لَهُم قَالَ الْأَصْمَعِي
نبلت الرجل بِالتَّشْدِيدِ ناولته النبل
وَمِنْه حَدِيث سعد كَانَ يَرْمِي وفتى ينبله أَي يُعْطِيهِ النبل
قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقد رووا ينبله بِفَتْح الْيَاء وتسكين النُّون
وَضم الْبَاء وَهُوَ غلط من نقلة الحَدِيث لِأَن مَعْنَى نبلته رميته
وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد بل هُوَ صَحِيح
فِي الحَدِيث مَا علتي وَأَنا جلد نابل أَي معي نبلي
وخطب رَسُول الله بالنباوة وَهُوَ مَوضِع مَعْرُوف بِالطَّائِف قَالَ
قَتَادَة مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ أعلم من حميد بن هِلَال غير أَن
النباوة أضرت بِهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ طلب الشّرف
أضربه هَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ فِي بَاب النُّون عَن قَتَادَة وَقد
ذكره عَنهُ فِي بَاب التَّاء وَقَالَ أضرت بِهِ التناوة قَالَ وَقَالَ
الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ النناية بِالْيَاءِ وَكَانَ ينزل قَرْيَة
فِي الحَدِيث فَأتي بِثَلَاثَة قرصة فَوضعت عَلَى نَبِي وَهُوَ
الشَّيْء الْمُرْتَفع مَأْخُوذ من النباوة وَهِي الِارْتفَاع وَلَيْسَ
بمهموز
وَمثله فِي الحَدِيث لَا تصلوا عَلَى النَّبِي وَهِي الأَرْض المرتفعة
المحدودبة
فِي مدح المَال إِنَّه منبهة للكريم أَي مشرفة ومعلاة يُقَال نبه
يُنَبه إِذا صَار نبيها شريفا
بَاب النُّون مَعَ التَّاء
قَوْله هَل تنْتج إبل قَوْمك صحاحا آذانها أَي تولدها فتلي نتاجها
(2/388)
فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس إِن فِي الْجنَّة
بساطا منتوخا بِالذَّهَب أَي منسوجا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النتخ
والنسج وَاحِد
فِي الحَدِيث يعذب فِي قَبره لم يكن يستنثر عِنْد بَوْله الاستنثار
كالاجتذاب مرّة بعد أُخْرَى يَعْنِي الِاسْتِبْرَاء قَالَ اللَّيْث
النتر جذب فِيهِ جفوة
وَفِي الحَدِيث فلينتر ذكره
فِي حَدِيث أهل الْبَيْت لَا يحبنا النتاش السّفل قَالَ ثَعْلَب هم
النغاش والعيارون
قَوْله فَإِنَّهُنَّ أنتق أرحاما أَي أَكثر أَوْلَادًا يُقَال
للْمَرْأَة الْكَثِيرَة الْوَلَد ناتق ومنتاق لِأَنَّهَا ترمي بالأولاد
رميا
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الْبَيْت الْمَعْمُور نتاق الْكَعْبَة
أَي مطل عَلَيْهَا
مر رَسُول الله فِي جمَاعَة بالْحسنِ وَهُوَ يلْعَب وَمَعَهُ صبية
فاستنتل رَسُول الله أَمَام الْقَوْم أَي تقدم عَلَيْهِم وَبِه سمي
الرجل ناتلا ونتيلة أم الْعَبَّاس يُقَال استنتل وابرندع إِذا تقدم
وَمِنْه أَن عبد الرَّحْمَن برز يَوْم بدر فنتل أَبُو بكر وَمَعَهُ
سَيْفه أَي تقدم
بَاب النُّون مَعَ الثَّاء
فِي حَدِيث أم زرع لَا تنث حديثنا تنثيثا وَيروَى تبث بِالْبَاء
(2/389)
والنث قريب من البث تَقول لَا تطلع النَّاس
عَلَى أَسْرَارنَا
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النثاثون المغتابون للْمُسلمين
وَجَاء رجل إِلَى عمر فَقَالَ هَلَكت فَقَالَ لَهُ هَلَكت وَأَنت تنث
نثيث الحميت وَرَوَاهُ بَعضهم تمث وَالْمَحْفُوظ الأول وَالْمعْنَى
يرَى جسدك كَأَنَّهُ يقطر دسما وَقَالَ أَبُو عبيد النثيث أَن يرشح
ويعرق من كَثْرَة لَحْمه يُقَال نث الحميت ومث إِذا رشح بِمَا فِيهِ من
السّمن ينث ويمث فَأَما فِي الحَدِيث فَإنَّك تَقول نث الحَدِيث ينث
بِرَفْع النُّون
قَوْله إِذا تَوَضَّأت فأنثر بعض اللغويين يَقُول فانثر مَوْصُولَة من
نثر ينثر وَبَعْضهمْ يَقُولهَا بِقطع الْألف فأنثر من أنثر قَالَ
الْأَزْهَرِي أهل اللُّغَة لَا يجيزون أنثر من الإنثار إِنَّمَا يُقَال
نثر ينثر وانتثر ينتثر واستنثر يستنثر وَمَعْنى نثر وانتثر واستنثر حرك
النثرة فِي الطَّهَارَة وَهِي طرف الْأنف وَفِي لفظ واستنثر يُقَال نثر
ينثر بِكَسْر الثَّاء ونثر السكر ينثر بضَمهَا
فِي الحَدِيث قد حلب شَاة نثور وَهِي الواسعة الإحليل كَأَنَّهَا تنثر
اللَّبن نثرا وَامْرَأَة نثور كَثِيرَة الْوَلَد
وَمِنْه وَنَثَرت لَهُ بَطْني يَعْنِي الْأَوْلَاد
فِي الحَدِيث الْجَرَاد نثرة حوت أَي عطسته
فِي حَدِيث أم زرع ويميس فِي حلق النثرة أَي يتبختر فِي حلق الدرْع
فِي الحَدِيث كَانَت الأَرْض تميد فنثطها الله عز وجل بالجبال
(2/390)
النثط خُرُوج النَّبَات من الأَرْض إِذْ
صدع الأَرْض فَظهر الْمَعْنى أخرج مِنْهَا الْجبَال قصيرها أوتادا
لَهَا وَقَالَ ابْن دُرَيْد النثط غمزك الشَّيْء حَتَّى يتطد
فِي الحَدِيث فينتثل مَا فِيهَا النثل نثرك الشَّيْء بِمرَّة وَاحِدَة
يُقَال نثل مَا فِي كِنَانَته إِذا صبها ونثرها
وَمِنْه قَوْله وَأَنْتُم تنثلونها
فِي صفة مَجْلِسه لَا تنثى فلتاته أَي لَا تذاع وَلَا تشاع يُقَال نثوت
الحَدِيث أنثوه إِذا أذعته والفلتات جمع فلتة وَهِي الزلة وَالْمعْنَى
لم يكن لمجلس فلتات فتنثى قَالَ اللَّيْث النثا مَقْصُور مَا أخرت بِهِ
عَن رجل من صَالح فعله أَو سوء فعله وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي النثا
فِي الْكَلَام الْقَبِيح وَالْحسن
بَاب النُّون مَعَ الْجِيم
فِي الحَدِيث ردوا نجأة السَّائِل بلقمة أَي أَعْطوهُ شَيْئا مِمَّا
تَأْكُلُونَ ليدفع بِهِ شدَّة نظرة إِلَيْكُم وَيُقَال للرجل الشَّديد
الْإِصَابَة بِالْعينِ إِنَّه لنجوء الْعين عَلَى فعول ونجوء الْعين
عَلَى فعل وَنَجِيء الْعين عَلَى فعيل ونجئ الْعين عَلَى فعل
قَالَ ابْن مَسْعُود الْأَنْغَام من نواجب الْقُرْآن أَو نَجَائِب
الْقُرْآن
(2/391)
حَكَى الْأَزْهَرِي فِي هَذَا قَوْلَيْنِ
أَحدهمَا أَن نجائبه أفضله ومحضه والنجابة الْكَرم وَالثَّانِي أَن
نواجب الْقُرْآن عتاقة
قَالَ عمر أنجثوا لي مَا عِنْد الْمُغيرَة فَإِنَّهُ كتامة للْحَدِيث
النجث اسْتِخْرَاج الحَدِيث يُقَال نجث إِذا استخرج وَرجل نجث مستخرج
للْأَخْبَار وَقَالَت هِنْد لأبي سُفْيَان فِي غزَاة أحد لَو نجثتم قبر
آمِنَة أم مُحَمَّد أَي نَبَشْتُمْ
فِي حَدِيث أم زرع طَوِيل النجاد أَي أَنه طَوِيل الْقَامَة وَإِذا
طَالَتْ الْقَامَة طَال النجاد
فِي الحَدِيث وَكَانَت امْرَأَة نجودا أَي ذَات رَأْي
قَوْله إِلَّا من أعْطى فِي نجدتها ورسلها قَالَ أَبُو عبيد نجدتها أَن
تكْثر شحومها حَتَّى يمْنَع ذَلِك صَاحبهَا أَن يَنْحَرهَا نفاسة بهَا
فَصَارَ ذَلِك بِمَنْزِلَة السِّلَاح لَهَا تمْتَنع بِهِ من رَبهَا
ورسلها أَلا يكون لَهَا سمن فيهون عَلَيْهِ إعطاؤها فَهُوَ يُعْطِيهَا
عَلَى رسله مستهينا بهَا كَأَن الْمَعْنى فِي الحَدِيث أَن يُعْطِيهَا
عَلَى مشقة من النَّفس وَعَلَى طيب مِنْهَا وَفِي الحَدِيث تَفْسِير
نجدتها قَالَ ابْن قُتَيْبَة للْإنْسَان من فَوق ثنيتان ورباعيتان
ونابان وضتحكان وست أرحاء ثَلَاث من كل جَانب وناجذان فَمَعْنَى
الحَدِيث أَنه ضحك حَتَّى انْفَتح قُوَّة لشدَّة الضحك حَتَّى رئي آخر
أَضْرَاسه ورسلها وَأَنه عسرها ويسرها وَقيل نجدتها مَا يَنُوب أَهلهَا
مِمَّا يشق عَلَيْهِ من المغارم والديات وَالرسل مَا دون ذَلِك وَهُوَ
أَن يمنح ويعقر
(2/392)
قَالَ أَبُو عمر وَالرسل الخصب والنجدة
الشدَّة
وَفِي الحَدِيث وعلينا مناجد من ذهب قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الْحلِيّ
المكلل بالفصوص وَأَصله من تنجيد الْبَيْت وَهُوَ تزيينه بالفرش
وَفِي الحَدِيث أذن فِي قطع المنجدة وَهِي عَصا تساق بهَا الدَّوَابّ
وَتَكون الْخَشَبَة الَّتِي يضْرب بهَا الصُّوف وَذَلِكَ من شجر الْحرم
فِي الحَدِيث عَلَى أكتافها يَعْنِي الْإِبِل مثل النواجد شحما يَعْنِي
طرائق الشَّحْم واحدتها ناجدة سميت بذلك لارتفاعها وَسمي النجاد نجادا
لِأَنَّهُ يرفع الثِّيَاب بحشوه إِيَّاهَا
وَضحك رَسُول الله حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ
أقْصَى الأضراس وَقَالَ الْأَزْهَرِي الناجذ أقْصَى الأضراس وَهُوَ
يطلع إِذا أسن الرجل قَالَ ابْن قُتَيْبَة فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه ضحك
حَتَّى رُؤِيَ آخر أَضْرَاسه وَقَالَ غَيرهم هِيَ أدنَى الأضراس
وَقَالَ قوم هِيَ المضاحك وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن
الْملكَيْنِ عَلَى ناجذي العَبْد
(2/393)
يكتبان قَالَ ثَعْلَب النواجذ فِي قَول
عَلّي الأنياب وَهُوَ أحسن مَا قيل فِي النواجذ لِأَن الْخَبَر أَن ضحك
رَسُول الله كَانَ التبسم
فِي خطْبَة الْحجَّاج ونجذني مداورة السِّتُّونَ الْمَعْنى المجرب
للأمور
فِي الحَدِيث إِلَّا ناجزا بناجز أَي حَاضرا بحاضر فِي الصّرْف يقل نجز
ينجز إِذا حضر وَأما نجز بِكَسْر الْجِيم ينجز بِفَتْحِهَا فَإِنَّهُ
بِمَعْنى فنى وَنَهَى عَنهُ النجش وَهُوَ مدح السّلْعَة وَالزِّيَادَة
فِي ثمنهَا وَهُوَ لَا يُرِيد شراءها وَإِنَّمَا يغر بذلك غَيره
وَقَالَ كَعْب بن أبي عَلَيْك بِاللَّبنِ الَّذِي نجعت بِهِ أَي عذيت
بِهِ وسقيت قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال نجع فِيهِ الدَّوَاء وأنجع
إِذا عمل فِيهِ ونفع وَدخل عَلَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ينجع
بكرات لَهُ دَقِيقًا وخبطا أَي يسقيهن
وَدخل حسان عَلَى عَائِشَة فأكرمته ونجفته أجي رفعت وَمِنْه النجفة شبه
التل قَالَ الْأَزْهَرِي والنجفة الَّتِي بِظهْر الْكُوفَة هِيَ
كالمسناة تمنع مَاء السَّيْل أَن يَعْلُو منَازِل الْكُوفَة ومقابرها
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي النجفة المسناة والنجف التل وَمِنْه إِن
فلَانا جلس عَلَى منجاف السَّفِينَة أَي عَلَى سكابها سمي بذلك
لارتفاعه
فِي الحَدِيث فَأَكُون تَحت نجاف الْجنَّة قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ
أُسْكُفَّة الْبَاب وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الدروند وَقَالَ
النَّضر هُوَ الَّذِي يُقَال
(2/394)
لَهُ الدوارة
وَفِي الحَدِيث أَنَاجِيلهمْ فِي صُدُورهمْ يَعْنِي كتبهمْ
فِي الحَدِيث وَكَانَ الْوَادي نجلا يجْرِي أَي نزا واستنجل الْوَادي
إِذا ظَهرت نزوزه والنجل الْوَلَد وَيُقَال قلح الله ناجليه أَي
وَالِديهِ
فِي الحَدِيث هَذَا إبان نجومه أَي وَقت ظُهُوره
فِي الحَدِيث مَا طلع النَّجْم قطّ وَفِي الأَرْض عاهة إِلَّا رفعت
قَالَ ابْن قُتَيْبَة النَّجْم الثريا وَهِي سِتَّة أنجم ظَاهِرَة
وَتسَمَّى كلهَا نجما فَأَرَادَ طُلُوع الثريا بِالْغَدَاةِ وَذَلِكَ
لثلاث عشرَة تَخْلُو من أيار وَهِي تغرب قبل هَذَا الْوَقْت بنيف
وَخمسين لَيْلَة وَيَزْعُم الْعَرَب أَن مَا بَين غُرُوبهَا وطلوعها
أمراضا ووباء وعاهات فِي النَّاس وَفِي لإبل وَقَالَ طبيبهم اضمنوا لي
مَا بَين مغيب الثريا وطلوعها أضمن لكم بَاقِي السّنة فَإِذا طلعت
بِالْغَدَاةِ فِي الْمشرق دفعت العاهة عَن الثَّمَرَة وَحِينَئِذٍ
تبَاع لِأَنَّهُ قد أَمن عَلَيْهَا وأحسب أَن رَسُول الله أَرَادَ عاهة
الثَّمر خَاصَّة
وَفِي الحَدِيث إِذا سافرتم فِي الجدب فاستنجوا أَي أَسْرعُوا السّير
وَيُقَال للْقَوْم إِذا انْهَزمُوا استنجوا
(2/395)
وَمِنْه قَول لُقْمَان بن عَاد وآخرنا إِذا
استنجينا أَي هُوَ حامينا إِذا انهزمنا
فِي الحَدِيث وَإِنِّي لفي غدق أنجي مِنْهُ رطبا أَي ألتقط وَفِي
رِوَايَة استنجى مِنْهُ
فِي حَدِيث بَعْدَمَا نجهها أَي ردهَا وانتهرها
بَاب النُّون مَعَ الْحَاء
فِي الحَدِيث طَلْحَة مِمَّن قَضَى نحبه قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي
كَأَنَّهُ ألزم نَفسه أَن يصدق أَعدَاء الله فِي الْحَرْب فوفى بِهِ
وَلم يفْسخ والنحب النّذر
وَقَالَ طَلْحَة لِابْنِ عَبَّاس هَل لَك أَن أُنَاحِبك وترفع النَّبِي
صلى الله عليه وسلم أَي أَن أفاخرك بالفضائل والقرابات وَلَا تذكر
قرابتك من رَسُول الله فَذَاك مُسلم
فِي حَدِيث لَو علم النَّاس مَا فِي الصَّفّ الأول مَا تقدمُوا إِلَّا
بنخبة أَي بِقرْعَة
قَالَ حُذَيْفَة وكلت الْفِتْنَة بِالْجلدِ وَيروَى بالجاد النحرير أَي
الفطن الْبَصِير بِكُل شَيْء
فِي الحَدِيث لَيْتَني غودرت مَعَ أَصْحَاب نحص
(2/396)
الْجَبَل قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أصل
الْجَبَل وسفحه تمنى أَن يكون اسْتشْهد مَعَهم
قَوْله دخلت الْجنَّة فَسمِعت نحمة من نعيم أَي صَوتا وَهِي النحمة
والنحيم
وَرَأَى ابْن عمر رجلا ينتحي فِي سُجُوده فَقَالَ لَا تشينن صُورَتك
قَالَ شمر هُوَ الِاعْتِمَاد عَلَى الْجَبْهَة وَالْأنف حَتَّى تُؤثر
فيهمَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي نحى وانتحى اعْتمد عَلَى الشَّيْء
فِي الحَدِيث وانتحى لَهُ عَامر بن الطُّفَيْل أَي عرض لَهُ وقصده
فِي الحَدِيث فحلأت نحيه النحي الزق الَّذِي يَجْعَل فِيهِ السّمن
خَاصَّة
بَاب النُّون مَعَ الْخَاء
فِي الحَدِيث الْمُؤمن لَا تصيبه نخبة نَخْلَة إِلَّا بذنب النخبة
العضة يُقَال نخبت النملة تنخب إِذا عضت
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء ويل للقلب النخب وَهُوَ الْيَابِس الْفِعْل
قَوْله لَيْسَ فِي النخة صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الرَّقِيق
وَقَالَ اللَّيْث
(2/397)
النخة والنخة اسْم جَامع للحمير وَذكر ابْن
قُتَيْبَة أَنَّهَا الْإِبِل العوامل
وَقَالَ أَبُو عبيد من رَوَاهَا بِضَم النُّون أَرَادَ الْبَقر العوامل
وَقيل كل دَابَّة اسْتعْملت من إبل وبقر وحمير فَهِيَ نخة ونخة
أُتِي عمر بسكران فَقَالَ للمنخرين أَرَادَ كَبه الله لمنخريه
وَقيل لعَمْرو أتركب بغلة وَأَنت عَلَى أكْرم ناخرة بِمصْر قَالَ
الْمبرد يُرِيد الْخَيل يُقَال للْوَاحِد ناخر وللجماعة ناخرة
وَالْمعْنَى لَك أكْرم ناخرة وَقَالَ غَيره الناخرة الْحمار
وَلما دخلُوا عَلَى النَّجَاشِيّ قَالَ نخروا أَي تكلمُوا
فِي الحَدِيث وَفِي الأَرْض غدر تناخس أَي يصب بَعْضهَا فِي بعض
فَكَأَنَّهُ ينحسه أَي يَدْفَعهُ
قَالَت عَائِشَة كَانَ جيران يمنحونا سَيِّئًا من شعير ننخسه أَي نقشره
يُقَال نخش بعيره بِطرف عَصَاهُ إِذا خرشه
قَوْله أنجع الْأَسْمَاء وَرَوَى أخنع وَقد فسرناه فَمن رَوَى أنجع
أَرَادَ أقتل وَأهْلك والنخع هُوَ الْعقل الشَّديد حَتَّى يبلغ الْقطع
النخاع
وَمِنْه أَلا لَا تنخعوا الذَّبِيحَة وَهُوَ أَن يفعل بهَا هَذَا
الْفِعْل والنخاع كخيط أَبيض يكون دَاخل عظم الرَّقَبَة
فِي الحَدِيث والنخاعة فِي الْمَسْجِد وَهِي الَّتِي تخرج من أقْصَى
الْفَم وَقد وصفوا النخامة بذلك أَيْضا
(2/398)
فِي الحَدِيث لَا يقبل الله عز وجل من
الدُّعَاء إِلَّا الناخلة يَعْنِي الْخَالِصَة وَفِي لفظ لَا يقبل الله
إِلَّا نخائل الْقُلُوب يَعْنِي النيات الْخَالِصَة يُقَال نخلت لَهُ
النَّصِيحَة أَي أخلصتها
قَالَ الشّعبِيّ اجْتمع شرب فغنى ناخمهم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النخم
أَجود الْغناء
بَاب النُّون مَعَ الدَّال
قَوْله انتدب الله عز وجل لمن يخرج فِي سَبيله أَي أَجَابَهُ إِلَى
غفرانه يُقَال ندبته فَانْتدبَ أَي أجَاب
وَلما قَرَأَ مُجَاهِد {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم} قَالَ لَيْسَ بالندب
وَهُوَ أثر الْجرْح إِذا لم يرْتَفع عَن الْجلد
قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة قد جمع الْقُرْآن ذيلك فَلَا تندحيه أَي
لَا تفرقيه وَلَا توسعيه يُقَال ندحت الشَّيْء ندحا إِذا وسعته
وَيُقَال إِنَّك لفي ندحة ومندوحة من كَذَا أَي سَعَة
وَفِي المعاريض مندوحة عَن الْكَذِب أَي سَعَة وفسحة أَي فِيهَا مَا
يَسْتَغْنِي بِهِ الرجل عَن الِاضْطِرَار إِلَى الْكَذِب
فِي حَدِيث عمر أَن رجلا ندر فِي مَجْلِسه فَأمر الْقَوْم كلهم بالتطهر
لِئَلَّا يخجل البادر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الندرة الخضفة بالعجلة
دخل أَبُو هُرَيْرَة الْمَسْجِد وَهُوَ يندس الأَرْض بِرجلِهِ أَي
يضْربهَا والندس الطعْن
(2/399)
كتب الْحجَّاج إِلَى عَامله أرسل إِلَيّ
بِعَسَل الندغ الندغ الشّعير الثري وَهُوَ من مرَاعِي النَّحْل
قَالَ ابْن عمر لَو رَأَيْت قَاتل عمر فِي الْحرم مَا ندهته أَي مَا
زجرته والنده الزّجر بض ومه
فِي حَدِيث أم زرع قريب الْبَيْت من النادي تَقول ينزل وسط الْحلَّة
وقريبا ليغشاه الأضياف والطراق وَلَا ينزل الفجاج فعل الأذناب
فِي الحَدِيث إِنَّه أندى صَوتا أَي أرفع صَوتا
فِي الحَدِيث خرجت بفرس لي لأنديه قَالَ الْأَصْمَعِي التندية أَن
يُورد الرجل الْإِبِل المَاء حَتَّى تشرب فَتَشرب قَلِيلا ثمَّ يرعاها
قَلِيلا ثمَّ يردهَا إِلَى المَاء وَهُوَ فِي الْإِبِل وَالْخَيْل
أَيْضا وللتندية مَعْنَى آخر وَهُوَ تضمير الْفرس وإجراؤها حَتَّى يسيل
عرقها
فِي الحَدِيث من لقى الله وَلم يتند بِدَم حرَام أَي لم يصب وَمَا
نديني من فلَان شَيْء أكرهه أَي مَا أصابني
بَاب النُّون مَعَ الذَّال
نهَى عَن النّذر وَهُوَ الْوَعْد عَلَى شَرط وكل ناذر وَاعد
وَقَضَى عمر وَعُثْمَان فِي الملتاط الْمَلْطِي بِنصْف نذر
الْمُوَضّحَة
(2/400)
النّذر بِسُكُون الذَّال وَفتحهَا هُوَ مَا
يجب فِي الْجِرَاحَات من الدِّيات بلغَة أهل الْحجاز وَأهل الْعرَاق
ويسمونه الْأَرْش وَإِنَّمَا قيل لَهُ نذر لِأَنَّهُ وَاجِب كَمَا أَن
النّذر وَاجِب
بَاب النُّون مَعَ الرَّاء
من لعب بالنردشير النَّرْد اسْم أعجمي مُعرب وشير بِمَعْنى حُلْو
وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان الدِّرْهَم يكسو النرمق يَعْنِي اللين
وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ نرم
بَاب النُّون مَعَ الزَّاي
وَهِي نزح النزح الْبِئْر الَّتِي نزحت فَلم يبْق فِيهَا مَاء يُقَال
نزحت الْبِئْر فَنُزِحَتْ لَازم وواقع
قَالَ عمر لنَفسِهِ نزرت رَسُول الله وَذَلِكَ أَنه سَأَلَهُ مرَارًا
فَلم يجبهُ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النزر الإلحاح فِي السُّؤَال
يَقُول ألححت عَلَيْهِ فِي مسألتك إلحاحا
فِي صفة صلى الله عليه وسلم مَنْطِقه لَا نزر وَهُوَ الْقَلِيل
قَوْله رَأَيْتنِي أنزع عَلَى قليب أَي أَسْقِي بالدلو بِالْيَدِ
(2/401)
قَوْله مَالِي أنازع الْقُرْآن أَي أجاذب
لأَنهم لما جهروا بِالْقِرَاءَةِ شغلوه
قَوْله وَإِنَّمَا هُوَ عرق نزاعة أَي نزع إِلَيْهِ فِي الشّبَه
فِي الحَدِيث لقد نزعت بِمِثْلِهَا فِي التَّوْرَاة أَي هَذَا
الْمَعْنى فِي التَّوْرَاة
فِي الحَدِيث قيل من الغرباء قَالَ النزاع من الْقَبَائِل والنزاع جمع
نزيع وَنَازع وَهُوَ الْغَرِيب الَّذِي نزع عَن أَهله وعشيرته والنزائع
من الْإِبِل الغرائب
(2/402)
وَقَالَ عمر انكحوا فِي النزائع
لِأَنَّهُنَّ أَنْجَب
فِي الحَدِيث إِن قبائل من الأزد نتجوا فِيهَا النزائع أَي نتجوا
فِيهَا إبِلا انتزعوها من أَيدي النَّاس والأنزع الَّذِي انحسر الشّعْر
عَن جَانِبي جَبهته والنزعتان ناحيتا منخسر الشّعْر عَن الجبين
فِي حَدِيث زَمْزَم لَا تنزح أَي لَا يفنى مَاؤُهَا
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء الْأَوْلِيَاء لَيْسُوا بنزاكين والنزاك
العياب للنَّاس يُقَال نزكت الرجل كَمَا يُقَال طعنت عَلَيْهِ وَأَصله
من النيزك وَهُوَ رمح قصير
وَمِنْه أَن عِيسَى يقتل الدَّجَّال بالنيزك
وَقَالَ ابْن عون إِن شهرا نزكوه أَي طعنوا فِيهِ
فِي الحَدِيث إِن رجلا أَصَابَته جِرَاحَة فنزي مِنْهَا أَي نزف دَمه
وَلم يرق
فِي الحَدِيث إِن هَذَا انتزى عَلَى أرضي أَي وثب عَلَيْهَا فَأَخذهَا
(2/403)
بَاب النُّون مَعَ السِّين
فِي الحَدِيث دخلت عَلّي امْرَأَة وَهِي نسوء أَي مظنون بهَا الْحمل
قَالَ الْأَزْهَرِي إِنَّمَا قيل لَهَا نسوء لِأَن الْحمل زِيَادَة
قَوْله من أحب أَن ينسأ فِي أَجله النسأ التَّأْخِير
وَمِنْه قَول عَلّي من سرة النِّسَاء وَلَا نسَاء
قَالَ عمر إِذا رميتم فانتسئوا عَن الْبيُوت أَي تَأَخَّرُوا
فِي صفة عمر كَانَ نَسِيج وَحده أَي لَا عيب فِيهِ وأصل هَذَا أَن
الثَّوْب النفيس لَا ينسج عَلَى منواله غَيره
فِي الحَدِيث رماحهم عَلَى مناسج خيولهم منسج الْفرس بِمَنْزِلَة
الْكَاهِل من الْإِنْسَان قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هُوَ المنسج
بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين وَهُوَ من الْبَعِير الحارك وَمن
الْحمار سيساء
فِي الحَدِيث لم يكن نبوة إِلَّا تناسخت أَي تحولت من حَال إِلَى حَال
يَعْنِي أَمر الْأمة
فِي الحَدِيث جَاءَ رجل يجر نسعة فِي عُنُقه النسعة سير مضفور
(2/404)
فِي صفته كَانَ ينس أَصْحَابه بِالدرةِ
وَكَانَت الْعَرَب تسمي مَكَّة الناسة لِأَن من بغى فِيهَا أَو أحدث
حَدثا أخرج عَنْهَا فَكَأَنَّهَا ساقته
فِي الحَدِيث ذهب النَّاس وَبَقِي النسناس بِفَتْح النُّون وَكسرهَا
وَقد رَوَى فِي تَفْسِيره أَن قوما عصوا رسولهم فمسخهم الله عز وجل
نسناسا لكل وَاحِد مِنْهُم يَد وَرجل فَهُوَ شقّ إِنْسَان ينقر ون
كَمَا ينقر الطَّائِر ويرعون كَمَا ترعى الْبَهَائِم
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة النسناس الَّذين يشبهون النَّاس وَلَيْسوا
بِالنَّاسِ وَقَالَ عمر ناسقوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة قَالَ شمر
مَعْنَاهُ تابعوا يُقَال ناسق بَين الْأَمريْنِ ونسقت الشَّيْء
فِي الحَدِيث شكوا إِلَيْهِ الإعياء فَقَالَ عَلَيْكُم بالنسل وَفِي
لفظ فَأَمرهمْ أَن ينسلوا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النَّسْل ينشط
وَهُوَ الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي مَعَ مقاربة الخطو
قَوْله من أعتق نسمَة النَّسمَة النَّفس وكل دَابَّة فِيهَا روح فَهِيَ
نسمَة
(2/405)
وَفِي حَدِيث تنكبوا الْغُبَار فَمِنْهُ
يكون النَّسمَة النَّسمَة النَّفس والربو وَإِنَّمَا يستريح صَاحب
الربو إِلَى التنفس
فِي الحَدِيث بعثت فِي نسم السَّاعَة أَي حِين ابتدأت وَأَقْبَلت
أوائلها وَأَصله نسيم الرّيح وَهُوَ أول هبوبها
فِي حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ استقام المنسم أَي تبين الطَّرِيق
وَالْأَصْل فِيهِ منسما خف الْبَعِير بهما يستبان أثر الْبَعِير الضال
قَالَ الْأَصْمَعِي رَأَيْت منسما من الْأَمر أعرفهُ أَي عَلامَة
بَاب النُّون مَعَ الشين
فِي الحَدِيث وَدخلت مستنشئة عَلَى خَدِيجَة يعن كاهنة يُقَال هُوَ
يستنشئ الْأَخْبَار أَي يبْحَث عَنْهَا
فِي حَدِيث فَرجع الْقَوْم حَتَّى تناشبوا حول رَسُول الله أَي تضاموا
ذكره الْهَرَوِيّ وَإِنَّمَا تأسوا وَقد سبق فِي الْألف
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا كَانَ شجي النشج قَالَ أَبُو عبيد النشيج
(2/406)
مثل بكاء الصَّبِي إِذا ضرب فَلم يخرج بكاء
وردده فِي صَدره أَرَادَ أَنه كَانَ يحزن ببكائه من يسمعهُ
وَقَرَأَ عمر سُورَة فنشج
قَوْله لَا تحل لقطتهَا إِلَّا لِمُنْشِد قَالَ الْأَزْهَرِي أَي لمعرف
وَهَذَا خَاص فِي لَفظه الْحرم لَا تحل للملتقط أبدا بِخِلَاف غَيره من
الْبلدَانِ
قَالَ أَبُو عبيد الطَّالِب نَاشد يُقَال نشدت الضَّالة أنشدها فَإِذا
عرفهَا قلت أنشدتها ويوضح هَذَا حَدِيثه الآخر أَيهَا الناشد عيرك
الْوَاجِد قَالَه لرجل ينشد ضَالَّة فِي الْمَسْجِد وَإِنَّمَا قيل
للطَّالِب نَاشد لرفعه صَوته بِالطَّلَبِ والنشيد رفع الصَّوْت
فِي الحَدِيث فنشدت عَلَيْهِ فَسَأَلته الصُّحْبَة أَي سَأَلته وَطلبت
إِلَيْهِ
فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أَنه خرج ونشره أَمَامه يَعْنِي الرّيح
وَالْمرَاد ريح الْمسك
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا فَرد نشر الْإِسْلَام عَلَى غره أَي رد مَا
انْتَشَر من الْإِسْلَام إِلَى حَالَته الَّتِي كَانَت عَلَى عهد
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تَعْنِي أَمر الرِّدَّة
(2/407)
وَسَأَلَ رجل الْحسن عَن انتصاح المَاء
فَقَالَ أتملك نشر المَاء
قَالَ ثَعْلَب هُوَ مَا تطاير مِنْهُ عِنْد الْوضُوء وانتشر
قَالَ معَاذ كل نشر أَرض يسلم عَلَيْهَا صَاحبهَا فَإِنَّهُ لَا يخرج
عَنْهَا مَا أعْطى نشرها قَالَ أَبُو عبيد نشر الأَرْض مَا خرج من
نباتها
فِي الحَدِيث إِذا دخل أحدكُم الْحمام فَعَلَيهِ بالنشير وَهُوَ
الْإِزَار سمي بِهِ لِأَنَّهُ ينشر
وَسُئِلَ رَسُول الله عَن النشرة فَقَالَ من عمل الشَّيْطَان النشرة
إِطْلَاق السحر عَن المسحور وَلَا يكَاد يقدر عَلَى ذَلِك إِلَّا من
يعرف السحر وَمَعَ هَذَا فَلَا بَأْس بذلك
فِي الحَدِيث أُوقِيَّة ونش قَالَ مُجَاهِد الْأُوقِيَّة أَرْبَعُونَ
والنس عشرُون قَالَ ابْن الْأَعرَابِي اليش النّصْف من كل شَيْء
وَكَانَ عمر ينش النَّاس بعد الْعشَاء بِالدرةِ وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي النش السُّوق الرفيق وَرَوَى ينس بِالسِّين وَهُوَ فِي
مَعْنَى السُّوق أَيْضا
قَالَ عَطاء فِي الْفَأْرَة تَمُوت فِي السّمن الذائب قَالَ ينش ويدهن
بِهِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النش الْخَلْط وزعفران منشوش أَي مخلوط
(2/408)
فِي حَدِيث إِذا نش فَلَا تشرب أَي إِذا
غلا الْعصير
فِي حَدِيث كَأَنَّمَا أنشط من عقال يُقَال أنشطت العقال إِذا حللتها
ونشطتها إِذا عقدتها بأنشوطة
فِي حَدِيث فجَاء عمار فانتشط زَيْنَب أَي نَزعهَا من حجر أمهَا
فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه ذكر رَسُول الله فنشغ قَالَ أَبُو عبيد
النشغ الشهيق حَتَّى يكَاد يبلغ بِهِ الغشي يُقَال نشغ ينشغ وَإِنَّمَا
فعل ذَلِك تشوقا إِلَيْهِ
فِي حَدِيث فَإِذا الصَّبِي ينشع أَي يمتص بِفِيهِ يُقَال نشغت
الصَّبِي وجورا فانتشغه
فِي حَدِيث لَا تعجلوا بتغطية وَجه الْمَيِّت حَتَّى ينشغ قَالَ
الْأَصْمَعِي النشغان عِنْد الْمَوْت فوقات خفيات واحدتها نشغة
وَكَانَ لرَسُول الله نشافة ينشف بهَا غسالة وَجهه يَعْنِي منديلا
يُقَال نشفت الْخِرْقَة المَاء إِذا تشربته
فِي ذكر الْفِتْنَة ترمي بالنشف وَهِي حِجَارَة سود
وَكَانَ يستنشق ثَلَاثًا فِي وضوئِهِ أَي يبلغ المَاء خياشيمه واستنشقت
الرّيح إِذا تشممتها
(2/409)
قَالَ أَبُو بكر لرجل يتَوَضَّأ عَلَيْك
المنشلة أَي مَوضِع الْخَاتم من الْخِنْصر
سميت بذلك لِأَنَّهُ إِذا أَرَادَ غسله نشل الْخَاتم من ذَلِك الْموضع
أَي اقتلعه ثمَّ غسله
فِي حَدِيث أَخذ بعضده فنشله نشلات أَي جذبه جذبات
وَمر عَلَى قدر فانتشل مِنْهَا عظما أَي أَخذه قبل النضج وَهُوَ النشيل
فِي الحَدِيث لما نَشُمُّ النَّاس فِي أَمر عُثْمَان أَي ابتدءوا
الطعْن عَلَيْهِ وَهُوَ من ابْتِدَاء الشَّرّ يُقَال نَشُمُّ الْقَوْم
فِي الْأَمر تنشيما إِذا أخذُوا فِي الشَّرّ وَأَصله من تنشيم اللَّحْم
أول مَا ينتن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي نَشُمُّ فِي الشَّيْء وتنشم
فِيهِ أَي ابْتَدَأَ فِيهِ
فِي حَدِيث إِذا مضمضت واستنشيت يُرِيد استنشقت مَأْخُوذ من قَوْلك
نشئت الرَّائِحَة إِذا شممتها
بَاب النُّون مَعَ الصَّاد
فِي حَدِيث أبي ذَر كَأَنِّي نصب أَحْمَر يُرِيد أدموه
فِي حَدِيث لَو نصبت لنا نصب الْعَرَب أَي لَو تَغَنَّيْت وَالنّصب ضرب
من أغاني الأعاريب
فِي الحَدِيث هَذِه السحابة تنصر أَرض بني كَعْب أَي تمطرهم يُقَال
نصرت الأَرْض أَي مطرَت فَهِيَ منصورة
(2/410)
فِي الحَدِيث لَا يؤمنكم أنْصر وَلَا أزن
وَلَا أَقرع الأنصر الأقلف والأزن الحاقن والأقرع الموسوس
فِي الحَدِيث فَإِذا وجد فجوة نَص النَّص التحريك حَتَّى يسْتَخْرج من
النَّاقة أقْصَى سَيرهَا وَالنَّص أَصله مُنْتَهى الْأَشْيَاء وغايتها
وَمِنْه قَول عَلّي إِذا بلغ النِّسَاء نَص الحقاق فالعصبة أولَى فنص
الحقاق غَايَة الْبلُوغ يَعْنِي إِذا بلغت الْمبلغ الَّذِي تصلح أَن
تخاصم وتخاصم وَهُوَ الحقاق فالعصبة أولَى بهَا من أمهَا
قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة مَا كنت صانعة لَو عارضك رَسُول الله
بِبَعْض الفلوات ناصة قلوصا أَي رَافِعَة لَهَا فِي السّير
قَالَ عَمْرو بن دِينَار مَا رَأَيْت أنص للْحَدِيث من الزُّهْرِيّ أَي
أرفع لَهُ يُقَال نَص الحَدِيث إِلَى فلَان أَي رَفعه
قَالَ كَعْب يَقُول الْجَبَّار احذروني فَإِنِّي لَا أناص عبدا إِلَّا
عَذبته
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي لَا أستقصي عَلَيْهِ نصص الرجل غَرِيمه إِذا
استقصى عَلَيْهِ
فِي الحَدِيث وَمَا ينصنص بهَا لِسَانه أَي يحركه يُقَال نصنص لِسَانه
ونصنضه بالصَّاد وَالضَّاد لُغَتَانِ إِذا حركه
وَمِنْه حَيَّة نضناض إِذا كَانَت سريعة التلوي لَا تثبت مَكَانهَا
(2/411)
فِي صفة الْمَدِينَة وتنصع طيبها أَي تخلص
وَفِي حَدِيث الْإِفْك خرجنَا إِلَى المناصع وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي
يتخلى فِيهَا للْحَاجة وَكَانَ صَعِيدا أفيح خَارج الْمَدِينَة يُقَال
لَهُ المناصع
قَوْله مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه قَالَ أَبُو عبيد الْعَرَب تسمي
النّصْف النصيف كَمَا يَقُولُونَ العشير فِي الْعشْر والثمين فِي
الثّمن
فِي حَدِيث الْحور ولنصيف إِحْدَاهُنَّ عَلَى رَأسهَا يَعْنِي الْخمار
فِي حَدِيث دَاوُد أَنه دخل الْمِحْرَاب وأقعد منصفا عَلَى الْبَاب
يَعْنِي الْخَادِم يُقَال نصفت الرجل فَأَنا أنصفه أَي خدمته
فِي الحَدِيث فانتصل السهْم أَي سقط نصله
وَمَرَّتْ سَحَابَة فَقَالَ تنصلت أَي أَقبلت وَرُوِيَ تنصلت أَي تقصد
للمطر يُقَال انصلت لَهُ إِذا تجرد
فِي الحَدِيث إِن كَانَ لرمحك سِنَان فأنصله أَي فانزعه
فِي حَدِيث مقَاتل وَقد أَقَامَ عَلَى صلبه نصيلا أَي حجرا والنصيل حجر
طَوِيل مدملك
(2/412)
قَالَت عَائِشَة علام تنصون ميتكم أَي
تسرحون شعره يُقَال نصوت الرجل أنصوه إِذا مددت ناصيته
وَقَالَت لم تكن وَاحِدَة من نسَاء رَسُول الله تناصيني أَي تنازعني
وَالْأَصْل أَن يَأْخُذ هَذَا بناصية هَذَا
فِي الحَدِيث أَن امْرَأَة تسلبت عَلَى ميت ثَلَاثًا فَأمرهَا رَسُول
الله أَن تنصى أَي تسرح شعرهَا
وَقَالَ ابْن عَبَّاس للحسين لما أَرَادَ الْعرَاق لَوْلَا أَنِّي أكره
لنصوتك أَي أخذت بناصيتك وَلم أدعك تخرج
فِي الحَدِيث نصية من همذان النصية الرؤساء والأشراف كَأَنَّهُ
مَأْخُوذ من الناصية والزعماء تكني عَن الزعماء بالرؤوس
بَاب النُّون مَعَ الضَّاد
فِي الحَدِيث نضب عمره أَي نفد
قَوْله مَا سقِِي نضحا أَي بالسواقي وَهِي النَّوَاضِح وَاحِدهَا ناضج
والناضج مَاء يستقى عَلَيْهِ
فِي الحَدِيث من السّنة الانتضاح بِالْمَاءِ وَهُوَ أَن ينضح بعد
الْوضُوء مذاكيره لينفي عَنهُ الوسواس إِلَّا أَن الحَدِيث لَا يَصح
(2/413)
وَسُئِلَ عَطاء عَن نضح الْوضُوء النَّضْح
النشر وَهُوَ مَا انتضح من المَاء عِنْد الْوضُوء
قَالَ أَبُو قَتَادَة النَّضْح من النَّضْح أَي من أَصَابَهُ نضح من
الْبَوْل فَعَلَيهِ أَن ينضحه بِالْمَاءِ والنضح دون الْغسْل
فِي الحَدِيث كَانَ لَهُم كلب تَحت نضد لَهُم قَالَ اللَّيْث النضد
السرير وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الْكَلْب كَانَ تَحت مشجب نضت
عَلَيْهِ الثِّيَاب والأثاث فَسُمي السرير نضدا لِأَن النضد عَلَيْهِ
وَقَالَ ابْن السّكيت النضد مَتَاع الْبَيْت المنضود بعضه فَوق بعض
قَالَ أَبُو بكر لتتخذن نضائد الديباج أَي وسائده
فِي الحَدِيث وَشَجر الْجنَّة نضيد من أَصْلهَا إِلَى فرعها يُرِيد
لَيْسَ لَهَا سوق بارزة لَكِنَّهَا منضودة بالورق وَالثِّمَار من
أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا
قَوْله نضر الله امْرَءًا أسمع مَقَالَتي رَوَاهُ الْأَصْمَعِي
بِالتَّشْدِيدِ وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة بِالتَّخْفِيفِ أَرَادَ نعمه
الله والنضارة البريق من النِّعْمَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال
نضر ونضر ونضر ونضره وأنضره
قَالَ النَّخعِيّ لَا بَأْس أَن يشرب فِي قدح النضار قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي النضار النيع والنضار شجر الأثل والنضار الْخَالِص من كل
شَيْء والنضار وَالنضير وَالنضْر الذَّهَب
(2/414)
فِي الحَدِيث فَخَرجُوا يتناضلون أَي
يَسْتَبقُونَ فِي رمي الْأَغْرَاض يُقَال نضل فلَان فلَانا إِذا غَلبه
فِي الرَّمْي والنضال الرَّمْي
قَالَ عِكْرِمَة فِي الشَّرِيكَيْنِ يفترقان يقتسمان مَا نض بَينهمَا
من الْعين أَي مَا صَار عينا أَو وَرقا
وَكَانَ عمر يَأْخُذ الزَّكَاة من ناض المَال يَعْنِي الدَّرَاهِم
وَالدَّنَانِير الَّتِي ترْتَفع من أَثمَان الْمَتَاع قَالَ
الْأَصْمَعِي اسْم الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم عِنْد أهل الْحجاز الناض
وَإِنَّمَا سَموهَا ناضا إِذا تحول عينا بعد أَن يكون مَتَاعا وَقَالَ
ابْن الْأَعرَابِي الناض الْحَاصِل يُقَال خُذ مَا نض لَك من غريمك
وَمِنْه الحَدِيث خُذُوا صَدَقَة مَا نض من أَمْوَالهم
وَدخل عَلَى أبي بكر وَهُوَ ينضنض لِسَانه وَقد رُوِيَ ينضنض وَقد سبق
فِي حَدِيث الْخَوَارِج فَينْظر فِي نضيه قَالَ أَبُو عَمْرو
الشَّيْبَانِيّ هُوَ نضل السهْم وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْقدح قبل
أَن تنحت وَهَذَا أصح لِأَنَّهُ ذكر النصل بعد النضي
فِي الحَدِيث إِن الْمُؤمن لينضي شَيْطَانه أَي يتخيله حتي يصير كالنضو
(2/415)
بَاب النُّون مَعَ الطَّاء
فِي حَدِيث خَيْبَر غَدا رَسُول الله إِلَى النطأة وَهِي عَمُود
خَيْبَر
فِي الحَدِيث فَارس نطحة أَو نطحتين قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي
مَعْنَاهُ تنطح مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَيبْطل ملكهَا
قَالَ عمر لَوْلَا التنطس مَا باليت أَلا أغسل يَدي قَالَ ابْن علية
هُوَ التقزز وَقَالَ النَّضر إِنَّه ليتنطس التنطس فِي اللّبْس والطعمة
أَي لَا يَأْكُل إِلَّا نظيفا وَلَا يلبس إِلَّا حسنا وكل من أدق
النّظر فِي الْأُمُور واستقصى علمهَا فَهُوَ متنطس وَلِهَذَا قيل
للطبيب نطاسي
فِي الحَدِيث مَا فعل النَّفر النطانط النطانط الطوَال واحدهم نطناط
فِي الحَدِيث هلك المتنطعون هم المتعمقون الغالون وَيكون الَّذين
يَتَكَلَّمُونَ بأقصى حُلُوقهمْ مَأْخُوذ من النطع وَهُوَ الْغَار
الْأَعْلَى
قَالَ رَسُول الله لَا يزَال الْإِسْلَام يزِيد وَأَهله حَتَّى يسير
الرَّاكِب بَين النطقتين لَا يخْشَى جورا أَرَادَ بَين الْمشرق
وَالْمغْرب
وَفِي حَدِيث إِنَّا نقطع إِلَيْكُم هَذِه النُّطْفَة يَعْنِي مَاء
الْبَحْر والنطف الْقطر وَلَيْلَة نطوف دائمة الْقطر
(2/416)
وَمِنْه رَأَيْت ظلة تنطف سمنا
فِي الحَدِيث أول من اتخذ الْمنطق هَاجر الْمنطق وَاحِد المناطق وَهُوَ
النطاق قَالَ اللَّيْث الْمنطق كل شَيْء شددت بِهِ وسطك وَحَكَى
الْأَزْهَرِي أَن النطاق أَن تأحذ الْمَرْأَة ثوبا فتلبسه ثمَّ تشد
وَسطهَا ثمَّ ترسل الْأَعْلَى إِلَى الْأَسْفَل فَأَما أَسمَاء ذَات
النطاقين فقد قيل إِنَّهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا كَانَت تطارق نطاقا
عَلَى نطاق وَالَّذِي رُوِيَ فِي الصَّحِيح أَنَّهَا شقَّتْ نطاقها
لَيْلَة الْخُرُوج إِلَى الْغَار فَربطت بِبَعْضِه سفرة الطَّعَام
وببعضه أداوة المَاء فَلذَلِك سميت ذَات النطاقين
وَقَول الْعَبَّاس فِي مدح رَسُول الله
(حَتَّى احتوى بَيْتك الْمُهَيْمِن من ... خندف علياء تحتهَا النُّطْق)
ضرب النطاق مثلا لَهُ ارتفاعه وتوسطه فِي عشيرته فَجعله فِي علياء
وجعلهم تَحْتَهُ نطاقا لَهُ
فِي الحَدِيث وسقوهم بصبير النيطل الصبير السَّحَاب والنيطل الْمَوْت
والهلاك
فِي الحَدِيث قَالَ لرجل انطه أَي أعْطه وَقَالَ لرجل أنط
(2/417)
أَي أسكت وَهِي لُغَة حميرية وَإِذا نفر
الْبَعِير قَالَت الْعَرَب أنط فيسكن
فِي الحَدِيث فِي أَرض غائلة النطاء والنطاء الْبعد
وَمثله إِذا تناطت الْمَغَازِي أَي بَعدت
وَمثله فَإِذا تناطت الديار
فِي الحَدِيث هلك المتنطعون التنطع التعمق والغلو والتكلف لما لم يُؤمر
بِهِ
بَاب النُّون مَعَ الظَّاء
فِي الحَدِيث إِن بفلانة نظرة أَي أصابتها عين من نظر وَرجل مَنْظُور
قَالَ الزُّهْرِيّ لَا تناظر بِكِتَاب الله وَلَا بِسنة رَسُوله أَي
لَا تجْعَل شَيْئا نظيرا لَهما فتتبع قَول قَائِل وتدعهما
قَالَ ابْن مَسْعُود قد عرفت النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول الله
يقْرَأ بهَا سميت نَظَائِر لاشتباه بَعْضهَا بِبَعْض فِي الطول
وَمر عبد الْمطلب بِامْرَأَة كَانَت تنظر أَي تتكهن
بَاب النُّون مَعَ الْعين
كَانَ أَعدَاء عُثْمَان يَقُولُونَ لَهُ نعثل شبهوه بِرَجُل من مصر
كَانَ
(2/418)
طَوِيل اللِّحْيَة وَقَالَ اللَّيْث النعثل
الذيخ وَهُوَ ذكر الضباع والنعثل الشَّيْخ الأحمق
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِذا رَأَيْت نعرة النَّاس وَلم تستطع أَن
تغيرها فدعها قَالَ الْأَصْمَعِي النعرة ذُبَاب كَبِير أَزْرَق لَهُ
إبرة يلسع بهَا وَرُبمَا دخل أنف الْبَعِير فيركب رَأسه فَلَا يردهُ
شَيْء وَالْعرب تشبه ذَا الْكبر بذلك الْبَعِير إِذا ركب رَأسه وتشبه
الرجل يركب رَأسه ويمضي عَلَى الْجَهْل فَلَا يردهُ شَيْء بذلك
وَمِنْه قَول عمر لَا أقلع عَنهُ حَتَّى أطير بعرته أَي أزيل نخوته
وَأخرج جَهله من رَأسه
قَوْله أعوذ بك من شَرّ عرق نعار يُقَال نعر الْعرق بِالدَّمِ إِذا
سَالَ دَمه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيُقَال تغار بِالتَّاءِ والغين
الْمُعْجَمَة
فِي الحَدِيث مَا كَانَت فتْنَة إِلَّا نعر فِيهَا فلَان أَي نَهَضَ
وَمِنْه قَول الْحسن كلما نعر بهم ناعر اتَّبعُوهُ
قَوْله تعس فَلَا أنتعش أَي لَا أرتفع
(2/419)
قَالَت عَائِشَة وانتاس الدَّين بنعشه أَي
استدركه بنعشه إِيَّاه أَي يإقامته من مصرعه وَرُوِيَ لنا فنعشه
قَالَ أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ النعظ أَمر عَارِم يُقَال نعظ الذّكر
أَي انْتَشَر وأنعظ أَي اشْتَهَى الْجِمَاع
فِي الحَدِيث ثمَّ عقد هدبة القطيفة بنعضة الرحل النعضة ستر يشد فِي
أَخّرهُ الرحل يعلق فِيهِ الشَّيْء
قَوْله إِذا ابتلت النِّعَال قَالَ الْأَزْهَرِي النَّعْل مَا غلظ من
الأَرْض فِي صلابة قَالَ ثَعْلَب تَقول إِذا أمْطرت الأرضون الصلاب
فتزلقت بِمن يمشي فِيهَا فصلوا فِي مَنَازِلكُمْ
فِي الحَدِيث كَانَ نعل رَسُول الله من فضَّة قَالَ شمر النَّعْل من
السَّيْف الحديدة تكون فِي أَسْفَل قرَابه
قَوْله وأنعما قَالَ الْكسَائي أَي زَاد عَلَى ذَلِك يُقَال أَحْسَنت
وأنعمت أَي زِدْت عَلَى الْإِحْسَان وَقَالَ الْفراء وانعما صَارا
إِلَى النَّعيم ودخلا فِيهِ كَمَا يُقَال اشْتَمَل دخل فِي الشمَال
وأجنب دخل فِي الْجنُوب
وَقَوله كَيفَ أنعم أَي أتنعم
فِي الحَدِيث فَنعم ونعمة عين أَي وقرة عين
(2/420)
قَوْله فبها ونعمت أما قَوْله فبها
فَالْمَعْنَى فبالسنة أَخذ وَفِي نعمت قَولَانِ أَحدهمَا كسر النُّون
وتسكين الْعين أَي ونعمت الْخلَّة وَالثَّانِي فتح النُّون وَكسر
الْعين وَالْمعْنَى ونعمك الله
فِي صفة الْجنَّة إِنَّهَا الطير ناعمة أَي سمان
فِي الحَدِيث يَا ناعيا الْعَرَب قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هُوَ
يانعاء الْعَرَب يَأْمر بنعيهم وتأويله أنع الْعَرَب وَكَانَت الْعَرَب
إِذا قتل مِنْهُم شرِيف أَو مَاتَ بعثوا رَاكِبًا إِلَى الْقَبَائِل
ينعاه إِلَيْهِم وَيَقُول نعاء فلَانا أَو يَقُول يانعاء الْعَرَب أَي
هَلَكت الْعَرَب والنعي الرجل الْمَيِّت والنعي الْفِعْل وَيجوز أَن
يجمع النعي نعايا
بَاب النُّون مَعَ الْغَيْن
قَوْله مَا فعل النغير هُوَ تَصْغِير نغر وَهُوَ طَائِر يشبه العصفور
أَحْمَر المنقار وتصغر نغيرا والجميع نغران وَقَالَ شمر النغر فرخ
العصفور وَقيل هُوَ من صغَار العصافير ترَاهُ أبدا صاويا
فِي الحَدِيث إِن امْرَأَة قَالَت ردوني غَيْرِي نغرة قَالَ
الْأَصْمَعِي هُوَ مَأْخُوذ من نغر الْقدر وَهُوَ غليانها الْمَعْنى
أَن جوفها كَانَت
(2/421)
تغلي من الْغيرَة والغيظ وَرَأَى نغاشا
فَسجدَ وَهُوَ الْقصير الضَّعِيف الْحَرَكَة
فِي الحَدِيث فتنغش كَمَا تنغش الطير أَي تحرّك
وَمِنْه قَول عُثْمَان نغضت أسناني
قَوْله بشر الْكَافرين برصفة فِي الناغض أَي بِحجر يحمى فَيُوضَع عَلَى
ناغضهم وَهُوَ فرع الْكَتف قيل لَهُ ناغض لتحركه من الْإِنْسَان إِذا
مَشَى
وَمِنْه حَدِيث سلمَان فَإِذا الْخَاتم فِي ناغض كتفه الْأَيْسَر
يَعْنِي خَاتم النُّبُوَّة وَرُوِيَ بعض كتفه وَقَالَ شمر بعض الْكَتف
الْعظم الرَّقِيق عَلّي طرفها
فِي صفة عَلّي رَسُول الله كَانَ نغاض الْبَطن أَي معكن الْبَطن
فِي الحَدِيث فَيُرْسل عَلَيْهِم النغف وَهُوَ دود يكون فِي أنوف
الْإِبِل وَالْغنم الْوَاحِدَة نغفة
بَاب النُّون مَعَ الْفَاء
قَوْله إِن روح الْقُدس قد نفث فِي روعي النفث نفخ لَيْسَ مَعَه ريق
فَأَما قَوْله أعوذ بك من الشَّيْطَان ونفثه فقد جَاءَ تَفْسِيره فِي
الحَدِيث أَن نفثه الشّعْر وَإِنَّمَا سمي نفثا لِأَن الْإِنْسَان
ينفثه من فِيهِ وأضيف إِلَى الشَّيْطَان لقلَّة الصَّوَاب فِيهِ
وَلما قَالَت الصَّحَابَة عِنْد النَّجَاشِيّ عِيسَى عبد الله
وَرَسُوله قَالَ مَا
(2/422)
يزِيد عِيسَى عَلَى هَذَا مثل هَذِه
النفاثة من سِوَاكِي يَعْنِي مَا يتشظى من السِّوَاك فَيَبْقَى فِي
الْأَسْنَان فينفثه صَاحبه
فِي الحَدِيث أنفجنا أرنبا أَي أثرناه وانتفجت إِذا وَثَبت وَقَوله
كنفجة أرنب يَعْنِي تقليل الْمدَّة
فِي الحَدِيث فنفجت بهم الطَّرِيق أَي رمت بهم فَجْأَة ونفجت الرّيح
جَاءَت بَغْتَة
فِي الحَدِيث من أَشْرَاط السَّاعَة انتفاج الْأَهِلّة قَالَ لنا ابْن
نَاصِر سَمِعت أَبَا زَكَرِيَّا يُحْكَى عَن شُيُوخه الَّذين قَرَأَ
عَلَيْهِم اللُّغَة أَنهم قَالُوا الانتفاج بِالْجِيم مَا كَانَ خلقَة
والانتفاخ بِالْخَاءِ مُعْجمَة مَا كَانَ عَن عِلّة وَآفَة
قَالَ أَبُو بكر وَهُوَ يحلب أأنفج أم ألبد وَمَعْنى الإنفاج إبانة
الْإِنَاء من الضَّرع عِنْد الْحَلب لتكثر الرغوة والإلباد إلصاق
الْإِنَاء بالضرع لِئَلَّا تكون لَهُ رغوة وشربت الدَّابَّة فانتفخت
أَي خرج جنباها وَيَقُولُونَ لمن ولدت لَهُ بنت هَنِيئًا لَك النافحة
يُرِيدُونَ أَنه يَأْخُذ مهر ابْنَته فيضمه إِلَى إبِله فينفجها
فِي صفة الزبير كَانَ نفج الحقيبة أَي عَظِيم الْعَجز
وَعَن شُرَيْح أَنه أبطل النفح يُرِيد نفح الدَّابَّة برجلها
(2/423)
وَيغْفر للشهيد بِأول نفحة من دَمه أَي أول
فورة وطعنة تفوح
فِي الحَدِيث أَيّمَا امْرِئ أشاد عَلَى مُسلم مَا هُوَ بَرِيء مِنْهُ
كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يعذبه أَو يَأْتِي بنفذ مَا قَالَ أَي
بالمخرج مِنْهُ
قَوْله ينفذهم الْبَصَر الرِّوَايَة بِفَتْح يَاء ينفذهم وَضمّهَا ابْن
عون يُقَال مِنْهُ أنفذت الْقَوْم إِذا خرقتهم ومشيت فِي وَسطهمْ فَإِن
جزتهم حَتَّى تخلفهم قلت نفذتهم وأنفذهم وَظَاهر الحَدِيث أَنهم
لكَوْنهم فِي صَعِيد مستو يرَى أَوَّلهمْ وَآخرهمْ وَقَالَ أَبُو عبيد
الْمَعْنى ينفذهم بصر الرَّحْمَن حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِم كلهم قلت
وَهَذَا لَيْسَ يعْتَمد لِأَن الْحق يراهم سَوَاء كَانُوا فِي صَعِيد
أَو لم يَكُونُوا
وَقَالَ رجل لعمر أَلا تستلم الرُّكْن الغربي فَقَالَ انفذ عَنْك أَي
دَعه وتخلل رجل بالقصب فنفر فوه أَي ورم وَكَذَلِكَ لطم فلَان عين
فلَان فنفرت مَأْخُوذ من نفار الشَّيْء عَن الشَّيْء وَهُوَ تجافيه
عَنهُ
فِي حَدِيث أبي ذَر فنافر أخي قَالَ أَبُو عبيد المنافرة أَن يفتخر
الرّجلَانِ ثمَّ يحكما رجلا فالنافر الْغَالِب والمنفور المغلوب
قَوْله إِذا استنفرتم فانفروا أَي إِلَى الْغَزْو
(2/424)
وَمن أَمْثَال الْعَرَب فلَان لَا فِي
العير وَلَا فِي النفير وَأَصله أَن أَبَا سُفْيَان كَانَ فِي عير
لقريش فَخرج رَسُول الله يَطْلُبهُ فاستنفر أهل مَكَّة فَخرج بهم عتيبة
بن ربيعَة فَأَبُو سُفْيَان فِي العير وَعتبَة فِي النفير
فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل أَنه تعلم الْعَرَبيَّة وأنفسهم أَي أعجبهم
وَنَهَى عَن التنفس فِي الْإِنَاء
فِي حَدِيث كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء أَي فِي شربه من الْإِنَاء لَا
أَن التنفس فِي الْإِنَاء
قَوْله إِنِّي لأجد نَفْس الرَّحْمَن من قبل الْيَمين قَالَ ابْن
قُتَيْبَة عَنى بِهِ الْأَنْصَار لِأَن الله تَعَالَى نَفْس كرب
الْمُؤمنِينَ بهم وهم يمانون
وَكَذَلِكَ لَا تسبوا الرّيح فَإِنَّهَا من نَفْس الرَّحْمَن أَي
أَنَّهَا تفرج الكرب
وَمِنْه من نَفْس عَن مُؤمن كربَة قَالَ العتيبي هجمت عَلَى وَاد خصيب
وَأَهله مصفرة ألوانهم مسألتهم عَن ذَلِك فَقَالَ شيخ مِنْهُم لَيْسَ
لنا ريح
قَوْله مَا من نَفْس منفوسة أَي مولودة يُقَال نفست الْمَرْأَة
(2/425)
ونفست بِضَم النُّون وَكسرهَا إِذا ولدت
فَإِذا حَاضَت قلت نفست بِفَتْح النُّون لَا غير
وَمِنْه حَدِيث أم سَلمَة أنفست أَي حِضْت وَقَالَ ابْن الْمسيب لَا
يَرث المنفوس حَتَّى يستهل صَارِخًا يَعْنِي الْمَوْلُود
قَالَ النَّخعِيّ كل شَيْء لَهُ نَفْس سَائِلَة مَاتَ فِي المَاء أَي
دم سَائل
وَنَهَى عَن الرقي إِلَّا فِي ثَلَاث مِنْهَا النَّفس وَهِي الْعين
يُقَال أَصَابَت فلَان نَفْس أَي عين
وَمِنْه قَول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ فِيهَا أنفس
سَبْعَة يُرِيد عيونهم
وَكَذَلِكَ قَول ابْن عَبَّاس للكلاب أنفس
فِي الحَدِيث وَإِن أَتَاك منتفش المنخرين أَي وَاسع المنخرين
قَالَ عبد الله بن عَمْرو الْحبَّة من الْجنَّة مثل كرش الْبَعِير يبيت
نافشا أَي رَاعيا
فِي حَدِيث الْغَار وَأَنا أنفض لَك مَا حولك والنفضة قوم يبعثون فِي
الأَرْض ينظرُونَ هَل بهَا عَدو أَو خوف
(2/426)
فِي الحَدِيث ملاءتان كَانَتَا مصبوغتين
وَقد نفضتا أَي نفضتا لون الصَّبْغ فَلم يبْق إِلَّا الْأَثر
قَوْله ابغني أحجارا استنفض بِهن أَي أزيل عني الْأَذَى
قَالَ ابْن عَبَّاس لَا ينْفق بَعْضكُم لبَعض أَي لَا يقْصد أَن ينْفق
سلْعَته عَلَى وَجه النجش
قَوْله الْيمن الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للبركة يُقَال نفق البيع
إِذا كثر المشترون والرغبات ثَلَاث النِّفَاق من نافقاء اليربوع وَهُوَ
يَأْتِي من أَبْوَاب بَيته يرفقه فَإِذا أَتَى من مَوضِع ضرب النافقاء
بِرَأْسِهِ فالمنافق يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير
الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ
فِي الحَدِيث إِن فلَانا انْتقل من وَلَده أَي تَبرأ مِنْهُ
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَوَدِدْت أَن بني أُميَّة رَضوا أَو
تفلناهم خمسين رجلا من بني هَاشم يحلفُونَ مَا قتلنَا عُثْمَان أَي
حلفنا
(2/427)
لَهُم وأصل النَّفْي النَّفْل يُقَال نفلت
الرجل عَن نسبه فانتفل وَسمي الْيَمين فِي الْقسَامَة نفلا لِأَن
الْقصاص ينفى بهَا
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ وَالْخَيْل المنفلة هَذَا إِشَارَة إِلَى
أَصْحَاب الْخَيل الَّتِي لَا يُسهم لَهَا إِنَّمَا تنفل فَلَا
يُقَاتلُون قتال من يُسهم لَهُ مِنْهُم
وَنظر مُحَمَّد بن كَعْب إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز فأدام النّظر
فَقَالَ مَا لَك تديم النّظر فَقَالَ أنظر إِلَى مَا نَفَى من شعرك أَي
ثار وتساقط
فِي الحَدِيث اصْنَع لنا نفيتين أَي سفرتين من خوص والعامة تسميها
النبية وَهِي النفية
بَاب النُّون مَعَ الْقَاف
فِي ذكر الطَّاعُون أَرْجُو أَلا يدْخل علينا نقابها النقاب جمع النقب
وَهُوَ الطَّرِيق بَين الجبلين وَالْإِشَارَة إِلَى الْمَدِينَة
فِي الحَدِيث لَا شُفْعَة فِي منقبة قَالَ أَبُو عبيد وَهِي الطَّرِيق
الضّيق بَين الدَّاريْنِ لَا يُمكن أَن يسلكه أحد
(2/428)
فِي الحَدِيث إِن النقبة تكون بمشفر
الْبَعِير يَعْنِي أول شَيْء من الجرب وَجَمعهَا نقب
فِي الحَدِيث فنقبت أقدامنا الْقَاف مَكْسُورَة وَالْمعْنَى أَي تفرجت
وورمت
فِي الحَدِيث ألبستنا أمنا نقبتها النقبة ثوب تأتزر بِهِ الْمَرْأَة
تشده عَلَى وَسطهَا كالنطاق قَالَ أَبُو عبيد النقاب وَهُوَ الَّذِي
يَبْدُو مِنْهُ المحجر فَأَرَادَ أَن إبداءهن المحاجة قَالَ ابْن
سِيرِين بنقاب مُحدث وَإِنَّمَا كَانَ النقاب لاحقا بِالْعينِ فَإِذا
لم يبد مِنْهُ سُوَى الْعَينَيْنِ فَذَلِك الوصوصة وَكَانَت الوصاوص
والبراقع يستعملها النِّسَاء ثمَّ أحدثن النقاب وَإِذا كَانَ عَلَى طرف
الْأنف فَهُوَ اللغام وَإِذا كَانَ عَلَى الْفَم فَهُوَ اللثام
وَقَالَ الْحجَّاج كَانَ ابْن عَبَّاس نقابا النقاب الرجل الْعَالم
بالأنساب الْكثير التحدث عَنْهَا
فِي حَدِيث أم زرع وَلَا تنقث ميرتنا تنقيثا أَي أَنَّهَا أمينة عَلَى
مَا ائتمنت عَلَيْهِ من طعامنا فَلَا تَأْخُذ الطَّعَام فتسرع بِهِ
والتنقيث الْإِسْرَاع فِي السّير
(2/429)
فِي الحَدِيث شرب من رومة فَقَالَ هَذَا
النقاخ النقاخ المَاء العذب ينقخ الْعَطش أَي يكسرهُ
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِن نقدت النَّاس نقدوك أَي عبتهم واغتبتهم من
قَوْلك نقدت الجوزة وأنقدها
فِي صفة الجدب وَعَاد لَهَا النقاد محرنثما النقاد جمع النَّقْد وَهُوَ
رذال الضَّأْن
وَمِنْه فِي الحَدِيث يَا رعاء النَّقْد واحدتها نقدة
وَنَهَى عَن النقير وَهُوَ أصل النَّخْلَة ينقر جوفها ثمَّ يشدخ فِيهِ
الرطب والبسر ثمَّ يَدعُونَهُ حَتَّى يهدر ثمَّ يسكن
قَالَ بَعضهم فِي فَتْوَى أفتَى بهَا عِكْرِمَة انتقرها عِكْرِمَة
وَهَذَا يحمل مَعْنيين أَن أَرَادَ التَّصْدِيق لَهُ فَمَعْنَاه
استنبطها من الْقُرْآن والنقر الْبَحْث وَإِن أَرَادَ التَّكْذِيب لَهُ
فَمَعْنَاه أفتَى بهَا من قبل نَفسه واختص بهَا
فِي الحَدِيث مَا بِهَذِهِ النقرة أعلم بالفضا من ابْن سِيرِين أَرَادَ
الْبَصْرَة والنقرة حُفْرَة يستنقع فِيهَا المَاء
قَالَ ابْن عَبَّاس مَا كَانَ الله لينقر عَن قَاتل الْمُؤمن أَي ليقلع
فِي الحَدِيث نهَى عَن نقرة الْغُرَاب وَلَا أَحْسبهُ يُرِيد إِلَّا
الصَّلَاة
(2/430)
وَكَانَ ابْن مَسْعُود يُصَلِّي الظّهْر
وَالْجَنَادِب تنقز من الرمضاء أَي تثب يُقَال نقز وقفز
فِي الحَدِيث ينقزان الْقرب عَلَى متونها أَي يحملانها
قَوْله من نُوقِشَ الْحساب عذب أَي من استقصي عَلَيْهِ فِيهِ
وَمِنْه أَخذ نقش الشَّوْكَة وَهُوَ استخراجها
وَمِنْه فَلَا انتقش
فِي الحَدِيث اسْتَوْصُوا بالمعزى وانقشوا لَهُ عطنة أَي نقوا مرابضه
من حِجَارَة أَو شوك
فِي الحَدِيث من السّنة انتقاص المَاء قَالَ أَبُو عبيد انتقاص المَاء
غسل الذّكر بِالْمَاءِ لِأَنَّهُ إِذا غسله ارْتَدَّ الْبَوْل وَلم
ينزل وَلم يسم الْبَوْل مَاء وَإِنَّمَا أَرَادَ انتقاص الْبَوْل إِذا
غسل بِهِ
فِي الحَدِيث سمع نقيضا من فَوْقه النقيض الصَّوْت
فِي حَدِيث عَائِشَة فَمَا اخْتلفُوا فِي نقطة أَي أَمر وَقَضِيَّة
(2/431)
مُخْتَلف فِيهَا وَذكره الْأَزْهَرِي
فَقَالَ بقطة بِالْبَاء وَحكي عَن شمر أَنه قَالَ هِيَ الْبقْعَة من
بقاع الأَرْض يُقَال أمسينا فِي بقطة معشبة أَي فِي بقْعَة من كلأ
قَالَ وَيَقَع قَول عَائِشَة عَلَى البقطة من النَّاس قَالَ شَيخنَا
ابْن نَاصِر وَهَذَا غلط فَإِن الَّذِي ذكره أَبُو عبيد الْقَاسِم بن
سَلام بالنُّون وَكَذَلِكَ ذكره ابْن الْأَنْبَارِي وَكَذَا ضَبطه
عُلَمَاء النَّقْل
قَالَ عمر مَا لم يكن نقع وَهُوَ رفع الصَّوْت وَقيل شقّ الْجُيُوب
وَنَهَى أَن يمْنَع نقع الْبِئْر أَي فضل مَائِهَا الَّذِي يخرج
مِنْهَا وَقيل لَهُ نقع لِأَنَّهُ ينقع بِهِ أَي يرْوَى وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي النَّقْع المَاء الناقع وَهُوَ كل مَاء مستنقع وَالْجمع
أنقع وَفِي الْأَمْثَال وَإِن فلَانا لشراب يأنقع يضْرب للَّذي جرب
الْأُمُور ومارسها قَالَ الْأَصْمَعِي وَيُقَال فلَان شراب يأنقع أَي
معاود للأمور الَّتِي تكره قَالَ الْحجَّاج إِنَّكُم يَا أهل الْعرَاق
لشرابون عَلّي بأنقع
فِي الحَدِيث فَرجع منتقعا لَونه يُقَال انتقع لَونه وابتقع وامتقع
واهتقع والتمع والتمغ واستنقع والتمىء وانتسف وانتشف وابتسر والتهم
بِمَعْنى وَاحِد
قَالَ مُحَمَّد بن كَعْب إِذا استقعت نَفْس الْمُؤمن جَاءَهُ ملك
الْمَوْت فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك ولي الله قَالَ الْأَزْهَرِي إِذا
(2/432)
اجْتمعت فِي فِيهِ حِين تُرِيدُ ان تخرج
كَمَا يستنقع المَاء فِي قَرَار
فِي الحَدِيث أَنه حمى غرز النقيع النقيع القاع وَهُوَ مَوضِع حماه عمر
لنعم الصَّدَقَة
قَالَ بعض الصَّحَابَة لَكِن غذاها حنظل نقيف أَي مثقوف
قَالَ القتيبي جاني الحنظل ينقفها بظفره فَإِن صوتت علم أَنَّهَا مدركة
فاجتناها وَإِن لم تصوت علم أَنَّهَا لم تدْرك فَتَركهَا
فِي الحَدِيث ثمَّ يكون النقف والنقاف يَعْنِي الْفِتَن والقتال
فِي الحَدِيث امْرَأَة فِي منقليها قَالَ أَبُو عبيد المنقل الْخُف
والنعل قَالَ وَلَوْلَا أَن الرِّوَايَة اتّفقت عَلَى فتح الْمِيم مَا
كَانَ وَجه الْكَلَام عِنْدِي إِلَّا كسرهَا
وَفِي الشجاج المنقلة وَهِي الَّتِي تخرج مِنْهَا فرَاش الْعِظَام
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ وَالْخَيْل المنقلة فَإِنَّهَا إِن تلقى تَفِر
وَإِن تغنم تغل هَكَذَا وجدته مضبوطا فِي كتاب أبي سعيد بن يُونُس
الْمصْرِيّ وَفِي كتاب أبي الْفَتْح الْأَزْدِيّ الْحَافِظ كِلَاهُمَا
ضَبطه المنقلة بِالْقَافِ فعلَى هَذَا يكون المُرَاد التحذير من قوم
يدْخلُونَ فِي قوم لَيْسُوا مِنْهُم فَإِنَّهُم لَا يُقَاتلُون بقلب
حَكَى الْأَزْهَرِي عَن ابْن دُرَيْد يُقَال رجل نقِيل إِذا كَانَ فِي
قوم لَيْسَ
(2/433)
مِنْهُم قَالَ ونواقل الْعَرَب من انْتقل
من قَبيلَة إِلَى قَبيلَة فانتمى إِلَيْهَا وَيُمكن أَن يُقَال المنقلة
الَّتِي جعلت لأرجلها نقايل وَإِنَّهَا لَا تقوى عَلَى الْكر والفر
قَالَ ابْن السّكيت النقيلة الرقعة يرقع بهَا خف الْبَعِير ويرقع
النَّعْل
فِي الحَدِيث كَانَ عَلَى قبر رَسُول الله النَّقْل النَّقْل ولجرل
الْحِجَارَة وَلما منع ابْن جميل الزَّكَاة قَالَ رَسُول الله مَا نقم
ابْن جميل إِلَّا أَنه كَانَ فَقِيرا فأغناه الله نقم بِمَعْنى كره
وَالْمرَاد أَنه مَا يكره شَيْئا كَقَوْل الشَّاعِر
(مَا نقم النَّاس من أُميَّة إِلَّا ... أَنهم يحلمون أَن عصبوا)
أَي مَا ينقمون مِنْهُم شَيْئا
فِي حَدِيث أم زرع وَلَا سمين فينتقى أَي لَيْسَ لَهُ نقي فيستخرج
والنقي المخ يُقَال نقوت الْعظم وانتقيته
وَمِنْه قَوْله إِذا سافرتم فِي السّنة يَعْنِي الجدب فبادروا
بِالْإِبِلِ نقيها وَالْمعْنَى بَادرُوا مَا دَامَ فِيهَا نقي وَفِي
رِوَايَة وَلَا سمين فَينْتَقل أَي يَنْقُلهُ النَّاس إِلَى بُيُوتهم
(2/434)
وَقَوْلها دائس ومنق من فتح النُّون
أَرَادَ الَّذِي ينقي الطَّعَام وَمن كسرهَا أَرَادَ نقيق صَوت
الْمَوَاشِي والأنعام تصف كَثْرَة أَمْوَاله
قَوْله يحْشر النَّاس عَلَى مثل قرصة النقي يَعْنِي الْحوَاري
فِي حَدِيث خلق الله جؤجؤ آدم من نقا ضرية مَوضِع ونقاها رملها يُقَال
نقا وونقوان ونقيان
قَول عَائِشَة نقهت من مرضِي أَي أَفَقْت
بَاب النُّون مَعَ الْكَاف
قَالَ عمر نكب عَنَّا فلَانا أَي نحه عَنَّا
قَالَ سعد إِنِّي نكيت قَرْني أَي كبيت كِنَانَتِي وَكَذَلِكَ قَالَ
الْحجَّاج إِن عبد الْملك نكب كِنَانَته
وذرق عُصْفُور عَلَى ابْن مَسْعُود فنكبه بِيَدِهِ أَي رَمَى بِهِ
وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة ثمَّ لأنكبن بك الأَرْض أَي أطرحك عَلَى
رَأسك
وَكَانَ بعض السّلف يَأْخُذ النكث من الطَّرِيق وَهُوَ الْخَيط الْخلق
سمي نَكثا لِأَنَّهُ ينْكث أَي ينْقض ثمَّ يُعَاد فتله
قَالَ أَبُو سُفْيَان إِن مُحَمَّدًا لم يناكر أحدا قطّ إِلَّا كَانَ
مَعَه الْأَهْوَال أَي لم يحارب وَسميت مناكرة الْمُحَاربَة لِأَن كل
فريق يناكر الآخر أَي يخادعه وَيَعْنِي بالأهوال مَا يزعج من الرعب
وَغَيره
(2/435)
قَالَ عمر بن عبد العزيز لأبي حَازِم لَو
رَأَيْتنِي فِي قَبْرِي كنت لي أَشد نكرَة أَي إنكارا
وَذكر أَبُو وَائِل رجلا فَقَالَ مَا كَانَ أنكرهُ أَي أدهاه والنكر
بِفَتْح النُّون الدهاء فَإِذا ضمت فَهُوَ الْمُنكر
وَقيل لِابْنِ مَسْعُود إِن فلَانا يقْرَأ الْقُرْآن منكوسا وَهُوَ أَن
يبْدَأ من المعوذتين ثمَّ يرْتَفع
وَقَالَ رجل عِنْد عَلّي بن أبي طَالب شجاعة مَا تنكش أَي مَا تستخرج
لِأَنَّهَا بعيدَة الْغَايَة يُقَال هَذِه بِئْر مَا تنكش أَي تنزح
وَسُئِلَ بَعضهم عَن سُبْحَانَ الله فَقَالَ إنكاف الله من كل سوء
يَعْنِي تنزيهه وتقديسه
وَفِي حَدِيث جَاءَ جَيش لَا ينكف آخِره أَي لَا يتقطع
فِي الحَدِيث بِغَيْر نكل أَي بِغَيْر جبن وإحجام والنكول فِي الْيَمين
الِامْتِنَاع عَنْهَا وَترك الْإِقْدَام عَلَيْهَا
فِي الحَدِيث مُضر صَخْرَة الله الَّتِي لَا تنكل أَي لَا تدفع وَلَا
تُؤخر لثبوتها فِي الأَرْض
(2/436)
فِي الحَدِيث إِن الله يحب النكل عَلَى
النكل وَهُوَ الرجل الْقوي المجرب عَلَى الْفرس الْقوي المجرب
فِي الحَدِيث يُؤْتَى بِقوم فِي النّكُول يَعْنِي الأقياد
بَاب النُّون مَعَ الْمِيم
فجَاء قوم مجتابي النمار النمار جمع نمرة وَهِي شملة مخططة من مآزر
الْأَعْرَاب
وَنَهَى عَن النمور قَالَ القتيبي النمرة بردة نلبسها الْإِمَاء
وَإنَّهُ ليَأْتِيه الناموس الْأَكْبَر قَالَ أَبُو عبيد الناموس صَاحب
سر الرجل الَّذِي يطلعه عَلَى سره وباطن أمره ويخصه بِمَا يستره عَن
غَيره يُقَال نمس ينمس نمسا ونامسته منامسة إِذا ساررته فَسُمي
جِبْرِيل ناموسا لِأَن الله تَعَالَى خصّه بِالْوَحْي قَالَ أَبُو
عَمْرو الشَّيْبَانِيّ الناموس سر الْخَيْر والجاسوس صَاحب سر الشَّرّ
لعن النامصة وَهِي الَّتِي تنتف الشّعْر من الْوَجْه وَمِنْه قيل
(2/437)
للمنقاش منماص والمنتمصة الَّتِي يفعل بهَا
ذَلِك وَبَعض رُوَاة الحَدِيث يَقُول المتنمصة بِتَقْدِيم التَّاء
وَالَّذِي ضبطناه عَن أشياخنا فِي كتاب ابي عبيد المتنمصة بِتَقْدِيم
التَّاء قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام خير هَذِه الْأمة النمط
الْأَوْسَط النمط الطَّرِيقَة ف كره عَلّي الْعُلُوّ وَالتَّقْصِير
فِي الحَدِيث هَل لكم من أنماط وَهُوَ جمع نمط وَهُوَ ضرب من الْبسط
والفرش
قَوْله علمي حَفْصَة رقية النملة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ قُرُوح تخرج
بالجنب وَأما النملة بِضَم النُّون فَهِيَ النميمة
وَنَهَى عَن قتل النملة قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ النَّمْل مَا
كَانَ لَهُ قَوَائِم فَأَما الصغار فَهُوَ الدّرّ قَالَ والنمل يسكن
البراري والخرابات وَلَا يُؤْذِي النَّاس والدر يُؤْذِي
وَطلب عمر بن عبد الْعَزِيز من امْرَأَته نمية أَو نمامى يَشْتَرِي
بهَا عنبا وَلم يجد النمي الْفلس وَجمعه نمامي
قَوْله أَو نمى خيرا نمى خَفِيفَة يُقَال نميت الحَدِيث إِذا بلغته
عَلَى جِهَة الْإِصْلَاح وَطلب الْخَيْر أنميه فَإِذا بلغته عَلَى
جِهَة النميمة
(2/438)
والإفساد قلت نميته مشدد الْمِيم فَمَعْنَى
نمى خيرا أبلغ خيرا وكل شَيْء رفعته فقد نميته وَمِنْه قَول
النَّابِغَة
وانم القتود عَلَى غير أنة أجد
ونما الخضاب فِي الْيَد وَالشعر إِنَّمَا هُوَ ارْتَفع وَعلا فَهُوَ
ينمى وينمو لُغَة هَكَذَا ذكره أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَابْن
قُتَيْبَة والأزهري وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ نمى مُشَدّدَة
قَالَ وَأكْثر الْمُحدثين يَقُولُونَهَا مُخَفّفَة وَهَذَا لايجوز فِي
النمو وَرَسُول الله لم يكن يلحن وَمن خفف الْمِيم لزمَه أَن يَقُول
خير بِالرَّفْع قلت وَإِذا كَانَ مَعْنَى نمى رفع لم يكن لحنا
وَجَاء رجل إِلَى رَسُول الله فَقَالَ إِنِّي أرمي فأصمي وأنمي الإنماء
أَن يُرْمَى الصَّيْد فيغيب عَن الرَّامِي فَيَمُوت وَهُوَ لَا يرَاهُ
يُقَال أنميت الرَّمية فَنمت تنمى إِذا غَابَتْ والسهم فِيهَا ثمَّ
مَاتَت
فِي الحَدِيث لَا تمثلوا بنامية الله عز وجل قَالَ الْفراء النامية
الْخلق
بَاب النُّون مَعَ الْوَاو
مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا النوء وَاحِد الأنواء وَهُوَ ثَمَانِيَة
وَعِشْرُونَ نجما مَعْرُوفَة الْمطَالع فِي أزمنة السّنة تسْقط فِي كل
ثَلَاث عشرَة لَيْلَة نجم من
(2/439)
الْمغرب مَعَ طُلُوع الْفجْر ويطلع آخر
يُقَابله من سَاعَته وانقضاء هَذِه الثَّمَانِية وَالْعِشْرين مَعَ
انْقِضَاء السّنة وَكَانَت الْعَرَب تَقول إِذا سقط مِنْهَا نجم وطلع
آخر فَلَا بُد من مطر وَإِنَّمَا سمي نوءا لِأَنَّهُ إِذا سقط
السَّاقِط ناء الطالع وَكَانُوا ينسبون ذَلِك إِلَى فعل النَّجْم
فَأَما من يَقُول مُطِرْنَا فِي نوء كَذَا فَلَا بَأْس وَلِهَذَا قَالَ
عمر كم بَقِي من نوء الثريا أَرَادَ كم بَقِي من الْوَقْت الَّذِي جرت
الْعَادة إِذا تمّ جَاءَ الْمَطَر
فِي الحَدِيث فرض عمر للْجدّ ثمَّ أنارها زيد أَي نورها وأوضحها
فِي صفته كَانَ أنور المتجرد أَي نيرا مشرقا
وَلما نزل تَحت شَجَرَة أنورت أَي حسنت خضظرتها
قَوْله لَا تستفيئوا بِنَار الْمُشْركين يُرِيد بالنَّار الرَّأْي
يَقُول لَا تشاوروهم
فِي الحَدِيث وَمَا ناراهما اي وَمَا سمتهما
قَوْله لاتراأى ناراهما فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا لَا يحل لمُسلم أَن
يسكن بِلَاد الْمُشْركين فَيكون بِقدر مَا يرَى نَار صَاحبه
وَالثَّانِي أَن يكون المُرَاد نَار الْحَرْب لِأَن هَذِه النَّار
تَدْعُو إِلَى الله تَعَالَى وَتلك إِلَى الشَّيْطَان
قَوْله لعن الله من غير منار الأَرْض الْمنَار الْعلم وَالْحَد بَين
الْأَرْضين ومنار الْحرم الْأَعْلَام الَّتِي ضربهَا إِبْرَاهِيم عَلَى
أقطاره
فِي الحَدِيث جَاءَ رجل إِلَى عمر عَام الرَّمَادَة فَشَكا أليه
(2/440)
فَأعْطَاهُ وَقَالَ أطْعم عِيَالك ونوز
قَالَ شمر قَالَ القعْنبِي اي قلل قَالَ وَلم أسمع هَذِه الْكَلِمَة
إِلَّا لَهُ
فِي حَدِيث أم زرع أنَاس من حلي أُذُنِي يَعْنِي حلاها قرطا وشنوقا
تتحرك بهَا
وَمِنْه رَأَيْت الْعَبَّاس وضفيرتاه تنوسان عَلَى ترائبه أَي يتحركان
وَقيل لملك ذُو نواس لضفيرتين كَانَتَا تنوسان عَلَى عَاتِقيهِ
قَالَ ابْن عمر دخلت عَلَى حَفْصَة ونوساتها تنطف النوسات مَا تحرّك من
شعر أَو حلي متدليا
وَلما أَرَادَ عبد الْملك الْخُرُوج إِلَى مُصعب ناشت بِهِ امْرَأَته
أَي تعلّقت بِهِ
قَالَ عَلّي ود مُعَاوِيَة أَنه بَقِي من بني هَاشم نافح ضرمة إِلَّا
طعن فِي نيطه يُرِيد إِلَّا مَاتَ والنيط نِيَاط الْقلب وَالْقِيَاس
النوط لِأَنَّهُ من اناط ينوط غير أَن الْيَاء تعاقب الْوَاو فِي
حُرُوف كَثِيرَة
قَالَ الْحجَّاج لحافر بِئْر أخسفت أم أرشلت قَالَ نيط بَين الماءين
أَرَادَ أَنه وسط بَين الغزير والقليل وَكَأَنَّهُ مُعَلّق بَينهمَا
وَإِن رُوِيَ نبط بِالْبَاء فَإِنَّهُ يُقَال للْمَاء الْمُسْتَخْرج
نبط
فِي الحَدِيث أهدوا إِلَيْهِ نوطا من تعضوض اي جلة صَغِيرَة
(2/441)
فِيهَا تمر
فِي الحَدِيث اجْعَل لنا هَذِه الشَّجَرَة ذَات أنواط كَانَ
للْمُشْرِكين شَجَرَة ينوطون بهَا سِلَاحهمْ ويعكفون حولهَا فَسَأَلت
الصَّحَابَة مثل ذَلِك فنهاهم
فِي الحَدِيث سَار عَلَى جبل قد نوقه أَي راضه وذلله
فِي الحَدِيث كَانَ رجل ينَال من الصَّحَابَة أَي يَقع فيهم
فِي حَدِيث مُوسَى ولخضر حملوهما بِغَيْر نول أَي جعل
قَالَ الْحسن مَا نَالَ لَهُم أَن يفقهوا أَي لم يَأن
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا رَأَيْتُمْ الْخَوَارِج فأنيموهم
أَي اقْتُلُوهُمْ
فِي الحَدِيث خَيرهمْ الْمُؤمن النومة وَهُوَ الخامل الذّكر الغامض فِي
النَّاس الَّذِي لَا يعرف الشَّرّ وَأَهله وَقَالَ ابْن دُرَيْد النومة
الخامل الذّكر والنومة بتحريك الْوَاو الْكثير النّوم
رَأَى عُثْمَان صَبيا صبيحا فَقَالَ دسموا نونته كَيْلا تصيبه الْعين
وَمَعْنى دسموا سودوا والنونة النقرة الَّتِي تكون فِي ذقن الصَّبِي
قَالَ ابْن عَوْف تزوجت عَلَى نواة من ذهب فِي المُرَاد بالنواة
هَاهُنَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا دون خَمْسَة دَرَاهِم وَالثَّانِي
أَن قيمتهَا خَمْسَة دَرَاهِم ذكرهمَا ابْن قُتَيْبَة وَاخْتَارَ
الْأَزْهَرِي القَوْل الثَّانِي
(2/442)
فِي حَدِيث حَمْزَة
أَلا يَا حمز للشرف النواء
يَعْنِي السمان يُقَال نَوَت النَّاقة تنوي إِذا سمنت
فِي الحَدِيث من ربط الْخَيل نواء الْإِسْلَام أَي المعاداة
فِي الحَدِيث وَمن ينْو الدُّنْيَا تعجز أَي من يسع لَهَا يُقَال
نَوَيْت الشَّيْء إِذا جددت فِي طلبه ولي عِنْده نِيَّة ونواة أَي
حَاجَة
قَوْله إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ النِّيَّة قصد الْقلب
فِي الحَدِيث إِنَّهَا تنتوي حَيْثُ انتوى أَهلهَا أَي تنْتَقل وتتحول
بَاب النُّون مَعَ الْهَاء
قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لعُثْمَان إِنَّك ركبت بِهَذِهِ الْأمة
نهابير من الْأُمُور فتب عَنْهَا النهابير والهنابير الرمال المشرفة
وَأَرَادَ أمورا شدادا صعبة شبهها بنهابير الرمل لِأَن الْمَشْي يصعب
عَلَى من ركبهَا وَقَالَ القتيبي وَاحِدهَا نهبور وَيجمع نهابر وَمِنْه
يُقَال للمهالك نهابر
وَمِنْه الحَدِيث من أصَاب مَالا من منهاوش أذهبه الله فِي نهابر
قَالَ كَعْب فِي الْجنَّة هنابير من مسك وَقيل النهابير الأنابير
(2/443)
جمع أنبار وَهِي كُثْبَان مشرفة
فِي الحَدِيث إِن الشَّيْطَان ينهت كَمَا ينهت القرد أَي يصوت والنهيت
صَوت يخرج من الصَّدْر شَبيه بالزجير
فِي حَدِيث عمر وضربه حَتَّى أنهجه أَي وَقع عَلَيْهِ الربو
فِي حَدِيث عَائِشَة وَإِنِّي لأنهج أَي أربو وأتنفس يُقَال نهج وأنهج
فِي الحَدِيث فنهج بَين يَدي رَسُول الله حَتَّى قَضَى
فِي الحَدِيث لم يمت رَسُول الله حَتَّى ترككم عَلَى طَرِيق ناهجة أَي
وَاضِحَة بَيِّنَة وَقد نهج الْأَمر وأنهج أَي وضح
فِي حَدِيث ابْن عمر نهد النَّاس يسألونه أَي نهضوا ونهد الْقَوْم
لعدوهم إِذا صمدوا لَهُ
وَفِيه الحَدِيث كَانَ ينهد إِلَى غدْوَة حَتَّى تَزُول الشَّمْس ونهد
ثدي الْمَرْأَة إِذا ارْتَفع وَصَارَ لَهُ نتو حجم
فِي حَدِيث فَأخذ من كل قَبيلَة شَابًّا نهدا أَي قَوِيا ضخما
قَالَ الْحسن أخرجُوا نهداكم فَإِنَّهُ أعظم للبركة وَأحسن لأخلاقكم
النهد مَا تخرجه الرّفْقَة عِنْد المناهدة وَهُوَ استقسام النَّفَقَة
بِالسَّوِيَّةِ فِي السّفر وَغَيره
فِي الحَدِيث كل مَا أنهر الدَّم مَعْنَاهُ أسَال الدَّم وصبه
(2/444)
بِكَثْرَة وأنهر أفعل من النَّهر شبه
خُرُوج الدَّم من مَوضِع الذّبْح بجري المَاء فِي النَّهر
فِي الحَدِيث فَأتوا منهرا فاختبأوا
فِي حَدِيث قتل عبد الله بن سهل فَطرح فِي منهر من مناهر خَيْبَر
المنهر خرق فِي الْحصن نَافِذ يدْخل فِيهِ المَاء
فِي شعر أبي الدحداح
(وانتهز الْحق إِذا الْحق وضح ... )
أَي سارع إِلَيْهِ وَقَبله
فِي الحَدِيث وَكَانَ المَال نهز عشرَة آلَاف أَي قربهَا
قَوْله من أَتَى الْمَسْجِد لَا ينهزه إِلَيْهِ غَيره أَي لَا يحركه
إِلَّا ذَلِك
فِي حَدِيث عَطاء أَو مصدور ينهز قَيْحا أَي يقذفه
فِي صفته كَانَ منهوس الْقَدَمَيْنِ أَي معرق الْقَدَمَيْنِ أَي قَلِيل
لحمهما
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيروَى بالشين الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهَا
وَاحِد
فِي الحَدِيث فِي يَده عرق ينهسه قَالَ ثَعْلَب النهس بأطراف
الْأَسْنَان والنهش بالأضراس
(2/445)
فِي الحَدِيث إِن رجلا صَاد نهسا بالأسواق
فَأَخذه زيد مِنْهُ فَأرْسلهُ
قَالَ أَبُو عبيد النهس طَائِر والأسواق مَوضِع بِالْمَدِينَةِ
وَلعن رَسُول الله المنتهشة وَهِي الَّتِي تخمش وَجههَا عِنْد
الْمُصِيبَة فتأخذ لَحْمه بأظفارها
فِي الحَدِيث وَلَا نَاهِك فِي الْحَلب أَي مبالغ فِيهِ حَتَّى يضر
ذَلِك بهَا
فِي الحَدِيث لينهك الرجل مَا بَين أَصَابِعه أَو لتنهكنه النَّار
يَقُول ليبالغ فِي غسل ذَلِك يُقَال انتهكت عرضه
فِي الحَدِيث أنهكوا وُجُوه الْقَوْم أَي أبلغوا جهدكم فِي قِتَالهمْ
يُقَال نهكته الْحمى تنهكه إِذا بلعت مِنْهُ
وَقَالَ للخافضة أشمي وَلَا تنهكي أَي لَا تبالغي
وَكَانَ فلَان من أَنْهَك أَصْحَاب رَسُول الله أَي أشجعهم وَرجل نهك
أَي شُجَاع بَين الشجَاعَة
فِي ذكر الْحَوْض لَا يظمأ ناهله أَي لَا يعطش من رُوِيَ مِنْهُ
والناهل الريان والعطشان من الأضداد
فِي حَدِيث الدَّجَّال يرد كل منهل المنهل كل مَاء عَلَى الطَّرِيق
وَمَا كَانَ عَلَى غير الطَّرِيق لَا يُدعَى منهلا وَلَكِن يُقَال مَاء
بني فلَان
(2/446)
فِي الحَدِيث فنهمني أَي زجرني وَصَاح بِي
وَقد نهم الْإِبِل إِذا زجرها لتجد فِي سَيرهَا
فِي الحَدِيث أَتَى عَلَى نهي من المَاء النَّهْي مَوضِع يجْتَمع فِيهِ
المَاء كالغدير سمي نهيا لِأَن لَهُ حاجز ينْهَى المَاء عَن أَن يفِيض
مِنْهُ
فِي الحَدِيث صل حَتَّى تصبح ثمَّ انهه حَتَّى تطلع الشَّمْس أَي انته
يُقَال أنهَى الرجل إِذا انْتَهَى وَبَعْضهمْ يَقُول بِفَتْح نون
النَّهْي
بَاب النُّون مَعَ الْيَاء
فِي الصَّدَقَة الناب وَهِي النَّاقة الهرمة الَّتِي طَال نابها
وَذَلِكَ من أَمَارَات هرمها
فِي حَدِيث لَا نيح الله عِظَامه قَالَ القتيبي لَا صلبها وَلَا شددها
وَمِنْه يُقَال عظم نيح أَي صلب وناح الْعظم ينيح نيحا
وَعَن عمر أَنه كره النير وَهُوَ الْعلم يُقَال نرت الثَّوْب وأنرته
جعلت لَهُ علما
قَالَ الْبَراء كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْم بدر نيفا عَلَى السِّتين
قَالَ ابْن قُتَيْبَة نَيف مَأْخُوذ من أناف عَلَى الشَّيْء إِذا ظلّ
عَلَيْهِ وأوفى كَأَنَّهُ لما زَاد عَلَى ذَلِك الْعدَد أشرف عَلَيْهِ
(2/447)
|