غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الْمِيم
بَاب الْمِيم مَعَ الْألف
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة هَاجر أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء يُرِيد
الْعَرَب لأَنهم كَانُوا يتبعُون قطر السَّمَاء فينزلون حَيْثُ كَانَ
فِي الحَدِيث مَا لم يضمروا الإماق قَالَ القتيبي أَصله الإمآق ثمَّ
تخفف الْهمزَة وَهُوَ من المأقة وَهِي الأنفة والحدة والجرأة وَأُرِيد
بهَا هَا هُنَا النكث الْغدر لِأَنَّهُ يكون من الأنفة وَالْحمية قَالَ
الْأَزْهَرِي ترك همز الإمآق مثل الرباق لِأَنَّهُ قَالَ وَلم
يَأْكُلُوا الرباق
فِي الحَدِيث كَانَ يمسح المأقين المأق طرف الْعين الَّذِي يَلِي
الْأنف وَفِيه لُغَات موق وماق وَجمعه آماق ومآقي وماق مثل قَاض ومواق
مثل قواض
(2/339)
فِي الحَدِيث كَانَ يكتحل من قبل موقه مرّة
وَمن قبل ماقه مرّة أُخْرَى والموق مُؤخر الْعين والماق مقدم الْعين
وَيُقَال للخف موق وَفِي الحَدِيث مسح عَلَى موقه
قَوْله مئنة من فقه الرجل أَي عَلامَة
بَاب الْمِيم مَعَ التَّاء
قَالَ ابْن عَبَّاس لَا تقصرُوا الصَّلَاة إِلَّا فِي يَوْم متاح أَي
فِي يَوْم يَمْتَد سيره من أول النَّهَار إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ يَوْم
أجرد ومتح النَّهَار ومتع إِذا طَال ومتحت الرِّجَال أعناقها أَي مدت
ومتح الدَّلْو من الْبِئْر مد الرشاء بهَا
فِي الحَدِيث أُتِي بسكران فَأمر بالمتيخة فَضرب بهَا قَالَ
الْأَزْهَرِي قَالَ أَبُو زيد يُقَال للعصي المتيخة سَاكِنة التَّاء
قبل الْيَاء وَهِي
(2/340)
المتيخة أَيْضا الْيَاء قبل التَّاء
وَالْمِيم مَكْسُورَة والمتيخة التَّاء مُشَدّدَة قبل الْيَاء
وَالْمِيم مَكْسُورَة وَكلهَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قَالَ
الْأَزْهَرِي وَهَذِه كلهَا أَسمَاء لجرائد النّخل وأصل العرجون
فِي حَدِيث الدَّجَّال يسخر مَعَه جبل ماتع أَي طَوِيل
فِي الحَدِيث حرم شجر الْمَدِينَة وَرخّص فِي مَتَاع الناضح أَرَادَ
أَدَاة الناضح الَّتِي تُؤْخَذ من الشّجر
فِي كَلَام عَمْرو بن الْعَاصِ يَا بني المتكاء وَهِي الَّتِي لَا تحبس
بولها وَقيل هِيَ الَّتِي لم تخْفض
بَاب الْمِيم مَعَ الثَّاء
قَوْله لَا يدْخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ تماثيل التماثيل جمع
تِمْثَال وَهُوَ اسْم للشَّيْء الْمَصْنُوع مشبها بصور الْحَيَوَانَات
فِي الحَدِيث من سره أَن يمثل لَهُ النَّاس قيَاما أَي يقومُونَ لَهُ
يُقَال مثل يمثل مثولا إِذا انتصب قَائِما
(2/341)
لطم رجل رجلا فَقَالَ امتثل أَي افْعَل مثل
مَا فعلت
فِي الحَدِيث وَفِي الْبَيْت مِثَال رث أَي فرَاش خلق
فِي الحَدِيث فَاشْتَرَى عَلّي مثالين وهما مَا يفترش من مفارش الصُّوف
الملونة
وَنَهَى عَن الْمثلَة وَهُوَ الْفِعْل الشنيع وفيهَا لُغَتَانِ بِضَم
الْمِيم وَإِسْكَان الثَّاء وبفتح الْمِيم وَضم الثَّاء يُقَال مثل
بِهِ يمثل مثلا وَكَأن الْمثل مَأْخُوذ من الْمثل لِأَنَّهُ إِذا شبع
فِي عُقُوبَته جعله مثلا
فِي الحَدِيث من مثل بالشعر أَي حلقه فِي الْحُدُود
قَالَ عمار إِنِّي ممثون أَي أشتكي مثانتي
بَاب الْمِيم مَعَ الْجِيم
فِي الحَدِيث علم مجَّانا قَالَ اللَّيْث المجان عَطِيَّة الشَّيْء
بِلَا منَّة وَلَا تمن مج فِي بِئْر مَاء أَي صبه فِيهِ وَلَا يكون مجا
حَتَّى يباعد بِهِ
وَكَانَ يَأْكُل القثاء بالمجاج أَي بالعسل لِأَن النَّحْل يمجه
قَوْلهم الْأذن مجاجة أَي لَا تعي كل مَا تسمع
(2/342)
فِي الحَدِيث لَا تبع الْعِنَب حَتَّى تظهر
مججه والمج بُلُوغ الْعِنَب
وَكَانَ سعد بن عبَادَة يَقُول اللَّهُمَّ هَب لي مجدا أَي شرفا ومروءة
وَتقول الْعَرَب من كل الشّجر نَار واستمجد المرخ وَالْعَقار أَي
استكثر مِنْهَا ومجد هِيَ بَيت تيم بن عَامر بن لؤَي وَهِي أم كلاب
وَكَعب وَبهَا افتخر لبيد فَقَالَ
(سَقَى قومِي بني مجد ... وأسقى نميرا والقبائل من هِلَال)
وَنَهَى عَن المجر قَالَ أَبُو عبيد المجر مَا فِي بطن النَّاقة فَلَا
يَصح بَيْعه وَلَا البيع بِهِ وَقيل هُوَ حَبل الحبلة
فِي حَدِيث آزر فمسخه الله ضبعانا أمجر وَيروَى أمدر الأمجر الْعَظِيم
الْبَطن المهزول الْجِسْم
فِي الحَدِيث وَعند أبي ذَر جَارِيَة سَوْدَاء لَيْسَ عَلَيْهَا أثر
المجاسد
(2/343)
المجاسد من الجساد والجساد الزَّعْفَرَان
وَالْمرَاد أَنَّهَا جلف لَا زِينَة عَلَيْهَا
قَوْله فَأَبَوَاهُ يُمَجِّسَانِهِ أَي يعلمَانِهِ الْمَجُوسِيَّة
قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَجُوس مُعرب وَأَصله منج قَوس وَكَانَ رجلا
صَغِير الْأُذُنَيْنِ وَهُوَ أول من دَان بدين الْمَجُوس ودعاهم إِلَى
الْمَجُوسِيَّة فعربته الْعَرَب فَقَالَت مجوس
فِي الحَدِيث دخلت عَلَى رجل وَهُوَ يتمجع لَبَنًا بِتَمْر التمجع أكل
التَّمْر بِاللَّبنِ وَهُوَ أَن يحسو حسوة من اللَّبن ويلقم عَلَى
أَثَرهَا تَمْرَة
فِي الحَدِيث إيَّايَ وَكَلَام المجعة واحدهم مجع وَهُوَ الْجَاهِل
وَأَقُول مجعة يتَكَلَّم بالفحش
فِي الحَدِيث نقر جِبْرِيل رَأس رجل من الْمُسْتَهْزِئِينَ فتمجل أَي
امْتَلَأَ قبحا وَشَكتْ فَاطِمَة مجل يَديهَا قَالَ الْأَصْمَعِي
الْيَد تمجل ومجلت تمجل إِذا خرج فِيهَا مَا يشبه البثر من الْعَمَل
بالفأس وَمَا يُشبههُ والمجل مَفْتُوح الْجِيم من مجلت والمجل
بِالسُّكُونِ من مجلت
(2/344)
فِي الحَدِيث قَالَ رجل معي مجلة لُقْمَان
الْمجلة فَكَأَنَّهُ قَالَ معي كتاب فِيهِ حكمته
بَاب الْمِيم مَعَ الْحَاء
فِي الحَدِيث ومح لَونه يُقَال مح الْكتاب وأمح أَي درس وَيخرج قوم من
النَّار وَقد امتحشوا قَالَ اللَّيْث المحش احتراق الْجلد وَظُهُور
الْعظم
ذكر عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فتْنَة فَقَالَ يمحص النَّاس فِيهَا أَي
يختبرون
فِي الحَدِيث كَانَت كذبات الْخَلِيل يماحل بهَا عَن الْإِسْلَام أَي
يماكر والمماحلة المماكرة
فِي الحَدِيث الْقُرْآن ماحل مُصدق أَي ساع وَقيل خصم مجادل
فِي الحَدِيث عَهدهم لَا ينقص عَن سنة ماحل أَي لَا ينْتَقض من أجل سعي
ماحل وَهُوَ السَّاعِي بالنمائم وَرَوَاهُ بَعضهم عَن شية ماحل أَي من
أجل وشاية واش
(2/345)
فِي الحَدِيث حرمت شجر الْمَدِينَة إِلَّا
مسد محَالة المحالة البكرة وَالْمعْنَى إِلَّا لِيف يمسد أَي يفتل
فيسقى بِهِ المَاء
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن من وَرَائِكُمْ أمورا متماحلة أَي
فتنا طَوِيلَة الْمدَّة والمتماحل من الرِّجَال الطَّوِيل
فِي الحَدِيث فَذَلِك الشَّهِيد الممتحن قَالَ شمر هُوَ الْمُصَفَّى
الْمُهَذّب
وَفِي أَسمَاء رَسُول الله الماحي وَهُوَ الَّذِي يمحو الْكفْر
بَاب الْمِيم مَعَ الْخَاء
كَانَ إِذا رَأَى مخبلة وَهِي السحابة الَّتِي يغلب عَلَى الظَّن
أَنَّهَا ماطرة
فِي الحَدِيث واستمخروا الرّيح وَفِي لفظ إِذا بَال أحدكُم فليتمخر
الرّيح قَالَ النَّضر بن شُمَيْل وَالْمعْنَى اجعلوا ظهوركم إِلَى
الرّيح عِنْد الْبَوْل وَقد يكون استقبالها تمخرا لكنه هَا هُنَا
استدبار وَالْمرَاد أَن لَا ترد عَلَيْهِ الْبَوْل
قَالَ عمر دع الماخض وَهِي الَّتِي أَخذهَا الْمَخَاض لتَضَع
(2/346)
فِي الحَدِيث بنت مَخَاض وَهِي الَّتِي
أَتَى عَلَيْهَا حول وَدخلت فِي الثَّانِي وحملت أمهَا فَصَارَت من
الْمَخَاض
قَوْله أَدّوا الْخياط والمخيط الْمخيط الإبرة
وَلما ولي زِيَاد الْبَصْرَة قَالَ مَا هَذِه المواخير قَالَ اللَّيْث
الماخور مجْلِس الرِّيبَة ومجتمعه
بَاب الْمِيم مَعَ الدَّال
سُبْحَانَ الله مداد كَلِمَاته أَي مثلهَا فِي عَددهَا
وَكَانَ عمر إِذا أَتَت مَجْلِسه أَمْدَاد أهل الْيمن الْإِمْدَاد قوم
يحيون بعد قوم
(2/347)
فِي ذكر الْحَوْض ينبعث مِنْهُ ميزانان
مِدَادهمَا من الْجنَّة أَي مَا يمدهما
قَالَ عُثْمَان لرجل بَلغنِي أَنَّك تزوجت امْرَأَة مديدة أَي طَوِيلَة
فِي حَدِيث آزر فيمسخ ضبعانا أمدد فِي الأمدد ثَلَاثَة أَقْوَال
حَكَاهَا أَبُو عبيد أَحدهَا أَنه المنتفخ الجنبين الْعَظِيم الْبَطن
وَالثَّانِي أَنه تترب جنباه من الْمدر وَالثَّالِث أَنه الْكثير
الرجيع فَلَا يقدر عَلَى حَبسه
فِي حَدِيث أبي ذَر الْعمرَة من مدركم أَي من بلدكم ومدرة الرجل بَلَده
فِي الحَدِيث ومدر الْحَوْض أَي طينه
وَكتب ليهود دتيماء أَن لَهُم الذِّمَّة النَّهَار مدى وَاللَّيْل سدى
المدى الْغَايَة وَالْمعْنَى مَا دَامَ اللَّيْل وَالنَّهَار سدى أَي
مَا ترك عَلَى حَاله
فِي حَدِيث عَلّي أَنه أَجْرَى للنَّاس المديين والقسطين الْمديَان
مكيالان يأخذان جريبين والقسطان من زَيْت كَانَ يرزقهما النَّاس
وَمِنْه الحَدِيث الْبر بِالْبرِّ مدى بمدي أَي مكيال بِمِكْيَال قَالَ
الْخطابِيّ المدي مكيال لأهل الشَّام يُقَال أَنه يسع خَمْسَة عشر
مكوكا والمكوك صَاع وَنصف
(2/348)
فدعي رَسُول الله لأهل الْمَدِينَة قَالَ
اللَّيْث الْمَدِينَة اسْم مَدِينَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
خَاصَّة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا مدنِي وكل أَرض يُبْنَى بهَا حصن
فَهِيَ مَدِينَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا مديني
بَاب الْمِيم مَعَ الذَّال
قَالَ عبد الله بن عَمْرو لَو شِئْت لمشيت ثمَّ لم أمذح حَتَّى أَطَأ
الْمَكَان الَّذِي تخرج مِنْهُ الدَّابَّة المذح أَن تصطك الفخذان من
الْمَاشِي يُقَال مذح يمذح مذحا وَأَرَادَ قرب الْموضع
قَوْله المذاء من النِّفَاق وَيروَى المذال والمذاء أَن يدْخل الرجل
الرِّجَال عَلَى أَهله ويخليهم فَيَقَع الْمَذْي والمذال أَن تمذل بسره
أَي يقلق بِهِ ذكره أَبُو عبيد
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كنت رجلا مذاء أَي كثير الْمَذْي
والمذي هُوَ من الَّذِي يخرج عِنْد اللَّمْس أَو الْفِكر وَالنَّظَر
والودي هُوَ المَاء الَّذِي يخرج رَقِيقا أَبيض بعد الْبَوْل وَحَكَى
الْأَزْهَرِي أَن الْأمَوِي قَالَ هُوَ الْمَنِيّ والمذي والودي مشددات
قَالَ وَغَيره يُخَفف وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْمَنِيّ وَحده مشدد
والآخران مخففان
فِي الحَدِيث بَارك لَهُم فِي مذقها المذق مَا مزج يُقَال مذقت اللَّبن
فَهُوَ مذيق
(2/349)
وَذبح الْخَوَارِج ابْن خباب فَمَا امذقر
دَمه أَي مَا امتزج بِالْمَاءِ وَرُوِيَ ابذقر وَهِي لُغَة وَالْمعْنَى
مَا تفرق
فِي حَدِيث رَافع بن خديج كُنَّا نكرِي بِمَا عَلَى الماذيانات أَي
عَلَى الْأَنْهَار الْكِبَار والعجم يسمونها الماذيات والسواقي دون
الماذيانات
بَاب الْمِيم مَعَ الرَّاء
كَانَ مَسْجِد رَسُول الله مربدا المربد مَا تحبس فِيهِ الْإِبِل
وَالْغنم وَقد سبق فِي بَاب الرَّاء مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث أَحْسنُوا ملأكم أَيهَا المرؤون وَهُوَ جمع الْمَرْء
فِي حَدِيث لَا يتمرأى أحدكُم بالدنيا أَي لَا ينظر إِلَيْهَا وَأَصله
من الْمرْآة
وَجَاء صلى الله عليه وسلم إِلَى السِّقَايَة فَقَالَ اسقوني فَقَالَ
الْعَبَّاس إِنَّهُم قد مرثوه بِأَيْدِيهِم أَي وسخوه
قَالَ ابْن الزبير خَاصَمت الْخَوَارِج بِالسنةِ فكأنهم صبيان يمرثون
سخبهم قَالَ ابْن قُتَيْبَة السخب جمع سخاب وَهُوَ الخرز ويمرثون يعضون
قَوْله قد مرجت عهودهم أَي فَسدتْ
(2/350)
وَمِنْه كَيفَ أَنْتُم إِذا مرج الدَّين
قَوْله {وَخلق الجان من مارج} قَالَ ابْن عَبَّاس المارج لِسَان
النَّار الَّذِي يكون فِي طرفها إِذا التهم وَقَالَ الزّجاج هُوَ اللهب
الْمُخْتَلط بسواد النَّار
رَوَى الْأَزْهَرِي من حَدِيث عَائِشَة أَن عمر دخل عَلَى رَسُول الله
فقطب وتشزن لَهُ فَلَمَّا انْصَرف عَاد رَسُول الله إِلَى انبساطه
فَقَالَت عَائِشَة كنت منبسطا فَلَمَّا جَاءَ عمر انقبضت فَقَالَ إِن
عمر لَيْسَ مِمَّن يمزخ مَعَه كَذَا رَوَاهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة
وَقَالَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي المزخ المزاح
وَقَالَ غَيره إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من مرخت الرجل إِذا دهنته
قَوْله لَا تحل الصَّدَقَة لذِي مرّة أَي قُوَّة
وَوصف ابْن الزبير مَا أَصَابَهُ عِنْد قتل عُثْمَان قَالَ فَلَمَّا
قتل استمرت مريرتي أَي مرنت عَلَى الْبلَاء
قَوْله مَاذَا فِي الْأَمريْنِ الصَّبْر والثفاء إِنَّمَا المر
الصَّبْر وَحده وَلَكِن جَاءَ عَلَى لفظ التَّثْنِيَة وَله نَظَائِر
كَثِيرَة فَإِذا قلت لقِيت مِنْهُ الْأَمريْنِ قلته بِلَفْظ الْجمع
وَهِي الدَّوَاهِي
(2/351)
قَالَ ابْن مَسْعُود هما المريان
الْإِمْسَاك فِي الْحَيَاة والتبذير عِنْد الْمَمَات قَالَ أَبُو عبيد
الخصلتان الْوَاحِدَة الْمرة ونسبهما إِلَى المرارة لما فِيهَا من
مرَارَة الْإِثْم
فِي الحَدِيث يَا دنيا مري عَلَى أوليائي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي
يُقَال مر الطَّعَام يمر أَي كوني مرّة
فِي الحَدِيث كَانَت هُنَاكَ مرمرة وَهِي وَاحِدَة المرمر وَهُوَ نوع
من الرخام الصلب
وَكره رَسُول الله من الشَّاء المرار قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَرَادَ
بِالْحَدِيثِ أَن يَقُول الْأَمر وَهُوَ المصارين فَقَالَ المرار
وَقَالَ اللَّيْث المرارة لكل ذِي روح إِلَّا الْبَعِير فَإِنَّهُ لَا
مرَارَة لَهُ وَالْجمع مرار
فِي الحَدِيث إِن رجلا أَصَابَهُ فِي سير المرار وَهُوَ الْحَبل
فِي الحَدِيث سَمِعت الْمَلَائِكَة مثل مرار السلسلة عَلَى الصَّفَا
مرار السلسلة تلوي حلقها إِذا جرت عَلَى الصَّفَا
وَأَرَادَ عمر أَن يُصَلِّي عَلَى بعض الْمُنَافِقين فمرزه حُذَيْفَة
أَي قرصه بأطراف أَصَابِعه
فِي الحَدِيث إِن من اقتراب السَّاعَة أَن يتمرس الرجل بِدِينِهِ أَي
يتلعب بِدِينِهِ وبعبث فِيهِ
(2/352)
قَالَ أَبُو مُوسَى إِذا حك أحدكُم فرجه
فِي الصَّلَاة فليمرشه من وَرَاء الثِّيَاب قَالَ الْحَرْبِيّ المرش
بأطراف الأظافر
فِي الحَدِيث فعدلت بِهِ نَاقَته إِلَى شجرات فمرشن ظَهره أَي خدشن
كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ المروط جمع مرط وَهِي أكسية من صوف
كَانُوا يَأْتَزِرُونَ بهَا وَرُبمَا كَانَت من خَز أَو غَيره
فِي الحَدِيث فامرط قذذ السهْم أَي سقط ريشه
فِي الحَدِيث زكيتها بمروة قَالَ النَّضر هُوَ حجر أَبيض رَقِيق
وَلما حج رَسُول الله أَتَى الْمَرْوَة وَهِي جبل مَعْرُوف والمروة
الْحِجَارَة اللينة
قَالَ عمر لأبي مَحْذُورَة أما خشيت أَن ينشق مريطاؤك وَهَذِه كلمة لَا
يتَكَلَّم بهَا إِلَّا مصغرة وَهِي مَا بَين السُّرَّة والعانة ومدها
الْمَشْهُور وَقَالَ الْأَحْمَر هِيَ مَقْصُورَة وَقَالَ أَبُو عَمْرو
تمد وتقصر
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مريعا المريع والمخصب
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن السلوى فَقَالَ هُوَ المرعة المرعة طَائِر
أَبيض حسن اللَّوْن طيب الطّعْم فِي حد السماني
(2/353)
فِي الحَدِيث اطلى حَتَّى بلغ المراق
وَهُوَ مَا سفل من الْبَطن وَالْقَاف مُشَدّدَة
قَوْله تمرقون من الدَّين مروق السهْم أَي تنفذون
فِي الحَدِيث وَرَأسه متمرق الشّعْر وَهُوَ مثل المتمرط وَهُوَ الَّذِي
انتثر شعره وَمثله قَول عَائِشَة فتمرق شعري
فِي الحَدِيث لعن المرهاء قَالَ ابْن قُتَيْبَة يَعْنِي الَّتِي لَا
تكتحل
قَوْله مراء فِي الْقُرْآن كفر قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ وَجه الحَدِيث
عِنْده الِاخْتِلَاف فِي التَّأْوِيل بل فِي الْأَلْفَاظ أَن يَقُول
الرجل عَلَى حرف فَيَقُول الآخر لَيْسَ هَكَذَا وَلكنه عَلَى خِلَافه
وَقد أنزلهما الله تَعَالَى جَمِيعًا بِدَلِيل قَوْله (نزل الْقُرْآن
عَلَى سَبْعَة أحرف) فَإِذا جحد أَحدهمَا
(2/354)
مَا يُثبتهُ الآخر وَكِلَاهُمَا منزل
فَذَلِك يخرج إِلَى الْكفْر وَيكون المراء من الامتراء وَهُوَ الشَّك
فِي الحَدِيث إمر الدَّم بِمَا شِئْت أَي استخرجه من مرى يمري إِذا مسح
الضَّرع ليدر كَذَلِك ذكره أَبُو عبيد بِإِسْكَان الْمِيم وَقَالَ
غَيره بِكَسْر الْمِيم أَي أسل قَالَ الْخطابِيّ وَهُوَ غلط
فِي الحَدِيث لقِيه جِبْرِيل عِنْد أَحْجَار المراء قَالَ مُجَاهِد
هِيَ قبَاء
فِي حَدِيث الْأَحْنَف أَنه سَاق مَعَه نَاقَة مريا يَعْنِي الَّتِي
تدر عَلَى الْمسْح
وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاء يَأْكُل المري الَّذِي يَجْعَل فِيهِ الْخبز
وَيَقُول ذبحته الشَّمْس وَالْملح وَفِي لفظ عَنهُ أَنه كَانَ يَأْكُل
المري الَّذِي فِيهِ النينان وَيَقُول إِن الشَّمْس وَالْملح قد
ذبحتهما
فِي الحَدِيث لَو وجد مرماتين تقال بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا قَالَ
أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام المرماة مَا بَين ظلفي الشَّاة وَقَالَ
غَيره هُوَ سهم يُرْمَى بِهِ وَالْمرَاد أَنه يُؤثر الدُّنْيَا عَلَى
ثَوَاب الْآخِرَة
بَاب الْمِيم مَعَ الزَّاي
قَالَ أَبُو الْعَالِيَة اشرب النَّبِيذ وَلَا تمززه أَي اشربه كَمَا
يشرب المَاء
(2/355)
وَلَا تشربه شربة بعد أُخْرَى وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي كَأَنَّهُ كره المعاقرة عَلَيْهِ
فِي الحَدِيث فترضعها جارتها المزة والمزتين يَعْنِي المصة والمصتين
يُقَال تمززت الشَّيْء إِذا تمصصته وَحرم المزر وَهُوَ شراب مَعْرُوف
فِي الحَدِيث إِذا كَانَ المَال ذَا مز أَي ذَا فضل وَكَثْرَة وَشَيْء
مزيز وَقد مز مزازة
فِي الحَدِيث وَمَا عَلَيْهِ مزعة لحم أَي قِطْعَة
فِي الحَدِيث فَإِذا أَنفه كَأَنَّهُ يتمزع أَي يتقطع ويتشقق غَضبا
قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ يتمزع بِشَيْء وَلَكِن أرَاهُ يتمرع كَأَنَّهُ
يرعد من شدَّة الْغَضَب وَقَالَ الْأَزْهَرِي إِن صَحَّ يتمزع
فَمَعْنَاه من مزعت الشَّيْء إِذا قسمته
فِي الحَدِيث إِن طائرا مزق عَلَى ابْن عمر أَي ذرق
فِي الحَدِيث بَين مزادتين المزادة الَّتِي تسميها الْعَوام الراوية
(2/356)
فِي الحَدِيث لَا تهْلك الْأمة حَتَّى يكون
التمايز وَالْمعْنَى أَنه يتَمَيَّز بَعضهم من بعض وَيَكُونُونَ أضرابا
بَاب الْمِيم مَعَ السِّين
كَانَ يتَعَوَّذ من الْمَسِيح الدَّجَّال قَالَ الْحَرْبِيّ سمي مسيحا
لِأَن إِحْدَى عَيْنَيْهِ ممسوحة عَن أَن يبصر بهَا فَأَما عِيسَى
فَفِي تَسْمِيَته بالمسيح ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه كَانَ يمسح
الأَرْض بالسباحة وَالثَّانِي أَنه خرج ممسوحا بالدهن وَالثَّالِث أَنه
كَانَ إِذا مسح ذَا عاهة بَرِيء
فِي الحَدِيث كَانَ مسيح الْقَدَمَيْنِ أَي أَنَّهُمَا ملساوان لَيْسَ
فيهمَا شقَاق وَلَا وسخ وَلَا تكسر فَإِذا أصابهما المَاء نبا
عَنْهُمَا
قَوْله تَمسحُوا بِالْأَرْضِ قَالَ أَبُو عبيد صلوا عَلَيْهَا من غير
حَائِل وَقَالَ غَيره تيمموا بهَا
فِي الحَدِيث تمسح وَصَلى أَي تَوَضَّأ
فِي الحَدِيث يطلع عَلَيْكُم رجل عَلَيْهِ مسحة ملك
(2/357)
كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى جماله قَالَ شمر
الْعَرَب تَقول عَلَيْهِ مسحة جمال وَلَا تَقول ذَلِك إِلَّا فِي
الْمَدْح
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة إِن جَاءَت بِهِ مَمْسُوح الإليتين قَالَ شمر
هُوَ الَّذِي لزقت إليتاه بالعظم يُقَال رجل أَمسَح وَامْرَأَة مسحاء
وَهِي الرسحاء
فِي الحَدِيث أهديت لرَسُول الله مستقة وَهِي وَاحِدَة المساتق وَهِي
فراء طوال الأكمام وفيهَا لُغَتَانِ ضم التَّاء وَفتحهَا وَأَصلهَا
بِالْفَارِسِيَّةِ مشتة فعريت
قَوْله إِلَّا مسد محَالة الْمسند الليف
فِي الحَدِيث ضربت امْرَأَة أُخْرَى بمسطح وَهُوَ عود من عيدَان الخباء
والفسطاط وَنَحْوه
فِي حَدِيث أم زرع الْمس مس أرنب تصفه بلين الْجَانِب وَحسن الْخلق
قَوْله خذي فرْصَة ممسكة وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا أَنه من الْمسك
وَالْمعْنَى تطيبي بهَا وَالثَّانِي أَنه من الْإِمْسَاك بِالْيَدِ
يُقَال أَمْسَكت ومسكت وَالْمرَاد أَن تمسكها بِيَدِهَا فتستعملها
فِي الحَدِيث لَا يمسكن النَّاس عَلّي بِشَيْء يَعْنِي مَا خص بِهِ
(2/358)
دونهم من عدد النِّسَاء والموهوبة وَغير
ذَلِك فَلَا تَطْلُبُوا الترقي إِلَى حَالي
فِي كَلَام عُثْمَان أبلغت الراتع مسقاته المسقاة مَوضِع الشّرْب وَهِي
مَفْتُوحَة الْمِيم والعامة تكسرها
وَنَهَى عَن بيع المسكان وَهُوَ العربون
فِي صفته بادن متماسك أَي معتدل الْخلق يمسك بعض أَعْضَائِهِ بَعْضًا
فِي الحَدِيث استداروا حولنا حَتَّى كَانَا فِي مثل المسكة وَهِي
السوار
وَفِي الحَدِيث بَنو فلَان مسك أَخْمَاس الْمسك جمع مسكة وَهُوَ الرجل
الَّذِي لَا يعلق بِشَيْء فيتخلص مِنْهُ وَلَا ينازله منَازِل فيفلت
فِي الحَدِيث الْخَلَائق يَوْم الْجُمُعَة مسيخة أَي مصغية لِأَن
الْقِيَامَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة
بَاب الْمِيم مَعَ الشين
فِي صفة الْمَوْلُود ثمَّ يكون مشيجا أَرْبَعِينَ لَيْلَة أَي مختلطا
من قَوْله تعالي {أمشاج}
(2/359)
فِي الحَدِيث إِذا أكلت اللَّحْم وجدت فِي
نَفْس تمشيرا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي التمشير نشاط النَّفس للجماع
وتمشر الشّجر أَصَابَهُ مطر فَخرج ورقه
وَمِنْه فِي صفة مَكَّة وأمشر سلمهَا أَي اكتسى بالورق
فِي الحَدِيث فَأَكَلُوا الْخبط وَهُوَ يَوْمئِذٍ ذُو مشرة الْخبط ورق
الْعضَاة والمشرة شبه الخوصة تخرج فِيهِ وَالْمرَاد أَنه قد خرج ورقه
فِي صفته جليل المشاش وَهِي رُؤُوس الْعِظَام مثل الرُّكْبَتَيْنِ
والمرفقين والمنكبين
فِي الحَدِيث طب فِي مشط ومشاطة المشاطة الشّعْر الَّذِي يسْقط عِنْد
الامتشاط
وَنَهَى أَن يتمشع بروث أَو عظم أَي يتمسح فِي الِاسْتِنْجَاء قَالَ
ابْن الْأَعرَابِي تمشع الرجل وامتشع إِذا أَزَال عَنهُ الْأَذَى
فِي الحَدِيث ثَوْبَان مصبوغان بمشق وَهُوَ الْمغرَة وَهُوَ صبغ
أَحْمَر قَالَ اللَّيْث الْمشق طين أَحْمَر يصْبغ بِهِ الثَّوْب يُقَال
ثوب ممشق وَمثله كَانَ عَلَى أبي هُرَيْرَة ثَوْبَان ممشقان
(2/360)
فِي الحَدِيث فَقَامَ إِلَيْهِ بمشقص
المشقص سهم عريض النصل وَجمعه مشاقص
فِي الحَدِيث أثريت وأمشيت أَي كثرت ماشيتك وَأمرهمْ أَن يمسحوا عَلَى
المشاوذ وَهِي العمائم
قَوْله خير مَا تداويتم بِهِ الْمَشْي وَهُوَ المسهل من الدَّوَاء
يُقَال شربت مَشوا ومشيا
بَاب الْمِيم مَعَ الصَّاد
فِي الحَدِيث لَو ضربك بأمصوخ لقتلك الأمصوخ خوص الثمام أَي لَو ضربك
بخوصة
فِي حَدِيث عِيسَى وَينزل بَين مُمَصَّرَتَيْنِ الممصرة من الثِّيَاب
الَّتِي فِيهَا صفرَة خَفِيفَة
فِي حَدِيث زِيَاد أَن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ لَا يقطع بهَا
ذَنْب غنز مُصَور لَو بلغت إِمَامه سفك دَمه المصور من الْمعز خَاصَّة
هِيَ الَّتِي انْقَطع لَبنهَا
فِي الحَدِيث الْقَتْل فِي سَبِيل الله ممصمصة أَي إِن الشَّهَادَة
(2/361)
تطهر الشَّهِيد من ذنُوبه وَأَصله من الموص
وَهُوَ الْعَسَل
أَي غاسله من الذُّنُوب وَأَصله من الموص وَهُوَ الْغسْل
قَالَ بعض التَّابِعين أمرنَا أَن نمصمص من اللَّبن وَلَا نمضمض
المصمصة بِطرف اللِّسَان والمضمضة بالفم كُله
قَالَ مُجَاهِد الْبَرْق مصع ملك المصع الضَّرْب والتحريك وَالْمعْنَى
أَنه يضْرب السَّحَاب فَيظْهر الْبَرْق
وَمِنْه فِي حَدِيث الذَّبِيحَة إِذا مصغت بذنبها أَي حركته
فِي الحَدِيث والفتنة مصغتهم أَي عركتهم ونالت مِنْهُم
بَاب الْمِيم مَعَ الضَّاد
فِي الحَدِيث وَلَهُم كلب يتمضض بعراقيب النَّاس أَي ينَال مِنْهَا
قَالَ الْحسن يُخَاطب الدُّنْيَا كل عيدانك قد مضضنا كَذَلِك ذكره
الْأَزْهَرِي وَهُوَ مصصنا
قَالَ عمر إِنَّا لَا نتغافل المضغ بَيْننَا المضغ مَا لَيْسَ فِيهِ
أرش مَعْلُوم من الْجراح والشجاج شبهت بمضغة الْخلق قبل نفخ الرّوح
فِيهَا والمضغة لحْمَة صَغِيرَة وَسميت بذلك لِأَنَّهَا بِقدر مَا يمضع
(2/362)
وَمِنْه قَوْله إِن فِي الْبدن مُضْغَة
يَعْنِي الْقلب والمضغة بِقدر مَا يمضغ
بَاب الْمِيم مَعَ الطَّاء
خير نِسَائِكُم المطرة وَهِي الَّتِي تتنظف بِالْمَاءِ
وَإِذا مشت أمتِي الْمُطَيْطَاء قَالَ الْأَصْمَعِي الْمُطَيْطَاء
التَّبَخْتُر وَمد الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْي وَهِي مشْيَة فِيهَا تبختر
وَمد يدين وَمر أَبُو بكر ببلال وَقد مطي فِي الشَّمْس أَي مد
بَاب الْمِيم مَعَ الظَّاء
قَالَ أَبُو بكر لِابْنِهِ لَا تماظ جَارك المماظة شدَّة الْمُنَازعَة
مَعَ طول اللُّزُوم
فِي الحَدِيث جعل الله رمان بني إِسْرَائِيل المظ المظ رمان يرَى وَلَا
ينْتَفع بِهِ
بَاب الْمِيم مَعَ الْعين
فِي الحَدِيث فمعج الْبَحْر معجة أَي ماج واضطرب
(2/363)
فِي الحَدِيث فَمَا زَالَ وَجهه يتمعر أَي
يتَغَيَّر وأصل التمعر قلَّة النضارة وَعدم إشراق اللَّوْن يُقَال
مَكَان أمعر إِذا كَانَ مجدبا
قَالَ عمر اخْشَوْشِنُوا وَتَمَعْدَدُوا فِيهِ قَولَانِ ذكرهمَا
الْأَزْهَرِي عَن أبي عبيد أَحدهمَا أَنه من الغلظ يُقَال للغلام إِذا
شب وَغلظ قد تمعدد قَالَ الراجز
ربيته حَتَّى إِذا تمعددا
وَالثَّانِي تشبهوا بعش معد وَكَانُوا أهل قشف وَغلظ فِي المعاش
وَقَالَ عمر تمعززوا أَي كونُوا أشداء صبرا من الْمعز وَهُوَ الشدَّة
وَإِن ذهبت بِهِ إِلَى الْعِزّ وَالْمِيم زَائِدَة كَقَوْلِه تمسكن
فِي الحَدِيث مَا أمعر حَاج قطّ أَي مَا افْتقر وَأَصله من معر
الرَّأْس وَهُوَ قلَّة الشّعْر
وَدخل عَلَى أَسمَاء وَهِي تمعس منيئة لَهَا قَالَ ابْن قُتَيْبَة تمعس
تدبع وأصل المعس الدَّلْك
فِي الحَدِيث كَأَنَّهَا شَاة معطاء وَهِي الَّتِي سقط صوفها يُقَال
امعط شعره وتمعط واموط أَي تناثر
(2/364)
فِي الحَدِيث ائْتِنِي بمعتاط وَهِي
الَّتِي ضربهَا الْفَحْل فَلم تحمل
فِي الحَدِيث لَا تهْلك أمتِي حتي يكون بَينهم التمايل والتمايز
والمعامع المعامع شدَّة الْحَرْب وَالْجد فِي الْقِتَال وَالْأَصْل
فِيهِ معمعة النَّار وَهُوَ سرعَة تلهبها
وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر كَانَ يتتبعع الْيَوْم المعمعاني فيصومه
يَعْنِي الشَّديد الْحر والمعمعان شدَّة الْحر
قَالَ ابْن مَسْعُود لَو كَانَ المعك رجلا كَانَ رجل سوء المعك المطل
واللي يُقَال ماعكه ومعكه ودالكه بِذَنبِهِ أَي ماطله قَالَ شُرَيْح
المعك طرف من الظُّلم
فِي الحَدِيث يحْشر النَّاس عَلَى أَرض لَيْسَ فِيهَا معلم لأحد وَفِي
لفظ علم وَقد سبق فِي بَاب الْعين وَاللَّام
قَالَ أنس لمصعب بن الزبير أنْشدك الله فِي وَصِيَّة رَسُول الله فَنزل
عَن فرَاشه وتمعن عَلَى بساطه أَي تصاغر وتذلل من المعن وَهُوَ
الشَّيْء الْقَلِيل وَقيل تمعن اعْترف يُقَال أمعن فلَان بحقي وأذعن
وَرُوِيَ تمعك عَلَيْهِ
قَوْله الْمُؤمن يَأْكُل فِي معي وَاحِد هَذَا مثل ضرب لزهد الْمُؤمن
فِي الدُّنْيَا وقناعته باليسر ولرغبة الْكَافِر فِيهَا وحرصه عَلَى
جمعهَا وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ نَفْس الْأكل هَذَا اخْتِيَار
الْأَزْهَرِي وَهُوَ الصَّحِيح
(2/365)
وَرَأَى عمر رجلا يقطع سَمُرَة فَقَالَ
أَلَسْت ترعى معوتها أَي ثَمَرَتهَا إِذا أدْركْت شبهها بالمعو وَهُوَ
الْبُسْر إِذا أرطب
بَاب الْمِيم مَعَ الْغَيْن
فِي الحَدِيث كنت أمغث لَهُ الزَّبِيب أَي أمرسه وأدلكه
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيّكُم ابْن عبد الْمطلب فَقَالُوا الأمغر
المرتفق أَي الْأَبْيَض المتكئ عَلَى مرفقه وَيُقَال مرفقه
قَالَ عبد الْملك لجرير مغر أَي انشد كلمة ابْن مغراء وَكَانَ من شعراء
مُضر والمغراء تَأْنِيث الأمغر قَالَ اللَّيْث والأمغر أَيْضا
الْأَحْمَر الشّعْر والمغرة الطين الْأَحْمَر
فِي صفته لم يكن بالطويل الممغط أَي الْبَائِن الطول يُقَال امغط
النَّهَار إِذا امْتَدَّ
فِي الحَدِيث صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر يذهب بمغلة الصَّدْر
أَي بغله والمغلة دَاء يَأْخُذ الْغنم فِي بطونها يُقَال أمغلت الْغنم
(2/366)
بَاب الْمِيم مَعَ الْقَاف
فِي الحَدِيث لم يصبنا عيب من عُيُوب الْجَاهِلِيَّة فِي نِكَاحهَا
ومقتها
(2/367)
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي نِكَاح المقت
أَن يتَزَوَّج الرجل امْرَأَة أَبِيه
وَقَالَ ابْن أبي ودَاعَة ذرعت مَوضِع الْمقَام بمقاط عِنْدِي وَهُوَ
الْحَبل وَجمعه مقط
فِي الحَدِيث فَقَامَ الرجل متمقطا أَي متغيظا
قَوْله فامقلوه أَي أغمسوه ليخرج الدَّوَاء كَمَا أخرج الدَّاء
قَالَ ابْن مَسْعُود وَترك مس الْحَصَى خير من مائَة نَاقَة لمقلة أَي
خير من اللواتي يختارها عَلَى نظر عَيْنَيْهِ
فِي الحَدِيث مقوتموه يَعْنِي عُثْمَان مقو الطست يُقَال مقوت الطست
إِذا جلوته ونقشته وَالْمرَاد أَنهم عاتبوه عَلَى أَشْيَاء فأعتبهم
وَخرج نقيا من الْعُيُوب
بَاب الْمِيم مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث فجيء رَسُول الله بمكتل المكتل الزبيل يحمل فِيهِ
التَّمْر وَغَيره قَالَ سعد مكتل عرة مكتل بر
فِي الحَدِيث دخلت عَلَى رَسُول الله وَهُوَ يتَوَضَّأ مكيثا أَي بتثبت
فِي صفة امْرَأَة وَلَا درها بماكد أَي بدائم والمكود الَّتِي يَدُوم
(2/368)
لَبنهَا يُقَال مكد بِالْمَكَانِ أَقَامَ
ويروي بناكد وَهُوَ الغزير
قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة صَاحب مكس قَالَ الْأَصْمَعِي الماكس العشار
والمكس مَا يَأْخُذهُ وَأَصله الجباية
قَوْله لَا تتمككوا عَلَى غرمائكم أَي لَا تلحوا عَلَيْهِم إلحاحا يضر
بمعايشهم وأنظروهم
قَوْله أقرُّوا الطير عَلَى مكناتها وَيروَى بِفَتْح الْكَاف ذكرهمَا
أَبُو عبيد وَفِي المُرَاد بالمكنات ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَن
المكنات بيض الضباب فاستعير للطير كَمَا قَالُوا مشافر الْحَبْس
وَإِنَّمَا المشافر لِلْإِبِلِ
وَالثَّانِي أَن المُرَاد بمكناتها أمكنتها ذكر الْقَوْلَيْنِ أَبُو
عبيد وَالثَّالِث أَن المكنات جمع مكنة والمكنة التَّمَكُّن اخْتَارَهُ
شمر وَالْمرَاد من الْكل أَنهم كَانُوا إِذا خَرجُوا فِي حَاجَة أزعجوا
الطير فَإِن أَخذ يَمِينا ذَهَبُوا فِي حَاجتهم وَإِن أَخذ شمالا لم
يذهبوا فنهوا
فِي الحَدِيث كَانَ رَسُول الله يغْتَسل بِخَمْسَة مكاكيك هَذَا لِأَن
المكوك الْمَعْرُوف صَاع وَنصف وَقد كَانَ رَسُول الله يغْتَسل بالصاع
الْوَاحِد إِلَى أَن رَأَيْت الْأَزْهَرِي قد حَكَى عَن اللَّيْث أَنه
قَالَ المكوك طأس يشرب بِهِ فَزَالَ الْإِشْكَال وَقَالَ غَيره المكوك
إِنَاء يسع نَحْو الْمَدّ مَعْرُوف عِنْدهم
(2/369)
بَاب الْمِيم مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث أعوذ بك من فقر ملت أَو مرت قَالَ ابْن قُتَيْبَة هما
بِمَعْنى وَاحِد وَهُوَ من ألت بِالْمَكَانِ وأرت إِذا لزمَه
قَالَ رجل يَوْم بدر مَا قتلنَا إِلَّا عجايز صلعا قَالَ رَسُول الله
أُولَئِكَ الْمَلأ من قُرَيْش يَعْنِي الْأَشْرَاف
فِي حَدِيث أبي قَتَادَة أَحْسنُوا ملأكم أَي خَلقكُم
فِي حَدِيث أم زرع ملْء كسائها أَي هِيَ ذَات لحم
قَالَ عَلّي وَالله مَا قتلت عُثْمَان وَلَا مالأت أَي ساعدت وعاونت
وَمثله قَول عمر لَو تمالأ عَلَيْهَا أهل صنعاء لأقدتهم
قَوْله لَا تحرم الإملاجة يَعْنِي المصة الْوَاحِدَة والملج المص
وَمِنْه فَجعل رجل يملج الدَّم بِفِيهِ من وَجه رَسُول الله وَيروَى
الملجة بِالْجِيم والملحة بِالْحَاء يُرَاد بهَا الرضعة وَالَّتِي
بِالْجِيم يُرَاد بهَا المصة وَالَّتِي بِالْحَاء يُرَاد بهَا الرضعة
فِي الحَدِيث سقط الأملوج قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي ضرب من النَّبَات
ورقه كالعيدان وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ نَوى الْمقل
(2/370)
قَالَ بعض السّلف الصَّادِق يُعْطَى الملحة
والمهابة أَرَادَ بالملحة الْبركَة يُقَال كَانَ ربيعا مملوحا فِيهِ
أَي مُبَارَكًا فِيهِ
وَلما وفدت هوَازن عَلَى رَسُول الله قَالَ رجل من بني سعد لَو كُنَّا
ملحنا لِلْحَارِثِ لحفظ ذَلِك فِينَا أَي أرضعنا وَالْملح الرَّضَاع
وَكَانَ رَسُول الله مسترضعا فيهم أَرْضَعَتْه حليمة
فِي حَدِيث الْحسن كالشاة المملوحة يَعْنِي المسموطة
وضحى بكبشين أملحين الأملح الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد وَالْبَيَاض
أَكثر فِي الحَدِيث لم يكن لِحَمْزَة إِلَّا نمرة ملحاء الملحاء بردة
فِيهَا خطوط سَواد وَبَيَاض
فِي حَدِيث وَكَانَت امْرَأَة ملاحة أَي مليحة وَالْعرب تجْعَل الفعيل
فعالا ليَكُون أَشد مُبَالغَة فِي النَّعْت
وَلما قتل الْمُخْتَار عمر بن سعد جعل رَأسه فِي ملاح أَي فِي مخلاة
فِي الحَدِيث يَأْكُلُون ملاحها وَهُوَ ضرب من النَّبَات
قَوْله إِن الله ضرب مطعم ابْن آدم للدنيا مثلا وَإِن ملحه أَي ألْقَى
فِيهِ الْملح بِقدر يُقَال ملحت الْقدر بِالتَّخْفِيفِ أَي ألقيت
فِيهَا الْملح بِقدر فَإِذا أكثرت ملحها حَتَّى تفْسد قَالَت أملحتها
بِالْألف
من كَلَام الْحسن يذم رجلا يملخ فِي الْبَاطِل ملخا أَي يمر فِيهِ
(2/371)
مرا سهلا يُقَال ملخ فِي الأَرْض إِذا ذهب
فِيهَا
وَكَانَ الْحُسَيْن يتَعَوَّذ من ملخ الْبَاطِل وَهُوَ التَّبَخْتُر
فِيهِ
فِي الحَدِيث سر ثَلَاثًا ملسا أَي سيرا سَرِيعا وَقد أملس فِي سيره
إِذا أسْرع فِيهِ
وَاسْتَشَارَ عمر الصَّحَابَة فِي إملاص الْمَرْأَة الْجَنِين وَهُوَ
أَن تزلقه قبل وَقت الْولادَة وكل مَا زلق من الْيَد فَهُوَ ملص
وَفِي حَدِيث الدَّجَّال أملصت بِهِ أمه
فِي الحَدِيث كَانَ الْأَحْنَف أملط أَي لَا شعر عَلَى جسده
فِي الحَدِيث أَن امْرَأَة سَأَلته أنْفق من مَالِي فَقَالَ أملطي من
مَالك مَا شِئْت قَالَ اللَّيْث الإملاط كَثْرَة إِنْفَاق المَال
وَسُئِلَ عُبَيْدَة عَن الَّذِي يُوجب الْجَنَابَة فَقَالَ الرف
والاستملاق الرف المص من ملق الجدي أمه إِذا رضعها وَأَرَادَ امتصاص
الْمَرْأَة مَاء الرجل إِذا خالطها
وَقَالَ عمر أملكوا الْعَجِين أَي أنعموا عجنة وأجيدوه
وَقَالَ أنس الْبَصْرَة إِحْدَى الْمُؤْتَفِكَات فَأنْزل فِي ضواحيها
وَإِيَّاك والمملكة يَعْنِي بالمملكة وَسطهَا
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي مَسْجِد الْكُوفَة جَانِبه
الْأَيْمن ذكر
(2/372)
وجانبه الْأَيْسَر مكر قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي الذّكر هَا هُنَا الصَّلَاة وَكَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ
يُصَلِّي هُنَاكَ فَأَما الْمَكْر فَأَرَادَ أَنه يمكر بِي حَتَّى أقتل
وَكَذَلِكَ كَانَ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ لنا ابْن
نَاصِر جَانِبه الْأَيْسَر السُّوق وفيهَا الْمَكْر وَالْخداع
قَوْله لَا يتوارث أهل ملتين الْملَّة الدَّين
قَوْله كَأَنَّمَا تسفهم المل يسفهم من السفوف والمل الْملَّة
التُّرَاب الْحَار وَكَانَ يَقُول إِذا لم يشكروك فَمَا يأخذونه كالنار
فِي بطونهم
فِي الحَدِيث اجْتمع قوم عَلَى خبْزَة يملونها وَالْملَّة الحفرة
الَّتِي فِيهَا الْخبز
قَوْله إِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا فِيهِ ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَن
الْمَعْنى وَإِن مللتم وَالثَّانِي لَا يطرحكم حَتَّى تتركوا الطَّاعَة
وَالثَّالِث لَا يقطع فَضله حَتَّى تملوا سُؤَاله
بَاب الْمِيم مَعَ النُّون
دخل عدي بن حَاتِم عَلَى رَسُول الله فَأمر لَهُ بمنبذة أَي وسَادَة
سميت منبذة لِأَنَّهَا تنبذ بِالْأَرْضِ أَي يطْرَح للجلوس عَلَيْهَا
قَوْله من منح منيحة المنيحة تَارَة تكون بِإِعْطَاء الشَّاة مثلا
(2/373)
صلَة وَتارَة بإعطائها لينْتَفع بلبنها
ووبرها زَمَانا ثمَّ يردهَا وَإِلَى هَذَا أَشَارَ بقوله المنحة
مَرْدُودَة
وَمِنْه قَوْله من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو يمنحها أَخَاهُ
وَقَالَ بعض الصَّحَابَة كنت منيح أَصْحَابِي يَوْم بدر قَالَ
الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ لم أكن مِمَّن يضْرب لَهُ بِسَهْم لصغري فَكنت
بِمَنْزِلَة السهْم اللَّغْو الَّذِي لَا فوز لَهُ وَلَا خسر عَلَيْهِ
والمنيح من القداح الَّتِي لَا غنم لَهَا وَلَا غرم عَلَيْهَا
فِي حَدِيث أم زرع آكل وأتمنح أَي أطْعم غَيْرِي
قَوْله مَا أحد أَمن علينا من أبي قُحَافَة أَي أَجود بِذَات يَده
وَيكون الْمَنّ بِمَعْنى اعْتِدَاد الصنيعة وَهَذَا المذموم
(2/374)
وَمِنْه إِن الله يبغض المنان
وَقَوله لَا تتزوجن منانة
وَقَالَ عُثْمَان مَا تمنيت مُنْذُ أسلمت أَي مَا كذبت
وَقَالَ رجل لِابْنِ دأب وَهُوَ يحدث هَذَا شَيْء رويته أم تمنيته أَي
افتعلته
قَوْله الكمأة من الْمَنّ قَالَ أَبُو عبيد شبهها بالمن الَّذِي سقط
عَلَى بني إِسْرَائِيل من غير كسب وَلَا تَعب فِي تَحْصِيله
فِي الحَدِيث إِذا تمنى أحدكُم فليكثر إِي إِذا سَأَلَ الله
الْحَوَائِج وَالتَّمَنِّي أَن تشْتَهي حُصُول المتمنى
وَقَالَ عبد الْملك للحجاج يَا ابْن المتمنية وَهِي فريعة بنت همام أم
الْحجَّاج وَكَانَت قبل تحب الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَهِي القائلة
(2/375)
(هَل من سَبِيل إِلَى خمر فأشربها ... أم
هَل سَبِيل إِلَى نصر بن حجاج)
فِي الحَدِيث الْبَيْت الْمَعْمُور منا مَكَّة أَي بحذائها يُقَال
دَاري منا دَار فلَان
وَقَالَ مُجَاهِد إِن الْحرم حرم مناه من فِي السَّمَوَات السَّبع
وَالْأَرضين الشِّبَع قَوْله مناه أَي قَصده وحذاؤه
وَقَالَ بعض أَصْحَاب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رَأَيْته عَلَى منامة
وَعلي عَلَى منامة
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي رَأَيْته نَائِما عَلَى دكان وَعَلِيهِ قطيفة
فالمنامة الدّكان والمنامة القطيفة
وَدخل عَلَى بنت وَهِي تمعس منيئة قَالَ أَبُو عبيد المنيئة عَلَى
فعيلة الْجلد أول مَا يدبغ ثمَّ يكون أقيقا ثمَّ يكون أديما
بَاب الْمِيم مَعَ الْوَاو
قَالَ ابْن عَبَّاس لَا يزَال أَمر النَّاس مواما مَا لم ينْظرُوا فِي
الْقدر الموام المقارب من قَوْلك أَمر أُمَم أَي قصد قريب
(2/376)
فِي الحَدِيث أَي موما مستميتين أَي
يُقَاتلُون عَلَى الْمَوْت
فِي الحَدِيث يكون فِي النَّاس موتان وَهُوَ الْمَوْت
فِي صفة الشَّيْطَان أما همزه فالموتة يَعْنِي الْجُنُون وَسَماهُ همزا
لِأَنَّهُ جعله من النخس والغمز وكل شَيْء دَفعته فقد همزته
فِي الحَدِيث فَأَما الْمُنفق فَإِذا أنْفق مارت عَلَيْهِ أَي ترددت
وَذَهَبت وَجَاءَت
فِي الحَدِيث فَإِذا نفخ فِي آدم الرّوح مار فِي رَأسه فعطس أَي دَار
فِي حَدِيث عَائِشَة مصتموه كإيماص الثَّوْب ثمَّ عدوتم عَلَيْهِ
فقتلتموه أَي غسلتموه والموص الْغسْل تَقول إِنَّهُم استعتبوه فِيمَا
نقموا عَلَيْهِ فأعتبهم
فِي الحَدِيث رجل مود أَي كَامِل السِّلَاح
فِي الحَدِيث وُجُوه المومسات المومسة الْفَاجِرَة
(2/377)
وَجَمعهَا مومسات وميامس وَأَصْحَاب
الحَدِيث يَقُولُونَ مياميس وَهُوَ خطأ
فِي الحَدِيث فنزعت موقها الموق الْخُف فارسية معربة
قَوْله من كتب مَوْلَاهُ حَكَى الْأَزْهَرِي عَن يُونُس أَنه قَالَ
مَعْنَاهُ من كتب وليه وَعَن ثَعْلَب أَنه قَالَ مَعْنَاهُ من
أَحبَّنِي وتولاني فليتوله
بَاب الْمِيم مَعَ الْهَاء
مثل الماهر بِالْقُرْآنِ وَهُوَ الحاذق بِالْقِرَاءَةِ
وَلعن الممتهشة من النِّسَاء تَفْسِيره فِي الحَدِيث الَّتِي تحلق
وَجههَا بِالْمُوسَى قَالَ القتيبي لَا أعرف الحَدِيث إِلَّا أَن تكون
الْهَاء مبدلة من الْحَاء يُقَال مر بِي جمل فمحشني إِذا حاكه فسحج
جلده ومحشته النَّار ومهشته إِذا أحرقته وَقد امتحش وامتهش
فِي صفته لَيْسَ بالأبيض الأمهق قَالَ أَبُو عبيد الأمهق الشَّديد
الْبيَاض الَّذِي لَا يخالط بياضه شَيْء من الْحمرَة وَلَيْسَ بنير
وَلَكِن كلون الجص وَنَحْوه
(2/378)
قَالَ أَبُو بكر ثوباي للمهل قَالَ أَبُو
عبيد هُوَ الصديد والقيح وَيروَى للمهلة بِفَتْح الْمِيم كَذَلِك ذكره
الْأَزْهَرِي
فِي الحَدِيث مهل أهل الْمَدِينَة من ذِي الخليقة الْمِيم مَضْمُومَة
وَالْمعْنَى الْموضع الَّذِي يهلون مِنْهُ ذَاك
فِي الحَدِيث مَا يبلغ سَعْيهمْ مهله أَي مَا يبلغ إسراعهم إبطاءه
فِي حَدِيث سطيح مُهِمّ الناب أَي حَدِيد الناب قَالَ الْأَزْهَرِي
كَذَا رُوِيَ وَأَظنهُ مهو الناب بِالْوَاو وَيُقَال سيف مهو أَي
حَدِيد
فِي الحَدِيث وَكَانُوا فِي مهمة قَالَ النَّضر المهمة الفلاة لَا مَاء
بهَا وَلَا أنيس ومه كلمة تقال للكف عَن الشَّيْء
قَوْله لعبد الرَّحْمَن مَهيم أَي مَا أَمرك كلمة يَمَانِية
قَالَ سلمَان أكره أَن أجمع عَلَى ماهني مهنتين الماهن الْخَادِم
وَالْجمع مهنة والمهنة الْخدمَة يُقَال مهنت الْقَوْم وامتهنوني أَي
ابتذلوني
وَمِنْه فِي الحَدِيث مَا عَلَى أحدكُم لَو اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ ليَوْم
جمعته سُوَى ثوبي مهنته يَعْنِي ثوبي بذلته كَذَا ذكره الْعلمَاء
مِنْهُم أَبُو عبيد عَن أبي زيد أَنه ذكرهَا بِفَتْح الْمِيم وَأنكر
الْكسر وَكَذَلِكَ قَالَ الرياشي وَأَصْحَاب الحَدِيث يكسرونها وَهِي
لُغَة قَالَ اللَّيْث المهنة
(2/379)
الحذاقة بِالْعَمَلِ والماهن العَبْد
وَيُقَال خرقاء لَا تحسن المهنة أَي لَا تحسن الْخدمَة
فِي الحَدِيث رجل ممهى أَي صافي الْجَسَد وكل شَيْء صفي فَهُوَ ممهى
والمها البلور والمها أَيْضا بقر الْوَحْش وَيُقَال للرجل إِذا أنبط
أمهى وأماه وَلمن بَالغ فِي الثَّنَاء أمهيت
وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس لمادحه أمهيت أَي بلغت الْغَايَة
فِي الحَدِيث وانقل حماها إِلَى مهيعة قَالَ ابْن قُتَيْبَة مهيعة
الْجحْفَة وغدير خم بهَا قَالَ الْأَصْمَعِي لم يُولد بغدير خم أحد
فَعَاشَ إِلَى أَن يَحْتَلِم إِلَّا أَن يتَحَوَّل مِنْهَا قَالَ وجارة
البلى رُبمَا مر بهَا الطَّائِر فَيسْقط ريشه
بَاب الْمِيم مَعَ الْيَاء
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ مث قُلُوبهم يُقَال مثت الشَّيْء أموثه وأميثه
إِذا دفته فِي المَاء فانماث ينماث
فِي الحَدِيث فنزلنا سِتَّة ماحة أَي مستقية الْوَاحِد مائح وَهُوَ
الَّذِي ينزل فِي الرَّكية إِذا قل مَاؤُهَا فَيمْلَأ الدَّلْو
بِيَدِهِ
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وامتاح من المهواة أَي استقى
(2/380)
فِي الحَدِيث أكل عَلَى مائدة رَسُول الله
الْمَائِدَة من الميد وَهُوَ الْعَطاء كَأَنَّهَا تميد من حولهَا
قَوْله ميد أَنا أوتينا الْكتاب من بعدهمْ ميد وبيد لُغَتَانِ
مَعْنَاهُمَا غير أَنا وَقد سبق فِي الْبَاء
قَالَ النَّخعِيّ استماز رجل من رجل بِهِ بلَاء فابتلي بِهِ أَي تبَاعد
عَنهُ من الميز والميز الْفَصْل بَين الشَّيْئَيْنِ
قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله إِذا دخل الْعشْر شدّ المئزر فِيهِ
وَجْهَان ذكرهمَا ابْن قُتَيْبَة أَحدهمَا أَنه اعتزال النِّسَاء فكني
عَن ذَلِك بشد المئزر قَالَ الأخطل
(قوم إِذا حَاربُوا شدوا مآزرهم ... عَن النِّسَاء وَلَو باتت
بِإِظْهَار)
وَالثَّانِي أَنه الْجد فِي الْعِبَادَة تَقول قد شددت لهَذَا الْأَمر
مئزري أَي جددت فِيهِ قَالَ الْهُذلِيّ وَكنت إِذا جاري دعِي المصوفة
أشمر حَتَّى ينصف السَّاق مئزري والمصوفة الْأَمر يحذر مِنْهُ
فِي صفة الْمَرْأَة تخرج ميسا أَي تبخترا
فِي حَدِيث الْوَفْد عَلَى أكوار الميس الميس شجر تعْمل مِنْهُ الرّحال
فِي الحَدِيث كَانَ فِي بَيت عمر الميسوش شَيْء تَجْعَلهُ النِّسَاء
لرؤوسهن
(2/381)
إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق تنحيته
وَمثله أمط عني يَا عمر
وَفِي حَدِيث لَو كَانَ عمر ميزانا لما كَانَ فِيهِ ميط شَعْرَة أَي
مثل شَعْرَة
وأذاب ابْن مَسْعُود فضَّة فَجعلت تميع فَقَالَ هَذَا أشبه شَيْء
بالمهل تميع تسيل يُقَال ماع الشَّيْء وتميع
وَقَالَ جرير ماؤنا يميع
فِي ذكر النِّسَاء مائلات مميلات الْمَعْنى متبخترات فِي مشيهن مميلات
أكتافهن وأعطافهن وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مصيبات
فِي الحَدِيث لَا تهْلك أمتِي حَتَّى يكون بَينهم التمايل أَي لَا يكون
سُلْطَان يكف النَّاس عَن التظالم فيميل بَعضهم عَلَى بعض بالحيف
فِي الحَدِيث لَو عاينوا الْآخِرَة لما ميلوا أَي مَا عدلوها بالدنيا
فِي الحَدِيث وَكَانَت امْرَأَة مَيْلَة أَي ذَات مَال وَيُقَال رجل
ميل حير ذُو مَال كثير وَصُورَة حَسَنَة
فِي الحَدِيث نهَى عَن المياثر قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ هِيَ
مراكب تتَّخذ من حَرِير سميت مياثر لوثارتها ولينها
(2/382)
فِي الحَدِيث خرجت إِلَى الميتاء وَهُوَ
الْموضع الَّذِي ترقى إِلَيْهِ السفن
قَالَت أم تأبط شرا مَا أَبَت وَلَدي ميقا قَالَ اللَّيْث الماءق
مَهْمُوز مَا يعتري الصَّبِي بعد الْبكاء وَقَالَ ابْن السّكيت المأق
شدَّة الْبكاء
(2/383)
|