غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الْهَاء
بَاب الْهَاء مَعَ الْألف
لَا تَبِيعُوا الذَّهَب بِالذَّهَب إِلَّا هَاء وهاء قَالَ الْخطابِيّ هَاء وهاء ممدودان والعامة تقصرهما وَمَعْنى هَاء خُذ يُقَال للرجل هَاء وللمرأة هائي وللإثنين من الرِّجَال هاؤما وللرجال هاؤم وللنساء هاؤن وَإِذا قلت هاك قصرت وَإِذا حذفت الْكَاف مددت فَكَانَت الْمدَّة بَدَلا من كَاف الْمُخَاطب وَالْمرَاد أَن يُعْطي كل وَاحِد مَا فِي يَده
ونادى أَعْرَابِي يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ هاؤم أَي خُذ جوابي
فِي الحَدِيث لَا هَاء الله إِذن وَهُوَ بِمَعْنى لَا وَالله يجْعَلُونَ الْهَاء مَكَان الْوَاو وَالْمعْنَى لَا وَالله لَا يكون ذَا
بَاب الْهَاء مَعَ الْبَاء
كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله يهبون إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب أَي يسعون

(2/487)


وَقَالَت امْرَأَة رِفَاعَة إِنَّه قد جَاءَنِي هبة تَعْنِي مرّة
فِي الحَدِيث إِنَّه حضر ثريدة فهبأها أَي سُوَى مَوضِع الْأَصَابِع مِنْهَا
فِي الحَدِيث فهبتوه أَي ضربوه بِالسُّيُوفِ
وَمَات رجل فَقَالَ عمر هِبته الْمَوْت عِنْدِي منزلَة أَي حط من قدره إِذْ لم يستشهد
فِي الحَدِيث هوتحة تنْبت الأرطى الهوتحة المطمئن من الأَرْض
فِي الحَدِيث فهبرناهم بِالسُّيُوفِ أَي قطعناهم قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {كعصف مَأْكُول} هُوَ الهبور
قَوْله اللَّهُمَّ غبطا لَا هبطا أَي نَسْأَلك الْغِبْطَة ونعوذ بك أَن نهبط إِلَى حَال سفال والهبط الذل
قَالَ أَبُو ذَر فاهتبلت غفلته أَي اغتنمتها وتحينتها
قَالَت عَائِشَة وَالنِّسَاء لم يهبلهن اللَّحْم أَي لم يرهلهن وَفِي رِوَايَة لم يهبلن أَي يكثر لحمهن
فِي الحَدِيث خطّ الْخَيْر الشَّرّ وَابْن آدم فِي المهبل يَعْنِي الرَّحِم
فِي الحَدِيث جَاءَ يتهبأ أَي ينفض يَدَيْهِ
فِي الحَدِيث إِن حَال بَيْنكُم وَبَينه هبوة وَهِي الغبرة

(2/488)


فِي الحَدِيث أعطتنا من الهبيد وَهُوَ حب الحنظل يعالج حَتَّى يُمكن أكله
بَاب الْهَاء مَعَ التَّاء
فهتها فِي الْبَطْحَاء أَي صب الْخمر حَتَّى سمع لَهَا هتيت وَهُوَ الصَّوْت
قَالَ الْحسن مَا كَانُوا بالهتاتين يُقَال رجل هتات أَي مهذار والهت الْكَذِب والهت الْكسر
وَمِنْه فِي الحَدِيث أقلعوا عَن الْمعاصِي قبل أَن تدعكم هتا
الَّذين أهتروا بِذكر الله أَي أولُوا بِهِ
فِي الحَدِيث مَضَت هتكة من اللَّيْل أَي سَاعَة فالليل حجاب وكل سَاعَة تمْضِي تهتك طَائِفَة مِنْهُ
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة أحسن النَّاس هتما يُقَال لمن انقلعت ثنيتاه أهتم
بَاب الْهَاء مَعَ الْجِيم
إِذا طفتم بِالْبَيْتِ فَلَا تهجزوا أَي لَا تفحشوا
وَفِي حَدِيث لَا تَقولُوا هجرا
فِي الحَدِيث قَامَ يتهجد قَالَ الْأَزْهَرِي المتهجد الْقَائِم إِلَى الصَّلَاة من النّوم وَإِنَّمَا قيل لَهُ متهجدا لإلقائه الهجود عَن نَفسه وَقد قَالَ الْأَعرَابِي هجد الرجل إِذا صَلَّى بِاللَّيْلِ وهجد إِذا نَام وَكَذَلِكَ المتهجد

(2/489)


قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْمَعْرُوف من كَلَام الْعَرَب أَن الهاجد النَّائِم والمتهجد الْقَائِم إِلَى الصَّلَاة
فِي الحَدِيث وَمن النَّاس من لَا يذكر الله إِلَّا مُهَاجرا أَي أَن قلبه مهَاجر لِلِسَانِهِ غير مُطَابق
قَالَ عمر هَاجرُوا وَلَا تهجروا قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى أَخْلصُوا الهجر وَلَا تتشبهوا بالمهاجرين عَلَى غير صِحَة مِنْكُم
فِي الحَدِيث مَا لَهُ هجيري إِلَّا هَذَا أَي مَا لَهُ دأب وَلَا شَأْن وَلَا ديدن وَفِيه لُغَة أُخْرَى ذكرهَا سِيبَوَيْهٍ أهجيروا وَقد جَاءَ عَلَى وزن هجيري حثيثي كَثْرَة الْحَث وحديثي الحَدِيث وحطيطي من الْحَط والحليقي من الحلاقة والسبيبي السب وقتيتي وتميمي من القت والنميمة
قَوْله لَو يعلم النَّاس مَا فِي التهجير إِلَى الصَّلَاة
المهجر كالمهدى بَدَنَة أَي المبكر قَالَ الْخطابِيّ يذهب كثير من النَّاس إِلَى أَن الْخُرُوج وَقت الهاجرة وَقت الزَّوَال وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب أَنه التبكير رَوَاهُ النَّضر عَن الْخَلِيل قَالَ النَّضر والهاجرة إِنَّمَا تكون فِي القيظ قبل الظهربقليل وَبعدهَا بِقَلِيل والظهيرة نصف النَّهَار فِي القيظ حَتَّى تكون الشَّمْس بحيال رَأسك كَأَنَّهَا لَا تُرِيدُ أَن تَبْرَح

(2/490)


وَقَول عبد الله بن عمر هجرت إِلَى رَسُول الله أَي أَتَيْته وَقت الهاجرة
فِي الحَدِيث يَا عين الهجرس وَهُوَ ولد الثَّعْلَب
فِي الحَدِيث دعِي بِخبْز متهجس أَي فطير لم يختمر
قَالَ الْمسور طرقني ابْن عَوْف بعد هجع من اللَّيْل أَي طَائِفَة مِنْهُ والهجعة النومة الْخَفِيفَة فِي أول اللَّيْل
فِي الحَدِيث أَخذ قَصَبَة فهجل بهَا أَي رَمَى بهَا قَالَ الْأَزْهَرِي لَا أعرف هجل بِمَعْنى رَمَى وَلَعَلَّه بجل
قَوْله هجمت عَيْنَاك أَي غارتا ودخلتا
فِي صفة الدَّجَّال هجان وَهُوَ الْأَبْيَض
فِي الحَدِيث لي عنَاق قد اهتجنت أَي تبين حملهَا
قَوْله اهجهم الهجاء ذكر المعايب
قَوْله إِن فلَانا هجاني فاهجه أَي جازه عَلَى ذَلِك
قَالَ مَكْحُول لرجل مَا فعلت فِي تِلْكَ الهاجة يَعْنِي الْحَاجة فأبدل الْحَاء هَاء وَمَا أَظُنهُ إِلَّا للثغة كَانَت بِهِ

(2/491)


بَاب الْهَاء مَعَ الدَّال
فَهُوَ يهدبها أَي يجنبها
فِي الحَدِيث من مرض حط الله هدبة من خطاياه أَي قِطْعَة وهدبة الثَّوْب طرفه
وَمِنْه وَمَعَهُ مثل هدبة الثَّوْب وَالْإِشَارَة إِلَى استرخائه
فِي صفته كَانَ أهدب الأشفار أَي طويلها
قَالَ ابْن عمر لَو لقِيت قَاتل أبي فِي الْكَعْبَة مَا هدته أَي مَا حركته وَقيل لرَسُول الله فِي مَسْجده هده أَي أصلحه قَالَ اللَّيْث الهيد الْحَرَكَة كَأَنَّك تحرّك الشَّيْء ثمَّ تصلحه
فِي الحَدِيث أعوذ بك من الهد والهدة الهد الْهَرم والهدة الْخَسْف وَقيل فِي رجل نَام الشَّيْطَان هدهدة والهدهدة تَحْرِيك الْأُم وَلَدهَا لينام
قَالَ أَبُو لَهب كهد مَا سحركم صَاحبكُم لهد كلمة يتعجب بهَا مَعْنَاهُ مَا أسحره قَالَ الْأَصْمَعِي لهد الرجل أَي مَا أجلده
كَانَ إِذا مر بهدف مائل وَرُوِيَ بصدف أسْرع والهدف كل شَيْء مُرْتَفع عَظِيم والصدف نَحوه

(2/492)


قَالَ عبد الرَّحْمَن لأبي بكر لقد أهدفت لي يَوْم بدر فضفت عَنْك يُقَال الْكل شَيْء انتصب لَك أهدف لَك واستهدف لَك
قَالَ ابْن عَبَّاس أعطهم صدقتك وَإِن أَتَاك أهدل الشفتين وَهُوَ الَّذِي فِي شَفَتَيْه غلظ واسترخاء
قَوْله بل الْهدم الْهدم وَبَعْضهمْ يسكن الدَّال فَمن فتح أَرَادَ مَا انْهَدم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تَقول هدمي هدمك بِفَتْح الدَّال وَالْهدم الْقَبْر سمي بذلك لِأَنَّهُ إِذا حفر رد ترابه عَلَيْهِ فَهُوَ هَدمه وَأَرَادَ أقبر حَيْثُ تقبرون وَمن سكن أَرَادَ مَا هدمتم من الدِّمَاء هدمته
وَكَانَ يتَعَوَّذ من الأهدمين وَهُوَ أَن ينهار عَلَيْك بِنَاء أَو يَقع فِي بِئْر
قَوْله وَصَاحب الْهدم شَهِيد الدَّال مَفْتُوحَة وَهُوَ الَّذِي يَقع عَلَيْهِ الشَّيْء فَأَما الْهدم بتسكين الدَّال فَهُوَ الْفِعْل كَذَلِك قَالَ لنا ابْن الحسان
فِي الحَدِيث من هدم بُنيان ربه فَهُوَ مَلْعُون يَعْنِي من قتل النَّفس الْمُحرمَة
فِي الحَدِيث هدنة عَلَى دخن الْهُدْنَة السّكُون وَالصُّلْح
وَمِنْه قَول سلمَان ملغاة أول اللَّيْل مهدنة لآخره أَي إِذا لَغَا فِي أَوله لم يَسْتَيْقِظ فِي آخِره

(2/493)


فِي حَدِيث الْمَسْجِد هَذِه أَي أصلحه
قَوْله هلك الْهَدْي يَعْنِي الْإِبِل سميت هَديا لِأَن مِنْهَا مَا يُهْدَى للبيت
قَالَ ابْن مَسْعُود أحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد يَعْنِي الطَّرِيق والسمت والسيرة
وَمِنْه اهدوا بِهَدي عمار
فِي الحَدِيث خرج يهادي بَين رجلَيْنِ الْمَعْنى أَنه كَانَ يعْتَمد عَلَيْهِمَا من ضعفه وتمايله
فِي الحَدِيث الرَّقَبَة هادية الشَّاة قَالَ الْأَصْمَعِي الهادية من كل شَيْء أَوله وَمَا تقدم مِنْهُ
فِي الحَدِيث مَا هدى فلَان أَي لم يَجِيء بِالْحجَّةِ
بَاب الْهَاء مَعَ الذَّال
فِي الحَدِيث هذبوا أَي أَسْرعُوا السّير يُقَال أهذب الرجل وهذب
وَمِنْه فَجعل يهذب الرُّكُوع أَي يسْرع فِيهِ

(2/494)


وَمِنْه أَهَذا كهذ الشّعْر والهذ سرعَة الْقطع
فِي وصف كَلَامه لَا هذر وَهُوَ الْكثير قَالَ ابْن الْأَعرَابِي رجل هيذران ونيثران كثير الْكَلَام
وَمن السرعة قَول ابْن عَبَّاس لِأَن أَقرَأ الْقُرْآن فِي ثَلَاث أحب إِلَيّ من أَن أقرأه فِي لَيْلَة هذرمة يُقَال هذرم فِي كَلَامه إِذا خلط
فِي الحَدِيث وَقد أَصْبَحْتُم تهذرون الدُّنْيَا أَي تتوسعون فِيهَا
بَاب الْهَاء مَعَ الرَّاء
فِي الحَدِيث مَا لِعِيَالِي هارب وَلَا قَارب أَي صادد عَن المَاء ووارد المُرَاد أَنهم فُقَرَاء
فِي الحَدِيث أكل كَتفًا مهرته قَالُوا إِنَّمَا مهردة يُقَال لحم مهرد إِذا نضج والمهرأ مثله وهرد ثَوْبه وهرته شقَّه
فِي الحَدِيث بَين يَدي السَّاعَة هرج أَي قتال واختلاط
فِي الحَدِيث فيتهارجون أَي يتسافدون
فِي الحَدِيث يحمل الْحمل الثقيل عَلَى الْجمل فيهرج أَي يسدر
فِي حَدِيث عمر استهرج لَهُ الرَّأْي أَي قوي واتسع

(2/495)


وَينزل عِيسَى بَين مهروذتين وَيروَى بِالدَّال الْمُعْجَمَة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال المهرودتين قَالَ الْفراء أَفِي فِي شقتين أَو جبلين وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ من الهرد والهرد والهرت الشق فَكَأَنَّهُ ببن شقتين قَالَ وَلَا أرَاهُ إِلَّا غَلطا من بعض النقلَة وَالصَّوَاب مهروتين يُرِيد ملائتين صفراوين
وَفِي حَدِيث آخر يمشي عِيسَى بَين مُمَصَّرَتَيْنِ والممصرة من الثِّيَاب الَّتِي فِيهَا صفرَة خَفِيفَة
فِي الحَدِيث فَمَا تصنع بالمهراس قَالَ اللَّيْث المهراس حجر منقور مستطيل يتَوَضَّأ مِنْهُ وَقَالَ غَيره هُوَ كَبِير وَهُوَ صَخْر منقور فِيهِ مَاء لَا يقلهُ الرِّجَال لثقله وَكَثْرَة مَا يسع
فِي الحَدِيث وَجَاء عَلّي بِمَاء من المهراس وَهُوَ مَاء بِأحد
فِي الحَدِيث مر بمهراس يتجازونه وَهُوَ الْحجر الَّذِي يشال بِهِ لتعرف بِهِ شدَّة الرجل
فِي الحَدِيث جَاءُوا يهرفون بِصَاحِب لَهُم أَي يمدحونه ويطنبون فِي ذكره
قَالَ اللَّيْث الهرف شبه الهذيان وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الهرف مدح الرجل عَلَى غير معرفَة
فِي الحَدِيث فَجَاءُوا يهرولون الهرولة فَوق الْمَشْي وَدون الخبب والخبب دون الْعَدو

(2/496)


وَلما بَايع مُعَاوِيَة ليزِيد قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أهرقلية أَي أتجزون عَلَى سنة هِرقل وَهُوَ قَيْصر فِي إِقَامَة الْوَلَد مقَام الْوَالِد
بَاب الْهَاء مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث قَامَ إِلَيْهِ فهزر سَاقه
زَمْزَم هزمة جِبْرِيل أَي ضربهَا بِرجلِهِ
فِي الحَدِيث اجتنبوا هزم الأَرْض أَي مَا تهزم مِنْهَا أَي تشقق
وَأول جُمُعَة جمعت فِي هرم بني بياضه
فِي الحَدِيث فسمعنا هزيزا أَي صَوتا
بَاب الْهَاء مَعَ الشين
قَالَ عمر هششت فَقبلت الهشاش الإقبال عَلَى الشَّيْء بنشاط
بَاب الْهَاء مَعَ الصَّاد
فِي الحَدِيث الْأسد المهاصير جمع مهصار وَهُوَ الْأسد الَّذِي يفترس الفرائس ويدقها
فِي الحَدِيث فهصره إِلَى بَطْنه أَي جذبه
بَاب الْهَاء مَعَ الضَّاد
فِي الحَدِيث إِنَّهُم كَانُوا فِي سفر فَنَامُوا حَتَّى طلعت الشَّمْس فَقَالَ

(2/497)


عمر أهضبوا أَي تكلمُوا حَتَّى ينتبه رَسُول الله قَالَ الْأَصْمَعِي هضب فِي الحَدِيث انْدفع فِيهِ
فِي الحَدِيث فَأرْسل السَّمَاء بهضب أَي بمطر
فِي الحَدِيث أهضم الكشحين أَي منضمهما
بَاب الْهَاء مَعَ الطَّاء
ارزقني عينين هطالتين أَي تذرف الدمع
بَاب الْهَاء مَعَ الْفَاء
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام السكينَة ريح هفافة أَي سريعة المر فِي هبوبها وَقَالَ الْحسن وَهل كَانَ الْحجَّاج إِلَّا حمارا هفافا أَي خَفِيفا فِي طيشه
فِي الحَدِيث كَانَ فلَان يفْطر كل لَيْلَة عَلَى هفة يشويها قَالَ الْمبرد الهف كبار الدعاميص قَالَ ثَعْلَب والهفة أَيْضا الشهدة
فِي حَدِيث عُثْمَان أَنه وَلَّى رجلا الهوافي يَعْنِي الْإِبِل الضوال
بَاب الْهَاء مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث كَانَ رجل يتهكم بِنَا أَي يستهزىء
وَقَالَت سكينَة لهشام يَا أَحول لقد أَصبَحت تتهكم بِنَا

(2/498)


بَاب الْهَاء مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث وَالسَّمَاء تهلبني أَي تبلني بالمطر
قَالَ عمر رحم الله الهلوت وَلعن الله الهلوت قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الهلوت الْمَرْأَة تقرب من زَوجهَا وتحبه وتتباعد عَن غَيره والهلوت أَيْضا الْمَرْأَة ذَات خدن تحبه وتعصى غَيره
فِي حَدِيث مَا بَين عانتي وهبلتي الهبلة مَا فَوق الْعَانَة إِلَى قريب من السُّرَّة
قَوْله شَرّ مَا أعطي الْإِنْسَان شح هَالِع قَالَ أَبُو عبيد أَي محزن وَأَصله من الْجزع وَالِاسْم مِنْهُ الهلاع وَهُوَ أَشد الْجزع
فِي حَدِيث الدَّجَّال فإمَّا هَلَكت هلك فَإِنَّهُ أَعور وَفِي رِوَايَة فإمَّا هلك الهلك الْمَعْنى عَلَى كل حَال وَعَلَى مَا خبلت فَإِن شبه عَلَيْكُم أَمر فَلَا يشبهن عَلَيْكُم أَن ربكُم لَيْسَ بأعور وَفِي رِوَايَة وَلَكِن الهلك كل الهلك أَنه أَعور وَقيل الْمَعْنى وَلَكِن الهلك لَهُ أَنه أَعور ولَا يقدر أَن يزِيل العور
قَوْله من قَالَ هلك النَّاس فَهُوَ أهلكهم لِأَنَّهُ قد آيسهم من الرَّحْمَة وَمن فتح اللَّام وَالْمرَاد أَنه هُوَ الَّذِي قطع عَلَيْهِم بذلك لَا الشَّرْع
قَوْله مَا خالطت الصَّدَقَة مَالا إِلَّا أهلكته فِيهِ ثَلَاثَة أوجه

(2/499)


أَحدهَا أَن يختزل مِنْهَا شَيْئا فَلَا يخرج كل الزَّكَاة
وَالثَّانِي أَن يُؤَخر الزَّكَاة فتختلط بِالْمَالِ
وَالثَّالِث أَن يَأْخُذ الزَّكَاة وَهُوَ غَنِي
فِي الحَدِيث إِنِّي مولع بالهلوك من النِّسَاء يَعْنِي الَّتِي تهالك أَي تتمايل حَالَة الْجِمَاع
فِي الحَدِيث أهل بِالْحَجِّ أَي رفع صَوته وَمِنْه استهلال الطِّفْل
قَوْله حَيّ هلا بعمر معني هلا اسكن عِنْد ذكره حَتَّى تَنْقَضِي فضائله
قَالَت لَيْلَى الأخيلية
(وَأي حصان لَا يُقَال لَهَا هلا ... )
أَي اسكني للزَّوْج
بَاب الْهَاء مَعَ الْمِيم
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام همج رعاع قَالَ ابْن قُتَيْبَة أصل الهمج البعوض واحدهما همجة فَشبه بِهِ رذال النَّاس والهمجة من الرِّجَال الَّذِي لَا عقل لَهُ
فِي الحَدِيث حَتَّى كَاد يهمد من الْجُوع أَي يهْلك

(2/500)


فِي الحَدِيث أما همزه فالموته الموته الْجُنُون وسماها همزا لِأَنَّهُ جعله من الْهَمْز وَالدَّفْع
قَالَ النَّخعِيّ كَانَ عُمَّال يهمطون أَي يظْلمُونَ
فِي الحَدِيث فَسَأَلته عَن الهمل يَعْنِي الضوال من النعم وَالدَّوَاب
فِي الحَدِيث فِي الهمولة الراعية أَي الَّتِي أهملت ترعى والهمل مَا أهمل فَلم يرع
قَوْله من كل شَيْطَان وَهَامة الهامة وَاحِدَة الْهَوَام وَهِي كل دَابَّة تؤذي
وَمِنْه أتؤذيك هوَام رَأسك وسماها هواما لِأَنَّهَا تهم أَي تدب وَقيل الْهَوَام كل ذِي سم يقتل فَأَما مَا لَهُ سم وَلَا يقتل السوام
فَأَما قَوْله لَا هَامة بِالتَّخْفِيفِ فَإِن الْعَرَب كَانَت تَقول يخرج من هَامة الْقَتِيل طَائِر فَلَا يزَال يَقُول اسقوني اسقوني حَتَّى يقتل قَاتله فسموا ذَلِك الطَّائِر هَامة وَقَالَ أَبُو عبيد كَانُوا يَقُولُونَ تصير عِظَام الْمولى هَامة فتطير وَكَانُوا يسمون ذَلِك الطَّائِر الصدي فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك

(2/501)


قَالَ عمر إِنِّي دَاع فهيمنوا أَي آمنُوا فَقلب إِحْدَى الميمين يَاء فَصَارَ أيمنوا ثمَّ قلب الْهمزَة هَاء
قَالَ وهيب إِذا وَقع العَبْد فِي مهيمنية الصديقين أَي الْأَمَانَة
بَاب الْهَاء مَعَ النُّون
فِي الحَدِيث يهنأ بالقطران أَي بطلى
فِي حَدِيث
قد كَانَ بعد أَبنَاء وهنبثة
أَي أُمُور شَدَّاد
فِي الحَدِيث فِيهِ هنع أَي انحناء قَلِيل
قَالَ عمر مَا هَذِه الهينمة وَهُوَ الْكَلَام الْخَفي
فِي الحَدِيث تجدع هَذِه وتصيب هن هَذِه أَي الشَّيْء مِنْهَا كالأذن وَالْعين وَهن كِنَايَة عَن الشَّيْء لَا يذكرهُ باسمه تَقول أَتَانِي هن بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف
وَمِنْه قَول امْرَأَة رِفَاعَة لم يقربنِي إِلَّا هنة وَاحِدَة وَكَانَ الْأَزْهَرِي يَقُول إِنَّمَا هُوَ وتهن هَذِه أَي تضعفها
فِي الحَدِيث أسمعنا من هنياتك يَعْنِي الأراجيز
فِي الحَدِيث يَا هنتاه قَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ يَا هَذِه يُقَال

(2/502)


للمذكر إِذا كني عَنهُ هن وللمؤنث هنة وَقد ذكر الْحميدِي أَن مَعْنَاهُ البلهاء فَهُوَ نِسْبَة إِلَى البله وَقلة الْمعرفَة
قَالَ مُعَاوِيَة لعبد الله بن عمر وَلَا تزَال تَأْتِينَا بهنة
بَاب الْهَاء مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث من قَامَ إِلَى الصَّلَاة وهوؤه إِلَى الله أَي همته
وَلما أنذر رَسُول الله عشيرته قَالُوا بَات يهوت يُقَال هوت وهيت إِذا نَادَى
قَالَ عُثْمَان وددت أَن بَيْننَا وَبَين الْعَدو هوته أَي هوة من الأَرْض ووهدة قَالَ ابْن قُتَيْبَة الهوتة بِمَنْزِلَة الهوة وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا سميت هيت لِأَنَّهَا فِي هوة من الأَرْض وَكَأن الْيَاء فِي هيت منقلبة عَن وَاو للكسرة الَّتِي قبلهَا وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد الهوتة بِضَم الْهَاء
قَالَ عمر بن حُصَيْن عِنْد قَوْله لَا تهودوا بِي التهويد الْمَشْي رويدا مثل الدبيب
وَمثله قَول ابْن مَسْعُود إِذا كنت فِي الحدب فأسرع وَلَا تهود
وَمِنْه الهوادة وَهِي الْمُحَابَاة
فِي الحَدِيث لَا تَأْخُذهُ فِي الله هوادة أَي لَا يسكن عِنْد وجوب حَده
فِي صفة السّنة بَركت الْمطِي هارا أَي سَاقِطا ضَعِيفا

(2/503)


فِي الحَدِيث حَتَّى تهور اللَّيْل أَي ذهب أَكْثَره
فِي الحَدِيث من أطَاع فَلَا هوارة عَلَيْهِ أَي لَا هلك وَمن اتَّقِ الله وقِي الهورات أَي المهالك
فِي الحَدِيث فَإِذا بشر يتهاوشون أَي يدْخل بَعضهم فِي بعض
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ وهوشات الْأَسْوَاق وَرُوِيَ هيشات وَهِي الْفِتَن والاختلاط يُقَال هوش الْقَوْم إِذا اختلطوا
وَمِنْه من أصَاب مَالا من مهاوش أَي من اخْتِلَاط وَالْمرَاد غير حلّه وَفِي لفظ من جمع مَالا من تهاوش وَزنه تفَاعل وَهُوَ الِاخْتِلَاط وَبَعْضهمْ يرويهِ بالنُّون وَهُوَ غلط
وَمثله الحَدِيث كنت أهاوشهم فِي الْجَاهِلِيَّة
قَالَ عَلْقَمَة الصَّائِم إِذا درعه الْقَيْء فليتم صَوْمه وَإِذا تهوع فَعَلَيهِ الْقَضَاء أَي إِذا استقاء
فِي الحَدِيث أمتهوكون فِيهَا أَي أمتحيرون والهوك الْحمق والتهوك السُّقُوط فِي هوة الردى
قَوْله رَأَيْت جِبْرِيل ينتثر من ريشه التهاويل قَالَ

(2/504)


الْأَزْهَرِي التهاويل جمَاعَة التهويل وَهُوَ مَا هال والتهاويل زِينَة الوشي وزينة التصاوير قَالَ وَأَرَادَ زِينَة ريش جِبْرِيل وَمَا فِيهِ صفرَة وَحُمرَة وخضرة مثل تهاويل الرياض
فِي الحَدِيث اجتنبوا هوم الأَرْض أَي بطْنَان الأَرْض وَقيل مَا تشقق مِنْهَا
فِي الحَدِيث فَبينا أَنا نَائِمَة أَو مهومة التهويم دون النّوم الشَّديد
فِي الحَدِيث إِنَّا نصيب هوامى الْإِبِل وَهِي الْمُهْملَة الَّتِي لَا رعي لَهَا
فِي الحَدِيث كَانَ يمشي هونا أَي بتثبت
وَمِنْه قَول عَلّي أحبب حَبِيبك هونا أَي قصدا بِرِفْق لَا بإفراط
فِي الحَدِيث الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تمدح بالهين اللين مخففا وتذم بِهِ مُثقلًا
فِي حَدِيث الْبراق انْطلق يهْوَى بِي أَي يسْرع
فِي الحَدِيث إِذا غرستم فَاجْتَنبُوا هوى الأَرْض هوى الأَرْض جَمِيع واحدتها هوة وَهِي البطنان أَيْضا
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وامتاح من المهواة يَعْنِي الْبِئْر القعيرة أَرَادَت أَنه يحمل مَا لم يحملهُ غَيره

(2/505)


بَاب الْهَاء مَعَ الْهَاء
قَالَت عَائِشَة كنت صَغِيرَة فأتتني أُمِّي فَأخذت بيَدي حَتَّى وقفتني عَلَى الْبَاب وَإِنِّي لأنهج فَقلت هه هه حَتَّى ذهب نَفسِي فِي قَوْلهَا هه هه قَولَانِ أَحدهمَا أَنه حِكَايَة تتَابع النَّفس وَالثَّانِي حِكَايَة شدَّة الْبكاء
بَاب الْهَاء مَعَ الْيَاء
قَالَ عبيد بن عُمَيْر الْإِيمَان هيوب فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَن المُرَاد أَن الْمُؤمن يهاب الذَّنب قَالَ أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَن الْمُؤمن يهاب فهيوب بِمَعْنى مهيب قَالَ ابْن قُتَيْبَة
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا نهيح عَلَى التَّقْوَى أَي من عمل لله لم يفْسد عمله
فِي الحَدِيث لَا يهيدنكم الطالع المصعد أَي لَا تكترثن للفجر المستطيل ولَا يمنعنكم يُقَال مَا يهيدني كلامك أَي مَا أكثرث لَهُ
فِي الحَدِيث يَا نَار لَا تهيديه أَي لَا تزعجيه
فِي الحَدِيث إِنَّه الأهيس الأليس قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الأهيس الَّذِي يهوس أَي يَدُور والأليس الَّذِي لَا يبرح مَكَانَهُ
فِي الحَدِيث لَيْسَ فِي الهيشات قَود يَعْنِي بِهِ الْقَتِيل يقتل فِي الْفِتْنَة لايدرى من قَتله وَيروَى هوشات

(2/506)


قَالَت عَائِشَة لَو نزل بالجبال مَا نزل بِي لهاخها أَي كسرهَا والهيض الْكسر بعد جبور الْعظم وَهُوَ أَشد مَا يكون من الْكسر
ودعا عمر بن عبد الْعَزِيز عَلّي يزِيد بن الْمُهلب فَقَالَ اللَّهُمَّ قد هاضني فهضه يَقُول كسرني وَأدْخل الْخلَل عَلّي فاكسره وجازه
قَوْله كلما سمع هيعة وَهُوَ الصَّوْت الَّذِي يفزع مِنْهُ
فِي الحَدِيث سمع الهايعة يَعْنِي الصَّيْحَة
فِي الحَدِيث فانخزل ابْن أبي كَأَنَّهُ هيق الهيق الظليم والظليم ذكر النعام وَالْمرَاد سرعَة ذَهَابه
فِي الحَدِيث كيلوا وَلَا تهيلوا يُقَال هلته أهيله إِذا نثرته وصببته من يدك
فِي الحَدِيث الخَنْدَق فَعَادَت كثيبا أهيل وَهُوَ السيال
وَاشْتَرَى رجل إبِلا هيما أَي لَا تروى
فِي الحَدِيث كَانَ ابْن عَبَّاس أعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ عَلّي أعلم بالمهيمنات يَعْنِي القضايا وَقيل هِيَ المهيمات وَهِي الَّتِي تهيم الْإِنْسَان أَي تحيره
فِي الحَدِيث وهامت دوابنا أَي عطشت

(2/507)