غريب الحديث للخطابي

حَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عنه
حَدِيثِ أُسَامَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ وَأَمِيرُهَا غَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَّهُمْ قَدْ أَحَاطُوا لَيْلا بالحاضر....
...
حَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أُسَامَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ وَأَمِيرُهَا غَالِبُ بْنُ عبد الله وَأَنَّهُمْ قَدْ أَحَاطُوا لَيْلا بِالْحَاضِرِ وَفِي الْحَاضِرِ نَعَمٌ1 وَقَدْ عَطَّنُوا مُوَاشِيَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرِّجَالُ فَقَاتَلُوا سَاعَةً ثُمَّ وَلَّوْا قَالَ أُسَامَةُ [111] فَخَرَجْتُ فِي إِثْرِ رَجُلٍ / مِنْهُمْ جَعَلَ يَتَهَكَّمُ بِي حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُ وَلَحِمْتُهُ بِالسَّيْفِ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَلَمْ أُغْمِدْ عَنْهُ سَيْفِي حَتَّى أَوْرَدْتُهُ شَعُوبَ2.
يَرْوِيهِ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بُشَيْرِ بْنِ محمد بن عبد الله بْنِ زَيْدٍ الَّذِي أُرِيَ الأَذَانَ.
الحاضر: الحي الحضور في المكان الَّذِي اتخذوه دارا اسم جامع لهم كالحاج والسامر ونحو ذلك وربما جعلوه اسما للمكان المحضور فاعلا بمعنى مفعول يُقَالُ نزلنا حاضر3 بني فلان قَالَ الشاعر:
لما نزلنا حاضر المدينة ... جاؤوا بعنز غثة سمينة4
أنشدني أَبُو عُمَر أنشدني ثعلب عَنِ ابن الأعرابي قلت لأبي المكارم كيف تكون العنز غثة سمينة قَالَ أراد أَنَّها كانت غثة مهزولة فرووها بالسمن
__________
1 ط: "بحاضر فعم" وفي س: "بحاضر نعم" والمثبت من مغازي الواقدي "2/724".
2 أخرجه الواقدي في مغازي "2/724".
3 س: "حاضرة".
4 اللسان والتاج "سمن" ضمن ستة أبيات.

(2/288)


وَقَوْلُهُ: عطنوا مواشيهم أي آووها إلى مراحها.
وَقَوْلُهُ: يتهكم بي أي يتعرض لي والتهكم التعرض للشر والاقتحام فيه وقد يجرى أيضا مجرى السخرية يُقَالُ تهكم فلان بفلان أي تهزأ به.
ومنه حديث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قَالَ: خرجت في سرية أميرها أَبُو قتادة فلقينا العدو فجعل رجل يتهكم بنا وهو يقول الجنة الجنة فرميته على جريداء متنه ثم رميته بنبلي حتى قتلته1.
يريد بقوله يتهكم يتهزأ بي ويسخر مني وجريداء المتن وسطه وهو موضع الفقار المتجرد عَنِ اللحم.
وَقَوْلُهُ: لحمته بالسيف أي أصبته به وهو من قولك لحمت الشيء إذا لأمته ويقال لحم الصائغ الفضة إذا لأمها ولاحمت الشيء بالشيء إذا ألصقته به فأما ألحمت بالألف فمعناه قتلت ويقال ألحمت القوم إذا قتلتهم حتى صاروا لحما ومنه الملاحم وهي الحروب التي يكثر فيها القتل واحدتها ملحمة.
وَقَوْلُهُ: أوردته شعوب يريد المنية وشعوب لا تصرف لأنها معرفة وسميت شعوب لأنها المفرقة للشمل يُقَالُ شعبت بين الشيئين إذا فرقت بينهما قَالَ الشاعر:
وإذا رأيت المرء يشعب أمره ... شعب العصي ويلج في العصيان2
__________
1 أخرجه الواقدي في مغازيه "2/778 – 779".
2 اللسان والتاج "شعب" وهو لعلي بن غدير الغنوي, والبيان والتبيين "3/80".

(2/289)


ويقال أيضا: شعبت بمعنى جمعت وأصلحت والحرف من الأضداد.
وَمِنْ هذا حديث طلحة بن عبيد الله أَنَّ شَيْبَةَ بْنَ مَالِكٍ أَقْبَلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ قَالَ طَلْحَةُ: فَأَضْرِبُ عَرْقُوبَ فَرَسِهِ فَاكْتَسَعَتْ بِهِ فَمَا زِلْتُ وَاضِعًا رِجْلِي عَلَى خَدِّهِ حَتَّى أزرته شعوب1.
__________
1 أخرجه الواقدي في مغازيه "1/255" بلفظ قال طلحة: "دلوني على محمد فأضرب عرقوب فرسه فانكسعت ثم أتناول رمحه فوالله ما أخطأت به عن حدقته فخار كما يخور الثور فما برحت به واضعا رجلي أَزَرْتُهُ شَعُوبَ".

(2/290)