غريب الحديث للخطابي حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ رَحِمَهُ
الله
حَدِيثِ عُتْبَةَ أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى كَانُوا
بِالْمَرْبَدِ فَوَجَدُوا هَذَا الْكَذَّانِ فَقَالُوا: "مَا هَذِهِ
الببصرة؟ ... ".
...
حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ رَحِمَهُ الله
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عُتْبَةَ أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ
الْمَدِينَةِ حَتَّى كَانُوا بِالْمَرْبَدِ فَوَجَدُوا هَذَا
الْكَذَّانِ فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الْبَصْرَةُ ثُمَّ نَزَلُوا وَكَانَ
يَوْمٌ عُكَاكٌ فَقَالَ عُتْبَةُ1: ابْغُوا لَنَا مَنْزِلا أَنْزَهَ
مِنْ هَذَا2.
يَرْوِيهِ محمد بن بشار بندار حدثنا صفوان بن عيسى أخبرنا عَمْرُو بْنُ
عِيسَى أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عُمَيْرٍ
وَشُوَيْسًا أَبَا الرُّقَادِ يَذْكُرَانِ ذَلِكَ.
البصر والبصرة حجارة رخوة إلى البياض وهي الكذان واحدتها كذانة قَالَ
الطرماح يصف القطا:
مؤللة تهوي جميعا كما هوى ... عَنِ النيق فهر البصرة المتطحطح3
والعكاك شدة الحر مَعَ الومد جمع العكة.
ويقول ساجع العرب إذا طلع السماك ذهبت العكاك وقل على الماء اللكاك
يريد الازدحام عليه لقلة شرب الإبل في ذلك الوقت4.
قَالَ أَبُو زيد إذا سكنت الريح مَعَ شدة الحر قيل يوم عكيك ويقال يوم
عك وأك وقد عك يومنا قَالَ طرفة
__________
1 س: "فقالوا" والمثبت من ح, د.
2 أخرحه الطبري في تاريخه "3/591" بهذا السند في حديث طويل.
3 الديوان "127" برواية "موليةمن النيق" والنيق: رأس الجبل والفهر:
الحجر. والبصرة: نوع من الحجارة رخوة, والمتطحطح: المنحدر إلى الأسفل.
4 من د.
(2/299)
وعكيك القيظ إن جاء بقر1
وَقَالَ آخر:
يوم عكيك يعصر الجلودا ... يترك حمران الرجال سودا2
وَقَالَ الأصمعي: يُقَالُ هذه أيام معتذلات إذا كانت شديدة الحر ومن
هذا أخذ العذل الَّذِي هو اللوم.
قَالَ أَبُو عمرو: ويقال في شدة الحر يوم صهيب وصيخود أي شديد الحر.
__________
1 الديوان "58" وصدره "تطرد القر بحر صادق".
2 الجمهرة "1/112" دون عزو.
(2/300)
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عُتْبَةَ: أَنَّهُ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ قَدْ
سُلِقَتْ أَفْوَاهُنَا مِنْ أَكْلِ الشَّجَرِ مَا مِنَّا الْيَوْمَ
رَجُلٌ إِلا عَلَى مِصْرٍ من الأمصار1.
يرويه عبيد الله عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي
ثَابِتٍ.
سلقت من السلاق وهو كالبثر يخرج في باطن الفم.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن هاشم أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق عَنْ
مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ رَجُلٍ
سَمَّاهُ أَنَّ عُتْبَةَ خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ لَقَدْ
رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْبَشَامِ حَتَّى
قرحت أشداقنا2
__________
1 أخرجه أحمد في مسنده "4/174" بطريق آخر عن عتبة بنحوه وكذلك ابن عبد
البر في الاستيعاب "3/1028" بألفاظ متقاربة.
2 أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "11/421" ومسلم في الزهد "4/2278" عن حميد
بن هلال ... =
(2/300)
والبشام: شجر طيب الريح يستاك به1 قَالَ
جرير:
أتذكر يوم تصقل عارضيها ... بعود بشامة سقي البشام2
__________
= عن خالد بن عمير عن عتبة بلفظ "الشجر والحبلة" بدل "البشام" وأحمد في
مسنده "4/174" وابن سعد في طبقاته "7/6" والحاكم في المستدرك "3/261"
وابن المبارك في الزهد ص "188" وأبو نعيم في الحلية "1/171" وابن
الأثير في أسد الغابة "3/566".
1 من ح.
2 الديوان "417" برواية:
أتنسى إذ تودعنا سلمى ... بفرع بشامة سقى البشام
(2/301)
|