غريب الحديث للخطابي

حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عنه
حَدِيثِ أُبِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: "هَلَكَ أهل العقدة ورب الكعبة ... ".
...
حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أُبِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: هَلَكَ أَهْلُ الْعُقْدَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَاللَّهِ مَا آسَى عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ يَضِلُّ1.
حَدَّثَنَاهُ أحمد بن عبدوس أخبرنا المكي بن عبد الله أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بن يعقوب السدوسي أخبرنا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ عَنْ أُبَيٍّ.
يروى في أهل العقدة عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ هم الأمراء وإنما قيل لهم أهل العقدة لأن الناس قد عقدوا لهم البيعة وأعطوهم الصفقة ومعنى العقدة البيعة المعقودة لهم ومن هذا عقدة الحبل وكذلك عقدة العقار وهي ما اعتقده صاحبه ملكا فأما العقد فهو فعل العاقد يُقَالُ عقدت الشيء أعقده عقدا وقد غلط بهذا بعض المتأولين لقوله: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} 2 فزعم أَنَّهُ الولي ورأي على هذا التأويل أَنَّهُ يملك على المرأة مهرها لأنه يلي العقد عليها وإنما هو الزوج لأن عقدة النكاح بيده دون الولي والعقد غير العقدة على ما قد بيناه.
والعقد أيضا بمعنى العهد وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} 3 أي بالعهود يُقَالُ عقدت للرجل عقدا وقد تعاقد الرجلان إذا تعاهدا قال الشاعر:
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "1/252" بلفظ"على من أضلوا".
2 سورة البقرة: "237".
3 سورة المائدة: "1".

(2/318)


قوم إذاعقدوا عقدا لجارهم ... شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا1
وَقَالَ الحطيئة:
أولئك قومّ إن بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبِنَا ... وإن عاهَدُوا أوفَوْا وإن عَقَدوا شدوا2
__________
1 اللسان التاج "كرب" وعزي للحطيئة وهو في ديوانه "128" والعناج: حبل يشد أسفل الدلو العظيم إذا كانت ثقيلة والكرب: حبل يشد على عراقي الدلو ثم يثنى ثم يثلث "ج" أكراب.
2 الديوان "140" وقد سبق في الجزء الأول لوحة "9".

(2/319)


وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أُبَيٍّ أَنَّهُ قَالَ: لِزَرِّ بْنِ حُبَيْشٍ كَأَيَّنْ تَعُدُّونَ سُورَةَ الأَحْزَابِ فَقَالَ إِمَّا [121] ثَلاثًا وَسَبْعِينَ أَوْ أَرْبَعًا وَسَبْعِينَ فَقَالَ أَقَطْ إِنْ كانت لتقارىء سُورَةَ الْبَقَرَةِ أَوْ هِيَ أَطْوَلُ مِنْهَا1
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حبيش.
قوله: تقارىء سورة البقرة هكذا رواه لنا ابْنُ هاشم وفي أكثر الروايات إن كانت لتوازي سورة البقرة فإن كان ما قاله محفوظا فمعناه أنها كانت تجاريها مدى طولها في القراءة.
وَقَوْلُهُ: كأين تعدون معناه كم تعدون وقد تثقل وتخفف وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} 2تقرأ بالوجهين معا
وَقَوْلُهُ: أقط فإن الألف مزيدة للاستفهام ومعناه حسب يقال
__________
1خرجه عيد الرزاق في مصنفه "7/329 – 330" بلفظ "لبقارب" وأخرجه أيضا في "3/365" عن معمر عن قتادة بنحوه والبيهقي في سننه "8/211" بطريق سعيد بن منصور بلفظ "لتعدل" وهو في مسند أحمد "5/123" بلفظ "لتعادل" وأخرجه الحاكم في مستدركه "2/415" بلفظ "توازى" والطيالسي في مسنده بلفظ "لتضاهي" كما في منحه المعبود "2/9".
2سورة الحج: "45".

(2/319)


قطك هذا الشيء خفيفة أي حسبك وقطني أي حسبي تزيد فيه النون إذا أضفت إلى نفسك كما تقول قدني ويقال أيضا قدي بلا نون قَالَ دريد بن الصمة:
قدي اليوم من وجد على هالك قدي1
وأما قولك: ما كلمته قط فإنها مبنية على الضم كما قالوا: لا أكلمه عوض إلا أن قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل منه.
فأما قولك: ما أعطيت زيدا إلا مائة قط فإنه2 مجرور ليكون فرقا بين الزمان والعدد.
__________
1 لم أقف عليه في شعراء النصرانية "4/756" وفي الكتاب قصيدة على الوزن والقافية.
2 من ح, د.

(2/320)


وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أُبِيٍّ أَنَّ قَيْسَ بْنَ عُبَادٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ لِلِقَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ لِقَاءً مِنْ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ1 فَحَدَّثَ فَلَمْ أَرَ الرِّجَالَ مُتِحَتْ أَعْنَاقُهَا إِلَى شَيْءٍ مُتُوحَهَا إِلَيْهِ قَالَ فَإِذَا الرَّجُلُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ2.
يَرْوِيهِ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ أخبرنا عمرو بن مرزوق أنبأنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ3 عَنْ إِيَّاسِ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ.
قوله: متحت أعناقها يريد مدت أعناقها ومنه متح الدلو من البئر وهو مدك إياها وجذبك الرشاء بها
__________
1ساقط من ح.
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "1/252" وفي ح: "متوحها إليه".
3 في الحلية "1/252" شعبة عن أبي حمزة تصحيف وفي التقريب "2/430" أبو جمرة بالجيم البصري نصر بن عمران بن عصام الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة مهملة نزيل خراسا مشهور بكنيته ثقة ثبت مات سنة 128هـ.

(2/320)


وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أُبَيٍّ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يُصِيبُهُ ذَعْرَةٌ وَلا نَخْبَةُ نَمْلَةٍ إِلا بِذَنْبٍ وَمَا يَعْفُو اللَّهَ أَكْثَرَ"1.
مِنْ حَدِيثِ حَجَّاجِ بن منهال أخبرنا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ يَزِيدَ بن عبد الله بْنِ الشِّخِّيرِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
قوله: نخبة نملة أي لدغة نملة والنخب بمعنى الخرق للجلد ونحوه.
__________
1 الفائق "نخب" "3/414" والنهاية "نخب" "5/31".

(2/321)