غريب الحديث للخطابي حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ
حَدِيثِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: "لأَنْ يمتلىء مَا بَيْنَ عَانَتِي
إِلَى رَهَابَتِي قَيْحًا يَتَخَضْخَضُ مِثْلَ السِّقَاءِ أَحَبُّ إلي
من أن يمتلىء شعرا".
...
حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عوف أنه قال: لأن يمتلىء مَا
بَيْنَ عَانَتِي إِلَى رَهَابَتِي قَيْحًا يَتَخَضْخَضُ مِثْلَ
السِّقَاءِ أَحَبُّ إلي من أن يمتلىء شعرا1.
أَخَبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زيرك أخبرنا أبو طلق
أخبرنا قتيبة أخبرنا الليث عن يزيد عن شَمَّاسَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ
مَالِكٍ هَكَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِي عَنْ شَمَّاسَةَ وَإِنِّمَا هُوَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَمَّاسَةَ
كَذَلِكَ حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بن إبراهيم بن مالك أخبرنا عمر بن حفص
السدوسي أخبرنا عاصم بن علي أخبرنا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ شَمَّاسَةَ أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ
يَقُولُ ذَلِكَ إِلا أَنَّهُ قَالَ: رَهَانَتِي, بِالنُّونِ وَهُوَ
غَلَطٌ وَالصَّوَابُ رَهَابَتِي بِالْبَاءِ وَالرَّهَابَةُ عُظَيْمٌ
كَالْغُضْرُوفِ يُشْرِفُ عَلَى رَأْسِ الْمَعِدَةِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ:2 وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: لِسَانُ الْكَلْبِ.
وَأَخْبَرَنِي عَنْ ثَعْلَبٍ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ فِي خَبَرٍ
ذَكَرَهُ قَالَ: فَرَأَيْتُ السَّكَاكِينَ قَدْ دَارَتْ بَيْنَ
رَهَابَتِهِ وَمَعِدَتِهِ
وهَذَا كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأن يمتلىء جَوْفُ
أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ 3 خير له من أن يمتلىء شعرا" 4.
__________
1 أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار في باب رواية الشعر "4/295"
مرفوعا بلفظ "من عنته إلى لهاته قيحا يمتخض" عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ وذكره الهيثمي في مجمعه "8/120" بلفظ "من عانته إلى هامته"
وعزاه للطبراني وذكره السيوطي في الجامع الكبير "1/636" بلفظ "من عانته
إلى لهاته" وعزاه للطبراني.
2 الصحاح "ورى" ورى القيح جوفه يريه وريا: أكله.
3 ساقط من ط.
4 أخرجه البخاري في الأدب "8/45" ومسلم في الشعر "4/1769" وأبو داود في
الأدب "4/302" وأحمد في مسنده "2/39و 96" وفي "3/3, 8, 41" من حديث ابن
عمر وأبي هريرة وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم "336".
(2/503)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: فَقَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ الأَسْفَارِ لَيْلا فَانْطَلَقْتُ لا
أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ إِلا إِنِّي أُسَمِّتُ1 فَهَجَمْتُ عَلَى
رَجُلَيْنِ فَقُلْتُ هَلْ حُسْتُمَا2 مِنْ شَيْءٍ؟ قَالا: لا, إِلا
أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ هَزِيزًا
كَهَزِيزِ الرَّحَيَيْنِ3.
مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي
السَّلِيلِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
/ قوله: حستما إنما هو أحستما أو حسيتما. يُقَالُ أحست بالخبر وحسيت به
قَالَ أَبُو زبيد: [185]
خلا أن العتاق من المطايا ... حسين به فهن إليه شوس4
والهزيز الصوت وأصله الأزيز أبدلت الهمزة هاء قَالَ الشاعر:
هزيز أشاءة فيها حريق5
وَقَوْلُهُ: أسمت أي ألزم سمت لا أعدل عنه.
__________
1 د, ط: "أسمت" بالبناء للمجهول.
2 "حستما" ضبط الحاء بالضم في نسخة س وبالكسر في نسختي د, ط وكلاهما
صواب وفي المصباح أحس به على معنى شعر به, وحسست به من باب قتل لغة فيه
والمصدر الحس بالكسر ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف فيقول: أحست به
ومنهم من يخفف فيهماب بابدال السين ياء فيقول: حسيت وأحسيت وحست بالخبر
من باب تعب, ويتعدى بنفسه فيقال: حسست الخبر من باب قتل فهو محسوس.
3 أخرجه الإمام في مسنده "6/23" عن أبي المليح عن أبي بردة عن عوف
باختلاف يسير في الألفاظ وفي "6/28" عن قتادة عن أبي المليح بلفظ "مثل
هزيز الرجل" وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/67".
4 اللسان "حسا" برواية "سوى أن العتاق" وفي الفائق "سمت" "2/200"
أحس به فهن إليه شوس
وهو في شعر أبي زبيد الطائي "96" برواية "حسسن به".
5 الفائق "سمت" دون عزو "2/200".
(2/505)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ فِي
الْمَنَامِ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنْتُمْ يَا مُحَلِّمُ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ
وَجَدْنَا رَبًّا رَحِيمًا غَفَرَ لَنَا فَقُلْتُ: أَكُلُّكُمْ؟ قَالَ:
كُلُّنَا غَيْرُ الأَحْرَاضِ قُلْتُ: وَمَنِ الأَحْرَاضُ؟ قَالَ:
الَّذِينَ يُشَارُ إِلَيْهِمْ بِالأَصَابِعِ1.
يَرْوِيهِ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ عن لقمان بن عامر عن سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
الأحراض جمع الحرض وهو الضاوي المهزول من المرض يُقَالُ رجل حرض وقد
أحرضه المرض ويقال: رأيت فلانا حرضا من الأحراض إذا أشرف على الهلاك,
والحارض: الرجل الساقط.
قَالَ الأصمعي: يقال: رجل حارِضَةٌ وهو الأحمق.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الحسين أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يوسف بن النضر
أخبرنا ابْنُ عَبْد الحكم قَالَ رآني الشافعي وأنا أستمد من دواة من
ناحية اليسار فَقَالَ: أشعرت أَنَّهُ يُقَالُ: إنَّهُ من الحراضة أن
يضع الرجل دواته من ناحية اليسار. يريد من الحمق.
والأحراض: هم الذين أسرفوا في الذنوب حتى استوجبوا عقوبة اللَّه
فأشرفوا على الهلاك.
ومعنى قوله: يشار إليهم بالأصابع أي اشتهروا بالشر وعرفوا به.
وقد يجوز أن يكون أراد بذلك أصحاب الرياء وأهل النفاق الذي شهروا
أنفسهم حتى أشير إليهم بالأصابع.
__________
1 أخرجه الواقدي في مغازيه "3/921".
(2/506)
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يرى النائم كأن سَبَبًا دُلِّيَ
مِنَ السَّمَاءِ فَانْتُشِطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ أُعِيدَ فَانْتُشِطَ أَبُو بَكْرٍ1.
مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَوْفٍ.
السبب: الحبل ولا يسمى سببا حتى يكون مشدودا أحد طرفيه بسقف أو نحوه.
وانتشط: أي جذب إلى السماء فرفع إليها يُقَالُ: نشطت الدلو من البئر
أنشطها نشطا وبئر نشوط وهي التي تخرج منها الدلو بجذبة أو جذبتين.
ومن هذا قول الناس: قد عقدته بأنشوطة أي عقدته عقدة تنحل بجذبة واحدة.
والنشط في السير: قلع2 اليدين قَالَ رؤبة:
تنشطته كل مغلاة الوهق3
أي قطعته وَقَالَ هميان بن قحافة:
أمست همومي تنشط المناشطا ... الشام بي طورا وطورا واسطا4
__________
1 ذكره المتقي في كنز العمال "12/583" في حديث طويل وعزاه لخيثمة في
فضائل الصحابة.
2 د: "قطع اليدين".
3 اللسان التاج "نشط" دون عزو وجاء في الشرح يقول: تناولته وأسرعت رجع
يديها في سيرها والمغلاة: البعيد الخطو, والوهق: المباراة في السير وهو
في الديوان "104".
4 اللسان التاج "نشط".
(2/504)
|