غريب الحديث للخطابي

حديث أبي وائل شقيق بن سلمة
حديث أبي وائل: أنه قال لإبراهيم التيمي: ألم أُنَبَّأ أنكم صُبَّتَان صُبَّتَان
...
حديث أبي وائل شقيق بن سلمة
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أبي وائل: "أنه قال لإبراهيم التيمي: ألم أُنَبَّأ أنكم صُبَّتَان صُبَّتَان"1.
يرويه يحيى بن معين، عن وكيع، عن مسعر، عن ثور الهمداني، عن إبراهيم التيمي، قال عباس الدوري: قلت ليحيى بن معين: ما صُبَّتَان؟ قال: حزبان.
قال الأصمعي: الصُبَّة: الجماعة من الناس، قال: ومثله الثُبَةُ والهيضلة والأزفلة، والزرافة، والزمزمة والصمصمة.
قال ابن الأعرابي: والصَّتُّ: الفرقة من الناس، قال: وروي عن ابن عباس: أن بني إسرائيل لما أمروا أن يقتل بعضهم بعضًا قاموا صَتَّيْن2.
وقال "223 " / زيد بن كثوة: أتيت موضع كذا، فإذا الرجال صَتِيْتَان، وإذا أرمداء كثير وطهاة لا أحصيها، ولِحَام كأنها إكام.
وأخبرني أبو عمر، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو موسى، عَنْ أَبِي العباس ثعلب في أسماء الجماعات, قال: يقال كُبْكُبَة وكَبْكَبَة، وهِلْتَاة،وَزَرَافة، وغَيْثَرَة،
__________
1 أخرجه ابن معين في: تاريخه: "258/2", و"343/3". رقم النص: 1659, بلفظ: "ألم أنبأ أنكم صَتيْتَان".
2 الفائق: "صت": 286/2, والنهاية: "صت": 11/3.

(3/28)


وبِرزِيقٌ، وصتٌّ وصَتيتٌ، ولُمَّة ولُمْعَة، وثُبَة، وحَضِيرة، وثُلَّة، ولِبْدَة، وقِدَّة، وصِرم، وعُنُق من النّاس وعِنْو وأَعْناء، وعِرْو وأَعْراء، وقَنِيف من الناس، وهم الأخلاط والأُشابات.

(3/29)


*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أبي وائل: "أنه كان يسأل عن التفسير, فيقول: أصاب الله الذي أراد"1. حُدِّثت بِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي خيثمة، حدثني أبي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ، عن سفيان، عن الأعمش.
قوله: أصاب الله، معناه أراد الله, ومنه قول الله تعالى: {رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} أي: أراد.
وأخبرني أحمد بن أبي ذر، نا ابن دريد، أنا أبو حاتم, عن الأصمعي، عن يونس, قال: تناظرنا في قول الله تعالى:
{رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} 2, فقيل: ما له إلا رؤبة بن العجاج، فخرجنا نريده, فلقيناه يتوكأ على ابنه عبد الله فقال: أين تُصِيبان؟ فقلنا: كفانا السؤال.
قال أبو سليمان: ومما يشبه هذا, وليس منه ما يروى عن الأصمعي في الرَّهَب.
أخبرني بعض أصحابنا، أنا ابن دريد، عن أبي حاتم، عن الأصمعي, فيما أحسب, قال: أخذت غداي في كمي، وخرجت إلى عرابة3 البصرة أسأل عن الرَّهَب، فرأيت جارية, فسألتها عن القوم فقالت: إن أنت
__________
1 أخرجه ابن سعد في: طبقاته: 100/6, عن سفيان، عن الأعمش.
2 سورة ص: 36.
3 س: "عرابة بالبصرة", وفي ط": "عدانة البصرة".

(3/29)


أعطيتني ما في رَهَبِك دللتك عليهم، فقلت: قد كُفِيت، ونفضت لها ما في كمي, وانصرفت.

(3/30)


*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أبي وائل أنه قال: "شهدت صِفِّين, وبئست الصفون"1.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زيرك، [نا العباس الدوري] 2، نا العباس بن الفضل الأزرق، نا أبو عوانة، نا الأعمش، سمعت أبا وائل يقول ذلك.
قوله: بئست الصفون، إنما أعربه؛ لأنه أجراه مجرى الجمع، وما كان من الواحد على بناء الجمع، فإعرابه كإعراب الجمع, كقولك: دخلت فلسطين، وهذه فلسطون، وأتيت قنسرين وهذه قنسرون، وأنشد المبرد:
وشاهدنا الجل والياسمو ... ن والمسمعات بقصابها3
ومن هذا قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ, وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} 4, وفي هذا مذهب لهم آخر, وهو أن يعربوا النون فقط, ويجعلونها بالياء في كل حال, كقولك هذه السيلحين ورأيت السيلحين ومررت بالسيلحين.
__________
1 أخرجه ابن سعد في: طبقاته: 96/6 عن وكيع، عن الأعمش.
2 ساقط من د, وفي ح: "عباس بن محمد الدوري".
3 الكامل للمبرد: 108/2, وعزي للأعشى, وهو في ديوانه: 173 برواية:
"وشاهدنا الورد والياسمين والمسمعات بقصابها"
4 سورة المطففين: 19.

(3/30)