غريب الحديث للخطابي حديث عبد الملك بن
مروان
حديث عبد الملك: "أنه قال لعمرو بن حريث:
أي الطعام أكلته أحب إليك؟...."
...
حديث عَبْد الملك بن مروان
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الملك: "أنه قال لعمرو
بن حريث: أي الطعام أكلته أحب إليك؟ قال: عناق قد أجيد تمليحها, وأحكم
نُضْجُهَا, قال: ما صنعت شيئًا, أين أنت عن عُمْرُوس راضع قد أجيد
سَمْطُهُ وأُحكم نُضْجُهُ، اختلجت إليك رِجْلُهُ فأتبعتها يده، يَجْرِي
بِشَرِيجَيْن من لبن وسمن"1.
يرويه: محمد بن زكرياء الغلابي، أخبرنا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ القاسم، حدثني أبي, عن هشام بن سليمان المخزومي.
قوله: قد أجيد تمليحها: أي سمطها, يقال: مَلَّحت الشاة إذا سمطتها.
ومنه قول الحسن، وذكرت له النُّورَة فقال: "تريدون أن يكون جلدي كجلد
الشاة المملوحة"2.
والعُمْرُوسُ: الحمل, وهو الإِمَّرُ والبَذَج, قال الشاعر:
قدْ هَلَكتْ جَارَتُنا من الهَمَجْ ... وإن تَجُعْ تأكُلْ عَتُودًا أوْ
بَذَجْ3
__________
1 الفائق: "ملح": 387/3, والنهاية: "ملح": 355/4.
2 الفائق: "ملح": 387/3, والنهاية: "ملح": 355/4.
3 اللسان، التاج: "بذج", وعزي لأبي محرز المحاربي, واسمه عبيد، وقال
ابن خالويه: الهمج هنا الجوع.
(3/167)
وهو البَرقُ أيضًا، فارسي معرب، ويجمع على
البِذْجَان. والبِرْقَان: مكسورة الباء، والحَمَل على الحُمْلَان
مضمومة الحاء.
فأما ما كان فيه أحد حروف العلة فجمعه على الكسر لا غير, كقولك: أَخٌ
وإِخْوان وأَمَةٌ وإِمْوان.
والعَتُود: من أولاد المعز: ما رعى وقوي، ويجمع على العِتْدَان.
والسَّمْطُ: أن ينزع شعره وينتف عن الجلد, والخمط: أن ينزع الجلد عن
اللحم.
والعناق: الأنثى من أولاد المعز، واسم الحمل في الغالب إنما يقع على
ذكران أولاد الضأن, فأما الإناث من أولاد الضأن فهي الرُّخَال، واحدها
رِخْل.
وجاء فُعَال جمعًا في أحرف يسيرة منها توءم وتُؤَام. وفرير وهو ولد
البقرة، وفُرَار، وشاة رُبَّى وغنم رُبَاب.
وقوله: تجري بِشَرِيجَيْن: أي بِمِثْلَيْن من لبن وسمن, وشَرجُ كل شيء
وشَرِيْجُهُ: مثله ونظيره.
(3/168)
|