غريب الحديث للخطابي 6- فهرس النحو
والصرف الجزء الأول
رقم اللوحة
* الحاجُ جمع حاجة، فأما الحوائج فهي جَمعٌ عَلَى غير قياسٍ، إلا أَنَّ
من العرب من يقول في الواحدة منها حائِجَة، فمن قَالَ ذَلِكَ أصابَ
القياسَ في جمعها عَلَى الحوائج. 87
* قَالَ أبو عُبَيْدة: العرب تحوّل لفظ فَعِيل إلى فُعال؛ ليكون أشد
مبالغة في النعت، يقال: مَلِيح ومُلاح، وكَرِيمٌ وكُرَام، فإذا أرادوا
التأكيد شَدَّدُوا فقالوا: كُرَّام وحُسَّان، ورجل أُمَّان ووُضَّاء،
وقُرَّاء. ومن هذا قولُه تَعالَى: {وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً} .
91، 161
*العرب تجعل ما بعْد القول مَرْفُوعًا عَلَى الحِكاية، فتقول: قلتُ:
عبدُ الله ذاهب، وقلت: إنك قائِم، هذا في جميع القَوْل، إلا في
"أَتَقُول" وَحْدَها في حرفِ الاستفهام؛ فإنّهم يُنزّلُونها مَنْزلةَ
أتظُنّ, فيقولون: أتقول إنك خارج، ومَتَى تَقُولُ: أن عبد الله منطلق.
121
* "لها أخت ناكح في بني شيبان" تَسقُط الهاءُ في مثل هذا من نَعْت
المؤنَّث إذا أَرَدْتَ الحال الرَّاهِنَة، كقولك: امرأةٌ طالقٌ،
وحاملٌ، فإذا جَعَلتَه للمُسْتَقْبَل قلت: حاملة وطالقة. 148
* قد يَخْرُجُ الاسْمُ من بِناء الرُّبَاعي إلى الثُّلاثي كقَولهم:
أَيْفَع الغُلامُ فهْوَ يافِعٌ، وكان القِياسُ مُوِفع، وأَبقَل المكانُ
فهو باقِلٌ، وأَوْرسَ الشجر فهو وارس. 162
(3/621)
رقم اللوحة
* العرب تُضمِر "لا" وَتُعْمِلُها، كقول الشَّاعِر:
أُوصِيكَ أَنْ يَحْمِدَكَ الأَقارِبُ ... ويرجعَ المِسْكِينُ وهوَ
خَائِبُ
يريدُ: ولا يرجع المسكين خائبا.
* جواز تَقْديم الاستِثْناء أمام اليَمِين، وفيه حجة لمن أهمل
الاستثناءَ من غير اتِّصالٍ بالكلام المُسْتَثْنى منه، وهو مذهبُ ابن
عباس. انظر الحديث. 242
* قد يُنْعت الفاعل بالمصدر كقولهم: رَجُل عَدْل، ورجل صَوْم بمعنى
صائم، ونَوْم بمعنى نائم. وقد يُنْعَتُ بِهِ المفعول أيضًا، كقولك:
رَجُل رِضًا، وهذا دِرْهَمٌ ضَربُ الأَمِير، وجاءني الخَلْق، يُريد
المخلوقين. فإذا نَعتَّ الفاعلَ بالمصْدر كَانَ الواحِدُ والجَمِيعُ،
والمذكَّر والمُؤَنَّث فيه سَواء. يُقال: رَجُلٌ كَرْم، وقَومٌ كَرْم،
وامرأة كَرْم، ونساء كَرْم. 249
* كُلّ اسْمٍ لَيْسَ فيه عَلم التأنيث فتذكيره جَائز، كالسَّماء،
والأَرضِ، والشَّمْسِ، والنَّارِ، والبِئْر، والحَرْبِ، ونحوِها. وقال
الفراء: العَربُ تجْتَرئ عَلَى تَذْكِير كلِّ مؤنَّث لَيْسَ فيها
عَلَمُ التأنيث. 251
* دُخول الألف واللام في الأَسماء عَلَى ثلاثة معانٍ: للتّعريف،
والتَّجْنِيس، والتَّعْظيم. فالتَعْريفُ كقْولك: الرجلُ، والمرأةُ.
والتَّجنيسُ كقولك: الشَّاءُ خَيرٌ من الإبل، والذَّهَبُ خَيْرٌ من
الفِضّة. والتّعظيمُ كقولك: حَسنُ بْن علي، وعبّاس بْن عَبْد المطّلب،
ثُمَّ تَقُول: الحَسَن بْن عَليّ، والعَبَّاس بن عبد المطلب. 260
* كل فِعْل من الثلاثي ممّا عَيْنه ياء أَوْ واو، إذَا كانت معتلةً
ساكنة نحو: قَالَ يقُولُ، وباعَ يَبيعُ، وخافَ يخافُ، وهابَ يُهابُ،
فإن موضعَ العين منه يمهز، نحو قائلٍ، وخائفٍ، وَبائع، فإن صحَّت
العَيْنُ من الفعل، صحَّت من اسم الفاعل، نحوعور فهو عاوِرٌ، وصيدَ
البعيرُ فهو صايدٌ غدا. 261
(3/622)
الجزء الثاني
رقم اللوحة
* لم يأتِ من المصادر على تِفْعَال إلا حَرْفَان: تِبيان، وتِلقاء,
فإذا تَرَكْتَ هَذَيْنِ اسْتَوَى لَكَ القِيَاسَ في كَلام النَّاس،
فَقُلْتُ في كُلِّ مَصْدَر تَفعال بِفَتْحِ التَّاء، مِثْل تَسيار
وتَهمام, وقُلْتُ في كُلِّ اسْمِ تِفعال بِكَسْرِهَا، مثل تِقْصار
وتِمثال. 21
* إذا كان أفعل اسما جمع على أفاعل كالأجادل والأداهم، إذا أردت القيد،
وهو نعت غالب يجري مجري الأسماء، قَالَ الشاعر:
وألصق أحشائي ببرد ترابه ... وإن كان مخلوطا بسم الأساوِدِ 38
* "تَيّا" تصغير "تَا"، كما قيل: "ذَيَّا" في تصغير "ذا". يقال: من
يعرف "تَيَّا". 47
* "مُعضِلَةٌ وَلا أَبَا حسنٍ لَهَا". قوله: ولا أبا حسن لها, نادر
جدًا؛ وذلك لأن التبرئة لا تقع على المعرفة إنما حقها في النكرة،
كقولك: لا باكيةَ لحمزة، ولا حاميةَ للجيش، وكقول الشاعر:
"تعدو الذئاب على من لا كلابَ له"
وذكر سلمة عَنِ الفراء أَنَّهُ قَالَ: هذه معرفة وضعت في مكان نكرة،
فأعطيت إعرابها، قَالَ: والمعنى كأنه قَالَ: معضلة ولا رجل كأبي حسن
يؤخذ علمها من قبله. 77
* لم يأت مفيعل في غير التصغير إلا في ثلاثة أحرف: مُسَيْطر ومُبَيطر
ومُهَيمن. 78
* قد تأتي "أو" بمنزلة واو العطف، ولا تكون بمعنى الفصل، كقوله تعالى:
{وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ
بُيُوتِ آبَائِكُمْ} ، وكقوله: {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ
كَفُوراً} ، وقال جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر 81
(3/623)
رقم اللوحة
* تقع "لا" في ماضي الفعل بمعني لم كقولهم: ما أصبح لا أمسى، يريد: لم
يُمْسِ، وكقوله:
"وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلمَّا"
أي لم يلم بذنب ولم يقارف إثمًا. 105
وتقع "لم" بمعنى "لا"، كقولك: ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن:
أي ما لا يشاء لا يكون. 105
* يقال: رجل مسهَب "كمكرم"، وكان القياس أن يُقَالُ: مسهِب "بكسر
الهاء" كمحسن، من أسهب، إلا أَنَّهُ جاء شاذا في حرفين، قالوا: ألفج
الرجل بمعنى أفلس فهو ملْفَج، بفتح الفاء، وأحصن الرجل، فهو محصَن,
"بفتح الصاد". 148
* انقلاب الواو عَنِ الياء في كلامهم مشهور، كقوله: الغاية القصوى
وأصله الياء، ويقال: فلان أحول من فلان، من الحِيلة، قَالَ الشاعر:
وتزري بعقل المرء قِلة ماله ... وإن كان أقوى من رجال وأحولا 192
* ومما قيل بالياء والأصل فيه الواو قولهم: العليا والدنيا، من العلو
والدنو، ومثل هذا كثير. 192
(3/624)
الجزء الثالث
* يقال: لبيك، وكان الأصل في لبَّى لبب، فأبدلوا من إحدى الباءات ياء
طلبًا للخفة، كما قالوا: تقضى الطائر من تقضَّض، وتظنَّى من تظنَّن.
218
* يقال: لبى يديك، وكان حقه أن يقال: يداك؛ لتأتلف الكملتان وتزدوجا،
والعرب قد تفعل ذلك
تتوخى به ازدواج الكلام، كقولهم: إنه ليأتينا بالغدايا والعشايا، وإنما
تجمع الغداة على الغدوات، فسلكوا بها مسلك العشِيَّة لتزدوج الكملتان.
وقالوا: حياك الله وبياك، وإنما هو بواك، فحولوها عن الواو إلى الياء
ومثلُ هذا في كلامهم كثير. 218
(3/624)
رقم اللوحة
* يعرب ما كان من الواحد على بناء الجمع كقولك: دخلت فلسطين، وهذه
فلسطون، وأتيت قنسرين، وهذه قنسرون. ومن هذا قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ
كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا
عِلِّيُّونَ} . وفي هذا مذهب لهم آخر, وهو أن يعربوا النون فقط،
ويجعلوها بالياء في كل حال كقولك: هذه السيلحين، ورأيت السيلحين، ومررت
بالسيلحين. 223
* حكم إعراب "لُكَع" عند النحويين حكم عمر، ينصرف في النكرة ولا ينصرف
في المعرفة. 245
* جاء فُعَال جمعًا في أحرف يسيرة، منها تَؤْءم وتُؤَام، وفرير وهو ولد
البقرة، وفُرار، وشاة رُبَّى وغنم رُبَاب. 263
* سرعان ما فَعَلْت: فيه ثلاث لغات، يقال: سَرْعَان، وسِرْعَان،
وسُرْعَان. والراء فيه ساكنة، والنون نصب أبدًا. وأما خرج سَرَعان
الناس فالصواب بنصب السين وفتح الراء. 281
(3/625)
|