لسان العرب فصل الواو
وجذ: الوَجْذُ، بِالْجِيمِ: النُّقْرَةُ فِي الْجَبَلِ تُمْسك الْمَاءَ
وَيُسْتَنْقَعُ فِيهَا، وَقِيلَ هِيَ الْبِرْكَةُ، وَالْجَمْعُ وِجْذان
ووِجاذٌ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ يَصِفُ الأَثافي:
غَيْرَ أَثافي مِرْجلٍ جَواذِي، ... كأَنّهنّ قِطَعُ الأَفلاذِ،
أُسُّ جَرامِيزَ عَلَى وِجاذِ
الأَثافي: حِجَارَةُ الْقِدْرِ. وَالْجَوَاذِي: جَمْعُ جَاذٍ، وَهُوَ
الْمُنْتَصِبُ. والأَفْلاذ، جَمْعُ فِلْذ: الْقِطْعَةُ «2» مِنَ
الْكَبِدِ. وَالْجَرَامِيزُ: الْحِيَاضُ، وَاحِدُهَا جُرْمُوزٌ. قَالَ
سيبويه:
__________
(1) . قوله [فراهنه] كذا بالأصول التي بأيدينا وكذا في شرح القاموس
(2) . قوله [جمع فلذ القطعة] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح: الفلذ
كَبِدُ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ أَفْلَاذٌ، وَالْفِلْذَةُ الْقِطْعَةُ
مِنَ الْكَبِدِ.
(3/518)
وَسَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُقَالُ
لَهُ: أَما تَعْرِفُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَجْذاً؟ وَهُوَ مَوْضِعٌ
يُمْسك الْمَاءَ، فَقَالَ: بَلَى وِجاذاً أَي أَعرف بِهَا وِجاذاً.
أَبو عَمْرٍو: أَوجَذته عَلَى الأَمر إِيجاذاً إِذا أَكْرَهته.
وذذ: الوَذْوَذَة: السُّرْعَةُ. وَرَجُلٌ وَذْواذٌ: سَرِيعُ الْمَشْيِ.
وَمَرَّ الذِّئْبُ يُوَذْوِذُ: مَرّ مَرّاً سَرِيعًا. وَوَذْوَذُ
المرأَة بُظارتها إِذا طَالَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مِنَ اللَّائي اسْتَفاد بَنُو قُصَيٍّ، ... فَجَاءَ بِهَا وَوَذْوَذُها
يَنُوس
ورذ: ورَذَ فِي جَانِبِهِ: أَبطأَ.
وقذ: الوقْذ: شِدَّةُ الضَّرْبِ. وَقَذه يَقِذُه وَقْذاً: ضَرَبَهُ
حَتَّى استَرْخى وأَشرف عَلَى الْمَوْتِ. وَشَاةٌ مَوْقُوذَة: قُتِلَتْ
بِالْخَشَبِ، وَقَدْ وقَذَ الشَّاةَ وقْذاً، وَهِيَ موْقُوذة ووقِيذٌ:
قَتَلَهَا بِالْخَشَبِ؛ وَكَانَ يَفْعَلُهُ قَوْمٌ فَنَهَى اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: وقَذَه بِالضَّرْبِ،
والمَوْقوذة والوَقِيذُ: الشَّاةُ تُضرب حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ
تُؤْكَلُ. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَالْمُنْخَنِقَةُ
وَالْمَوْقُوذَةُ
؛ الْمَوْقُوذَةُ: الْمَضْرُوبَةُ حَتَّى تَمُوتَ وَلَمْ تُذَكّ؛
ووُقِذَ الرجلُ، فَهُوَ مَوْقُوذٌ وَوَقِيذٌ. وَالْوَقِيذُ مِنَ
الرِّجَالِ: الْبَطِيءُ الثَّقِيلُ كأَنّ ثِقَلَهُ وَضَعْفَهُ وقَذَه.
وَالْوَقِيذُ وَالْمَوْقُوذُ: الشَّدِيدُ الْمَرَضِ الذي قَدْ أَشرف
عَلَى الْمَوْتِ؛ وَقَدْ وقَذَه المرضُ وَالْغَمُّ. قَالَ ابْنُ
جِنِّي: قرأْت عَلَى أَبي عَلِيٍّ عَنْ أَبي بَكْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصحاب
يَعْقُوبَ عَنْهُ قَالَ: يُقَالُ تَرَكْتُهُ وَقيذاً ووَقِيظاً، قَالَ:
قَالَ الْوَجْهُ عِنْدِي وَالْقِيَاسُ أَن يَكُونَ الذَّالُ بَدَلًا
مِنَ الظَّاءِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْمُنْخَنِقَةُ
وَالْمَوْقُوذَةُ
، وَلِقَوْلِهِمْ وَقَذِّهِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع وقَظَه وَلَا
مَوْقوظة، فَالذَّالُ إِذاً أَعم تَصَرُّفًا. قَالَ: وَلِذَلِكَ
قَضَيْنَا عَلَى أَن الذَّالَ هِيَ الأَصل. وَقَالَ الأَحمر: ضَرَبَهُ
فَوَقَظَهُ. اللَّيْثُ: حُمِلَ فلانٌ وَقِيذاً أَي ثَقِيلًا دَنِفاً
مُشْفِياً. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ أَنه قَالَ: إِني لأَعلمُ مَتَى تَهْلِكُ العربُ، إِذا سَاسَهَا
مَنْ لَمْ يُدْرك الْجَاهِلِيَّةَ فيأْخُذ بأَخلاقها وَلَمْ يُدركه
الإِسلامُ فَيَقِذه الْوَرَعُ
؛ قَوْلُهُ: فيَقِذُه أَي يُسكِّنُه ويُثْخِنُه وَيَبْلُغُ مِنْهُ
مَبْلَغًا يَمْنَعُهُ مِنَ انْتِهَاكِ مَا لَا يَحِلُّ وَلَا يَجْمُل.
وَيُقَالُ: وَقَذَهُ الْحُلْمُ إِذا سكّنَه، وَالْوَقْذُ فِي الأَصل:
الضَّرْبُ المُثْخن وَالْكَسْرُ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فوقَذَ النِّفاقَ
، وَفِي روايةٍ
الشيطانَ
، أَي كسَرَه ودَمغَه؛ وَفِي حَدِيثِهَا أَيضاً:
وَكَانَ وَقِيذَ الْجَوَانِحِ
أَي مَحْزُونَ الْقَلْبِ كأَن الْحُزْنَ قَدْ كَسَرَهُ وَضَعَّفَهُ،
وَالْجَوَانِحُ تَحْبِسُ الْقَلْبَ وتَحْويه فأَضاف الوُقُوذَ إِليها.
وَقَالَ خَالِدٌ: الْوَقْذُ أَن يُضْرَب فائِقُه أَو خُشَّاؤُه مِنْ
وَرَاءِ أُذنيه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الوَقْذُ الضَّرْبُ عَلَى
فَأْسِ القَفا فَتَصِيرُ هَدَّتُهَا إِلى الدِّمَاغَ فَيَذْهَبُ
الْعَقْلُ، فَيُقَالُ: رَجُلٌ مَوْقُوذٌ. وَقَدْ وقَذَه الْحُلْمُ:
سكَّنه. وَيُقَالُ: ضَرَبَهُ عَلَى مَوْقِذٍ من مَواقِذه وهي المِرْفق
أَو طَرَفِ المَنْكِب أَو الْكَعْبِ؛ وأَنشد للأَعشى:
يَلْوينَني دَيْني النَّهَارَ وَأَقْتَضِي ... دَيْني إِذا وَقَذَ
النُّعاس الرُّقَّدَا
أَي صَارُوا كأَنهم سُكارى مِنَ النُّعَاسِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَقِيذُ
الَّذِي يُغشى عَلَيْهِ لَا يُدْرى أَميت أَم لَا. وَيُقَالُ: وقَذَه
النعاسُ إِذا غَلَبَهُ. وَرَجُلٌ وَقِيذٌ أَي مَا بِهِ طِرْقٌ.
(3/519)
وَنَاقَةٌ مُوَقَّذَة: أَثَّر الصِّرارُ
فِي أَخْلافها مِنْ شَدِّه، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَرْغَثُها
وَلَدُهَا أَي يَرْضَعُها وَلَا يَخْرُجُ لَبَنُهَا إِلا نَزْرًا
لِعِظَمِ ضَرْعِهَا فيُوقِذُها ذَلِكَ، ويأْخُذها لَهُ داءٌ وورمٌ فِي
الضَّرْعِ. والوقائِذُ: حِجَارَةٌ مفروشة، واحدتها وَقيذَة.
وَلَذَ: ولَذَ ولْذاً: أَسرع المَشي. وَرَجُلٌ وَلَّاذ مَلَّاذ،
وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، وَاللَّهُ أَعلم.
وَمَذَ: ابْنُ الأَعرابي: الوَمْذَةُ الْبَيَاضُ النَّقِيُّ، وَاللَّهُ
أَعلم.
(3/520)
|