لسان العرب فصل الخاء المعجمة
خبا: الخِباءُ مِنَ الأَبنية: وَاحِدُ الأَخْبية، وَهُوَ مَا كَانَ
مِنْ وَبَر أَو صُوفٍ وَلَا يَكُونُ مِنْ شَعَر، وَهُوَ عَلَى
عَمُودَيْنِ أَو ثَلَاثَةٍ، وَمَا فوقَ ذَلِكَ فَهُوَ بَيْت. وَقَالَ
ابْنُ الأَعرابي: الخِباءُ مِنْ شعرٍ أَو صُوفٍ، وَهُوَ دُونَ
المَظَلَّة؛ كَذَلِكَ حَكَاهَا هَاهُنَا بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَالَ
ثعلب عن يعقوب: من الصُّوفُ خَاصَّةً. والخِباءُ: مِنْ بُيوت الأَعراب،
جَمْعُهُ أَخْبِية بِلَا هَمْزٍ. وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ:
فأَمَرَ بِخبائه فقُوِّضَ
؛ الخِباءُ: أَحد بُيُوتِ الْعَرَبِ مِنْ وَبَر أَو صُوفٍ. وَفِي
حَدِيثِ
هندٍ: أَهْل خِباءٍ أَو أَخْباء
، عَلَى الشَّكِّ، وَقَدْ يُسْتَعْمل فِي الْمَنَازِلِ وَالْمَسَاكِنِ؛
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
لأَنه أَتى خِباءَ فَاطِمَةَ وَهِيَ فِي الْمَدِينَةِ
؛ يُرِيدُ مَنْزِلَهَا. وأَصل الخِباء الْهَمْزُ لِأَنَّهُ يُخْتَبَأُ
فِيهِ. وأَخْبَيْت خِباءً وخَبَّيْته وتَخَبَّيته: عَمِلْتُهُ
ونَصَبته. واسْتَخْبَيْته: نَصَبْته وَدَخَلْتُ فِيهِ. والتَّخْبِية:
مِنْ قَوْلِكَ خَبَّيْته وتَخَبَّيْته. وتَخَبَّيت كِسَائِي تَخَبِّياً
وأَخْبَيْت كِسَائِي إِذا جَعَلْتَه خِباءً. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ
مِنَ الْخِبَاءِ أَخْبَيْت إِخباءً إِذا أَردت الْمَصْدَرَ إِذا
عَمِلْته وتَخَبَّيْت أَيضاً. والخِباءُ: غِشاءُ البُرَّةِ والشَّعيرة
فِي السُّنْبُلة، وخِبَاءُ النَّوْرِ: كِمَامُه، وكِلاهما عَلَى
المَثَل. وخَبَتِ النارُ والحَرْبُ والحِدّةُ تَخْبُو خَبْواً
وخُبُوّاً: سَكَنت وطَفِئَت وخَمَدَ لَهَبُها، وَهِيَ خَابِيَة،
وأَخْبَيْتها أَنا: أَخْمَدْتها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
ومِنَّا ضِرارٌ وابْنَماهُ وحاجِبٌ ... مُؤَجِّجُ نِيرانِ المَكارِمِ،
لَا المُخْبِي
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ سَكَن لَهَبُها، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كلَّما
تَمَنَّوا أَن تَخْبُوَ وأَرادوا أَن تَخْبُوَ. والخَابِيَة: الحبُّ،
وأَصله الْهَمْزُ، لأَنه مِنْ خَبَأْت إِلَّا أَن الْعَرَبَ تَرَكَتْ
هَمْزَهَا.
ختا: خَتا الرَّجُلُ يَخْتو خَتْواً إِذا رأَيته مُتَخَشِّعاً، أَو
إِذا انْكَسر مِنْ حُزْنٍ أَو مَرَضٍ، أَو تَغَيَّر لونُه مِنْ فَزَعٍ
أَو مَرَضٍ. والمُخْتَتِي: الناقِصُ. وخَتَوْتُ الرجُلَ: كَفَفْته عَنِ
الأَمر. وخَتَا الثوبَ خَتْواً: فَتَلَ هُدْبَه. والخَاتِية مِنَ
العِقْبان: الَّتِي تَخْتاتُ، وَهُوَ صوتُ جَناحَيْها وانْقِضاضِها.
وَيُقَالُ: خاتَتَ تَخُوتُ. يُقَالُ: خاتَت العُقابُ وخَتَت إِذا
انْقَضّتْ، قَالَ: وَيَجِيءُ خَتَا يَخْتُو بِمَعْنَى انْقَضَّ، وَهُوَ
مَقْلُوبٌ مِنْ خَاتَ. الأَصمعي فِي الْمَهْمُوزِ: اخْتَتأَ ذَلَّ؛
وأَنشد لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ:
وَلَا يَخْتَتِي ابنُ العَمِّ، مَا عِشْتُ، صَوْلَتي، ... وَلَا
أَخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ
وإِنِّي، وإِن أَوْعَدتُه أَوْ وَعَدْتُه، ... لَمُخْلِفُ إِيعادِي
ومُنْجِزُ مَوْعِدِي
(14/223)
وَقَالَ: إِنما تَرَكَ هَمْزَهُ ضَرُورَةً؛
قَالَ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
بَكَتْ جَزَعاً أَنْ عَضَّهُ السَّيْفُ، واخْتَتَتْ ... سُلَيْمُ بنُ
مَنْصورٍ لقَتْلِ ابْنِ حازِمِ
وَيُقَالُ: هُوَ خاتِلٌ لَهُ وخاتٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد لأَوْس
بْنِ حُجْر:
يَدِبُّ إِليه خاتِياً، يَدَّرِي لَهُ ... ليَعْقِرَهُ فِي رَمْيِهِ
حينَ يُرْسِلُ
وَقَالَ: أَصل اخْتَتَى من خَتَا لَونُه يَخْتُو خَتْواً إِذا تَغَيَّر
من فَزَع أَو مَرض. اللَّيْثُ: المُخْتَتِي الذَّلِيلُ؛ قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: وَقِيلَ فِي خاتِي مِنْ قَوْلِ جَرِيرٍ:
وخَطَّ المِنْقَرِيُّ بِها فَخَرَّتْ ... عَلَى أُمِّ القَفا، والليلُ
خاتِي
إِنه الشَّدِيدُ الظُّلْمَة. ابْنُ الأَعرابي: الخَتْيُ الطَّعْن
الوِلاءُ.
خثا: الخَثْوَة: أَسْفَلُ البَطْنِ إِذا كَانَ مسْتَرْخياً، امرأَةٌ
خَثْوَاءُ، وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ. وخَثَى
البقرُ يَخْثِي والفِيلُ خَثْياً: رَمَى بِذِي بَطْنِه، وَخَصَّ أَبو
عُبَيْدٍ بِهِ الثورَ وَحْدَهُ دُونَ الْبَقَرَةِ، وَالِاسْمُ
الخِثْيُ، وَالْجَمْعُ أَخْثَاءٌ مِثْلَ حِلْسٍ وأَحْلاس؛ وَقَالَ
ابْنُ الأَعرابي: الخِثْيُ لِلثَّوْرِ؛ وأَنشد:
عَلَى أَنَّ أَخْثاءً لَدَى البَيْتِ رَطْبةً، ... كأَخْثاءِ ثَوْرِ
الأَهْلِ عِنْدَ المُطَنَّبِ
وَفِي حَدِيثِ
أَبي سُفْيَانَ: فأَخَذَ مِنْ خِثْيِ الإِبِل فَفَتَّهُ
أَي رَوْثِها، وأَصل الخِثْيِ لِلْبَقَرِ فاستعاره للإِبل.
خجا: الخجاةُ: القَذَر واللُّؤْمُ، وَالْجَمْعُ خَجًى. وَمَا فُلَانٌ
إِلَّا خَجاةٌ مِنَ الخَجَى أَي قَذِرٌ لَئِيمٌ. وامرأَة خَجْواءُ:
وَاسِعَةٌ. وخَجَى برِجْلِه: نَسَف بِهَا التُّرَابَ فِي مَشْيه.
والخَجَوْجَى: الطويلُ الرجْلَين، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَهُوَ
فَعَوْعَل، والأُنثى خَجَوْجَاةٌ، وَقِيلَ: هُوَ المُفْرِط الطُّولِ
فِي ضِخَمٍ مِنْ عِظامِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْمُ الجَسِيم، وَقَدْ
يَكُونُ جَباناً. ورِيحٌ خَجَوْجاةٌ: دائِمةُ الهُبُوبِ شَدِيدَةُ
المَرِّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
هَوْجَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواحِ، خَجَوْجَاةُ ... الغُدُوِّ، رَواحُها
شَهْرُ
وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: كالكُوزِ مُخَجِّياً
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَورده صَاحِبُ التَّتِمَّةِ وَقَالَ:
خَجَّى الكُوزَ أَماله، وَالْمَشْهُورُ بِالْجِيمِ قَبْلَ الْخَاءِ،
وَقَدْ تقدم.
خدي: خَدَى البعيرُ وَالْفَرَسُ يَخْدِي خَدْياً وخَدَياناً، فَهُوَ
خادٍ: أَسرع وزجَّ بِقَوائِمِه مثلَ وَخَدَ يَخِدُ وخَوَّدَ يُخَوِّدُ
كلُّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:
حَتَّى غَدَتْ فِي بَياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً ... رِيحَ المَبَاءَةِ
تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ
وإِنما نَصَبَ ريحَ المَباءَة لَمَّا نَوَّن طَيِّبَةً، وَكَانَ
حَقُّها الإِضافَةَ، فضارَعَ قَولَهم هُوَ ضاربٌ زَيْدًا. قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ الرَّاعِي: حَتَّى غَدَت ضَمِيرُ بَقَرَةٍ
وَحْشِيَّةٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، ومَبَاءَتُها: مَكْنِسُها، وعَمِدٌ:
شديدُ الابْتلال؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهْيَ لاهِيَةٌ
الخَدْيُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْر، خَدَى فَهُوَ خَادٍ، وَقِيلَ: هُوَ
ضَرْبٌ مِنَ سَيْرِهَا لَمْ يُحَدَّ. قَالَ الأَصمعي: سأَلْت
أَعرابّياً مَا خَدَى؛ فَقَالَ: هُوَ عَدْوُ الحِمار بَيْن آرِيِّه
ومُتَمَرَّغِه. اللَّيْثُ: الوَخْدُ سَعَةُ الخَطْوِ فِي المَشْي،
وَمِثْلُهُ الخَدْيُ لُغَتَانِ. والخَدَى: دُودٌ يَخْرُجُ مَعَ رَوْثِ
(14/224)
الدَّابَّةِ، وَاحِدَتُهُ خَدَاةٌ؛ عَنْ
كُرَاعٍ. والخَدَاءُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا
بأَن هَمْزَتَهُ يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثَر مِنْهَا وَاوًا مَعَ
وُجُودِ خ د ي وَعَدَمِ خ د و، وَاللَّهُ أَعلم.
خُذَا: خَذَا الشيءُ يَخْذُو خَذْواً: اسْتَرْخَى، وخَذيَ،
بِالْكَسْرِ، مثلُه. وخَذِيَت الأُذُنُ خَذاً وخَذَتْ خَذْواً وَهِيَ
خَذْواءُ: اسْتَرْخَتْ مِنْ أَصلها وَانْكَسَرَتْ مُقْبِلةً عَلَى
الوَجْه، وَقِيلَ: هي الَّتِي اسْتَرْخَتْ مِنْ أَصلها عَلَى الخَدَّين
فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، يكونُ فِي النَّاسِ وَالْخَيْلِ والحُمُر خِلْقةً
أَو حَدَثاً؛ قَالَ ابْنُ ذِي كِبَار:
يَا خَلِيلَيَّ قَهْوَةً ... مُزَّةً، ثُمَّتَ احْنِذَا
تدَعُ الأُذْنَ سُخْنَةً، ... ذَا احْمرارٍ بِهَا خَذَا
ذَكَّرَ الأُذنَ عَلَى إِرادة العُضْوِ. وَرَجُلٌ أَخْذَى وامرأَة
خَذْواء. وخَذِيَ الحِمارُ يَخْذَى خَذاً، فَهُوَ أَخْذَى الأُذنِ،
وَكَذَلِكَ فَرَسٌ أَخْذَى، والأُنثى خَذْواءُ بَيِّنَةُ الخَذَا؛
وَاسْتَعَارَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة الخَذَا للنَّبْلِ فَقَالَ:
مِمَّا يُتَرَّصُ فِي الثِّقافِ، يَزِيِنُه ... أَخْذَى، كخَافِيةِ
العُقابِ، مُحَرَّبُ
ويَنَمَةٌ خَذْواءُ: مُتَثَنِّيَة لَيِّنة مِنَ النَّعْمة، وَهِيَ
بَقْلة. قَالَ الأَزهري: جَمْعُ الأَخْذى خُذْوٌ، بِالْوَاوِ، لأَنه
مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ كَمَا قِيلَ فِي جَمْعِ الأَعْشَى عُشْوٌ.
وأُذُنٌ خَذْواءُ وخُذَاوِيَّةٌ، زَادَ الأَزهري مِنَ الْخَيْلِ:
خَفيفةُ السَّمْعِ؛ قَالَ:
لَهُ أُذُنانِ خُذَاوِيَّتَانِ، ... والعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي
الظُّلَمْ «2»
. والخَذْوَاءُ: اسْمُ فَرَسِ شَيْطانَ بْنِ الحَكم بْنِ جاهِمَة؛
حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ؛ وأَنشد:
وقَدْ مَنَّت الْخَذْوَاءُ مَنّاً عَلَيهِمُ، ... وشَيطانُ إِذْ
يَدْعُوهُمُو ويثوبُ
والخَذَا: دُودٌ يَخْرُجُ مَعَ رَوْث الدَّابَّةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ.
واسْتَخْذَيْتُ: خَضَعْت، وَقَدْ يُهْمَزُ، وَقِيلَ لأَعرابي فِي
مَجْلِسِ أَبي زَيْدٍ: كَيْفَ اسْتَخْذَأْت؟ ليَتَعَرَّف منه الهَمْز،
فقال: الْعَرَبُ لَا تَسْتَخْذِئُ، فهَمَز. وَرَجُلٌ خِنْذِيانٌ:
كَثِيرُ الشرِّ. وَقَدْ خَنْذَى يُخَنْذِي وخَنْظَى بِهِ: أَسْمَعَه
الْمَكْرُوهَ؛ ذَكَرَهُ الأَزهري هُنَا وَقَالَ أَيضاً فِي
الرُّبَاعِيِّ: يُقَالُ للمرأَة تُخَنْذِي وتُخَنْظي أَي تَتَسَلَّطُ
بِلِسَانِهَا؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِكَثِيرٍ الْمُحَارِبِيِّ:
قدْ مَنعَتْني البُرَّ وهْيَ تَلْحانْ، ... وهْوَ كَثِيرٌ عِنْدَها
هِلِمَّانْ،
وَهِيَ تُخَنْذِي بالمَقالِ البَنْبانْ
وَيُقَالُ للأَتانِ: الخَذْوَاءُ أَي مسترخيةُ الأُذُن؛ وَقَالَ أَبو
الغُول الطُّهَوِيّ يَهْجُو قَوْمًا:
رأَيْتُكُمُو، بَني الخَذْواءِ، لمَّا ... دَنا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ
اللِّحامُ
تَوَلَّيْتُمْ بِوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ: ... لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْربُ أَو
جُذامُ
وَفِي حَدِيثِ
النَّخَعِيِّ: إِذا كَانَ الشقُّ أَو الخَرْقُ أَو الخَذَى فِي أُذُن
الأُضْحِية فَلَا بأْسَ
، هُوَ انْكِسارٌ
__________
(2) . قوله [والعين تبصر] كذا في الأَصل والتهذيب، والذي في التكملة:
وبالعين يبصر
(14/225)
واسترخاءٌ فِي الأُذُنْ. وأُذُنٌ خَذْواءُ
أَي مُسْتَرْخِيَةٌ. والخَذَواتُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَفِي حَدِيثِ
سَعْدٍ الأَسْلميّ: رأَيت أَبا بَكْرٍ بالخَذَواتِ، وَقَدْ حَلَّ
سُفْرَةً مُعلَّقة.
خرا: الخَرَاتانِ: نَجْمانِ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَراةٌ. قَالَ
ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْرَفُ الخَرَاتانِ إِلا مُثَنّىً، وَتَاءُ
الأَصل وَالتَّاءُ الزَّائِدَةُ فِي التَّثْنِيَةِ مُتَسَاوِيَتَا
اللَّفْظِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي حَرْفِ التَّاءِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ
سِيدَهْ فِي مُعْتَلِّ الْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم.
خزا: خَزَا الرجلَ يَخْزُوه خَزْواً: ساسَه وقَهَره؛ قَالَ ذُو الإِصبع
العَدْواني:
لاهِ ابنُ عَمِّكَ لَا أَفضَلْتَ فِي حَسَبٍ، ... يَوْماً، وَلَا
أَنْتَ دَيَّاني فتَخْزُوني
مَعْنَاهُ: للهِ ابنُ عَمِّك أَي وَلَا أَنتَ مَالِكُ أَمْري
فتَسُوسَني. وخَزَوتُ الفَصيل أَخْزُوه خَزْواً إِذا أَجْرَرْت
لِسَانَهُ فشَقَقْته. والخَزْوُ: كفُّ النَّفْسِ عَنْ هِمَّتِها
وصَبْرُها عَلَى مُرِّ الْحَقِّ. يُقَالُ: اخْزُ فِي طاعةِ اللَّهِ
نفْسَكَ. وخَزَا نفْسَه خَزْواً: مَلَكَها وكَفَّها عَنْ هَواها؛ قَالَ
لَبِيدٌ:
إِكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها، ... إِنَّ صِدْقَ النفْسِ يُزْري
بالأَمَلْ
غيرَ أَنْ لَا تَكْذِبَنْها فِي التُّقَى، ... واخْزُها بالبِرِّ للهِ
الأَجَلْ
وخَزا الدَّابَّةَ خَزْواً: ساسَها وراضَها. والخِزْيُ: السُّوءُ.
خَزِيَ الرجلُ يَخْزَى خِزْياً وخَزىً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ:
وَقَعَ فِي بَلِيَّة وشَرٍّ وشُهْرةٍ فذَلَّ بِذَلِكَ وهانَ. وَقَالَ
أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ
؛ المُخْزَى فِي اللُّغَةِ المُذَلُّ المَحْقُورُ بأَمْرٍ قَدْ
لَزِمَهُ بحُجَّة، وَكَذَلِكَ أَخْزَيْته أَلْزَمته حُجَّةً إِذا
أَذْلَلْته بِهَا. والخِزْيُ: الهَوان. وَقَدْ أَخْزَاهُ اللَّهُ أَي
أَهانَه اللَّهُ. وأَخْزَاه اللَّهُ وأَقامَه على خَزْيةٍ [خِزْيةٍ]
ومَخْزاةٍ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي الْفَصِيحِ: خَزِيَ الرجلُ
خِزْياً مِنَ الهَوان، وخَزِيَ يَخْزَى خَزايةً مِنَ الِاسْتِحْيَاءِ،
وامرأَة خَزْيا؛ قَالَ أُمية:
قالتْ: أَرادَ بِنَا سُوءاً، فقلتُ لَهَا: ... خَزْيانُ حيثُ يقولُ
الزُّورَ بُهْتانا
وأَنشد بَعْضُهُمْ:
رِزانٌ إِذا شَهِدُوا الأَنْدِياتِ ... لَمْ يُسْتَخَفُّوا وَلَمْ
يخْزَوُوا
أَراد بِقَوْلِهِ لَمْ يخْزَوُوا بناءَ افْعَلَّ مِثْلَ احمرَّ
يَحْمرُّ مِنْ خَزِيَ يَخْزَى، قَالَ: واخْزَوَى يَخْزَوي مثلُ
ارْعَوَى يَرْعَوي، وَلَمْ يَرْعَوُوا لِلْجَمْعِ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ
بَعْضُهُمْ أَخْزَيْته أَي فَضَحْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
حِكَايَةً عَنْ لُوطٍ لِقَوْمِهِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ
فِي ضَيْفِي
؛ أَي لَا تَفْضَحُونِ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي
الدُّنْيا
؛ الخِزْيُ الفَضِيحةُ. وَقَدْ خَزِيَ يَخْزَى خِزْياً إِذا افْتَضَح
وتَحيَّر فَضِيحَةً. وَمِنْ كَلَامِهِمْ لِلرَّجُلِ إِذا أَتَى بِمَا
يُسْتَحْسَن: مَا لَه، أَخْزَاهُ اللهُ وَرُبَّمَا قَالُوا: أَخْزَاهُ
اللَّهُ، مِنْ غَيْرِ أَن يَقُولُوا مَا لَه. وكلامٌ مُخْزٍ:
يُسْتَحْسَنُ فَيُقَالُ لِصَاحِبِهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ. وَذَكَرُوا أَن
الْفَرَزْدَقَ قَالَ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ جيِّداً فَقَالَ: هَذَا
بيتٌ مُخْزٍ أَي إِذا أُنْشِد قَالَ الناسُ: أَخْزَى اللهُ قائلَه مَا
أَشْعَرَه وإِنما يَقُولُونَ هَذَا وشِبْهَهُ بدلَ المدحِ لِيَكُونَ
ذَلِكَ وَاقِيًا لَهُ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْمُرَادُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ
إِنما هُوَ الدُّعَاءُ لَهُ لَا عَلَيْهِ. وَقَصِيدَةٌ مُخْزِية أَي
نِهايةٌ فِي الحُسْنِ يُقَالُ لقائِلِها أَخْزاهُ اللَّهُ. والخَزْية
والخِزْية: البَلِيَّة يُوقَع فِيهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ
الْفَرَزْدَقَ:
(14/226)
وكنْتَ إِذا حَلَلْتَ بدارِ قوْمٍ، ...
رَحَلْتَ بِخَزْيَةٍ وترَكْتَ عَارَا
وَيُرْوَى لخِزْية. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ الحَرَم لَا يُعيذُ عاصِياً وَلَا فَارًّا بخَزْية
أَي بجَريمة يُسْتَحْيا مِنْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
الشَّعْبِيِّ: فأَصابَتْنا خَزْيَة [خِزْيَة] لَمْ نَكُنْ فِيهَا
بَرَرَةً أَتْقِياءَ ولا فَجَرَةً أَقْوِياءَ
أَي خَصلةٌ استَحْيَيْنا مِنْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُمْ فِي
الدُّنْيا خِزْيٌ*
؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ قَتْلٌ إِن كَانُوا حَرْباً أَو
يُجَزَّوْا إِن كَانُوا ذِمَّةً. وخَزِيَ مِنْهُ وخَزِيَهُ خَزَايَةً
وخَزىً، مَقْصُورٌ: استَحْيا. وَفِي حَدِيثِ
يَزِيدَ بْنِ شَجَرة: أَنه خَطَبَ الناسَ فِي بَعْضِ مَغازيه يَحُثُّهم
عَلَى الْجِهَادِ فَقَالَ فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ: انْهَكُوا وُجُوهَ
الْقَوْمِ وَلَا تُخْزُوا الحُورَ العِينَ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ لَا تُخْزُوا لَيْسَ مِنَ الخِزْي
لأَنه لَا مَوْضِعَ للخِزْي هاهنا، وَلَكِنَّهُ مِنَ الخَزَاية، وَهِيَ
الِاسْتِحْيَاءُ؛ يُقَالُ مِنَ الْهَلَاكِ: خَزِيَ الرجلُ يَخْزَى
خِزْياً، وَمِنَ الحياءِ: خَزِيَ يَخْزَى خَزاية؛ يُقَالُ: خَزَيْت
فُلَانًا إِذا اسْتَحييت مِنْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
خَزايَةً أَدْرَكَتْه، بَعْدَ جَوْلَتِه، ... مِنْ جانبِ الحبْلِ
مُخلوطاً بِهَا الغَضَبُ
وَقَالَ القُطامي يَذْكُرُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا:
حَرِجاً وكَرَّ كُرُورَ صاحبِ نَجْدَةٍ، ... خَزِيَ الحَرائِرُ أَن
يكونَ جَبانا
أَي اسْتَحَى. قَالَ: وَالَّذِي أَراد ابْنُ شَجَرَةَ بِقَوْلِهِ لَا
تُخْزُوا الحورَ العِين أَي لَا تَجْعَلُوهُنَّ يَسْتَحْيِينَ مِنْ
فِعلكم وتَقْصيرِكم فِي الجِهاد، وَلَا تَعَرَّضوُا لِذَلِكَ مِنْهُنَّ
وانْهَكُوا وجُوه القوْم وَلَا تُوَلُّوا عَنْهُمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ:
رَجُلٌ خَزْيانُ وامرأَة خَزْيا، وَهُوَ الَّذِي عمِل أَمراً قَبِيحًا
فاشتَدَّ لِذَلِكَ حياؤُه وخَزايَتُه، وَالْجَمْعُ الخَزايا؛ قَالَ
جَرِيرٌ:
وإِنَّ حِمىً لَمْ يَحْمِهِ غيرُ فَرْتَنا، ... وغيرُ ابنِ ذِي
الكِيرَيْنِ، خَزْيانُ ضائِعُ
وَقَدْ يَكُونُ الخِزْيُ بِمَعْنَى الْهَلَاكِ وَالْوُقُوعِ فِي
بَلِيَّةٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ شَارِبِ الْخَمْرِ:
أَخْزاهُ اللهُ
، وَيُرْوَى: خَزَاهُ اللهُ أَي قَهَره. يُقَالُ: خَزاه يَخْزُوه.
وخَازَانِي فلانٌ فَخَزَيْتُه أَخْزِيهِ: كنتُ أَشَدَّ خِزْياً مِنْهُ
وكَرِهْتُ أَنْ أَخْزِيَهُ. وَفِي الدُّعَاءِ:
اللَّهُمَّ احْشُرْنا غَيْرَ خَزَايا وَلَا نادِمِينَ
أَي غَيْرَ مُسْتَحْيِينَ مِنْ أَعمالنا. وَفِي حَدِيثِ
وَفْدِ عَبْدِ القَيْس: غيرَ خَزَايَا وَلَا نَدامى
؛ خَزَايا: جَمْعُ خَزْيَانَ وَهُوَ المُسْتَحْيي. والخَزَاءُ،
بِالْمَدِّ: نَبْتٌ.
خسا: الخَسَا: الفَرْد، وَهِيَ المَخاسي جمعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ
كمَسَاوٍ وأَخواتِها. وتَخَاسَى الرَّجُلَانِ: تَلاعَبا بالزَّوْج
والفَرْد. يُقَالُ: خَساً أَو زَكاً أَي فَرْد أَو زَوْج؛ قَالَ
الْكُمَيْتُ:
مَكارِمُ لَا تُحْصَى، إِذا نحْنُ لَمْ نَقُلْ ... خَساً وزَكاً فِيما
نَعُدُّ خِلالَها
اللَّيْثُ: خَساً وزَكاً، فَخَساً كَلِمَةٌ مِحْنَتُها أَفْرادُ
الشيءِ، يُلْعَبُ بالجَوْزِ فَيُقَالُ خَساً زَكاً، فَخَساً فَرْدٌ
وزَكاً زَوْج، كَمَا يُقَالُ شَفْعٌ ووِتْرٌ؛ قَالَ رؤْبة:
لَمْ يَدْرِ مَا الزَّاكي مِنَ المُخَاسِي
وَقَالَ رُؤْبَةُ أَيضاً:
حَيْرانُ لَا يَشْعُرُ مِنْ حَيْثُ أَتَى ... عنْ قِبْضِ مَنْ لاقَى،
أَخَاسٍ أَمْ زَكا؟
يَقُولُ: لَا يَشْعُر أَفَرْدٌ هُوَ أَم زَوْج. قَالَ: والأَخاسِي
جَمْعُ خَساً. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلزَّوْجِ
(14/227)
زَكَا وللفَرْد خَسَا، وَمِنْهُمْ مَنْ
يُلْحِقها بِبَابِ فَتىً، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقُهَا بِبَابِ زُفَرَ،
وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقُهَا بِبَابِ سَكْرَى؛ قَالَ: وأَنشدتني
الدُّبَيْرِيَّة:
كَانُوا خَساً أَو زَكاً مِنْ دونِ أَرْبعةٍ، ... لَمْ يَخْلَقُوا
وجُدُودُ الناسِ تَعْتَلِجُ
وَيُقَالُ: هُوَ يُخَسِّي ويُزَكِّي أَي يَلْعب فَيَقُولُ أَزَوْجٌ أَم
فَرْد. وَتَقُولُ: خَاسَيْتُ فُلَانًا إِذا لَاعَبْتُهُ بالجَوْزِ
فَرْداً أَو زَوْجاً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ فَرَسٍ:
يَعْدُو عَلى خَمْسٍ قَوائِمُه زَكَا
أَراد: أَن هَذَا الْفَرَسَ يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ مِنَ الأُتُن
فيَطْرُدها، وقَوائمُه زَكَا أَي هِيَ أَربع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
لَامُ الخَسا هَمْزَةٌ. يُقَالُ: هُوَ يُخاسِئُ يُقامِرُ، وإِنما
تَرَكَ هَمْزَةَ خَساً إِتباعاً لِزَكاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
لأَدْنى خَساً أَو زَكاً مِنْ سِنِيك ... إِلى أَرْبَعٍ، فَتقُولُ
انْتِظارا
قَالَ: وَيُقَالُ خَسَا زَكَا مِثْلَ خَمْسَةَ عَشَرَ؛ قَالَ:
وشَرُّ أَصْنافِ الشُّيوخِ ذُو الرِّيَا، ... أَخْنَسُ يَحْنُو
ظَهْرَه، إِذا مَشى
الزُّورُ أَو مالُ اليَتِيمِ، عِنْدَه، ... لِعْبُ الصَّبِيِّ بالحَصى
خَسَا زَكا
وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا أَدْرِي كَمْ حدَّثني أَبي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَساً أَمْ زَكاً
؛ يَعْنِي فَرْداً أَو زَوْجاً. وتَخَاسَتْ قوائمُ الدَّابَّةِ
بالحَصَى أَي تَرامَتْ بِهِ؛ قَالَ المُمَزَّق الْعَبْدِيُّ:
تَخاسى يَداها بالحَصَى وتَرُضُّه بأَسْمَر صَرَّافٍ، إِذا حَمَّ
مُطْرِقُ «3»
. أَراد بالأَسْمَر الصَّرَّافِ مَنْسِمَها.
خشي: الخَشْيَة: الخَوْف. خَشِيَ الرَّجُلُ يَخْشَى خَشْية أَي خَافَ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي الخَشْية الخَشَاةُ؛ قَالَ
الشَّاعِرُ:
كأَغْلَبَ مِنْ أُسُودِ كِرَاءَ وَرْدٍ، ... يَرُدُّ خَشايَةَ الرَّجُل
الظَّلوم
كِراءُ: ثَنِيَّة بِيشَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: خَشِيَه يَخْشَاه خَشْياً
وخَشْيَة وخَشاةً ومَخْشاةً ومَخْشِيةً وخِشياناً وتَخَشَّاه
كِلَاهُمَا خافَهُ، وَهُوَ خاشٍ وخَشٍ وخَشْيانُ، والأُنثى خَشْيا،
وَجَمْعَهُمَا مَعًا خَشايا، أَجروه مُجْرى الأَدْواء كحَباطَى
وحَباجَى وَنَحْوِهِمَا لأَن الخَشْية كالدَّاء. وَيُقَالُ: هَذَا
الْمَكَانُ أَخْشَى مِنْ ذَلِكَ أَي أَشدُّ خَوْفًا؛ قَالَ
الْعَجَّاجُ:
قَطَعْت أَخْشَاهُ إِذا مَا أَحْبَجا
وَفِي حَدِيثِ
خَالِدٍ: أَنه لَمَّا أَخَذ الرَّايَةَ يومَ مُوتة دَافَع الناسَ
وخَاشَى بِهِمْ
أَي أَبْقى عَلَيْهِمْ وحَذِر فانْحازَ؛ خَاشَى: فاعَلَ مِنَ الخَشْية.
خاشَيْت فُلَانًا: تارَكْته. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَخَشِينا أَنْ
يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى فَخَشِينا أَي فعَلِمْنا، وَقَالَ
الزَّجَّاجُ: فَخَشِينا مِنْ كَلَامِ الخَضِر، وَمَعْنَاهُ كَرِهْنا،
وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَخَشِينا عَنِ اللَّهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى
أَنه مِنْ كَلَامِ الخَضِر قَوْلُهُ: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما
رَبُّهُما، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَخَشِينا عَنِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ، لأَنّ الخَشْية مِنَ اللَّهِ مَعْنَاهَا الكَراهة، وَمِنَ
الآدَمِيِّين الخوفُ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ حِينَئِذٍ فأَرَدْنا
بِمَعْنَى أَراد اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ لقَد أَكْثَرْتَ مِنَ
الدُّعَاءِ بِالْمَوْتِ حَتَّى خَشِيتُ أَن يكونَ ذَلِكَ أَسْهَلَ لَكَ
عِنْدَ نُزُوله
؛ خَشِيت هُنَا بِمَعْنَى: رَجَوْت. وَحَكَى ابن الأَعرابي: فَعَلْت
__________
(3) . قوله [إذا حم] بالحاء المهملة كما في الأصل والتكملة والتهذيب
وقال حم أي قصد انتهى والذي في الأساس: جم، بالجيم: وقال يريد الخف
وجمومه اجتماع جريه
(14/228)
ذَلِكَ خَشاةَ أَن يَكُونَ كَذَا؛ وأَنشد:
فتَعَدَّيْتُ خَشاةً أَنْ يَرَى ... ظالمٌ أَني كَمَا كَانَ زَعَمْ
وَمَا حَمَلَه عَلَى ذَلِكَ إِلَّا خِشْيُ فُلَانٍ «1» . وخَشَّاهُ
بالأَمْر تَخْشِيَة أَي خَوَّفَه. وَفِي الْمَثَلِ: لَقَدْ كُنْت وَمَا
أُخَشَّى بالذِّئْبِ. وَيُقَالُ: خَشّ ذُؤَالَةَ بالحِبالة، يَعْنِي
الذِّئْبَ. وخَاشَاني فَخَشَيْتُه أَخْشِيهِ: كنتُ أَشَدَّ مِنْهُ
خَشْيَةً. وَهَذَا المكانُ أَخْشى مِنْ هَذَا أَي أَخْوَفُ، جَاءَ
فِيهِ التعجبُ مِنَ الْمَفْعُولِ، وَهَذَا نَادِرٌ، وَقَدْ حَكَى
سِيبَوَيْهِ مِنْهُ أَشياء. والخَشِيُّ، عَلَى فَعِيلٍ، مِثْلُ
الحَشِيِّ: اليابسُ مِنَ النَّبْتِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذا خَمى، ... صَوْتُ أَفاعٍ فِي خَشِيٍّ
أَعْشَما
يَحْسَبُه الجاهلُ، مَا كَانَ عَما، ... شَيْخاً عَلَى كُرْسيِّه
مُعَمَّما
لَوْ أَنَّه أَبانَ أَو تَكَلَّما، ... لَكَانَ إِيَّاه، وَلَكِنْ
أَحْجَما
قَالَ: الخَشِيُّ الْيَابِسُ العَفِنُ، قَالَ: وخَمى بِمَعْنَى خَمَّ،
وَقَوْلُهُ: مَا كَانَ عَمَا، يَقُولُ نَظَرَ إِليه مِنْ بُعْدٍ،
شَبَّهَ اللَّبَنَ بالشَّيْخِ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: اسْتَثْبتُّ
فِيهِ أَبا الْعَبَّاسِ فَقَالَ يُقَالُ خَشِيّ وحَشِيّ؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَيُرْوَى فِي حَشِيٍّ وَهُوَ مَا فَسَدَ أَصله وعَفِنَ
وَهُوَ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: نَبْتٌ خَشِيٌّ وحَشِيٌّ أَي
يَابِسٌ. ابْنُ الأَعرابي: الخَشَا الزَّرْعُ الأَسْود من البَرْد،
وخشو
الخَشْوُ الحَشَفُ من التَّمْر. وخشو
خَشَت النخلةُ خشو
تَخْشُو خشو
خَشْواً: أَحْشَفَتْ، وَهِيَ لُغَةُ بَلْحرث بْنِ كَعْبٍ؛ وَقَوْلُ
الشَّاعِرِ:
إِنَّ بَني الأَسْودِ أَخْوالُ أَبي ... فإِنَّ عندِي، لَوْ رَكِبتُ
مِسْحَلي،
سَمَّ ذَرارِيحَ رِطابٍ وخَشِي
أَراد: وخَشِيّ فحذَف إِحدى الْيَاءَيْنِ لِلضَّرُورَةِ، فَمَنْ حَذَفَ
الأُولى اعتلَّ بِالزِّيَادَةِ وَقَالَ: حذفُ الزَّائِدِ أَخف منْ
حَذْفِ الأَصل، وَمَنْ حَذف الأَخيرة فلأَنَّ الْوَزْنَ إِنما
ارْتَدَعَ هُنَالِكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
كأَنَّ صوتَ خِلْفِها والخِلْفِ، ... والقادِمَيْن عِنْدَ قَبْضِ
الكَفِّ،
صوتُ أَفاعٍ فِي خَشِيِّ القُفّ
قَالَ: قَوْلُهُ صَوْتُ خلِفها؛ وَالْخِلْفُ مِثْلُ قَوْلِ الْآخَرِ:
بَيْن فَكِّها والفَكِ
وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَلَقَدْ خَشِيتُ بأَنَّ مَنْ تَبِعَ الهُدى ... سَكَنَ الجنانَ مَعَ
النبيِّ مُحَمَّدِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالُوا: مَعْنَاهُ عَلِمْتُ،
وَاللَّهُ أَعلم.
خصا: الخُصْيُ والخِصْيُ والخُصْيَةُ والخِصْيَة مِنْ أَعضاء
التَّنَاسُلِ: وَاحِدَةُ الخُصى، وَالتَّثْنِيَةُ خِصْيتانِ
[خُصْيتانِ] وخُصْيانِ وخِصْيانِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ
خُصْية وَلَمْ أَسمعها بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَسَمِعْتُ فِي
التَّثْنِيَةِ خُصْيانِ، وَلَمْ يَقُولُوا لِلْوَاحِدِ خُصْيٌ،
وَالْجَمْعُ خُصىً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَدْ جَاءَ خصْيٌ لِلْوَاحِدِ
فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ:
شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغة المُلازِمهْ، ... صغيرةٌ كخُصْيِ تَيْسٍ
وارِمهْ
وَقَالَ آخَرُ:
يَا بِيَبا أَنتَ، وَيَا فوقَ البِيَبْ، ... يَا بِيَبا خُصْياكَ مِنْ
خُصىً وزُب
__________
(1) . قوله [إلا خشي فلان] ضبط في المحكم بفتح الخاء وكسرها مع سكون
الشين فيهما
(14/229)
فثنَّاه وأَفرده. وخَصى الفحلَ خِصاءً،
مَمْدُودٌ: سَلَّ خُصْيَيْه، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَالدَّوَابِّ
وَالْغَنَمِ. يُقَالُ: بَرِئَتْ إِليك مِنَ الخِصاء؛ قَالَ بِشْر
يَهْجُو رَجُلًا:
جَزِيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً، ... حَدِيثُ الخِصاءِ،
وارمُ العَفْلِ مُعْبَر
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخُصْيَتانِ البَيْضَتان، والخُصْيان
الجِلْدتان اللَّتان فِيهِمَا البَيضتان؛ وَيُنْشِدُ:
تقولُ: يَا رَبَّاهُ، يَا رَبِّ هَلِ، ... إِن كنتَ مِنْ هَذَا
مُنَجِّي أَجَلي،
إِمَّا بتَطْلِيقٍ وإِمَّا بِارْحَلي ... كأَنَّ خُصْيَيْهِ، مِنَ
التَّدَلْدُلِ،
ظَرْفُ عجوزٍ فِيهِ ثِنْتا حَنْظَلِ
أَراد حنْظَلَتان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِثْلُهُ لِلْبُعَيْثِ:
أَشارَكْتَني فِي ثَعْلبٍ قَدْ أَكَلْته، ... فَلَمْ يَبْقَ إِلا
جِلْدُه وأَكارِعُهْ؟
فَدُونَكَ خُصْيَيْهِ وَمَا ضَمَّتِ اسْتُه، ... فإِنَّكَ قَمْقامٌ
خَبِيثٌ مَراتِعُهْ
وَقَالَ آخَرُ:
كأَنَّ خُصْيَيْهِ، إِذا تَدَلْدَلا، ... أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلانِ
مِرْجَلا
وَقَالَ آخَرُ:
كأَنَّ خُصْيَيْه،، إِذا مَا جُبَّا ... دَجاجَتانِ تَلْقُطانِ حَبَّا
وَقَالَ آخَرُ:
قَدْ حَلَفَتْ بِاللَّهِ لَا أُحِبُّه، ... أَن طالَ خُصْياه وقَصْر
زُبُّه
وَقَالَ آخَرُ:
مُتَوَرِّكُ الخُصْيَيْنِ رِخْوُ المَشْرَحِ
وَقَالَ الحرث بْنُ ظَالِمٍ يَهْجُو النُّعْمَانَ:
أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجمَةً، ... أَتُؤْكَلُ جَارَاتِي،
وجارُك سالِمُ؟
والخُصْيَة البَيْضة؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ:
لَسْتُ أُبالي أَن أَكون مُحْمِقَهْ، ... إِذا رأَيْتُ خُصْيَةً
مُعَلَّقَهْ
وإِذا ثنَّيت قُلْتَ خُصْيان لَمْ تُلْحِقْه التَّاءَ، وَكَذَلِكَ
الأَلْيَةُ إِذا ثنَّيت قلتَ أَلْيانِ لَمْ تُلْحِقْه التاءَ، وَهُمَا
نَادِرَانِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: كُلُّ مَقْرُونَيْنِ لَا يَفْتَرِقَانِ
فَلَكَ أَن تَحْذِفَ مِنْهُمَا هَاءَ التأْنيث؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
تَرْتَجّ أَلياهُ ارْتِجاجَ الوَطْب
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جَاءَ خُصْيتان وأَلْيتان بِالتَّاءِ
فيهما؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الصَّعِق:
وإِنَّ الفَحْل تُنْزَعُ خُصْيَتاهُ، ... فيُضْحي جافِراً قَرِحَ
العِجانِ
قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
كَذِي داءٍ بإِحْدى خُصْيَتَيْه، ... وأُخْرى مَا تَوَجَّعُ مِنْ
سَقامِ
وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
قدْ نامَ عَنْها جابرٌ ودَفْطَسا، ... يَشْكُو عُروقَ خُصْيَتَيْهِ
والنَّسا
كأَنَّ ريحَ فَسْوِهِ، إِذا فَسا، ... يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ، إِذا
تَنَفَّسَا
وَقَالَ أَبو المُهَوِّسِ الأَسدي
قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُكُم أُسودَ خَفِيَّةٍ، ... فإِذا لَصافِ تَبِيضُ
فِيهَا الحُمَّرُ
عَضَّتْ أُسَيِّدُ جَدْلَ أَيْرِ أَبِيهِمُ، ... يومَ النِّسارِ،
وخُصْيَتَيْهِ العَنْبَرُ «1»
__________
(1) . قوله [عضت أسيد إلخ] أنشده ياقوت في المعجم هكذا:
عضت تميم جلد أير أبيكم ... يوم الوقيط وعاونتها حضجر
(14/230)
وَقَالَ عَنْتَرَةُ فِي تَثْنِيَةِ
الأَلْية:
مَتى مَا تَلْقَني، فَرْدَيْنِ، تَرجُفْ ... روانِفُ أَلْيَتَيْكَ
وتُسْتطارا
التَّهْذِيبُ: والخُصْيَة تُؤَنَّثُ إِذا أُفْرِدَت فإِذا ثَنَّوا
ذكَّروا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ الخُصْيَتَان. قَالَ ابْنُ
شُمَيْلٍ: يُقَالُ إِنه لِعَظِيمُ الخُصْيَتين والخُصْيين، فإِذا
أَفردوا قَالُوا خُصْية. ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ خَصِيٌّ مخْصِيٌّ.
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خَصِيٌّ بَصِيٌّ إِتباعٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ،
وَالْجَمْعُ خِصْيَةٌ وخِصْيانٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: شَبَّهُوهُ
بِالِاسْمِ نَحْوَ ظَلِيم وظِلْمان، يَعْنِي أَن فِعْلاناً إِنما
يَكُونُ بِالْغَالِبِ جمعَ فَعِيلٍ اسْماً، وَمَوْضِعُ الْقَطْعِ
مَخْصىً. قَالَ اللَّيْثُ: الخِصاءُ أَن تُخْصَى الشاةُ والدابةُ
خِصاءً، مَمْدُودٌ، لأَنه عَيْبٌ والعُيوب تَجِيء عَلَى فِعال مِثْلُ
العِثارِ والنِّفارِ والعِضاضِ وَمَا أَشبهها. وَفِي بَعْضِ الأَخْبار:
الصَّوْمُ خِصاءٌ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ: وِجاءٌ
، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ.
وَرُوِيَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عْبدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ
جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَجَاءَهُ أَعرابيّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَسْمَعُك تَذْكُرُ
فِي الْجَنَّةِ شَجَرةً أَكْثَرُ شَوْكاً مِنْهَا الطَّلْحُ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن اللَّهَ
يَجْعلُ مكانَ كلِّ شوكةِ مِثْلَ خُصْوَةِ التَّيْسِ المَلْبُودِ
فِيهَا سَبْعون لَوْناً مِنَ الطَّعام لَا يُشْبِهُ الآخرَ
«1» ؛ قَالَ شَمِرٌ: لَمْ نَسْمَعْ فِي وَاحِدَةٍ الخُصَى إِلا خُصْيَة
بِالْيَاءِ لأَن أَصله مِنَ الْيَاءِ، والطَّلْح المَوْز. والخَصِي،
مُخَفَّفٌ: الَّذِي يَشْتَكِي خُصاه. والخَصِيّ مِنَ الشِّعْرِ: مَا
لَمْ يُتَغَزَّلْ فِيهِ. وَالْعَرَبُ تقول: كان جواداً فَ خُصِيَ أَي
غَنِيّاً فافْتَقَر، وَكِلَاهُمَا عَلَى المَثَل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ
فِي تَرْجَمَةِ حَلَق فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
خَصَيْتُك يَا ابْنَ حَمْزَة بالقَوافِي، ... كَمَا يُخْصَى، مِنَ
الحَلَقِ، الحِمارُ
قَالَ الشَّيْخُ: الشُّعَرَاءُ يَجْعَلُونَ الهِجاء والغَلَبة خِصاءً
كأَنه خَرَجَ مِنَ الفُحول؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
خُصِيَ الفَرَزْدق، والخِصَاءُ مَذَلَّةٌ، ... يَرْجُو مُخاطَرَة
القُرُومِ البُزَّلُ
خضا: الخَضا: تَفَتُّت الشيءِ الرَّطْب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ:
وَلَيْسَ بِثَبتٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً فِي الْمُعْتَلِّ
بِالْيَاءِ وَقَالَ: قَضَيْنَا عَلَى هَمْزَتِهَا يَاءً لأَن اللَّامَ
يَاءٌ أَكثرُ مِنْهَا وَاوًا، وَاللَّهُ أَعلم.
خطا: خَطَا خَطْواً واخْتَطَى واخْتاطَ، مقلوبٌ: مَشَى. والخُطْوة،
بِالضَّمِّ: مَا بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ، وَالْجَمْعُ خُطىً وخُطْوات
وخُطُوات، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وخُطَوات لَمْ يَقْلِبُوا الْوَاوَ
لأَنهم لَمْ يَجْمَعُوا فُعْلًا وَلَا فُعْلةً عَلَى فُعُلٍ، وإِنما
يَدْخُلُ التَّثْقِيلُ فِي فُعُلات، أَلا تَرَى أَن الْوَاحِدَةَ
خُطْوَةٌ؟ فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ فُعْلة وَلَيْسَ لَهَا مُذَكَّرٌ،
وَقِيلَ: الخَطْوة والخُطْوة لُغَتَانِ، والخَطْوة الفِعْل، والخَطْوة
بِالْفَتْحِ، المَرَّة الْوَاحِدَةُ، وَالْجَمْعُ خَطَوات،
بِالتَّحْرِيكِ، وخِطاءٌ مِثْلُ رَكْوة ورِكاءٍ؛ قَالَ امْرُؤُ
الْقَيْسِ:
لَها وثَباتٌ كَوَثْبِ الظِّباءِ، ... فَوادٍ خِطاءٌ ووادٍ مطَرْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي تَخْطُو مَرَّةً فتَكفُّ عَنِ العَدْوِ
وتَعْدُو مَرَّةً عَدْواً يُشْبه المَطَر، وَرَوَى أَبو عُبَيْدَةَ:
فَوادٍ خَطِيطٌ. قَالَ الأَصمعي: الأَرض الخَطِيطَة الَّتِي لَمْ
تُمْطَرْ بَيْن أَرْضَيْن مَمْطورَتَيْن، وَرَوَى غَيْرُهُ: كصَوْبِ
الخَرِيف؛ يَعْنِي أَن الخريف يَقَعُ بِمَوْضِعٍ ويُخْطِئُ آخَرَ.
وَفِي حَدِيثِ الْجُمْعَةِ:
رأَى
__________
(1) . قوله [لا يشبه الآخر] هكذا في الأَصل
(14/231)
رَجُلًا يَتَخَطَّى رِقاب النَّاسِ
أَي يَخْطُو خَطْوة خَطْوة. وَفِي الْحَدِيثِ:
وكَثْرة الخُطَى إِلى المَسْجِد.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ*
؛ قِيلَ: هِيَ طُرُقه أَي لَا تَسْلُكوا الطَّرِيقَ الَّتِي
يَدْعُوكُمْ إِليها؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى لَا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ*
أَي فِي الشَّرِّ، يُثَقَّل، قَالَ: وَاخْتَارُوا التَّثْقِيلَ لِمَا
فِيهِ مِنَ الإِشباع وَخَفَّفَ بَعْضُهُمْ، قَالَ: وإِنما تَرَك
التثقيلَ مَنْ تَرَكه اسْتِثْقَالًا لِلضَّمَّةِ مَعَ الْوَاوِ
يَذْهَبُونَ إِلى أَن الْوَاوَ أَجْزتْهم مِنَ الضَّمَّةِ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَجْمَعُ فُعْلة مِنَ الأَسماء عَلَى فُعُلات
مِثْلَ حُجْرة وحُجُرات، فَرْقًا بَيْنَ الِاسْمِ وَالنَّعْتِ،
النَّعْتُ يُخَفَّف مِثْلُ حُلْوة وحُلْوات فَلِذَلِكَ صَارَ
التَّثْقِيلَ الاختيارَ، وَرُبَّمَا خُفِّفَ الِاسْمُ، وَرُبَّمَا
فُتِح ثَانِيهِ فَقِيلَ حُجَرات؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: خُطُوات
الشَّيْطَانِ طُرُقه وآثارُه؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا
تتَّبعوا أَثَره فإِنّ اتِّباعه مَعْصِيَةٌ إِنه لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ لا تَقْتَدُوا بِهِ، قَالَ:
وقرأَ بَعْضُهُمْ خُطُؤات الشَّيْطَانِ مِنَ الخَطيئةِ المَأْثم؛ قَالَ
الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنْ قُرَّاءِ الأَمْصار قرأَه
بِالْهَمْزَةِ وَلَا مَعْنَى لَهُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَاقَتُكَ
هَذِهِ مِنَ المُتَخَطِّيات الجِيَفِ أَي هِيَ نَاقَةٌ قَوِيّة جَلْدَة
تَمْضي وتُخَلِّف الَّتي قَدْ سَقَطَت. وتَخَطَّى الناسَ واخْتَطاهم:
رَكِبَهم وجاوزَهم. وخَطَوْت واخْتَطَيْتُ بِمَعْنًى. وأَخْطَيْت
غَيْرِي إِذا حَمَلْته عَلَى أَن يَخْطُو، وتَخَطَّيْته إِذا تجاوزْته.
يُقَالُ: تَخَطَّيت رقابَ الناسِ وتَخَطَّيْت إِلى كَذَا، وَلَا
يُقَالُ تَخَطَّأْت بِالْهَمْزِ. وَفُلَانٌ لَا يَتَخَطَّى الطُّنُبَ
أَي لَا يَبْعُد عَنِ الْبَيْتِ للتَّغَوُّطِ جُبْناً ولُؤْماً
وقَذَراً. وَفِي الدُّعَاءِ إِذا دُعِيَ للإِنسان:
خُطِّيَ عَنْك السُّوءُ
أَي دُفِعَ. يُقَالُ: خُطِّيَ عَنْكَ أَي أُميطَ. قَالَ: والخَطَوْطَى
النَّزِقُ.
خظا: الْخَاظِي: الكثيرُ اللَّحمِ. خَظا لَحْمُهُ يَخْظُو خُظُوّاً
وخَظِيَ خَظاً: اكْتَنَز، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ خَظِيَ؛ قَالَ عَامِرُ
بْنُ الطُّفَيْلِ السَّعْدِيُّ:
وأَهْلَكَني لَكُمْ، فِي كلِّ يَومٍ، ... تَعَوُّجُكُم عليَّ
وأَسْتَقيمُ
رقابٌ كالمَواجِن خَاظِيَاتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوار كُومُ
والخَاظِي: المُكْتَنِزُ. ولحمُه خَظا بَظا: إِتباع، وأَصله فَعَلٌ؛
قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ:
خَاظِي البَضيع لحمُه خَظا بَظا
لأَن أَصلها الْوَاوُ. وخَظا بَظا: مُكْتَنِزٌ. الْفَرَّاءُ: خَظَا
بَظا وكَظا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، يَعْنِي اكْتَنَز، وَمِثْلُهُ يَخْظُو
ويَبْظُو ويَكْظُو. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ فَرَسٌ خَظٍ بَظٍ، ثُمَّ
يُقَالُ خَظاً بَظاً. وَيُقَالُ: خَظِيَة بَظِيَة، ثُمَّ يُقَالُ
خَظاةٌ بَظاة قُلِبَت الْيَاءُ أَلفاً سَاكِنَةً عَلَى لُغَةِ طيِء.
وَفِي حَدِيثِ
سَجاح امرأَةِ مُسَيْلمة: خَاظِي البَضِيع
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، والبَضِيعُ اللحمُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ
لِدَخْتَنُوسَ ابْنَةِ لَقِيط:
يَعْدُو بِهِ خَاظِي البَضِيعِ، ... كأَنه سِمْعٌ أَزَلْ
قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرِ الْقَزَّازُ إِلَّا خَظِيَ. قَالَ: وَقَالَ
ابْنُ فَارِسٍ خَظِيَ وخَظَى، بِالْفَتْحِ أَكثر، وأَما قَوْلُهُمْ
حَظِيَت المرأَة وبَظِيَتْ مِنَ الحُظْوَة فَهُوَ بِالْحَاءِ، قَالَ:
وَلَمْ أَسمع فِيهِ الْخَاءَ. والخَظاةُ: المُكْتَنِزَةُ مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ؛ وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
(14/232)
لَها مَتْنَتانِ خَظاتا كَمَا، ... أَكَبَّ
عَلَى ساعِدَيْه النَّمِرْ
فإِن الْكِسَائِيَّ قَالَ: أَراد خَظَتا فَلَمَّا حرَّك التَّاءَ ردَّ
الأَلف الَّتِي هِيَ بَدَلٌ مِنَ لَامِ الْفِعْلِ، لأَنها إِنما
كَانَتْ حُذِفَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّاءِ، فَلَمَّا حرَّك
التَّاءَ رَدَّها فَقَالَ خَظاتا، قَالَ: وَيَلْزَمُهُ عَلَى هَذَا أَن
يَقُولَ فِي قَضَتا وغَزَتا قَضاتا وغَزاتا، إِلا أَن لَهُ أَن يَقُولَ
إِن الشَّاعِرَ لَمَّا اضطرَّ أَجرى الْحَرَكَةَ الْعَارِضَةَ مُجرى
الْحَرَكَةِ اللَّازِمَةِ فِي نَحْوِ قَوْلًا وَبَيْعًا وَخَافًا؛
وَذَهَبَ الْفَرَّاءُ إِلى أَنه أَراد خَظاتان فَحَذَفَ النُّونَ
اسْتِخْفَافًا كَمَا قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِيادي:
ومَتْنان خَظاتانِ، ... كزُحْلُوفٍ مِنَ الهَضْبِ
الزُّحْلُوفُ: الْمَكَانُ الزَّلِقُ فِي الرَّمْلِ وَالصَّفَا، وَهِيَ
آثَارُ تَزَلُّجِ الصِّبْيَانِ، يُقَالُ لَهَا الزَّحالِيفُ، شَبَّهَ
مسَّها فِي سِمَنِها بالصَّفاة المَلْساء، أَراد خَظِيتانِ؛ وأَنشد:
أَمْسَيْنا أَمْسَيْنا ... وَلَمْ تَنامِ العَيْنا «2»
. فَلَمَّا حرَّك الميمَ لِاسْتِقْبَالِهَا اللامَ ردَّ الأَلف؛
وأَنشد:
مَهْلًا فِدَاءً لَكَ يَا فَضالَهْ، ... أَجِرَّهُ الرُّمْحَ وَلَا
تُهالَهْ
أَي وَلَا تُهَلْه؛ وَقَالَ آخَرُ:
حَتَّى تَحاجَزْنَ عَنِ الذُّوَّادِ، ... تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ
تَكادِ
أَراد: وَلَمْ تكَد، فَلَمَّا حرَّكت القافيةُ الدالَ ردَّ الأَلف؛
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:
يَا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيمْى والفَمَا
قَالَ: أَراد الفَمانِ يَعْنِي الفَمَ والأَنفَ فَثَنَّاهُمَا بِلَفْظِ
الْفَمِ لِلْمُجَاوِرَةِ. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مَذْهَبُ
الْكِسَائِيِّ فِي خَظاتا أَقيس عِنْدِي مِنْ قَوْلِ الْفَرَّاءِ لأَن
حَذْفَ نُونِ التَّثْنِيَةِ شَيْءٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَالْجَمْعُ
خَظَوات؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الْعَرَبُ تَصِلُ الْفَتْحَةَ بأَلف
سَاكِنَةٍ، فَقَوْلُهُ:
لَهَا مَتْنَتان خَظَاتا
أَراد خَظَتا مَنْ خَظَا يَخْظُو؛ وأَنشد:
قلتُ وَقَدْ خَرَّتْ عَلَى الكَلْكالِ
أَراد عَلَى الكَلْكلِ، قَالَ: وأَصل الْكَسْرِ بِالْيَاءِ وَالضَّمِّ
بِالْوَاوِ وَاحْتَجَّ لِذَلِكَ كُلِّهِ. الأَزهري: قَالَ
النَّحْوِيُّونَ أَراد خَظَتا فمدَّ الْفَتْحَةَ بأَلف كَقَوْلِهِ «3»
.
يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوب
أَراد يَنْبَع. وَقَالَ: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ؛ أَي فَمَا
اسْتَكَنوا. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: كفَّ نونَ خَظاتان كَمَا
قَالُوا اللَّذا يُرِيدُونَ اللَّذَانِ؛ وَقَالَ الأَخطل:
أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا ... قَتَلا المُلوكَ،
وفَكَّكا الأَغْلالا
وَرَجُلٌ خَظَوانٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. وقَدَحٌ خاظٍ: حادِرٌ غليظٌ؛
حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ:
بأَيدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ، ... وكلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الكُعوبِ
الْخَاظِي: الغليظُ الصُّلبُ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ العَيْر:
خَاظٍ، كعِرْقِ السِّدْرِ، يَسْبِقُ ... غارَةَ الخُوصِ النَّجائبْ
والخَظَوانُ، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي رَكِبَ لحمُه بعضُه بَعْضًا.
ورجلٌ أَبَيَانٌ: مِنَ الإِباء، وقَطَوانٌ: يَقْطُو فِي مِشْيَتِه.
ويومٌ صَخَدَانٌ: شَدِيدُ الحَرِّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رَجُلٌ
خِنْظيانٌ إِذا كان فاحِشاً.
__________
(2) . قوله [أمسينا إلخ] هكذا في الأصول
(3) . أي عنترة، والبيت من معلقته
(14/233)
وخَنْظَى بِهِ إِذا نَدَّدَ بِهِ وأَسْمَعه
الْمَكْرُوهَ. ابْنُ الأَعرابي: الخِنْظِيانُ الْكَثِيرُ الشَّرِّ
وَهُوَ يُخَنْظِي ويُعَنْظي، ذَكَرَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ الأَزهري فِي
الرباعي.
خفا: خفو
خفا البَرْقُ خفو
خَفْواً وخفو
خُفُوّاً: لَمعَ. وخفو
خَفَا الشيءُ خفو
خَفْواً: ظَهَر. وخَفَى الشيءَ خَفْياً وخُفِيّاً: أَظهره
وَاسْتَخْرَجَهُ. يُقَالُ: خَفَى المطرُ الفِئَارَ إِذا أَخرَجهُنَّ
مِنْ أَنْفاقِهِنّ أَي مِنْ جِحَرَتِهِنَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ
يَصِفُ فَرَسًا:
خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفاقِهِنَّ، كأَنَّما ... خَفاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ
سَحَابٍ مُرَكَّبِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ
مِنْ عَشِيّ مُجَلِّبِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ
الكِنْدي أَنشده اللِّحْيَانِيُّ:
فإِنْ تَكْتُمُوا السِّرَّ لَا نَخْفِه، ... وإِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ
لَا نَقْعُد
قَوْلُهُ لَا نَخْفِه أَي لَا نُظْهِرْه.
وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الساعةَ آتِيةٌ أَكادُ أَخْفِيها
، أَي أُظْهِرُها؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وخَفَيْتُ الشيءَ
أَخْفِيه: كتَمْتُه. وخَفَيْتُه أَيضاً: أَظْهَرْتُه، وَهُوَ مِنَ
الأَضداد. وأَخْفَيْتُ الشيءَ: سَتَرْتُه وكتَمْتُه. وشيءٌ خَفِيٌّ:
خافٍ، وَيُجْمَعُ عَلَى خَفايا. وخَفِيَ عَلَيْهِ الأَمرُ يَخْفَى
خَفاءً، مَمْدُودٌ. اللَّيْثُ: أَخْفَيْتُ الصوتَ وأَنا أُخْفِيه
إِخْفَاءً وَفِعْلُهُ اللازمُ اخْتَفَى. قَالَ الأَزهري: الأَكثر
اسْتَخْفَى لَا اخْتَفَى، واخْتَفَى لغةٌ لَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ،
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَمّا اخْتَفَى بِمَعْنَى خَفِيَ فلغةٌ
وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ وَلَا بالمُنْكَرة. والخَفِيَّةُ:
الرَّكِيَّة الَّتِي حُفِرت ثُمَّ تُرِكتْ حَتَّى انْدَفَنَتْ ثُمَّ
انْتُثِلَت واحتُفِرَتْ ونُقِّيَتْ، سَمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها
استُخرجت وأُظْهِرَتْ. واخْتَفَى الشيءَ: كخَفاه، افْتَعَل مِنْهُ؛
قَالَ:
فاعْصَوْصَبُوا ثُمَّ جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ، ... ثُمَّ اخْتَفَوْهُ،
وقَرْنُ الشَّمسِ قَدْ زَالَا
واخْتَفَيْت الشيءَ: استَخْرَجته. والمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ
لاسْتِخراجه أَكفانَ الْمَوْتَى، مَدَنِيَّةٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَفِي
الْحَدِيثِ
لَيْسَ عَلَى المُخْتَفي قَطْعٌ.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيِّ بْنِ رَباح: السُّنَّة أَنْ تُقْطَع اليدُ المُسْتَخْفِية
وَلَا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْلِية
؛ يُرِيدُ بالمُسْتَخْفِية يَدَ السَّارِقِ والنَّبَّاشِ،
وبالمُسْتَعْلِية يَدَ الْغَاصِبِ وَالنَّاهِبِ ومَن فِي مَعْنَاهُمَا.
وَفِي الْحَدِيثِ:
لَعَنَ المُخْتَفِيَ والمُخْتَفِيَة
؛ المُخْتَفِي: النَّبَّاشُ، وَهُوَ مِنَ الِاخْتِفَاءِ
وَالِاسْتِتَارِ لأَنه يَسْرُق فِي خُفْية. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَن اخْتَفَى مَيِّتاً فكأَنَّما قتَلَه.
وخَفِيَ الشيءُ خَفَاءً، فَهُوَ خافٍ وخَفِيٌّ: لَمْ يَظْهَرْ. وخَفاه
هُوَ وأَخْفاهُ: سَتَرَه وكتَمَه. وفي التنزيل: إِنْ تُبْدُوا مَا فِي
أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها
؛ أَي أَسْتُرها وأُوارِيها؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهِيَ قِرَاءَةُ
الْعَامَّةِ.
وَفِي حَرْف أُبَيٍّ: أَكادُ أُخْفِيها مِنْ نَفْسِي
؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أُخْفيها يَكُونُ أُزيلُ خَفاءها أَي
غِطاءَها، كَمَا تَقُولُ أَشكيته إِذا زُلْتَ لَهُ عَمَّا يَشْكوه؛
قَالَ الأَخفش: وَقُرِئَتْ
أَكاد أَخْفِيها
أَي أُظْهرها لأَنك تَقُولُ خَفَيْتُ السرَّ أَي أَظْهرته. وَفِي
الْحَدِيثِ:
مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا بَقْلًا
أَي تُظهروه، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ وَالْحَاءِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ:
أَكادُ أُخْفِيها
، فِي التَّفْسِيرِ، مِنْ نَفْسِي فَكَيْفَ أُطْلِعُكُم عَلَيْهَا.
والخَفاءُ، مَمْدُودٌ: مَا خَفِيَ عَلَيْكَ. والخَفا، مَقْصُورٌ: هُوَ
الشَّيْءُ الْخَافِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
(14/234)
وعالِمِ السِّرِّ وعالِمِ الخَفا، ...
لَقَدْ مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرَّجَا
وَقَالَ أُمية:
تُسَبِّحهُ الطَّيْرُ الكَوامِنُ فِي الخَفا، ... وإِذْ هِيَ فِي جَوِّ
السماءِ تَصَعَّدُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ الْقَالِي خَفَيْت
أَظْهَرْتُ لَا غَيْرُ، وأَما أَخْفَيْت فَيَكُونُ للأَمرين وغَلَّطَ
الأَصمعي وأَبا عُبَيْدٍ القاسمَ بنَ سَلَّامٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه كَانَ يَخْفِي صَوتَه بِآمِينَ
؛ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْيَاءِ مَنْ خَفَى يَخْفِي إِذا
أَظْهَر كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
إِن السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكاد أَخْفِيها، عَلَى إِحدى
الْقِرَاءَتَيْنِ.
والخَفاء والخَافِي والخَافِيَة: الشيءُ الخَفِيُّ. قَالَ الليث:
الخُفْية [الخِفْية] مِنْ قَوْلِكَ أَخْفَيْت الشيءَ أَي سَتَرْته،
وَلَقِيتُهُ خَفِيّاً أَي سِرّاً. والخَافِيَة: نَقِيضُ
الْعَلَانِيَةِ. وفَعَلَه خَفِيّاً وخِفْية، بكسر الخاء، وخفو
خِفْوة عَلَى المُعاقَبة. وَفِي التَّنْزِيلِ: ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً
؛ أَي خَاضِعِينَ مُتَعَبِّدِين، وَقِيلَ أَي اعْتَقِدوا عبادَته فِي
أَنفسكم لأَن الدُّعَاءَ مَعْنَاهُ الْعِبَادَةُ؛ هَذَا قَوْلُ
الزَّجَّاجِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن تَذْكُرَهُ فِي نَفْسِكَ؛
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خُفْية فِي خَفْضٍ وَسُكُونٍ، وتضَرُّعاً
تَمَسْكُناً. وَحُكِيَ أَيضاً: خَفِيتُ لَهُ خِفْية وخُفْية أَي
اخْتَفَيْت؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:
حَفِظْتُ إِزاري، مُذْ نَشَأْتُ، وَلَمْ أَضَعْ ... إِزاري إِلى
مُسْتَخْدَماتِ الوَلائِدِ
وأَبْناؤُهُنَّ المُسْلمون، إِذا بَدا ... لَكَ المَوْتُ وارْبَدَّتْ
وجوهُ الأَساوِدِ
وهُنَّ الأُلى يَأْكُلْنَ زادَكَ خفو خِفْوَةً ... وهَمْساً،
ويُوطِئْنَ، السُّرى، كُلَّ خابِطِ
أَي حفِظْت فَرْجي وَهُوَ مَوْضِعُ الإِزار أَي لَمْ أَجعل نَفْسِي
إِلى الإِماء، وَقَوْلُهُ: يأْكُلْن زادَك خفو
خِفْوَة، يَقُولُ: يَسْرِقْنَ زَادَكَ فإِذا رأَينَك تَموت تركْنَك،
وَقَوْلُهُ: ويُوطِئْن السُّرى كلَّ خابِطِ، يُرِيدُ كُلُّ مَنْ
يأْتِيهن بِاللَّيْلِ يُمَكِّنَّهُ مِنْ أَنفُسِهن. واسْتَخْفَى
مِنْهُ: اسْتَتَر وَتَوَارَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَسْتَخْفُونَ مِنَ
النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ
؛ وَكَذَلِكَ اخْتَفَى، وَلَا تَقُل اخْتَفَيْت. وَقَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: الْفَرَّاءُ حَكَى أَنه قَدْ جَاءَ اخْتَفَيْت بِمَعْنَى
اسْتَخَفْيت؛ وأَنشد:
أَصْبَحَ الثعلبُ يَسْمُو لِلعُلا، ... واخْتَفَى مِنْ شِدَّةِ
الخَوْفِ الأَسَدْ
فَهُوَ عَلَى هَذَا مُطاوِع أَخْفَيْته فاخْتَفَى كَمَا تَقُولُ
أَحْرَقْته فاحْتَرَق، وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ
هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ
، قَالَ: المُسْتَخْفِي الظَّاهِرُ، والسَّارِبُ المُتَواري؛ وَقَالَ
الْفَرَّاءُ: مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ أَي مُسْتَتر وسارِبٌ
بِالنَّهَارِ ظَاهِرٌ كأَنه قَالَ الظَّاهِرُ والخَفِيُّ عِنْدَهُ
جَلَّ وَعَزَّ وَاحِدٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُ الأَخفش
المُسْتَخْفِي الظَّاهِرُ خَطَأً والمُسْتَخْفِي بِمَعْنَى المُسْتتر
كَمَا قَالَ الْفَرَّاءُ، وأَما الاخْتِفاء فَلَهُ مَعْنَيَانِ:
أَحدهما بِمَعْنَى خَفِيَ، وَالْآخَرُ بِمَعْنَى الاسْتِخْراج؛
وَمِنْهُ قِيلَ للنَّبَّاش المُخْتَفي، وجاءَ خَفَيْت بِمَعْنَيَيْنِ
وَكَذَلِكَ أَخْفَيْت، وَكَلَامُ الْعَرَبِ الْعَالِي أَن تَقُولَ
خَفَيْت الشيءَ أَخْفِيه أَي أَظهرته. واسْتَخْفَيت مِنْ فُلَانٍ أَي
تَوارَيْت واسْتَترت وَلَا يَكُونُ بِمَعْنَى الظُّهُورِ. واخْتَفَى
دمَهُ: قَتَلَه مِنْ غَيْرِ أَن يُعْلَم بِهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛
وَمِنْهُ قَوْلُ الغَنَوِيّ لأَبي الْعَالِيَةِ: إِن بَني عامِرٍ
أَرادوا أَن يَخْتَفُوا دَمي. وَالنُّونُ الخَفِيَّة: السَّاكِنَةُ
وَيُقَالُ لَهَا الخَفِيفة أَيضاً. والخِفاء: رِداءٌ تَلْبَسُه
العَرُوس عَلَى ثَوْبها فَتُخْفِيه بِهِ. وكلُّ مَا سَتَر شَيْئًا
فَهُوَ لَهُ خِفاءٌ. وأَخْفِيَة النَّوْرِ:
(14/235)
أَكِمَّتُه. وأَخْفِيَة الكَرَى: الأَعينُ؛
قَالَ:
لَقَدْ عَلِمَ الأَيْقاظُ أَخْفِيةَ الكَرَى ... تَزَجُّجَها مِنْ
حالِكٍ، واكْتِحالَها
والأَخْفِية: الأَكْسِيَة، وَالْوَاحِدُ خِفَاءٌ لأَنها تُلْقى عَلَى
السِّقاءِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذُمُّ قَوْمًا وأَنهم لَا يَبْرَحون
بيوتَهم وَلَا يَحْضُرُونَ الْحَرْبَ:
فَفِي تلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لَواصِفٌ، ... وأَخْفِيَةٌ مَا هُمْ
تُجَرُّ وتُسْحَبُ
وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: سَقَطْتُ كأَني خِفاءٌ
؛ الخِفَاء: الكِساء. وكلُّ شيءٍ غطَّيْت بِهِ شَيْئًا فَهُوَ خِفاءٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَ
؛ هُوَ المعتَزِل عَنِ النَّاسِ الَّذِي يَخْفَى عَلَيْهِمْ مكانُه.
وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ:
أَخْفِ عنَّا
أَي اسْتُر الخَبَر لِمَنْ سأَلك عنَّا. وَفِي الْحَدِيثِ:
خيرُ الذّكْرِ الخَفِيُ
أَي ما أَخْفاه الذاكره وسَتَره عَنِ النَّاسِ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ:
الَّذِي عِنْدِي أَنه الشُّهْرَةُ وَانْتِشَارُ خَبَرِ الرَّجُلِ لأَن
سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَجاب ابنَه عُمَر عَلَى مَا أَراده
عَلَيْهِ مِنَ الظُّهُورِ وَطَلَبِ الْخِلَافَةِ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
والخَافِي: الجِنُّ، وَقِيلَ الإِنْس؛ قَالَ أَعْشى باهِلَة:
يَمْشي بِبَيْداءَ لَا يَمْشي بِهَا أَحَدٌ، ... وَلَا يُحَسُّ مِنَ
الخَافِي بِهَا أَثَرُ
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَصابها رِيحٌ مِنَ الخَافِي أَي مِنَ
الجِنِّ. وَقَالَ ابْنُ مُناذِرٍ: الخَافِية مَا يَخْفى فِي البَدَن
مِنَ الجِنِّ. يُقَالُ: بِهِ خَفِيَّة أَي لَمَم ومَسٌّ. والخَافِيَة
والخَافِياءُ: كَالْخَافِي، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَوافٍ.
حَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ أَيضاً: أَصابه رِيحٌ مِنَ
الخَوَافِي؛ قَالَ: هُوَ جَمْعُ الخَافِي يَعْنِي الَّذِي هُوَ
الجِنُّ، وَعِنْدِي أَنهم إِذا عَنَوْا بالخَافِي الجِنَّ فَهُوَ مِنَ
الِاسْتِتَارِ، وإِذا عَنَوا بِهِ الإِنسَ فَهُوَ مِنَ الظُّهُورِ
وَالِانْتِشَارِ. وأَرضٌ خافيةٌ: بِهَا جِنٌّ؛ قَالَ المَرَّار
الْفَقْعَسِيُّ:
إِليك عَسَفْتُ خَافِيَةً وإِنْساً ... وغِيطاناً، بِها للرَّكْبِ
غُولُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن الحَزَاةَ يَشْرَبُها أَكايِس النِّسَاءِ للخَافِية والإِقْلاتِ
؛ الخَافِية: الجِنُّ سُمُّوا بِذَلِكَ لاسْتِتارهم عَنِ الأَبصار.
وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تُحْدِثُوا فِي القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى الخَافِين
؛ والقَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: قِطعٌ مِنَ الأَرض بَيْنَ الكَلإِ لَا
نَباتَ بِهَا. والخَوَافِي: رِيشَات إِذا ضَمَّ الطائرُ جَناحَيْه
خَفِيت؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الرِّيشَات الأَربع اللَّوَاتِي
بعدَ المَناكِب، وَالْقَوْلَانِ مُقْتربان؛ وَقَالَ ابْنُ جَبَلة:
الخَوَافِي سبعُ رِيشات يَكُنَّ فِي الجَناحِ بَعْدَ السبْع
المُقَدَّمات، هَكَذَا وَقَعَ فِي الْحِكَايَةِ عَنْهُ، وإِنما حَكَى
النَّاسُ أَربعٌ قَوادِمُ وأَربعٌ خَوافٍ، وَاحِدَتُهَا خَافِية.
وَقَالَ الأَصمعي: الخَوَافِي مَا دُونَ الرِّيشَاتِ الْعَشْرِ مِنْ
مُقَدَّمِ الجَناح. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن مَدينةَ قَومِ لُوطٍ حَمَلَها جِبْريل، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَى
خَوافِي جَناحِه
؛ قَالَ: هِيَ الرِّيشُ الصِّغَارُ الَّتِي فِي جَناحِ الطَّائِرِ
ضِدُّ القَوادِم، واحدَتُها خَافِيَة. وَفِي حَدِيثِ
أَبي سُفْيَانَ: وَمَعِي خَنْجَرٌ مثلُ خَافِيَة النَّسْرِ
؛ يُرِيدُ أَنه صَغِيرٌ. والخَوَافِي: السَّعَفات اللَّواتي يَلِينَ
القِلَبةَ، نَجْديةٌ، وَهِيَ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ العَوَاهِنُ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ السَّعَفات اللَّواتِي دُون القِلَبة،
وَالْوَاحِدَةُ كَالْوَاحِدَةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ السَّتْرِ.
والخَفِيّة: غَيْضة مُلْتَفّة يتّخِذُها الأَسدَ عَرِينَهُ وَهِيَ
خَفِيّته؛ وأَنشد:
أُسود شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، ... تَسَاقَيْنَ سُمّاً
كُلُّهُنّ خَوادِرُ
(14/236)
وَفِي الْمُحْكَمِ: هِيَ غَيْضَةٌ
مُلْتَفَّة يَتَّخِذُ فِيهَا الأَسد عِرِّيساً فَيَسْتَتِرُ هُنَالِكَ،
وَقِيلَ: خَفِيَّةُ وشَرىً اسْمَانِ لموضِعين عَلَمان؛ قَالَ:
ونحنُ قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ ... فَمَا شَرِبُوا،
بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ، خَمْرَا
وَقَوْلُهُمْ: أُسُودُ خَفِيَّةٍ كَمَا تَقُولُ أُسُود حَلْيَةٍ،
وَهُمَا مَأْسَدَتان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّمَاعُ أُسُود
خَفِيَّةٍ وَالصَّوَابُ خفِيَّةَ، غيرَ مَصْرُوفٍ، وإِنما يُصْرَفُ فِي
الشِّعْرِ كَقَوْلِ الأَشهب بْنِ رُميلة:
أُسُودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، ... تَسَاقَوْا، عَلَى لَوحٍ،
دِماءَ الأَساوِدِ
والخَفِيَّةُ بئرٌ كَانَتْ عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثُمَّ حُفِرَتْ،
وَالْجَمْعُ الخَفَايا والخَفِيَّات. والخَفِيَّة: البئرُ القَعِيرَةُ
لِخَفاءِ مَائِها. وخفو
خَفَا البَرْقُ خفو
يَخْفُو خفو
خَفْواً وخَفَا البَرْقُ وخَفِيَ خَفْياً فِيهِمَا؛ الأَخيرة عَنْ
كُرَاعٍ: بَرَق بَرْقاً خَفِيّاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً فِي نَواحي
الْغَيْمِ، فإِن لَمَع قَلِيلًا ثُمَّ سَكَن وَلَيْسَ لَهُ اعْتِرَاضٌ
فَهُوَ الوَمِيضُ، وإِن شَقَّ الغَيْم واسْتَطال فِي الجَوِّ إِلى
السماءِ مِنْ غَيْرِ أَن يأْخُذَ يَميناً وَلَا شِمَالًا فَهُوَ
العَقِيقَة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الوَميضُ أَن يُومِضَ البَرْق
إِيماضَة خَفِيفَة ثُمَّ يَخْفى ثُمَّ يُومِض، وَلَيْسَ فِي هَذَا يأْس
مِنَ الْمَطَرُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: خفو
الخَفْوُ اعْتِراض البَرْق فِي نَواحِي السَّمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه سأَلَ عَنِ البَرْق فَقال أَخفو
خَفْواً أَم ومِيضاً.
وخَفا البَرْقُ إِذا بَرَق بَرْقاً ضَعِيفًا. وَرَجُلٌ خَفِيُّ
البَطْنِ: ضَامره خَفيفُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
فَقامَ، فأَدْنَى مِن وِسادي وِسادَهُ، ... خَفِيَ البَطْنِ ممْشُوقُ
القَوائِمِ شَوْذَبُ
وَقَوْلُهُمْ: بَرِحَ الخَفَاءُ أَي وضَحَ الأَمرُ وَذَلِكَ إِذا
ظَهَرَ. وَصَارَ فِي بَراحٍ أَي فِي أَمر مُنْكَشِفٍ، وَقِيلَ: بَرِحَ
الخَفَاءُ أَي زَالَ الخَفاء، قَالَ: والأَول أَجود. قَالَ بعضهم:
الخَفاءُ المُتَطَأْطِيءُ مِنَ الأَرض الخَفِيُّ، والبَراحُ
الْمُرْتَفِعُ الظاهرُ، يَقُولُ صَارَ ذَلِكَ المُتَطَأْطِئُ
مُرْتَفِعًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخَفَاءُ هُنَا السِّرّ فَيَقُولُ
ظهَر السِّرّ، لأَنا قَدْ قَدَّمْنَا أَن البَراحَ الظاهرُ
المُرْتَفِع؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ إِذا حَسُن
مِنَ المرأَة خَفِيَّاها حَسُنْ سائرُها؛ يَعْنِي صَوْتَها وأَثَرَ
وطْئِها الأَرضَ، لأَنها إِذا كَانَتْ رخيمةَ الصَّوْتِ دلَّ ذَلِكَ
عَلَى خَفَرِها، وإِذا كَانَتْ مُقارِبة الخُطى وتَمَكَّنَ أَثرُ
وطْئِها فِي الأَرض دلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنّ لَهَا أَرْدافاً
وأَوْراكاً. اللَّيْثُ: والخِفاءُ رِداءٌ تَلْبَسه المرأَة فَوْقَ
ثِيَابِهَا. وكلُّ شَيْءٍ غطَّيْته بِشَيْءٍ مِنْ كِسَاءٍ أَو نَحْوِهِ
فَهُوَ خِفاؤُه، وَالْجَمْعُ الأَخْفِيَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي
الرُّمَّةِ:
عَلَيْهِ زادٌ وأَهْدامٌ وأَخْفِيَة، ... قَدْ كَادَ يَجْتَرُّها عَنْ
ظَهْرِه الحَقَب
خلا: خَلا المكانُ والشيءُ يَخْلُو خُلُوّاً وخَلاءً وأَخْلَى إِذا
لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَحد وَلَا شَيْءَ فِيهِ، وَهُوَ خالٍ. والخَلاءُ
مِنَ الأَرض: قَرارٌ خالٍ. واسْتَخْلَى: كخَلا مِنْ بَابِ عَلَا
قِرْنَه واسْتَعْلاه. وَمِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذا رَأَوْا آيَةً
يَسْتَسْخِرُونَ؛ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وَمَكَانٌ خَلاء: لَا
أَحد بِهِ وَلَا شَيْءَ فِيهِ. وأَخْلَى الْمَكَانَ: جَعَلَهُ
خَالِيًا. وأَخْلاه: وَجَدَهُ كَذَلِكَ. وأَخْلَيْت أَي خَلَوْت،
وأَخْلَيْتُ غيرِي، يَتعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ قَالَ عُتَيّ بْنُ مَالِكٍ
العُقَيْلي:
أَتيتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبِنْ، ... فأَخْلَيْتُ،
فاسْتَعْجَمْت عندَ خَلائي «4» .
__________
(4) . قوله [عند خلائي] هكذا في الأَصل والصحاح، وفي المحكم: عند
خلائيا
(14/237)
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو
الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه أَخْلَيْتُ وجدْتُها خَالِيَةً
مِثْلَ أَجْبَنْته وجدْته جَباناً، فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَكُونُ
مَفْعُولُ أَخْلَيْتُ مَحْذُوفًا أَي أَخْلَيْتها. وَفِي حَدِيثِ
أُمّ حَبيبةَ: قَالَتْ لَهُ لستُ لَكَ بمُخْلِيَةٍ
أَي لَمْ أَجِدْكَ خالِياً مِنَ الزَّوْجات غَيْرِي، قَالَ: وَلَيْسَ
مِنْ قَوْلِهِمُ امرأَة مُخْلِية إِذا خَلَتْ مِنَ الزَّوْج. وخَلا
الرجلُ وأَخْلَى: وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خالٍ لَا يُزاحَمُ فِيهِ. وَفِي
الْمَثَلِ: الذئبُ مُخْلِياً أَشدُّ. والخَلاءُ، مَمْدُودٌ: البَرازُ
مِنَ الأَرض. وأَلْفَيتُ فُلَانًا بخَلاءٍ مِنَ الأَرض أَي بأَرض
خاليةٍ. وخَلَت الدَّارُ خَلاءً إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهَا أَحَدٌ،
وأَخْلاها اللَّهُ إِخْلاءً. وخَلا لَكَ الشيءُ وأَخْلَى: بِمَعْنَى
فَرَغَ؛ قَالَ مَعْن بْنِ أَوْس المُزَني:
أَعاذِلَ، هَلْ يأْتي القبائِلَ حَظُّها ... مِنَ المَوْتِ أَم أَخْلى
لَنَا الموتُ وحْدَنا؟
ووجدْت الدَّارَ مُخْلِيَةً أَي خالِيَة، وَقَدْ خَلَت الدارُ
وأَخْلَتْ. ووَجَدت فلانةَ مُخْلِيَة أَي خالِيَة. وَفِي الْحَدِيثِ
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذا أَدْرَكْتَ منَ الجُمُعَة رَكْعَةً
فإِذا سَلَّم الإِمام فأَخْلِ وَجْهَك وضُمَّ إِليها ركْعة، وإِن لَمْ
تُدْرِك الرُّكوعَ فَصَلِّ أَرْبعاً
؛ قَالَ شَمِرٌ: قوله ف أَخْلِ وجْهَكَ مَعْنَاهُ فِيمَا بَلَغَنا
اسْتَتِرْ بإِنسانٍ أَو شَيءْ وصَلِّ رَكْعة أُخْرى، ويُحْمَل
الاسْتِتار عَلَى أَن لَا يراهُ الناسُ مُصَلِّياً مَا فاتَه
فَيَعْرِفوا تقصيرَه فِي الصلاةِ، أَو لأَنَّ النَّاسَ إِذا فَرَغوا
مِنَ الصلاةِ انْتَشروا راجِعِين فأَمَرَه أَن يَسْتَتِرَ بِشَيْءٍ
لِئَلَّا يَمُرّوا بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: وَيُقَالُ أَخْلِ أَمْرَكَ
واخْلُ بأَمْرِك أَي تَفَرَّدْ بِهِ وتَفَرَّغ لَهُ. وتَخَلَّيت:
تَفَرَّغت. وخَلا عَلَى بعضِ الطعامِ إِذا اقْتَصَر عَلَيْهِ.
وأَخْلَيْتُ عنِ الطعامِ أَي خَلَوْت عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ:
تَمِيمٌ تَقُولُ خَلا فُلان عَلَى اللَّبَنِ وَعَلَى اللَّحْمِ إِذا
لَمْ يأْكُلْ مَعَهُ شَيْئًا وَلَا خَلَطَه بِهِ، قَالَ: وكِنانَةُ
وقيسٌ يَقُولُونَ أَخْلى فُلَانٌ عَلَى اللَّبَنِ واللَّحْمِ؛ قَالَ
الرَّاعِي:
رَعَتْه أَشهراً وخَلا عَلَيْها، ... فطارَ النَّيُّ فِيهَا واسْتَغارا
ابْنُ الأَعرابي: اخْلَوْلى إِذا دَامَ عَلَى أَكلِ اللَّبنِ،
واطْلَوْلى حَسُن كلامهُ، واكْلَوْلى «1» . إِذا انْهَزَم. وَفِي
الْحَدِيثِ:
لَا يَخْلو عَلَيْهِمَا أَحدٌ بِغَيْرِ مكةَ إِلَّا لَمْ يُوافِقاهُ
، يَعْنِي الماءَ واللحْم أَي ينفرِدُ بِهِمَا. يُقَالُ: خَلا
وأَخْلَى، وَقِيلَ: يَخْلُو يَعْتَمِدُ، وأَخْلَى إِذا انْفَرَدَ؛ ومنه
الحديث:
ف اسْتَخْلاهُ البُكاءُ
أَي انْفَرَدَ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَخْلَى فلانٌ عَلَى شُرْب
اللَّبنِ إِذا لَمْ يأْكلْ غيرَه، قَالَ أَبو مُوسَى: قَالَ أَبو
عَمْرٍو هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْحَاءِ لَا شَيْءَ.
واسْتَخْلاهُ مَجْلِسَه أَي سَأَله أَن يُخْلِيَه لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: كانَ أُناسٌ يَستَحْيُون أَن يَتخَلَّوْا فيُفْضُوا
إِلى السماءِ
؛ يَتَخَلَّوْا: مِنَ الخَلاء وَهُوَ قضاءُ الْحَاجَةِ، يَعْنِي
يَستَحْيُون أَن يَنْكَشِفُوا عِنْدَ قَضَائِهَا تَحْتَ السَّمَاءِ.
والخَلاء، مَمْدُودٌ: المُتَوَضَّأ لِخُلُوِّه. واسْتَخْلَى المَلِكَ
فأَخْلاه وخَلا بِهِ، وخَلا الرجلُ بصاحِبه وإِلَيْه ومَعَه؛ عَنْ أَبي
إِسحاق، خُلُوّاً وخَلاءً وخَلْوةً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ:
اجْتَمَعَ مَعَهُ فِي خَلْوة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا خَلَوْا
إِلى شَياطِينِهِمْ
؛ وَيُقَالُ: إِلى بمعْنى مَعْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: مَنْ أَنْصارِي
إِلَى اللَّهِ*. وأَخْلَى مَجْلِسَه، وَقِيلَ: الخَلاءُ والخلُوُّ
المصْدر، والخَلْوَة الِاسْمُ. وأَخْلَى بِهِ؛ كخَلا؛ هَذِهِ عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَيَصْلُحُ أَن يَكُونَ خَلَوْت به أَي
__________
(1) . قوله [واكلولى] هكذا في الأصل والتهذيب
(14/238)
سَخِرْتُ مِنْهُ. وخَلا بهِ: سَخِرَ
مِنْهُ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ لَا أَعْرِفه
لِغَيْرِهِ، وأَظنه حفِظَه. وَفُلَانٌ يَخْلُو بفلانٍ إِذا خادَعَه.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَخْلَيْت بِفُلَانٍ أُخْلِي بهِ إِخْلاءً
الْمَعْنَى خَلَوْت بِهِ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: اخْلُ مَعي
حَتَّى أُكَلِّمَك أَي كُنْ مَعِي خَالِيًا. وَقَدِ اسْتَخْلَيْتُ
فُلَانًا: قُلْتُ لَهُ أَخْلِني؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
وذَلِكَ مِنْ وَقَعاتِ المَنُون، ... فأَخْلِي إِلَيْكِ وَلَا
تَعْجَبِي
أَي أَخْلِي بأَمْرِك مِنْ خَلَوْت. وخَلا الرجلُ يَخْلو خَلْوةً.
وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا:
أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرى القَمَر مُخْلِياً بِهِ؟
يُقَالُ: خَلَوتُ بِهِ وَمَعَهُ وإِليه وأَخْلَيْت بِهِ إِذا
انْفَرَدْتُ بِهِ، أَي كُلُّكم يَرَاهُ مُنْفَرِدًا لِنَفْسِهِ،
كَقَوْلِهِ: لَا تُضارُون فِي رُؤْيَته. وَفِي حَدِيثِ
بَهْزِ بْنِ حَكِيم: إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنك تَنْهى عَنِ الغَيِّ
وتَسْتَخْلِي بِهِ
أَي تَسْتَقِلّ بِهِ وتَنْفَرد. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ:
تَرَكْتُه مُخْلِياً بِفُلَانٍ أَي خَالِيًا بِهِ. واسْتَخْلَى بِهِ:
كَخَلا، عَنْهُ أَيضاً، وخَلَّى بَيْنَهُمَا وأَخْلاه مَعَهُ. وكُنَّا
خِلْوَيْن أَي خالِيَيْن. وَفِي المَثَل: خَلاؤُك أَقْنى لِحَيائِك أَي
منزِلُك إِذا خَلَوْت فِيهِ أَلْزَم لِحَيائِك، وأَنت خَلِيٌّ مِنْ
هَذَا الأَمر أَي خالٍ فارِغٌ مِنَ الْهَمِّ، وَهُوَ خِلافُ
الشَّجِيِّ. وَفِي الْمَثَلِ: وَيْلٌ للشَّجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ؛
الخَلِيُّ الَّذِي لَا همَّ لهُ الفارِغ، وَالْجَمْعُ خَليُّون
وأَخْلِياء. والخِلْوُ: كالخَلِيِّ، والأُنثى خِلْوَةٌ وخِلْوٌ؛ أَنشد
سِيبَوَيْهِ:
وقائِلَةٍ: خَوْلانُ فانْكِحْ فتاتَهُمْ ... وأُكْرُومَةُ الحَيّيْنِ
خِلْوٌ كَمَا هِيا
وَالْجَمْعُ أَخْلاءٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْوَجْهُ فِي خِلْوٍ
أَن لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ وَقَدْ ثَنَّى
بَعْضُهُمْ وَجَمَعَ وأَنث، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَفِي
حَدِيثِ
أَنس: أَنت خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتي
؛ الخِلْوُ، بِالْكَسْرِ: الفارِغُ الْبَالِ مِنَ الْهُمُومِ، والخِلْو
أَيضاً المُنْفَرِدُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
إِذا كنْتَ إِماماً أَوْ خِلْواً.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً: أَنت خَلاءٌ مِنْ هَذَا الأَمرِ
كَخَلِيّ، فَمَنْ قَالَ خِليٌّ ثنَّى وَجَمَعَ وأَنث، وَمَنْ قَالَ
خَلاءٌ لَمْ يُثَنِّ وَلَا جَمَعَ وَلَا أَنث. وَتَقُولُ: أَنا مِنْكَ
خَلاءٌ أَي بَراءٌ، إِذا جَعَلْتَهُ مَصْدَرًا لَمْ تُثَنَّ وَلَمْ
تُجْمَعْ، وإِذا جَعَلْتَهُ اسْمًا عَلَى فَعِيلٍ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ
وأَنثت وَقُلْتَ أَنا خَلِيٌّ مِنْكَ أَي بَرِيءٌ مِنْكَ. وَيُقَالُ:
هُوَ خِلْوٌ مِنْ هَذَا الأَمر أَي خالٍ، وَقِيلَ أَي خارِجٌ، وَهُمَا
خِلْوٌ وَهُمْ خِلْوٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَمَا خِلْوان مِنْ هَذَا
الأَمر وَهُمْ خِلاءٌ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. والخَالِي: العَزَبُ
الَّذِي لَا زَوْجَة لَهُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هَاءٍ،
وَالْجَمْعُ أَخْلاءٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
أَلَمْ تَرَني أُصْبي عَلى المَرْءِ عِرْسَهُ، ... وأَمْنَعُ عِرْسي
أَن يُزَنَّ بِهَا الخَالِي؟
وخَلَّى الأَمْرَ وتَخَلَّى مِنْهُ وَعَنْهُ وخَالاه: تَرَكه. وخَالَى
فُلَانًا: تَرَكه؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْياني لزُرْعة بْنِ عَوْف،
حينَ بعثَ بَنُو عَامِرٍ إِلى حِصْن بْنِ فَزَارَةَ وإِلى عُيَيْنَة
بنِ حِصْنٍ أَن اقْطَعُوا مَا بيْنَكُم وبَينَ بَنِي أَسَدٍ،
وأَلْحِقُوهمْ ببَني كنانَة ونحالِفُكُمْ، فنَحْنُ بَنُو أَبيكم،
وَكَانَ عُيَيْنَة هَمَّ بِذَلِكَ فَقَالَ النَّابِغَةُ:
قالَتْ بَنُو عامِرٍ: خالُوا بَنِي أَسدٍ، ... يَا بُؤْسَ للحَرْبِ
ضَرَّاراً لأَقْوامِ
أَي تارِكُوهُمْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ، قال ف
خَلَّى
(14/239)
عَنْهُمْ أَربعين عَامًا ثُمَّ قال
اخْسَؤُا فِيها
أَي ترَكَهُم وأَعرَض عَنْهُمْ. وخَالانِي فُلَانٌ مُخَالاةً أَي
خالَفَني. يُقَالُ: خَالَيْته خِلاءً إِذا تَركْتَه؛ وَقَالَ:
يأْبى البَلاءُ فَمَا يَبْغِي بهمْ بَدَلًا، ... وَمَا أُرِيدُ خِلاءً
بعدَ إِحْكامِ
يأْبى البَلاءُ أَي التَّجْرِبة أَي جَرَّبْناهم فأَحْمَدْناهُمْ فَلَا
نخالِيهمْ. والخَلِيَّةُ والخَلِيُّ: مَا تُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ
مِنْ غَيْرِ مَا يُعالَجُ لَهَا مِنَ العَسَّالاتِ، وَقِيلَ:
الخَلِيَّة مَا تُعَسِّل فِيهِ النَّحل مِنْ راقُودٍ أَو طِينٍ أَو
خَشبة مَنْقُورة، وَقِيلَ: الخَلِيَّة بَيْتُ النَّحْل الَّذِي
تُعَسِّلُ فِيهِ، وَقِيلَ: الخَلِيَّةُ مَا كَانَ مَصْنُوعًا، وَقِيلَ:
الخَلِيَّة والخَلِيُّ خَشَبة تُنْقَرُ فيُعَسِّلُ فِيهَا النَّحلُ؛
قَالَ:
إِذا مَا تأَرَّتْ بالخَلِيِّ ابتَنَتْ بِهِ ... شَرِيجَيْنِ مِمَّا
تَأْتَرِي وتُتِيع
شَرِيجَيْنِ أَي ضَرْبَيْنِ مِنَ الْعَسَلِ. والخَلِيَّة: أَسفَلُ
شَجَرة يُقَالُ لَهَا الخَزَمة كأَنه راقُود، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ
الرَّاقُودِ يُعْمَل لَهَا مِنْ طِينٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فِي خَلايا النَّحلِ إِنَّ فِيهَا العُشْرَ.
اللَّيْثُ: إِذا سُوِّيَت الخَلِيَّة مِنْ طِين فَهِيَ كُوَّارة. وَفِي
حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عَامِلًا لَهُ عَلَى الطائِف
كتَبَ إِليه إِن رِجالًا مِنْ فَهْمٍ كَلَّموني فِي خَلايا لَهُمْ
أَسْلَموا عَلَيْهَا وسأَلوني أَنْ أَحْمِيَها لهمْ
؛ الخَلايا: جمعُ خَلِيَّة وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُعَسّل فِيهِ
النَّحل. والخَلِيَّة مِنَ الإِبل: الَّتِي خُلِّيَتْ للحَلْب،
وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي عَطَفتْ عَلَى وَلَدٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي
خَلَتْ عَنْ وَلَدِها ورَئِمَتْ وَلَدَ غيرِها، وإِنْ لَمْ تَرْأَمْهُ
فَهِيَ خَلِيَّة أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي خَلَتْ عَنْ وَلَدِهَا
بمَوْت أَو نَحْر فتُسْتَدَرُّ بوَلَدِ غيرِها وَلَا تُرْضِعُه، إِنما
تَعْطِفُ عَلَى حُوارٍ تُستَدَرُّ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَن تُرْضِعَه،
فسُمِّيت خَلِيَّة لأَنها لَا تُرْضِعُ ولدَها وَلَا غيرَه؛ وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: الخَلِيَّة الَّتِي تُنْتَج وَهِيَ غَزِيرَةٌ
فيُجَرُّ ولدُها مِنْ تَحْتِهَا فيُجعل تَحْتَ أُخرى وتُخَلَّى هِيَ
لِلْحَلْبِ وَذَلِكَ لكَرَمِها. قَالَ الأَزهري: ورأَيت الخَلايا فِي
حَلائبهم، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: بَنُو فُلَانٍ قَدْ خَلَوْا وهمْ
يَخْلُون. والخَلِيَّة: النَّاقَةُ تُنْتَج فيُنْحَر ولدُها ساعةَ
يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى مِنْهَا ولدُ ناقةٍ كَانَتْ ولدَتْ
قَبلَها فتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُنظَر إِلى أَغْزَر النَّاقَتَيْنِ
فتُجعل خَلِيَّةً، وَلَا يَكُونُ للحُوار مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا
يُدِرُّها وتُركَت الأُخرى للحُوار يَرْضعُها مَتَى مَا شَاءَ وتُسمَّى
بَسُوطاً، وَجَمْعُهَا بُسْطٌ، وَالْغَزِيرَةُ الَّتِي يتَخلَّى
بلَبَنِها أَهلُها هِيَ الخَلِيَّة. أَبو بَكْرٍ: نَاقَةٌ مِخلاءٌ
أُخْلِيَت عَنْ ولدِها؛ قَالَ أَعرابي:
عِيطُ الهَوادي نِيطَ مِنها بالحُقِي [بالحِقِي] ، ... أَمْثالُ
أَعْدالِ مَزَادِ المُرْتَوي،
مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ ومُخْلاةٍ صَفي
والمُرْتوي: المُسْتَقي، وَقِيلَ: الخَلِيَّة نَاقَةٌ أَو نَاقَتَانِ
أَو ثَلَاثٌ يُعْطَفْنَ عَلَى ولدٍ وَاحِدٍ فيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ
فيَرْضعُ الْوَلَدُ مِنْ وَاحِدَةٍ، ويتَخلَّى أَهلُ الْبَيْتِ
لأَنفُسِهم وَاحِدَةً أَو ثِنْتَيْنِ يَحْلُبونها. ابْنُ الأَعرابي:
الخَلِيَّة النَّاقَةُ تُنْتَجُ فيُنْحَرُ وَلَدُهَا عَمْداً ليَدُوم
لَهُمْ لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بِحُوارِ غيرِها، فإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ
الحُوارُ واحْتُلِبَتْ، وَرُبَّمَا جَمَعُوا مِنَ الخَلايا ثَلَاثًا
وأَربعا عَلَى حُوارٍ واحدٍ وَهُوَ التَّلَسُّن. وَقَالَ ابْنُ
شُمَيْلٍ: رُبَّمَا عَطَفُوا ثَلَاثًا وأَربعاً عَلَى فَصيل
وبأَيَّتِهِنَّ شاؤُوا تَخَلَّوْا. وتَخَلَّى خَلِيَّة: اتَّخَذَها
لنفْسه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ يَصِفُ
فَرَسًا:
أَمرْتُ بِهَا الرِّعاءَ ليُكرموها، ... لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ
والصَّعُودِ
(14/240)
وَيُرْوَى:
أَمْرتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها
والخَلِيَّة مِنَ الإِبل: المطلَقة مِنْ عِقال.
ورُفِعَ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، رجلٌ وَقَدْ قَالَتْ لَهُ
امرأَتُه شَبِّهْني فَقَالَ: كأَنكِ ظَبْيَةٌ، كأَنكِ حمامةٌ
فَقَالَتْ: لَا أَرضَى حَتَّى تقولَ خَليَّة طالِقٌ فَقَالَ ذَلِكَ،
فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خُذْ بِيَدِهَا فإِنها
امرأَتُك
لمَّا لَمْ تَكُنْ نيتُه الطلاقَ، وإِنما غالَطَتْه بِلَفْظٍ يُشْبِه
لَفْظَ الطَّلَاقِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالخَلِيَّة هَاهُنَا
النَّاقَةَ تُخَلَّى مِنْ عِقالها، وطَلَقَت مِنَ العِقال تَطْلُقُ
طَلْقاً فَهِيَ طَالِقٌ، وَقِيلَ: أَراد بالخَلِيَّة الغزيرةَ يؤْخذ
وَلَدُهَا فيُعطَفُ عَلَيْهِ غيرُها وتُخَلَّى للحَيِّ يَشْرَبُونَ
لَبَنَهَا، والطالِقُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا خِطَام لَهَا، وأَرادت
هِيَ مُخادَعَته بِهَذَا الْقَوْلِ ليَلْفِظ بِهِ فيقَعَ عَلَيْهَا
الطلاقُ، فَقَالَ لَهُ عُمر:
خُذْ بِيَدِهَا فإِنها امرأَتك
، وَلَمْ يُوقِعِ الطَّلَاقَ لأَنه لَمْ يَنْوِ الطلاقَ، وَكَانَ
ذَلِكَ خِداعاً مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ
أُمّ زَرْع: كنتُ لكِ كأَبي زَرْع لأُم زَرْع فِي الأُلْفَة والرِّفاء
لَا فِي الفُرْقة والخَلاء
، يَعْنِي أَنه طَلَّقها وأَنا لَا أُطَلِّقك. وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: الخَلِيَّةُ كَلِمَةٌ تُطَلَّقُ بِهَا المرأَة
يُقَالُ لَهَا أَنتِ بَرِيَّة وخَلِيَّة، كِنَايَةً عَنِ الطَّلَاقِ
تَطْلُق بِهَا المرأَة إِذا نوَى طَلَاقًا، فَيُقَالُ: قَدْ خَلَت
المرأَةُ مِنْ زَوْجِهَا. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: امرأَة خَلِيَّةٌ
ونساءٌ خَلِيَّاتٌ لَا أَزواج لهُنَّ وَلَا أَولادَ، وَقَالَ: امرأَةٌ
خِلْوةٌ وامرأَتان خِلْوَتان وَنِسَاءٌ خِلْواتٌ أَي عَزَبات. وَرَجُلٌ
خَلِيٌّ وخَلِيّانِ وأَخْلِياءُ: لَا نساءَ لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: الخَلِيَّة ثَلَاثٌ
، كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُ لِزَوْجَتِهِ أَنتِ
خَلِيَّة فَكَانَتْ تَطْلُق مِنْهُ، وَهِيَ فِي الإِسلام مِنْ كِنايات
الطَّلَاقِ فإِذا نَوَى بِهَا الطَّلَاقَ وَقَعَ. أَبو الْعَبَّاسِ
أَحمد بْنُ يَحْيَى: إِنه لَحُلْوُ الخَلا إِذا كَانَ حسَنَ
الْكَلَامِ؛ وأَنشد لِكُثَيِّرٍ:
ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوة مِنْهُمُو ... بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ
الضِّبابِ الخَوادعِ
شَمِرٌ: المُخالاةُ المبارَزَةُ. والمُخالاةُ: أَن يَتخلَّوْا مِنَ
الدُّورِ ويَصيروا إِلى الدُّثُورِ. اللَّيْثُ: خَالَيْت فُلَانًا إِذا
صارَعْته، وَكَذَلِكَ المُخالاةُ فِي كلِّ أَمرٍ؛ وأَنشد:
وَلَا يَدْرِي الشَّقِيُّ بمَنْ يُخالِي
قَالَ الأَزهري: كأَنه إِذا صَارَعَهُ خَلا بِهِ فَلَمْ يَسْتَعِنْ
وَاحِدٌ مِنْهُمَا بأَحَدٍ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَخْلُو
بِصَاحِبِهِ. وَيُقَالُ: عَدُوٌّ مُخَالٍ أَي لَيْسَ لَهُ عَهْد؛
وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:
غَيْرُ بِدْعٍ منَ الجِيادِ، وَلَا يُجْنَبْنَ ... إِلَّا عَلَى
عَدُوٍّ مُخَالِي
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَالَيْت العَدُوَّ تَرَكَتْ مَا بَيْني
وَبَيْنَهُ مِنَ المُواعَدة، وَخَلَا كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا مِنَ
العَهْد. والخَلِيَّة: السَّفِينة الَّتِي تَسير مِنْ غَيْرِ أَن
يُسَيِّرَها مَلَّاح، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَتْبَعُهَا زَوْرَق
صَغِيرٌ، وَقِيلَ: الخَلِيَّة الْعَظِيمَةُ مِنَ السُّفُن، وَالْجَمْعُ
خَلايا، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
كأَنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة، غُدْوَةً، ... خَلايا سَفِين
بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ
وَقَالَ الأَعشى:
يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع، ... وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها
يَنْحَطِمْ
وَخَلَا الشيءُ خُلُوّاً: مَضَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْ
أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ
؛ أَي مَضَى وأُرْسِل. والقُرون الخَالِيَة: هُم المَواضي. وَيُقَالُ:
خَلا قَرْنٌ فَقَرْنٌ أَي مَضى. وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ: تَزَوَّجْت
(14/241)
امرأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا
أَي كَبِرَتْ ومَضى مُعْظَم عُمْرِها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فلمَّا خَلا سِنِّي ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْني
؛ تُرِيدُ أَنها كَبِرَت وأَولَدت لَهُ. وتَخَلَّى عَنِ الأَمر وَمِنَ
الأَمر: تَبَرَّأَ. وتَخَلَّى: تَفَرَّغ. وَفِي حَدِيثِ
مُعاوية القُشَيْرِي: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا آياتُ الإِسلامِ؟
قَالَ: أَن تَقُولَ أَسْلَمْتُ وجْهِي إِلى اللَّهِ وتَخَلَّيْتُ
؛ التَّخَلِّي: التفَرُّغُ. يُقَالُ: تَخَلَّى لِلْعِبَادَةِ، وَهُوَ
تَفَعُّلٌ مِنَ الخُلُوّ، وَالْمُرَادُ التَّبَرُّؤُ مِنَ الشرْكِ
وعقْدُ القَلْبِ عَلَى الإِيمان. وخَلَّى عَنِ الشَّيْءِ: أَرْسَلَه،
وخَلَّى سبيلَه فَهُوَ مُخَلّىً عَنْهُ، ورأَيته مُخَلِّياً؛ قَالَ
الشَّاعِرِ:
مَا لِي أَراك مُخَلِّياً، ... أَيْنَ السلاسِلُ والقُيُود؟
أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمْ ... أَمْ ليسَ يَضْبِطُكَ الحدِيد؟
وخَلَّى فلانٌ مكانَه إِذا مَاتَ؛ قَالَ:
فإِنْ يكُ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مكانَه، ... فَمَا كَانَ وقَّافاً وَلَا
مُتَنَطِّقا
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ، وَخَلَا إِذا أَكل
الطَّيِّبَ، وَخَلَا إِذا تعيَّد، وَخَلَا إِذا تَبَرَّأَ مِنْ ذَنْبٍ
قُرِفَ بِهِ. وَيُقَالُ: لَا أَخْلَى اللهُ مكانَك، تَدْعُو لَهُ
بالبَقاء. وخَلا: كَلِمَةٌ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ تَجُرُّ مَا
بَعْدَهَا وتنصِبُه، فإِذا قُلْتَ مَا خَلا زَيْدًا فَالنَّصْبُ لَا
غَيْرَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ مَا فِي الدَّارِ أَحد خَلا زَيْدًا وزيدٍ،
نصْبٌ وجَرّ، فإِذا قُلْتَ مَا خَلَا زَيْدًا فانْصِبْ فإِنه قَدْ
بُيِّنَ الفِعْلُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تقول جاؤوني خَلَا زَيْدًا،
تَنْصِبُ بِهَا إِذا جَعَلْتها فِعْلًا وَتُضْمِرَ فِيهَا الْفَاعِلَ
كأَنك قُلْتَ خَلَا مَنْ جَاءَنِي مِنْ زَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
صَوَابُهُ خَلَا بعضُهم زَيْدًا، فإِذا قُلْتَ خَلَا زَيْدٍ فجررتْ
فَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ حَرْفُ جَرٍّ بِمَنْزِلَةِ
حَاشَى، وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ مَصْدَرٌ مُضَافٌ، وأَما مَا خَلَا فَلَا
يَكُونُ بَعْدَهَا إِلَّا النصب، تقول جاؤوني مَا خَلَا زَيْدًا لأَن
خَلا لَا تَكُونُ بَعْدَ مَا إِلَّا صِلَةً لَهَا، وَهِيَ مَعَهَا
مَصْدَرٌ، كأَنك قلت جاؤوني خُلُوَّ زَيْدٍ أَي خُلُوَّهُم مِنْ
زَيْدٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا الْمَصْدَرِيَّةُ لَا تُوصَلُ
بِحَرْفِ الْجَرِّ، فَدَلَّ أَن خَلَا فِعْلٌ. وَتَقُولُ: مَا أَردت
مَساءَتَك خَلا أَني وعَظْتك، مَعْنَاهُ إِلَّا أَني وَعَظْتُكَ؛
وأَنشد:
خَلا اللهَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ، وإِنَّما ... أَعُدُّ عِيالي شُعْبة
مِنْ عِيالِكا
وَفِي الْمَثَلِ: أَنا مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْن خَلاوَةَ أَي
بَرِيءٌ خَلاءٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي حَرْفِ الْجِيمِ. وخَلاوَةُ:
اسْمُ رَجُلٍ مشتقٌّ مِنَ ذَلِكَ. وبَنُو خَلاوَةَ: بَطْنٌ مِنْ
أَشْجَعَ، وَهُوَ خَلاوَةُ بْنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرِ بنِ أَشْجَعَ؛
قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبيّ:
خَلاوِيَّةٌ إِنْ قُلْتَ جُودي، وجَدْتَها ... نَوَارَ الصَّبَا
قَطَّاعَةً للعَلائِقِ
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَلْوَتانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحدَتُهما
خَلْوَة. وَقَوْلُهُمْ: افْعَلْ كَذَا وخَلاكَ ذَمٌّ أَي أَعْذَرْتَ
وسَقَطَ عَنْكَ الذَّمُّ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ:
فَشَأْنَكِ فانْعَمي، وخَلاكِ ذَمٌّ، ... وَلَا أَرْجِعْ إِلى أَهْلٍ
وَرَائي
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وخَلاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ
تَشْرُدوا
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. والخَلى: الرَّطْبُ مِنَ النَّبات، وَاحِدَتُهُ
خَلاةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الخَلى الرَّطْبُ من الحَشِيشِ. قَالَ ابْنُ
بَرِّيٍّ: يُقَالُ الخَلى الرُّطْبُ، بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ، فإِذا
قُلْتَ الرَّطْبُ مِنَ الحَشِيش فَتَحْت لأَنك تُرِيدُ ضِدَّ
(14/242)
الْيَابِسِ، وَقِيلَ: الخَلاةُ كُلُّ
بَقْلة قَلَعْتها، وَقَدْ يُجْمَع الخَلى عَلَى أَخْلاءٍ؛ حَكَاهُ أَبو
حَنِيفَةَ. وجاءَ فِي الْمَثَلِ: عَبْدٌ وخَلىً فِي يَدَيْهِ أَي مَعَ
عبودِيَّته غَنيٌّ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ وحَلْيٌ فِي
يَدَيْه. وَقَالَ الأَصمعي: الخَلى الرَّطْب من الحشيش، وَبِهِ سُمِّيت
المِخْلاة، فَإِذَا يَبِس فَهُوَ حَشِيش؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ
الأَعشى:
وحَوْليَ بَكْرٌ وأَشْياعُهَا، ... ولَسْتُ خَلاةً لِمَنْ أَوْعَدَنْ
أَي لَسْتُ بِمَنْزِلَةِ الخَلاةِ يأْخُذُها الآخِذُ كَيْفَ شَاءَ بَلْ
أَنا فِي عِزّ ومَنَعة. وَفِي حَدِيثِ
مُعْتَمِرٍ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ عَجين يُعْجَن بِدُرْدِيّ فَقَالَ:
إِنْ كَانَ يُسْكِرُ فَلا
، فَحَدَّث الأَصمعي بِهِ مُعْتَمِراً فَقَالَ: أَو كَانَ كَمَا قَالَ:
رأَى فِي كَفِّ صاحِبِه خَلاةً، ... فتُعْجِبهُ ويُفْزِعُه الجَرِيرُ
الخَلاةُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الخَلا، وَذَلِكَ أَن مَعْنَاهُ أَن
الرجلَ يَنِدُّ بَعيره، فيأْخُذُ بإحْدى يَدَيْه عُشْباً وبالأُخْرى
حَبْلًا، فينظُر البعيرُ إلَيْهما فَلَا يَدْرِي مَا يَصْنَع، وَذَلِكَ
أَنه أَعْجَبه فَتْوَى مالِكٍ وخافَ التحريمَ لِاخْتِلَافِ الناسِ فِي
الْمُسْكِرِ فتَوقَّف وتمَثَّل بِالْبَيْتِ. وأَخْلَت الأَرضُ: كَثُرَ
خَلاها. وأَخْلَى اللهُ الماشِيَةَ يُخْلِيها إخْلاءً: أَنْبَتَ لَهَا
مَا تأْكُلُ مِنَ الخَلى؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وخَلى الخَلى
خَلْياً واخْتَلاه فانْخَلَى: جَزَّه وقَطَعَه ونَزَعه، وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: نَزَعه. والمِخْلَى: مَا خَلاه وجَزَّه بِهِ.
والمِخْلاةُ: مَا وَضَعه فِيه. وخَلى فِي المِخْلاةِ: جَمَع؛ عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ. اللَّيْثُ: الخَلى هُوَ الْحَشِيشُ الَّذِي يُحْتَشُّ
مِنْ بُقول الرَّبِيع، وَقَدِ اخْتَلَيْته، وبِه سُمِّيت المِخْلاة،
وَالْوَاحِدَةُ خَلاةٌ، وأَعْطِني مِخْلاةً أَخْلِي فِيهَا. وخَلَيْت
فَرَسي إِذَا حَشَشْت عَلَيْهِ الحَشيش. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ
مَكَّة:
لَا يُخْتَلَى خَلاها
؛ الخَلَى: النَّبات الرَّقِيقُ مَا دَامَ رَطْباً. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يَخْتَلِي لِفَرسِه
أَي يَقْطَع لَهَا الخَلَى. وَفِي حَدِيثِ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: إِذَا اخْتُلِيَتْ فِي الحَرْبِ هامُ الأَكابِرِ
أي قُطِعَتْ رُؤُوسُهُم. وخَلى البَعِيرَ والفَرَس يَخْلِيها خَلْياً:
جَزَّ لَه الخَلَى. والسيفُ يَخْتَلِي أَي يَقْطَع. والمُخْتَلُون
والخَالُون: الَّذِينَ يَخْتَلُون الخَلَى وَيَقْطَعُونَهُ. وخَلَى
اللِّجامَ عَنِ الْفَرَسِ يَخْلِيهِ: نَزَعَه. وخَلَى الفرسَ خَلْياً:
أَلْقَى فِي فِيهِ اللِّجامَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي خَلَيْت
الْفَرَسَ:
تَمَطَّيْت أَخْلِيهِ اللِّجامَ وبَذَّنِي، ... وشَخْصي يُسامي شَخْصَه
وَهْوَ طائِلُهْ «2»
. وخَلَى القِدْرَ خَلْياً: أَلْقَى تَحْتَها حَطَباً. وخَلاها أَيضاً:
طَرحَ فِيهَا اللَّحْمَ. ابْنُ الأَعرابي: أَخْلَيْتُ القِدْرَ إِذَا
أَلْقَيْتَ تَحْتَها حَطَباً. وخَلَيْتُها إِذَا طَرَحْتَ فِيهَا
اللَّحم، وَاللَّهُ أَعلم.
خما: خَما الصَّوْتُ: اشْتَدَّ، وَقِيلَ: ارْتَفَعَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛
وأَنشد هُوَ وَابْنُ الأَعرابي:
كأَنّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذَا خَما، ... صوتُ أَفاعٍ فِي خشِيٍّ
أَعْشَما
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَلفها يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا
وَاوًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْخَامِي الخامسُ؛ قَالَ الحادِرَةُ:
مَضَى ثلاثُ سِنينٍ مُنْذُ حَلَّ بها، ... وعامُ حَلَّتْ وهذا التابعُ
الخَامِي
__________
(2) . قوله [وهو طائله] كذا بالأَصل والتكملة، والذي بهامش نسخة قديمة
من النهاية: ويطاوله
(14/243)
قَالَ: وَهَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَن
يُذْكَرَ فِي فَصْلِ خما، كَمَا ذُكِرَ السَّادي في فصل سَدَى.
خنا: الخَنا: مِنْ قَبِيحِ الْكَلَامِ. خَنا فِي مَنْطقه يَخْنُو
خَناً، مَقْصُورٌ. والخَنَا: الفُحْش. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخَنَا
مِنَ الْكَلَامِ أَفْحَشُه. وخَنا فِي كَلَامِهِ وأَخْنَى: أَفْحَش،
وَفِي مَنْطقه إخْنَاءٌ؛ قَالَتْ بنتُ أَبي مُسافِعٍ القُرَشي وَكَانَ
قَتَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو ... أَظافِيرَ وأَقْدامِ
كحِبِّي، إذا تَلاقَوا، وَ ... وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانُ
وأَنتَ الطاعِنُ النَّجْلاءِ ... مِنْهَا مُزْبِدٌ آنِ
وَفِي الكَفِّ حُسامٌ صارِمٌ ... أَبْيَضُ خَذَّامُ
وَقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، ... فَمَا تُخْنِي لصُحْبانِ
ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهَا الأَخفش كُلَّهَا مُقَيَّدَةً،
وَرَوَاهَا أَبو عَمْرٍو مُطْلَقَةً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذَا
قُيِّدَتْ فَفِيهَا عَيْبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الإِكْفاء بِالنُّونِ
وَالْمِيمِ، وَإِذَا أَطلقت فَفِيهَا عَيْبَانِ الإِكْفاء والإِقْواء،
قَالَ: وَعِنْدِي أَن ابْنَ جِنِّي قَدْ وَهِمَ فِي قَوْلِهِ رَوَاهَا
أَبو الْحَسَنِ الأَخفش مُقَيَّدَةً، لأَن الشِّعْرَ مِنَ الهَزَج
وَلَيْسَ فِي الْهَزَجِ مَفَاعِيلْ بالإِسكان وَلَا فَعُولانْ، فَإِنْ
كَانَ الأَخْفش قَدْ أَنشده هَكَذَا فَهُوَ عِنْدِي عَلَى إِنْشَادِ
مَنْ أَنشد:
أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابْ
بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَهَذَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ ضَرْبًا لأَن فَعُولْ
مُسَكَّنَةً لَيْسَتْ مِنْ ضُرُوبِ الْوَافِرِ، فَكَذَلِكَ مفاعيلْ أَو
فَعُولانْ لَيْسَتْ مِنْ ضُرُوبِ الْهَزَجِ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ
فَالرِّوَايَةُ كَمَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، وَإِنْ كَانَ فِي
الشِّعْرِ حِينَئِذٍ عَيْبَانِ مِنَ الإِقواء والإِكفاء إِذِ احتمالُ
عَيْبَيْنِ وَثَلَاثَةٍ وأَكثر مِنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ مِنْ كَسْرِ
الْبَيْتِ، وَإِنْ كُنْتَ أَيها النَّاظِرُ فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنْ
أَهل العَروض فعِلْمُ هَذَا عَلَيْكَ مِنَ اللَّازِمِ الْمَفْرُوضِ.
وكلامٌ خَنٍ وكَلِمَة خَنِيَةٌ، وَلَيْسَ خَنٍ عَلَى الفِعْل، لأَنا
لَا نَعْلَمُ خَنِيَتِ الْكَلِمَةُ، وَلَكِنَّهُ عَلَى النَّسَب كَمَا
حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ طَعِمٌ ونَهِرٌ،
وَنَظِيرُهُ كاسٍ إِلَّا أَنه عَلَى زِنَةِ فاعِلٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ:
أَي ذُو طَعامٍ وكسْوَة وسَيْرٍ بِالنَّهَارِ؛ وأَنشد:
لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ
وَقَوْلُ القُطامِيّ:
دَعُوا النَّمْر، لَا تُثْنُوا عَلَيْهَا خَنايَةً، ... فَقَدْ
أَحْسَنَتْ فِي جُلّ مَا بَيننا النَّمْرُ
بَنَى مِنَ الخنَا فَعالَة. وَقَدْ خَنِيَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ،
وأَخْنَى عَلَيْهِ فِي مَنْطِقِه: أَفْحَشَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وَلَا تُخْنُوا عليَّ، وَلَا تُشِطُّوا ... بِقَوْلِ الفخْر، إِنَّ
الفَخْرَ حُوبُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَخْنَى الأَسماء عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلكَ الأَمْلاكِ
؛ الخَنا: الفُحْشُ فِي الْقَوْلِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَخْنَى
عَلَيْهِ الدَّهْرُ إِذَا مالَ عَلَيْهِ وأَهلكه. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ لَمْ يَدَعِ الخَنا والكَذِبَ فَلَا حاجةَ لِلَّهِ فِي أَن يَدَعَ
طَعامَه وَشَرَابَهُ.
وَفِي حَدِيثِ
أَبي عُبَيْدَةَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَة وَاللَّهِ مَا كَانَ
سَعْدٌ ليُخْنِيَ بابْنهِ «1» فِي شِقَّةٍ مِنْ تَمْرٍ
أَي
__________
(1) . قوله [ليخني بابنه] بهامش نسخة من النهاية ما نصه: الإِخناء على
الشيء الإفساد ومنه الخنا وهو الفحش والكلام الفاسد، ودخلت الباء في
بابنه للتعدية، والمعنى: ما كان ليجعله مخنياً على ضمانه خائساً به،
واللام لتأكيد مَعْنَى النَّفْيِ كَأَنَّهُ قَالَ: سعد أجلّ من أن
يضايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاء بما ضمن
(14/244)
يُسْلِمه ويَخْفر ذِمَّتَه، وَهُوَ من
أَخْنَى عليه الدِّهْرُ. وخَنَى الدَّهْرِ: آفاتُه؛ قَالَ لَبِيدٌ:
قلتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى، ... وقَدرنا إِنْ خَنَى
الدَّهرِ غَفَلْ
وأَخْنَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ: طالَ. وأَخْنَى عَلَيْهِمُ الدهرُ:
أَهلكهم وأَتَى عَلَيْهِمْ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا، ... أَخْنَى عَلَيْهَا
الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
وأَخْنَى: أَفْسَدَ. وأَخْنَيْتُ عَلَيْهِ: أَفْسَدْتُ. والخَنْوةُ:
الغَدْرَةُ. والخَنْوَة أَيضاً: الفُرْجَة فِي الخُصّ. وأَخْنَى
الجرادُ: كَثُر بيضُه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَخْنَى المَرْعَى:
كَثُرَ نَباتُه والْتَفَّ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ زُهَيْرٍ:
أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى، ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ
وآءُ
والأَعرف الأَكثر أَجْنَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا
أَن أَلفه يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا، وَاللَّهُ
أَعلم.
خوا: خَوَتِ الدارُ: تَهَدَّمَتْ وسَقَطَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ
تَعَالَى: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً
، أَي خَالِيَةً كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها
؛ أَي خاليةٌ، وَقِيلَ: ساقِطةٌ عَلَى سُقُوفها. وخَوَّتِ الدارُ
وخَوِيَتْ خَيّاً وخُوِيّاً وخَواءً وخَوَايَةً: أَقْوَتْ وخَلَتْ مِنْ
أَهلها. وأَرضٌ خاوِيَةٌ: خالِيةٌ مِنْ أَهلها، وَقَدْ تَكُونُ
خَاوِيَةً مِنَ الْمَطَرِ. وخَوَى البيتُ إِذَا انْهَدَمَ؛ وَمِنْهُ
قَوْلُ خَنْساء:
كَانَ أَبو حَسّانَ عَرْشاً خَوَى ... مِمَّا بَناهُ الدهرُ دانٍ
ظَلِيلْ
خَوَى أَي تَهَدَّمَ ووَقَع. وَفِي حَدِيثِ
سَهْلٍ: فَإِذَا هُمْ بِدَارٍ خاوِيَة عَلَى عُرُوشِها
؛ خَوَى إِذَا سَقَطَ وخَلا، وعُروشُها سُقُوفها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ
. قال الله تعالى قي قصَّةِ عادٍ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ
خاوِيَةٍ
؛ أعجازُ النَّخْلِ: أُصولُها، وَقِيلَ: خاوِيَة نَعْتٌ لِلنَّخْلِ
لأَن النَّخْلَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي
مَوْضِعٍ آخَرَ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ؛
المُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ عَنْ مَنْبِتِه، وَكَذَلِكَ الخاوِيَة
مَعْنَاهَا مَعْنَى المُنْقَلِعِ، وَقِيلَ لَهَا إِذَا انْقَلَعتْ
خاوِيَة لأَنها خَوَتْ مِنْ مَنْبِتِها الَّذِي كَانَتْ تَنْبُتُ فِيهِ
وخوَى مَنْبِتُها مِنْهَا، وَمَعْنَى خَوَتْ أَي خَلَتْ كَمَا تَخْوِي
الدارُ خُوِيّاً إِذَا خَلَتْ مِنْ أَهلها. وخَوَتِ الدارُ أَي بادَ
أَهْلُها وَهِيَ قَائِمَةٌ بِلَا عامِرٍ. الأَصمعي: خَوَى البيتُ
يَخْوِي خَواءً، مَمْدُودٌ، إِذَا مَا خَلا مِنْ أَهله. وَيُقَالُ:
وقَع عرشُك بخَوّ أَي بأَرضٍ خَوَّار «1» . يُتَعرَّقُ فِيهِ فَلَا
يُخْلِفُ. وخَوَاءُ الأَرض، مَمْدُودٌ: بَراحُها؛ قَالَ أَبو
النَّجْمِ:
يَبْدُو خَواءُ الأَرضِ مِنْ خَوائِه
وَيُقَالُ: دَخَلَ فُلَانٌ فِي خَواءِ فرسِه يَعْنِي مَا بَيْنَ
يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وأَبو النَّجْمِ وَصَفَ فَرَسًا طَوِيلَ
الْقَوَائِمِ. وَيُقَالُ لِمَا يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه مِنْ فُرْجَةِ
مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ: خَوَايَةٌ؛ قَالَ الطِّرمّاح:
فسَدَّ، بمَضْرَحِيِّ اللَّوْن جَثْلٍ، ... خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ
دَهينِ
أَيْ سَدَّت مَا بَيْنَ فَخْذَيْهَا بذَنَب مَضْرَحِيِّ اللونِ.
والخَوَاءُ: خُلُوُّ الجَوْفِ مِنَ الطَّعَامِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ،
وَالْقَصْرُ أَعلى. وخَوَى خَوىً وخَواءً: تَتَابَعَ عَلَيْهِ الجوعُ،
وخَوِيَت المرأَةُ خَواً. وخَوَتْ: وَلَدَتْ فخَوَى بطنُها أَي خَلا،
وَكَذَلِكَ إِذَا لَمْ تأْكل عند
__________
(1) . قوله [أي بأرض خوار إلخ] كذا بالأَصل
(14/245)
الْوِلَادَةِ، وخَوِيَتْ أَجْودُ.
والخَويَّة: مَا أَطعمتها عَلَى ذَلِكَ. وخَوَّاها وخَوَّى لَهَا
تَخْوِيةً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: عَمِلَ لَهَا خَوِيَّةً تأْكلها
وَهِيَ طَعَامٌ. الأَصمعي: يُقَالُ للمرأَة خُوِّيتْ، فَهِيَ تُخَوَّى
تَخْوِيَةً، وَذَلِكَ إِذَا حُفِرَتْ لَهَا حَفِيرةٌ ثُمَّ أُوِقدَ
فِيهَا، ثُمَّ تَقْعُدُ فِيهَا مِنْ دَاءٍ تَجِدهُ. وخَوَّتِ الإِبلُ
تَخْوِيةً: خَمُصَتْ بُطونُها وارْتَفعَتْ. وخَوَّى الرجلُ: تَجافى فِي
سُجُودِهِ وفَرَّجَ مَا بَيْنَ عَضُدَيْهِ وجَنْبيه، والطائرُ إِذَا
أَرسل جَنَاحَيْهِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذَا تَجافى فِي بُروكِه
ومَكَّنَ لثَفِناتِه؛ قَالَ:
خَوَّتْ عَلَى ثَفِناتِها
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا
سَجَدَ خَوَّى
؛ وَمَعْنَاهُ أَنه جَافَى بطنَه عَنِ الأَرض ورَفَعَها حَتَّى
يَخْوِيَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ ويُخَوِّي عَضُدَيه عَنْ جَنْبَيْهِ؛
وَمِنْهُ يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا بَرَكَتْ فتَجافى بطنُها فِي
بُروكها لضُمْرِها: قَدْ خَوَّتْ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي صِفَةِ
نَاقَةٍ ضَامِرٍ:
ذَاتُ انْتِباذٍ عَنِ الْحَادِي إِذَا بَركَتْ، ... خَوَّتْ عَلَى
ثَفِناتٍ مُحْزَئِلَّاتِ
وَيُقَالُ لِلطَّائِرِ إِذَا أَراد أَن يَقَعَ فيَبْسُطَ جناحَيه
ويَمُدَّ رِجْلَيْهِ: قَدْ خَوَّى تَخْوِيةً. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِذَا سَجَدَ الرجلُ فلْيُخَوِّ،
وَإِذَا سَجَدَتِ المرأَةُ فلْتَحْتَفِزْ
؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
يَخْرُجْنَ مِنْ خَلَلِ الغُبارِ عَوَابساً، ... كأَصابِعِ المَقْرُورِ
خَوَّى فاصْطَلى
فَسَّرَهُ فَقَالَ: يُرِيدُ أَن الْخَيْلَ قَرُبَتْ بعضُها مِنْ
بَعْضٍ. والخَوَى: الرُّعافُ. والخَوَاءُ: الهَواءُ بَيْنَ
الشَّيْئَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْهَوَاءُ الَّذِي بَيْنَ الأَرض
وَالسَّمَاءِ؛ قَالَ بِشْرٌ يَصِفُ فَرَسًا:
يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبارُ
أَي يَسُدُّ الفَجْوةَ الَّتِي بَيْنَ طُبْيَيها. وكلُّ فُرْجة فَهِيَ
خَوَاءٌ. والخَوِيُّ: الوِطاءُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ وَهُوَ اللَّيِّنُ
مِنَ الأَرض. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الخَوِيُّ بطْنٌ يَكُونُ فِي
السَّهْل والحَزْن دَاخِلًا فِي الأَرض أَعْظَمُ مِنَ السَّهْبِ
مِنْباتٌ. قَالَ الأَزهري: كلُّ وادٍ وَاسِعٌ فِي جَوٍّ سَهْلٍ فهو خوو
خَوٌّ وخَوِيٌّ. والخَوِيُّ؛ عَنِ الأَصمعي: الْوَادِي السَّهْلُ
الْبَعِيدُ؛ وَقَوْلُ الطِّرمّاح:
وخَوِيّ سَهْل، يُثِيرُ به القَوْمُ ... رِباضاً للعِينِ بَعْدَ رِباضِ
يَقُولُ: يَمرُّ الرُّكْبانُ بالعِينِ فِي مَرابضها فتُثِيرها مِنْهَا،
والرِّباضُ: الْبَقَرُ الَّتِي رَبَضَتْ فِي كُنُسِها. الأَزهري فِي
هَذَا الْمَوْضِعِ: ابْنُ الأَعرابي الوَخُّ الأَلمُ، والوَخُّ
القَصْدُ، وخوو
الخَوُّ الجُوع. والخوِيَّةُ: مَفْرَجُ مَا بَيْنَ الضَّرْع والقُبُلِ
مِنَ النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الأَنعام. وخَوَايَةُ السِّنانِ:
جُبَّتُه وَهِيَ مَا الْتَقَم ثَعْلَبَ الرُّمْحِ. وخَوَايةُ الرَّحْل:
مُتَّسَعُ داخِله. وخَوَى الزَّنْدُ وأَخْوَى: لَمْ يُورِ. وخَوَتِ
النُّجُومُ تَخْوِي خَيّاً وأَخْوَتْ وخَوَّتْ: أَمحَلَتْ، وَقِيلَ:
خَوَتْ وأَخْوَتْ، وَذَلِكَ إِذَا سَقَطتْ وَلَمْ تُمْطِرْ فِي
نَوْئِها؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
قومٌ إِذَا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ، ... للطارِقينَ النازِلينَ،
مَقارِي
وَقَالَ آخَرُ:
وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إِلَّا أَنِضَّةً، ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ
لَيْسَ قاطِرُها يُثْرِي
قَوْلُهُ: يُثْري يَبُلُّ الأَرضَ؛ وَقَالَ الأَخطل:
فأَنتَ الَّذِي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَهُ، ... إِذَا السَّنةُ
الشَّهْباءُ خَوَّتْ نُجومُها
(14/246)
وخَوَّتْ تَخْوِيةً: مالَتْ للمَغِيب. وخَوَى الشيءَ خَيّاً وخَوَايةً
واخْتَواه: اختَطَفَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
حَتَّى اخْتَوَى طِفْلَها فِي الجَوِّ مُنْصَلِتٌ ... أَزَلُّ مِنْهَا،
كنَصْلِ السَّيفِ، زُهْلُولُ
ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ اخْتَوَاه واختدَفَه واخْتاتَهُ وتَخَوَّتَهُ
إِذَا اقتَطَعهُ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَة:
ثُمَّ اعْتَمَدْتَ إِلَى ابْنِ يَحْيَى تَخْتَوِي، ... مِنْ دُونِه،
مُتَباعِدَ البُلْدانِ
وخَوَايةُ الخَيل: حفيفُ عَدْوِها «2» ؛ كَذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ
الأَعرابي بِالْهَاءِ. وخَوَايةُ الْمَطَرِ: حفِيفُ انْهِلاله
بِالْهَاءِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَحَكَى أَبو عُبَيْدَةَ: الخَوَاة
الصَّوْتُ. قَالَ أَبو مَالِكٍ: سَمِعْتُ خَوَايَتَهُ أَيْ سَمِعْتُ
صَوْتَهُ شِبْهَ التَّوَهُّمِ؛ وأَنشد:
خَوايَةَ أَجْدَلا
يَعْنِي صَوْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ
صِلَةَ: فَسَمِعْتُ كخَوايَةِ الطائِرِ
؛ الخَوَايَة: حَفِيفُ الجَناح. وخَواةُ الرِّيحِ: صَوْتها؛ عَنِ ابْنِ
الأَعرابي أَيضاً. والخَوِيُّ: الثابِتُ، طائِيَّة. والخَاوِيَةُ:
الداهِية؛ عن كراع. وخوو
الخَوُّ: العَسَل؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. ويومُ خَوىً وخُوىً وخُوَيّ:
مَعْرُوفٌ. وخَوِيٌّ: موضع. ويَومُ خوو
خَوٍّ: مِنْ أَيام الْعَرَبِ، مَعْرُوفٌ. والخَوِيُّ: البَطْنُ
السَّهْلُ مِنَ الأَرض، عَلَى فَعِيلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فأَخَذَ أَبا جَهْل خوو
خَوَّةٌ «3» . فَلَا يَنْطِقُ
أَي فَتْرَةٌ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير، قَالَ: والهاء زائدة. وخوو
الخَوَّانِ: وَادِيَانِ مَعْرُوفَانِ فِي دِيَارِ تميم. وخوو
خَوٌّ: وادٍ لِبَنِي أَسد؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
لَئِنْ حَلَلْت خوو بِخَوّ فِي بَني أَسَدٍ، ... فِي دينِ عَمْرٍو،
وحالَتْ دُونَنا فَدَكُ
قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الأَسود: وَمَنْ رَوَاهُ بِالْجِيمِ فَقَدْ
صحَّفه، قَالَ وَفِيهِ يَقُولُ الْقَائِلُ:
وبَيْنَ خوو خَوَّيْنِ زُقاقٌ واسِعُ
وخَيْوانُ: بَطنٌ مِنْ هَمْدانَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للأَسود بْنِ
يَعْفُر:
جُنِّبْتَ خَاوِيَةَ السِّلاحِ وكَلْمَهُ ... أَبَداً، وجانَبَ
نَفْسَكَ الأَسْقامُ
وَلَمْ يُفَسِّرِ الخَاوِيَةَ، فتأَمله. وَالْخَاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ،
وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: خَبَّيْت خَاءً، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي
مَوْضِعِهِ. |