معجم الفروق اللغوية

* (ت) *
432 - الفرق بين التابع والتالي: (434) .
433 - الفرق بين قولك تابعت زيدا وقولك وافقته: أن قولك تابعته يفيد أنه قد
تقدم منه شئ افتديت به فيه، ووافقته يفيد أنكما إتفقتما معا في شئ من الاشياء ومنه سمي التوفيق توفيقا، ويقول أبو علي رحمة الله عليه.
ومن تابعه يريد به أصحابه ومنه سمي التابعون التابعين، وقال أبو علي رحمة الله: ومن وافقه يريد من قال بقوله وإن لم يكن من أصحابه، وأيضا فإن النظير لا يقال إنه تابع لنظيره لان التابع دون المتبوع ويجوز أن يوافق النظير النظير.
434 - الفرق بين التالي والتابع: أن التالي فيما قال علي بن عيسى: ثان وإن لم يكن يتدبر بتدبر الاول.
والتابع إنما هو المتدبر بتدبر الاول، وقد يكون التابع قبل المتبوع في المكان كتقدم المدلول وتأخر الدليل وهو مع ذلك يأمر بالعدول تارة إلى الشمال وتارة إلى اليمين كذا قال.
435 - الفرق بين التأخير الانظار: (319) .
436 - الفرق بين التأريب والابرام: أن التأريب شدة العقد يقال أرب العقد إذا جعل عقدا فوق عقد وهو خلاف النشط يقال نشطه إذا عقده بانشوطة

(1/110)


وهو عقد ضعيف وأربه إذا أحكم عقده وأنشطه إذا حل الانشوطة.
437 - الفرق بين التأسف والتلهف (1) : ذهب كثير من أهل اللغة إلى ترادفهما، وانهما بمعنى الحزن.
وفرق بعضهم بأن التلهف: (2) التحزن على ما فات، والتأسف: مطلق الحزن والاصح أن يقال: إن التأسف: على ما فات، والتلهف: على ما يأتي.
ويؤيده قول الشاعر: وبعد غد يا لهف نفسي من غد * إذا راح أصحابي ولست برائح! قال الجوهري: الاسف: أشد الحزن، والتلهف: الحزن.
(اللغات) .
438 - الفرق بين التأسف والندم: أن التأسف يكون على الفائت من فعلك
وفعل غيرك والندم جنس من أفعال القلوب لا يتعلق إلا بواقع من فعل النادم دون غيره فهو مباين لافعال القلوب وذلك أن الارادة والعلم والتمني والغبط قد يقع على فعل الغير كما يقع على فعل الموصوف به، والغضب يتعلق بفعل الغير فقط.
439 - الفرق بين التأليف والبنية: (420) .
440 - الفرق بين الترتيب والتأليف والتركيب والتصنيف (3) : الترتيب: هو جمع الاشياء المختلفة، بحيث يطلق عليها اسم: الواحد، ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير في النسبة العقلية، وإن لم تكن مؤلفة فهو أعم من التأليف من وجه، لان التأليف: ضم الاشياء مؤتلفة
__________
(1) التأسف والتلهف.
في الكليات: 100.
والفرائد: 36.
(2) الصحاح (ل هـ ف) .
ونقل المصنف على طريقته مختصرا المقصد.
(3) المادة في: الكليات (الترتيب 2: 62 والتأليف 62) .
وفي كشاف اصطلاحات الفنون (التأليف 1: 114، والتصنيف 3: 12) .
والفرائد: 40.
(*)

(1/111)


يرشدك إليه اشتقاقه من الالفة سواء كانت مرتبة الوضع أو لا، وهما أخص من التركيب مطلقا لانه: ضم الاشياء مؤتلفة كانت أم لا، مرتبة الوضع كانت أم لا.
وقد يستعمل الترتيب أخص مطلقا من التأليف، وقد يجعلان مترادفين، كذا حققه الشهيد الثاني طاب ثراه.
وأما التصنيف فالمشهور أنه: ما كان من كلام المصنف.
قال شيخنا البهاء (1) - قدس سره - في الكشكول: قد يقال: إن جمع القرآن لا يسمى تصنيفا إذ الظاهر أن التصنيف ما كان من كلام
المصنف، والجواب إن جمع القرآن إذا لم يكن تصنيفا لما ذكرت من العلة، فجمع الحديث أيضا ليس تصنيفا مع أن إطلاق التصنيف على كتب الحديث شائع ذائع.
انتهى.
(اللغات) .
441 - الفرق بين التأليف والترتيب والتنظيم: أن التأليف يستعمل فيما يؤلف على إستقامة أو على إعوجاج، والتنظيم والترتيب لا يستعملان إلا فيما يؤلف على إستقامة، ومع ذلك فان بين الترتيب والتنظيم فرقا وهو أن الترتيب هو وضع الشئ مع شكله، والتنظيم هو وضعه مع ما يظهر به، ولهذا استعمل النظم في العقود والقلائد لان خرزها ألوان يوضع كل شئ منها مع ما يظهر به لونه.
442 - الفرق بين التأليف والتصنيف: أن التأليف أعم من التصنيف وذلك أن
__________
(1) ورد بصورة (البهائي) ، كما عرف ثمة، حين سافر إلى أصفهان وغيرها.
وهو محمد بن حسين عبد الصمد العاملي الهمداني، بهاء الدين.
عالم أديب، شاعر.
ولد في بعلبك 953 وتوفي بأصفهان ودفن بطوس.
أشهر كتبه الكشكول، والمخلاة.
وله مؤلفات أخر.
(*)

(1/112)


التصنيف تأليف صنف من العلم ولا يقال للكتاب إذا تضمن نقض شئ من الكلام مصنف لانه جمع الشئ وضده والقول ونقيضه، والتأليف يجمع ذلك كله وذلك أن تأليف الكتاب هو جمع لفظ إلى لفظ ومعنى إلى معنى فيه حتى يكون كالجملة الكافية فيما يحتاج إليه سواء (1) كان متفقا أو مختلفا والتصنيف مأخوذ من الصنف ولا يدخل في الصنف غيره.
443 - الفرق بين التأليف والجمع: (651) .
444 - الفرق بين التأمل والنظر: (2187) .
445 - الفرق بين التأويل والتفسير: (511) .
446 - الفرق بين التبديل والابدال: قال الفراء: التبديل تغيير الشئ عن حاله، والابدال جعل الشئ مكان الشئ.
447 - الفرق بين الابدال والتبديل (2) : قيل: هما بمعنى، وقيل: (3) التبديل: تغيير حال إلى حال آخر [4 / ب] يقال: بدل صورته.
والابدال: رفع الشئ بأن يجعل (4) غيره مكانه.
وقال بعضهم: التبديل هو التغيير، يقال: أبدلت الشئ بالشئ إذا بدلت (5) عينا بعين، قال الشاعر (6) :
__________
(1) (وسواء خ ل) .
(2) الابدال والتبديل في تعريفات الجرجاني: 5.
(3) في ط: إن التبديل.
(4) في ط: يحصل.
(5) في ط: إذا أزلت.
(6) هو الراجز أبو النجم العجلي.
والبيت في اللسان (ب د ل) .
(*)

(1/113)


* عزل الأمير بالأمير المبدل * وبدلت، بالتشديد: إذا غيرت هيئته، والعين واحد، يقولون: بدلت جبتي قميصا: أي: جعلتها قميصا ذكره المغربي.
وقد يكون التبديل بأن يوضع غيره موضعه.
قال تعالى: " يوم تبدل الارض " (1) .
وقال سبحانه: " وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل " (2) ، ويحتمل الوجهين قوله سبحانه: " ما يبدل القول لدى " (3) .
(اللغات) .
448 - الفرق بين تبديل الشئ والاتيان بغيره: (39) .
449 - الفرق بين التبذير والاسراف (4) : قيل: التبذير: إنفاق المال فيما
لا ينبغي.
والاسراف: صرفه زيادة على ما ينبغي.
وبعبارة اخرى: الاسراف: تجاوز الحد في صرف المال، والتبذير:
__________
(*) في ط: المغربي.
وفي خ: المغرلي.
(1) إبراهيم 14: 48.
(2) سبأ 34: 17.
وقرئ: " أكل خمط ": بغير تنوين، مضافا.
والخمط: قال أهل التفسير، والخليل بن أحمد: الخمط: الاراك.
وقال الجوهري: هو نوع من الاراك له حمل يؤكل.
وقال أبو عبيدة: هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة.
والاثل شجر يقال له شجر النضار.
وله أصول غليظة يتخذ منه الابواب.
والسدر شجر ينتفع بثمره وورقه، ومنه نوع اسمه الضال لا ينتفع به.
وقوله تعالى: " وبدلناهم بجنتيهم " أي اللتين فيهما أنواع الفواكه والخيرات (جنتين) اخروين وأشجار البوادي لا تسمى جنات وبساتين ولكن لما وقعت الثانية في مقابلة الاولى أطلق لفظ الجنة، لازدواج الكلام كما قال تعالى: " ومكروا ومكر الله ".
- من تفسير القرطبي 14: 288 ومجمع البيان 4: 386.
(3) سورة ق 50: 29.
(4) الاسراف والتبذير في الكليات 1: 172.
والتعريفات 23 - 24.
(*)

(1/114)


اتلافه في غير موضعه، هو (1) أعظم من الاسراف، ولذا قال تعالى: " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " (2) .
قيل: وليس الاسراف متعلقا بالمال فقط، بل بكل شئ وضع في غير (3) موضعه اللائق به.
ألا ترى أن الله سبحانه وصف قوم لوط بالاسراف لوضعهم البذر في غير المحرث، فقال: " إنكم لتاتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم
مسرفون " (4) .
ووصف فرعون بالاسراف بقوله: " إنه كان عاليا من المسرفين " (5) .
أقول: ويستفاد (6) من بعض الاخبار أن الاسراف على ضربين: حرام، ومكروه.
فالاول: مثل إتلاف مال ونحوه فيما فوق المتعارف.
والثاني: إتلاف شئ ذي نفع بلا غرض (7) ، ومنه إهراق ما بقي من شرب ماء الفرات ونحوها خارج الماء (8) .
وقد روي ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(اللغات) .
__________
(1) في: خ: فهو.
(2) الاسراء 17: 27.
(3) في ط: بغير.
(4) الاعراف 7: 81.
(5) الدخان 44: 31.
(6) في ط: ويفهم.
(7) في خ: إتلاف الشئ ومنه إهراق ... الخ.
ورجحت اثبات ما في نسخة: ط.
(8) في ط: المال.
وهو تحريف ظاهر.
(*)

(1/115)


450 - الفرق بين التبيين والعلم: (1490) .
451 - الفرق بين التتابع والتواتر (1) : قال الحريرى في درة الغواص: تقول جاءتنا الخيل متتابعة إذا جاء بعضها في إثر بعض، بلا فصل.
وجاءت متواترة: إذا تلاحقت، وبينها فصل، ويؤيده قوله تعالى: " ثم أرسلنا رسلنا تترا " (2) .
ومعلوم أنه كان بين كل فترة وتراخي مدة.
وعن بعض الصحابة أنه قال لعلي عليه السلام: إن علي أياما من شهر رمضان أيجوز إن أقضيها متفرقة؟.
قال: اقضها إن شئت متتابعة، وإن شئت متواترة تترى، فقلت: إن بعضهم قال لا تجزئ عنك إلا متتابعة.
فقال: بل (3) تجزئ تترى لانه عزوجل قال: " فعدة من أيام أخر " (4) .
ولو أراد متتابعة لبين التتابع كما قال عزوجل: " فصيام شهرين متتابعين " (5) .
انتهى ملخصا.
(اللغات) .
452 - الفرق بين التثريب والتفنيد واللوم: أن التثريب شبيه بالتقريع والتوبيخ تقول وبخه وقرعه وثربه بما كان منه، واللوم قد يكون لما يفعله الانسان
__________
(1) التتابع والتواتر في درة الغواص: 7 - 9.
وقد نقل المؤلف، ولخص، وتصرف.
والمادة في الكليات 2: 95 - 96.
والمفردات (التتابع: 96، والتواتر: 804) .
والفرائد: 38.
(2) المؤمنون 23: 44.
(3) في ط: فقال بل.
في خ: قال بلى.
(4) البقرة 2: 184.
(5) النساء 4: 92.
(*)

(1/116)


في الحال ولا يقال لذلك تقريع وتثريب وتوبيخ، واللوم يكون على الفعل الحسن ولا يكون التثريب إلا على قبيح، والتفنيد تعجيز الرأي يقال فنده إذا عجز رأيه وضعفه والاسم الفند، وأصل الكلمة الغلظ ومنه قيل
للقطعة من الجبل فند، ويجوز أن يقال التثريب الاستقصاء في اللوم والتعنيف، وأصله من الثرب وهو شحم الجوف لان البلوغ إليه هو البلوغ إلى المواضع الاقصى من البدن.
453 - الفرق بين التجريب والاختبار: أن التجريب هو تكرير الاختبار والاكثار منه ويدل على هذا أن التفعيل هو للمبالغة والتكرير، وأصله من قولك جربه إذا داواه من الجرب فنظر أصلح حاله أم لا ومثله قرد البعير إذا نزع عنه القردان وقرع الفصيل إذا داواه من القرع وهو داء معروف ولا يقال ان الله تعالى يجرب قياسا على قولهم يختبر ويبتلي لان ذلك مجاز والمجاز لا يقاس عليه.
454 - الفرق بين التجسس والتحسس: (455)
455 - الفرق بين التحسس والتجسس (1) (*) : التحسس - بالحاء المهملة -: طلب الشئ بالحاسة.
والتجسس - بالجيم - مثله.
__________
(1) التحسس والتجسس: في الكليات 2: 105.
والمفردات: 166.
- والفرائد: 38.
(*) وعبارة المصنف مقتبسة، اقتباسا حرفيا تقريبا، من مجمع البيان للطبرسي 3: 256، إلى قوله: " في الشر ".
(*)

(1/117)


وفي الحديث: " لا تحسسوا، ولا تجسسوا " (1) .
قيل: معناهما واحد، وعطف أحدهما على الآخر لاختلاف اللفظين كقول الشاعر: * متى أدن منه ينأ عني ويبعد *
وقيل: التجسس - بالجيم - البحث عن عورات النساء.
- وبالحاء - الاستماع لحديث القوم، ويروى أن ابن عباس سئل عن الفرق بينهما فقال: لا يبعد أحدهما عن الآخر: التحسس في الخير، والتجسس في الشر.
قلت: ويؤيده قوله تعالى حكاية عن يعقوب: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف " (2) - بالحاء -.
على القراءة المشهورة، فإنه كان متوقعا لان يأتيه الخبر بسلامة يوسف.
وقوله سبحانه: " ولا تجسسوا " (3) - بالجيم - فإن المنهي عنه البحث عن معائب الناس وأسرارهم التي لا يرضون بإفشائها واطلاع الغير عليها.
(اللغات) .
456 - الفرق بين التحري والارادة: أن التحري هو طلب مكان الشئ مأخوذ من الحرا وهو المأوى وقيل لمأوى الطير حراها ولموضع بيضها حرا أيضا ومنه تحري القبلة ولا يكون مع الشك في الاصابة ولهذا لا يوصف الله تعالى به فليس هو من الارادة في شئ.
457 - الفرق بين التحلية والصفة: أن التحلية في الاصل فعل المحلي وهو تركيب
__________
(1) الحديث في النهاية لابن الاثير (ح س س) و (ج س س) .
وفيه: التجسس بالجيم التفتيش عن بواطن الامور، وأكثر ما يقال في الشر.
وقيل التجسس بالجيم البحث عن العورات وبالحاء الاستماع.
وقيل بالجيم أن يطلبه لغيره وبالحاء أن يطلبه لنفسه.
(2) يوسف 12: 87.
(3) الحجرات 49: 12.
(*)

(1/118)


الحلية على الشئ مثل السيف وغيره.
وليس هي من قبيل القول.
واستعمالها في غير القول مجاز وهو أنه قد جعل ما يعبر عنه بالصفة صفة كما أن الحقيقة من قبيل القول.
ثم جعل ما يعبر عنه بالحقيقة حقيقة وهو الذات
إلا أنه كثر به الاستعمال حتى صار كالحقيقة.
458 - الفرق بين التحميل والتكليف: أن التحميل لا يكون إلا لما يستثقل ولهذا قال تعالى " ولا تحمل علينا إصرا " (1) والاصر الثقل.
والتكليف قد يكون لما لا ثقل له نحو الاستغفار تقول كلفه الله الاستغفار ولا تقول حمله ذلك.
459 - الفرق بين التحيت والتقليد: أن التحيت هو الاعتقاد الذي يعتد به الانسان من غير أن يرجحه على خلافه أو يخظر بباله أنه بخلاف ما اعتقده، وهو مفارق للتقليد لان التقليد ما يقلد فيه الغير والتحيت لا يقلد فيه أحد.
460 - الفرق بين التحية والسلام: أن التحية أعم من السلام، وقال المبرد: يدخل في التحية حياك الله ولك البشرى ولقيت الخير، وقال أبو هلال أيده الله تعالى: ولا يقال لذلك سلام إنما السلام قولك سلام عليك، ويكون السلام في غير هذا الوجه السلامة مثل الضلال والضلالة والجلال والجلالة، ومنه دار السلام أي دار السلامة وقيل دار السلام أي دار الله، والسلام إسم من أسماء الله، والتحية أيضا الملك ومنه قولهم التحيات لله.
461 - الفرق بين التخصيص والنسخ: أن التخصيص هو ما دل على أن المراد
__________
(1) البقرة 2: 286.
(*)

(1/119)


بالكلمة بعض ما تناولته دون بعض، والنسخ ما دل على أن مثل الحكم الثابت بالخطاب زائل في المستقبل على وجه لولاه لكان ثابتا، ومن حق التخصيص أن لا يدخل إلا فيما يتناوله اللفظ، والنسخ يدخل في النص على عين والتخصيص ما لا يدخل فيه، والتخصيص يؤذن بأن المراد
بالعموم عند الخطاب ما عداه، والنسخ يحقق أن كل ما يتناوله اللفظ مراد في حال الخطاب وإن كان غيره مرادا فيما بعد، والنسخ في الشريعة لا يقع بأشياء يقع بها التخصيص، والتخصيص لا يقع ببعض ما يقع به النسخ فقد بان لك مخالفة أحدهما للآخر في الحد والحكم جميعا، وتساويهما في بعض الوجوه لا يوجب كون النسخ تخصيصا.
462 - الفرق بين التخفيف والنقص: (2217) .
463 - الفرق بين التخلص والنجاة: أن التخلص يكون من تعقيد وإن لم يكن أذى والنجاة لا تكون إلا من أذى ولا يقال لمن لا خوف عليه نجا لانه لا يكون ناجيا إلا مما يخاف.
464 - الفرق بين التخلية والاطلاق: (207) .
465 - الفرق بين التخلية والترك: (481) .
466 - الفرق بين التخويف والانذار: (311) .
467 - الفرق بين التخويل والتمويل: أن التخويل إعطاء الخول يقال خوله إذا جعل له خولا كما يقال موله إذا جعل له مالا وسوده إذا جعل له سوددا، وسنذكر (1) الخول في موضعه، وقيل أصل التخويل الارعاء يقال أخوله
__________
(1) قوله (سنذكر) اشارة إلى الفرق بين الخول والعبيد في العدد: 889.
(*)

(1/120)


إبله إذا إسترعاه إياها فكثر حتى جعل كل هبة وعطية تخويلا كأنه جعل له من ذلك ما يرعاه.
468 - الفرق بين التخيل والتصور: (492) .
469 - الفرق بين التدبر والتفكر: أن التدبر تصرف القلب بالنظر في العواقب والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
وسنبين إشتقاق التدبر وأصله
فيما بعد.
470 - الفرق بين التدبر والتفكر (1) : قد فرق بينهما [11 / ب] بأن التدبر: تصرف القلب بالنظر في عواقب الامور.
والتفكر: تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
(اللغات) .
471 - الفرق بين التدبير والتقدير: أن التدبير هو تقويم الامر على ما يكون فيه صلاح عاقبته، وأصله من الدبر وأدبار الامور عواقبها وآخر كل شئ دبره وفلان يتدبر أمره أي ينظر في أعقابه ليصلحه على ما يصلحها، والتقدير تقويم الامر على مقدار يقع معه الصلاح ولا يتضمن معنى العاقبة.
472 - الفرق بين التدبير والحيلة: (813) .
473 - الفرق بين التدبير والسياسة: (1155) .
474 - الفرق بين التذكير والتنبيه: أن قولك ذكر الشئ يقتضي أنه كان عالما به ثم نسيه فرده إلى ذكره ببعض الاسباب وذلك أن الذكر هو العلم
__________
(1) التفكر والتدبر.
في الكليات (التدبر 2: 60) .
والمفردات (التفكر: 578 والتدبر 237) .
والفرائد: 44.
(*)

(1/121)


الحادث بعد النسيان على ما ذكرنا (1) ويجوز أن ينبه الرجل على الشئ لم يعرفه قط ألا ترى أن الله ينبه على معرفته بالزلازل والصواعق وفهم من لم يعرفه البتة فيكون ذلك تنبيها له كما يكون تنبيها لغيره، ولا يجوز أن يذكره ما لم يعلمه قط.
475 - الفرق بين التذلل والذل: أن التذلل فعل الموصوف به وهو إدخال النفس في الذل كالتحلم إدخال النفس في الحلم والذليل المفعول به الذل من قبل غيره في الحقيقة وإن كان من جهة اللفظ فاعلا، ولهذا
يمدح الرجل بأنه متذلل ولا يمدح بأنه ذليل لان تذلله لغيره إعترافه له والاعتراف حسن ويقال العلماء متذللون لله تعالى ولا يقال أذلاء له سبحانه.
476 - الفرق بين التذلل والتواضع: أن التذلل إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له.
والتواضع إظهار قدرة من يتواضع له سواء كان ذا قدرة على المتواضع أو لا ألا ترى انه يقال العبد متواضع لخدمة أي يعاملهم معاملة من لهم عليه قدرة ولا يقال يتذلل لهم لان التذلل إظهار العجز عن مقاومة المتذلل له وإنه قاهر وليست هذه صفة الملك مع خدمه.
477 - الفرق بين التربص والانتظار: أن التربص طول الانتظار يكون قصير المدة وطويلها ومن ثم يسمى المتربص بالطعام وغيره متربصا لانه يطيل الانتظار لزيادة الربح ومنه قوله تعالى " فتربصوا به حتى حين " (2) وأصله من الربصة وهي التلبث يقال مالي على هذا الامر ربصة أي تلبث في الانتظار حتى طال.
__________
(1) في العدد 946.
(2) المؤمنون 23: 25.
(*)

(1/122)


478 - الفرق بين الترتيب والتأليف والتنظيم: (441) .
479 - الفرق بين الترجي والانتظار والتوقع: أن الترجي إنتظار الخير خاصة ولا يكون إلا مع الشك، وأما الانتظار والتوقع فهو طلب ما يقدر أن يقع.
480 - الفرق بين الترجي والانتظار (1) : الفرق بينهما أن الترجي للخير خاصة.
والانتظار قد يكون في الخير، والشر.
ويدل عليه قوله تعالى: " قل انتظروا إنا منتظرون " (2) وقوله سبحانه: " يرجون تجارة لن تبور " (3) و " يرجوا رحمة ربه " (4) ونحوهما
مما استعمل فيه الرجاء في الخير خاصة.
(اللغات) .
481 - الفرق بين الترك والتخلية: أن الترك هو ما ذكرنا (5) والتخلية للشئ نقيض التوكيل به يقال خلاه إذا أزال التوكيل عنه كأنه جعله خاليا لا أحد معه، ثم صارت التخلية عند المتكلمين ترك الامر بالشئ والرغبة فيه والنهي عن خلافه، ويقولون القادر مخلى بينه وبين مقدوره أي لا مانع له منه شبه بمن ليس معه موكل يمنعه من تصرفاته.
482 - الفرق بين الترك والضد: (1303) .
483 - الفرق بين الترك والكف: أن الترك عند المتكلمين فعل أحد الضدين اللذين يقدر عليهما المباشر وقال بعضهم كل شيئين تضادا وقدر عليهما
__________
(1) الانتظار والترجي في الكليات 2: 373.
والفرائد: 22.
(2) الانعام 6: 158.
(3) فاطر 35: 29.
(4) الزمر 39: 9.
(5) في العدد 483.
(*)

(1/123)


بقدرة واحدة مع كون وقت وجودهما وقتا واحدا وكانا يحلان محل القدرة وانصرف القادر بفعل أحدهما عن الآخر سمى الموجود منهما تركا وما لم يوجد متروكا، والترك عند العرب تخليف الشئ في المكان الذي هو فيه والانصراف عنه، ولهذا يسمون بيضة النعامة إذا خرج فرخها تريكة لان النعامة تنصرف عنها، والتريكة الروضة يغفلها الناس ولا يرعونها.
484 - الفرق بين تركت الشئ ولهيت عنه: (1887) .
485 - الفرق بين التركيب والتأليف والترتيب والتصنيف: (440) .
486 - الفرق بين التسبيح والتقديس (1) : هما يرجعان إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله عن السوء.
وقال بعض الافاضل: بين التسبيح والتقديس فرق، وهو أن التسبيح هو التنزيه عن الشرك والعجز والنقص، والتقديس هو التنزيه عما ذكروه عن التعلق بالجسم، وقبول الانفعال، وشوائب الامكان، وإمكان (2) التعدد في ذاته وصفاته، وكون الشئ من كمالاته بالقوة.
والتقديس أعم، إذ كل مقدس مسبح من غير عكس، وذلك لان الابعاد من الذهاب في الارض أكثر من الابعاد في الماء، فالملائكة المقربون الذين هم أرواح مجردة بتجردهم وامتناع تعلقهم، وعدم احتجابهم عن نور ربهم، وقهرهم لما تحتهم بإضافة النور عليهم، وتأثيرهم في غيرهم، وكون كل كمالاتهم بالفعل مسبحون ومقدسون، وغيرهم من الملائكة السماوية والارضية ببساطة ذواتهم وخواص أفعالهم وكمالاتهم،
__________
(1) التسبيح والتقديس.
في الكليات 2: 77.
المفردات (التسبيح: 224، والتقديس: 598) .
(2) كلمة (إمكان) سقطت من خ.
(*)

(1/124)


مسبحون بل كل شئ مسبح وليس بمقدس.
ويقال: سبوح قدوس.
ولا يعكس.
* وقال بعض المحققين: التسبيح هو تنزيه الله عما لا يليق بجاهه من صفات النقص.
والتقديس: تنزيه الشئ عن النقوص (1) .
والحاصل أن التقديس لا يختص به سبحانه بل يستعمل في حق الآدميين.
يقال: فلان رجل مقدس: إذا اريد تبعيده عن مسقطات العدالة ووصفه بالخبر، ولا يقال: رجل مسبح، بل ربما يستعمل في غير ذوي العقول أيضا، فيقال: قدس الله روح فلان، ولا يقال: سبحه.
ومن
ذلك قوله تعالى: " ادخلوا الارض المقدسة " (2) يعني أرض المقدسة، يعني أرض الشام.
وأما قول الملائكة: (سبوح، قدوس) مع أن المناسب تقديم القدوس ليكون ذكره بعده ترقيا من الادنى إلى الاعلى، فلعله للايذان من أول الامر بأن المراد وصفه سبحانه دون غيره.
انتهى.
وهو تحقيق أنيق * (3) .
(اللغات) .
487 - الفرق بين التسديد والتقويم: أن التسديد هو التوجيه للصواب فيقال سدد السهم إذا وجهه وجه الصواب، والتقويم إزالة الاعوجاج كتقويم الرمح والقدح ثم يستعار فيقال قوم العمل فالمسدد المقوم لسبب الصلاح، والتسديد يكون في السبب المولد كتسديد السهم للاصابة، ويكون في
__________
(1) جمع نقص.
(2) المائدة 5: 21.
(3) ما بين النجمتين لم يرد في: ط.
(*)

(1/125)


السبب المؤدي كاللطف الذي يؤدي إلى الطاعة، والسبب على وجهين مولد ومؤد فالمولد هو الذي لا يتسع المسبب إلا به لنقص القادر عن فعله دونه والمؤدي هو الداعي إلى الفعل دعاء الترغيب والترهيب والتسديد من أكبر الاسباب لانه يكون في المولد والمؤدي والتسديد للحق لا يكون إلا مع طلب الحق فأما مع الاعراض عنه والتشاغل بغيره فلا يصح والاصلاح تقويم الامر على ما تدعو إليه الحكمة.
488 - الفرق بين التسليم والرضا: (1012) .
489 - الفرق بين التسمية والاسم واللقب: (185) .
490 - الفرق بين التشبيه والاستعارة: أن التشبيه صيغة لم يعبر عنها واللفظ
المستعار قد نقل من أصل إلى فرع فهو مغير عما كان عليه فالفرق بينهما بين.
491 - الفرق بين التصديق والتقليد: (526) .
492 - الفرق بين التصور والتخليل: أن التصور تخيل لا يثبت على حال وإذا ثبت على حال لم يكن تخيلا فإذا تصور الشئ في الوقت الاول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل إنه تخيل، وقيل التخيل تصور الشئ على بعض أوصافه دون بعض فلهذا لا يتحقق، والتخيل والتوهم ينافيان العلم كما أن الظن والشك ينافيانه.
493 - الفرق بين التصور والتوهم: أن تصور الشئ يكون مع العلم به، وتوهمه لا يكون مع العلم به لان التوهم من قبيل التجويز والتجويز ينافي العلم، وقال بعضهم: التوهم يجري مجري الظنون يتناول المدرك وغير المدرك وذلك مثل أن يخبرك من لا تعرف صدقه عما لا يخيل العقل فيتخيل

(1/126)


كونه فإذا عرفت صدقه وقع العلم بمخبره وزال التوهم، وقال آخر: التوهم هو تجويز ما لا يمتنع من الجائز والواجب ولا يجوز أن يتوهم الانسان ما يمتنع كونه ألا ترى أنه لا يجوز أن يتوهم الشئ متحركا ساكنا في حال واحدة.
494 - الفرق بين التصور والظن: (1372) .
495 - الفرق بين التصنيف والتأليف: (442) .
496 - الفرق بين التضاد والتناقض: (556) .
497 - الفرق بين التضاد والتنافي: (557) .
498 - الفرق بين تضمين الآية ودلالة الآية: (908) .
499 - الفرق بين التطوع والطاعة: (1331) .
500 - الفرق بين التعريض والكناية (1) : الفرق بينهما أن التعريض ضد التصريح: وهو إبهام المقصود بما لم يوضع له لفظ حقيقة ولا مجازا، وهو أن نضمن كلامك ما يصلح للدلالة على المقصود وغير المقصود، إلا أن إشعاره بجانب المقصود أتم وأرجح كقول السائل للغني، جئتك لاسلم عليك، يريد به الاشارة إلى طلب شئ منه، وكقول القائل للبخيل: ما أقبح البخل! يعرض أن المخاطب بخيل.
قيل: وأصله من العرض للشئ الذي هو جانبه وناحية منه.
كأن
__________
(1) التعريض والكناية.
في الكليات (التعريض 4: 110 والكناية 3: 118، 186، 188) .
والمفردات: 495.
والفرائد: 42.
(*)

(1/127)


المتكلم أمال الكلام إلى جانب يدل على الغرض.
ويسمى: التلويخ أيضا، لانه يلوح منه ما يريده.
والكناية: الدلالة.
على الشئ بغير لفظه الموضوع له، بل لوازمه، كطويل النجاد: لطويل القامة، وكثير الرماد: للمضياف.
(اللغات)
501 - الفرق بين التعلم والاعلام: (232) .
502 - الفرق بين التعليم والتلقين: (543) .
503 - الفرق بين التغيير والخلق والفعل: (874) .
504 - الفرق بين التفاوت والاختلاف: أن التفاوت كله مذموم ولهذا نفاه الله تعالى عن فعله فقال " ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت " (1) ومن الاختلاف ما ليس بمذموم ألا ترى قوله تعالى " وله إختلاف الليل والنهار " (2) فهذا الضرب من الاختلاف يكون على سنن واحد وهو دال
على علم فاعله، والتفاوت هو الاختلاف الواقع على غير سنن وهو دال على جهل فاعله.
505 - الفرق بين قولنا تفرد وبين قولنا توحد: أنه يقال تفرد بالفضل والنبل.
وتوحد تخلى.
506 - الفرق بين التفريق والتفكيك: أن كل تفكيك تفريق وليس كل تفريق تفكيكا وإنما التفكيك ما يصعب من التفريق وهو تفريق الملتزقات من المؤلفات والتفريق يكون فيها وفي غيرها ولهذا لا يقال فككت النخالة
__________
(1) الملك 67: 3.
(2) مؤمنون 23: 80.
(*)

(1/128)


بعضها من بعض كما يقل فرقتها، وقيل التفريق تفكيك ما جمع وألف تقريبا، وهذا يقوله من لا يثبت للالتزاق معنى غير التأليف.
507 - الفرق بين التفريق والشعب: (1202) .
508 - الفرق بين التفريق والفرق: (1608) .
509 - الفرق بين التفريق والتقسيم (1) : التقسيم جعل الشئ أقساما، وذلك يستدعي تقدم ما يتناول الاقسام نحو: الكلمة: اسم وفعل وحرف.
والتفريق: قطع الاتصال بين شيئين أو أكثر لما عرفت وذلك لا يستدعي تقدم ما يتناول.
قاله الشمني (2) في حواشي المغني (3) .
(اللغات) .
510 - الفرق بين التفسير والتأويل: أن التفسير هو الاخبار عن أفراد آحاد الجملة، والتأويل الاخبار بمعنى الكلام، وقيل التفسير أفراد ما انتظمه ظاهر التنزيل، والتأويل الاخبار بغرض المتكلم بكلام، وقيل التأويل إستخراج معنى الكلام لا على ظاهره بل على وجه يحتمل مجازا أو حقيقة
ومنه يقال تأويل المتشابه، وتفسير الكلام إفراد آحاد الجملة ووضع كل شئ منها موضعه ومنه أخذ تفسير الامتعة بالماء، والمفسر عند الفقهاء ما فهم معناه بنفسه والمجمل ما لا يفهم المراد به إلا بغيره، والمجمل في اللغة ما يتناول الجملة، وقيل المجمل ما يتناول جملة الاشياء أو ينبئ عن الشئ
__________
(1) التقسيم والتفريق.
في الكليات (التقسيم 2: 21 والتفريق 3: 353) .
والمفردات: 568.
والفرائد: 43.
(2) الشمني أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد الشمني القسنطيني الاصل، الاسكندري محدث، مفسر، نحوي.
ولد بالاسكندرية 801 وتوفي في القاهرة 872.
من كتبه شرح المغني لابن هشام، وغيره.
(3) هو (مغني اللبيب عن كتب الاعاريب) لابن هشام.
وله طبعات كثيرة.
وعليه حواش وتعليقات.
(*)

(1/129)


على وجه الجملة دون التفصيل، والاول هو العموم وما شاكله لان ذلك قد سمي مجملا من حيث يتناول جملة مسميات، ومن ذلك قيل أجملت الحساب، والثاني هو ما لا يمكن أن يعرف المراد به خلاف المفسر والمفسر ما تقدم له تفسير، وغرض الفقهاء غير هذا وإنما سموا ما يفهم المراد منه بنفسه مفسرا لما كان يتبين كما يتبين ماله تفسير، وأصل التأويل في العربية من ألت إلى الشئ أؤول إليه إذا صرت إليه، وقال تعالى " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (1) ولم يقل تفسيره لانه أراد ما يؤول من المتشابه إلى المحكم.
511 - الفرق بين التفسير والتأويل (2) : قد اختلف العلماء في تفسيرهما.
فقال أبو عبيدة، والمبرد: هما بمعنى.
وقال الراغب: التفسير من التأويل، وأكثر استعماله في الالفاظ، ومفرداتها.
وأكثر التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل في الكتب
الالهية، والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقال غيره: التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجها واحدا.
والتأويل: توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة بما ظهر من الادلة.
وقال الماتريدي (3) : التفسير: القطع على أن المراد من اللفظ هذا،
__________
(1) آل عمران 3: 7.
(2) التفسير والتأويل.
في الكليات 2: 14.
وكشاف اصطلاحات الفنون: 128.
والمفردات (التفسير 571 والتأويل: 38) .
والفرائد: 37.
(3) الماتريدي: أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي، من ائمة علماء الكلام نسبة إلى " ما تريد " وهي مجلة بسمرقند.
من كتبه: أوهام المعتزلة، والتوحيد، والرد على القرامطة.
توفي سنة 333.
(*)

(1/130)


والشهادة على الله أنه عنى باللفظ هذا، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح، وإلا فتفسير بالرأي.
وهو المنهي عنه (1) .
والتأويل بترجيح أحد المحتملات بدون (2) القطع، والشهادة على الله سبحانه وتعالى.
وقال الثعلبي (3) : التفسير بيان وضع اللفظة حقيقة أو مجازا كتفسير الصراط بالطريق، والصيب بالمطر.
والتأويل: تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الاول وهو الرجوع لعاقبة الامر.
فالتأويل: إخبار عن حقيقة المراد، والتفسير إخبار عن دليل المراد؟ لان اللفظ يكشف عن المراد، والكاشف دليل.
مثاله قوله تعالى: " إن ربك لبالمرصاد " (4) .
وتفسيره: إنه من الرصد، يقال رصدته أي رقبته، والمرصاد: مفعال منه.
وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله سبحانه،
والغفلة عن الاهبة، والاستعداد للعرض عليه.
وقواطع الادلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة.
وقال الاصبهاني في (5) تفسيره: اعلم أن التفسير في عرف العلماء
__________
(1) كذا عند المؤلف.
(2) أدخل الباء على (دون) وهو استعمال مولد، غير فصيح.
(3) الثعلبي: إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، مفسر من أهل نيسابور، له أشتغال بالتاريخ.
- من كتبه: الكشف والبيان في تفسير القرآن.
ويعرف بتفسير الثعلبي.
وعرائس المجالس.
- توفي سنة 427.
(4) الفجر 89: 14.
(5) هو اسماعيل بن محمد بن الفضل القرشي الطليحي الاصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة، من أعلام الحفاظ، ومن أئمة التفسير والحديث واللغة من كتبه: (الجامع) في التفسير، و (الايضاح) في التفسير.
وله تفسيران آخران وتفسير بالفارسية.
ولد سنة 457 وتوفي سنة 535.
(*)

(1/131)


كشف معاني القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره.
والتأويل: أكثره في الجمل، والتفسير إما أن يستعمل في غريب الالفاظ، نحو البحيرة (1) والسائبة (2) والوصيلة (3) ، أو في وجيز يتبين بشرح نحو " واقيموا الصلاة واتوا الزكاة " (4) .
أو في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها كقوله تعالى: " إنما النسئ زيادة في الكفر " (5) .
وأما التأويل فإنه يستعمل تارة عاما، وتارة خاصا نحو الكفر المستعمل في الجحود المطلق، وتارة في جحود الباري خاصة، والايمان
__________
(1) البحيرة: كانوا إذا نتجت الشاة عشرة أبطن بحروها وتركوها ترعى، وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم، وأكلها الرجال، أو هي التي خليت بلا راع، أو التي إذا نتجت خمسة أبطن والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كانت أنثى بحروا أذنها فكان حراما عليهم لحمها ولبنها.
وركوبها، فإذا ماتت حلت للنساء، أو هي ابنة السائبة وحكمها حكم أمها، أو هي في الشاة خاصة، إذا نتجت خمسة أبطن بحرت.
ويقال فيها الغزيرة.
ومعنى البحر من بحر الاذن أي شقها.
(2) والسائبة: الناقة كانت تسيب في الجاهلية لنذر أو نحوه، أو كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث سيبت.
أو كان الرجل إذا قدم من سفر بعيد أو نجت دابته من مشقة أو حرب قال هي سائبة.
أو كان ينزع من ظهرها فقارة أو عظما، وكانت لا تمنع عن ماء ولا كلاء ولا تركب.
(3) والوصيلة: الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن، ومن الشياه التي وصلت سبعة أبطن عناقين عناقين، فإن ولدت في السابقة عناقا وجديا قيل وصلت أخاها، فلا يشرب لبن الام إلا الرجال دون النساء وتجري مجرى السائبة.
أو هي الشاة خاصة كانت إذا ولدت الانثى فهي لهم، وإذا ولدت ذكرا جعلوه لالهتهم وإن ولدت ذكرا أو أنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لالهتهم.
أو هي شاة تلد ذكرا ثم أنثى فتصل أخاها فلا يذبحون أخاها من أجلها.
وإذا ولدت ذكرا قالوا: هذا قربان لآلهتنا.
(4) النور 24: 56.
(5) التوبة 9: 37.
(*)

(1/132)


المستعمل في التصديق المطلق تارة وفي تصديق الحق في (1) أخرى، وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة، نحو لفظ (وجد) المستعمل في الجدة والوجود.
وقال غيره: التفسير يتعلق بالرواية، والتأويل يتعلق بالدراية.
وقال قوم: ما وقع مبينا في الكتاب، ومعينا في صحيح السنة سمي
تفسير، لان معناه قد ظهر ووضح، وليس لاحد أن يتعرض له باجتهاد (2) ولا غيره، بل بحمله على المعنى الذي ورد ولا يتعداه.
والتأويل: ما استنبطه العلماء العاملون بمعاني الخطاب، الماهرون في آيات العلوم.
وقال الطبرسي (3) : التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل.
والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر.
وقال بعض المحققين: التفسير كشف الغطاء، ودفع الابهام بما لا يخالف الظاهر.
ومثله ما ورد في قوله سبحانه: " وأقيموا الصلاة " (4) من بيان أعدادها، وأوقاتها، وشرائطها، ونحو ذلك.
ومثل ما ورد في تفسير الاستطاعة في قوله سبحانه: " من استطاع إليه سبيلا " (5) .
في ذكر ماهية الاستطاعة، وشروطها، وما يتركب فيها، فإن شيئا من ذلك لا يخالف الظاهر.
والتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره، لوجود ما يقتضي ذلك، مثل
__________
(1) في ط: (في تصديق الحق أخرى) .
سقطت " في " من العبارة.
(2) في ط.
بالاجتهاد.
(3) قاله الطبرسي في الفن الثالث من مقدمة مجمع البيان (1: 13) .
(4) البقرة 2: 143.
(5) آل عمران 3: 97.
(*)

(1/133)


قوله سبحانه: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " (1) .
على أن المراد نظرها إلى رحمة ربها، أو انتظارها لنعمته وجنته.
وحمل قوله سبحانه: " وجاء ربك والملك صفا " (2) على أن المراد
والمجئ أمر الرب أو جنوده وملائكته الفعالة لقيام الادلة القاطعة على امتناع الرؤية (3) ، والمجئ والذهاب وأمثالهما عليه سبحانه انتهى.
أقول: لا يخفى أن غاية ما يتحصل من هذه الاقاويل يتخلص من هذه التفاصيل أن: التأويل له مزية زائدة على التفسير، ويرشد إليه قوله تعالى: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (4) حيث حصر سبحانه علم التأويل في جنابه تعالى ومن رسخ في العلم قدمه واستضاء في طريق التحقيق علمه، ووقع على عجائب ما أودع فيه من الاسرار، وأطلع على تفاصيل ما اشتمل عليه من الاحكام والآثار.
وقد دعا النبي صلى الله عليه وآله لابن عباس وقال (5) : " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ".
فلو لم يكن للتأويل مزيد فضل لم يكن لتخصيص ابن عباس بذلك مع جلالة قدره، وعظيم شأنه (6) ، مزيد فائدة (7) .
(اللغات)
512 - الفرق بين التفصيل والتقسيم: أن في التفصيل معنى البيان عن كل قسم بما يزيد على ذكره فقط والتقسيم يحتمل الامرين، والتقسيم يفتح المعنى
__________
(1) القيامة 75: 22 - 23.
(2) الفجر 89: 22.
(3) هذا ما اختاره المصنف من الاقوال.
وللعلماء والمفسرين أقوال اخرى في رؤية الباري عزوجل يوم القيامة بين مثبت لرؤيته تعالى ومنكر والادلة مفصلة في مظانها الكثيرة.
(4) آل عمران 3: 7.
(5) روى الامام أحمد في مسنده (1: 266) من حديث سعيد بن جبير.
ابن عباس " أن رسول الله وضع يده على كتفي أو على منكبي - شك سيد - ثم قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ".
(6) (وعظيم شأنه) في خ فقط.
(7) في ط: مزيد فضل.
(*)

(1/134)


والتفصيل يتم بيانه.
513 - الفرق بين التفصيل والشرح: (1192) .
514 - الفرق بين التفضل والافضال: (242) .
515 - الفرق بين التفكر والتدبر: (470) .
516 - الفرق بين التفكيك والتفريق: (506) .
517 - الفرق بين التفنيد والتثريب واللوم: (452) .
518 - الفرق بين التقحم والاقدام: أن التقحم الاقدام في المضيق بشدة يقال تقحم في الغار وتقحم بين الاقران ولا يقال أقدم في الغار، وأصل التقحم الاقدام على القحم وهي الامور الشديدة واحدها قحمة، والاقدام هو حمل النفس على المكروه من قدام، ويخالف التقدم في المعنى لان التقدم يكون في المكروه والمحبوب، والاقدام لا يكون إلا على المكروه.
519 - الفرق بين التقدير والتدبير: (471) .
520 - الفرق بين التقدير والقدر: أن التقدير يستعمل في أفعال الله تعالى وأفعال العباد، ولا يستعمل القدر إلا في أفعال الله عزوجل وقد يكون التقدير حسنا وقبيحا كتقدير المنجم موت زيد وإفتقاره وإستغناءه، ولا يكون القدر إلا حسنا.
521 - الفرق بين التقديس والتسبيح: (486) .
522 - الفرق بين التقريط والمدح: (1978) .

(1/135)


523 - الفرق بين التقسيم والتفصيل: (512) .
524 - الفرق بين التقسيم والتفريق: (509) .
525 - الفرق بين التقليد والتحيت: (459) .
526 - الفرق بين التصديق والتقليد: (1) الفرق بينهما أن التصديق لا يكون فيما
يبرهن عند صاحبه.
والتقليد يكون فيما لم يبرهن.
ولهذا لا نكون مقلدين للنبي صلى الله عليه وآله، وإن كنا مصدقين له.
قاله الطبرسي.
(اللغات) .
527 - الفرق بين التقليد والظن: أن المقلد وإن كان محسنا للظن بالمقلد لما عرفه من أحواله فهو سيظن أن الامر على خلاف ما قلده فيه، ومن اعتقد فيمن قلده أنه لا يجوز أن يخطئ فذاك لا يجوز كون ما قلده فيه على خلافه فلذلك لا يكون ظانا، وكذلك المقلد الذي تقوى عنده حال ما قلده فيه يفارق الظان لانه كالسابق إلى إعتقاد الشئ على صفة لا ترجيح لكونه عليها عنده على كونه على غيرها، والظن يكون له حكم إذا كان عن إمارة صحيحة ولم يكن الظان قادرا على العلم فأما إذا كان قادرا عليه فليس له حكم، ولذلك لا يعمل بخبر الواحد إذا كان بخلاف القياس وعند وجود النص.
528 - الفرق بين التقليد والعلم: (1491) .
529 - الفرق بين التقويم والتسديد: (487) .
__________
(1) التصديق والتقليد.
في الكليات (التصديق 1: 392 و 3: 110 والتقليد 2: 90) .
والمفردات (التصديق 410، والتقليد 621) .
والفرائد: 40.
(*)

(1/136)


530 - الفرق بين التقوية والاعانة: أن التقوية من الله تعالى للعبد هي إقداره على كثرة المقدور ومن العبد للعبد إعطاؤه المال وإمداده بالرجال وهي أبلغ من الاعانة ألا ترى انه يقال أعانه بدرهم ولا يقال قواه بدراهم وإنما يقال قواه بالاموال والرجال على ما ذكرنا (1) ، وقال علي بن عيسى: التقوية تكون على صناعة والنصرة لا تكون إلا في منازعة.
531 - الفرق بين التقوى والتقى (2) : قيل: التقوى خصلة من الطاعة يحترز بها من العقوبة.
والتقى: صفة مدح لا تطلق إلا [11 / أ] على من يستحق الثواب.
(اللغات) .
532 - الفرق بين التقوى (*) والطاعة (3) : المستفاد من الروايات هو أن الطاعة: الانقياد لمطلوب الشارع بما أمر به واجبا كان أم مستحبا.
والتقوى: كف النفس عما نهى الشارع عنه حراما كان أم مكروها.
أقول: وهو المناسب لمعناهما عند اللغويين أيضا.
(اللغات) .
533 - الفرق بين التقي والمتقي والمؤمن: أن الصفة بالتقي أمدح من الصفة بالمتقي لانه عدل عن الصفة الجارية على الفعل للمبالغة والمتقي أمدح من المؤمن لان المؤمن يطلق بظاهر الحال والمتقي لا يطلق إلا بعد الخبرة وهذا من جهة الشريعة والاول من جهة دلالة اللغة، والايمان نقيض الكفر والفسق جميعا لانه لا يجوز أن يكون الفعل إيمانا فسقا كما لا يجوز أن يكون إيمانا كفرا إلا أن يقابل النقيض في اللفظ بين الايمان والكفر أظهر.
__________
(1) لعل جملة قوله " على ما ذكرنا " كانت اشارة إلى كتب أخر للمؤلف.
(2) التقي والتقوى.
في الكليات 2: 80، والمفردات 833.
(*) هذا المادة (التقوى) من نسخة خ فقط.
(3) التقوى والطاعة: في الكليات (التقوى 2: 80 والطاعة 3: 155) .
والمفردات (التقوى: 838 والطاعة 461) .
والتعريفات: 135.
والفرائد: 45.
(*)

(1/137)


534 - الفرق بين التقية والمداهنة: (1971) .
535 - الفرق بين التكبر والاستكبار: (172) .
536 - الفرق بين التكرار والاعادة: أن التكرار يقع على إعادة الشئ مرة وعلى إعادته مرات، والاعادة للمرة الواحدة ألا ترى أن قول القائل أعاد فلان
كذا لا يفيد إلا إعادته مرة واحدة وإذا قال كرر كذا كان كلامه مبهما لم يدر أعاده مرتين أو مرات، وأيضا فإنه يقال أعاده مرات ولا يقال كرره مرات إلا أن يقول ذلك عامي لا يعرف الكلام، ولهذا قال الفقهاء الامر لا يقتضي التكرار والنهي يقتضي التكرار ولم يقولوا الاعادة، وإستدلوا على ذلك بأن النهي الكف عن المنهي ولا ضيق في الكف عنه ولا حرج فاقتضى الدوام والتكرار ولو إقتضى الامر التكرار للحق المأمور به الضيق والتشاغل به عن اموره فاقتضى فعله مرة ولو كان ظاهرا لامر يقتضي التكرار ما قال سراقة للنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ألعامنا هذا أم للابد فقال للنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم للابد قال لو قلت نعم لوجبت، فأخبر أن الظاهر لا يوجبه وإنه يصير واجبا بقوله.
والمنهي عن الشئ إذا عاد إلى فعله لم يقل إنه قد إنتهى عنه وإذا أمر بالشئ ففعله مرة واحدة لم يقل إنه لم يفعله.
فالفرق بين الامر والنهي في ذلك ظاهر، ومعلوم أن من يوكل غيره بطلاق إمرأته كان له أن يطلق مرة واحدة، وما كان من أوامر القرآن مقتضيا للتكرار فإن ذلك قد عرف من حاله بدليل لا يظاهره، ولا يتكرر (1) الامر مع الشرط أيضا ألا ترى إن من قال لغلامه إشتر اللحم إذا دخلت السوق لم يعقل ذلك التكرار.
__________
(1) " بتكرار خ ل " (*)

(1/138)


537 - الفرق بين التكفير والاحباط: (61) .
538 - الفرق بين التكليف والابتلاء: أن التكليف إلزام ما يشق إرادة الانسانية عليه، وأصله في العربية اللزوم ومن ثم قيل كلف بفلانة يكلف بها كلفا إذا لزم حبها ومنه قيل الكلف في الوجه للزومه إياه والمتكلف للشئ
الملزم به على مشقة وهو الذي يلتزم ما لا يلزمه أيضا ومنه قوله تعالى " وما أنا من المتكلفين " (1) ومثله المكلف.
والابتلاء هو إستخراج ما عند المبتلي وتعرف حاله في الطاعة والمعصية بتحميله المشقة وليس هو من التكليف في شئ فإن سمي التكليف إبتلاء في بعض المواضع فقد يجري على الشئ إسم ما يقاربه في المعنى، وإستعمال الابتلاء في صفات الله تعالى مجاز معناه أنه يعامل العبد معاملة المبتلى المستخرج لما عنده ويقال للنعمة بلاء لانه يستخرج بها الشكر والبلى يستخرج قوة الشئ بإذهابه إلى حال البال فهذا كله أصل واحد.
539 - الفرق بين التكليف والتحميل: (458) .
540 - الفرق بين التكليم والكلام: أن التكليم تعليق الكلام بالمخاطب فهو أخص من الكلام وذلك أنه ليس كل كلام خطابا للغير فاذا جعلت الكلام في موضع المصدر فلا فرق بينه وبين التكليم وذلك أن قولك كلمته كلاما وكلمته تكليما سواء وأما قولنا فلان يخاطب نفسه ويكلم نفسه فمجاز وتشبيه بمن يكلم غيره ولهذا قلنا إن القديم لو كان متكلما فيما لم يزل لكان ذلك صفة نقص لانه كان تكلم ولا مكلم وكان كلامه أيضا يكون إخبارا عما لم يوجد فيكون كذبا.
__________
(1) ص 38: 86 (*)

(1/139)


541 - الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال قرأ فلان إسمه ولا يقال تلا اسمه وذلك أن أصل التلاوة إتباع الشئ الشئ يقال تلاه إذا تبعه فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة إذ
لا يصح فيه التلو.
542 - الفرق بين التلاوة والقراءة (1) : قال الراغب: التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام، لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك، وهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة (2) تلاوة، فقوله تعالى: " وإذا تتلى عليهم آياتنا " (3) ، فهذا بالقراءة [11 / ب] وقوله تعالى: " يتلونه حق تلاوته " (4) .
المراد به الاتباع له بالعلم والعمل، وإنما استعمل التلاوة في قوله تعالى (5) : " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان " (6) .
لما كان يزعم الشياطين أن ما يتلونه من كتب الله.
انتهى.
وقيل: إن معنى تتلو: تكذب.
قال أبو مسلم: تلا عليه إذا كذب.
فاليهود لما ادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان (7) ذلك الادعاء كالافتراء على ملك سليمان.
__________
(1) التلاوة والقراءة: نقل المؤلف على طريقته من مفردات الراغب الاصفهاني: 100.
والمادة في الكليات 2: 95.
والفرائد: 46.
(2) (وليس كل قراءة) سقطت من خ.
(3) الانفال 8: 31.
(4) البقرة 2: 121.
(5) ما بين الآيتين من الكلام سقط من نسخة خ.
(6) البقرة 2: 102.
(7) في خ: كان في ذلك.
(*)

(1/140)


قال الطبرسي: الفرق بين القراءة والتلاوة أن أصل القراءة جمع الحروف (1) .
(اللغات) .
543 - الفرق بين التلقين والتعليم: أن التلقين يكون في الكلام فقط، والتعليم
يكون في الكلام وغيره تقول لقنه الشعر وغيره ولا يقال لقنه التجارة والنجارة والخياطة كما يقال علمه في جميع ذلك، واخرى فإن التعليم يكون في المرة الواحدة، والتلقين لا يكون إلا في المرات، واخرى فإن التلقين هو مشافهتك الغير بالتعليم وإلقاء القول إليه ليأخذه عنك ووضع الحروف مواضعها والتعليم لا يقتضي ذلك.
ولهذا لا يقال إن الله يلقن العبد كما يقال إن الله يعلمه.
544 - الفرق بين التلهف والتاسف: (437) .
545 - الفرق بين قولك تماما له وتماما عليه في قوله تعالى " تماما على الذي أحسن " (2) : أن تماما له يدل على نقصانه قبل تكميله وتماما عليه يدل على نقصانه فقط لانه يقتضي مضاعفة عليه.
546 - الفرق بين التمام والكمال: (1838) .
__________
(1) فرق الطبرسي بين التلاوة والقراءة في مجمع البيان 2: 382 في تفسير قوله تعالى (الانعام: 151) : " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " وقال في مجمع البيان أيضا (5: 396) في تفسير قوله تعالى (القيامة: 17) : " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ": " والقرآن أصله الضم والجمع، وهو مصدر كالرجحان والنقصان ... ".
- وقول الطبرسي هذا سقط من نسخة: ط.
(2) الانعام 6: 154.
(*)

(1/141)


547 - الفرق بين التمتع والانعام: (321) .
548 - الفرق بين التمكين والاقدار: أن التمكين إعطاء ما يصح به الفعل كائنا ما كان من الآلات والعدد والقوى، والاقدار إعطاء القدرة وذلك أن الذي له قدرة على الكتابة تتعذر عليه إذا لم يكن له آلة للكتابة ويتمكن
منها إذا حضرت الآلة، والقدرة ضد العجز، والتمكن ضد التعذر.
549 - الفرق بين التمكين والتملك: أن تمكين الحائز يجوز ولا يجوز تمليكه لانه إن ملكه الحوز فقد جعل له أن يحوز وليس كذلك التمكين لانه مكن مع الزجر ودل على أنه ليس له أن يجوز وليس كل من مكن من الغصب قد ملكه.
550 - الفرق بين التمليك والتمكين: (549) .
551 - الفرق بين التمني والارادة: أن التمني معنى في النفس يقع عند فوت فعل كان للمتمني في وقوعه نفع أو في زواله ضرر مستقبلا كان ذلك الفعل أو ماضيا، والارادة لا تتعلق إلا بالمستقبل، ويجوز أن يتعلق التمني بما لا يصح تعلق الارادة به أصلا وهو أن يتمنى الانسان أن الله لم يخلقه وأنه لم يفعل ما فعل أمس ولا يصح أن يريد ذلك، وقال أبو علي رحمه الله: التمني هو قول القائل ليت الامر كذا فجعله قولا وقال في موضع آخر التمني هو هذا القول وإضمار معناه في القلب، وإلى هذا ذهب أبو بكر بن الاخشاد، والتمني أيضا التلاوة قال الله تعالى " إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته " (1) وقال إبن الانباري: التمني التقدير قال ومنه
__________
(1) الحج 22: 52.
(*)

(1/142)


قوله تعالى " من نطفة إذا تمنى " (1) ، وتمنى كذب وروي إن بعضهم قال للشعبي: أهذا مما رويته أو مما تمنيته أي كذبت في روايته، وأما التمني في قوله تعالى " فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " (2) فلا يكون إلا قولا وهو أن يقول أحدهم ليته مات، ومتى قال الانسان ليت الآن كذا فهو عند أهل اللسان متمن غير اعتبارهم لضميره ويستحيل أن يتحداهم
بأن يتمنوا ذلك بقلوبهم مع علم الجميع بأن التحدي بالضمير لا يعجز أحدا ولا يدل على صحة مقالته ولا فسادها لان المتحدي بذلك يمكنه أن يقول تمنيت بقلبي فلا يمكن خصمه إقامة الدليل على كذبه، ولو إنصرف ذلك إلى تمني القلب دون العبارة باللسان لقالوا قد تمنينا ذلك بقلوبنا فكانوا مساوين له فيه وسقط بذلك دلالته على كذبهم وعلى صحة ثبوته فلما لم يقولوا ذلك علم أن التحدي وقع بالتمني لفظا.
552 - الفرق بين التمني والشهوة: (1227) و (1228) .
553 - الفرق بين التمني والمحبة (3) : قد فرق بينهما بأن التمني قد يقع على الماضي والمستقبل.
ألا ترى أنه يصح أن يتمنى أن كان له ولد، ويصح أن يتمنى أن يكون له ولد.
والمحبة لا تقع إلا على المستقبل، وبه يظهر الفرق بين المحبة والمودة، لان المودة قد تكون بمعنى التمني كقولك: أو دلو قدم زيد، بمعنى: أتمنى قدومه، ولا يجوز أحب لو قدم زيد.
(اللغات) .
__________
(1) النجم 53: 46.
(2) البقرة 2: 94.
(3) التمنى والمحبة.
في الكليات (التمني 2: 107 والمحبة 1: 106 و 2: 389) .
والمفردات (التمني: 722 والمحبة: 151) .
والفرائد: 48.
(*)

(1/143)


554 - الفرق بين التمويل والتخويل: (467) .
555 - الفرق بين التمويه والسحر: أن التمويه هو تغطية الصواب وتصوير الخطأ بغير صورته، وأصله طلاء الحديد والصفر (1) بالذهب والفضة ليوهم أنه ذهب وفضة، ويكون التمويه في الكلام وغيره تقول كلام مموه إذا لم تبين حقائقه، وحلي مموه إذا لم يعين (2) جنسه.
والسحر إسم لما دق من الحيلة
حتى لا تفطن الطريقة، وقال بعضهم التمويه إسم لكل حيلة لا تأثير لها قال ولا يقال تمويه إلا وقد عرف معناه والمقصد منه، ويقال سحر وإن لم يعرف المقصد منه ولهذا قيل: التمويه ما لا يثبت، وقيل التمويه أن ترى شيئا مجوزا بغيره كما يفعل مموه الحديد فيجوزه بالذهب.
وسمى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم البيان سحرا وذلك، أن البليغ يبلغ ببلاغته ما لا يبلغ الساحر بلطافة حيلته.
556 - الفرق بين التناقض والتضاد: أن التناقض يكون في الاقوال والتضاد يكون في الافعال يقال الفعلان متضادان ولا يقال متناقضان فإذا جعل الفعل مع القول استعمل فيه التضاد فقيل فعل زيد يضاد قوله وقد يوجد النقيضان من القول ولا يوجد الضدان من الفعل ألا ترى أن الرجل إذا قال بلسانه زيد في الدار في حال قوله في الضد إنه ليس في الدار فقد أوجد نقيضين معا وكذلك لو قال أحد القولين بلسانه وكتب الآخر بيده أو أحدهما بيمينه والآخر بشماله ولا يصح ذلك في الضدين، وحد الضدين هو ما تنافيا في الوجود، وحد النقيضين القولان المتنافيان في
__________
(1) (الصقل خ ل) (2) يبين خ ل.
(*)

(1/144)


المعنى دون الوجود، وكل متضادين متنافيان وليس كل متنافيين ضدين عند أبي علي كالموت والارادة وقال أبو بكر: هما ضدان لتمانعهما وتدافعهما قال ولهذا سمي القرنان المتقاومان ضدين.
ومما يجري مع هذا وإن لم يكن قولا التنافي والتضاد والفرق بينهما أن التنافي لا يكون إلا بين شيئين يجوز عليهما البقاء، والتضاد يكون بين ما يبقى وما لا يبقى.
557 - الفرق بين التنافي والتضاد: أن التنافي لا يكون إلا بين شيئين يجوز عليهما البقاء، والتضاد يكون بين ما يبقى وبين ما لا يبقى.
558 - الفرق بين التناول والاخذ: أن التناول أخذ الشئ للنفس خاصة ألا ترى أنك لا تقول تناولت الشئ لزيد كما تقول أخذته لزيد فالاخذ أعم ويجوز أن يقال إن التناول يقتضي اخذ شئ يستعمل في أمر من الامور ولهذا لا يستعمل في الله تعالى فيقال تناول زيدا كما تقول أخذ زيدا وقال الله تعالى " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم " (1) ولم يقل تناولنا وقيل التناول أخذ القليل المقصود إليه ولهذا لا يقال تناولت كذا من غير قصد إليه ويقال اخذته من غير قصد.
559 - الفرق بين التنبيه والتذكير: (474) .
560 - الفرق بين التنجية والانجاء: (309) .
561 - الفرق بين التنحية والازالة: (147) .
562 - الفرق بين التنزيل والانزال: (313) .
__________
(1) الاحزاب 33: 1.
(*)

(1/145)


563 - الفرق بين التنظيم والتأليف والترتيب: (441) .
564 - الفرق بين التهمة والريبة: (1039) .
565 - الفرق بين التواتر والتتابع: (451) .
566 - الفرق بين التواضع والتذلل: (476) .
567 - الفرق بين التواضع والخشوع: (843) .
568 - الفرق بين التوبة والاستغفار: (167) .
569 - الفرق بين التوبة والاعتذار: أن التائب مقر بالذنب الذي يتوب منه
معترف بعدم عذره فيه والمعتذر يذكر أن له فيما أتاه من المكروه عذرا ولو كان الاعتذار التوبة لجاز أن يقال إعتذر إلى الله كما يقال تاب إليه وأصل العذر إزالة الشئ عن جهته إعتذر إلى فلان فعذره أي أزال ما كان في نفسه عليه في الحقيقة أو في الظاهر ويقال عذرته عذيرا، ولهذ يقال من عذيري من فلان وتأويله من يأتيني بعذر منه ومنه قوله تعالى " عذرا أو نذرا " (1) والنذر جمع نذير.
570 - الفرق بين التوبة والانابة (2) : قيل: التوبة هي الندم على فعل ما سبق.
والانابة: ترك المعاصي في المستقبل.
قلت: ويشهد لذلك قول سيد الساجدين - عليه السلام - في الصحيفة
__________
(1) المرسلات 77: 6.
(2) الانابة والتوبة في الكليات 2: 96.
والتعريفات (الانابة: 39، والتوبة: 74) .
والتوبة في كشاف اصطلاحات الفنون 1: 232.
ونقلها في الفرائد: 14.
(*)

(1/146)


الشريفة: " اللهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أندم النادمين، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين " (1) (اللغات) .
571 - الفرق بين التوبة والندم: أن التوبة أخص من الندم وذلك أنك قد تندم على الشئ ولا تعتقد قبحه، ولا تكون التوبة من غير قبح فكل توبة ندم وليس كل ندم توبة.
572 - الفرق بين التوحد والتفرد: (505) .
573 - الفرق بين التوخي والارادة: أن التوخي مأخوذ من الوخي وهو الطريق القاصد المستقيم وتوخيت الشئ مثل تطرقته جعلته طريقي ثم استعمل في ذا الطلب والارادة توسعا، والاصل ما قلناه.
574 - الفرق بين التؤدة والاناة: (299) .
575 - الفرق بين توطين النفس والارادة: أن توطين النفس على الشئ يقع بعد الارادة له ولا يستعمل إلا فيما يكون فيه مشقة ألا ترى انك لا تقول وطن فلان نفسه على ما يشتهيه.
576 - الفرق بين التوفيق واللطف: (1864) .
577 - الفرق بين التوقير والوقار: أن التوقير يستعمل في معنى التعظيم يقال وقرته إذا عظمته وقد أقيم الوقار موضع التوقير في قوله تعالى " مالكم لا ترجون لله وقارا " (2) أي تعظيما وقال تعالى " وتعزروه وتوقروه " (3) وقال أبو أحمد
__________
(1) الصحيفة السجادية الكاملة: 128.
(2) نوح 71: 13.
(3) الفتح 48: 9.
(*)

(1/147)


ابن أبي سلمة رحمه الله: الله جل إسمه لا يوصف بالوقار ويوصف العباد بأنهم يوقرونه أي يعظمونه ولا يقال إنه وقور بمعنى عظيم كما يقال إنه يوقر بمعنى يعظم لان الصفة بالوقور ترجع إليه إذا وصف بها، قال أبو هلال: وهي غير لائقة به لان الوقار مما تتغير به الهيبة، قال أبو أحمد: والصفة بالتوقير ترجع إلى من توقره، قال أبو هلال أيده الله تعالى: عندنا أنه يوصف بالتوقير إن وصف به على معنى التعظيم لا لغير ذلك.
578 - الفرق بين التوهم والتصور: (493) .
579 - الفرق بين التيمم والارادة: أن أصل التيمم التأمم وهو قصد الشئ من أمام ولهذا لا يوصف الله به لانه لا يجوز أن يوصف بأنه يقصد الشئ من أمامه أو ورائه والمتيمم القاصد ما في أمامه ثم كثر حتى استعمل في غير ذلك.
580 - الفرق بين التيه والكبر: (1777) .

(1/148)