إصلاح المنطق

باب: فِعْلٍ وفِعَل بمعنى واحد
أبو عبيدة: يقال: قِمْع وقِمَع، وقَالَ: قِمْعٌ مكسور الأول ساكن الثاني، وقومٌ

(1/78)


يفتحون الثاني، وكذلك ضِلْع وضِلَع, قال: وقوم يكسرون الأول نِطْع ويُسكنون الثاني، وقوم يفتحون الثاني, قال الراجز:
يضربن بالأزمَّة الخُدودا ... ضَرْب الرياح النِّطَعَا الممدودا
وقم يفتحون أول نَطْع ويسكنون الثاني, قال أبو زيد: بنو تميم يقولون: قِمْعٌ وضِلْعٌ، وأهل الحجاز يقولون: قِمَعٌ وضِلَعٌ, وإنما يأتي فِعَلٌ في الأسماء مثل: عِنَب وضِلَع, وقُطعَ سِرَر الصبي، [ويقال: سِرُّ الصبي] ، وجَمْعهُ أسرَّة, وهو الشِّبَع، والطِّوَل للحبل الذي يطول للدابة ترعى فيه, ولم يأتي فِعَل في منعوت إلا حرفٌ واحد، يقال: هؤلاء قومٌ عِدَىً، أي غرباء، وقوم عِدَى أي أعداء, قال الشاعر1:
إذا كنت في قومٍ عِدَىً لست منهم ... فكل ما عُلفت من خبيث وطيب
__________
1 دودان بن سعد، من بني أسد: التبريزي.

(1/79)


باب: فَعُل وفَعِل بمعنى واحد
يقال: رجل يَقُظ ويَقِظ، إذا كان كَثِير التَّيَقُّظ, وعَجُل وعَجِل, وطَمُع وطَمِعٌ, وفَطُنٌ وفَطِن, وحَذُرٌ وحَذِرٌ, وحَدُثٌ وحَدِث، إذا كان كثير الحَدِيث حَسَن السِّيَاق له, وأَشُر وأَشِر, وفَرُح وفَرِح, وقَذُر وقَذِر, ورَجُل بَكُر في حاجته وبَكِر، ورَجُل نَكُر ونَكِر, ومكان عَطُش وعَطِش، أي قليل الماء, وأَرْض عَطُشةٌ وعَطِشَةٌ, ويقال: عَضُد وعَضِد، لعَضُدِ الإنسان وغيره, ورَجُل نَدُس ونَدِس، إذا كان عالماً بالأخبار, ورَجُل نَطِس ونَطُس، المبالغُ في الشَيْء, ووظيفٌ عَجُرٌ وعَجِرٌ، للغليظ, ورَجُل نَجُدٌ ونَجِدٌ، إذا كان شجاعاً, ويقال: وعل وَقِل ووَقُل, وقد وَقَل في الجَبَل يَقِل.

(1/79)


باب: فَعِل وفَعَل بمعنى واحد
يقال: رجل سَبِط وسَبَط, وشعر رَجِل ورَجَل, وثغر رَتِل ورَتَل، إذا كان مُفلجا, وكذلك كلام رَتِل ورَتَل إذا كان مُرتّلاً, ويقال: أبيض يَقَق ويَقِق، حكاهما الكسائي.

(1/79)


ولَهَقٌ ولَهِق: الشَدِيد البياض, ورجلٌ دَوَىً ودَوٍ: الفاسد الجَوْف, وضَنَىً وضَنٍ, ويقال: تَرَكتُه ضَنَىً وضَنِيًا, وفَرَسٌ عَتَدٌ وعَتِد، وهو الشَدِيد التَّام الخلق المعدُّ للجري, ويقال: كَتَدٌ وكَتِدٌ، وهو مُجتمعُ الكَتِفَيْن, وحَرَجٌ وحَرِجٌ، وبكلٍ قرأت القراء: {يَجْعَلُ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرِجاً} و {حَرَجاً} [الأنعام: الآية 125] , وهو حَرَىً بكذا و [حَرٍ] ، أي خليقٌ له, وأنشد الكسائي:
وهن حَرَىً ألا يثبنك نقرة ... وأنت حَرَىً بالنار حين تُثيبُ
ورَجُل قَمَنُ لكذا, وقَمِنُ أي خليقٌ له, وما أَقْمَنه أن يفعل كذا وكذا, ورجل دَنَفُ ودَنِفُ, فمن قال: قَمَنُ وحَرَىً، فهو للجميع والواحد بلفظ واحدٍ موحد, الفراء: يقال: رجل وَحَدٌ فَرَدٌ، ووَحِدٌ فَرِدٌ أبو عبيدة: يقال: وَتِدٌ تقديرها قَطِمٌ، وقوم يقولون: وَتَد، تقديرها جَبَلٌ, وأهل نَجْد يقولون: وَدٌّ.

(1/80)


باب: فَعَل وفَعِل باختلاف معنى
يقال: رجلٌ وَرِعٌ إذا كان متحرجاً، وقد وَرَعَ يَرَع وَرَعًا, والوَرَع: الضَّعِيفُ, يقال: إنما مالُ فلانٍ أَوْراعٌ، أي صغارُ الإبل, قال أبو يوسف: وأصحابنا يذهبون بالوَرَع إلى الجَبَان، وليس كذلك, ويقال: ما كان وَرِعًا، ولقد وَرَعَ يرع وَرَعًا ورعة, وما كان وَرَعًا ولقد ورُع يورُعُ وُرُوعًا ووراعة, والبَرْم: الضَّجَرُ, والبَرَمُ: المصدر, والبَرَمُ: الذي لا يدخلُ مع القوم في الميسر، والبَرَم: بَرَم العضاه، وهي هَنَةٌ مدحرجةٌ, وبَرَمةُ كل العضاه [صفراءُ] إلاَّ العرفط تأتي بَيْضاء, ويقال: بَرَمة السَّلَم أطيب البرم ريحاً, واليوم الشَّبِم: البارد, والشَّبَمُ: البردُ, ويقالُ: ماء سَرِبٌ، أي سائلٌ, والسَّرَبُ: الماء يُجعلُ في القربةِ الجديدة أو المزادة الجديدة أو الإداوة؛ ليبتل السير, فينتفخ, فيستد مواضع الخرز, والفَرِج: الرَجُلُ الذي لا يزال ينكشف فَرْجه, والفَرَجُ: انكشاف الغَمِّ, والأَمِرُ: الكثير, والأَمَر: جمع أَمَرةٍ، وهو علم صغير, ورجلٌ تَرِع، إذا كانت فيه عَجَلةٌ، وقد تَرِع تَرَعًا, وحَوْضٌ تَرِعٌ مملو, والوَرِقُ: الدراهم, والوَرَقُ: المال من إبل وغنم, قال العجاج:
اغفر خطاياي وثمِّر وَرَقِي

(1/80)


أي مالي, والوَرَق من الدم: ما استدار منه, والوَرَقُ: جمعُ وَرَقةِ, وَوَرق القوم: أحداثُهم, قال الشاعر:
إذا وَرَقُ الفتيان صاروا كأنهم ... دراهم منها جائزاتُ وَزُيَّفُ
والوَرَق: وَرَقُ الشجر.

(1/81)


باب: فُعُل وفُعَل بمعنى واحد
الفراء: يقال: تنح عن سُنُن الطريق وعن سُنَنه, وهو شُطُب السيف وشُطَبه، للطرائق التي فيه, وهو أُشُرُ الأسنان وأُشَرٌ، للتحزيز الذي فيها.

(1/81)


باب: فُعلُل وفُعلَل بمعنى واحد
الفراء: يقال بُرقُعٌ وبُرقَعٌ [وبُرقُوع] , وأنشد:
وخدٍّ كبرقوع الفتاة ملمَّع ... وَرَوقَيْن لما يَعْدوا أن تقشَّرا 1
أَيْ لَمْ يُجَاوزا, ابنُ الأعرابي: يُقالُ: عُنصُل وعُنصَلٌ للبَصَل البرِّي, وهو لئيمُ العُنصُر والعُنصَر، أي الأصل, وهو دُخلُلُه ودُخْلَلُه أي خاصتهُ, يقال: إني لأعرف دُخْلُلك ودُخلَلَك ودخيلتك, ويقال: قُنفُذ وقُنفَذ, وجُؤدُر وجُؤذَر، لولد البقرةِ, ورجل قُعدُد وقُعدَد إذا كان قريب الآباء إلى الجد الأكبر, وعبد الصمد بن علي في بني هاشم قُعدَدٌ، قال: هذا ذَمٌّ, وإذا كان كثير الآباء فهو [الطَّرِيف، وهو] أَمْدحُ, وأنشدنا يعقوب:
أمرون ولَّادُون كل مبارك ... طرفون لا يرثون سهم القُعْدَد2
ويقال: طُحلُب وطُحلَبٌ, ويقال في غير هذا الباب: مُنخُل ومُنخَل، ومُنصُل ومُنصَل للسيف
__________
1 للنابغة الجعدي, كما قال التبريزي.
2 البيت للأعشى, كما في: اللسان.

(1/81)


باب: فِعَل وفَعَل بمعنى واحد
قال الفراء: يقال: ذهبت غنمك شِذَرَ مِذَرَ، وشَذَر مَذَر، وبِذَرَ وبَذَر، إذا تفرقت, وكذلك شَغَر بَغَر أي متفرقة, ويقال: ماءٌ صِرَىً وصَرَىً، للماء يطول استنقاعهُ, وَوَاحدُ الأفحاء من الأبزار فِحًا وفَحًا, ويقال: فَحِّ قدرك أي ألقِ فيها الأفحاء، وهي الأبازيرُ.

(1/82)


باب: فِعلِل وفَعلَل بمعنى واحد
أبو عمرو: يقال: جِنجِن وجَنجَن وجَنجَنَةٌ، لواحدِ الجناجن، وهي عظام الصدر, الفراء: يقال: بفيه الإِثلِبُ والأَثلَبُ، أي الحجارة والترابُ، وبفيه الكِثكِث والكَثكَث، أي الترابُ, ومما جاء بالهاء، يقال: ناقةٌ عِجلِزةٌ وعَجلَزةٌ، وهي القوية الشديدة، قيس تقول: عِجلِزةٌ، وتميم تقولُ: عَجلَزةٌ, ويقال: إِبلِمةٌ وأبَلَمَةٌ, قال: وحُكيت أُبلُمَة، وهي الخُوصة, ويقالُ: المالُ بيني وبينك شَقَّ الأَبلُمَةِ.

(1/82)