إصلاح المنطق

باب ما يقال: ما أدري أي الناس هو،
وأي الورى هو، وما أدري أي الطَّمْش هو، وما أدري أي تُرْخُم هو، وتُرْخَم هو، وما أدري أي الهُوز هو، وما أدري أي الإنام هو، وما أدري أي بَرْنَسَاء هو, وقال أبو زيد: أي البرنساء هو، وما أدري أي الأَنَام هو، وما أدري أي الدَّهْدَأ هو، وما أدري أي النُّخْطِ هو، وأي البَرْشَاء هو, وقال أبو سلمان الحنظلي: ما أدري أي خَابِطِ الليل هو, وقال الباهلي: ما أدري أي الجراد هو.

(1/275)


باب ما يقال: طلبت من فلان حاجة، فانصرفت وما أدري
على أي صِرْعَى أمره هو، أي لم يبين لي أمره, قال أبو يوسف: أنشدني أبو الغمر الكلابي:
فَرُحْتُ وما ودعت ليلى وما درت ... على أيِّ صَرْعَىْ أمرها أتروح
ويقال: ذهب البعير وما أدري من مَطَر به، وما أدري من قَطَرَه, وأُخِذَ ثوبي فما أدري من قَطَرَه، ولا أدري من مَطَرَ به، ولا أدري ما وَالِعَتُهُ, ويقال: فقدنا غلاماً لنا لا أدري ما وَلَعَه، أي حَبَسه, ويقال: لا أدري أين وَدَّسَ من بلاد الله، أي ذهب، وما أدري أين سَكَعَ وصَقَعَ وأين بَقَعَ, ويقال: ما أدري أيُّ الجراد عارَهُ، أَي أَيُّ

(1/275)


الناس ذهب به, ويقال: ذهب ثوبي فما أدري ما كانت وامئتُه ولا أدري من أَلْمَأَ عليه, وهذا قد يُتَكلم به بغير جَحْدِ, قال أبو يوسف: سمعتُ الكلابي يقول: كان في الأرض مرعى أو زرعٌ فهاجت به دواب فأَلْمَأَته، أي تركته صعيداً ليس به شيء, ويقال: لا أدري أين أَلْمَأَ من بلاد الله, ويقال: إنك لا تدري علام يُنْزَأُ هَرِمُك ولا تدري بمن يولع هَرِمك.

(1/276)


باب ما يقال: لا أَفْعَله ما
وَسَقَتْ عيني الماء، أي حملت, وكذلك يقال: ناقة واسق ونوق مواسيق, وما ذرفت عيني الماء, ولا أفعله ما أَرْزَمَت أم حائل، أي حَنَّت في إثر ولدها، وهي الرَّزَمَةُ, ويقال للذكر: سَقْب وللأنثى حائل, ولا أفعله ما أن في السماء نَجْمًا، أي ما كان في السماء نَجْم، وما عَنَّ في السماء نَجْم، أي ما عرض, وما أن في الفرات قَطْرة، أي ما كانت في الفرات قَطْرة, ولا أفعله حتى يَؤُوب القَارِظَان، وحتى يَؤُوب المُنَخَّلُ، وحتى يَحِنَّ الضَّبُّ في إثر الإبل الصادِرَة, ولا أفعله ما دعا الله داعٍ، وما حَجَّ لله رَاكب, ولا أفعله ما أن السماء سَمَاء, ولا أفعله ما دام للزَّيْت عاصرٌ, ولا أفعله ما اختلفت الدِّرَّة والجِّرَّة, واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو, ولا أف عله ما اختلف المَلَوان، والفتيان، والعصران، والجديدان، والأَجَدَّان، يعني الليل والنهار, ولا أفعله ما سمر ابنا سَمِير، ولا أفعله سَجِيس عُجَيس، وسَجِيس الأَوْجَسِ، وما غَبَا غُبَيْس, وأنشد الأموي:
وفي بني أم دبير كَيْس ... على الطعام ما غَبَا غُبَيس
ولا أفعله ما حَنَّت النيب، وما أَطَّت الإبل، وما غَرَّد راكب، وما غَرَّد الحمام، وما بل بحر صُوْفة, ولا أفعله أخرى المنون، أي أُخْرَى الدهر, ولا أفعله يد الدهر، وقَفَا الدهر، وحِيْرَىَّ الدهر, ولا أفعله سَمِير الليالي, قال الشنفري:
هناك لا أرجو حياة تسرني ... سَمِير الليالي مُبْسلاً بالجرائرِ
مُبْسل: مُسْلم، من قول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا} [الأنعام: الآية: 70] ولا أفعله ما لَأْلَأَت الفُوْر, والفُوْر: الظباء، ولا واحد لها, ولَأْلَأَت: بصبصت بأذنابها, ولا أفعله حتى تبيض جَوْنَةُ القار, ولا أفعله حتى يَرِد الضَّبُّ, والضب لا يشرب ماء

(1/276)


أبداً, ومن كلامهم الذي يضعونه على ألسنة البهائم, قالوا: قالت السمكة للضب: وِرْدًا يا ضب, فقال:
أصبح قلبي صَرِدا ... لا يشتهي أن يَرِدا
إلا عَرَادًا عَرِدا ... وصليانا بَرِدا
عَرَاد: نبت, وعَرد: ملتف، عن أبي محمد:
وعَنْكَثًا مُلْتَبِدا

(1/277)


باب: ما جاء مُثَنًّى
المَلَوان: الليل والنهار, قال ابن مُقْبل:
ألا ديار الحي بالسَّبُعان ... أمل عليها بالبلي المَلَوان
وهما الجَدِيدان، والأَجَدان، والعَصْران, ويقال: العَصْران: الغداة والعشي, قال حُميد بن ثور:
ولن يلبث العَصْران يوم وليلة ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمما
وقال الآخر:
وأَمْطُلُهُ العَصْرين حتى يملني ... ويرضى بنصف الدين والأنفُ راغم
وهما الفَتَيان والرِّدْفان, والصِّرْعان: الغداةُ والعشي, قال ذو الرمة:
كأنني نازعٌ يثنيه عن وطن ... صِرْعان رائحة عقل وتقييد
وهما القَرَّتان، والبردان، والكَرَّتان, قال:
يعدو عليها القَرَّتين غلام 1
والحَجَران: الذهب والفضة, والأَسْوَدَان: التَّمْر والماء, قال: وضاف قوم مُزَبِّدًا المدني فقال: "ما لكم عندي إلا الأَسْوَدَان" فقالوا: إن في ذلك لَمَقْنَعًا، التَّمْر والماء,
__________
1 البيت للبيد, كما في: "اللسان": قَرَرَ, وصدره:
وَجَوَارن بيض وكل طِمِرَّةٍ

(1/277)


فقال: ما لذاك عَنَيت، إنما أردت الحرة والليل, والأَبْيَضَان: اللبن والماء, قال الشاعر:
ولكنه يأتي لي الحول كاملاً ... وما لي إلا الأَبْيَضَين شَرَاب
والأَصْفَرَان: الذَّهَب والزَّعْفَرَان، ويقال: الوَرْس والزَّعْفَرَان, والأَحْمَرَان: الشراب واللحم, فإذا قيل: الأَحَامِرَةُ ففيها الخَلُوق, قال الشاعر1:
إن الأَحَامِرَة الثلاثة أهلكت ... مالي وكنت بهن قِدْمًا مُوْلَعَا
الراح واللحم السمين وأَطَّلِي ... بالزعفران فلن أزال مُوَلَّعَا
والأَصْمَعَان: القلب الذكي والرأي العازم, وقولهم: "إنماا لمرء بأصغريه" يعني بقلبه ولسانه, قال الأصمعي: وقولهم: ما يدري أي طَرَفيه أطول، يعني نسبه من قبل أبيه، ونسبه من قبل أمه, وقال أبو عبيدة: لا يملك طَرَفَيْه، يعني استه وفمه إذا شرب الدواء، أو سَكِر، أو سَلَح, والغَارَان: البطن والفرج، وهما الأَجْوَفَان, يقال للرجل: إنما هو عبد غَارَيْه, قال الشاعر:
ألم تر أن الدهر يوم وليلة ... وأن الفتى يسعى لِغَارَيْه دائِبَا
وقولهم: ذهب منه الأَطْيَبَان، يعني النَّوْم والنِّكَاح، ويقال: الأكل والنكاح, والأَصْرَمَان: الذئب والغراب؛ لأنهما انصرما من الناس، أي انقطعا, قال المرار:
على صرماء فيها أَصْرَمَاها ... وخِرِّيْت الفلاة بها مليل
وقال أبو عبيدة: الأَيْهَمَان عند أهل البادية: السَّيْل والجمل الهائج، يتعوذ منهما، وهما الأَعْمَيَان, وعند أهل الأمصار: السَّيْل والحَرِيق, والأصمعي: الفَرْجَان: سِجِستان وخراسان, قال حارثة بن بدر الغداني:
على أحد الفَرْجَيْن كان مؤمري
وقال أبو عبيدة: السِّنْد وخُرَاسان, والأَزْهَرَان: الشمس والقمر, والأَقْهَبَان: الفيل والجاموس, قال رؤبة:
والأَقْهَبَين الفيل والجامُوسا
__________
1 هو الأعشى, كما في: "اللسان": حَمَر.

(1/278)


والمَسْجِدَان: مَسْجِدُ مكة ومسجد المدينة, قال الشاعر:
لكم مسجدا الله المَزُوران والحصى ... لكم قِبْصُهُ من بين أَثْرَى وأَقْتَرَا
أراد من بين أَثْرَى وبين من أَقْتَرَ, والحَرَمَان: مكة والمدينة, والخافِقَان: المَشْرِقُ والمَغْرِبُ؛ لأن الليل والنهار يخفقان فيهما, والمِصْرَان: الكُوْفَةُ والبَصْرَةُ، وهُمَا العِرَاقَان, وقول الله جل وعز: {لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: الآية: 31] ، يعني مكة والطائف, والرَّافِدَان: دِجْلَةُ والفُرَات, قال الشاعر:
بَعَثت على العِرَاق وَرَافِدَيهِ ... فَزَاريًا أَحَذَّ يد القَمِيصِ
والنَّسْرَان: النَّسْر الطَّائِرُ والنَّسْر الوّاقِعُ, والسِّمَاكَان: السِّمَاك الرَّامَحُ والسماك الأَعْزَلُ، وسمي رَامِحًا؛ لأن قُدَّامَهُ كوكبًا, وسمي الآخر أَعْزَلَ؛ لأنه ليس قدامه شيء, والخَرَاتَان: نَجْمان, والشِّعْرَيَان: الشِّعْرَى العَبُور والشِّعْرَى الغُمَيْصَاء, والذِّرَاعان: نَجْمَان, والهِجْرَتَان: هِجْرةٌ إلى الحبشة وهِجْرَة إلى المدينة, ويقال: إنهم لفي الأَهْيَغَين من الخَصْبِ وحُسن الحَال, ويقال: عام أَهْيَغُ إذا كان مخصباً كثير العشب, والمُحِلَّتَان: القِدْر والرَّحَى, فإذا قيل: المُحِلَّات فهي القِدْر والرحى والدَّلْو والشَّفْرة والفَأْس والقَدَّاحة، أي من كان عنده هذا حل حيث شاء، وإلا فلا بد له من أن يجاور الناس يستعير بعض هذه الأشياء منهم, قال الشاعر:
لا تعدلن أتاوِيِّين تضربهم ... نكباء صِرٌّ بأصحاب المُحِلَّاتِ
والأتاوِيُّون: الغرباء, والأَبْتَرَان: العير والعبد؛ سُمِّيَا أَبْتَرَين لقلة خَيْرِهِما, أبو عبيدة: يقال: اشْوِ لنا من بَرِيمَيْها شيئاً، أي من الكَبِد والسَّنَام, والحَاشِيَتَان: ابن المَخَاض وابن اللَّبُون, يقال: أرسل بنو فلان رائدًا فانتهى إلى أرض قد شَبِعت حَاشِيَتُهَا, والصُّرَدَان: عرقان مكتنفا اللسان, قال الشاعر:
وأي الناس أغدر من شآم ... له صُرَدَان منطلق اللسانِ
أبو زيد: الصَّدْمَتَان: جانبا الجبين, والنَّاظِرَان: عرقان في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه, قال جرير:
وأشفى من تخلج كل جن ... وأكوي النَّاظِرَين من الخُنَانِ
وقال الآخر:

(1/279)


قليلة لَحم الناظرين يزينها ... شَبَاب ومَخْفُوض من العيش بارد
والشَّأْنَان: عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ثم العينين, والقَيْنَان: موضع القيد من وظيفي يدي البعير, قال ذو الرمة:
دانى له القيد في ديمومة قَذَف ... قَيْنَيْهِ، وانسفرت عنه الأَنَاعِيمُ
ويقال: جاء ينفض مِذْرَوَيهِ، إذا جاء يتوعد, ويقال: جاء يضرب أَزْدَرِيه، إذا جاء فارغاً, قال عنترة:
أحولي تنفض استك مِذْرَوَيْهَا ... لتقتلني فهأنذا عُمَارا
والنَّاهِقَان: عظمان يبدوان من ذي الحافر في مجى الدمع، ويقال لهما أيضاً: النَّوَاهَقُ, قال الشاعر1:
بعاري النَّوَاهق صَلْت الجبين ... يستن كالتيس ذي الحلب
والجَبَلان: جبلا طيئ: سلمى وَأَجَأ، ينسب إليهما الأَجَئِيُّون, ويقال للمرأة إنها لحسنة المَوْقِفَين، وهما الوجه والقدم, ويقال: ابتعت الغنم اليَدَين، أي بثمنين، بعضها بثمن وبعضها بثمن آخر, قال: وقال بعض العرب: إذا حسن من المرأة خَفِيَّاها حسن سائرها, يعني صَوْتُهَا وأثر وَطْئِهَا، لأنها إذا كانت رخيمة الصوت دل ذلك على خَفَرِهَا، وإذا كانت مُتَقاربة الخطى وتمكن أثر وطئها دل ذلك على أن لها أَرْدَاْفًا وأَوْرَاكًا.
قال: وقال بعض العرب: سُئِل ابن لسان الحمرةِ عن الضأن فقال: "مال صدق قرية لا حمى بها، إذا أفلتت من جِرَّتَيْها", يعني من المَجَر في الدهر الشديد، ومن النَّشَر وهو أن تنتشر بالليل فتأتي عليها السباع، ويقال: مَجَرة ومُمْجِر، وهو أن يعظم ما في بطنها من الحمل وتكون مهزولة لا تقدر على النهوض, قال ابن لجأ:
وتحمل المُمْجِر في كسائها
قال الأصمعي: ومنه قيل للجيش العظيم: مَجْر؛ لثقله وضخمه, وقال الكلابي: المُتَمَنِّعان: البكرة والعناق، تمنعان على السنة بفتائهما وأنهما تشبعان قبل الجِلَّة, وهما المُقَاتِلَتان الزمان عن أنفسهما, ويقال: رِعْي بني فلان المُرَّتان، يعني الألاء
__________
1 هو النابغة الجعدي, كما في: "اللسان".

(1/280)


والشِّيْح, ويقال: ما لهم الفُرْضَتَان والفَرِيضَتَان، وهما الجذعة من الغنم والحقة من الإبل.

(1/281)


باب: الاسمين يغلب أحدهما على صاحبه؛ لشهرته أو لخفته، من الناس
العَمْرَان: عمرو بن جابر بن هلال بن عقيل بن سمي بن مازن بن فزارة، وبدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، وهما روقا فزارة, قال قراد بن حنش الصاردي من بني الصارد بن مرة:
إذا اجتمع العمران عمرو بن جابر ... وبدر بن عمرو خلت ذبان تبعا
وألقوا مقاليد الأمور إليهم ... جميعاً قماء كارهين وطوعا
والزَّهْدَمَان: زَهْدَمُ وَقَيْس، من بني عوير بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحرث بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض، وهما ابنا حزن بن وهب بن عوير، اللذان أدركا حاجب بن زراة يوم جبلة ليأسراه، فغلبهما عليه مالكٌ ذو الرقيبة القُشَيري, ولهما يقول قيس بن زُهَير:
جزاني الزَّهْدَمان جزاءَ سوء ... وكنت المرء يجزأ بالكرامه
عن ابن الكلبي, وقال أبو عبيدة: هما زهدم وكردم.
والأَحْوَصَان: الأحوص بن جعفر بن كلاب، واسمه ربيعة، وكان صغير العينين، وعمرو بن الأحوص، وقد رأس, وقول الأعشى:
أتاني وعيد الحُوصِ من آل جعفر ... فيا عبد عمرو لو نهيت الأَحَاوِصَا
عني عبد عمرو بن شريح بن الأحوص, وعني بالأحوص من ولده الأحوص، منهم عوف بن الأحوص، وعمرو بن الأحوص، وشريح بن الأحوص وقد رأس، وهو الذي قتل لقيط بن زراة يوم جَبَلة، وربيعة بن الأحوص، وكان علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص نافر عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر، فهجا الأعشى علقمة ومدح عامراً، ومدح الحطيئة علقمة.
والأَبَوَان: الأب والأم, والحَنْتَفَان: الحنتف وأخوه سيف، ابنا أوس بن

(1/281)


حميري بن رياح بن يربوع, والمُصْعَبَان: مصعب بن الزبير، وابنه, والخُبَيْبَان: عبد الله بن الزبير، وأخوه مصعب، وكان يقال لعبد الله بن الزبير: أبو خُبَيب, وقال الراعي:
وما أتيت أبا خبيب وافداً ... يوماً أريد لبيعتي تبديلا
وقال الراجز1:
قدني من نصر الخُبَيبَين قدى ... ليس الإمام بالشحيح الملحد
يعني أبا خبيب ومن كان على رأيه, والحُرَّان: الحر وأبي، وهما أخوان, قال الشاعر:
ألا من مبلغ الحُرَّين عني ... مُغلغلة وخص بها أبيا
يطوف بي عكب في معد ... ويطعن بالصملة في قفيا
والعُمَرَان: أبو بكر وعمر، فغلب عمر؛ لأنه أخف الاسمين, وقيل لعثمان رحمة الله عليه: تسلك سيرة العُمَرَين, وقال الفرزدق، يمدح هشام بن عبد الملك:
فَحَلَّ بسيرة العُمَرَين فينا ... شفاء للقلوب من السَّقَام
قال الفرَّاء: أخبرني معاذ الهراء قال: لقد قيل سيرةُ العمرين قبل أن يولد عمرُ بن عبد العزيز, قال أبو عبيدة: فإن قيل: كيف بُدىء بعمر قبل أبي بكر وهو قبله، وهو أفضل منه؟ فقيل: إن العرب تفعل هذا، يبدءون بالأخس، يقولون: ربيعة ومضر، وسليم وعارم، ولم يترك قليلا وكثيراً, قال أبو يوسف: وزعم الأصمعي عن أبي هلال الراسبي عن قتادة، أنه سئل عن عتق أمهات الأولاد، فقال: أعتق العمران فما بينهما من الخلفاء أمهات الأولاد, ففي قول قتادة: عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز؛ لأنه لم يكن بين أبي بكر رحمة الله عليه وعمر رحمة الله عليه خليفة.
والأَقْرَعَان: الأقرع بن حابس وأخوه مرثد, والطُّلَيْحَتَان: طليحة بن خويلد الأسدي، وأخوه, والحَزِيمَتَان والزَّبِيْنَتَان من باهلة، من عمرو بن ثعلبة، وهما حزيمة وزبينة, قال أبو معدان الباهلي:
__________
1 هو حميد الأرقط، كما في: "اللسان".

(1/282)


جاء الحزائم والزبائن دُلْدُلَا ... لا سابقين ولا مع القطان
فعجبت من عوف وماذا كلفت ... ويجيء عوفٌ آخر الركبان
وقوله: دُلْدُلاً، أي يتدلدلون بين الركبان، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

(1/283)