إسفار الفصيح

باب المصادر 1
(تقول: وجدت في المال وجدا) 2 بضم الواو، (وجدة) 3 بكسر الجيم: أي أصبت منه وأيسرت. ومنه قول الشاعر4
وأنت امرأ لا الجود منك سجية ... فتعطي وقد يعدي على النائل الوجد
(ووجدت الضالة وجدانا) 5 بكسر الواو: أي ظفرت بها بعد
__________
1 ذكر ابن درستويه 362 أن هذا الباب ليس مما تلحن فيه العامة، ولا مما يختار فيه الأفصح، ولكنه يكثر في كلام الناس المعتاد، وقد يقع في بعض حروفه اللحن والخطأ.
2 ووجدا ووجدا بفتح الواو وكسرها. والكسر لغة تميم، وباللغات الثلاث قرئ قوله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} الطلاق 6. ينظر: معاني القرآن للفراء 3/164، والنوادر لأبي مسحل 1/197، وأدب الكاتب 571، والمنتخب 2/518، والأفعال للسرقسطي 4/234، وتفسير القرطبي 18/111، والدر المصون 10/357، والدرر المبثثة 204، والعين 6/169، والمحكم 7/370 (وجد) .
3 حذفت الواو وجعلت التاء عوضا عنها، نظير عدة وزنة. ينظر الكتاب 3/449، والممتع 2/427، 430.
4 البيت للحطيئة، وهو في ديوانه 195 (رواية ابن حبيب) والشعر والشعراء 1/242، والأغاني 2/168، والعقد الفريد 1/284، والخزانة 2/411ن واللسان (عدى) 15/40.
5 ووجدا، وجدة، ووجدا، ووجودا، ووجدانا، وإجدانا. ينظر: أدب الكاتب 333، والمحكم 7/369، 370، واللسان 3/445، والقاموس 413 (وجد) .

(1/497)


ضياعها وضلالها، (قال الراجز1:
أنشد والباغي يحب الوجدان ... قلائصا مختلفات الألوان
أنشد: أطلب، والباغي: الطالب، أي والطالب يحب أن يجد، والقلائص: جمع قلوص بفتح القاف، على فعول، وهي الشابة من النوق، وهي بمنزلة الجارية من النساء.
(ووجدت في الحزن وجدا) 2 بفتح الواو: أي اغتممت.
(ووجدت على الرجل موجدة) 3 [50/ب] بكسر الجيم: إذا غضبت عليه، (وتقول في) مستقبل (هذاكله: يجد) 4، والفاعل واجد، والمفعول موجود. واختلفت هذه المصادر مع اتفاق أفعالها لاختلاف معانيها.
(وتقول: رجل جواد) 5: أي سخي بماله معطاء له، (بين
__________
1 سبق إنشاده ص 439.
2 أدب الكاتب 333، ونوادر أبي زيد 563، والأفعال للسرقسطي 4/234، والمخصص 14/224، والصحاح 2/547، والتهذيب 11/160، (وجد) .
3 أدب الكاتب 333، ونوادر أبي زيد 563، والأفعال للسرقسطي 4/234، والمخصص 14/224، والصحاح 2/547، والتهذيب 11/160، (وجد) .
4وحكى سيبويه"يجد" بالضم، وهي لغة شاذة عزاها الجوهري إلى بني عامر بن صعصعة. ينظر: الكتاب 4/53، 341، وليس في كلام العرب 39، والصحاح 2/547، والمحكم 7/369 (وجد) .
5 إصلاح المنطق 329، وأدب الكاتب 335، والأفعال للسرقسطي 2/275، والعين 6/169، والجمهرة 1/451، والتهذيب 11/156 (جود) .

(1/498)


الجود) بالضم، أي ظارهر السخاء.
(وشيء جيد بين الجودة) بالهاء وفتح الجيم، وهو ضد الرديء.
(وفرس جواد) للذكر والأنثى بلفظ واحد1: أي كريم، يجود بجريه، (بين الجودة والجودة) بضم الجيم وفتحها مع الهاء: إذا كان واسع الجري، معطيا من نفسه ما يراد منه. ويقال في الفعل من هذا كله جاد يجود، فهو جائد، على مثال قام يقوم، فهو قائم.
وكذلك (جادت السماء تجود جودا) بفتح الجيم: أي كثر مطرها، فهي جائدة، الأرض مجودة. واتفقت هذه الأفعال واختلفت مصارها لاختلاف معانيها.
(وتقول: وجب البيع والحق يجب وجوبا وجبة) 2: أي وقع ولزم.
(ووجبت الشمس وجوبا3: أي سقطت) 4. وقيل5: غابت.
__________
1 المذكر المؤنث للفراء 78، وللمبرد 96، ولابن الأنباري 1/111، 133، ولابن التستري 96.
2 أدب الكاتب 333، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/428، والأفعال للسرقسطي 4/233، والمخصص 14/224، والعين 6/193، والجمهرة 1/272، والمحيط 7/202، والتهذيب 11/222 (وجب) .
3 ووجبا. العين (وجب) 6/193.
4 في الجمهرة (وجب) 1/272: "إذا سقطت في المغرب".
5 العين (وجب) 6/193.

(1/499)


وفي رواية أبي عبد الله الحسين بن خالويه: (إذا دنت للمغيب) 1.
(ووجب القلب وجيبا) 2: أي اضطرب. وقال الكميت3:
جمعنا نفوسا صاديات إليكم
وأفئدة منا طويلا وجيبها
[51/أ] (ووجب الحائط وغيره: إذا سقط وجبة) ووجبا أيضا. قال الله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} 4. والمستقبل من هذا كله يجب بالكسر، واسم الفاعل واجب. واختلفت مصادرها مع اتفاق أفعالها لاختلاف معانيها.
(وتقول: حسبت الحساب أحسبه) 5 بضم السين، (حسبا)
__________
1 قال في شرح الفصيح (36/أ) : "وقوله: وجبت الشمس: أي سقطت".
وابن خالويه هو: أبو عبد الله بن خالويه بن حمدان الهمذاني. نشأ في بغداد، ثم سكن حلب، واحتل منزلة رفيعة عند بني حمدان، من علماء اللغة والنحو والأدب، عاصر المتنبي، ووقع بينهما خصومة عند سيف الدولة الحمداني، من مؤلفاته: ليس في كلام العرب، والحجة في القراءات، وإعراب ثلاثين سورة من القرآن. توفي سنة 370هـ.
نزهة الألباء 23، وإنباه الرواة 1/359، ومعجم الأدباء 3/1030.
2 ووجوبا، ووجبانا، ووجبا، والأخيرة حكاها أبو زيد. معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/428، والأفعال للسرقسطي 4/233، والمحيط 7/202ن والمحكم 7/394 (وجب) .
3 ديوانه 1/119.
4 سورة الحج 36. قال الزجاج: "أي سقطت إلى الأرض " معاني القرآن وإعرابه 3/428.
5 أدب الكاتب 339، والأفعال للسرقسطي 1/364، والمخصص 14/224، والعين 3/149، والجمهرة 1/277، والمحيط 2/493، 494، والصحاح 1/110، 111، والمحكم 3/150، والتهذيب 4/331 (حسب) .

(1/500)


بسكونها وفتح الحاء، (وحسبانا) بضمها، وحسبة وحسابة بكسرها: إذا عددته وأحصيته، فأنا حاسب، والحساب محسوب. (والحساب: الاسم) ، وهو مثل الكتاب.
(وحسبت الشيء) بكسر السين: أي (ظننته) ، وهو ضد علمته، فأنا (أحسبه وأحسبه) بفتحها وكسرها1، (محسبة ومحسبة) بفتحها وكسرها أيضا (وحسبانا) بكسر الحاء، فأنا حاسب أيضا: أي ظان، والشيء محسوب: أي مظنون. ومعنى ظننت: أي جوزت أن يكون على صفة، وأن لا يكون عليها، وأنت إلى أحد المجوزين أميل.
(وامرأة حصان) 2 بالفتح: أي عفيفة حافظة لفرجها مما لا يحل
__________
1 قال أبو عبيد رواية عن ابن عباس: "بكسر السين لغة قريش، وهي لغة النبي صلى الله عليه وسلم، وبفتح السين لغة جرهم" لغات القبائل 117، 118، وفتح السين لغة تميم في رواية ابن حسنون عن ابن عباس 27. وفي المصباح (حسب) 52: "حسب من باب تعب في لغة جميع العرب إلا بني كنانة، فإنهم يكسرون المضارع مع كسر الماضي أيضا على غير قياس". قال الأزهري: "وهو شاذ، لأن كل فعل كان ماضيه مكسورا، فإن مستقبله يأتي مفتوح العين" الصحاح (حسب) 1/111. ولكن الفراء يرى أن "الكسر أجود اللغتين" التهذيب (حسب) 4/331.
2 إصلاح المنطق 374، وأدب الكاتب 343، والأفعال للسرقسطي 1/362، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/224، والعين 3/118، والجمهرة 1/543، والصحاح 5/2101، والتهذيب 4/245، والمحكم 3/110 (حصن) .
??

(1/501)


قال حسان1 في عائشة – رضي الله عنها-:
حصان رزان ما تزن بريبة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
وهي (بينة الحصانة) بالفتح، (والحصن) 2 بضم الحاء وسكون الصاد، وقد أحصنت بفتح الألف والصاد: أي حفظت فرجها، تحصن [51/ب] إحصانا، (وحصنت) بفتح الحاء وضم الصاد، تحصن حصنا3، أي صارت حصانا، كما يقال: ضخمت، أي صارت ضخمة. ومن الأول قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} 4. واسم الفاعلة من أحصنت محصن ومحصنة أيضا بكسر الصاد فيهما، ويقال أيضا: محصنة بفتح الصاد، فتكون مفعولة، أي أن زوجها، أو وليها أحصنها5. ومنه قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} 6. وجمع حصان
__________
1 هو حسان بن ثابت رضي الله عنه. والبيت في ديوانه 1/510. ورزان: ذات وقار وعفاف، وما تزن: أي ما تتهم. وغرثى: أي جائعة من أكل لحوم الناس. اللسان (غرث) 2/173، (رزن) 13/179، (زنن) 13/200.
2 والحصن أيضا بفتح الحاء وسكون الصاد. المحيط (حصن) 2/460.
3 قوله: "وحصنت ... حصنا" ساقط من ش.
4 سورة التحريم 12.
5 قال ثعلب: "كل امرأة عفيفة محصنة ومحصنة، وكل امرأة متزوجة محصنة بالفتح لا غير". الصحاح 5/2101. وينظر: المجمل 1/237، والمقاييس 2/96 (حصن) .
6 سورة النساء 24.

(1/502)


حصن1 بضم الحاء والصاد، مثل قذال وقذل.
(وفرس حصان) 2 بكسر الحاء، (بين التحصن والتحصين) : وهو الذي يمنع راكبه من أن يوصل إليه3 لشدة جريه. وقيل: هو الذي يضن بمائه، ويمنع من أن ينزو إلا على حجر كريمة، ثم كثر ذلك حتى سموا كل ذكر من الخيل حصانا4. وقد تحصن تحصنا: إذا نزا. واختلفت هذه الأفعال والمصادر لأجل اختلاف معانيها، وإن كانت ترجع إلى أصل واحد، وهو المنع5. وجمع حصان حصن بضم الحاء والصاد أيضا، مثل فراش وفرش.
(وتقول: عدل عن الحق) 6 يعدل بضم الدال، عدولا: (إذا جار) ، أي مال عنه.
__________
1 وفي العين 3/118: "وأحسن ما يجمع عليه الحصان حصانات" وينظر: المحكم 3/110،والقاموس 1536 (حصن) .
2 في العين 3/118: "الحصان: الفرس الفحل" فجعله اسما ولم يجعله صفة.
3 وقال في التلويح 30: "وهو الذي يمنع صاحبه من الهلاك" وأنشد قول الأخطل (ديوانه 1/23) :
ترى الثعلب الحولي فيها كأنه إذا ما علا نشزا حصان مجلل
4 الجمهرة 1/543، والمجمل 1237، والصحاح 5/2101 (حصن) .
5 المقاييس (حصن) 1/96.
6 الأفعال للسرقسطي 1/279، ولابن القطاع 2/366، 367، والمخصص 14/224، والعين 2/38، 39، والصحاح 5/1760، 1761، والمحكم 2/9، 10 (عدل) . قال ابن ناقيا 1/110: "وفرق ببن الفعلين باختلاف حرفي التعدي، وباخنلاف المصدرين أيضا".

(1/503)


(وعدل عليهم يعدل) بالكسر، (عدلا ومعدلة ومعدلة) : إذا أنصف [52/أ] واستعمل الحق والإنصاف مع الذين يلي عليهم، وهو ضد جار، والفاعل عادل، والحق معدول عنه، والقوم معدول عليهم.
(وتقول: قربت منك) 1 بضم الراء، (أقرب قربا) بضم القاف وسكون الراء: أي دنوت. والقرب ضد البعد، فأنا قريب، أي دان، وهو ضد البعيد.
(وما قربتك) 2 بكسر الراء، (ولا أقربك) 3 بفتحها، (قربانا) 4 بكسر القاف وسكون الراء، وأما الكاف فمختلف فيها، فكان شيخنا أبو أسامة اللغوي، واسمه جنادة بن محمد بن الحسين الأزدي الهروي5 – رحمه الله – يرويها بالكسر، وكذا قرأت عليه هذا الفصل من هذا الكتاب وغيره من كتب اللغة بكسر الكاف لا غير، فيجعل الكسر علامة للتأنيث، ويكون المعنى على هذه الرواية: ما غشيتك غشيانا، وما6 مسستك، بمعنى الجماع، فيكون مصدره القربان بكسر أوله، لأنه كالغشيان في الوزن والمعنى. ومنه قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ
__________
1 الأفعال للسرقسطي 2/82، والمخصص 2/224، والعين 5/153، والتهذيب 9/124، والمحيط 5/405، والصحاح 1/198 (قرب) .
2 ضبطهما المؤلف بكسر القاف وفتحها، وكتب فوقهما "معا" إشارة إلى الروايتين.
3 ضبطهما المؤلف بكسر القاف وفتحها، وكتب فوقهما "معا" إشارة إلى الروايتين.
4 وقربانا وقربا أيضا. المحيط 5/405، والقاموس 157 (قرب) .
5 سبقت ترجمته في ص 80-82 من هذه الدراسة.

(1/504)


حَتَّى يَطْهُرْن} 1. والفاعل قارب، والمرأة مقروبة. وأما غيره من أهل اللغة فإنهم رووها بفتح الكاف2، وكذا رأيتها في نسخ كثيرة من الكتاب مشكولة بعلامة الفتح [52/ب] ، فيكون الخطاب لمذكر، ويكون معناه: ما دنوت منك. ومنه قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} 3، وقال: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيم} 4 أي لا تدنوا ولا تأخذوا.
(وقربت الماء) بفتح الراء، (أقربه) بضمها، (قربا) بفتح القاف والراء، على وزن طلبت أطلب طلبا، فأنا قارب: أي سرت الليل لأصبح عليه. وفي رواية مبرمان عن ثعلب – رحمه الله –: (والقرب: الليلة التي ترد في يومها الماء) . هكذا رأيته في أصل أبي سعيد السيرافي الذي رواه عن مبرمان، ورأيت أيضا في نسخة مروية عن ابن خالويه: (والقرب: الليلة التي ترد الإبل في صبيحتها الماء) . قال أبو سهل: والصحيح أن القرب بفتح القاف والراء: هو سير الليل خاصة لورد الغد، ولا يكون نهارا، ولذلك قالوا: "ليلة القرب"5
__________
1 سورة البقرة 222.وينظر: تفسير الطبري 3/59.
2 بالفتح عند المرزوقي (62/ب) ، وابن هشام 103، وابن ناقيا 1/111.
3 سورة النساء 43.
4 سورة الأنعام 152. وينظر: تفسير القرطبي 5/132، 7/88.
5 الصحاح (قرب) 1/198، وفيه عن الأصمعي قال: "قلت لأعرابي: ما القرب؟ فقال: سير الليل لورد الغد، وقلت له: ما الطلق؟ فقال: سير الليل لورد الغب". والغب: شرب الإبل يوما وظمؤها يوما آخر. وفي الإبل 130: "إذا طلبت الإبل الماء من مسيرة يوم قبل: طلقت الإبل طلقا، والقوم مطلقون، فإذا طلبت لليلتين فالليلة الأولى طلق والثانية قرب". وعكسه عن ثعلب في المحكم (قرب) 6/238. وينظر: ما يعول عليه (380/أ) .

(1/505)


بإضافة الليلة إلى القرب، ومعناه: ليلة السير في طلب الماء.
(وتقول: نفق البيع) 1 بفتح الفاء، (ينفق) بضمها، (نفاقا) بفتح النون، فهو نافق: إذا راج وسرع، وهو ضد أبطأ.
(ونفقت الدابة) بالفتح أيضا، (تنفق نفوقا) : أي ماتت.
(ونفق الشيء) 2 بكسر الفاء: (إذا نقص وانقطع، ينفق نفقا) 3 بفتح الفاء فيهما، (وهو نفق) بكسرها. وفي رواية [53/أ] مبرامان: (ونفق البيع: كسد) مكسور الفاء، فأقول: إن معناه نقص عنه المشترون فكسد.
(وقد قدرت على الشيء) 4 بتخفيف الدال: أي (قويت عليه) ولم أعجز عنه، (أقدر) بالكسر، قدرة بضم القاف، (وقدرانا) 5 بكسرها، (ومقدرة ومقدرة ومقدرة) 6 بضم الدال وفتحها وكسرها،
__________
1 إصلاح المنطق 195، وأدب الكاتب 341، والمخصص 14/224، والأفعال للسرقسطي 3/149، والعين 5/177، والجمهرة 2/967، والمحيط 5/444، 445، والتهذيب 9/192، والصحاح 4/1560، والمحكم 6/275، والمقاييس 5/454، والمصباح 236 (نفق) .
2 ونفق أيضا بفتح الفاء. الجمهرة 2/967، والمحكم 6/275 (نفق) .
3 ونفاقا ونفوقا. التهذيب 9/192، والمحكم 6/275 (نفق) .
4 المخصص 14/224، والتهذيب 9/19-24، والصحاح 2/787، والمحكم 6/185 (قدر) .
5 وقدارا، وقدورة، وقدورا، وقدارا. المحكم (قدر) 6/185.
6 المقدرة: الاسم من كل ما تقدم، واللغات الثلاث حكاها الكسائي. ينظر: التهذيب 9/19، والمحكم 6/185 (قدر) .

(1/506)


وأنا قادر عليه، والشيء مقدور عليه. والقدرة نقيض العجز.
(وقدرت الشيء) بتخفيف الدال أيضا، (من التقدير) ، إذا قدرت بالتشديد، (فأنا أقدره وأقدره) بكسر الدال وضمها، (قدرا وقدرا) 1 بسكون الدال وفتحها: إذا عرفت مقداره، فأنا قادر، بمعنى مقدر.
(وجلوت العروس) 2 أجلوها، (جلوة) 3 على فعلة، بكسر الجيم: أي كشفتها، وأظهرتها لزوجها4 وللناظرين إليها، فأنا جال، وهي مجلوة.
(وجلوت السيف ونحوه) أجلوه (جلاء) بكسر الجيم والمد: إذا صقلته، وأزلت الصدأ عنه، وأظهرته، وأنا جال، وهو مجلو.
__________
1 حكاهما الأخفش في معاني القرآن 2/372. وذكر ابن درستويه 375 أن الساكن هو المصدر، وأما المتحرك فهو اسم.
2 إصلاح المنطق 187، وأدب الكاتب 341، والأفعال للسرقسطي 2/252، 279، والمخصص 14/224، والعين 6/179-181، والجمهرة 1/493، والتهذيب 11/184-186، والمحيط 7/178-179، والصحاح 6/2304، والمقاييس 1/468، والمحكم 7/379، 380 (جلو) .
3 وجلوة وجلوة بالفتح والضم، وجلاء بالكسر والمد. ينظر: المقصور والممدود لنفطويه 35، وحروف الممدود والمقصور 91، والدر المبثثة 92، والمحكم 7/379، والقاموس 1640 (جلو) .
4 واجتلاها زوجها، أي نظر إليها. العين (جلو) 6/180.

(1/507)


(وجلا القوم عن منازلهم) يجلون (جلاء) 1 بفتح الجيم والمد: إذا زالوا عنها، وارتحلوا، وخرجوا منها إلى غيرها، فهم جالون. (وأوجلوا) أيضا الألف، [53/ب] يجلون بضم الياء، إجلاء: بمعناه2، فهو مجلون.
(وأجلوا) ، بالألف أيضا، (عن قتيل لا غير) يجلون (إجلاء) ، فهم مجلون3: أي انكشفوا وانفرجوا عنه، وتفرقوا بعد إحداقهم به.
(وتقول: غرت على أهلي أغار غيرة) 4، فأنا غائر، والأهل مغار5 عليهم: أي حذرت وأشفقت عليهم من رجل غيري، أو أن
__________
1 هذه لغة الحجاز وبها نزل القرآن، قال تعالى: {وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ} الحشر 3. وقيس وتميم يقولون: قد جل الرجل عن بلدته يجل جلا وجلولا. الزاهر 1/593، وينظر: حروف المقصور والممدود 97.
2 فعلت وأفعلت للزجاج 16، وما جاء على فعلت وأفعلت 31. وفرق بينهما أبو زيد والأصمعي، قال أبو زيد: "جلوا من الخوف، وأجلوا من الجدب" المحكم 7/379، وقال الأصمعي: "أجلوا: انكشفوا عن منازلهم فذهبوا مسرعين من فزع أو غيره. وأما جلوا يجلون جلاء ممدود فيعني أنهم ساروا في رفق وذهبوا" فعل وأفعل 510.
3 قوله: "وأجلوا..... فهم مجلون" ساقط من ش.
4 إصلاح المنطق 240، وما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 260، ولأبي العميثل 114، وأدب الكاتب 335، والأفعال للسرقسطي 2/22، والمخصص 16/224، والعين 4/441-443، والجمهرة 2/783، والبارع 407-411، والصحاح 2/774-776، والمحكم 6/11-34، 36 (غور، غير) .
5 جاء على يسار السطر الذي فيه هذه الكلمة العبارة التالية: "قوله: والأهل مغار عليهم فيه نظر" قلت: أراد كاتبها أن الفعل من ذوات الياء وليس رباعيا، فكان يجب أن يقال: "والأهل مغير عليهم"، ومثل مسير ومبيع ونحوها. وينظر: المقتضب لابن جني 49.

(1/508)


يقربوا ريبة، ووزن غرت فعلت1 بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.
وأما (غار الرجل) يغور غورا، (فهو غائر: إذا أتى الغور) 2، فوزنه فعل يفعل بفتح العين في الماضي وضمها في المستقبل. والغور: تهامة، وما يلي اليمن3، وهو نقيض نجد، لأن نجدا مرتفع، والغور4 منسفل.
(وغار الماء يغور غورا) 5، فهو غائر أيضا: إذا نضب، أي نزل وذهب في الأرض وسفل. قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} 6.
__________
1 باعتبار الأصل، أم في الحال فوزنه فلت، نقلت حركة العين إلى الصحيح قبلها فاجتمع ساكنان الياء والراء فحذفت الياء لذلك. وينظر: ديوان الأدب 3/414.
2 وأغار إغارة: إذا أتى الغور أيضا. وهي لغة حكاها الخليل، والفراء، وأبو مسحل، واليزيدي، والزجاج، وأنكرها الأصمعي مفسرا إغار بمعنى أسرع. ينظر: فعل وأفعل للأصمعي 480، وما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 260، ونوادر أبي مسحل 1/345، وفعلت وأفعلت للزجاج 70، وإصلاح المنطق 240، والعين 4/441، والتهذيب 8/183، 184، والصحاح 2/775 (غور) .
3 وفي معجم البلدان 4/217: "قال الأصمعي: ما بين ذات عرق إلى البحر غور تهامة.... وقال الباهلي: كل ما انحدر سيله مغربا عن تهامة فهو غور".
4 بالرفع في خط المصنف على الاستئناف.
5 وغؤورا. إصلاح المنطق 240.
6 سورة الملك 30. و"غورا" مصدر وصف به. ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 5/201. وفي الحاشية اليسرى بجوار هذه الفقرة كتب شهاب بن أبي الرجال: "بلغ سماعي من أوله إلى هنا بقراءة الشيخ أبي سهل مؤلفه".
??

(1/509)


(وغارت عينه غورا و (غؤورا) ، فهي غائرة: إذا دخلت في رأسه من هزال أو جوع أو غير ذلك. قال العجاج1:
كأن عينيه من الغؤور ... قلتان في لحدي صفا منقور
القلت: النقرة في الجبل يجتمع فيها ماء السماء2، ووزن [54/أ] غار الماء وغارت عينه فعل بفتح العين، والمستقبل يفعل3 بضمها، كالفصل الذي قبلهما، وهي ثلاثتها من ذوات الواو.
(و) أما (غار الرجل أهله) 4 بغير همز، (غيرا) بفتح الغين، وغيرة (وغيارا) بكسرها: (إذا مارهم) ، أي جاءهم بالغيرة والميرة، فإنها من ذوات الياء ووزنها فعل يفعل5 بفتح العين من الماضي، وكسرها من المستقبل، (وهي الغيرة والميرة) بكسر أولهما، والميرة: اسم للطعام الذي يحمل من بلد إلى بلد6. ويقال منه: مار أهله يميرهم ميرا وميرة: إذا جاءهم بأقواتهم، وجلبه من بلد آخر سوى بلدهم.
__________
1 ديوانه 1/346.
2 ولا يزال "القلت" يعرف بهذا الاسم إلى الآن في بعض مناطق السراة.
3 ديوان الأدب 3/393.
4 في العين 4/443: "خرج يغير لأهله: أي يمير، هذلية". ينظر: شرح أشعار الهذليين 1/207، 2/671، والبارع 410.
5 ديوان الأدب 3/405.
6 العين (مير) 8/295.

(1/510)


(وأغار على العدو) بالألف، (يغير إغارة وغارة) : إذا شد عليهم، أي حمل وركض إليهم، فانتهب ما عندهم من مال وخير، فهو مغير، وهم مغار عليهم، والإغارة المصدر، والغارة الاسم1.
(وأغار الحبل) يغيره (إغارة: إذا أحكم فتله) ، وهو مغير، والحبل مغار.
(وتقول: أب بين الأبوة) 2، فالأب معروف المعنى، وهو الوالد الذي منه الولد، فإذا اجتمع الوالدان، قيل: أبوان3، ولم يقولوا: أمان، لأنهم غلبوا المذكر على المؤنث. والجد أيضا أب، ومعنى قوله [54/ب] : "بين الأبوة": أي أنه أب على الحقيقة، لمن قد ولد وهو ظاهر الصحة في ذلك، لا على المجاز والتشبيه، وذلك لأنهم يسمون الصاحب للشيء، والمالك له، والقيم عليه أبا، على الاستعارة والتشبيه، نحو قولهم لصاحب المنزل: أبو المنزل، والقيم على القوم المدبر لأمورهم: أبوهم4. وقد استقصيت هذا5 الفصل في كتاب "المكنى
__________
1 ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي العميثل 114، والصحاح (غور) 2/774.
2 الغريب المصنف (221/أ) ، ونوادر أبي مسحل 1/321، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 8/419، والمحيط 10/449، والتهذيب 15/601، والصحاح 6/2260 (أبو) .
3 العين 8/419، والمثنى لأبي الطيب 7، وجنى الجنتين 119.
4 ينظر: أساس البلاغة (أبى) 2، وثمار القلوب 245، والمرصع 271.
5 ش: "في هذا".

(1/511)


والمبنى". وكل ما يأتي من هذا الباب، فالمعنى فيه الصحة والظهور. والأبوة مصدر تركت العرب استعمال الفعل منه1.
(و) كذلك (أخ بين الأخوة) 2، فالأخوة مصدر للأخ، ولم يستعمل منه فعل أيضا3. والأخ: معروف، وهو الذي ولده أبوك، أو ولدته أمك، أو ولداه كلاهما. ومعنى قوله: "بين الأخوة": أي أنه أخ في النسب ظاهر صحيح على الحقيقة، لا على المجاز.
(وابن بين البنوة) 4، وهو الذي تلده، ومعناه: أنه صحيح الولادة ظاهرها، على الحقيقة، لا على التشبيه والمجاز. والبنوة: مصدر الابن، ولا يستعمل منه فعل أيضا.
__________
1 ذكر أبو عبيد في الغريب المصنف (221/أ) ، وابن سيده في المخصص 14/223 هذا الفصل والذي يشبهه مما يلي، تحت باب أسماء المصادر التي لا يشتق منها أفعال، وقد اشتق من بعضها أفعال. وجاء في العين 8/419: "أبت الرجل آبوه أبوة: إذا كنت له أبا". وينظر: إصلاح المنطق 178، والأفعال للسرقسطي 1/122.
2 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ) ، وأدب الكاتب 343، والمخصص 14/223، والعين 4/319، والصحاح 6/2264، والمحكم 5/191 (أخو) .
3 وفي الصحاح 6/2264: "ويقال: ما كنت له أخا، ولقد أخوت تأخو أخوة". وينظر: الأفعال لابن القوطية 12، وللسرقسطي 1/76، ولابن القطاع 1/60.
4 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ) ، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 8/380، والمحيط 10/405، والصحاح 6/2278 (بنو) .
??

(1/512)


(وعم بين العمومة) 1، والعم: أخو الأب، أي أنه صحيح في النسب، لا على المجاز والاستعارة. [55/أ] والعمومة: مصدر العم، ولا يستعمل منه فعل أيضا.
(وخال بين الخؤولة) 2، والخال: أخو الأم، أي أنه صحيح في نسبه، ظاهر ذلك لا على ما شاركه في اللفظ، لأن الخال في كلام العرب على وجوه عدة، فمنها: الكبر، وهو مثل الخيلاء، ومنها نكتة سوداء تكون في جسد الإنسان3. وقد استقصيت ذكر الخال في "الكتاب المثلث". والخؤولة: مصدر الخال، ولم يستعملوا منه فعلا أيضا.
(وأم بينة الأمومة) 4، والأمومة: مصدر للأم، ولم يستعملوا منه فعلا أيضا5. والأم: معروفة المعنى، وهي التي تلد الولد، ويقال: للجدة أيضا: أم، والمعنى: أنها صحيحة الولادة،
__________
1 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ) ، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 4/319، والصحاح (خول) 4/1690 (عمم) 5/1992.
2 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ) ، وأدب الكاتب 343، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/223، والعين 4/319، والصحاح (خول) 4/1690 (عمم) 5/1992.
3 ينظر: ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 38، ولأبي العميثل 105، والمنجد 183، واتفاق المباني وافتراق المعاني 123، واللسان (خول) 11/232.
4 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ) ، وأدب الكاتب 343، والمخصص 14/223، والمحيط 10/485، والصحاح 5/1863 (أمم) .
5 في الصحاح 5/1863: "ويقال: ما كنت أما، ولقد أممت أمومة". وينظر: الأفعال للسرقسطي 1/82، ولابن القطاع 1/52.

(1/513)


وليست على التشبيه والمجاز. وقد ذكرت وجوهها1 في كتاب "المكنى والمبنى" أيضا، فتنظرها فيه إن شاء الله.
(وأمة بينة الأموة) 2: وهي الجارية المرقوقة المملوكة، أي أنها مملوكة ظاهرة المملكة، ولست مشبهة بها، بل هي صحيحة المملكة. والأموة مصدر للأمة3، ولم يستعملوا منه فعلا4. وقد استقصيت ذكر هذه الفصول وأبنت اشتقاقاها وأصلها في "شرح الكتاب" ولا يحسن ذكرها هاهنا لما شرطته من اقتصار [55/ب] التفسير في هذا الكتاب.
(وعبد بين العبودية والعبودة) 5: وهو المملوك، وهو ضد الحر،
__________
1 أي الوجوه التي يستعمل فيها لفظ الأم على غير الحقيقة، كقولهم لمكة المكرمة: أم القرى، وللفاتحة: أم الكتاب، وللرأس: أم الدماغ، وللشمس: أم شملة، وللضبع: أم قشعم وأم عامر ... الخ. والعرب درجت على هذا الاستعمال بكثرة في كلامها. ينظر: العين (أمم) 10/426، وثمار القلوب 254-262، والمرصع 40-43.
2 نوادر أبي مسحل 1-321، والغريب المصنف (221/أ) ، وأدب الكاتب 343، والمخصص 14/223، والعين (أمم) 8/431.
3 ش: "الأمة".
4 وفي الأفعال للسرقسطي 1/122: "وتقول: ما كنت أمة، ولقد أموت أموة".
5 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ) ، والمخصص 14/223، والأفعال لابن القطاع 2/341، والتهذيب 2/233، والمحيط 1/430. وفي العين (عبد) 2/48: "ولم أسمعهم يشتقون منه فعلا، ولو اشتق لقيل: عبد، أي صار عبدا، ولكن أميت منه الفعل". وكذا ذهب ابن فارس في المقاييس (عبد) 4/205. وفي المحكم (عبد) 2/20: "عبد عبودة وعبودية".

(1/514)


والعبد في الذكور كالأمة في الإناث، أي أنه ظاهر الرق صحيحه.
(وغلام بين الغلومية والغلومة) 1: وهو معروف، وهو الطار الشارب من الصبيان. وقال النضر بن شميل المازني: هو غلام أول ما يولد حتة يشيب2. ومعناه: أنه ظاهر الصبى والشباب صحيحه، وليس يعنى به الخادم والعبد.
(ورجل بين الرجولية والرجولة) 3 معناه: أنه جلد ظاهر جلده صحيح نفاذه وفضله، وليس يراد به الرجل الذي هو ضد المرأة.
__________
1 نوادر أبي مسحل 1/321، وخلق الإنسان لثابت 11، والتهذيب 8/141، والبارع 276، والصحاح 5/1997، والمقاييس 4/87، والمحكم 5/316 (غلم) . ويقال أيضا: غلام بين الغلوم والغلامية والغلمة. ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/408ن والعين 4/422، والمحيط 5/88 (غلم) .
2 قوله في المخصص 1/37ن ومن غير نسبة في المحكم 5/316.
والنضر بن شميل بن خرشة بن يزيد المازني التميمي، أديب، نحوي، لغوي، محدث، فقيه. نشأ بالبصرة، وأخذ عن الخليل وغيره، عاش بالبادية زمنا طويلا، فأخذ عن فصحاء العرب، تولى القضاء في عهد المأمون. من مؤلفاته: الصفات في اللغة، وغريب الحديث، والمدخل إلى كتاب العين. توفي بمرو سنة 204هـ.
طبقات الزبيدي 55، ونزهة الألباء 73، وإنباه الرواة 3/348.
3 نوادر أبي مسحل 1/320، والغريب المصنف (220/ب) ، وأدب الكاتب 342، ودقائق التصريف 59، والمخصص 14/222، والتهذيب 11/31، والصحاح 4/1706 (رجل) . وفي الفرق لقطرب 96: "وقالوا: رجل بين الرجلة، والرجولة، والرجلية" وفي المحكم 7/364، والقاموس 1297 (رجل) : "ورجل بين.... الرُّجولية، والرَّجولية".

(1/515)


(وجارية بينة الجراء) ، والجراء والجرائية بالمد فيها، (والجراية) 1 بالقصر: وهي الظاهرة الحداثة والصبا الصحيحتها.
(ووصيفة بينة) الوصيفية و (الوصافة والإيصاف) 2. والوصيفة: الجارية التي تخدم، أي أنها صحيحة الخدمة.
(ووليدة بينة الوليدية والولادة) 3 بفتح الواو. والوليدة: الصبية، والوليدة أيضا: الأمة المولودة4، والمعنى: أنها ظاهرة [56/أ] في صباها، أو في أموتها.
(وشيخ بين الشيخوخية والشيخوخة، والشيخ) بفتح الياء، (والتشييخ) 5. فالشيخ من الرجال: نقيض الشاب، ويقال: هو
__________
1 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (220/أ) ، وخلق الإنسان لثابت 11، والمخصص 1/46، 14/223، والتهذيب 11/174، والمحيط 7/175، والصحاح 6/2301 (جرى) .
2 الغريب المصنف (221/أ) ، والمخصص 14/223، والصحاح (وصف) 4/1439.
3 المخصص 14/223. وقال المرزوقي (66/ب) : "والوليدية منسوبة إلى الولد وليس بمصدر، لكنه صار بدخول علامة النسبة عليه واتصال هاء التأنيث به كالمصدر، وعلى هذا اسم الجنس، مثل قولك: إنسانية وحمارية".
4 ينظر: النهاية 5/225.
5 نوادر أبي مسحل 1/321، وخلق الإنسان لثابت 24، والمخصص 14/223.
والشيخ مصدر شاخ على الأصل والتشيخ مصدر شيخ على ما في الجمهرة 1/603ن والصحاح 1/425 (شيخ) . وفي المحكم (شيخ) 5/148: "قد شاخ شيخا، وشيخوخة، وشيوخية". وفي الفرق لقطرب 96: "شيخ بين الشيخ، والشياخ، والشيخوخة".

(1/516)


شاب، ثم كهل، ثم شيخ1، ويقال: الشيخ: هو الذي ظهر به الشيب واستبانت فيه السين إلى آخر عمره2. فمعناه: الظاهر سنه وكبره، الصحيح في ذلك.
(وأيم بينة الأيمة والأيوم) 3. والأيم: هي المرأة التي لا زوج لها، وسواء كانت بكرا أو ثيبا4، أي أنها ظاهرة التعري والتخلي عن الزوج.
(وعنين بين العنينة والتعنين) 5: وهو الرجل الذي لا يقدر على إتيان النساء، ومعناه: أن حاله ظاهرة غير مخفية، وعجزه عن ذلك ظاهر بين.
__________
1 ينظر: خلق الإنسان للأصمعي 160، 161، ولثابت 15-24، والفرق لقطرب 93-96، ولابن فارس 85، 86، وفقه اللغة للثعالبي 92، 93، والمخصص 1/35-42.
2 ينظر: خلق الإنسان للأصمعي 160، 161، ولثابت 15-24، والفرق لقطرب 93-96، ولابن فارس 85، 86، وفقه اللغة للثعالبي 92، 93، والمخصص 1/35-42.
3 إصلاح المنطق 341، والأفعال للسرقسطي 1/119، والمخصص 14/224، والجمهرة 1/248، والتهذيب 15/622، والصحاح 5/1868 (أيم) . وفي نوادر أبي مسحل 1/245: "ويقال في المرأة: آمت من زوجها، تئيم إياما وأيوما وإيمة".
4 ينظر: الأضداد لابن الأنباري 331.
5 الغريب المصنف (220/ب) ، والمخصص 14/222، والمحيط 1/98، والصحاح 6/2166 (عين) . وفي المحكم (عنن) 1/48: "والعنين: الذي لا يأتي النساء، بين العنانة، والعنينة، والعنينية، وقد عنن عنها ... وامرأة عنينة: كذلك".

(1/517)


(ولص بين اللصوصية) 1 بفتح اللام. واللص: السارق2، ومعناه: الظاهر السرق.
(وخصصته بالشيء خصوصية) 3 بفتح الخاء أيضا: إذا أفردته وأعطيته وحده شيئا، أو عملت به وحده عملا وميزته من غيره، ولم تشرك في ذلك الفعل غيره.
(وحر بين الحرورية) 4 بفتح الحاء أيضا، والحر: ضد العبد، وهو الذي لا ملك لأحد عليه، ومعناه: الظاهر العتق، أوالظاهر الكرم. [56/ب] (والفتح في اللصوصية، والخصوصية، والحرورية أفصح، وقد يضممن) 5. وأنكر هذا ابن درستويه، وقال: الأفصح والأقيس
__________
1 الغريب المصنف (119/أ) ، وإصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 393، والجمهرة 1/144، والتهذيب 12/115، والصحاح 3/1056 (لصص) .
وفي العين (لصص) 7/85: "اللصوصية والتلصص واللصوصة مصدر اللص". وفي المحيط (لصص) 8/88: "اللص: معروف. ومصدره اللََّّصوصية واللُّصوصية واللصص واللصاصة. ويقال: لص يلص".
2 ش: "وهو السارق".
3 الغريب المصنف (119/أ) ، وإصلاح المنطق 162، وأدب الكاتب 363، والمحيط 4/157، والصحاح 3/1037، والمحكم 4/360 (خصص) . وفي الجمهرة (خصص) 1/105: "خصه بالشيء خصا وخصوصا وخصوصية: إذا فضله".
4 الغريب المصنف (119/أ) ، وإصلاح المنطق 162، والمخصص 14/224، والصحاح (حرر) 2/629. وفي العين 3/24: "حر بين الحرورية والحرية والحرار" وزاد في المحكم 2/364: "والحرور والحرارة".
5 عبارة الفصيح 283، والتلويح 33: "والفتح في هؤلاء الثلاثة الأحرف أفصح، وقد يضممن".

(1/518)


فيهن ضمها1.
(وفارس على الخيل بين الفروسية والفروسة) 2: وهو الحاذق بركوب الخيل، المستمسك عليها عند جريانها. (وإذا كان يتفرس في الأشياء وينظر فيها، قلت: بين الفراسة) 3 ومعناهما: الظاهر الثبات على الخيل، والظاهر الإصابة في الأشياء إذا نظر فيها. والفارس: الراكب الفرس، وهو ضد الراجل. والتفرس في الأشياء: البصر واللطف والمعرفة بها.
(وتقول: حلمت في النوم أحلم) بفتح اللام في الماضي وضمها في المستقبل، (حلما وحلما) 4 بسكون اللام وضمها، والحاء منهما
__________
1 ابن درستويه 413، وعبارته: "والفتح فيها شاذ، ولكن ربما كثر استعمال الشاذ لخفته، وترك استعمال النقاد لثقله.... وكان يجب أن يقول الضم أفصح، لأنه أقيس على ما بينا، ولكنه نظر إلى استعمال المتشادقين، وإنما القياس في ذلك ما ذكرناه".
2 إصلاح المنطق 110، وأدب الكاتب 342، ودقائق التصريف 60، والمخصص 224، والجمهرة 2/717، والتهذيب 21/404، 405، والصحاح 3/958 (فرس) . والفروسة مصدر لا فعل له في العين 7/245. وحكاه غيره. ينظر: الأفعال لابن القوطية 143، وللسرقسطي 4/16، ولابن القطاع 2/461، والمحيط 8/308، والتاج 4/207 (فرس) .
3 الزاهر 1/187، والأفعال للسرقسطي 1/365، والعين 3/246، والجمهرة 1/565، والصحاح 5/1903، والمقاييس 2/93، والمحكم 3/276 (حلم) .
4 أنكر الزجاج في المخاطبة التي جرت بينه وبين ثعلب ذكر الاسم "حلما" مع المصدر "حلما". ذاهبا إلى أنه لا يجوز وضع الاسم موضع المصدر، إذا كان للفعل اسم ومصدر. ورد عليه ابن خالويه والجواليقي، بحجة أنه خالف بقوله هذا ما اتفق عليه جميع النحاة واللغويين من تجويز وضع الاسم موضع المصدر، إذا كان للفعل اسم ومصدر، ومن شواهدهم على ذلك قول القطامي (ديوانه 37) :
أكفرا بعد رد الموت عني وبعد عطائك المائة الرتاعا
وقولهم: أعطيته عطاء، وأطعته طاعة، وأجبته جابة، وفي المثل: "ساء سمعا فأساء جابة". ينظر: الرد على الزجاج (2/أ) ، ومعجم الأدباء 1/57، وانتصار ابن خالويه لثعلب في الأشباه والنظائر 4/123-127.

(1/519)


مضمومة، (فأنا حالم) : أي أصابتني جنابة، وهو مثل احتلمت، ويكون حلمت أيضا: أي رأيت الرؤيا، وأنا حالم فيهما جميعا.
(وحلمت عن الرجل أحلم) بضم اللام في الماضي والمستقبل، ومصدره حلم بكسر الحاء وسكون اللام، (فأنا حليم) 1: أي تغافلت عن عقوبته وتجاوزت [57/أ] عنها. والحليم أيضا: العاقل، ويقال منه: حلمت بالضم أيضا: أي صرت عاقلا. وقال عبيد الله بن قيس الرقيات2:
__________
1 الحليم اسم الفاعل من حلم، كقولهم: ظرف فهو ظريف، وكرم فهو كريم، قال الزجاجي: "وهذا مطرد فيما كان من الأفعال على "فعل" إذ يأتي اسم الفاعل منه على فعيل". اشتقاق أسماء الله 96. والتعبيد باسم الفاعل فيه تجوز، وإلا فهي صفة مشبهة اصطلاحا.
2 ديوانه 152. وعبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، أحد بني عامر بن لوي. شاعر قرشي، كان يقيم في المدينة، ثم استقر في الشام إلى أن توفي. كان أكثر شعره في الغزل، عده ابن سلام في الطبقة السادسة من فحول الشعراء الإسلاميين. لقب بابن قيس الرقيات لثلاث جدات كن له اسم كل واحدة منهن رقية، وقيل غير ذلك. توفي سنة 85هـ.
نسب قريش 435،وطبقات فحول الشعراء 2/647، والشعر والشعراء 2/450، والأغاني 5/73.

(1/520)


مجرب الحزم في الأمور وإن ... خفت حلوم بأهلها حلما
(وحلم الأديم) بكسر اللام، (يحلم حلما) بفتحها، (فهو حلم) بكسرها: (إذا تثقب) من دود يقال له: الحلم بفتح الحاء واللام، واحدته حلمة، يقع فيه فيأكله قبل الدماغ في الغمل1، والغمل بالغين المعجمة، وسكون الميم: أن يلف الجلد ويدفن ليسترخي ويسمح له إذا جذب [شعره أو] 2 صوفه، وإن غفل عنه فسد، فإذا دبغ لم ينتفع به، ولذاك قال الشاعر3:
فإنك والكتاب إلى علي
كدابغة وقد حلم الأديم
__________
1 في حياة الحيوان 338: "وهذه الدويبة هي التي تأكل الكتب وتمزق الأوراق". ويقال للقراد العظيم: الحلم. العين 3/247.
2 استدركه المصنف في الحاشية.
3 قال المؤلف في التلويح 33: هو "الوليد بن عقبة بن أبي معيط يحض معاوية على قتال علي رحمهم الله تعالى".
والبيت في: إصلاح المنطق 199، والأمثال لأبي عبيد 344، ونسب قريش 140، والزاهر 1/188، وحماسة البحتري 34، وتاريخ الطبري 4/592، والأفعال للسرقسطي 1/365، ومجمع الأمثال 3/35، والعين 3/247، والتهذيب 5/107، والصحاح 5/1903، والمجمل 1/247، والمقاييس 2/93، والمحيط 3/121 (حلم) وغيرها من المصادر.

(1/521)


وقال الراجز1:
قد علمت أحسابنا تميم ... في الحرب حين حلم الأديم
وقال أبو عبيد2 عن الأصمعي: الحلمة: دودة تكون بين جلد الشاة الأعلى وجلدها الأسفل3.
(وتقول: قذت عينه تقذي قذيا) 4، فهي قاذية: (إذا ألقت القذى) ، وهو مقذي، على مثال مرمي.
__________
1 هو خالد بن معاوية بن سنان السعدي، أحد بني شمس. والرجز في أمثال المفضل الضبي 59، والأمثال لأبي عبيد 344، والزاهر 2/281ن وفصل المقال 180، ومجمع الأمثال 3/35ن وزهر الأكم 2/129.
2 هو أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي بالولاء، من أكابر العلماء بالحديث واللغة والأدب والفقه، أخذ عن أبي زيد وأبي عبيدة والأصمعي وغيرهم. كان ورعا تقيا ثقة، حسن الرواية. من مؤلفاته: الغريب المصنف في اللغة، وغريب الحديث، والأمثال، والأموال، توفي بمكة سنة 224هـ.
تاريخ بغداد 403/12، وطبقات الزبيدي 199، وإنياه الرواة 12/3، وسير أعلام النبلاء 490/10.
3 الغريب المصنف (251/أ) .
4 خلق الإنسان للأصمعي 186، ولثابت 121، والغريب المصنف (252/أ) ، ونوادر الهجري 3/1222، والمخصص 1/111، 14/225، فعلت وأفعلت للزجاج 79، والأفعال للسرقسطي 2/92، والعين 5/202، والجمهرة 3/1265، والتهذيب 9/264، والمحيط 5/496، والصحاح 6/2460، والمقاييس 5/69، والمحكم 6/306 (قذى) .

(1/522)


(وقذيت) هي بالكسر، (وتقذى قذى) ، فهي قذية1: (إذا صار فيها القذى) ، أي وقع فيها.
(وأقذيتها) بالألف، أقذيها [57/ب] (إقذاء) ، فأنا مقذ، والعين مقذاة: (إذا ألقيت فيها القذى) 2.
(وقذيتها) 3 بالتشديد، أقذيها (تقذية) 4، فأنا مقذ، وهي مقذاة: (إذا أخرجت منها القذى) .
واختلفت هذه المصادر وأفعالها لاختلاف معانيها، وإن كانت كلها راجعة إلى القذى، وهو كل ما وقع في العين من شيء يؤذيها، كالتراب والعود والرمص السائل من موقها. والمجتمع فيها كله قذى، والواحدة قذاة.
__________
1 وقذية بتشديد الياء. العين 5/202.
2 في الغريب المصنف (252/أ) : "وقذيت أنا عينه: إذا ألقيت فيها القذى، وقذيتها: أخرجت منها القذى. [وقال] أبو زيد مثله غير أنه قال: أقذيها: أخرجت منها القذى". وحكى الأزهري عن ثعلب عن ابن الأعرابي: "قذيت عينه وأقذيها بألف وغير ألف: إذا ألقيت فيها القذى" التهذيب 9/264.
3 وقذيتها أيضا بالتخفيف. الجمهرة 3/1265، ولم يعرف ابن سيده إلا التشديد. المحكم 6/306.
4 قياس المصدر هنا أن يكون على التفعيل، لأن فعله مشدد، مثل نظف تنظيفا، وسكن تسكينا،، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين لاجتماعها بعد كسر تخفيفا، وعوضوا منها علامة التأنيث فقالوا تقذية، وكذا يفعل في كل فعل معتل، مثل: تعزية، وتوصية، وتحلية. ابن درستويه (103/ب) .

(1/523)


(وتقول: رجل بطال) 1 بالتشديد: أي فارغ متعطل، لا يشتغل بعمل، ولا حرفة، ولا أمر يعنيه. وهو (بين البطالة) ، والبطالة بالفتح والكسر2: أي ظاهر التعطل والتخلي عن العمل. (وقد بطل) بفتح الطاء، يبطل بضمها: إذا تعطل وترك عمله وحرفته.
(ورجل بطل) بفتح الباء والطاء: (أي شجاع بين البطولة) بضم الباء، والبطالة بفتحها: أي أنه ظاهر الشجاعة. (وقد بطل) يبطل بضم الطاء في الماضي والمستقبل: أي صار شجاعا بالغا في الشجاعة، والشجاعة في شدة القلب، والثبات عند القتال والحرب.
(وبطل الشيء) بالفتح، (يبطل بطلا وبطلانا) بضم الباء وسكون الطاء، (وبطولا) 3: إذا ذهب وزال وفسد ولم [58/أ] يثبت، فهو باطل، والباطل ضد الحق.
(وتقول: خزي الرجل) 4 بكسر الزاي، (يخزى) بفتحها،
__________
1 نوادر أبي مسحل 1/321، والغريب المصنف (221/أ) ، وأدب الكاتب 339، والأفعال للسرقسطي 4/85، والمخصص 14/225، والعين 7/430، والجمهرة 1/359، والتهذيب 13/354، والمحيط 9/181، والصحاح 4/1635 (بطل) .
2 التهذيب 13/354ن عن شمر.
3 وبطالة أيضا. التهذيب.
4 الفاخر 9، والزاهر 1/374، وإصلاح المنطق 373، والأفعال للسرقسطي 1/505، والجمهرة 1/597، 2/1054، والتهذيب 7/490، والمحيط 4/387، والصحاح 6/2326، والمحكم 5/151 (خزى) .

(1/524)


(خزيا) بسكونها وكسر الخاء: إذا ذل وهان1، فهو خز، على مثال عم، وخاز أيضا، ومرأة خزية وخازية.
(وخزي) بالكسر أيضا، (يخزى خزاية) 2 بفتح الخاء: (إذا استحيا) ، والخزاية الاستحياء، فهو (خزيان، وامرأة خزيا) 3، على مثال سكران وسكرى، وهو الذي فعل أمرا قبيحا فاشتد لذلك خزايته، أي حياؤه. واتفق الفعلان، واختلف مصدراهما لا خلاف معنييها، وقال القطامي4:
فمضى وكر كرور صاحب نجدة ... خزي الحرائر أن يكون جبانا
أي استحيين. وقال ذي الرمة5 يصف الثور والكلاب:
__________
1 في إصلاح المنطق: "إذا وقع في بلية". وفي المحكم: "ومن كلامهم إذا أتى الرحل بما يستحسن: ماله أخزاه الله".
2 الخزاية اسم، والمصدر الخزي بالفتح، على ما في الجمهرة 1/597.
3 عبارة الفصيح 283: "ورجل خزيان، وامرأة خزيا، على مثال فعلى".
4 ديوانه 63، بوراية: "حرجا وكر ... ".
والقطامي هو: أبو سعيد عمير، وقيل: عمرو بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر التغلبي، كان نصرانيا فأسلم، كان حسن التشبيه رقيقه، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء الإسلاميين. توفي سنة 130هـ.
نسب معد 1/87، وطبقات فحول الشعراء 2/534، 535، والشعر والشعراء 2/609، والموشح 211.
5 ديوانه 1/103. وفيه خزاية" بالنصب، قال شارح الديوان أبو نصر: "ونصبه لمعنى قولك: فعل ذلك خزاية". أي نصبه مفعولا لأجله. قال: "والحبل: الكثيب". وذو الرمة هو: أبو الحارث غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن ربيعة العدوي، امتاز بإجادة التشبيه، وهو آخر من ذهب مذهب البدو في القصيد، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء الإسلاميين. توفي بالبادية سنة 117هـ.
طبقات فحول الشعراء 1/534، 549، والشعر والشعراء 2/437،والأغاني 18/1،والموشح 225.

(1/525)


خزاية أدركته بعد جولته ... من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب
(وتقول: طلقت المرأة) 1 بفتح الطاء واللام، (وطلقت) 2 أيضا بضم اللام، من الطلاق: أي فارقت، فمضت حيث شاءت، بعد أن كانت محبوسة في عقدة نكاح زوجها. والمستقبل منهما جميعا تطلق بضم اللام، والمصدر طلاق، فهي طالق بغير هاء، أي ذات طلاق. فإن أردت أنها تطلق فيما بعد، قلت: طالقة [58/ب] بالهاء3.
__________
1 إصلاح المنطق 5، والزاهر 2/177، والمخصص 14/225، والعين 5/101، 102، والجمهرة 2/922، والتهذيب 16/255، 258، والصحاح 4/1517، 1519، والمحكم 6/171، 172 (طلق) .
2 بالفتح والضم لغتان في نوادر أبي مسحل 1/196، ومعاني القرآن للأخفش 1/173، ومعاني القرآن للزجاج 1/301، وفي مجالس ثعلب 1/301، لغتان ولكن الضم أكثر، والفتح أفصح عند ابن درستويه (105/أ) ، وفي تحرير ألفاظ التنبيه 263، والضم من لحن العامة في أدب الكاتب 399. وينظر: الاقتضاب 2/215.
3 العين 5/101، واستشهد بقول الأعشى (ديوانه 313) :
أيا جارتا بيني فإنك طالقة كذاك أمور الناس غاد وطارقة
وينظر: ما تلحن فيه العامة 125، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/301، والمصباح (طلق) 142.

(1/526)


(وقد طلقت) 1 المرأة عند الولادة بضم الطاء وكسر اللام، تطلق بضم التاء وفتح اللام، (طلقا) بسكون اللام، فهي مطلوقة: أي تمخضت، وذلك إذا أخذها وجع في بطنها، وزحير عن الولادة، وتضرب الولد في بطنها.
(وطلق وجه الرجل) يطلق بضم اللام فيهما، (طلاقة) : إذا زال عبوسه، واستبشر وتهلل. وهو رجل طلق الوجه بفتح الطاء وسكون اللام، وطليق الوجه أيضا، أي ضحاك.
(وقد طلق يده بخير) 2 يطلقها طلقا، على مثال كتب يكتب كتبا، وطلاقة3 أيضا، فهو طالق، واليد مطلوقة، (وأطلقها) 4 أيضا بالألف، يطلقها (إطلاقا) ، فهو مطلق بكسر اللام، واليد مطلقة بفتحها: وذلك إذا بسطها وفتحها بالخير والإنفاق والإعطاء، وهو نقيض قبضها وأمسكها. وينشد هذا البيت5:
__________
1 وفي خلق الإنسان لثابت 7 عن يونس بن حبيب قال: "طلقت المرأة وطلقت، وامرأة مطلوقة ... وكذلك قال الكسائي".
2 وطلقها أيضا. بكسر اللام. الصحاح 4/1518.
3 وفي الأفعال للسرقسطي 3/248: "طلقت يدي بالخير طلوقة وطلوقا".
4 فعلت وأفعلت للزجاج 62.
5 الرجز بلا نسبة في ديوان الأدب 2/290، ومجمع الأمثال 2/290، والجمهرة 1/425، والتهذيب 16/266، والصحاح 4/1518، والمقاييس 3/421، والأساس 283، واللسان 10/228 (طلق) . وبعده في ش: "ويروى: أوريتها، وأطلقتها، وأرسلتها". قال ابن هشام 109: "ويروى بالريث ما أوردتها، وهو الصواب، لأن بعده: وبالجباء أرويتها لا بالقبل".

(1/527)


(أطلق يديك تنفعاك يا رجل ... بالريث ما أرويتها لا بالعجل)
بفتح الألف وكسر اللام، وهو أمر من أطلق، ويروى (أطلق) بضم الألف واللام، وهو أمر ممن طلق. والريث: الإبطاء. يقول: ابسط يديك، إذا استقيت لإبلك وسقيتها، وتأن عليها [59/أ] في سقيها، حتى تروى، ولا تعجلها فتصدر عن الماء، وهي عطاش لم ترو منه.
(ويوم طلق، وليلة طلقة) 1 بفتح الطاء وسكون اللام منهما: (إذا لم يكن فيهما قر) ولا حر، (ولا شيء يوذي) ، وكانا ساكنين طيبين. ويقال منه: طلق يومنا يطلق بضم اللام فيهما، والمصدر طلوقة.
(وتقول: قد قر يومنا يقر) 2 بفتح القاف3: إذا برد. وأصله
__________
1 قبل هذه العبارة في الفصيح 284: "ورجل طلق الوجه، وطليق الوجه". وفي المحكم 6/172: "ويوم طلق بين الطلاقة ... وقد طلق طلوقة وطلاقة وليلة طلق، وطلقة، وطالقة: ساكنة مضيئة". وينظر: الألفاظ الكتابية 260.
2 الأيام والشهور 79، والأزمنة لقطرب 61ن وإصلاح المنطق 128، 251، وأدب الكاتب 341، والألفاظ الكتابية 260، والأزمنة للمرزوقي 2/12، والعين 5/21، والجمهرة 1/125، والمحيط 5/206، والتهذيب 8/276، والمحكم 6/77 (قر) .
3 وفي الأزمنة لقطرب: "كان رؤبة يقول: هويقر، وغيره يقول: يقر فيكسر". وفي المحكم: "قر يومنا ييقر، ويقر لغة قليلة". ومثلثة القاف في الدرر المبثثة 223، والقاموس (قرر) 592.

(1/528)


قرر يقرر، على مثال علم يعلم، ومصدره قر بضم القاف، وقرة بكسرها. (ويوم قار وقر) بالفتح: أي بارد، وليلة قارة وقرة: أي باردة، وأصل قار قارر، على مثال بارد، وأصل قر قرر بكسر الراء، على مثال حذر المكسور الذال، وأصل قرة قررة بكسر الراء أيضا. (والقر) بالضم، (والقرة) بالهاء والكسر1: (البرد) ، ومثلهما في الوزن ذل وذلة.
(وتقول: قد حر يومنا يحر) 2 بكسر الحاء3، حرا وحرارة: إذا صار حارا، أي سخنا، وهما ضد البارد.
(وتقول من الحرية: حر المملوك يحر) بفتح الحاء4،حرية
__________
1 ومثلثة في القاموس أيضا (قرر) 592.
2 الأزمنة لقطرب 63، وإصلاح المنطق 213، 214، 251، وأدب الكاتب 341، والأزمنة للمرزوقي 2/22، 79، والأفعال للسرقسطي 1/336، ولابن القطاع 1/244، والعين 3/23، 24، والجمهرة 1/96، والتهذيب 3/428، والصحاح 2/628، 629، والمحكم 2/362 (حرر) . وأحر النهار: لغة فيه. سمعها الكسائي. الصحاح 2/629. وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 26، وما جاء على فعلت وأفعلت 34.
3 ومثلثة في الصحاح 2/629، والمحكم 2/362، وأفعال ابن القطاع، وإكمال الأعلام 1/25، والدرر المبثثة 219.
4 الوجه بالكسر في التنبيهات 180، والكسر على القياس عند ابن هشام 109، وعند بقية الشراح بالفتح، وحكاه الكسائي من قبل. ينظر: إصلاح المنطق 214، والمجمل 1/212. وينظر: تعليق عبد العزيز الميمني على المسألة في حاشية التنبيهات.

(1/529)


بضم الحاء، حرورية وحرارا وحرارة بفتحها: أي عتق، فهو حر، وهو ضد العبد. وقال الشاعر1:
(فما رد تزويج عليه شهادة
ولا رد من بعد الحرار عتيق)
[59/ب] (وتقول: رجل ذليل) 2: أي هين، وهو ضد العزيز، وجمعه أذلاء وأذلة، (بين الذل) بضم الذال، (والذلة) بكسرها مع الهاء (والمذلة) 3. وقد ذل يذل بالكسر: إذا هان بعد عز.
(ودابة ذلول) : وهو4 اللين السهل المواتي عند الركوب والقياد (بين الذل) بكسر الذال، وجمعه ذلل بضم الذال واللام، مثل صبور وصبر. وقد ذل يذل بالكسر أيضا: إذا سهل ولان بعد صعوبة. واتفق
__________
1 البيت بلا نسبة في معاني القرآن للفراء 2/90، والأفعال للسرقسطي 1/336، والخزانة 5/427ن والتهذيب 3/429، واللسان 4/182، والتاج 3/133 (حرر) . وفي التهذيب: "قال شمر: سمعت هذا البيت من شيخ من باهلة، وما علمت أن أحدا جاء به". وأنشد الفراء قبله:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني طلاقك لم أبخل وأنت صديق
وهو شاهد نحوي مشهور.
2 الغريب المصنف (220/ب) ، وإصلاح المنطق 33، 31، وأدب الكاتب 315، والمخصص 14/222، والعين 8/176، والجمهرة 1/118، والتهذيب 14/406، والمحيط 10/57، والصحاح 4/1701 (ذلل) .
3 والذلالة، والذلالة، بفتح الذال وضمها. والذلان: الذليل أيضا. ينظر: التكملة 5/360، والقاموس 1294 (ذلل) .
4 لم يؤنثه، لأن لفظ الدابة يذكر ويؤنث. ينظر: المذكر والمؤنث لابن التستري 74، واللسان (دبب) 1/370.

(1/530)


فعلاهما واختلفت مصادرهما لاختلاف معنييهما، وإن كانا يرجعان إلى أصل واحد، وهو اللين والخضوع.
(ورجل نشوان من الشراب) 1 بالواو2: أي سكران (بين النشوة) بفتح النون3: أي أنه ظاهر السكر. وقد نشي بكسر الشين، وانتشى: إذا سكر. وجمعه نشاوى، مثل سكارى.
(ورجل نشيان للخبر) 4 بالياء، (بين النشوة) بالواو وكسر النون: إذا كان بحاثا عن الأخبار، يتخبرها وينظر5 من أين جاءت، وكأنه متشمم لها، أي أنه ظاهر التخبر، وهو يستثني الأخبار: أي يبحث عنها كأنه يتشممها. وأصل الياء في نشيان هاهنا الواو، وإنما تكلموا بها في هذا المعنى بالياء، ليفرقوا بين هذا، [60/أ] وبين السكران. وجمعه نشيانون.
__________
1 إصلاح المنطق 140، والتهذيب 11/420، والمحيط 7/385، والصحاح 6/2509، 2510، والمجمل 2/868، واللسان 15/326 (نشو) .
2 والياء أيضا، كما في القاموس (نشو) 1725، والدرر المبثثة 198.
3 وكسرها أيضا، لغة حكاها يونس، الصحاح (نشو) 6/2510. ومثلثة في القاموس 1725، والدرر المبثثة 198.
4 وفي إصلاح المنطق 140: "وقال الكسائي: رجل نشيان اللخبر، ونشوان هو الكلام المستعمل" يعني أنه الأصل، ولكن نطقوا بالياء للفرق بينه وبين النشوان من السكر.
5 ش: "ينظر".

(1/531)


(وقريت الضيف أقريه قرى) 1 بكسر القاف2 والقصر، (وقراء) 3 بفتحها والمد: إذا أنلته عندك، وأحسنت إليه، وأطعمته وسقيته، فأنا قار، والضيف مقري، على مثال مرمي.
(وكذلك قريت الماء في الحوض) أقريه (قريا) 4 بالياء، على مثال رميا: إذا جمعته فيه، فأنا قار، والماء مقري أيضا.
(وقروت الأرض والشيء) بالواو5، (أقروه قروا: إذا تتبعته) ، أي تطلبته متبعا له، فأنا قار، والشيء مقرو، والأرض مقروة بالواو فيهما. واختلفت مصادرها وأفعالها لاختلاف معانيها.
(وتقول: قد شفه المرض وغيره يشفه) بالضم، (شفا) 6: أي هزله، والمرض شاف، وهو مشفوف.
(وشف الثوب يشف) بالكسر (شفوفا: إذا رق) 7، وأرى ما وراءه، فهو شاف.
__________
1 إصلاح المنطق 186، 244، والأفعال للسرقسطي 2/94، ولابن القطاع 3/56، والجمهرة 2/796، 797، والتهذيب 9/268، 269، والصحاح 6/2460، والمحكم 6/307، 337.
2 وفتحها أيضا. إصلاح المنطق 186.
3 المنقوص والممدود للفراء 23.
4 وقرئ، بالكسر والقصر. المحكم 6/307.
5 وبالياء أيضا. الصحاح 6/2461.
6 وقالوا أيضا: شفه المرض والحب والحزن شفوفا، وشف عليه ثوبه شفيفا، ينظر: الأفعال للسرقسطي 2/332، ولابن القطاع 2/211، والعين 6/221، والتهذيب 11/284، والصحاح 4/1383، والمحكم 7/429 (شفف) .
7 وقالوا أيضا: شفه المرض والحب والحزن شفوفا، وشف عليه ثوبه شفيفا، ينظر: الأفعال للسرقسطي 2/332، ولابن القطاع 2/211، والعين 6/221، والتهذيب 11/284، والصحاح 4/1383، والمحكم 7/429 (شفف) .

(1/532)


(وزبده يزبده) 1 بالكسر، زبدا بفتح الزاي: (إذا أعطاه) 2.
(وزبده يزبده) بالضم، زبدا بفتح الزاي أيضا: (إذا أطعمه الزبد) ، وهو معروف، وهو خلاص اللبن. واتفق مصدراهما، واختلف مستقبلاهم لاختلاف معنيهما. واسم الفاعل منهما زابد، والمفعول مزبود [60/ب] .
(ونسب الرجل ينسبه) 3 بضم السين، نسبا بسكونها وفتح النون، و (نسبة) 4 أيضا بكسرها: إذا وصفه بذكر أسماء آبائه، فهو ناسب، والرجل منسوب.
(ونسب الشاعر بالمرأة ينسب بها) بكسر السين5، نسبا أيضا، (ونسيبا) 6، على فعيل: إذا وصفها في شعره بالجمال والصبا والمودة،
__________
1 إصلاح المنطق 278، والأفعال للسرقسطي 3/448، والعين 7/357، والجمهرة 1/297، والصحاح 2/480، والمقاييس 3/43، والمجمل 1/447 (زبد) .
2 ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إني نهيت عن زبد المشركين" أخرجه المنذري في كتاب السير (1577) قال: "يعني: هداهم". وينظر: الفائق 2/102، والنهاية 2/293.
3 الأفعال للسرقسطي 3/140، ولابن القطاع 3/240، والعين 7/272، والجمهرة 1/341ن والتهذيب 13/14، والمحيط 8/343، والصحاح 1/224 (نسب) .
4 في العين 7/272: "والنسبة: مصدر الانتساب، والنسبة: الاسم". وهما لغتان ومعناهما واحد في التهذيب 13/14، والصحاح 1/224.
5 وضمها أيضا، لغة حكاها الكسائي. التكملة (نسب) 1/276.
6 ونسبة أيضا. الجمهرة 1/297.

(1/533)


وأشباه ذلك، فهو ناسب، والمرأة ممنسوب بها. واختلف المستقبل والمصدر منهما، لاختلاف معنييهما، وإن كانا1 يرجعان إلى أصل واحد، وهو الوصف.
(وشب الصبي يشب) 2 بكسر الشين، (شبابا) بفتحها، (وشبيبة) 3: إذا طال ونما جسمه والصبي شاب.
(وشب الفرس يشب شبابا) بكسر الشين منهما4، (وشبيبا) أيضا، فهو شاب: إذا وقف على رجليه ورفع يديه جميعا، وإذا5 كان هذا الفعل من عادته، قيل: فرس شبوب بفتح الشين6.
(وشب الرجل الحرب والنار يشبهما) بضم الشين، (شبوبا وشبا) : إذا هيجهما، أي أشعلهما وأوقدهما. والرجل شاب أيضا، والحرب مشبوبة، وكذلك النار. واختلفت مصادرها وأفعالها لاختلاف
__________
1 ش: "وإنما".
2 إصلاح المنطق 229، 267، وأدب الكاتب 336، والأفعال للسرقسطي 2/330، والعين 6/223، والجمهرة 1/70، 71، والمحيط 7/269ن والصحاح 1/151، والتهذيب 11/289، والمقاييس 3/177، والمحكم 7/431، 432، والتكملة 1/164 (شبب) .
3 وشبوبا، وشبيبا، وشبا. التكملة 1/164.
4 وبضم الشين في المضارع أيضا. المحيط 7/269، والصحاح 1/151.
5 ش: "فإذا".
6 الشبوب: من عيوب الخيل في جريها. ينظر: الخيل لأبي عبيدة 264.
??

(1/534)


معانيها، وإن كانت ترجع إلى أصل واحد، وهو العلو والزيادة على المقدار.
ويقال: (لحم ساح) 1 بتشديد الحاء: أي سمين2، (وشاة ساح) 3 أيضا بغير هاء، أي سمينة، وغنم سحاح وسحاح4، على مثال كاتب وكتاب، [61/أ] وتاجر وتجار. (وقد سحت تسح) بكسر السين، سحوحا (وسحوحة) 5: أي سمنت.
(وسح المطر يسح) بالضم، (سحا6: إذا صب) والمطر ساح. قال أبو سهل: هكذا في النسخ كلها " إذا صب" وإنما هو إذا انصب، لأنه فعل مطاوع، تقو ل: صببت الماء أصبه صبا، وقد انصب هو، كما تقول: كسرت الشيء فانكسر، وقطعته فانقطع، وما أشبه ذلك7. ومعنى انصب: سال من فوق.
__________
1 العين 3/16، والتهذيب 3/410، والمحيط 2/302، والصحاح 1/373، والمحكم 2/349، والمقاييس 3/65 (سحح) .
2 قال الأصمعي: "كأنه من سمنه يصب الودك" أي الدسم. الصحاح 1/373.
3 جاء في العين 3/16: "ولا يقال: ساحة. قال الخليل: هذا مما يحتج به إنه قول العرب فلا نبتدع شيئا فيه". وفي المحكم 2/349: "وشاة ساحة وساح" وينظر: القاموس (سحح) 285.
4 وسحاح بالتخفيف وضم السين، وهو جمع نادر، كظؤار ورخال وعراق. المحيط 2/302، والمحكم 2/349.
5 وسحا أيضا. المحكم 2/349.
6 وسحوحا أيضا. المحكم 2/349.
7 قلت: يكون الفعل مطاوعا، إذا كان متعديا، كالأمثلة التي ذكرها، أما الفعل "صب" فلا يلزم أن يكون مطاوعا، لأنه يتعدى ويلزم، يقال: صببت الماء فصب هو وانصب، وتصبب. وينظر: القاموس 133، والتاج 1/329 (صبب) .

(1/535)


(وتقول: أعرضت عن الرجل والشيء) 1 بالألف، أعرض (إعراضا) ، فأنا معرض بكسر الراء، وهو معرض عنه بفتحها، وهو مثل صددت عنه: أي أظهرت له جفوة بإمالة وجهي عنه، فلم أنظر إليه. ومنه قوله تعالى: {أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} 2.
(وأعرض لك الشيء) بالألف3 أيضا، (إذا بدا) ، أي ظهر واستبان. وقال عمرو ابن كلثوم التغلبي4:
فأعرضت اليمامة واشمخرت ... كأسياف بأيدي مصلتينا
__________
1 إصلاح المنطق 72، 234، والزاهر 2/69، وشرح القصائد السبع 384ن والعين 1/271، والجمهرة 2/747، والتهذيب 1/454، والمحيط 1/305، والصحاح 3/1082، والمقاييس 4/296، والمحكم 1/242 (عرض) .
2 سورة الإسراء 83.
3 في شرح القصائد السبع 383: "وبعضهم يقول: عرض لك الشيء، والأكثر في كلامهم أعرض بالألف" وفي الصحاح 3/1082، 1084: "عرض له أمر كذا يعرض: أي ظهر ... وعرضت الشيء فأعرض: أي أظهرته فظهر، وهو كقولهم: كببته فأكب، ومن النوادر".
4 ديوانه 70.
وعمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي، شاعر جاهلي فاتك، كان والده من سادات قومه، وأمه ليلى بنت المهلل، وهو الذي قتل عمرو بن هند، أشهر شعره معلقته النونية التي أنشدها عند عمرو ببن هند مدافعا عن قومه ومفتخرا. عده ابن سلام في الطبقة السادسة من فحول الشعراء الجاهليين، عمر طويلا، وتوفي نحو سنة 40 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/151، والشعر والشعراء 1/157، والأغاني 11/52، وشرح القصائد السبع 369.

(1/536)


أي بدت وظهرت. اشمخرت: طالت.
(وعرضت الكتاب) أعرضه بالكسر، عرضا: إذا أظهرت ما فيه بقراءتك إياه، وإمراره على سمع المعروض عليه. وأنا عارض، والكتاب معروض، والرجل معروض عليه.
(وعرضت الجند) أرعضهم بكسر الراء [62/ب] أيضا، (عرضا) : أي أمررتهم علي، وأظهرتهم، فنظرت ما حالهم، ومن غاب منهم، وأنا1 عارض، وهم معروضون. والجند: هم الأنصار والأعوان. وقيل: هم جمع معد للحرب. والجمع أجناد وجنود2, وقيل: كل صنف من الخلق جند3. وفي الحديث: "الأرواح جنود مجندة "4.
(وكذلك عرضت الجارية على البيع) ، وعلى مشتريها أعرضها (عرضا) : أي أبديتها، وأظهرتها لذلك.
وعرض له عارض من مرض، وشغل، وغير ذلك: أي بدا وظهر5.
__________
1 ش: "فأنا".
2 العين 6/86، والمحيط 7/50ن والمغرب 1/163 (جند) .
3 العين 6/86، والمحيط 7/50ن والمغرب 1/163 (جند) .
4 تمام الحديث: "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف". أخرجه من حديث عائشة رضي الله عنها البخاري (باب الأرواح جنود مجندة، كتاب الأنبياء – 3336) ، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (باب الأرواح جنود مجندة، كتاب البر – 2638) . وينظر: الغريبين 1/390، والنهاية 1/305.
5 والمصدر العرض، بالتحريك. ما اتفق لفظه واختلف معناه لأبي العميثل 64ن ولليزيدي 198.

(1/537)


(وعرض الرجل) يعرض بضم الراء فيهما: أي ظهر لحمه وشحمه، وانبسط ذات اليمين وذات الشمال، وغلظ وسمن، وهو ضد طال، وهو أن يمتد ويذهب إلى جهة رأسه. والمصدر منه العرض بكسر العين وفتح الراء، والعراضة أيضا بفتحهما، كما يقال: ضخم يضخم ضخما1 وضخامة، فهو عريض، مثل غليظ وسمين.
(وما يعرضه لهذا الأمر) 2 بفتح الياء وسكون العين وتخفيف الراء، ومصدره عرض بفتح العين وسكون الراء: أي ما ينصب عرضك له، أي شخصك، ولا تقل: ما يعرضك له بتشديد الراء وضم الياء وفتح العين، وأجازه الجبان3، ومعناه عنده: ما يوقعك فيه.
(والعرض) بفتح العين وسكون الراء، (خلاف الطول) : وهو ذهاب الشيء [62/أ] ذات اليمين، وذات الشمال معا. والطول: ذهاب الشيء تلقاء رأسه.
(والعرض: الوادي) 4 بكسر العين وسكون الراء. ورأيت في نسخ عدة5 (العرض: ناحية
__________
1 وصغر يصغر صغرا.
2 عبارة الفصيح 285: "وتقول: ما يعرضك لهذا الأمر".
3 الجبان 182. وهو استعمال عامي في: درة الغواص 247، وتقويم اللسان 188، وذيل الفصيح 37، وتصحيح التصحيف 561.
4 وفي المحيط 1/309: "هو اسم لكل واد فيه شجر".
5 قوله: "والعرض.... عدة" ساقط من ش.
??

(1/538)


الوادي) 1، والصواب أنه اسم للوادي، لا لناحيته، لأن ناحية الشيء يقال لها: العرض بضم العين وسكون الراء. وقد ذكر ذلك ثعلب – رحمه الله – بعد هذا.
(والعرض) أيضا بكسر العين وسكون الراء، (ريح الرجل الطيبة أو الخبيثة) .
(ويقال: هو نقي العرض2: أي بريء من أن يشتم أو يعاب) .
(والعرض) بفتح العين والراء: طمع الدنيا، (وما يعرض منها) بفتح الياء وكسر الراء، أي يظهر فيعجب الناظرين ويطمعون فيه3. وجمعه أعراض.
(وعرض الشيء: ناحيته) وجانبه بضم العين وسكون الراء. تقول: اضرب عرض الحائط، أي جانبه.
(والعود معروض على الإناء) : إذا جعل مضجعا على رأسه، كما يكون على رأس المكيال معترضا، ولا يكون قائما منتصبا مع طوله
__________
1 كذا أيضا في النسخة المخطوطة التي بين يدي (13/ب) . قال في التلويح 36: "وهو خطأ "، وأنشد:
إذا ما أتيت العرض فاهتف بجوه سقيت على شحط النوى سبل القطر
وفي المطبوعة 285: "وعرض الوادي: جانبه" والأوجه الثلاثة جائزة في المحكم 1/245.
2 أي الجسد أو النفس. ينظر: أدب الكاتب 30، والجمهرة 2/747.
3 ومنه وقوله تعالى: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَة} سورة الأنفال 67.

(1/539)


وقد عرضته عليه أعرضه بالكسر1، عرضا، فأنا عارض، والعود معروض.
(وكذلك السيف معروض على فخذيه) : إذا أضجعه الرجل عليهما معترضا. وتصريفه كتصريف الذي قبله.
(و) يقال: قد (لحم الرجل) يلحم (لحامة، وشحم) يشحم (شحامة) 2 بضم الحاء منهما في الماضي3 والمستقبل: [62/ب] إذا ضخم من اللحم والشحم. (والرجل شحيم لحيم) 4 على فعيل: إذا كان ضخما منهما.
(وقد شحم يشحم) شحما، (ولحم يلحم) لحما بكسر الحاء في ماضيهما وفتحها من مستقبليهما ومصدرهما: إذا قرم إلى الشحم واللحم، أي اشتهاهما. (وهو شحم لحم) بكسر الحاء: إذا كان قرما إليهما، أي مشتهيا لهما5.
__________
1 والضم أيضا. الصحاح 3/1082.
2 إصلاح المنطق 275، 325، وأدب الكاتب 328، والعين 3/100، والجمهرة 1/539، 567، 3/1048، والتهذيب 4/197، 5/103، والصحاح 5/1959، 2028، والمحكم 3/84، 282، والأساس 230، 406 (شحم، لحم) .
3 وكسر الحاء من لحم في الماضي، لغة حكاها الكسائي. المحكم 3/282، وينظر: القاموس (لحم) 1493.
4 وشاحم ولاحم أيضا، بمعناهما. الجمهرة 3/1248، والمحكم 3/84.
5 أو أكل منهما كثيرا. المحكم 3/84، 282.

(1/540)


(قد شحم أصحابه يشحمهم) شحما، (ولحمهم يلحمهم) لحما بفتح الحاء من الماضي والمستقبل وسكونها من المصدر فيهما جميعا: إذا أطعمهم الشحم واللحم. وهو شاحم لاحم، وهم مشحومون ملحومون.
(وقد أشحم) يشحم إشحاما، (وألحم) يلحم إلحاما بالألف فيهما جميعا، على مثال أكرم يكرم إكراما: إذ كثر عنده الشحم واللحم. (وهو مشحم ملحم) . ورجل شحام لحام بتشديد الحاء: إذا كان يبيعهما.
(وقد أحددت السكين) 1 وغيره بالألف، أحده (إحدادا) 2: إذا مسحته بحجر أو مبرد حتى يرق جابنه، فأنا محد بكسر الحاء، والسكين محد بفتحها. (وسكين حديد وحداد) بالضم، (وحداد) بالضم أيضا، وتشديد الدال: أي رقيق الجانب. والحد من السكين والسيف وغيرهما: هو الجانب الذي يقطع به.
(وأحددت إليك النظر) بالألف أيضا، أحده (إحدادا) 3، فأنا
__________
1 ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 228، وإصلاح المنطق 276، وأدب الكاتب 361، والأفعال للسرقسطي 327ن 337، والعين 3/19، والجمهرة 1/95، والتهذيب 3/419-421، والصحاح 2/462-463، والمقاييس 2/3، 4، والمحكم 2/352-355، والمغرب 1/186 (حدد) .
2 وحددته أحده حدا، بغير ألف. الجمهرة 1/95.
3 وحده يحده حدا، بغير ألف. حكاها اللحياني. المحكم 2/354.

(1/541)


محد بكسر الحاء، وأنت محد إليك بفتحها: أي نظرت إليك [63/أ] نظرا شديدا لا أطرق فيه. والنظر يقال له حديد.
(وحددت حدود الدار) بغير ألف، (أحدها) بفتح الألف وضم الحاء، حدا: إذا بينت منتهاها من جوانبها المحيطة بها لتتميز بها من غيرها، فأنا حاد، والدار محدودة. وواحد الحدود حد، وهو الفصل والحاجز بين الشيئين، والنهاية إذا بلغها المحدود له امتنع.
وحددت الرجل أحده بضم الحاء أيضا، حدا: إذا رددته، ومنه سمي البواب الحداد1، لأنه يرد الناس.
(وحدت المرأة على زوجها تجد وتحد) بكسر الحاء وضمها، (حدادا) بكسر الحاء، على فعال: (إذا تركت الزينة) بعد موته فلبست السواد، وامتنعت من الخضاب والكحل والطيب وغير ذلك، مما تتحسن به. والزينة: هي الحسن. (وهي) امرأة (حاد) بغير هاء، لأن هذا لا يكون للرجل. (ويقال أيضا: أحدت) المرأة بالألف2، تحد إحدادا، (فهي محد) بغير هاء أيضا. ونسوة محاد، بفتح الميم والحاء وتشديد الدال، على مثال مسار.
(وقد حددت على الرجل) بغير ألف، (أحد حدة) بفتح الألف
__________
1 ش: "حدادا".
2 لم يعرف الأصمعي إلا أحدت فهي محد. فعل وأفعل 494. وينظر: الجمهرة 1/95، والصحاح 2/463، وفعلت وأفعلت للزجاج 24.

(1/542)


وكسر الحاء في المستقبل والمصدر، (وحدا) بفتحها أيضا: أي أسرعت النزق1 والغضب، فأنا حاد، والرجل محدود عليه. والحدة بالكسر: الغضب والنزق.
(وتقول: أحال الرجل في المكان) 2 بالألف، يحيل [63/ب] إحالة، فهو محيل: (إذا قام فيه حولا) ، أي سنة. وجمعه أحوال.
(وأحال المنزل) 3 أو المكان بالألف أيضا، يحيل إحالة، فهو محيل: (إذا أتى عليه حول) ، أي سنة.
(وحال الشيء بيني وبينك) بغير ألف، (يحول حولا) وحؤولا، فهو حائل: إذا حجز ومنع.
(وحال الحول) 4 يحول حولا وحؤلا: إذا تحول، أي مضى ودخل حول آخر.
(وحال عن العهد) يحول (حؤولا) : إذا تحول عنه، أي انقلب
__________
1 أي الخفة والطيش. الصحاح (نزق) 4/1558.
2 إصلاح المنطق 272، وأدب الكاتب 338ن والأفعال للسرقسطي 1/334، ولابن القطاع 1/254، والجمهرة 1/570، والتهذيب 5/240-247، والصحاح 5/1679-1681، والمقاييس 2/121، والمحكم 4/4-9 0حول) .
3 وقالوا: حال المنزل وأحول، وحال بغير ألف، وقالوا أيضا: أحال الرجل في المكان وأحول. الغريب المصنف (239/أ) ، وفعلت وأفعلت للزجاج 26، والعين 3/297، والصحاح 4/1679-1680، 1681.
4 وأحال بالألف، لغة أخرى لم يعرفها الأصمعي. فعل وأفعل 505، وإصلاح المنطق 272، والصحاح 5/1680، والمحكم 4/5.

(1/543)


وزال وتغير في المودة. والعهد: اليمين الموثق يكون بين الرجلين.
وحالت الناقة تحول حيالا1: إذا ضربها الفحل، فلم تحمل بولد تلك السنة.
(و) كذلك حالت (النخلة حيالا) 2 أيضا: إذا لقحت، فلم تقبل التلقيح، ولم يخرج لها ثمر تلك السنة3. والناقة والنخلة حائلان.
(وأحلت فلانا على فلان بالدين) أحيله (إحالة) ، فأنا محيل، وذلك محال به، وهو من الحوالة، ومعناه: حولت عن نفسي المطالبة بالدين الذي لي إلى غيري، فجعلته يطالب الذي عليه الدين.
وأحلت عليه بالسوط أحيل إحالة: أي أقبلت عليه أضربه به ضربا في إثر ضرب، أو على ضرب، فأنا محيل، وهو محال عليه بالسوط.
وأحال الرجل في منطقه بالألف أيضا، يحيل إحالة: إذا جاء بالمحال، وهو الكلام الذي أحيل عن جهة الصدق والحق، أي أزيل.
__________
1 أصله حوالا، قلبت الواو ياء للكسرة قبلها.
2 ش: "ذلك الحول".
3 وفي الجمهرة 1/570: "ويقال: حالت وأحالت الناقة والنخلة بمعنى، وهما لغتان فصيحتان". ينظر: النخل للأصمعي 82، ولأبي حاتم 89، وفعلت وأفعلت للزجاج 27.

(1/544)


(وحال في ظهر دابته) 1 [64/أ] بغير ألف، يحول (حؤولا) ، فهو حائل: (إذا ركبها) ، كأنه ركب حال متنها، وهو لحمه أو وسطه. والمتن: الظهر. وحؤول، على فعول، يهمز ولا يهمز2 في هذا وفيما تقدم أيضا.
(وتقول: أوهمت الشيء) 3 بالألف، أوهمه إيهاما: أي (تركته كله) ، وأسقطته ناسيا له4، فأنا موهم بكسر الهاء، والشيء موهم بفتحها.
(ووهم، في الحساب وغيره) 5 بكسر الهاء، (أوهم) وهما بفتحها: إذا (غلطت فيه) ، فأنا واهم ووهم، على مثال حذرت
__________
1 وأحال بالألف، ولم يعرفها الأصمعي. فعل أفعل، ونوادر أبي مسحل 2/503، وفعلت وأفعلت للزجاج 23، والأفعال للسرقسطي 1/334ن والتهذيب (حول) 5/244، وفي هذا الأخير: "وكلام العرب حال على ظهره، وأحال في ظهره".
2 ينظر: الكتاب 4/362.
3 الغريب المصنف (135/أ) ، وأدب الكاتب 358، والأفعال للسرقسطي 4/239، والعين 4/100، والتهذيب 6/465، 466، والمحيط 4/83، والصحاح 5/2054، والمقاييس 6/149، والمحكم 4/321 (وهم) .
4 في العين 4/100: "وأوهمت في كتابي وكلامي إيهاما: أي أسقطت منه شيئا"، وكذا عن الأصمعي في الغريب المصنف (135/أ) وعليه يكون "أوهم" بمعنى ترك الشيء بعضه أو كله.
5 وأوهمت أيضا. فعلت وأفعلت للزجاج 96، وما جاء على فعلت وأفعلت 74.

(1/545)


أحذر، فأنا حاذر وحذر.
(ووهمت إلى الشيء) 1 بفتح الهاء: (إذا ذهب قلبك إليه وأنت تريد غيره، أهم وهما) ، وأنا واهم، على مثال وزنت أزن وزنا. والشيء موهوم.
(وتقول: أحذيت الرجل من العطية) 2 بالألف3، أحذيه إحذاء، فأنا محذ، والرجل محذى: إذا أعطيته مالا أو ثوبا أو غير ذلك، واسم العطية (الحذيا) 4 بضم الحاء والقصر، على مثال السقيا.
(وحذوت النعل بالنعل) أحذوها (حذوا) : أي قدرت نعلا على أخرى، وقابلتها بها حتى جعلت إحداهما بحذاء الأخرى، ثم قطعتها على مثالها، فأنا حاذ، والنعل محذوة.
(وحذوت الرجل) 5 أحذوه حذوا أيضا: أي (جلست بحذائه) ،
__________
1 في المحكم 4/321: "وقال ابن الأعرابي: أوهم ووهم ووهم سواء " ومثله عن شمر في التهذيب 6/466 قال: "ولا أرى الصحيح إلا هذا".
2 إصلاح المنطق 242، 243، 256، والأفعال للسرقسطي 1/335، 377، والعين 3/284، 285، والجمهرة 1/509، 510، 2/1048، والتهذيب 5/204، 206، والصحاح 6/2310، 2311، والمجمل 1/224، والمحكم 3/331، 381 (حذو، حذى) .
3 وحذوته أحذره حذوا، بغير ألف. الجمهرة 1/510.
4 والحذوة، والحذية، والحذية، والحذيا أيضا. إصلاح المنطق 256، والمحكم 3/331، والمقصور والممدود لابن ولاد 29، والمخصص 15/190.
5 في الفصيح 287ن والتلويح 39: "وحذوته".

(1/546)


أي قبالته. أنا حاذ، والرجل محذو.
(وحذى النبيذ اللسان يحذيه حذيا) [64/ب] بالياء في هذا وحده1: إذا قرصه. والنبيذ حاذ، واللسان محذي بالياء، على مثال مرمي.
(وتقول للرجل: إيه حدثنا) 2 بكسر الألف والهاء والتنوين: (إذا استزدته) .
(وإيها كف عنا) بكسر الألف والتنوين أيضا والنصب: (إذا أمرته أن يقطعه) .
(وويها) 3 بواو بعدها ياء، مع النصب والتنوين: (إذا زجرته عن الشيء وأغريته به) .
(وواها له) بواو بعدها ألف، مع النصب والتنوين أيضا: (إذا تعجبت منه) .
__________
1 وهي لغة حكاها أبو حنيفة: "وحذا الشراب اللسان يحذوه حذوا" المحكم 3/382.
2 الكتاب 3/302، والمقتضب 3/179، ومجالس ثعلب 1/228، والأصول لابن السراج 2/130، والأمالي لأبي علي 1/76، وسر صناعة الإعراب 2/494، والمخصص 14/81، وتثقيف اللسان 418، والعين 4/103، 106، والتهذيب 6/482، والصحاح 6/2226، والمحكم 4/325 (أيه) .
3 في الفصيح 287: "وويها له".
??

(1/547)


قال أبو سهل: فأما إيه، وإيها، وويها بالياء، فأسماء وضعت موضع الأمر والنهي، واستغنوا بها عن الأفعال1، فأما إيه بكسر الهمزة والهاء، فهي أمر واستدعاء حديث، ومعناها: زد، وهي منونة، لأنها استدعاء لحديث منكور، وذلك إذا حدثك رجل بحديث، فأحببت أن يزيدك، قلت: إيه بالتنوين، ومعناه: زدنا حديثا من الأحاديث، أو هات حديثا من الأحاديث، فإذا حذفت التنوين، فهو أمر واستدعاء لحديث معروف معهود، كأنك قلت: زدنا من الحديث الذي بيننا، أو هات الحديث المعهود بيننا2.
وقوله: "إذا استزدته" معناه: إذا استدعيت منه الزيادة في الحديث.
وأما إذا أردت أن يقطع حديثه، قلت: إيها كف عنا، والهاء مفتوحة منونة، لأنها للزجر والنهي3 عن زيادة حديث [65/أ] ونونت
__________
1 للإيجاز والمبالغة. ينظر: شرح المفصل لابن يعيش 4/25.
2 ويستشهد على ذلك بقول ذي الرمة:
وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع
ينظر: توجيه العلماء للشاهد في هذا البيت، ورأي الأصمعي فيه والرد عليه في: شرح ديوان ذي الرمة لأبي نصر 2/779، وإصلاح المنطق 291، والمقتضب 3/179، ومجالس ثعلب 1/228، والأصول 2/131، 3/440، وسر صناعة الإعراب 2/494ن والمخصص 14/81، وشرح المفصل لابن يعيش 4/71، وشرح الكافية للرضي 3/91ن 96، والخزانة 6/208، والصحاح 6/2226.
3 ش: "زجر ونهي".

(1/548)


لأنها للنكرة أيضا، فإذا حذف التنوين كانت نهيا وزجرا عن حديث معروف. وقال حاتم الطائي1 في التنوين:
إيها فدى لكم أمي وما ولدت
حاموا علي مجدكم واكفوا من اتكلا
فنون، كأنه قال: اتركوا أمرا لا ينبغي لكم. ويروى: "مهلا فدى لكم".
وإيها المفتوحة نقيضة إيه المكسورة في الحالتين جميعا، أعني بالتنوين وتركه.
وأما قوله: "ويها"، فإنني رأيت تفسيره مختلفا في نسخ الكتاب، فرأيت في بعضها: (وويها: إذا زجرته عن الشيء) . ورأيت في نسخة أخرى: (وويها: إذا زجرته عن الشيء وأغريته) . ورأيت في نسخة أخرى: (وويها: إذا زجرته عن الشيء وأغريته به) . وقال الجبان – في شرح هذا الموضع –: فأما ويها، فهو اسم لقولك انزجر أو اغر2.
__________
1 ديوانه 193. برواية: "ويها فداء". وبرواية الشارح في الأصول 2/131، واللسان (أيه) 13/475.
وحاتم بن عبد الله بن سعد بن الحرشج الطائي، يكنى أبا عدي، من قحطان، شاعر جاهلي، فارس شجاع، يضرب به المثل في الكرم والجود. توفي نحو سنة 46 قبل الهجرة.
الشعر والشعراء 1/164، والأغاني 17/363، ونشوة الطرب 1/223، ومجمع الأمثال 1/326، والمستقصى 1/53.
2 الجبان 187.

(1/549)


قال أبو سهل: وفي نسختي التي بخط أبي – رضي الله عنه – وقرأتها على شيخنا أبي أسامة اللغوي – رحمه الله -: "وويها: إذا حثثته على الشيء وأغريته به" وهذا هو الصواب، لأن ويها بالياء وفتح الهاء، موضوعة للتحريض على الشيء والإغراء به1، كما يقال: دونك يا فلان. وهي منونة إذا جعلت لنكرة، فإن لم تنون كانت للمعرفة. وإلى هذا القول [65/ب] ذهب ابن درستويه2، وأنكر أن تكون ويه زجرا، كما قال ثعلب – رحمه الله – قال: وإنما حض لا غير.
قال أبو سهل: وقال لي أبي – رحمه الله -: أما ويها، فهي إغراء، تقول: ويها، إذا حثثته على الشيء وأغريته به. وأنشدني للأعشى3:
ويها خثيم إنه يوم ذكر ... وزاحم الأعداء بالثبت والغدر
__________
1 لم يذكر ثعلب في مجالسه 1/228، إلا هذا المعنى، قال: "وويها إغراء". وهي كذلك في العين 4/106، وإصلاح المنطق 291، والمقتضب 3/180، وشاهد المبرد على هذا المعنى بيت حاتم المتقدم على رواية الديوان. وحكى أبو نصر الباهلي في شرح ديوان ذي الرمة أيضا 274 عن الأصمعي أنه قال: "فإن زجرت قلت: ويها يا هذا".
2 ابن درستويه (119/أ) .
3 ديوانه 219. وخثيم: ابن أخيه، والثبت الغدر: الذي يثبت في القتال حين يتخلف الناس. عن شرحه بالديوان.

(1/550)


وأنشدني أيضا لآخر1:
ويها فداء لك يا فضاله ... أجره الرمح ولا تهاله
قال أبو سهل: ويروى: "إيه"2 بالهمز وكسر الهاء وتنوينها، فيكون المعنى على هذه الرواية: زد في قتاله واطعنه.
وقال لي أبي – رحمه الله – أيضا: وأما واها بالألف والتنوين، فهي موضوعة للتعجب من الشيء، والاستطابة له. وأنشدني لأبي النجم3:
__________
1 الرجز بلا نسبة في: نوادر أبي زيد 163، والمنقوص والممدود للفراء 26، والمقتضب 3/168، والاشتقاق 231، والأصول 2/173، وشرح المفضليات للأنباري 57، 213، 637، 716، والتنبيهات على أغاليط الرواة 83، وسر صناعة الإعراب 1/81، ورسالة الغفران 384، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/224، وشرح المفصل لابن يعيش 4/72، 9/29، واللسان (هول) 11/711، (ويه) 13/563، (خضا) 14/233، (فدى) 15/150، ومصادر أخرى عديدة. والإجرار: الطعن بالرمح، وتركه في المطعون، وتهاله: من هاله الشيء، أفزعه. واستشهد في التلويح 39 – بدلا من هذين الشاهدين – بقول الكميت (ديوانه 2/30) :
وجاءت حوادث في مثلها ... يقال لمثلي ويها فل
أجدوا النعال بأقدامكم ... أجدوا فويها لكم جرول
2 ذكرها ابن درستويه (118/ب) عن المبرد، وروايته في المقتضب "ويها".
3 ديوانه 227. وينسبان إلى رؤبة، وهما في ملحق ديوانه 168، وإلى رجل من بني الحارث في خزانة الأدب 7/455. وأنشد بعدهما في التلويح 39:
يا ليت عيناها لنا وفاها

(1/551)


واها لريا ثم واها واها ... هي للمنى لو إننا نلناها
وهذه الأشياء1 ليست لها أفعال تتصرف، ولا تثنى، ولا تجمع، ولكنها أسماع موضوعة للأمر والنهي، كما ذكرت آنفا، ويدل على أنها أسماء دخول التنوين عليها، والتنوين لا يدخل إلا على الأسماء2.
(وتقول: ثلثت الرجلين أثلثهما) 3 بكسر اللام من المستقبل: (إذا صرتم ثلاثة) ، معناه: إذا صيرتهم [66/أ] وكملتهم بنفسك ثلاثة، (وكذلك إلى العشرة) ، تقول: ربعت الثلاثة، وخمست الأربعة، وسدست الخمسة، وسبعت الستة، وثمنت السبعة، وتسعت الثمانية، وعشرت التسعة، إذا صيرتهم بنفسك أربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة4. وتقول في المستقبل من هذا أخمسهم وأسدسهم وأثمنهم وأعشرهم بكسر الميم والدال والشين. فأما أربعهم
__________
1 أي أسماء الأفعال المتقدمة: إيه، إيها، ويها، واها.
2 ذكر بعض النحويين أن تنوين الترنم، وهو الذي يلحق القوافي المطلقة، والتنوين الغالي، وهو الذي يلحق القوافي المقيدة، يدخلان على الاسم والفعل والحرف. ينظر: سر صناعة الإعراب 2/493 – 503، وشرح ابن عقيل على الألفية 1/27-30، وأوضح المسالك 1/14-16.
3 إصلاح المنطق 300، 301، والصحاح 1/275، واللسان 2/121 (ثلث) .
4 قوله: "وسبعت الستة ... عشرة" ساقط من ش.

(1/552)


وأسبعهم وأتسعهم، فإنك تفتح الباء والسين منها، لأجل العين التي في آخر الفعل الماضي، لأنها من حروف الحلق، فيفتحون الحرف الذي قبلها من المستقبل لخفة الفتح1.
وأما (إذا أخذت منهم العشر) من أموالهم، وهو جزء من العشرة، (قلت: أعشرهم) بضم الشين، للفرق بينه وبين ما تقدم، (وكذلك إلى الثلث إلا أنك تفتح أيضا أربعهم وأسبعهم وأتسعهم) ، تقول: تسعتهم أتسعهم بفتح السين، وسبعتهم أسبعهم، وربعتهم أربعهم بفتح الباء: إذا أخذت من أموالهم التسع والسبع والربع. وتقول: عشرتهم، وثلثتهم أثلثهم بضم الشين والميم والدال واللام في المستقبل: إذا أخذت من أموالهم العشر والثمن والسدس والخمس والثلث.
وتقول: (أثلث القوم) 2 على أفعل: (إذا صاروا ثلاثة، وكذلك إلى العشرة) ، تقول: أربعوا وأخمسوا، وأسدسوا وأسبعوا وأثمنوا وأتسعوا وأعشروا، بالألف في جميع ذلك.
(وقد أمأيت الدراهم) 3، على أفعلت: إذا صيرتها مائة، فأنا
__________
1 ينظر: إصلاح المنطق 301ن وبغية الآمال 71ن والتاج 1/25.
2 عبارة الفصيح 287: "وقد أثلثوا هم".
3 إصلاح المنطق 299، والأفعال للسرقسطي 4/169، والجمهرة 2/1089، 1090، التهذيب 15/380، 618، 619ن والمحيط 10/344، 456، والصحاح 4/1332، 6/2489 (ألف، مأوى) .

(1/553)


أمئيها إمآء، وأنا ممئ، وهي ممآة، على مثال أمعيتها أمعيها إمعاء، فأنا ممع، وهي ممعاة.
(وآلفتها) 1 بالمد، ووزنه أفعلتها أيضا: أي صيرتها ألفا، فأنا أولفها إيلافا، وأنا مولف، والدراهم مؤلفة، (وقد أمأت) هي على مثال أمعت، (وآلفت) بالمد، على مثال عالفت: (إذا صارت) هي (مائة وألفا) 2.
(والطول: الفضل) 3 بفتح الطاء وسكون الواو، وهو مصدر (طال عليهم يطول) : إذا أفضل عليهم، أي أحسن. والفضل: هو الإحسان والمعروف الذي تسديه إلى غيرك. والفاعل طائل، والمفعول مطول عليه، على مثال مقول. وقال أبو عبيدة4 في قوله تعالى: {أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُم} 5: "أولو السعة والغنى".
__________
1 إصلاح المنطق 299، والأفعال للسرقسطي 4/169، والجمهرة 2/1089، والتهذيب 15/380، 618، 619، والمحيط 10/344، 456، والصحاح 4/1332، 6/2489 (ألف، مأوى) .
2 وفي نوادر أبي مسحل 1/295: "ويقال: آلفت إبلك: وألفت، لغتان: إذا كملت ألفا. وأمأت وماءت كذلك: إذا كملت مائة، وهي تؤلف وتألف، وتمئي وتميء، لغتان". وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 89.
3 إصلاح المنطق 123، 135، 136، 170، واشتقاق أسماء الله 193، والعين 7/450، 451، والتهذيب 14/17، 18، والمحيط 9/210، 211، والصحاح 5/1753-1755، والمقاييس 3/433، 434، والمجمل 1/590 (طول) .
4 مجاز القرآن 1/265.
5 سورة التوبة 86.

(1/554)


(والطول: خلاف العرض) وقد تقدم تفسيرهما في هذا الباب1.
(ولا أكلمك طوال الدهر) بفتح الطاء واللام: أي ما امتد الدهر وطال، من لدن هذا الكلام إلى آخر الدهر. (ويروى هذا البيت) ، وهو للقطامي2 [67/أ] :
(إنا محيوك فاسلم أيها الطلل ... وإن بليت وإن طالت بك الطيل)
بالياء، والطول بالواو3، ومعناهما واحد: وهو الحبل الذي يربط في يد الدابة، أو عنقه. والأصل في الطيل الواو، لأنه من الطول الذي هو خلاف العرض، لأن ذلك الحبل يرخى للدابة ويطول حتى تبعد في رعيها وأكلها4. وإنما صارت الواو ياء في الطيل، لأجل الكسرة التي قبلها طلبا للتخفيف وكثرة الاستعمال لها5. وأراد القطامي بهما الزمان والدهر، وإنما أنث فقال: "وإن طالت"، لأنه أراد أيام الزمان والدهر، وهو من الامتداد والطول. وقوله: "محيوك" معناه: قائلون
__________
1 ص 538-539.
2 ديوانه 23. وهذا البيت من شواهد حسن الابتداء. ينظر: الإيضاح للقزويني 594.
3 الروايتان في إصلاح المنطق 136، 171، والصحاح 5/1753.
4 ينشد في هذا المعنى لطرفة (ديوانه 53) :
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لك الطول المرخى وثنياه في اليد
5 وفيها لغات أخرى حكاها ابن قتيبة قال: "طال طولك، وطيلك، وطولك، وطيلك، وطلوك" أدب الكاتب 575.وينظر: إصلاح المنطق 170، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/40.

(1/555)


له: حياك الله، وهو دعاء له بالبقاء، وسلام. وقوله: "سلم": هو دعاء له بالسلامة، أي ابق سالما من الآفات. والطلل: ما شخص من آثار الديار، نحو النؤي1 والمسجد والمعلف والأثافي. وقوله: "بليت" معناه: فنيت ودرست، والمعنى: إنا مسلمون عليك وداعون لك، وإن بليت وامتدت أيام الزمان عليك، وطال عهدك بساكنيك، ومن كان يحل لك.
(ورجل طويل طوال) 2 بضم الطاء، وهما ضد القصير، وكأن طوالا أطول من طويل، لأن فعالا من أبنية المبالغة3، كما يقولون: رجل جسيم [67/ب] للعظيم الجسم، فإذا قالوا: جسام كان أعظم جسما من الجسيم. ومن الناس من لا يفرق بين فعيل وفعال في هذا، ويجعلهما لمعنى واحد4. وقال طفيل الغنوي5:
طوال الساعدين يهز لدنا ... يلوح سنانه مثل الشهاب
الشهاب: شعلة النار. ولدن: رمح لين.
__________
1 النؤي: خندق صغير يحفر حول الخباء أو الخيمة يمنع عنها الماء. اللسان (نأى) 15/301.
2 في العين 7/450: "والطوال: إذا كان أهوج الطول".
3 غير القياسية. ينظر: الكتاب 4/249.
4 ش: "بمعنى واحد". وفي الكتاب 3/634: "وفعال بمنزلة فعيل، لأنهما أختان، ألا ترى أنك تقول: طويل وطوال، وبعيد وبعاد".
5 ديوانه 97.

(1/556)


(وقوم طوال بكسر الطاء، لا غير) 1 لجمع الطويل.
ويقال: (شرعت لكم شريعة في الدين) 2 أشرع شرعا، فأنا شارع: أي سننت ونصبت وبينت لكم طريقة من طرائق الدين. والشريعة في الدين: اسم لما فرض الله – عز وجل- على عباده من الأعمال.
(وأشرعت بابا إلى الطريق) 3 بالألف، أشرعه (إشراعا) : أي فتحت وأبرزت. وأنا مشرع بالكسر، والباب مشرع بالفتح.
(وأشرعت الرمح قبله) 4 أشرعه إشراعا أيضا: إذا صوبته أملته إليه لتطعنه به.
__________
1 بل وطيال أيضا، على إبدال الواو ياء، لأجل الكسرة التي قبلها. ينظر: الكامل 1/122، والمنصف 1/342ن والممتع في التصريف 2/496، واللسان (طول) 11/410.
2 عبارة الفصيح 288، والتلويح 40: "شرعت لكم في الدين شريعة". وينظر هذا المعنى والذي يليه في: إصلاح المنطق 172، 228، وأدب الكاتب 321، 382، والأفعال للسرقسطي 2/327، 334، والعين 1/252-254، والجمهرة 2/727، والمحيط 1/285، 286، والصحاح 3/1236، والمحكم 1/227، 228، والمقاييس 3/262 (شرع) .
3 وشرعته بغير ألف. الأفعال لابن القوطية 77، وللسرقسطي 2/327، وحكاها عن الأصمعي، وعدها ابن السكيت من كلام العامة. إصلاح المنطق 228. وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج 55.
4 وشرعته بغير ألف، لغة حكاها الخليل في العين 1/253، وهي من كلام العامة في إصلاح المنطق 228، وتقويم اللسان 62، وتصحيح التصحيف 335.

(1/557)


(وشرعت الدواب في الماء) 1 بغير ألف، تشرع بفتح الراء، شرعا و (شروعا) ، وهي شارعة: إذا وردته، أي شربت منه.
(وأنتم في هذا الأمر شرع) واحد بفتح الراء2: (أي) أنتم فيه (سواء) . والاثنان والجماعة المذكرون والمؤنثات بلفظ واحد3.
(وشرعك من رجل زيد) بسكون الراء: (أي حسبك) ومعناه: كفاك أو يكفيك. ولا يصرف منه [68/أ] فعل4.قال الزاجز5:
شرعك من شتم أخيك شرعكا ... إن أخاك في الأشاوى صرعكا
أي مثلك. والأشاوى: جمع شيء.
__________
1 وشرعت أنا الدواب، يتعدى ولا يتعدى، وفي لغة يتعدى بالألف. المصباح (شرع) 118.
2 والعامة تسكنه. إصلاح المنطق 172، وأدب الكاتب 383. والتسكين لغة في الجمهرة 2/727.
3 المحيط 1/286، والمحكم 1/228.
4 ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع أيضا. ينظر: الكتاب 1/422، والصحاح 3/1236.
5 البيت الثاني – بلا نسبة – عن ابن بري في اللسان (صرع) 8/198.

(1/558)