إسفار الفصيح باب المخفف
(يقال: فلان من علية الناس) 1 بتخفيف الياء وكسر العين وسكون اللام: أي
من أشراف الناس ورؤسائهم. وهو جمع علي، مثل صبي وصبية.
(وهو المكاري) 2 بتخفيف الياء: للذي يكري الدواب، أي يوأجرها3، وهو
فاعل من كارى يكاري مكاراة وكراء، فهو مكار بكسر الراء، والجمع مكارون
بضم الراء، والمفعول مكارى بفتحها، والجمع مكارون بفتحها أيضا.
(وعنب ملاحي) 4 بضم الميم وتخفيف اللام وتشديد الياء: وهو
__________
1 والعامة تقول: "علية" بتشديد اللام، وكسرها، وتشديد الياء وفتحها.
ابن درستويه (188/ب) ، والمرزوقي (151/أ) ، وهي لغة في الجمهرة 2/952،
والمحيط 2/152، والمحكم 2/254 (علو) . وينظر: إصلاح المنطق 168،
والصحاح (علو) 6/2435.
2 والعامة تقول: "المكاري" بتشديد الياء. إصلاح المنطق 180، وأدب
الكاتب 380، وابن درستويه (189/ب) ، وتثقيف اللسان 193، والزمخشري 373،
وتصحيح التصحيف 513.
3 في التلويح 71: "وهو الذي يؤاجر الدواب، لتركب ويحمل عليها".
4 والعامة تقول: "ملاحي" بتشديد اللام وتخفيف الياء. إصلاح المنطق 182،
وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (189/ب) ، والزمخشري 373. وهي لغة قليلة
عن أبي حنيفة في المخصص 11/70، والمحكم 3/288، وخصها بالشعر صاحب
الصحاح 1/407 (ملح) . قال ابن السيد: "فلا أعلم أهو لغة أم ضرورة"
الاقتضاب 2/36.
(2/760)
عنب أبيض في حبه طول، وهو مأخوذ من الملحة،
وهي البياض، وفيها اختلاف1، وقد ذكرته في "كتاب المنمق". والأملح:
الأبيض، والملحاء: البيضاء. وقال الشاعر2:
ومن تعاجيب خلق الله غاطية ... يعصر منها ملاحي وغربيب
أي عنب أبيض وأسود.
(وأنا في رفاهية) 3 بفتح الراء وتخفيف الياء: أي في سعة (من العيش) ،
وهدوء عن التعب [115/أ] في طلب المعيشة.
(وعرفت الكراهية في وجهه) بتخفيف الياء أيضا: أي الكراهة،
__________
1 قيل: الملحة: بياض يخالطه سواد. وقيل: بياض إلى حمرة. وقيل: زرقة
تضرب إلى البياض لشدتها. ينظر: العين 3/244، والتهذيب 5/101، 102،
والصحاح 1/407، والمقاييس 5/348، والمحكم 3/288 (ملح) .
2 البيت لعبد الله الغامدي في الأساس (صلب) 257، ومن غير نسبة في:
النخل والكرم 85، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (189/ب) ، والاقتضاب
2/36، 3/233، والزمخشري 473، وديوان الأدب 1/452، والمخصص 2/106،
11/70، والجمهرة 1/569، 2/919، 1079، 3/1263، والصحاح 1/177، 407،
واللسان 1/580، 2/603، 15/130 (عجب، ملح، غطى) ورواه في التلويح 71 عن
المفضل، وليس في المفضليات، وقال في تفسيره: "يعني كرمة، بالعين
المهملة بمعنى معطية، كأنها تعطي العنب، وبالغين المعجمة عن أبي حنيفة
الدينوري، أي تغطي الأرض".
3 الرفاهية، والكراهية، والطواعية، والرباعية، تقولها العامة كلها
بتشديد الياء. إصلاح المنطق 180، وأدب الكاتب 377، وابن درستويه
(189/ب) ، وتصحيح التصحيف 277، 286، 440.
(2/761)
وهي1 مصدر من قولهم: كرهت الشيء أكرهه، إذا
لم ترده، وهو نقيض أحببته.
(وهو حسن الطواعية لك) بتخفيف الياء وفتح أوله أيضا: أي الطاعة
والانقياد لك والتذلل، وهي مصدر من قولهم: طاع يطوع طوعا وطواعية، إذا
انقاد وتذلل.
(وهي الرباعية) بتخفيف الياء وفتح الراء أيضا: للسن التي بين الثنية
والناب من الناس والدواب2. والجمع رباعيات.
(وأرض ندية) 3 بتخفيف الياء أيضا: أي مبتلة رطبة قليلا، إما أن تكون
أصابها المطر، أو تكون قريبة من الماء، وهي من الندى، وهو البلل. ويقال
منه: نديت الأرض تندى ندى، فهي ندية، (وبيت ند) 4.
__________
1 ش: "وهو".
2 خلق الإنسان للأصمعي 191، وللزجاج 38، ولثابت 165، 166، والإبل 76،
78، 142، والصحاح (ربع) 3/1214.
3 والعامة تقول: "ندية" بالتشديد. إصلاح المنطق 181، وأدب الكاتب 379،
وابن درستويه (190/أ) ، والزمخشري 375، وتقويم اللسان 179، وتصحيح
التصحيف 513، والصحاح (ندو) 6/2507، وفي التهذيب (ندو) 14/192: "ويوم
ندي وليلة ندية" بالتشديد، وفي الأساس (ندى) 451: "وأرض ندية" بالتشديد
أيضا. وهو في كليهما بضبط القلم.
4 كذا أيضا في مخطوطة التلويح (140/أ) ، وفي المطبوعة 71، والفصيح
305،وفي (ش) : "ونبت ند".
(2/762)
(وأرض مستوية) 1 بتخفيف الياء أيضا: أي
معتدلة، ليس فيها ارتفاع ولا انخفاض، وقد استوت تستوي استواء، فهي
مستوية، إذا كان بعضها يساوي بعضا.
(ورماه بقلاعة) 2 بتخفيف اللام وضم القاف، والجمع قلاع: وهو طين يتشقق
إذا نضب عنه الماء، والقطعة منه قلاعة. وقال ابن درستويه: هي اسم لما
يقلع من حائط أو جبل أو تل أو أرض فيرمى به سبع أو طائر أو إنسان أو
نحو [115/ب] ذلك3.
(وهو أب لك وأخ لك) 4 بتخفيف الباء والخاء: وهما معروفان،
__________
1 في الفصيح 305، والتلويح 71: "وهي مستوية" إضمار لماسبق. والعامة
تشدد الياء. إصلاح المنطق 180، وأدب الكاتب 379، وابن درستويه (190/ب)
، والزمخشري 376، وتقويم اللسان 167، وتصحيح التصحيف 513.
2 والعامة تشدد اللام. إصلاح المنطق 182، وأدب الكاتب 380، وابن
درستويه (190/ب) ، والزمخشري 376. والتشديد لغة في ديوان الأدب1/337،
والمحكم 1/127، والمصباح 196 (قلع) .
3 ابن درستويه (190/ب) . قلت: والعامة في بعض نواحي السراة تسمي ما
يرمى به الحجر مقلاعا.
4 والعامة تقول: "أب وأخ" بالتشديد. ابن درستويه (190/ب) ، والمرزوقي
(152/أ) ، والزمخشري 376، وتثقيف اللسان 191، وتصحيح التصحيف 68، وفي
الجمهرة (أخو) 1/55: "وزعم قوم أن بعض العرب يقولون: أخ وأخة مثقل،
ذكره ابن الكلبي، ولا أدري ما صحة ذلك" وقد يقال: "أب " بالتشديد،
حكاها عن ثعلب الأزهري في التهذيب (أبو) 15/603.
(2/763)
وقد تقدم ذكرهما في باب المصادر1. وجمعهما
آباء وإخوة.
(وهو الدم فاعلم) 2 بتخفيف الميم: معروف، وبه حياة الإنسان. وجمعه
دماء.
(وهو السمانى لهذا الطائر، والواحدة سماناة) 3. قال أبو سهل: هكذا هو
نسخ عدة رأيتها من الكتاب، وفيه تخليط، وأنا أبينه بتوفيق الله. فأما
السمانى فإنه مقصور مخفف الميم، على وزن الذنابى، واختلف أهل اللغة
فيها، فقال بعضهم: السمانى: طائر يشبه الفروجة في قدرها4، ويقال: إنه
السلوى5. وجمعها سمانيات.
__________
1 ص 511، 512.
2 والعامة تقول: "الدم" بتشديد الميم. إصلاح المنطق 183، وابن درستويه
(190/ب) ، والمرزوقي (152/أ) ، وتقويم اللسان 105، وتثقيف اللسان 191،
وتصحيح التصحيف 262، وفي هذين الأخيرين: التشديد لغة لكنها ضعيفة.
وينظر: اللسان (دمى) 14/267، 168.
3 والعامة تقول: "السمانى" بتشديد الميم. إصلاح المنطق 183، وأدب
الكاتب 380، والصحاح 5/2138، والمصباح 110 (سمن) ، وتقول: "السمان"
بالتشديد أيضا وحذف الألف. ابن درستويه (191/أ) ، وتقويم اللسان 122،
وتصحيح التصحيف 319، وفي تثقيف اللسان 236 أن العامة تقول: "السمانة".
وينظر: حياة الحيوان 1/563.
4 العين 7/274،والمحيط 8/347 (سمن) .
5 العين (سمن) 7/274، (سلو) 7/298. وفي اللسان (سلو) 14/395 ك"السلوى
... طائر أبيض مثل السمانى، واحدته سلواة".
(2/764)
وصاد أعرابي رخمة في مقبرة فأكلها، فغثت1
نفسه، فقال2:
نفسي تمقس من سمانى الأقبر
وقال بعضهم: السمانى جمع، وواحدته سماناة3، وليس بين واحده وجمعه إلا
حذف الهاء وإثباتها، كما قالوا: حمامة وحمام، وأيكة وأيك4، وتمرة وتمر،
وأشباه ذلك. وقال آخرون: السمانى يكون واحدا، ويكون جمعا، تقول: هذه
سمانى واحدة، وسمانى كثيرة5. وقال تأبط شرا6:
ونعل كأشلاء السمانى طرحتها ... إلى صاحب حاف فقلت له انعل
__________
1 ش: "فغثيت".
2 في مجمع الأمثال 3/382: "قاله ضبي" وذكر الخبر. وينظر: الحيوان
4/302، والإبدال لأبي الطيب 2/378، والمستقصى 2/370، وابن ناقيا 2/303،
والجمهرة 1/429، 2/852، والتهذيب 8/425، والصحاح 3/979، 5/2138،
والمقاييس 5/342، والمحيط 8/347 (سمن) .
3 العين 7/274، والمحيط 8/347 (سمن) .
4 الأيكة: الشجر الكثير الملتف. اللسان (أيك) 10/394.
5 المقصور والممدود للفراء 13، وابن درستويه (191/أ) ، والتهذيب (سمن)
13/21.
6 ديوانه 181،وقوله: كأشلاء السماني، يريد أنه خلق ممزق.
وتأبط شرا هو: أبو زهير ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي، شاعر جاهلي فحل،
من فتاك العرب وعدائيهم، من أهل تهامة، لقب بـ"تأبط شرا"، لأنه تأبط
سيفا وخرج فقيل لأمه: أين هو؟ قالت: لا أدري، تأبط شرا وخرج، وقيل غير
هذا، مات قتيلا نحو سنة 80 قبل الهجرة. الشعر والشعراء 1/229، وأسماء
المغتالين 2/215، والأغاني 21/127، وشرح اختيارات المفضل 2/827.
(2/765)
[116/أ] فقول ثعلب – رحمه الله -: (وهو
السمانى لهذا الطائر) ، هو كلام صحيح دل به على طائر واحد، لقوله:
(لهذا الطائر) ثم خلط بقوله: (والواحدة سماناة) وقد كان يجب أن يقول:
وهي السمانى لهذه الطير، والواحدة سماناة، أو يقول: وهو السمانى1 لهذه
الطير، فيأتي بـ"هو" ليدل به على الجنس. والله سبحانه الموفق للصواب.
(وهي حمة العقرب) 2 بتخفيف الميم: لسمها الذي يكون في إبرتها التي تلدغ
بها. والجمع حمات.
(وهي اللثة) 3 بتخفيف الثاء وكسر اللام: لباطن الشفة. وقيل: اللثة:
اللحم الذي ركبت فيه الأسنان. والجمع لثاث4. وأما اللحم الذي يكون بين
الأسنان كأنه شرف، فيقال له: العمور بضم العين، واحدها عمر5 بفتحها
وسكون الميم.
__________
1 قوله: "هو كلام صحيح ... وهو السمانى" ساقط من ش.
2 والعامة تقول: "حمة العقرب" بتشديد الميم. إصلاح المنطق 182، وأدب
الكاتب 378، وابن درستويه (191/أ) ، والمرزوقي (152/أ) ، والزمخشري
378، وتغلط العامة أيضا في معنى الحمة، فتجعلها بمعنى إبرة العقرب.
ينظر: أدب الكاتب 22، والعين 3/313، والجهرة 1/574.
3 والعامة تقولها بتشديد الثاء، وقد تفتح اللام. أدب الكاتب 379، وابن
درستويه (191/ب) ، وتثقيف اللسان 189، وتقويم اللسان 159، وتصحيح
التصحيف 452.
4 خلق الإنسان للأصمعي 194، وللزجاج 42، ولثابت 163.
5 خلق الإنسان للأصمعي 194، وللزجاج 42، ولثابت 163.
(2/766)
(وهو الدخان) 1 بتخفيف الخاء: معروف، وهو
الذي يرتفع من النار في الهواء. وجمعه دواخن على غير القياس، كما
قالوا: عثان وعواثن2.
(ومن الفعل تقول: قد أرتج على القارئ) 3 بهمز الألف وكسر
__________
1 والعامة تقوله بتشديد الخاء. ما تلحن فيه العامة 109، وإصلاح المنطق
182، وأدب الكاتب 378، وابن درستويه (191/ب) ، وتقويم اللسان 104، وفي
القاموس (دخن) 1542: "الدخان كغراب وجبل ورمان".
2 الصحاح (دخن) 5/2111، وقياس جمع دخان وعثان: أدخنة وأعثنة كغراب
وأغربة، وبغاث وأبغثة، أما بناء (فواعل) فهو قياس في جمع ما كان على
زنة (فوعل) نحو جوهر وجواهر، أو (فوعلة) نحو صومعة وصوامع، أو (فاعلاء)
نحو قاصعاء، وقواصع، أو (فاعل) في صفات الإناث، نحو طالق وطوالق، أو في
صفات ذكور ما لا يعقل نحو: جبل شامخ وجبال شوامخ، أو في اسم جنس نحو:
ناصية ونواص، وضاربة وضوارب، وفاطمة وفواطم. ينظر: الكتاب 2/603، 632،
63، والتكملة لأبي علي 436، وشرح الكافية الشافية 4/1863-1866، وشرح
الشافية 2/151، والسامي في الأسامي 6.
3 والعامة تقول: "أرتج" بتشديد الجيم وضم التاء. أدب الكاتب 381، وابن
درستويه (192/أ) ، والمرزوقي (152/ب) ، والزمخشري 379، وتقويم اللسان
73، وتصحيح التصحيف 96، والصحاح (رتج) 1/317. وفي الكامل للمبرد 1/155:
"وقول العامة: أرتج عليه، ليس بشيء، إلا أن التوزي حدثني عن أبي عبيدة
قال: يقال: أرتج عليه، ومعناه وقع في رجة، أي اختلاط، وهذا معنى بعيد
جدا". وقال علي بن حمزة في التنبيهات 107: "وهذا الذي استبعده وأنكره
قريب صحيح، وإن عامة منهم أبو عبيدة والتوزي ومن تبعهما لفصحاء خاصة"،
وكلا الاستعمالين صحيح في الجمهرة (رتج) 1/385، لأن "أرتج" افتعل من
الرجة، و"أرتج" أفعل من رتج الباب، إذ أغلقه. وحكاهما أبو مسحل في
نوادره 1/98. وينظر: الغريب المصنف (12/أ) ، والاقتضاب 2/187.
(2/767)
التاء وتخفيف الجيم: إذا انقطع عليه كلامه،
أو استغلق عليه فلم يقدر على القراءة والكلام، ولم يدر ما نمامه، وهو
مأخوذ من رتاج الباب، وهو غلقه الذي يغلق به، كأنه [116/ب] أطبق على
القارئ وأغلق، كما يرتج الباب، أي يغلق، ويقال منه: أرتجت الباب أرتجه
إرتجاجا، إذا أغلقته، فإنا مرتج بكسر التاء، والباب مرتج بفتحها.
(وغلام حين بقل وجهه) 1 بتخفيف القاف، فهو يبقل بقولا: أي حين خرج
الشعر ونبت في عارضيه، كنبات البقل في الأرض.
__________
1 والعامة تقول: "بقل" بتشديد القاف. ابن درستويه (192/أ) ، والزمخشري
379، وتقويم اللسان 79، وتصحيح التصحيف 163، والصحاح (بقل) 4/1636.
وهما لغتان في: الجمهرة 1/371، والمحكم 6/267، والأساس 27، والقاموس
1250 (بقل) .
(2/768)
|