إسفار الفصيح

باب المشدد
(تقول: فيه زعارة) 1 بتشديد الراء: أي سوء خلق، وشدة فيه وشراسة.
(وحمارة القيظ) 2 بتشديد الراء أيضا، وفتح الحاء: (شدته) أي شدة الحر. والقيظ: جزء من أجزاء السنة، وهو أشد الحر3.
(وهو سام أبرص) 4 بتشديد الميم: وهو ضرب من كبار الوزغ، وهو معرفة، إلا أنه تعريف جنس. وقال ابن درستويه: وإنما قيل له: سام، على بناء فاعل، لأنه من السموم إذا عضت أو وقعت في مأكول أو
__________
1 والعامة تقول: "زعارة" بتخفيف الراء. إصلاح المنطق 176، وأدب الكاتب 376، وابن درستويه (184/أ) ، وتقويم اللسان 115، وتصحيح التصحيف 295، والصحاح (زعر) 2/670، والتخفيف لغة عن أبي عبيد واللحياني في التهذيب 2/133، والمحكم 1/323 (زعر) وفي العين (زعر) 1/352: "ولا يعرف منه فعل، وليس له نظائر إلا حماره القيظ، وصبارة الشتاء، وعبالة البقل، ولم أسمع منه فاعلا ولا مفعولا، ولا مصروفا في وجوه".
2 والعامة تقوله بتخفيف الراء أيضا. ابن درستويه (184/أ) ، وربما خفف في الشعر للضرورة، كما في الصحاح 2/638، والتخفيف لغة عن اللحياني في المحكم 3/250 (حمر) . وينظر: الغريب المصنف (119/ب) والكامل للمبرد 1/38، 39، والعين (حمر) 3/228، والجمهرة 3/1231.
3 الأزمة لقطرب 63. وينظر: المخصص 9/67-72.
4 إصلاح المنطق 176، وأدب الكاتب 376، وفي ابن درستويه (184/ب) : "والعامة تقول: سم أبرص في الواحد، ولا تعرف التثنية والجمع".

(2/747)


مشروب1. وأضيف إلى أبرص، وهو اسم للونه أو صفة قد أقيمت اسما، لأنه لون شبيه بالبرص، وهو غير معروف [112/أ] لأنه على بناء الفعل، وهو معرفة2. وقال غيره: سام أبرص: هما اسمان جعلا اسما واحدا يقع على كل واحد من جنسه، فإذا ثني ثني الأول منهما، وكذلك الجمع، فقيل: هذان ساما أبرص3، وهؤلاء سوام أبرص. ومنهم من يثني السام ويجمعه لا يذكر الأبرص، فيقول: هذان السامان، وهذه السوام4. ومنهم من يثني الأبرص ويجمعه، ولا يذكر السام، فيقول: هذان الأبرصان، وهذه الأبارص والبرصة5. ومنه قول الراجز6:
__________
1 ينظر: الحيوان 4/290، 296، وحياة الحيوان 1/542، 20/421.
2 ابن درستويه (184/أ) وينظر: الكتاب 2/96، والمقتضب 4/320.
3 إلى هنا – بالنص – في ابن درستويه أيضا (184/أ) . وفي الفصيح 304، والتلويح 69: "وهو سام أبرص، وساما أبرص، وسوام أبرص". ونقله عن ثعلب ابن فارس في المقاييس (برص) 1/220، وينظر: المجمل 1/121، والصحاح 3/1029 (برص) .
4 إصلاح المنطق 176، وفي الجمهرة (برص) 1/312: "قال أبو حاتم: يجمع أبارص على غير قياس".
5 إصلاح المنطق 176، وفي الجمهرة (برص) 1/312: "قال أبو حاتم: يجمع أبارص على غير قياس".
6 الرجز بلا نسبة في: الحيوان 4/300، والبرصان 92، وأدب الكاتب 195، والمنصف 2/232، والمخصص 8/101، والاقتضاب 3/165، وشرح المفصل 9/23، 36، والجمهرة 1/312، والصحاح 3/1030، والمقاييس 1/219 (برص) .

(2/748)


والله لو كنت لهذا خالصا ... لكنت عبدا تأكل الأبارصا
(وسكران ملتخ وملطخ) 1 بضم الميم وسكون اللام وفتح التاء والطاء وتشديد الخاء: (أي مختلط) في عقله وفهمه وكلامه. (ويقال: التخ عليهم أمرهم) بتشديد الخاء: (أي اختلط) ، فهو بلتخ التخاخا، والطخ بالطاء، فهو يلطخ الطخاخا، كما يقال: احمر يحمر احمرارا. والطاء في هذا بدل من التاء لقرب مخرجيهما2.
(و) تقول: (شربت مشوا) بفتح الميم وضم الشين وتشديد الواو، (ومشيا) 3 أيضا بكسر الشين وتشديد الياء: (تعني الدواء) المسهل، ويقال لما يجيء من شارب الدواء المشي، على مثال ظبي.
__________
1 إصلاح المنطق 312، وملطخ عامي غير فصيح في أدب الكاتب 412، والصحاح 1/430، والمحكم 4/379 (لخخ) . وفي التهذيب (لخخ) 6/474 عن الأصمعي: ولا يقال: سكران متلطخ". وينظر: الاقتضاب 2/230، واللسان (لخخ) 3/51.
2 الإبدال لأبي الطيب 1/126، ووفاق المفهوم 224، 225، ومخرجهما واحد في الكتاب 4/433 مما بين طرف السان وأصول الثنايا. وينظر: العين1/58.
3 إصلاح المنطق 335. وفي الجمهرة (مشى) 2/881: "وقول العامة: دواء المشي خطأ إنما هو المشو والمشو". ينظر: الصحاح (مشى) 6/2493، وقال ابن ناقيا 2/293: "والعامة تقول: المشؤ بالهمز، وذلك خطأ". والمشيء والمشؤ اسم ما يستطلق من البطن في المحيط (مشى) 7/399.

(2/749)


قال الراجز1 [112/ب] :
إني إذا ما اعتادني كالغشي ... شربت مرا من دواء المشي
لوجع بخثلتي وحقوي ... يدعى المشي طعمه كالشري
ويروى "المشو" بالواو. والشري: الحنظل. والخثلة: أسفل البطن. والحقو: الخصر ومشد الإزار.
(وهو الحسو) 2 بفتح الحاء وضم السين وتشديد الواو، على مثال عدو (والحساء) ، بالفتح والمد: وهما بمعنى واحد لطعام معروف، يصنع من الدقيق وغيره. (يحسى) 3: أي يشرب جرعة جرعة.
__________
1 الرجز – ماعدا الأول – بلا نسبة في الجمهرة 2/881، والتهذيب 15/511، واللسان 11/200، 13/22، 15/283، والتاج 9/127، 10/443 (خثل، أمن، مشى) . وكتب المصنف بجوار كلمة "لوجع" في البيت الثاني: "من وجع معا" أي ويروى كذلك.
2 والعامة تقول: "الحسو" بتسكين السين وتخفيف الواو، وهو خطأ عند المرزوقي (148/ب) وليس بخطأ عند ابن درستويه (185/أ) ، وابن ناقيا 2/293، لأنه مصدر مسمى به. وينظر: إصلاح المنطق 222، 335، والصحاح 6/1312، والمحكم 3/368 (حسو) .
3 عبارة الفصيح 304: "وهو الحسو: للذي يحسى والحساء أيضا" وفي التلويح 69: "وهو الحسو والحساء بالفتح والمد للذي يحسى".

(2/750)


(وهي الإجانة والإجاص) 1 بكسر أولهما وتشديد ثانيهما. فالإجانة: معروفة للمركن2، وهي فارسية معربة3، وجمعها أجاجين. قال القطامي4:
وغير حربي أزكى من تجشمها
إجانة من مدام شد ما احتدما
قوله: "أزكى" معناه: أضعف وأهون، يقول: شرب الخمر أهون من حربي.
وأما الإجاص: ففاكهة معروفة، واحدتها إجاصة، وهي أصناف منها الأصفر والأحمر والأسود5.
__________
1 والعامة تقول: "إنجانة وإنجاصة" بقلب الجيم الأولى نونا. ما تلحن فيه العامة 116، وإصلاح المنطق 176، وأدب الكاتب 375، وابن درستويه (185/أ) ، وتثقيف اللسان 246، وتقويم اللسان 68، والصحاح 3/1029، 2068 (أجص، أجن) والإنجانة والإنجاص لغتان لأهل اليمن في الاقتضاب 2/181، وينظر: المحكم 7/333، 341، (أجص، أجن) .
2 المركن: إناء تغسل فيه الثياب ونحوها، اللسان (ركن) 13/186.
3 معرب إكانة بالفارسية. المحكم (أجن) 7/341، وفي الجمهرة 2/1045: "والإحان: عربي معروف". وفي القول الأصيل12: "والصواب أنها تعريب أكانا بالسريانية".
4 ديوانه 102.
5 جاء في المعجم الوسيط 1/7: "الإجاص: شجرة من الفصيلة الوردية، ثمره حلو لذيذ، يطلق في سورية وفلسطين وسيناء على الكمثرى وشجرها، وكان يطلق في مصر على البرقوق وشجره". ووصف المصنف هنا ينطبق على البرقوق.

(2/751)


(والأترج) 1 بضم أوله وثالثه وتشديد الجيم: لثمر معروف طيب الرائحة والطعم، وهو فاكهة لطيب طعمه، وريحان لطيب رائحته2، وواحدته أترجة. وقال علقمة بن عبدة3:
يحملن أترجة نضخ العبير بها ... كأن تطيابها في الأنف مشموم
[113/أ] (وجاء بالضح والريح: أي بما طلعت عليه الشمس) 4. هكذا في رواية مبرمان عن ثعلب5 رحمه الله. والضح: الشمس نفسها بكسر الضاد وتشديد الحاء. وقيل: هو ضوء الشمس الذي على
__________
1 والعامة تقول: "أرترنج وترنج وترنجة". ما تلحن فيه العامة 116، وتقويم اللسان 68، والتهذيب (ترج) 11/3. وفي إصلاح المنطق 178: "والترنج لغة" وفي أدب الكاتب 375: "وأبو زيد يحكى ترنجة وترنج أيضا". وينظر: تثقيف اللسان 283، والصحاح (ترج) 1/301.
2 ومنه الحديث: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب". أخرجه البخاري (كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام – 5020) ومسلم (كتاب صلاة المسافرين، باب فضيلة حافظ القرآن – 797) واللفظ لمسلم. وينظر: النبات لأبي حنيفة 217.
3 ديوانه 51.
4 والعامة تقول: "جاء بالبضيح والريح". الأمثال لأبي عبيد 188، وإصلاح المنطق 295، وأدب الكاتب 408، وابن درستويه (185/ب) ، والجمهرة 1/99، والصحاح 1/386 (ضحح) . والضيح لغة في الإتباع والمزاوجة 37، والعين 3/13، والمحيط 2/297، والمحكم 2/343 (ضحح) . وهو مثل عربي. ينظر: الأمثال لأبي عبيد 188، والفاخر 24، والزاهر 1/360، وجمهرة الأمثال 1/259، ومجمع الأمثال 1/286، والمستقصى 2/39.
5 والضح ليس مفسرا في الفصيح 304. وفي التلويح 69: "جاء فلان بالضح والريح".

(2/752)


الأرض1، يقال هذا في الكثرة لعموم ضوئها على جميع الأرض، أي أنه جاء من سفره بمال كثير، أو بما أشبهه في الكثرة، كأنهم أرادوا: جاء بما طلعت عليه الشمس، وما هبت عليه الريح. وقال الشاعر2:
أبيض أبرزه للضح راقبه
مقلد قضب الريحان مفغوم
(وقعد على فوهة الطريق والنهر) 3 بضم الفاء وتشديد الواو: أي فمهما. وفوهة الطريق: أوله ومبتدؤه، وفوهة النهر: مخرج مائه. والجمع أفواه على غير قياس4، وقياسه فوايه، وأصله فواوه بواوين بينهما ألف، فكرهوا اجتماعهما، فقلبوا الثانية ياء5، كما عملوا بأوائل لجمع أول، وأصله أواول.
__________
1 العين (ضحح) 3/13.
2 ش: "علقمة الفحل" , والبيت في ديوانه 71. والأبيض: الإبريق. والمفغوم: الطيب الرائحة. عن شرحه بالديوان.
3 والعامة تقول: "فوهة" بتخفيف الواو وتسكينها. إصلاح المنطق 177، وأدب الكاتب 376، وابن درستويه (186/أ) ، والمرزوقي (149/أ) . وهي لغة قليلة في المحيط 4/74، وحكاها ابن الأعرابي في المحكم 4/315 (فوه) . قال المرزوقي: "العامة تولع بها وهي ريئة".
4 لأنه جمع قياسي للثلاثي "فم" وأصله "فوه" وجمعه أفواه، وأما "فوه" فهو رباعي، وقياس جمعه كما ذكر المصنف فوايه على فعالل، مثل سلم وسلالم.
5 القاعدة الصرفية هنا توجب قلب الواو همزة لا ياء كما ذكر المصنف. وتمثيله بـ"أوائل" وهي في خطه بالهمز يخالف صدر كلامه كما ترى. وينظر: الكتاب 4/370، 371، والمقتضب 1/126، والأصول 3/396، والمنصف 2/44، والتبصرة 2/898، والممتع 1/337، وشرح المفصل لابن يعيش 10/91، وشرح الشافية 3/130.

(2/753)


(وغلام ضاوي) 1 بتشديد الياء: أي مهزول صغير الجسم.
(وجارية ضاوية) كذلك. وقال الراجز2:
ذاك عبيد قد أصاب ميا ... يا ليته ألقحها صبيا
فحملت فولدت ضاويا ...
وجمعهما ضاويون وضاويات [113/ب] .
(وهي العارية) 3 بتشديد الياء، والجمع عواري. بتشديدها أيضا، بغير تنوين: وهي ما استعرت من شيء، يقال: هم يستعيرون من جيرانهم الماعون والأمتعة. وأنشد ابن درستويه4 وغيره:
وردوا ما استعاروه ... كذاك العيش عارية
__________
1 والعامة تخفف الياء. ابن درستويه (186/أ) ، وأصل ضاوي بالتشديد ضاووي على زنة فاعول، فاجتمعت الواو والياء، فأبدلت الأولى ياء، وأدغمت الياء في الياء، وكسر ما قبلها، ينظر: العين (ضوى) 7/73.
2 الرجز بلا نسبة في: الصحاح 6/2410، واللسان 14/489، والأخير في التاج 10/221 (ضوى) .
3 والعامة تقول: "العارية" بتخفيف الياء. إصلاح المنطق 177، وأدب الكاتب 376، وابن درستويه (186/أ) ، والمرزرقي (149/ب) ، وتثقيف اللسان 327، وتصحيح التصحيف 372، وفيه 388: "وقد جاء مخففا إلا أن التشديد أكثر". وكذلك في القاموس 573، وخاص بالشعر في المصباح 166 (عور) .
4 ابن درستويه (186/ب) بلا عزو، ولم أقف عليه في مصدر آخر.

(2/754)


وسميت بذلك، لأنها من المعاورة، وهي المناولة1، أي يتعاورها قوم من قوم، أي يأخذونها ويعطونها، ويقولون: "تعورنا العواري بيننا"2.
(ويقال للمهر: فلو) 3 بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو، وجمعه أفلاء، مثل عدو وأعداء4، وهو من أولاد الخيل، سمي بذلك لأنه يفتلى، أي يفطم. قال دكين5:
__________
1 وفي العين (عور) 2/239: "والعارية: ما استعرت من شيء، سميت به، لأنها عار على من طلبها". وفي المحيط (عور) 2/142: "وأعارت الدابة حافرها: قلبته، ومنه الاستعارة والعارة والعارية".
2 القول في: إصلاح المنطق 177، والتهذيب 3/164، والصحاح 2/761، والمجمل 2/636، والمقاييس 4/185، والأساس 316 (عور) .
3 والعامة تقول: "فلو" بسكون اللام والتخفيف، وضم الفاء وفتحها. أدب الكاتب 375، وابن درستويه (187/أ) ، وتثقيف اللسان 254، وتقويم اللسان 145، والجمهرة (فلو) 2/971، وفي الصحاح (فلو) 6/2456 عن أبي زيد: "فلو إذا فتحت الفاء وشددت الواو، وإذا كسرت خففت، فقلت: فلو مثل جرو" وقول أبي زيد أيضا في الاقتضاب 2/180، والمدخل إلى تقويم اللسان 158. قلت: ولا زالت العامة في بعض مناطق السراة تقول لولد الحمار: "فلو" مثل جرو، كما حكى أبو زيد.
4 الكتاب 3/608، 617، والصحاح (فلو) 6/2456، وينظر: معجم مفردات الإبدال والإعلال 184.
5 الرجز له في: أضداد الأصمعي 52، وابن السكيت 204، وأبي الطيب 312، وأدب الكاتب 375، والاقتضاب 2/180، 3/227، والعين (ربب) 8/257، والجمهرة 2/971، والصحاح 6/2456 (فلو) واللسان 1/401، 450، 13/89، 15/162 (ربب، زغب، جعثن، فلو) وبعده:
مجعثن الخلق يطير زغبه
ودكين بن رجاء الفقيمس التميمي، راجز أموي مشهور، توفي سنة 105هـ.
الشعر والشعراء 2/508،ومعجم الأدباء 2/1292، وتاريخ دمشق 6/99، واللآلي 2/652.

(2/755)


كان لنا وهو فلو نربيه
بفتح النون وضم الباءين: أي نربيه.
(وهو الحوارى) 1 بضم الحاء وتشديد الواو والقصر: للجيد من الدقيق الخالص الشديد البياض الذي تغسل حنطته قبل الطحن حتى يبيض، وهو من الحور بفتح الحاء والواو، وهو البياض.
(وهو الأرز) : لحب معروف بضم أوله وثانيه وتشديد الزاء، هكذا هو في كثير من نسخ الكتاب، وفي بعضها أرز مفتوح الأول، وهما لغتان2، وواحدته أرزة وأرزة، والزاي في اللغتين مشددة، والراء مضمومة.
(وهو الباقلى مشدد) اللام (مقصور، فإن خففت اللام مددت
__________
1 والعامة تقول: "الحواري" بفتح الحاء وكسر الراء. إصلاح المنطق 168، وابن درستويه (187/أ) ، وتثقيف اللسان 195، وتقويم اللسان 94، وتصحيح التصحيف 235. وينظر: المقصور والممدود للفراء 13، والصحاح (حور) 2/640.
2 وفيها لغات أخر هي: آرز، وأرز، ورز، أرز، ونز، والأخيرة لعبد القيس، والعامة تتكلم بها، وباللغة الأخرى التي ذكرها المصنف. ابن درستويه (187/أ) ، وابن هشام 184. قال ابن درستويه: "أفصحها ما ذكر ثعلب". وينظر: إصلاح المنطق 132، وأدب الكاتب 575، والتلويح 70، وتهذيب إصلاح المنطق 1/347، والصحاح (أرز) 3/843.

(2/756)


[114/أ] فقلت: الباقلاء) 1، وهو حب آخر معروف أيضا، يسميه أهل مصر والشام الفول2.
(وكذلك المرعزى، والمرعزاء) 3 بكسر الميم فيهما، وإن شئت فتحتها4، وهو ما لان من شعر المعز، وهو الزغب الذي يكون تحت شعرها. وقال الشاعر5:
كساك الحنطبي كساء صوف ... ومرعزى فأنت كذا تفيد
أي تختال في مشيك.
__________
1 المقصور والممدود للفراء 44، وإصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 306، والصحاح (بقل) 4/937 والباقلى بالقصر لغة سوادية في العين (بقل) 5/170، وشامية في التلويح 70، قال ابن درستويه (187/ب) : "والعامة لا تعرف المخفف الممدود، ولكن تشدد اللام وتقصر الألف وهما لغتان معروفتان".
2 التسمية للشاميين وحدهم في الجمهرة 2/971.
3 المقصور والممدود للفراء 44، وإصلاح المنطق 183، وأدب الكاتب 306، والصحاح (رعز) 3/879.
4 والعامة على هذه اللغة تفتح الميم وتشدد الزاي وتقصر الألف. ابن درستويه (187/ب) . وينظر: لغاتها في الصحاح 3/879، والمحكم 1/323، والمصباح 88 (رعز) .
5 هو جرير، والبيت في ديوانه 1/335، من قصيدة في هجاء التيم. والحنطبي: هو الحكم بن الحارث بن حنطب المخزومي، وكان على صدقات عمرو وحنظلة. عن شرح الديوان، وللبيت رواية أخرى تخالف الشاهد في التهذيب 16/215، واللسان 5/106، والتاج 3/500 (قطر) من غير عزو.

(2/757)


(ومن الفعل: فلان يتعهد ضيعته) 1 بتشديد الهاء، فهو يتعهدها تعهدا، ومعناه: يتحفظ ويجدد عهده بها، ويتفقد مصلحتها. والضيعة: معروفة، وهي العقار. وجمعها ضياع، وضيع أيضا، مثل بدر. والضيعة أيضا: الحرفة.
(وعظم الله أجرك) 2 بتشديد الظاء، فهو يعظمه تعظيما: أي كثره ووفره. والأجر: الثواب، وهو جزاء الطاعة، والجمع أجور، ويقال ذلك في تعزية المصاب بمصيبته.
(ووعزت إليك في الأمر) بتشديد العين، أوعز توعيزا، (وأوعزت
__________
1 ولغة العامة: "يتعاهد" بالألف. أدب الكاتب 377، والجبان 264،والمرزوقي (150/أ) ، والزمخشري 372، وابن ناقيا 2/298، وفي المقاييس 4/169، 4/169: "قال أبو حاتم: تعهدت ضيعتي، ولا يقال: تعاهدت، لأن الشاهد لا يكون إلا من اثنين". وينظر: المجمل (عهد) 2/634، قلت: تعهد ضيعته وتعاهدها: لغتان بمعنى واحد في إصلاح المنطق 178، وابن درستويه (188/أ) ، والاقتضاب 2/181، 182 والعين 1/103،والجمهرة 3/1250، والمحيط 1/112، والأفصح (تعهد) في: ديوان الأدب 2/443، 467، والصحاح 2/516 (عهد) .
2 والعامة تقول: "عظم الله أجرك" بتخفيف الظاء. ابن درستويه (188/أ) ، وقال الزمخشري 372: "والعامة تقول: أعظم الله أجرك، والأول أجود". قلت: بل الأجود والأفصح "أعظم" لأنها لغة القرآن، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} سورة الطلاق 5. وينظر: الصحاح (عظم) 5/1988.

(2/758)


أيضا) 1، على أفعلت أوعز إيعازا لغتان بمعنى واحد: أي تقدمت إليك فيه، وأمرتك بفعله. وأنشد الخليل في التشديد2:
قد كنت وعزت إلى علاء [114/ب] ... في السر والإعلان والنجاء
بأن يحق وذم الدلاء
__________
1 والعامة تقول: "وعزت" بالتخفيف بغير ألف. ابن درستويه (188/ب) ، وابن ناقيا 2/298، وهي لغة حكاها ابن قتيبة في باب فعلت وأفعلت 441، وقال في باب ما يشدد والعوام تخففه 377: "وعزت إليك في كذا، وأوعزت، ولم يعرف الأصمعي وعزت خفيفة". ونحو هذا عن الأصمعي أيضا وأبي حاتم وابن السكيت في التهذيب (وعز) 3/99، والذي في إصلاح المنطق 287، 305: "أوعزت ووعزت" بالتخفيف (ضبط قلم) وإخاله خطأ، لأن الأزهري نص على أن ابن السكيت لم يجز "وعزت" بالتخفيف ونص العكبري أيضا على تشديد العين من "وعزت" في المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح 2/832، وقال: "التخفيف لغة". وينظر: ديوان الأدب 3/251، والاقتضاب 2/183، والصحاح 3/901، والمحكم 2/221 (وعز) .
2 العين (وعز) 2/206 ولم ينسبه، وروايته: "أوعزت" وسقط من البيت الأخير، والرجز بلا نسبة أيضا في: ابن درستويه (188/ب) ، والمحكم 2/22، واللسان 5/429، 430، والتاج 4/90 (وعز) . وكتب المصنف بخط صغير فوق كلمة النجاء "السير" أي تفسيرها. ويحق: يحكم، والوذم: الحبال التي تشد بها الدلاء. اللسان 10/55، 12/633 (حقق) ، (وذم) .

(2/759)