إسفار الفصيح باب الفرق
...
باب من الفرق
(تقول: هي الشفة من الإنسان، ومن ذوات الخف المشفر، ومن ذوات الحافر
الجحفلة، ومن ذوات الظلف المقمة والمرمة، ومن الخنزير الفنطيسة، ومن
السباع الخطم والخرطوم، ومن ذي1 الالجناح غير الصائد المنقار، ومن
الصائد المنسر) 2يعني بكسر الميم وفتح السين.
فهذا آخر ما ذكره ثعلب – رحمه الله – وفي بعضه اضطراب، وأنا أبين لك
ذلك لتقف عليه إن شاء الله.
فأما الشفة للإنسان: فمعروفة، وهي غطاء أسنانه3، وهما شفتان، وجمعها
شفاه، وقد تقال4 أيضا لغير الإنسان على طريق الاستعارة والتشبيه،
فتقال5 للصنم، والصورة في الثوب والحائط، ولحرف الكوز والجرة والقدح
والزق وغير ذلك، وهي جانب أعلاه، الموضع6 الذي يجعل منه الشيء فيه.
وأما المشفر: فمكسور الميم، مفتوح الفاء [160/ب] لا غير،
__________
1 ش، والفصيح 322: "ذوي".
2 الفرق لقطرب 46، وللأصمعي 57-59، ولأبي حاتم 26، ولثابت 16-20، ولابن
فارس 51، والمنتخب 1/48، وفقه اللغة 107، ونظام الغريب 119، والتهذيب
(فطس) 12/339 (عن ثعلب) .
3 خلق الإنسان لثابت 152، وللحسن بن أحمد 167، والمخصص 1/138.
4 ش: "يقال، فيقال".
5 ش: "يقال، فيقال".
6 ش: "وهو الموضع".
(2/930)
يكون للجمل بمنزلة الشفة للإنسان1، وجمعه
مشافر. فهذا هو الصحيح الأكثر في2 كلام العرب أن يخصوا كل نوع من
الحيوان في تسمية أعضائه باسم لا يشركه3 غيره للفرق بيها، وإن اختلفت
هيئاتها في الرخاوة والصلابة واللين والرقة والصغر والعظم وغير ذلك،
ومن الأعضاء ما أشركت4 العرب في التسمية بها بين بعض أنواع الحيوان
وغيره وبين بعضها، ومنها استعارت بعضها لبعض على طريق التشبيه أو
المدح، وأو الذم والعيب، فمن ذلك أنهم قالوا للإنسان مشفر أيضا، وذلك
إما على طريق الضخم والغلظ، أو على طريق العيب والذم5، كما قال
الفرزدق6:
__________
1 في نظام الغريب 119: "والمشفر: لذوات الظلف من البقر والغنم، ومن
الوحش من كل ذي ظلف، ولذات الخف المشفر أيضا".
2 ش: "من".
3 ش: "لا يشركه فيه".
4 ش: "شاركت".
5 لا زالت العامة في بعض مناطق السراة إذا أرادت أن تعير إنسانا بضخم
شفتيه نبزته بذلك. وينظر: الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها 94،
112، وأسرار البلاغة 36، والمخصص 7/48، والجمهرة 3/1312.
6 ديوانه 481 (ت/ الصاوي) من قصيدة يهجو بها أيوب بن عيسى الضبي.
واستشهد به سيبويه 2/136 على حذف اسم لكن ورفع "زنجي" على أنه خبر
"لكن"، والتقدير: ولكنك زنجي. وورد في بعض المصادر: "ولكن زنجيا"
بالنصب. ينظر: الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها 94، ومجالس ثعلب
1/105، وشرح القصائد السبع لابن الأنباري 145، وإيضاح شواهد الإيضاح
1/128، والجمهرة 3/1312.
(2/931)
فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي ... ولكن زنجي
غليظ1 المشافر
فجعل للإنسان مشفرا لأجل غلظ شفته، وإنما قال: غليظ المشافر بلفظ
الجمع، وإنما للإنسان شفتان، فلأن التثنية أول الجمع، لأنها جمع شيء
إلى شيء2، فجمع لهذا المعنى، ويجوز أن يكون جمعهما للمبالغة أو جمعهم
بما حواليهم مما اتصل بهما3.
وأما ذوات الخف: [161/أ] فإنها الإبل. والخف من البعير: هو الجلدة
الغليظة التي في باطن فرسنه، وهي التي تلي الأرض. والفرسن من البعير
بمنزلة القدم للإنسان.
وأما ذوات الحافر: فهي الخيل والبغال والحمير الأهلية والوحشية.
وأما ذوات الظلف: فهي البقر الأهلية والوحشية، والشاء والظباء، وكل ما
كان حافره مشقوقا.
وأما المقمة والمرمة: فالميم مكسورة من أولهما، كالمشفر، ولأنها
كالآلات التي تستعمل وتنقل، وجمعها مقام ومرام، وكأنها سميت
__________
1 كتب المصنف فوقها "وعظيم"، وفوق هذه كتب "معا" أي رواية أخرى، وهي
رواية الديوان.
2 ينظر: الإيضاح في علل النحو 137.
3 الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها 94، 112 واللسان (شفر) 4/419.
وينظر فيما جاء مجموعا وإنما هو اثنان أو واحد في: الكتاب 2/48، 3/621،
والمخصص 13/234، وفقه اللغة 298، والمفصل 226، وشرحه لابن يعيش 4/155،
والمزهر 2/191.
(2/932)
مقمة ومرمة، لأنها تقتم بها وترتم1، أي
تجمع وتكنس2 بها ما تأكل، وقد قيل فيهما أيضا: مقمة ومرمة بفتح
أولهما3، وهي لغة فكأنهما جعلا موضعا للقم والرم، ولم يجعلا بمنزلة
الآلتين.
وأما قوله: "ومن الخنزير الفنطيسة، ومن السباع الخطم والخرطوم"، فإن
ذكره هذا مع الشفة غلط، لأن أهل اللغة ذكروا عن العرب أن الفنطيسة
مكسورة الفاء أنف الخنزير4، ولم يذكر أحد منهم أنها شفته5، وهي فنعليلة
من الفطس6، وهو قصر الأنف وانخفاض قصبته، وجمعها فناطيس. وكذلك أيضا
قالوا: إن الخطم من كل دابة مقدم [161/ب] أنفه وفمه7. وقال بعضهم:
الخطم ما وقع
__________
1 الفرق لثابت 17. وفي فقه اللغة 107: "مقمة الثور، ومرمة الشاة".
2 ش: "تكسر".
3 بالكسر والفتح في الفرق لقطرب 46، وللأصمعي 57، ولأبي حاتم 26، وفيه:
"وسألت الأصمعي فأبى إلا الكسر: مقمة ومرمة.... وسمعت الفتح عن غير
الأصمعي" وهذه الرواية لا تتفق مع ما ورد في الفرق للأصمعي، وقول ثابت
في الفرق 17: "وحكى لي أبو نصر عن الأصمعي وغيره من العلماء: المرمة
والمقمة بالفتح أيضا. وأنكرها ابن الأعرابي".
4 الفرق لقطرب 48، وللأصمعي 61، ولأبي حاتم 27، ولثابت 20، ولابن فارس
56، والحيوان 4/106، وخلق الإنسان لثابت 145، والعين 7/338، والصحاح
3/959 (فرطس، فنطس) .
5 وذكر أنها أنف الخنزير وشفته في: المنتخب 1/48، وفقه اللغة 107.
6 ويقال لها أيضا: الفرطيسة، والفرطوسة، والفلطيسة. الإبدال 2/78، 93،
والمخصص 8/74، والعين 7/338، والجمهرة 2/1155، 1190 (فرطس، فنطس) .
7 العين (خطم) 4/226.
(2/933)
عليه الخطام فوق أنف البعير، وكثر حتى قيل:
خطم السبع وخطم الفرس1. والخطام للبعير حبل يجعل على أنفه يقاد به، كما
أن الرسن لغيره من الدواب هو حبل يجعل منها على مرسنها، وهو مقدم
أنفها. وجمع الخطم خطوم وخطام، وجمع الخطام – بمعنى الحبل – خطم، مثل
كتاب وكتب، وجمع الرسن أرسان.
والخرطوم بضم الخاء: اسم للأنف وما والاه2، وجمعه خراطيم. وقال ابن
درستويه: ويقال لأول كل شيء: خرطوم، حتى الخمر أول ما ينزل منها خرطوم،
وكل متقدم في كل شيء خرطوم، ومنه قيل للسادات: الخراطيم3. وقال الجبان:
خرطوم كل شيء: أوله، فقيل: ذلك للشفة وما جرى مجراها لتقدم ذلك في
الوجه4.
وأما السباع من الدواب: فإنها التي يكون غذواؤها اللحم، وهي تصطاد
وتفترس حيوانا آخر يخالفها5 في النوعية وتأكل لحمه، كالأسد والذئب
والضبع6 وأشباهها، وكذلك السباع من الطيور، هي التي
__________
1 الجمهرة (خطم) 1/610.
2 الخطم والخرطوم اسم للشفة والأنف من السباع وذوات الخف وغيرهما في:
الفرق لقطرب 46، 47، 48، وللأصمعي 58، 60، ولأبي حاتم 26، ولثابت 17،
20، ولابن فارس 55.
3 ابن درستويه (248/أ) ، وفيه "يبزل" بدل "ينزل".
4 الجبان 342.
5 ش: "من الحيوان ما يخالفها".
6 ش: "والنمر".
(2/934)
تصطاد أيضا، ولا تأكل شيئا سوى اللحم،
كالبازي والصقر والنسر وأشباهها.
وأما [162/أ] ذو الجناح: فهو كل طائر، فمنها ما هو صائد، ولا يكون
غذاؤه إلا اللحم كالبازي وأشباهه، ومنها ما ليس بصائد، ولا يكون غذاؤه
اللحم، كالحمام، والدجاج وغيره. وجمع المنقار مناقير، وهو مأخوذ من
النقر، وهو النقد والحفر1، وجمع المنسر مناسر، وهو مأخوذ من النسر، وهو
نتف اللحم وقلعه2.
(وهو الظفر من الإنسان، ومن ذي الخف المنسم، ومن ذي الحافر الحافر، ومن
ذي الظلف الظلف، ومن السباع والصائد من الطير المخلب، ومن الطير غير
الصائد والكلاب ونحوها البرثن، ويجوز البرثن في السباع كلها) 3.
قال أبو سهل: وهذا أيضا موضع فيه اضطراب، وأنا أبينه بتوفيق الله4.
فأما الظفر: فمضموم الظاء والفاء، وتسكين الفاء لغة فيه، ويقال له
__________
1 المقاييس (نسر) 5/425، (نقر) 468، واللسان (نقد) 3/426.
2 المقاييس (نسر) 5/425، (نقر) 468، واللسان (نقد) 3/426.
3 الفرق لقطرب 49-51، وللأصمعي 61-64، ولأبي حاتم 27، 28، ولثابت
22-24، ولابن فارس 63، والمنتخب 1-56، 57، وفقه اللغة 113.
4 قوله: "قال أبو سهل ... بتوفيق الله " ساقط من ش.
(2/935)
أيضا: أظفور1 بضم الألف، وجمع الظفر أظفار،
وجمع الأظفار أظافير، وجمع الأظفور أظافير أيضا.
وأما المنسم: فهو بفتح الميم وكسر السين، وجمعه مناسم، وفيه لغة أخرى:
منسم بكسر الميم وفتح السين2.
وجمع الحافر: حوافر.
وجمع الظلف: أظلاف3.
وأما المخلب: [162/ب] فهو بكسر الميم وفتح اللام، وجمعه
__________
1 وأنشد في التلويح 101 لأم الهيثم:
ما بين لقمته الأولى إذا انحدرت وبين أخرى تليها قيد أظفور
واللغات الثلاث والبيت في كتب الفرق السابقة، والجمهرة (ظفر) 2/762
وفيه: "أنشدنا أبو حاتم قال: أنشدتنا أم الهيثم، واسمها غيثة من بني
نمير بن عامر بن صعصعة" وأنشده باختلاف يسير. قلت: وحكى قطرب في الفرق
49 لغة رابعة هي "الظفر" بكسر الظاء وتسكين الفاء، وحكاها ابن هشام
أيضا في شرح الفصيح 296، والمدخل إلى تقويم اللسان 38 (عن ابن جني) .
وبهذه اللغة قرأ أبو السمال والحسن البصري في قوله تعالى: {وَعَلَى
الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام 146] . شواذ
القرآن. 47، والدر المصون 5/201. وعدها العلماء من لحن العامة. ينظر:
ما تلحن فيه العامة 101، وأدب الكاتب 396، ولحن العامة 107، وتثقيف
اللسان 144، وتصحيح التصحيف 369، والجمهرة (ظفر) 2/762.
2 الفرق لابن فارس 63.
3 خلط في التلويح 101 بين ذوات الحوافر وذوات الظلف فقال: "وذوات
الحوافر: الخيل والبغال والحمير الأهلية والوحشية، والشاء والظباء، وكل
ما كان حافره مشقوقا"!.
(2/936)
مخالب.
والبرثن: بضم الباء والثاء، وجمعه براثن.
فهذه الفصول كلها صحيحة إلا البرثن فإنه من السباع بمنزلة الإصبع من يد
الإنسان، والمخلب يكون في البرثن بمنزلة الظفر من الإصبع. قال هذا أبو
زيد الأنصاري وجماعة من أهل اللغة1. ويؤيد هذا ما قاله أبو زبيد الطائي
في وصفه الأسد بحضرة عثمان بن عفان – رضي الله عنه –: "وكف شثنة
البراثن إلى مخالب كالمحاجن"2 فأراد غلظ أصابعه، وقوله: "إلى مخالب"
أراد مع مخالب، وهي أظافير الأسد، وشبهها – لانعطافها – بالمحاجن، وهي
جمع محجن، وهو عصا معوجة الطرف، وهي الصولجان3. وقد بينت هذا بيانا
شافيا في "كتاب الأسد" وبالله التوفيق.
__________
1 قول أبي زيد في الفرق لثابت 23، والتهذيب (برثن) 15/168، ووافقه قطرب
في الفرق 50. والقول عن بعضهم في الفرق للأصمعي 62، ولأبي حاتم 28.
وذكر الأصمعي في الفرق أيضا، وكراع في المنتخب 1/57 أنه يقال لمخالب
السباع براثن أيضا، كما حكاه ثعلب.
2 من كلمة له منثورة يصف فيها أسدا، وكان مسافرا في صحبة، فراعهم الأسد
في مفازة وافترس واحدا من أصحابه. والكلمة تثير الهلع والذعر، وهي
بكاملها في: طبقات فحول الشعراء 2/594، وربيع الأبرار 4/413.
3 في التهذيب (صلج) 10/563: "الصولجان: عصا يعطف طرفها، يضرب بها الكرة
على الدواب، فأما العصا التي اعوج طرفها خلقة في شجرتها فهي محجن....
والصولجان والصولج والصلجة كلها معربة". وينظر: المعرب 422 (عبد
الرحيم) .
(2/937)
(وهو الثدي من الإنسان، ومن ذوات الخف
الأخلاف، والواحد خلف، ومن ذوات الحافر والسباع الأطباء، والواحد طبي،
ومن ذوات الظلف الضرع) 1.
قال أبو سهل: وهذا موضع فيه تخليط أيضا، وذلك أن الثدي لا يقال إلا
للمرأة فقط، ويقال له من الرجل: [163/أ] ثندؤة، وقد تقدم ذكر هذا في
الكتاب2.
ويقال له من ذوات الخف والظلف جميعا: الضرع3، وربم قيل لذوات الحافر
ضرع أيضا.
وأما الخلف بكسر الخاء وسكون اللام: فهو رأس ضرع الناقة، وهو الذي يقبض
عليه الحالب عند الحلب، ويلتقمه الفصيل عن الرضاع، وهو بمنزلة الحلمة
من رأس الثدي، وجمعه أخلاف. وقد بين هذا أبو عبيد القاسم بن سلام فقال:
والخلف: حلمة ضرع الناقة4. قال أبو سهل: وللناقة أربعة أخلاف، فاثنان
منها يسميان القادمين، وهما
__________
1 الفرق لقطرب 52-45، وللأصمعي 67-69، ولأبي حاتم 31، ولثابت 26، 27،
ولابن فارس 58، وأدب الكاتب 171، والمنتخب 1/52، 53، وفقه اللغة 113،
ونظام الغريب 181.
2 ص 852، 853.
3 كذا في المصادر السابقة، ما عدا فقه اللغة ونظام الغريب، فالضرع
فيهما لا يقال إلا لذوات الظلف، وخص كذلك بذوات اللظلف في: العين
1/270، والمحيط 1/303 (ضرع) . وفي أدب الكاتب 171: "وقد يجعل أيضا
الضرع لذوات الخف، والخلف لذوات الضرع".
4 الغريب المصنف (245/ب) .
??
(2/938)
المتقدمان اللذان يليان السرة، واثنان
يسميان الآخرين، وهما المتأخران اللذان يليان فخذيها وذنبها1.
وأما الأطباء: فهي من ذوات الحافر والسباع والخنزيرة، والواحد طبي بضم
الطاء وسكون الباء، وطبي أيضا بكسر الطاء2، وهي الهنية الشاخصة من
أجوافها، وهي بمنزلة الحلمة من ثدي المرأة أيضا، وجمعه أطباء، ولذوات
الحافر منها طبيان لا غير. وللبقرة أربعة أطباء، وللكلبة ثمانية3.
والضرع جمعه القليل أضرع، والكثير الضروع.
(وإذا أرادت الناقة الفحل قيل: قد [163/ب] ضبعت) 4 بكسر الباء، (ضبعة
شديدة) بفتحها، (وهي ضبعة) 5 بكسرها.
(ويقال لذوات الحافر: استودقت) 6 تستودق استيداقا، وهي
__________
1 الإبل 86، والفرق لقطرب 53، ولثابت 27.
2 اللغتان في الفرق لقطرب 53ن وفيه: "ويقال له من ذي الخف: الأطباء
أيضا".
3 ش: "وللبقرة أربعة أطباء، وللخزيرة مثل ما للكلبة سواء".
4 تنظر هذه المادة والفروق التي تليها في: الفرق لقطرب 74-76، وللأصمعي
81-83، ولأبي حاتم 37، 38، ولثابت 46-48، ولابن فارس 74، والمنتخب
1/136، 137، وفقه اللغة 162.
5 ينظر: الإبل 67، والشاء 5، ونوادر أبي مسحل 1/30، والعين (ضبع) 1/30.
6 الخيل لأبي عبيدة 147، وللأصمعي 351، والشاء 5، والعين (ودق) 5/198.
(2/939)
مستودقة، (وأودقت) أيضا تودق إيداقا،
(وأتان وديق وودوق، وبها وداق) 1 بكسر الواو على فعال، وهو اسم لا
مصدر2.
(وقد استحرمت الماعزة، وهي ماعزة حرمى) مفتوحة الحاء مقصورة، وجمعها
حرامى وحرام أيضا كعطاش، (وبها حرام) 3 بالكسر أيضا، وهو اسم لا مصدر.
(وقد حنت النعجة) بتخفيف النون، تحنو حناء بكسر الحاء والمد، (وهي حان)
4 بغير هاء، لأنها ليست جارية على فعلها5، وكذلك جميع ما تقدم من أسماء
الفاعلات في هذا الباب مما ليس فيه هاء،
__________
1 في الفرق لثابت 48: "ودقت تدق ودقا، فهي وديق وودوق، وأودقت تودق
إيداقا، فهي مودق بينة الوداق والودق".
2 ش: "لا مصدر له".
3 هذه عبارة أبي حاتم في الفرق 38 نصا. وفي الفرق لقطرب 75: "صرفت
الشاة صروفا وصرافا، واستحرمت". وفي الفرق لثابت 48: "وقد قالوا أيضا:
ناقة مستحرمة وحرمي". وقال ابن بري: "وأما الشاة حرمى فإنها وإن لم
يستعمل لها مذكر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل، لأن القياس المذكر منه
حرمان، فلذلك قالوا في جمعه: حرامي وحرام، كما قالوا: عجالى وعجال"
اللسان (حرم) 12/126. وينظر: الشاء 5، والغريب المصنف (172/أ) ، ونوادر
أبي مسحل 1/51، والمخصص 7/177، والعين 3/223.
4 في الفرق لابن فارس 74: "وهي حان وحانية". وينظر: الشاء 5، والغريب
المصنف (172/أ) ، ونوادر أبي مسحل 1/51، والمخصص 7/177، والعين (حنو)
3/302.
5 ولكنها على النسب كقولهم: امرأة طالق، أي ذات طلاق.
(2/940)
فليس هو جاريا على فعله1، ولو أجري على
فعله2 لثبتت فيه الهاء3. (وبها حناء) بالكسر والمد أيضا، اتفق الاسم
والمصدر بلفظ واحد.
(وصرفت الكلبة) تصرف صرافا4، (وبها صراف) أيضا، (وهي صارف، وأجعلت
أيضا) تجعل إجعالا، (فهي مجعل، وذئبة مجعل، وكذلك السباع كلها) 5.
(ويقال للبقرة من الوحش كما يقال للضائنة، والظبية عند العرب ماعزة،
والبقرة) [164/أ] الوحشية (عندهم نعجة6، ويقال للظبية إذا أرادت الفحل
كما يقال للماعزة) 7.
(ويقال: مات الإنسان) 8 يموت موتا، فهو ميت وميت
__________
1 ش: "أفعاله".
2 ش: "أفعاله".
3 فيقال: حنت فهي حانية، فهي كضربت فهي ضاربة. وينظر: ص 781 من هذا
الكتاب.
4 وصروفا أيضا. الفرق لقطرب 76، ولثابت 48.
5 في الغريب المصنف (172/أ) : "وللكلبة استحرمت، وروي هذا عن بني
الحارث بن كعب". وقال الأصمعي في الفرق 83: "الصارف ليس من كلام العرب،
وإنما ولده أهل الأمصار". وفي نوادر أبي مسحل 1/51: "ويقال في السباع:
صرفت، وأجعلت، واستحرمت، واستطارت". وينظر: الفرق لقطرب 76، والمنتخب
1/136.
6 الغريب المصنف (177/أ) ، والعين (نعج) 1/232.
7 في الفرق لقطرب 75: "وكل ذي ظلف يقال له: استحرم".
8 تنظر هذه المادة والفروق التي تليها في: الفرق لقطرب 185-188، ولثابت
100، 101، ولابن فارس 101، وفقه اللغة 133.
(2/941)
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} 1، وقال: {لِنُحْيِيَ بِهِ
بَلْدَةً مَيْتاً} 2.
(ونفقت الدابة) – وأكثر ما يقال ذلك لذي الحافر3 – ينفق نفوقا، فهو
نافق.
(وتنبل البعير) ينتبل تنبلا، فهو متنبل: (إذا مات، والنبيلة: الجيفة4.
وقال ابن الأعرابي: وتنبل الإنسان أيضا وغيره: إذا مات5، ومات يصلح في
ذلك كله) . وقال الشاعر6:
فقلت له يا باجعادة إن تمت ... تمت سيئ الأعمال لا يتقبل
وقلت له إن تلفظ النفس كارها ... أدعك ولا أدفنك حين تنبل
__________
1 سورة الزمر 30.
2 سورة الفرقان 49.
3 في الفرق لقطرب 188: "ويقال من ذي الحافر: نفق الفرس نفوقا، وهي لكل
شيء ما خلا الإنسان". ينظر: الفرق لثابت 100.
4 ذكرها، لأن تنبل البعير مأخوذ منها. ينظر: المنتخب 1/344، والمقاييس
(نبل) 5/383.
5 الغريب المصنف (185/ب) . وفي الفرق لقطرب 188: "تنبل البعير تنبلا
إذا مات، ولم نسمعه في غيره". وينظر: الفرق لثابت 100، والتهذيب (نبل)
15/36.
6 البيتان بلا نسبة في التلويح 103، والفصول والغايات 380، والأول
بلانسبة أيضا في: الدرة الفاخرة 2/473، والمخصص 13/177، وفصل المقال
121، والموصع 95، والشطر الأول والأخير عن ابن بري في اللسان 11/644،
والتاج 8/125 (نبل) . وأب جعادة: من كنى الذئب. المرصع 95.
(2/942)
(ويقال لجلد بيضة الإنسان: الصفن) 1 بفتح
الصاد والفاء2، والجمع أصفان. وفي رواية مبرمان عن ثعلب - رحمه الله -:
(ويقال لوعاء قضيب الإنسان: الصفن) 3.
(ووعاء قضيب البعير: الثيل) 4 بكسر الثاء وسكون الياء، وجمعه أثيال،
على مثال ميل وأميال.
(ووعاء قضيب الفرس وغيره من ذوات [164/ب] الحافر: القنب) 5 بضم القاف
وسكون النون، وجمعه أقناب.
__________
1 الفرق لقطرب 55، وخلق الإنسان للأصمعي 222، ولثابت 291، وللزجاج 58،
وللحسن بن أحمد 179، والمنتخب 1/79، وفقه اللغة 118، والعين 7/134،
والجمهرة 2/892، والصحاح 6/2152 (صفن) .
2 والصفن بتسكين الفاء. اللسان (صفن) 13/247.
3 الفرق لابن فارس 65.
4 الفرق لقطرب 55ن وللأصمعي 70، ولأبي حاتم 32، ولثابت 30، ولابن فارس
65، والغريب المصنف (157/أ) ، وأدب الكاتب 171، والمنتخب 1/81، وفقه
اللغة 119، والجمهرة 1/433، والصحاح 4/1650 (ثيل) . وفي العين (ثيل)
8/240: "الثيل: جراب قنب البعير. وقيل: بل هو قضيبه". وفي اللسان (ثيل)
9/95: "الثيل والثيل: وعاء قضيب البعير والتيس والثور".
5 الفرق لقطرب 55، وللأصمعي 70، ولأبي حاتم 32، وأدب الكاتب 171،
والمنتخب 1/81، وفقه اللغة 119، والجمهرة 1/374، والصحاح 1/206 (قنب) .
واتسع الخليل في مدلول "القنب" فقال: "القنب: جراب قضيب الدابة" العين
(قنب) 5/178. ولكنه قال في مادة (ثيل) 8/240: "لا يقال: القنب إلا
للفرس" فخص. وجعل ابن فارس في الفرق 65 القنب لذي الخف أيضا. وأنشد
المصنف في التلويح 103 للنابغة الجعدي (ديوانه 22) :
كأن مقط شراسيفه إلى طرف القنب فالمنقب
(2/943)
(ويقال لما يخرج من بطن المولود من الناس
قبل أن يأكل: العقي) 1 بكسر العين وسكون القاف، والجمع أعقاء.
(ويقال له من ذوات الحافر: الردج) 2 بفتح الراء والدال، وجمعه أرداج.
وكانت نساء الأعراب يخلطن فيه صمغا وغيره، ثم يتطررن به3، ويزين به
وجوههن وشعورهن، ولذلك قال الشاعر – ووصف امرأة قد استعدته4 -:
لها ردج في بيتها تستعده ... إذا جاءها يوما من الناس خاطب
__________
1 خلق الإنسان للأصمعي 159، ولثابت 12، والفرق لقطرب 70، وللأصمعي 80،
ولأبي حاتم 36، ولثابت 38، والغريب المصنف (77/ب) والمنتخب 1/62، وفقه
اللغة 115، والمخصص 5/60، والعين (عقى) 2/178. وفي نوادر أبي زيد:
العقي "أول ما يخرج من الصبي قبل أن يأكل طعاما، وكذلك من السخال". وفي
الفرق لابن فارس 69: "وأول ما يخرج من المولود: العقي والردج".
2 الفرق لقطرب 71، ولثابت 38، ولابن فارس 69، ونوادر أبي زيد 326،
والمنتخب 1/63ن وفقه اللغة 115. وفي العين (ردج) 6/77: "الردج: ما يخرج
من بطن السخلة أول ما توضع. ويقال للصبي أيضا". وحكى كراع في
المنتخب1/63 أنه "يقال للمهر والجحش: عقى عقيا، مثل الصبي".
3 في التهذيب (ردج) 10/642 عن ابن الأعرابي: "يتطرزن به" بالزاء
المعجمة، وفي اللسان 2/283: "يتطيرن".
4 ش: "استعدت الردج".والبيت منسوب إلى جرير في التهذيب 10/462، واللسان
2/283، والتاج 2/50 (ردج) ، وهو في ملحق ديوانه 2/1020.
(2/944)
(ويقال له من ذوات الخف: السخت) 1 بالتاء،
(و) بعضهم يقول: (السخد) 2 بالدال، وهما على مثال برد وقفل، والجمع
أسخات وأسخاد.
تم كتاب إسفار الفصيح3. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا
محمد النبي، وآله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما4.
بلغ السماع لصاحبه شهاب بن علي بن أبي الرجال، بقراءة مؤلفه الشيخ أبي
سهل محمد بن علي الهروي عليه كله في داره بمصر لاثنتي عشرة خلون من ذي
الحجة سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وسمع ذلك أبو القاسم مكي بن خلف
البصري، وعلي ابن خلف اللواتي، وصلى الله على نبيه محمد وسلم.
__________
1 الإبل 72ن وفقه اللغة 115، والجمهرة 1/578، والتهذيب 7/161،
والمقاييس 3/144، 147، والمحكم 5/44، 45 (سخت، سخد) . والسخت فارسي
معرب، وأصله "سختة" في المرزوقي (197/أ) ، والألفاظ الفارسية المعربة
85. وقال ابن ناقيا 2/451، 452: التاء مبدلة من الدال لقرب مخرجيهما.
قلت: والسخت والسخد عند أكثر علماء اللغة هو الماء الذي يكون مع الولد
في المشيمة، وينزل معه عند الولادة، وحكاه ثعلب عن ابن الأعرابي، وعنه
في التهذيب (سخد) 7/159. وينظر: خلق الإنسان للأصمعي 229، والغريب
المصنف (25/أ) ، والقلب والإبدال 42، وخلق الإنسان لثابت 14، والفرق له
64، والمنتخب 1/145، والتنبيهات 188، والمخصص 1/24، 25، والعين 4/193،
والمحيط 4/257، والصحاح 2/485، والمجمل 1/490 (سخد) .
2 زيد في ش: "لأبي سهل الهروي رحمه الله".
3 ش: "والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما".
4 كتب هذا السماع بخط يخالف خط المؤلف. وينظر: ص 94، 95 من قسم
الدراسة.
(2/945)
|