إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث بَاب الْكَاف
فِي إِعْرَاب الْمُشكل من حَدِيث
[84] كَعْب بن مَالك.
[85] كُلْثُوم بن الْحصين أبي رهم.
(1/167)
[84] كَعْب بن مَالك
تَوْجِيه قَوْله: " لدن أَن كَانَ ... "
(331) وَفِي حَدِيث كَعْب بن مَالك وتوبته: " وَالله، مَا زَالَ يبكي
لدن أَن كَانَ من أَمرك [مَا كَانَ] ".
" لدن " مَبْنِيَّة على السّكُون وَهِي بِمَعْنى: (عِنْد) الملاصق
للشَّيْء. وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {من لدن حَكِيم} وَقَالَ
تَعَالَى: {من لَدُنْك رَحْمَة} وَهِي مُضَافَة إِلَى مَا بعْدهَا.
وَقَوله: " أَن كَانَ " (أَن) فِيهِ مَصْدَرِيَّة. أَي: من لدن حُدُوث
أَمرك.
وَفِيه: " أَن أَنْخَلِع من مَالِي صَدَقَة " (صَدَقَة) مصدر، فَيجوز
أَن يكون مَنْصُوبًا (بأنخلع) ؛ لِأَن معنى الْخلْع الصَّدَقَة.
وَيجوز أَن يكون مصدرا فِي مَوضِع الْحَال أَي متصدقا.
اللُّغَات فِي أَيَّام أكل و " شرب "
(332) وَفِي حَدِيثه: " أَيَّام أكل وَشرب " (الشّرْب) مصدر. وَفِيه
ثَلَاث لُغَات: الضَّم وَالْفَتْح وَالْكَسْر. وَقَالَ جمَاعَة من
الْمُحَقِّقين: الْمصدر هُوَ الْفَتْح. وَالضَّم وَالْكَسْر اسمان
للمصدر، فعلى هَذَا يكون الْفَتْح فِي الحَدِيث أفْصح.
(1/168)
تَوْجِيه قَوْله: " ومنعة " بِفَتْح
النُّون
(333) وَفِي حَدِيثه حَدِيث لَيْلَة الْعقبَة: " وَهُوَ فِي عز ومنعة
من قومه " يجوز أَن يرْوى [بِسُكُون النُّون، وَهُوَ مصدر كالمنع
وَيجوز أَن يرْوى] بِفَتْحِهَا، وَهُوَ جمع مَانع مثل: كَافِر وكفرة.
وَالْمعْنَى: أَنه فِي عدد من قومه.
تَوْجِيه قَوْله: " بل الدَّم الدَّم وَالْهدم الْهدم "
وَفِيه: " قَالُوا: فَهَل عَسَيْت إِن نَحن فعلنَا ذَلِك ثمَّ أظهرك
الله أَن ترجع إِلَى قَوْمك وَتَدعنَا؟ ! قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُول
الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَقَالَ: بل الدَّم الدَّم وَالْهدم
الْهدم ". يجوز أَن يرْوى ذَلِك بِالرَّفْع فِي الْجَمِيع
وَالتَّقْدِير: بل دمى دمكم وهدمى هدمكم، أَي: من قصدني قصدكم.
وَيجوز أَن يرْوى بِالنّصب على تَقْدِير: احْفَظُوا الدَّم وَالْهدم،
وَكرر ذَلِك توكيدا، وَالْمعْنَى: أصاحبكم وأحفظكم كَمَا أحفظ دمي
وأصاحبه.
[85] كُلْثُوم بن الْحصين أَبُو رهم
تَوْجِيه قَوْله: " خشيَة أَن أُصِيب رَحْله "
(334) وَفِي حَدِيث كُلْثُوم بن الْحصين أبي [رهم] الْغِفَارِيّ: "
فيفزعني دنوها خشيَة أَن أُصِيب رَحْله " يَعْنِي: نَاقَته، (خشيَة)
مفعول لَهُ أَي: أتجنب ذَلِك خشيَة.
(1/169)
|