إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث بَاب الْمِيم
فِي إِعْرَاب مَا يشكل فِي أَحَادِيث
[86] مَحْمُود بن لبيد الأشْهَلِي.
[87] مرداس الْأَسْلَمِيّ.
[88] الْمسور بن مخرمَة.
[89] مُطِيع بن حَارِثَة الْعَدوي.
[90] معَاذ بن أنس الْجُهَنِيّ.
[91] معَاذ بن جبل
[92] مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان.
[93] معيقيب بن أبي فَاطِمَة.
[94] الْمُغيرَة بن شُعْبَة.
[95] الْمِقْدَام بن معد يكرب.
(1/170)
[86] مَحْمُود بن لبيد الأشْهَلِي
تَوْجِيه قَوْله: " أحربا ورغبة "
(335) فِي حَدِيث مَحْمُود بن لبيد الأشْهَلِي: " قَالُوا: مَا جَاءَ
بك يَا عَمْرو؟ ! أحربا على قَوْمك؟ أَو رَغْبَة فِي الْإِسْلَام؟ "
حَربًا ورغبة مصدران انتصبا على الْمَفْعُول لَهُ. أَي: جِئْت للحرب
وَالرَّغْبَة.
وَيجوز أَن يَكُونَا حَالين أَي مُحَاربًا وراغبا.
وَفِيه: " بل رَغْبَة " يجوز رَفعه أَي: [بل] ذَلِك رَغْبَة، أَو جَاءَ
بِي الرَّغْبَة، وَالنّصب على الْمَفْعُول لَهُ.
[87] مرداس بن لبيد الْأَسْلَمِيّ
قد تجئ الْحَال معرفَة
(336) وَفِي حَدِيث مرداس الْأَسْلَمِيّ: " يذهب الصالحون الأول
فَالْأول ". [يجوز رَفعه على الصّفة أَو الْبَدَل أَو النصب على
الْحَال، وَجَاز ذَلِك، وَإِن كَانَ فِيهِ الْألف وَاللَّام؛ لِأَن
الْحَال مَا يتلخص من المكرر] ؛ لِأَن التَّقْدِير: ذَهَبُوا مترتبين.
(1/171)
[88] الْمسور بن مخرمَة
تَوْجِيه قَوْله: " فِي خيل لقريش طَلِيعَة "
(337) وَفِي حَدِيث الْمسور بن مخرمَة حَدِيث عهد الْحُدَيْبِيَة
وَكتاب رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] [إِلَى الْمُشْركين] .
قَالَ: " إِن خَالِد بن الْوَلِيد فِي خيل لقريش طَلِيعَة " [طَلِيعَة]
حَال من الضَّمِير " فِي خيل " وَلَا يجوز أَن يكون حَالا من لفظ "
خَالِد "؛ لِأَن (إِن) [لَا] تعْمل فِي الْحَال، وَالتَّقْدِير: إِن
خَالِدا [كَائِن] فِي الْخَيل [أَو مُسْتَقر] ، فالعامل فِي الْحَال
الِاسْتِقْرَار.
وَفِيه: " فَانْطَلق يرْكض [نذيرا لقريش ". (نذيرا) حَال من الضَّمِير
فِي (يرْكض] وَالْعَامِل فِيهِ [يرْكض] ويركض فِي مَوضِع النصب على
الْحَال من الضَّمِير فِي (انْطلق) .
[89] مُطِيع بن حَارِثَة الْعَدوي
تَوْجِيه قَوْله " لَا يقتل رجل من قُرَيْش بعد الْعَام صبرا "
(338) وَفِي حَدِيث مُطِيع بن حَارِثَة الْعَدوي: " لَا يقتل رجل من
قُرَيْش بعد الْعَام صبرا أبدا " (صبرا) مصدر فِي مَوضِع الْحَال [أَي:
لَا يقتل مصبورا] أَي: مَحْبُوسًا، (وأبدا) ظرف.
(1/172)
[90] معَاذ بن أنس الْجُهَنِيّ
تَوْجِيه قَوْله: " أَي الْمُجَاهدين أعظم اجرا؟ "
(339) وَفِي حَدِيث معَاذ بن أنس الْجُهَنِيّ: " أَن رجلا [سَأَلَهُ
فَقَالَ:] أَي الْمُجَاهدين أعظم أجرا؟ قَالَ: أَكْثَرهم لله ذكرا "
(أَي) مُبْتَدأ واستفهام، (وَأعظم) خبر الْمُبْتَدَأ، (وَأَجرا)
تَمْيِيز، وَكَذَلِكَ (أَكْثَرهم ذكرا) ، وَكَذَلِكَ بَاقِي الحَدِيث.
تَوْجِيه قَوْله: " من ترك أَن يلبس صَالح الثِّيَاب وَهُوَ يقدر
عَلَيْهِ تواضعا لله "
(340) وَفِي حَدِيثه: " من ترك أَن يلبس صَالح الثِّيَاب، وَهُوَ يقدر
عَلَيْهِ تواضعا لله ".
" أَن يلبس " مفعول (لترك) أَي: ترك لبس صَالح الثِّيَاب، و " هُوَ
يقدر " جملَة فِي مَوضِع الْحَال، و " تواضعا " يجوز أَن يكون
مَفْعُولا لَهُ [أَي:] للتواضع، وَأَن يكون مصدرا فِي مَوضِع الْحَال
أَي: متواضعا.
تَوْجِيه قَوْله " الْجفَاء كل الْجفَاء، وَالْكفْر كل الْكفْر ... من
يسمع مُنَادِي الله وَلَا يُجيب "
(341) وَفِي حَدِيثه: " الْجفَاء كل الْجفَاء، وَالْكفْر كل الْكفْر،
والنفاق كل النِّفَاق، من يسمع مُنَادِي الله يُنَادي بِالصَّلَاةِ،
وَيَدْعُو إِلَى الْفَلاح وَلَا يُجيب ".
(الْجفَاء) فِي الأَصْل مصدر وَهُوَ هَهُنَا مُبْتَدأ، (وكل الْجفَاء)
توكيد، (وَالْكفْر والنفاق) معطوفان على الْجفَاء، و " من سمع " خبر
مُبْتَدأ وَلَا بُد فِيهِ من حذف مُضَاف تَقْدِيره: " إِعْرَاض من سمع
"؛ لِأَن " من " [جثة] بِمَعْنى شخص أَو إِنْسَان، والجفاء لَيْسَ
بالإنسان، وَالْخَبَر يجب أَن يكون هُوَ الْمُبْتَدَأ أَي: فِي
الْمَعْنى، والإعراض هُنَا جفَاء.
(1/173)
[91] معَاذ بن جبل
تَوْجِيه قَوْله: " فيتسخطها "
(342) وَفِي حَدِيث معَاذ بن جبل فِي عَلَامَات السَّاعَة: " وَأَن
يعْطى الرجل ألف دِينَار فيتسخطها ".
الْجيد: [نصب] (فيتسخطها) عطفا على يعْطى، وَيجوز الرّفْع على
تَقْدِير: فَهُوَ يتسخطها.
تَوْجِيه قَوْله: " صَادِقا من قلبه "
وَفِي حَدِيثه: " من مَاتَ وَهُوَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله،
وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، صَادِقا من قلبه ... ". (صَادِقا) حَال
من الضَّمِير فِي (يشْهد) .
تَوْجِيه قَوْله: " لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا "
(343) وَفِي حَدِيثه: " من لقى الله لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا " (شَيْئا)
مفعول (يُشْرك) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه
أحدا} .
وَيجوز أَن يكون (شَيْئا) فِي مَوضِع الْمصدر تَقْدِيره: لَا يُشْرك
بِهِ إشراكا؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَا يضركم كيدهم شَيْئا} أَي:
ضَرَرا.
تقدم خبر كَانَ على اسْمهَا
(344) وَفِي حَدِيثه: " من صلى الصَّلَوَات الْخمس، وَحج الْبَيْت،
وَصَامَ رَمَضَان، كَانَ
(1/174)
حَقًا على الله [أَن] يغْفر لَهُ ".
" حَقًا " خبر كَانَ تقدم على اسْمهَا، وَاسْمهَا " أَن يغْفر " أَي:
كَانَ الغفران لَهُ حَقًا على الله كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَكَانَ حَقًا
علينا نصر الْمُؤمنِينَ} وَقَوله تَعَالَى: {أَكَانَ للنَّاس عجبا أَن
أَوْحَينَا}
تَوْجِيه قَوْله: " فتجدونه رَاعيا معزى "
(345) وَفِي حَدِيثه: " انْظُرُوا [فستجدونه إِمَّا] رَاعيا معزى أَو
مكلبا ". . الحَدِيث.
(رَاعيا) مَنْصُوب حَالا من الْهَاء (وتجد) هُنَا من: وجدان الضَّالة،
فيتعدى إِلَى مفعول وَاحِد، (ومعزى) مَنْصُوب براع وَمثله (مكلبا) .
تَوْجِيه قَوْله: " من كَانَ آخر كَلَامه: لَا إِلَه إِلَّا الله "
(346) وَفِي حَدِيثه: " من كَانَ آخر كَلَامه: لَا إِلَه إِلَّا الله "
آخر بِالرَّفْع اسْم كَانَ، و " لَا إِلَه إِلَّا الله " فِي مَوضِع
نصب خَبَرهَا، وَيجوز الْعَكْس.
تَوْجِيه قَوْله: " من غزا فخرا ورياء "
(347) وَفِي حَدِيثه: " من غزا فخرا ورياء " يجوز أَن يكون مَفْعُولا
لَهُ، وَأَن يكون مصدرا فِي مَوضِع الْحَال، وَمثله فِي حَدِيثه
أَيْضا: " [بَكَى] خشعا ".
(1/175)
تَوْجِيه قَوْله: " قد ملئ جنَانًا "
(348) وَفِي حَدِيثه: " إِن طَالَتْ [بك] حَيَاة أَن ترى هَهُنَا قد
ملئ جنَانًا " يجوز أَن يكون تمييزا لِأَن [الملء] للمكان يكثر
أَنْوَاعه فيتميز بَعْضهَا.
وَيجوز أَن يكون مَفْعُولا ثَانِيًا؛ لِأَنَّك تَقول: مَلَأت الْمَكَان
بِكَذَا، فَيكون مَفْعُولا بِهِ.
تَوْجِيه قَوْله: " لَا تتركن صَلَاة مَكْتُوبَة مُتَعَمدا "
(349) وَفِي حَدِيثه: " وَلَا تتركن صَلَاة مَكْتُوبَة مُتَعَمدا "
(مُتَعَمدا) حَال، وَصَاحب الْحَال الضَّمِير فِي (تتركن) . وَفِيه: "
وَلَا ترفع عَنْهُم عصاك [تأديبا] " هُوَ مفعول لَهُ تَقْدِيره: اضربهم
تأديبا، أَي: للتأديب.
بِنَاء (قبل) على الضَّم لقطعها عَن الْإِضَافَة
(350) وَفِي حَدِيثه: " أتيت رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]
أطلبه فَقيل لي: خرج قبل " (قبل) هُنَا مَبْنِيَّة على الضَّم؛
لِأَنَّهَا قطعت عَن الْإِضَافَة وَمثله: {لله الْأَمر من قبل وَمن
بعد} .
وَفِيه: " سَأَلته أَن لَا يهْلك أمتِي غرقا " يجوز أَن يكون تمييزا،
وَأَن يكون فِي مَوضِع الْحَال، وَأَن يكون مَفْعُولا لَهُ.
تَوْجِيه قَوْله " أَن لَا يلْبِسهُمْ شيعًا "
(351) وَفِي حَدِيثه: " أَن لَا يلْبِسهُمْ شيعًا " هُوَ حَال من
الْهَاء فِي (يلْبِسهُمْ) وَقَوله:
" فَقلت: حمى أَو طاعونا " هما منصوبان بِفعل مَحْذُوف تَقْدِيره:
فيسلط الْآن أَو فَيلقى.
(1/176)
[92] مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان
تَوْجِيه قَوْله: " أما إِنِّي لم أستحلفكم تُهْمَة لكم "
(352) وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان: " أما إِنِّي لم
[أستحلفكم] تُهْمَة لكم ".
تُهْمَة: مَنْصُوب على أَنه مفعول لَهُ أَي: لأجل التُّهْمَة، وَيجوز
أَن يكون مصدرا فِي مَوضِع الْحَال أَي مُتَّهمًا.
وَفِيه: " وَمَا كَانَ أحد فِي منزلتي من رَسُول الله [صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم] أقل عَنهُ حَدِيثا ". (أحد) اسْم كَانَ، (وَفِي
منزلتي) نعت لأحد، (وَأَقل) خبر كَانَ، و (حَدِيثا) تَمْيِيز. وَهُوَ
فعيل مصدر بِمَعْنى التحديث، وَأما (عَنهُ) فَيتَعَلَّق بِمَحْذُوف
تَقْدِيره: أقل رِوَايَة أَو تحديثاً عَنهُ، فَلَمَّا حذف فسر
بِحَدِيث. وَيجوز أَن يكون (عَنهُ) نعتا للْحَدِيث أَي: حَدِيثا
كَائِنا عَنهُ، فَقدم فَصَارَ حَالا.
تَوْجِيه قَوْله: " صلى بهم الظّهْر وَالْعصر، وَالْعشَاء الْآخِرَة
أَرْبعا أَرْبعا "
(353) وَفِي حَدِيثه: " وَكَانَ عُثْمَان إِذا قدم مَكَّة صلى بهم
الظّهْر وَالْعصر وَالْعشَاء الْآخِرَة أَرْبعا أَرْبعا ". (أَرْبعا)
مَنْصُوب على الْمصدر كَمَا تَقول: قد صلى صَلَاة هِيَ أَربع، وكما
تَقول: ركع أَربع رَكْعَات، (فأربع) عدد مُضَاف إِلَى الْمصدر، فينتصب
انتصابه كَقَوْلِهِم: ضَربته ثَلَاث ضربات أَي: ضربات ثَلَاثًا، فَقدم
وأضاف، وَإِذا أضيفت صفة الْمصدر [إِلَيْهِ] انتصب نصب المصادر.
(1/177)
[93] معيقيب بن أبي فَاطِمَة
تَوْجِيه قَوْله: " إِن كنت فَاعِلا فَوَاحِدَة "
(354) وَفِي مُسْند معيقيب: " إِن كنت فَاعِلا فَوَاحِدَة " يجوز النصب
على تَقْدِير: فافعل وَاحِدَة، وَالرَّفْع على تَقْدِير: فَوَاحِدَة
جَائِزَة، وَيَعْنِي بذلك تَسْوِيَة التُّرَاب لموْضِع السُّجُود.
[94] الْمُغيرَة بن شُعْبَة
تَوْجِيه قَوْله: " فَمَكثَ طَويلا
(355) وَفِي حَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة: " فَمَكثَ طَويلا "
[طَويلا] نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره: زَمنا طَويلا.
[95] الْمِقْدَام بن معد يكرب
تَوْجِيه قَوْله: " مَا أكل أحد قطّ طَعَاما خيرا من أَن يَأْكُل من
عمل يَده "
(356) وَفِي حَدِيث الْمِقْدَام بن معد يكرب أبي [كَرِيمَة] : " مَا
أكل أحد قطّ طَعَاما خيرا من أَن يَأْكُل من عمل يَده ". (خيرا)
مَنْصُوب على الصّفة لطعام، (وقط) مَبْنِيَّة على الضَّم، وَيُرَاد
بهَا الزَّمَان الْمَاضِي.
(1/178)
|