إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

بَاب النُّون

فِي إِعْرَاب مَا يشكل فِي حَدِيث

[96] أبي بَرزَة نَضْلَة بن عبيد.

[97] النُّعْمَان بن بشير.

[98] أبي بكرَة نفيع بن الْحَارِث بن كلدة.

[99] نقادة الْأَسدي.

[100] النواس بن سمْعَان الْكلابِي.

(1/179)


[96] ابو بَرزَة نَضْلَة بن عبيد الْأَسْلَمِيّ

خلط جمَاعَة من الْمُحدثين فِي حَدِيث جليبيب

(357) فِي حَدِيث أبي بَرزَة - نَضْلَة بن عبيد - أَنه قَالَ فِي حَدِيث جليبيب: " فَقَالَت أمهَا: أجليبيب إنيه؟ " جمَاعَة من الْمُحدثين يخلطون فِي هَذَا اللَّفْظ، وَالصَّوَاب فِيهِ وَجْهَان:
أَحدهمَا: أجليبيب نيه؟ ! وَحَقِيقَته أَنه تَنْوِين كسر وأشبعت كَسرته فَنَشَأَتْ مِنْهَا الْيَاء، ثمَّ زيدت الْهَاء ليَقَع الْوَقْف عَلَيْهَا.
وَالثَّانِي: أجليبيب إنيه؛ (فإنيه) كلمة مُنْفَصِلَة مِمَّا قبلهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(بَيْنَمَا نَحن واقفون بفلج ... قَالَت الدلج الرواء: إنيه)

وَالْغَرَض من ذَلِك كُله الِاسْتِفْهَام على طَريقَة الْإِنْكَار، وَقد ذكره سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه، وَسمعت هَذَا كُله فِي [هَذَا] الحَدِيث من شَيخنَا أبي مُحَمَّد الخشاب [وَقت سَمَاعنَا عَلَيْهِ مُسْند أَحْمد بن حَنْبَل رَحمَه الله] .
[97] النُّعْمَان بن بشير

تَوْجِيه قَوْله: " أكلهم أَعطيتهم "

(358) وَفِي [حَدِيث النُّعْمَان بن بشير، قَالَ] : " أكلهم أَعطيتهم [كَمَا أَعْطيته " فِي كلهم " وَجْهَان:

(1/180)


الرّفْع على الِابْتِدَاء و " أَعطيتهم " وَمَا عمل فِيهِ الْخَبَر.
وَالثَّانِي: النصب تَقْدِيره: أَعْطَيْت كلهم فَحذف الْفِعْل وَفَسرهُ بقوله: أَعطيتهم، وَلَا يجوز أَن ينصب (كلهم) بأعطيتهم؛ لِأَن (أَعطيتهم) قد تعدى إِلَى مفعولين، و [هما] (الضَّمِير) و (مثله) . فَأَما قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: " أكل بنيك نحلت مثل هَذَا؟ " فَالصَّوَاب نصب: (كل) بنحلت؛ لِأَنَّهُ لم يشغل عَنهُ بضميره، وَالرَّفْع بعيد، [وَإِنَّمَا مَوْضِعه الشّعْر، وعَلى ذَلِك كُله نَص] سِيبَوَيْهٍ.
[98] أَبُو بكرَة نفيع بن الْحَارِث بن كلدة

تَوْجِيه قَوْله: " مَا يزن ذرة "

(359) وَفِي حَدِيث أبي بكرَة - نفيع بن الْحَارِث بن كلدة: " وَيخرجُونَ من كَانَ فِي قلبه مَا يزن ذرة ". " ذرة " مَنْصُوب (بيزن) على أَنه مفعول بِهِ؛ [لِأَن] تَقْدِيره: لَا يساوى فِي الْقدر بعوضة.
[99] نقادة الْأَسدي
تَوْجِيه قَوْله: " اللَّهُمَّ اجْعَل قوت فلَان يَوْم يَوْم "
(360) وَفِي حَدِيث نقادة الْأَسدي: " اللَّهُمَّ اجْعَل قوت فلَان يَوْم يَوْم ".

(1/181)


التَّقْدِير: قوت يَوْم فَحذف الْمُضَاف وَأبقى الْمُضَاف إِلَيْهِ [على] جَرّه، (وَيَوْم) الثَّانِي تَكْرِير لَهُ، وَيجوز أَن يكون: يَوْم يَوْم [فركبهما] وبناهما على الْفَتْح كَمَا تَقول: " لَقيته صباح مسَاء "، و " سقطوا بَين بَين ".
وَإِن ورد [يَوْمًا] بِالنّصب والتنوين جَازَ وَكَانَ جيدا.
[100] النواس بن سمْعَان الْكلابِي

تَوْجِيه قَوْله: مَا لبثه فِي الأَرْض؟ قَالَ: " أَرْبَعِينَ يَوْمًا "

(361) وَفِي حَدِيث النواس بن سمْعَان الْكلابِي حَدِيث الدَّجَّال: " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، مَا لبثه فِي الأَرْض؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ يَوْمًا ".
جَاءَ (أَرْبَعِينَ) مَنْصُوبًا فِي هَذِه الرِّوَايَة. وَالْوَجْه فِيهِ أَنه يقدر بيلبث أَرْبَعِينَ، أَو يُقيم أَرْبَعِينَ، وَدلّ على ذَلِك قَوْله: " مَا لبثه ".

(1/182)