اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر الباب الثاني عشر
باب السين
فَصْلُ الصَّحِيحِ المُتَّفِقِ:
سَفَكَ الدَّمَ يَسْفُكُ وَيَسْفِكُ سَفْكاً: إِذَا أَرَاقَهُ.
سَمَطَ الجَدْي يَسْمُطُهُ وَيَسْمِطُهُ سَمْطاً: إِذَا نَظَّفَهُ مِنَ
الشَّعَرِ بِالمَاءِ الحَارِّ، لِيَشْوِيَهُ، فَهُوَ سَمِيطٌ
وَمَسْمُوطٌ؛ وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، يُخْبِرُ عَنْ
حَالِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ فِيهِ: "وَلاَ رَأَى
شاةً سَمِيطاً بِعَيْنِهِ قَطُّ". وَأَمَّا سَمَطَ اللَّبَنُ، إِذَا
ذَهَبَتْ عَنْهُ حَلاَوَةُ الحَلِيبِ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ،
فَمُضَارِعُهُ بِالضَّم.
سَنَفَ البَعِيرَ يَسْنُفُهُ وَيَسْنِفُهُ: إِذَا شَددَّ عَلَيْهِ
السِّنَافَ، وَهُوَ فِي قَوْلِ الأَصْمَعِيّ: حَبْلٌ يُشَدُّ مِنَ
التَّصْدير حَتَّى يُجْعَلَ وَرَاءَ الكِرْكِرَةِ، فَيَثْبُتُ التصدير
فِي مَوْضِعِهِ. قَال الخَلِيلُ: السِّنَافُ لِلْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ
اللَّبَبِ لِلدَّابَّةِ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: وَلاَ يُقَالُ إِلاَّ:
أَسْنَفْتُ.
(1/135)
فَصْلٌ فِي الصَّحِيحِ المُخْتَلِفِ:
سَبَتَ يَسْبُتُ بِالضَّم سُبَاتاً: نَامَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} [النبأ: 9]. وَسَبَتَ اليَهُودُ
يَسْبِتُونَ، بِالكَسْرِ، سَبْتاً: إِذَا قَامُوا بأمر سبتهم قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ} [الأعراف: 163].
سَدَسَ القَوْمَ يَسْدُسُهُمُ بِالضَّمّ: إِذَا أَخَذَ سُدُسَ
أَمْوَالِهِمْ. وَسَدَسَهُمْ يَسْدِسُهُمْ، بِالكَسْرِ: إِذَا كَانَ
لَهُمْ سَادِساً.
فَصْلٌ فِي الأَجْوَفِ المُتَّفِقِ:
سَاخَتْ قَوَائِمُهُ بِالأَرْضِ تَسُوخُ وَتَسِيخُ: إِذَا دَخَلَتْ
فِيهَا وَغَابَتْ، وَيُقَالُ: صَاخَتْ بِالصَّادِ،
(1/136)
قَالَ الصَّغَانِي: الصَّادُ وَالسينُ
يَتَعَاقَبَانِ فِي كُل كَلِمَةٍ فِيهَا خَاءٌ. وَكَذَلِكَ سَاخَ
وَيَسِيخُ: إِذَا بَنَى بِالطينِ، وَالسِّيَاخُ: بِنَاءُ الطينِ.
سَاغَ الرَّجُلُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ يسُوغُهُ وَيَسِيغُهُ: إِذَا
شَرِبَهُ سَهْلاً مِنْ غَيْرِ كَرَاهِيَةٍ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ:
وَالجَيّدُ: أَسَاغَ يُسِيغُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يَتَجَرَّعُهُ
وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} [إبراهيم: 17]. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
{عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ} [فاطر: 12] فَهُوَ مِنْ سَاغَ الشَّرَابُ:
إِذَا سَهُلَ، فَهُوَ غَيْرُ مُتَعَدٍّ.
(1/137)
فَصْلٌ فِي الأَجْوَفِ المُخْتَلِفِ:
سَارَ الرَّجُلُ الحَائِطَ يَسُورُ سَوْراً، وَمِنْهُ قَوْلُهُ
تَعَالَى: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص: 21] وَسَارَ يَسِيرُ
سَيْراً وَمَسِيراً وَتَسْيَاراً، يُقَالُ: بَارَكَ اللَّهُ فِي
مَسِيرِكَ، أَيْ: سَيْرِكَ وَهُوَ شَاذٌّ، لأَنَّ قِيَاسَ اسْمِ
المَصْدَرِ مِنْ (فَعَلَ يَفْعِلُ): (مَفْعَلٌ)، بِالفَتْحِ.
سَافَ يَسُوفُ: إِذَا هَلَكَ، وَيُقَالُ فِيهِ: يَسَافُ. وَسَافَ
الدَّلِيلُ التُّرَابَ يَسُوفُهُ: إِذَا شَمَّهُ لِيَعْلَمَ أَيْنَ
هُوَ، وَقَدْ أَحْسَنَ أَبُو العَلاَء المَعَرِيّ حَيْثُ قَالَ:
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ يَا أُمَامَةَ بَعْدَمَا ... نَزَلَ الدَّلِيلُ
إِلَى التُّرَابِ يَسُوفُهُ
(1/138)
وَيُقَالُ فِيهِ: اسْتَافَ، قَالَ
الشَّاعِرُ [رؤبة]:
إِذَا الدَّلِيلُ اسْتَافَ أَخْلاَقَ الطُّرُقْ
[كَأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَلَقْ]
وَعَلَيْهِ حُمِلَ قَوْلُ المَعَرّي أَيْضاً:
أَوْدَى فَلَيْتَ الحَادِثَاتِ كَفَافِ ... مَالُ المُسِيفِ وَعَنْبَرُ
المُسْتَافِ
فَالمُسِيفُ: الَّذِي قَدْ ذَهَبَ مَالُهُ، وَالمُسْتَافُ: الَّذِي
يَشُم الشَّيْءَ. وَسَافَتْ يَدُهُ تَسُوفُ.
(1/139)
فَصْلٌ في المُعْتَل المُتَّفِقِ:
سَحَا الرَّجُلُ الطينَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ يَسْحُو وَيَسْحِي: إِذَا
جَرَفَهُ؛ وَالآلَةُ الَّتِي يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى ذَلِكَ يُقَالُ
لَهَا: المِسْحَاة، وَهِيَ المُسْتَعْمَلَةُ اليَوْمَ عِنْدَ أَهْلِ
الغَرْبِ، وَهِيَ لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ اليَوْمَ، وجعمها [الـ]
مَسَاحِي، وَفِي قِصَّةِ خَيْبَرَ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا بِمَسَاحِيهِمْ،
وَيُقَالُ لَهَا: المِجْرَفَة، وَهِيَ المُسْتَعْمَلَةُ عِنْدَ أَهْلِ
الشَّامِ.
سَخَا الرَّجُلُ النَّارَ يَسْخُوهَا وَيَسْخِيهَا: إِذَا أَوْقَدَهَا
فَاجْتَمَعَ الجَمْرُ وَالرَّمَادُ فَفَرَّجََهُ. وَسَخَا بِمَاله
يَسْخُو سخاً وَسَخَاوَةً وَسَخَاءً: إِذَا جَادَ وَتَكَرَّمَ،
فَيَكُونُ مِنْ بَابِ المُعْتَلّ المُخْتَلِفِ.
سَرَى الرَّجُلُ الثَّوْبَ عَنْهُ: إِذَا ألْقَاهُ، يَسْرُو وَيَسْرِي
سَرْواً.
سَلاَ الرَّجُلُ عَنه الحُبِّ يَسْلُو وَيَسْلِي: إِذَا تَخَلَّى
عَنْهُ.
(1/140)
فَصْلٌ فِي المُعْتَلِّ المُخْتَلِفِ:
سَرَتِ التَّلْبِينَةُ فُؤَادَ السَّقِيمِ: إِذَا كَشَفَتْ عَنْهُ مَا
بِهِ، وَسَرَتِ الجَرَادَةُ: إِذَا بَاضَتْ، تَسْرُو، فِي ذَلِكَ.
وَسَرَى يَسْرِي: إِذَا مَشَى لَيْلاً، وَالاسْمُ: السُّرَى، وَمِنْهُ
قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا السُّرَى يَا جَابِرُ؟ ".
(1/141)
|