اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر

الباب الخامس والعشرون

باب الهاء
فَصْلُ الصَّحِيحِ المُتَّفِقِ:
هَجَنَتِ البَهَائِمُ تَهْجُنُ وَتَهْجِنُ.
هَدَبَ الثَّمَرَةَ يَهْدُبُهَا وَيَهْدِبُهَا: إِذَا جَنَاهَا، وَمِنْهُ الحَدِيثُ: "أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهْوَ يَهْدِبُهَا" أَيْ: يَجْتَنِيهَا.
هَذَرَ فِي مَنْطِقِهِ يَهْذُرُ وَيَهْذِرُ هَذْراً، وَالاسْمُ: الهَذَرُ، بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ الهَذَيَانُ.
هَرَجَ يَهْرُجُ وَيَهْرِجُ: إِذَا نَكَحَ، وَيُقَالُ: يَهْرَجُ بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ مَا فِي الحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ: "يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الحُمُرِ"؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ يَتَخَالَطُونَ رِجَالاً وَنِسَاءً، وَيَتَنَاكَحُونَ مُزَانَاةً، ذَكَرَهُ صَاحِبُ "المَطَالِعِ".

(1/218)


هَمَجَتِ الإِبِلُ المَاءَ تَهْمُجُ وَتَهْمِجُ: إِذَا شَرِبَتْ مِنْهُ.
هَمَلَتْ عَيْنُهُ تَهْمُلُ وَتَهْمِلُ هَمْلاً وَهَمَلاَناً، أَيْ: فَاضَتْ.

فَصْلٌ فِي الأَجْوَفِ المُتَّفِقِ:
هَادَ يَهُودُ وَيَهِيدُ: إِذَا تَابَ، وَأَصْلُهُ: المَيْلُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: 156] بِضَمِّ الهَاءِ، جَاءَ عَلَى هَادَ يَهُودُ.
هَاشَ القَوْمُ يَهُوشُونَ وَيَهِيشُونَ هَيْشاً: إِذَا تَحَرَّكُوا وَهَاجُوا، وَقَالَ الفَرَّاءُ: هَاشَ يَهِيشُ: إِذَا حَوَى وَجَمَعَ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ المُخْتَلِفِ.

(1/219)


فَصْلٌ فِي الأَجْوَفِ المُخْتَلِفِ:
هَاعَ الرَّجُلُ يَهُوعُ: إِذَا تَكَلَّفَ القَيْءَ، وَيُقَالُ: هَاعَ يَهَاعُ: إِذَا غَلَبَهُ القَيْءُ، وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، وَفِي "الجَمْهَرَةِ": هَاعَ يَهُوعُ وَيَهَاعُ: إِذَا قَاءَ، والاسْمُ الهُوَاعُ. وَهَاعَ يَهِيعُ: إِذَا ضَجِرَ.

فَصْلٌ فِي المُضَاعَفِ المُتَّفِقِ:
هَرَّ الشَّيْءَ يَهُرُّهُ وَيَهِرُّهُ: إِذَا كَرِهَهُ، وَالكَسْرُ شَاذٌّ،

(1/220)


وَهُنَا تَنْبِيهٌ، وَهْوَ أَنَّ بَيْتَ قَيْسِ بْنِ ذَرِيحٍ المشهور:
نَهَارِي نَهَارُ النَّاسِ حَتَّى إِذَا بَدَا ... لِيَ اللَّيْلُ هَرَّتْنِي إِلَيْكَ المَضَاجِعُ
وَقَعَ فِيهِ تَصْحِيفٌ، فَيَقُولُونَ: هَزَّتْنِي بِالزَّايِ، وَالصَّوَابُ هَرَّتْنِي بِالرَّاءِ، وَالمَعْنَى: كَرِهَتْنِي فَنَبَتْ بِي؛ ذَكَرَهُ ابْنُ جِنِّي فِي "المُحْتَسَبِ"
هَشَّ الشَّيْءَ يَهُشُّهُ وَيَهِشُّهُ: إِذَا كَسَرَهُ، وَالكَسْرُ شَاذٌّ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُقْرَأْ بِهِ فِي السَّبْعِ، وَإِنَّمَا قُرِئَ بِهِ الشَّاذِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَهِشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} [طه: 18].

(1/221)


فَصْلٌ فِي المُضَاعَفِ المُخْتَلِفِ:
هَبَّ مِنْ نَوْمِهِ يَهُبُّ بِالضَّمِّ هُبُوباً، أَيْ: اسْتَيْقَظَ. وَهَبَّ التَّيْسُ يَهِبُّ بِالكَسْرِ هَبَباً، وَهِبَاباً: إِذَا نَبَّ لِلسِّفَادِ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: يَهُبُّ بالضم لَغَةٌ فِي يَهِبُّ بِالكَسْرِ.
هَمَمْتُ بِالشَّيْءِ أَهُمُّ، بِالضَّمِّ، هَمّاً: إِذَا أَرَدْتُهُ. وَهَمَمْتُ أَهِمُّ بِالكَسْرِ، هَمِيماً: إذا دَبَبْتَ، قالَ الشَّاعِرُ [ساعدة بن جؤيّة] يَصِفُ سَيْفاً:
تَرَى أَثْرَهُ فِي صَفْحَتَيْهِ كَأَنَّهُ ... مَدَارِجُ شِبْثَانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ
وَشِبْثَانٌ: جَمْعُ شَبَثٍ بِالتَّحْرِيكِ، وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ كَثِيرَةُ الأَرْجُلِ مِنْ أَحْنَاشِ الأَرْضِ.

(1/222)


فَصْلٌ فِي المُعْتَلِّ المُتَّفِقِ:
هَذَا فِي مَنْطِقِهِ يَهْذُو وَيَهْذِي هَذْياً وَهَذَيَاناً.
هَمَا المَاءُ وَالدَّمْعُ يَهْمُو هَمْواً، وَيَهْمِي هَمْياً وَهَمَيَاناً إِذَا سَالَ.

(1/223)