اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر الباب الرابع والعشرون
باب النون
فَصْلٌ فِي الصَّحِيحِ المُتَّفِقِ:
نَبَطَ المَاءُ يَنْبُطُ وَيَنْبِطُ نُبُوطاً: إِذَا نَبَعَ،
وَالنَّبِيطُ: المَاءُ الَّذِي يَنْبِطُ مِنْ قَعْرِ البِئْرِ إِذَا
حُفِرَتْ.
نَجَبَ الشَّجَرَةَ يَنْجُبُهَا وَيَنْجِبُهَا: إِذَا أَخَذَ قِشْرَةَ
سَاقِهَا، وَالمَصْدَرُ: نَجْباً بِالإِسْكَانِ، وَالنَّجَبُ
بِالتَّحْريكِ: [لِحَاءُ] الشَّجَرِ، وَمِنْهُ الحَدِيثُ:
"فَلْيُفْطِرْ عَلَى [لِحَاءِ] شَجَرَةٍ".
نَخَرَ يَنْخُرُ وَيَنْخِرُ نَخِيراً: إِذَا صَوَّتَ بِأَنْفِهِ.
نَذَرَ لِلَّهِ كَذَا يَنْذُرُ وَيَنْذِرُ نَذْراً.
نَزَقَ الفَرَسُ يَنْزُقُ وَيَنْزِقُ نَزْقاً وَنُزُوقاً: إِذَا
تَقَدَّمَ وَسَبَقَ.
نَسَجَ الثَّوْبَ يَنْسُجُ وَيَنْسِجُ نَسْجاً، وَالصَّنْعَةُ:
النِّسَاجَةُ.
نَسَلَ الوَبَرُ يَنْسُلُ وَيَنْسِلُ: إِذَا سَقَطَ، وَيُقَالُ لِمَا
سَقَطَ مِنْهُ: النَّسِيلُ وَالنَّسَالُ،
(1/207)
وَنَسَلَ فِي العَدْوِ يَنْسِلُ نَسَلاَناً
بِالكَسْرِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ}
[يس: 51].
نَشَرَ الحَدِيثَ يَنْشُرُهُ وَيَنْشِرُهُ: إِذَا أَذَاعَهُ.
نَشَزَ الرَّجُلُ يَنْشُزُ وَيَنْشِزُ نَشْزاً: ارْتَفَعَ فِي
المَكانِ، وَمِنْهُ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا
فَانْشُزُوا} [المجادلة: 11]. وَنَشَزَتِ المَرْأَةُ تَنْشُزُ
وَتَنْشِزُ: إِذَا اسْتَصْعَبَتْ عَلَى بَعْلِهَا، وَنَشَزَ بَعْلُهَا
عَلَيْهَا: إِذَا ضَرَبَهَا وَجَفَاهَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: 128].
نَشَصَ يَنْشُصُ وَيَنْشِصُ نُشُوصاً: ارْتَفَعَ، يُقَالُ: نَشَصَتْ
ثَنِيَّةُ الرَّجُلِ: إِذَا ارْتَفَعَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا؛ حَكَاهُ
يَعْقُوبُ.
نَشَطَتِ الحَيَّةُ تَنْشُطُ وَتَنْشِطُ نَشْطاً: إِذَا عَضَّتْ
بِنَابِهَا. وَنَشَطْتُ الحَبْلُ أَنْشِطُهُ بِالكَسْرِ نَشْطاً:
عَقَدْتُهُ أُنْشُوطَةً، أَيْ: عُقَدَةً يَسْهُلُ انْحِلاَلُهَا.
(1/208)
نَطَفَ المَاءُ يَنْطُفُ وَيَنْطِفُ: إِذَا
سَالَ، وَلَيْلَةٌ نَطُوفُ: تُمْطِرُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَمِنْهُ
الحَدِيثُ: "يَنْطِفُ سَمْناً وَعَسَلاً"، وَفِيهِ: يَنْطِفُ رَأْسُهُ
مَاءً.
نَعَبَ الغُرَابُ يَنْعُبُ وَيَنْعِبُ نَعْباً وَنَعِيباً،
وَنَعَبَاناً وَتَنْعَاباً: إِذَا صَاحَ.
نَغَضَ رَأْسُهُ يَنْغُضُ وَيَنْغِضُ: إِذَا تَحَرَّكَ، وَالمَصْدَر:
نَغْضٌ وَنُغُوضٌ، وَيُقَالُ: نَغَضَ فُلاَنٌ رَأْسَهُ، أَي:
حَرَّكَهُ، يَتَعَدَّى وَلاَ يَتَعَدَّى؛ حكاه الأَخْفَشُ. وَيُقَالُ:
أَنْغَضَ رَأْسَهُ، أَيْ: حَرَّكَهُ،
(1/209)
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} [الإسراء: 51]. وَنَغَضَتِ
الثَّنِيَّةُ تَنْغُضُ وَتَنْغِضُ؛ قَالَهُ الكِسَائِي.
نَفَثَ الرَّاقِي يَنْفُثُ وَيَنْفِثُ، وَالنَّفْثُ: شَبِيهُ
النَّفْخِ، وَهُوَ أَقَلُّ مِنَ التَّفْلِ، وَالنَّفَّاثَاتُ فِي
العُقَدِ: السَّوَاحِرُ.
نَفَرَتِ الدَّابَّةُ تَنْفُرُ وَتَنْفِرُ نِفَاراً وَنُفُوراً،
يُقَالُ فِي الدَّابَّةِ: نِفَارٌ، وَهُوَ اسْمٌ، مِثْلُ الحِرَان.
نَفَشَتِ الإِبْلُ وَالغَنَمُ تَنْفُشُ وَتَنْفِشُ نُفُوشاً: إِذَا
رَعَتْ لَيْلاً بِلا رَاعٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {إِذْ نَفَشَتْ
فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} [الأنبياء: 78]. وَنَفَشْتُ الصُّوفَ
وَالقُطْنَ أَنْفُشُ، بِالضَّمِّ، نَفْشاً.
نَقَزَ يَنْقُزُ وَيَنْقِزُ: إِذَا حَرِدَ.
(1/210)
نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْه يَنْكُصُ
وَيَنْكِصُ: إِذَا رَجَعَ.
نَهَقَ الحِمَارُ يَنْهُقُ وَيَنْهِقُ: إِذَا صَوَّتَ.
فَصْلٌ فِي الصَّحِيحِ المُخْتَلِفِ:
نَحَبَ يَنْحُبُ بِالضَّمِّ نَحْباً: إِذَا نَظَرَ. وَنَحَبَ يَنْحِبُ
بِالكَسْرِ نَحِيباً: إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ بِالبُكَاءِ، وَكَذَلِكَ
البَعِيرُ أَيْضاً يَنْحِبُ نُحاباً: إِذَا أَخَذَهُ السُّعَالُ.
نَسَبْتُ الرَّجُلَ أَنْسُبُهُ بِالضَّمِّ نِسْبَةً: إِذَا ذَكَرْتَ
نَسَبَهُ، أَيْ: عَدَّدْتَ أَسْمَاءَ آبَائِهِ. وَنَسَبَ الشَّاعِرُ
بِالمَرْأَةِ يَنْسِبُ بِالكَسْرِ: إِذَا شَبَّبَ بِهَاـ فَذَكَرَها
فِي شِعْرِهِ بِالجَمَال وَالصِّبَا وَالمَوَدَّةِ وَأَشْبَاهِهِ،
وَمِنْهُ بَابُ النَّسِيبِ عِنْدَ الأُدَبَاءِ.
(1/211)
فَصْلٌ فِي الأَجْوَفِ المُخْتَلِفِ:
نَابَ عَنِّي فُلاَنٌ يَنُوبُ مَنَاباً، أَيْ: قَامَ مَقَامِي. وَنَابَ
يَنِيبُ: إِذَا أَصَابَ نَابَهُ.
نَالَ: إِذَا جَعَلَ جُعْلاً، وَمِنْهُ فِي حَدِيثِ مُوسَى وَالخَضِرِ:
"مِنْ غَيْرِ نَوْلٍ". وَنَالَ: إِذَا أَصَابَ، وَمِنْهُ الحَدِيثُ:
"مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ". وَنَالَ: حَانَ، وَمِنْهُ فِي
الحَدِيثِ: "مَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ". يُقَالُ:
مِنْهُ: نَالَ الرَّحِيلُ، أَيْ: حَانَ. وَنَالَ، أَيْ حَقَّ، وَمِنْهُ
قَوْلُهُمْ: مَا نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، أَيْ: مَا حَقُّكَ،
وَالمُضَارِعُ منْ هَذَا كُلِّهِ: يَنُولُ. وَنَالَ مِنَ المَعْدِنِ
يَنِيلُ نَيْلاً إِذَا وَجَدَ ذَهَباً أَوْ فِضَّةً.
(1/212)
فَصْلُ فِي المُضَاعَفِ المُتَّفِقِ:
نَسَّ الشَّيْءُ يَنُسُّ وَيَنِسُّ نَسّاً: إِذَا يَبِسَ، يُقَالُ:
جَاءَنَا بِخُبْزَةٍ نَاسَّةٍ، قَالَ العَجَّاجُ:
وَبَلَدٍ يُمْسِي قَطَاهُ نُسَّسَا.
أَيْ: يَابِسَةً مِنَ العَطَشِ، وَيُقَالُ لِمَكَّةَ النَّاسَّةُ،
لِقِلَّةِ مَائِهَا.
نَمَّ الحَدِيثَ يَنُمُّهُ: إِذَا أَفْشَاهُ، وَالكَسْرُ شَاذٌّ.
فَصْلٌ فِي المُضَاعَفِ المُخْتَلِفِ:
نَثَّ الحَدِيثَ يَنُثُّهُ بِالضَّمِّ نَثَّا: إِذَا أَفْشَاهُ،
وَمِنْهُ قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الخَطِيمِ الأَنْصَارِي:
إِذَا جَاوَزَ الاثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ ... بِنَثٍّ وَإِفْشَاءِ
الحَدِيثِ قَمِينُ
وَيُرْوَى بِبَثٍّ، وَالمَعْنَى وَاحِدٌ.
(1/213)
وَنَثَّ الزِّقُّ يَنِثُّ بِالكَسْرِ
نَثِيثاً، أَيْ: رَشَحَ، وَفِي الحَدِيثِ "وَأَنْتَ تَنِثُّ نَثِيثَ
الحَمِيتِ"، والحَمِيتُ: الزِّقُّ لاَ شَعَرَ عَلَيْهِ، وَهُوَ
لِلسَّمْنِ.
فَصْلٌ فِي المُعْتَلِ المُتَّفِقِ:
نَأَى يَنْئُو وَيَنْئِي.
نَثَا الحَدِيثَ يَنْثُوهُ وَيَنْثِيه: إِذَا أَذَاعَهُ،
وَيُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَفِي إِسْلاَمِ أَبِي ذَرِّ
رَحِمَهُ اللَّهُ: "فَنَثَا عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ"، أَيْ: أَخْبَرَ
بِهِ.
(1/214)
نَجَا لَهُ يَنْجُو وَيَنْجِي: إِذَا
تَشَوَّهَ لَهُ لِيُصِيبَهُ بِالعَيْنِ، وَأَمَّا مَا عَدَا ذَلِكَ
فَبِالْوَاوِ، نَحْو: نَجَا مِنْ كَذَا يَنْجُو نَجَاءً، مَمْدُودٌ
وَنَجَاةً. وَنَجَا يَنْجُو نَجَاءً، مَمْدُودٌ: إِذَا أَسْرَعَ
وَسَبَقَ، وَمِنْهُ: النَّاجِيَةُ وَالنَّجَاةُ، لِلنَّاقَةِ
السَّرِيعَةِ. يُقَالُ: نَجَتِ النَّاقَةُ تَنْجُو بِرَاكِبِهَا: إِذَا
أَسْرَعَتْ، وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ: نَاجٍ، قَالَ الشَّاعِرُ:
نَاجِيَةً وَنَاجِياً أَبَاهَا
وَنَجَا الشيْءَ يَنْجُوهُ: إِذَا اسْتَنْكَهَهُ،
(1/215)
قَالَ الشَّاعِرُ [الحكم بن عبدل الأسدي]:
نَجَوْتُ مُجَالِدَا فَوَجَدْتُ مِنْهُ ... كَرِيحِ الكَلْبِ مَاتَ
حَدِيثَ عَهْدِ
وَنَجَا جِلْدَ البَعِيرِ يَنْجُوهُ: إِذَا سَلَخَهُ. وَنَجَا غُضُونَ
الشَّجَرِ يَنْجُوهَا: إِذَا قَطَعَهَا، وَالنَّجَاةُ: الغُصْنُ
وَالجَمْعُ: نَجاً. وَنَجَا الرَّجُلُ صَاحِبَهُ يَنْجُوهُ: إِذَا
[سَارَّهُ].
نَضَا السَّيْفَ يَنْضُوهُ وَيَنْضِيهِ: إِذَا جَرَّدَهُ.
نَقَا الرَّجُلُ العَظْمَ يَنْقُوهُ وَيَنْقِيهِ: إِذَا اسْتَخْرَجَ
نِقْيَهُ، وَهُوَ مُخُّهُ.
(1/216)
نَمَا المَالُ وَغَيْرُهُ يَنْمِي نَمَاءً:
وَرُبَّمَا قَالُوا: يَنْمُو نُمُوّاً. وَنَمَا فِي الحَسَبِ يَنْمُو
وَيَنْمِي.
فَصْلٌ فِي المُعْتَلِّ المُخْتَلِفِ:
نَضَا البِلاَدَ يَنْضُوهَا: إِذَا قَطَعَهَا، قَالَ تَأَبَّطَ شَرّاً:
[وَلَكِنَّني أَروي مِنَ الخَمرِ هامَتي] وَأَنضو الفَلا بِالشاحِبِ
المُتَشَلشِلِ
وَنَضَا الثَّوْبَ يَنْضِيهِ: إِذَا أَبْلاَهُ، مِثْلُ أَنْضَاهُ
وَانْتَضَاهُ.
(1/217)
|