الأصول في النحو ذكر المقصور
والممدود:
وهما بناتُ الياء والواو اللتين هما لامات, فالمنقوص كل حرف من بنات
الياء والواو وقعت ياؤه أو واوه بعد حرف مفتوح فأشياء يعلم أنها
منقوصة؛ لأن نظائرها من غير المعتل إنما يقع أواخرهنَّ بعد حرف مفتوح,
وذلك بنظائرها من غير المعتل وذلك نحو "مُعْطي" وأشباهه لأنه معتل مثل
مُخْرَجٍ1، ومثل ذلك المفعول وذلك أن المفعول من سَلقيتَهُ2 فهو
مُسَلْقًى, والدليل على ذلك أنه لو كان بدل هذه الياء التي في "سلقيتُ"
حرفًا غير الياء لم يقع إلا بعد مفتوح, فكذلك هذا وأشباهه, وكل شيءٍ
كان مصدرًا لفَعلَ يفعلُ, وكان الاسم أَفعل, فهو منقوص لأنه على مثال:
حول يحول فهو حول واسمه أحول, فمن ذلك قولهم للأعشى به عَشي, وللأعمى
به عَمًى،
__________
1 أي: الباء بمنزلة الجيم.
2 سلقيته: سلقاه: إذا ألقاه على قفاه.
(2/415)
وللأقنى1 به قُنى, ومما يعلم أنه منقوص أن
ترى الفعلَ فعَلَ يَفْعَلُ, والاسم منهُ فَعلٌ وذلك فَرقَ يَفْرَقُ
فَرقًَا, فمصدر هذا من بنات الياء والواو على "فَعَلٍ" هَويَ يَهْوى,
ورديت تَردى وهو رَد وهو الردى, وصديت صَدًى وهو صَدٍّ ولويتَ لوًى,
وكذلك كَري يكْرى كرًى, وإذا كان "فَعِلَ" يَفعَلُ فَعلاء والاسمُ منه
فَعْلانُ فهو أيضًا منقوص, نظيره من الصحيح: عَطشَ يعطَشُ عَطَشًا وهو
عطشانُ, وله فَعْلَى نحو: عَطْشى, والمعتل نحو: طَوِيَ يَطوى طَوًى,
وصَديَ يَصْدى صَدًى وهو صديانُ, وقالوا: رَضيَ يَرضى رضًا وهو رَاضٍ,
وهو الرضا ونظيره: سَخِطَ يسخطُ سخطًا وهو ساخطٌ, وكسروا الراء من رضًا
كما قالوا: الشيعُ فلم يجيئوا به على نظائره وذا لا يُجسر عليه إلا
سماعًا, ومن المنقوص ما لا يعلم أنه منقوص إلا بالسماع نحو: قَفًَا
ورحى, وقد يستبدل بالجمع إذا سمعتَ أرحاء وأقفاء علمت أنه جمع لمنقوص,
وهذا بين في الجمع وكل جماعة واحدها فِعْلة أو فُعْلَة فهي مقصورة نحو
عُروة وعُرًى وفرية وفِرًى, أما الممدود فكل شيء ياؤه أو واوه بعد ألف,
فمنها ما يعلم أنه ممدود في كل شيء نحو: الاستسقاء؛ لأن استسقيتُ مثل
استخرجتُ فكذلك الاشتراء لأن اشتريتُ مثل احتقرت, ومن ذلك الاحبنطاء2،
والاسلنقاء3، فإنه يجيء على مثال الاستفعال في وروده ووزن متحركاته
وسواكنه, ومما يعلم أنه ممدود أن تجد المصدر مضموم الأول ويكون للصوت
وذلك نحو: العُواء، والزقاء4، والرُّغاء، ونظيره من غير المعتل
الصُّراخُ والنُّباحُ، ومن ذلك البُكاءُ، قال الخليل5: والذينَ
__________
1 الأقني: يقال: أنف أقنى، فيه ارتفاع من أعلاه بين القصبة والمارن من
غير قبح.
2 الاحبنطاء: يقال: حبط بطنه: إذا انتفخ.
3 الاسلنقاء: يقال: سلقاه: إذا ألقاه على قفاه.
4 الزقاء: صوت الديكة.
5 انظر الكتاب 2/ 163.
(2/416)
قصروهُ جعلوهُ كالحزنِ ويكون العلاج كذلك
نحو النُّزاء1، ونظيره من غير المعتل القُماصُ2، وقلما يكون ما ضُم
أوله من المصدر منقوصًا؛ لأن فُعلًا لا تكاد تراه مصدرًا من غير بنات
الياء والواو, ومنه ما لا يعلم إلا سماعًا نحو: السماءِ والرشاءِ3
والألاء4 والمقلاء5، ومما يعرف به الممدود الجمع الذي يكون على مثال
أَفْعِلَةٍ فواحدها ممدود نحو أَفْنِيةٍ واحدُها فِنَاء, وأرشِيَةٍ
واحدها رشاء.
__________
1 النزاء: يقال: نزا ينزو نزوًا ونزاء ونزوانًا: إذا علا وارتفع.
2 القماص: داء في الدابة يأخذها حتى تموت.
3 الرشاء: رسن الدلو.
4 الألاء: الفرح التام.
5 المقلاء: المقلة: شحمة العين التي تجمع السواد والبياض.
(2/417)
|