الأصول في النحو باب المصادر وأسماء
الفاعلين
مدخل
...
هَذا بابُ المَصادِر وأَسماءُ الفَاعلينَ:
المصادرُ الأصول والأَفعالُ مشتقةٌ مِنْها وكذلكَ أَسماءُ الفاعلينَ
وقد تكونُ أسماءً في معاني المصَادرِ لم يشتقَّ فيها فَعْلٌ ولكنْ لا
يجوزُ أَن يكونَ فِعْلٌ لَم يتقدمهُ مصدرٌ فإذَا نطقَ بالفعلِ فقد وجبَ
المصدرُ الذي أُخِذَ منهُ ووجبَ اسمُ الفَاعِل ولو كانتِ المصادرُ
مأخوذةَ مِنَ الفعلِ كاسمِ الفِاعِلِ لما اختلفتْ1 كما لا يختلفُ اسمُ
الفاَعِل ونحو نذكرُ أَربعةَ أَشياءٍ: المصدرَ والصفةَ والفِعْلَ وما
اشتقَّ منهُ.
فالفِعْلُ2 ينقسمُ قسمينِ: ثلاثي ورُباعي والثلاثي ينقسمُ قسمين:
فِعْلٌ بغيرِ زيادةٍ وفِعْلٌ فيهِ زيادةٌ وانقسامُ المصادرِ في
الزيادةِ وغيرِها كانقسامِ الأَفعالِ.
__________
1 هذا رأي البصريين والزجاج من أن أصل اشتقاق الأفعال من المصادر وأن
المصادر هي الأصل والأفعال فروع منها، فلو كانت المصادر مأخوذة من
الأفعال جارية عليها لوجب أن لا تختلف كما لا تختلف أسماء الفاعلين
والمفعولين الجارية على الأفعال وانظر: الإيضاح في علل النحو/ 59.
2 في "ب" والفعل.
(3/85)
القسم الأولُ: الفِعْلُ الثلاثي الذي لا
زيادةُ فيهِ.
وهو ينقسمُ1 على ضربينِ: فِعْلٍ متعدٍ إلى مَفْعولٍ وفِعلٌ غيرُ
متعدٍّ.
ذِكرُ أَبنيةِ المتعدي مِنَ الثلاثي2:
وهوَ على ثلاثةِ أَضربٍ على: فَعَلَ يَفْعِلُ مثلُ: ضَرَبَ يَضْرِبُ.
وفَعَلَ يَفْعُلُ مثلُ: قَتَلَ يَقْتُلُ وفَعِلَ يَفْعَلُ نحو: لَحِسَ
يَلْحَس وليسَ في الكلامِ فَعَلَ يَفْعَلُ إلا أن يكونَ فيهِ حرفٌ مِن
حروفِ الحلقِ وسنذكرَها بَعْدُ إنْ شَاءَ الله.
والصفةُ: على فَاعِلٍ في جميعِ هَذا وذلكَ نحو: ضاربٍ وقَاتلٍ ولاحِسٍ
وقَدْ جاءَ اسمُ الفاعِل علَى "فَعيلٍ" قالوا: ضَريبُ قَدَاحٍ للضاربِ
وصَريمٌ بمعنى: صَارمٍ3 وأَصلُ المصدرِ في جميعِها أَن يجيءَ على
"فَعْلٍ" لأَنَّ المرةَ الواحدةَ علَى فَعْلَةٍ ولكنَّها اختلفتْ
أَبنيتُها كما تختلفُ أَبنيةُ سائرِ الأَسماءِ ونحن نذكرُ ما جاءَ في
بابٍ بابٍ مِنْها.
الضربُ الأولُ: فَعَلَ يَفْعِلُ:
يجيءُ علَى اثني عَشَر بناءً. فَعْلٌ نحو: ضَرَبَ ضَرْبًا وَهوَ
الأَصلُ وفِعْلٌ: قالَهُ قِيْلًا. وفَعَلٌ: سَرَقَ سَرَقاً5 فَعَلَةٌ:
غَلَبَةٌ: فِعْلَةٌ: سَرِقَةٌ فَعِلٌ:
__________
1 "ينقسم" ساقط في "ب".
2 انظر: الكتاب 2/ 214.
3 انظر: الكتاب 2/ 215.
4 في "ب" اختلفت.
5 سرقا، ساقط في "ب".
(3/86)
كَذِبٌ فِعْلَةٌ. حِمْيَةٌ فِعَالٌ:
ضِرَابُ الفَحلِ كالنِّكاح فِعَالةٌ: حِمَايةُ فِعْلانٌ: حِرْمَانٌ
فُعْلانٌ: غُفْرانٌ فَعْلانٌ: لَيَّانٌ مِنْ لَويتُهُ قالَ أَبو
العباسِ: فَعْلانٌ لا يكونُ مصدرًا ولكنْ استثقلوا الكسرةَ مَع الياءِ.
الضَّرْبُ الثاني:
فَعَلَ يَفْعُلُ فَعْلٌ: هُوَ الأَصلُ نحو: القَتْل وجاء "فَعَلٌ"1
حلبَها يحلبُها حَلَبًا فَعِلٌ: الخَنِقُ فُعْلٌ كُفْرٌ فِعْلٌ قِيلٌ2:
وحِجُّ فِعْلَةٌ: شِدَّةٌ فِعَالٌ: كِتَابٌ فُعْلانٌ: شُكْرَانٌ
فُعُولٌ: شُكُورٌ وقدَ جاءَ: فِعِلَ يَفْعِلُ: حَسِبَ يَحْسِبُ وَيَئسَ
يَيئِسُ ونَعِمَ يَنْعمُ.
قالَ: سيبويه: والفتحُ في هذَا أَقيسُ3 وكانَ هذَا عندَ اًصحابِنا
إنّما يجيءُ عَلى لغتينِ4 ومِنْ ذَا قولُهم: فَضِلَ يَفضُلُ ومتَّ
تَمُوتُ وكُدْتَ تكادُ.
الضربُ الثالثُ: فَعِلَ يَفْعَلُ:
فَعْلٌ الأصلُ مثلُ: حَمِدُ حَمدًا فَعَلٌ: عَمَلٌ فُعْلٌ: شُرْبٌ
فَعْلَةٌ: رَحْمَةٌ فِعْلَةٌ: خِلتهُ خِيْلَةً فَعَلَةٌ قالوا:
رَحَمْتُهُ رَحَمَةً5 فِعَالٌ: سِفَادٌ6،
__________
1 فعل: ساقط من "ب".
2 قيل: ساقط من "ب".
3 انظر: الكتاب 2/ 227.
4 قال سيبويه 2/ 227: وقد جاء في الكلام: فعِل يفعُل، في حرفين بنوه
على ذلك كما بنو "فعِل على "يفعِل" لأنهم قد قالوا "يفعِل" في فعِل.
5 في سيبويه 2/ 216 قال: رحمته رحمة كالغلبة.
6 يقال: سفد الذكر أنثاه وسفد عليها وسافدها سفادا ومسافدة: جامعها.
(3/87)
فَعَالٌ: سَمَاعٌ فِعْلانٌ: غَشِيَةُ
غِشْيَانًا فَعَلَ يَفعُلُ مِنْ حروفِ الحَلقِ فَعَالَةٌ: نَصَاحةٌ
فِعَالةٌ: نِكاءةٌ1 فُعَالٌ: سُوَالٌ.
القسمُ الثاني مِنَ الثلاثي وهوَ الذي لا يتَعدى:
وهو ينقسمُ قسمينِ: عَمَلٌ وغيرُ عَمَلٍ ونحنُ نبدأُ بذكرِ ما هوَ
عَمَلٌ.
اعلَمْ: أَنَّ هذَا الفعلَ على أَبنيةِ المتعدي واسمُ الفَاعِل في
الثلاثةِ التي على وزنِ المتعدي على "فاعِل" والمصدرُ الذي يكثرُ فيهِ
"فُعُولٌ" وعليهِ يقاسُ فَعَلَ يَفْعِلُ فُعُولٌ الكثيرُ مثلُ: جُلُوسٍ
فَعِلٌ: حَلِفٌ فَعْلٌ: عَجْزٌ. فَعَلَ يَفْعَلُ وجدتُ فَعَلَ يَفْعَلُ
فيمَا هو غيرُ متعدٍّ أَكَثرُ من "فَعَلَ يَفْعِلُ" وهُما أُختانِ
فَعُولٌ هوَ الأَكثرُ الذي يقاسُ عليهِ نحو: قُعُودٍ فَعَالٌ: ثَبَاتٌ
فَعْلٌ قالوا: سَكَتَ: سَكْتًا فُعْلٌ: مُكْثٌ والشغْلُ2 فِعْلٌ:
فِسْقٌ فِعَالَةٌ: عِمَارةٌ. فَعِلَ يَفْعَلُ فَعَلٌ: عَمَلٌ فَعْلٌ
حَرِدَ يَحْردُ حَرْدًا وهو حَاردٌ قولهم: فَاعِلٌ يدلٌّ علَى أَنهَّمُ
جعلوهُ مِنْ هذَا البابِ فَعْلٌ: حَميتِ الشمسُ حَمْيًا وهيَ حَاميةٌ
فَعِلٌ: الضَّحِكُ وأَما ما كانَ غيرُ عَمَلٍ فقد تجيءُ هذهِ الأبنيةُ
فيهِ إلا أَنهُ يخصهُ فَعُلٌ: يَفْعُلُ وهذَا البناءُ لا يكونُ في
المتعدي ألبتةَ.
بَابُ3 [فَعَلَ: يَفْعَلُ] 4 مِنْ حروفِ الحلقِ: فَعْلٌ: هَدَأَ
هَدْءًا فَعَالٌ: ذَهَابٌ. فِعَالٌ: مِزَاحٌ4.
__________
1 في ب "بكاءة" وهو خطأ.
2 والشغل: ساقط في "ب".
3 باب: ساقط من "ب".
4 زيادة من "ب".
(3/88)
ذِكرُ مَا جاءَ من المصادرِ والصفاتِ
والأَفعالِ علَى بناءٍ واحدٍ لتقاربِ المَعاني:
هَذا الضربُ إنّما حقهُ أَنْ يجيءَ فيما كانَ خِلقةَ أَو خُلُقًا أَو
صِناعةً تكونُ في الشيءِ فما جاءَ مِنَ الأعمالِ فمشبهُ بهذَا.
اعلَمِْ: أنَّ العربَ ربُما أَجرِتْ هذهِ المصادرَ على المعاني كما
خبرتُكَ ورُبَّما رجعوا إلى بناءِ الفعلِ وكذلكَ الصفةُ وأَبنيةُ
الأََفعالِ قد تجيءُ علَى بناءٍ واحدٍ لتقارب المعاني وجميعُ هذه التي
ذكرتُ لا تخلو منْ أَن تتفقَ في المصادرِ أو في الصفاتِ أو في الفعلِ
فهي مِنْ أَجلِ هذَا تُقسمُ ثلاثةَ أَقسامِ.
الأول: منها المتفقةُ في المصدرِ والثاني: المتفقةُ في الصفةِ
والثالثُ: المتفقةُ في الفعلِ.
الضربُ الأولُ: المتفقةُ في المصدرِ:
وهوَ ينقسمُ على سبعةِ أَقسامٍ:
فُعَالٌ فُعَالةٌ فِعَالٌ فِعَالةٌ فَعَالةٌ فَعَلٌ فَعَلانٌ.
الأولُ: فُعَالٌ لِمَا كانَ داءًا نحو: السُّكَاتِ والعُطَاسِ والثاني:
لِمَا فُتِّتَ نحو: الحُطَامِ والفُتَاتِ والفضَاضِ1. الثالثُ: لِمَا
كانَ صوتًا كالصُّرَاخِ والبُكَاءِ وقَد جاءَ الهديرُ والضجيجُ
والصَّهيلُ وقالوا: الهَدْرُ والصَوْتُ أيضًا تَحركٌ فَبَابُ فُعَالٍ
وفَعَلانٍ وَاحدٌ وقَدْ جاءَ الصوتُ على فَعَلَةٍ نحو: الرَّزَمةِ2،
والجَلَبَةِ.
__________
1 الفضاض: -بضم الفاء- ما تفرق من الشيء عند الكسر.
2 الرزمة: الصوت الشديد.
(3/89)
الثاني: فُعَالَةٌ: ما كانَ جَزاءً لَمَا
عملتَ: نحو العُمَالةِ والخُبَاسةِ1 والظُلامةِ2.
الثاني: مِنْ فُعَالةٍ ما كانَ معناهُ الفُضَالةُ نحو القُلامةِ3،
والقُوارةِ4 والقُراضةِ5.
الثالث من الأول: فِعَالٌ للهياجِ نحو: الصِّرافِ6 في الشاةِ
والهِبَابِ7 والقِرَاع8 لأَنهُ تَهييجٌ فيُذكّر الثاني مِنْ فِعَالٍ
وهو لما كانَ انتهاءُ الزمانِ نحو: الصِّرام9 والجِزَازِ10 والحِصَادِ
ورُبَّما دخلتِ اللغةُ في بعضِ ذَا فكانَ فيهِ "فِعَالٌ وفَعَالٌ"
فإِذَا أرادوا الفعلَ على "فَعَلْتُ" قالوا: حَصدتهُ حَصْدًَا إِنّما
يريدُ العملَ لا انتهاءَ الغايةِ11. الثالث من فعالٍ للتباعدِ نحو:
الشِّرَادِ12 والشِّماسِ13 والنِّفَارِ14 والخِلاَءِ15.
__________
1 الخباسة: المغنم.
2 الظلامة والمظلمة والجمع مظالم، ما احتملته من ظلم وما أخذ منك ظلما.
3 القلامة: ما سقط من الشيء المقلوم. قلامة الظفر، ما سقط من طرفه
ويضرب بها المثل في الخسيس الحقير.
4 القوارة: ما قور وقطع من الثوب وغيره، أو ما قطع من جوانب الشيء.
5 القراضة: ما سقط بالقرض، كقراضة الذهب والثوب. وقراضة المال: رديئه.
6 الصراف: اشتهاء الفحل، يقال: صرفت النعجة صروفا، وصرافا، اشتهت
الفحل.
7 الهباب: يقال هب هبوبا وهبابا، نشط وأسرع.
8 القارع: والمقارعة المضاربة بالسيف، وقيل: مضارب القوم في الحرب.
9 الصرام: بفتح الصاد وكسرها- جذاذ النخل. وصرم النخل والشجر والزرع
يصرمه صرما: جزه.
10 الجزار: جزر جزرا وجزَرا وجزارا واجتزر الشاة: ذبحها.
11 في الأصل لانتهاء الغاية، ولا معنى لها.
12 الشراد: يقال: شرد شرودا، وشرادا: نفر فهو نافر.
13 الشماس: الامتناع.
14 النفار: الشراد.
15 الخلاء: يقال خلأت الناقة خلأ: بركت أو حرنت فلم تبرح.
(3/90)
وقالوا: النُّفُور والشُّمَوس والشَّبيبُ
مِنَ شَبَّ الفرسُ وقالوا: الشَّبُّ وقالوا: خَلأَتِ الناقةُ خِلاَءً
وخَلًا مثلُ خَلْعٍ وقالوا: العِضَاضُ1 شبهوهُ بالحِرَانِ2 ولم يريدوا
بهِ: فعلتُه فِعْلًا. الرابعُ من "فِعَالٍ" ما كانَ وسمًا نحو:
الخِبَاطِ3 والعِلاطِ4 والعِرَاضِ5. الأَثرُ يكونَ علَى فِعَالٍ
والعملُ يكونُ فَعْلًا كقولِكَ: وسمتهُ وَسْمًَا وأَما المُشْطُ
والدَّلوُ والخُطَّافُ6، فإنما أرادوا بهِ صورةَ هذهِ الأشياءِ7. وقَد
جاءَ على "فَعْلَةٍ" 8 نحو: القَرمةِ9، والجَرْفةِ10، اكتفوا بالعملِ
وأَوقعوهُ على الأَثرِ.
فَعَالةٌ للقيامِ بالشيءِ وعليهِ نحو: الوِلايةِ والإِمارةِ
والخِلاَفَةِ والعِرَافةِ والنِّكابةِ11 والعِيَاسةِ والسياسةِ وقالوا
في العِيَاسةِ: العوس والعياسةِ
__________
1 العضاض: الدواب عض بعضها بعضا.
2 الحران: يقال: حرن وحرُن البغل حُرونا وحِرانا وحَرانا: إذا وقف ولم
ينقد.
3 الخباط: يقال: خبط خبطا البعير: وسمه بالخباط. والخباط جمع خبط، سمة
في الوجه طويلة عريضة.
4 العلاط: يقال: علطت الناقة علطا، وسمها بالعلاط، والعلاط: حبل يجعل
في عنق البعير.
5 العلاط: جمع عرض وهو الشق.
6 الخطاف: اللص، وطائر يشبه السنونو من فصيلة السنونيات.
7 قال سيبويه 2/ 218: إنما أرادوا صورة هذه الأشياء، أي: أنها وسمت به
كأنه قال: عليها صورة الدلو.
8 أي: على غير "فعال" اكتفوا بالعمل، يعني المصدر، والفعلة، فأوقعوهما
على الأثر، الخباط على الوجه والعلاط والعراض على العنق.
9 القرمة: الجليدة المقطوعة من أنف البعير.
10 الجرفة سمة من سمات الإبل.
11 النكابة: نكب نكابة ونكوبا فلان على قومه: كان منكبا لهم، أي: عونا
يعتمدون عليه.
(3/91)
والسياسةِ والقِصَابةِ وإِنّما أَرادوا أَن
يخبروا بالصنعة1 التي تَليها فصارَ بمنزلةِ الوَكَالةِ وكذلكَ
السِّعَايةِ تريدُ: الساعيَ الذي يأخذُ الصدقةَ.
فَعَالةٌ للتركِ والانتهاءِ نحو: السَّامةِ والزَّهادةِ2 والاسم فَاعلٌ
وقالوا: الزُّهْدُ3.
فَعَلٌ للانتهاء والتركِ أيضًا هَذا يجيءُ فعلُه علَى "فَعِلَ
يَفْعَلُ"4 نحو: أَجِمَ يأجَمُ5 أَجَمًَا وَسَنِقَ6 يَسْنَقُ سَنَقًا
7.
قالَ أبو بكر: وعندي أَنَّ حَذَرَ وفَرِقَ وفَزَعَ مِنْ هَذا البابِ
للتركِ وجاؤوا بضده8 على مثالهِ نحو: هَوِيَ هَوَىً وَهوَ هَوٍ
وقَنِعَ: يَقْنعُ فهوَ قُنعٌ وقالوا: قَنَاعةٌ كزَهادةٍ وقالوا: قَانعٌ
كزاهدٍ وقالوا: بَطِنَ يَبْطنُ بَطَنًا وهو بَطِنٌ وتَبِنَ وثَمِلَ
مثلهُ.
فَعَلاَنٌ: ما كانَ زَعْزعةً للبدنِ في ارتفاعٍ كالعَسَلانِ9
والرَّتَكانِ10 والغَثَيانِ واللَّمَعانِ وجاءَ على "فُعَالٍ" لأنهما
يتقاربانِ في المعنى وذلكَ
__________
1 في الأصل" الصيغة" ولا معنى لها.
2 قال سيبويه 2/ 218-219: ومما جاءت مصادره على مثال لتقارب العاني
قولك: بئست بأسا، وبأسة. وسئمت سأما وسآمة. وزهدت زهدا، وزهادة.
3 قال سيبويه 2/ 219: وقالوا: الزهد كما قالوا: المكث.
4 قال سيبويه 2/ 219 وجاء أيضا ما كان من الترك والانتهاء على: فعل
يفعل فعلا، وجاء الاسم على "فعل" وذلك: أجم يأجم أجما وهو أجم.
5 في الأصل "أجم".
6 في الأصل "شق" ولا معنى لها.
7 سنق: سنقا: بشم واتخم، وقيل: السنق للحيوان كالتخم للإنسان.
8 انظر: الكتاب 2/ 219.
9 العسلان: يقال: عسل عسلانا: حركته الريح فاضطرب وأسرع.
10 الرتكان: رتك رتكا ورتكا ورتكانا البعير عدا في مقاربة خطو.
(3/92)
"النُّزَاء"1 والقُمَاصُ2. وقالوا: وجَبَ
وَجيباً3، ووَجفَ وَجِيفاً4 كَما قالوا في الصوتِ: الهَديرُ ورسمَ
البَعيرُ رَسِيماً5، وقالوا: النَّزْوُ واللَّمْعُ ولا يجيءُ فعلهُ
متعديًا إلا شَاذًّا نحو: شَنِئتُهُ شَنآنًا.
وقالَ أَبو العباس6: المعنى شَنئتُ منهُ.
الضربُ الثاني: المتفقةُ في الصفةِ:
فَعْلاَنُ: الجوعُ والعطشُ ويكونُ المصدرُ "فَعَلٌ" فالفعلُ: فَعِلَ
يَفْعَلُ وذلكَ طَوِيَ: يَطْوي [طَواً] 7 وَهْوَ طَيَّانُ وعَطِشَ
يَعْطشُ [عَطَشاً] 8 وَهْوَ: عَطْشَانُ وقالوا: الظَّماءةُ9 والطَوّى10
مثلُ الشِّبَعِ وضدهُ مثله11: شَبعَ يَشْبَع ُ شَبَعًَا وَهوَ من12:
شَبعانَ وملئتُ13 مِنَ
__________
1 النزاء: الوثب، ونزا به قلبه: طمح، ونزت الحمر: وثبت.
2 القماص: قمص قماصا، رفع يديه وطرحها.
3 وجيبا: وجب القلب وجبا ووجيبا: رجف وخفق.
4 وجيفا: وجب وجيفا: اضطرب والوجيف: ضرب من سير الخيل والإبل.
5 رسميا: رسم الغيث الديار: عفاها وأبقى أثرها لاصقا بالأرض. ورسمت
الناقة رسيما، أثرت في الأرض عند سيرها.
6 أي: المبرد.
7 زيادة من "ب".
8 زيادة من "ب".
9 قال سيبويه 2/ 220: قالوا: الظماءة مثل السقامة، لأن المعنيين قريب،
كلاهما ضرر على النفس وأذى لها.
10 في الأصل "الطوا".
11 انظر: الكتاب 2/ 221.
12 "من" ساقط في "ب".
13 قال سيبويه 2/ 221: وزعم أبو الخطاب: أنهم يقولون: ملئت من الطعام،
كما يقولون: شبعت وسكرت.
(3/93)
الطعامَ وقَدحٌ نَصْفانَ وجَمجمةٌ نَصْفَى
وقَدَحٌ قَرْبَانُ1 وجَمجمةٌ قَربى بمنزلةِ ملآنٍ ولم يقولوا: قَرِبٌ2.
ورَجلٌ شَهْوَانُ وشَهْوَى لأَنهُ بمنزلةِ الغَرْثَى والغَضَبُ
كالعَطشِ لأَنهُ في جوفِه ومثلهُ: ثَكِلَ يَثْكلُ ثَكْلًا [وهو] 3
ثَكْلانُ وثَكْلَى وعَبَرْتَ تَعبرُ عَبْرًا وعَبْرى.
وأمَّا ما اعتلتْ عينهُ فَعِمْتَ تَعامُ4 عَيْمَةً وهوَ عَيْمَانُ وهيَ
عَيْمَى كأَنَّ الهاءَ عوضٌ مِنْ فتحةِ العينِ في "عَيْمةٍ" وَحِرتَ
تَحارُ حَيْرَةً وَهوَ حَيرانُ5، وهيَ حَيْرَى وهوَ كسكرانَ6، وأَما
جَربانُ وجَرْبَى فلأَنهُ بلاءٌ7 وقالوا: الرِّيُّ وسَغَبَ يَسْغُبُ
سُغْباً8 وهوَ سَاغبٌ وجَاعَ يَجُوْعُ وهوَ جَائعٌ وجَوعَانُ وَسكَرٌ
وسُكْرٌ.
الثاني: مِنَ الصفةِ: أَفعلُ:
للألوانِ ويكونُ الفعلُ على "فَعِلَ" "يَفْعَلُ" والمصدرُ فُعْلَةٌ
نحو: كَهِبَ يَكْهُبُ كَهْبَةً وشَهِبَ يَشْهُبُ شَهْبَةً وصَدِيَ
يَصْدَاُ صُدْأَةً وقالوا أيضًا: صَدَأَ ورُبَّما جاءَ الفعلُ على
فَعِلَ: يَفْعُلُ نحو: أَدِمَ يَأدُمُ ومِنَ العربِ مَنْ يقولُ: أَدُمَ
يَأدُمُ أُدْمَةً وشَهُبَ وقَهُبَ وكَهُبَ ويبنونَ الفِعْلَ منهُ عَلَى
__________
1 قربان: تقول: أنا قربان –بفتح القاف- قارب الامتلاء.
2 انظر: الكتاب 2/ 222.
3 زيادة من "ب".
4 في "ب" أعام.
5 "حيران" ساقط من "ب".
6 قال سيبويه 2/ 222: قالوا: حرت تحار حيرة وهو حيران وهي حيرى وهي في
المعنى كالسكران.
7 في الكتاب 2/ 222: وأما جربان وجربى فإنه لما كان بلاء أصيبوا به
وبنوه على هذا، كما بنوه على "أفعل" وفعلاء نحو: أجرب وجرباء.
8 سغب: جاع، والسغب: الجوع من التعب.
(3/94)
إفعالَّ/ مثلُ اشهابَّ ويستغني "بإفْعالَّ"
عَنْ "فَعِلَ1" وهوَ الذي لا يكادُ ينكسرُ في الأَلوانِ يقولونَ:
أسْوَدَّ وابيضَّ فيقصرونهُ وقالوا: "الصُّهوبةُ والبَياضُ والسَّوادُ
كالصباحِ والمساءِ"2 ومن الألوانِ جَوْنٌ3، وَوَرْدٌ4 علَى وَزنِ
"فَعْلٍ". وقَالُوا: الأغبسُ5 والغُبْسَةُ كالحمرة.
وجَاءَ المصدر الوُرْدَةُ والجُونَةُ. وجَاءَ فَعِيلٌ: خَصِيفٌ أَي:
أسودُ. وتأتي "أَفْعَلُ" صفةً في معنى الداءِ والعيبِ. الفِعلُ فَعِلَ
يَفْعَلُ والمصدرُ "فَعَلٌ" فيما كانَ داءٍّ أو عيبًا عَوِرَ يَعْوَرُ
عَوَرًا وأَعوَرُ وأَصْلَعُ وأَجذَمُ وأَجبنُ وأَقطعُ وأَجذَمُ لم
يتكلمْ بِالفعلِ منهُ ويقالُ لموضعِ القَطعِ: القُطْعَةُ والقَطَعَةُ
والصُّلْعَةُ والصَلَعَةُ وقالوا: سَتهاءُ وأستَهُ6 جاءَ على بناءِ
ضدهِ7 رَسْحَاءُ8 وأَرْسَحُ وأَهضمُ9 وهَضماءُ. وقَالوا: أَغلبُ
وأَزبرُ والأَغلبُ العظيمُ الرَّقبةِ والأَزبرُ العظيمُ الزُّبْرَةِ
وهو موضعُ الكَاهلِ وآذنُ وأَذْناءُ10 وأَسَكٌّ وسَكاءُ11 وأَخلَقُ
وأَمْلَسُ وأَجْردُ كمَا قالوا: أَخشنُ في ضدهِ وقالوا: الخُشْنَةُ
وخُشونةٌ كالصهوبةِ ومؤنثُ كُلِّ أَفعلَ فَعْلاءُ.
__________
1 انظر: الكتاب 2/ 222.
2 في الأصل "للصهوية" والتصحيح من "ب" وانظر: الكتاب 2/ 222.
3 الجون: الأدهم الشديد السواد من الخيل والإبل.
4 ورد: على وزن "فعل" ما كان أحمر اللون إلى صفرة، والواحدة: وردة.
5 الأغبس: البعير الذي يضرب لونه إلى البياض.
6 أسته: وستهاء العظيمة الأست، وأسته عظيم الاست.
7 انظر: الكتاب 2/ 223.
8 رسحاء: رسح رسحا، قل لحم عجزه وفخذيه فهو أرسح، وهي رسحاء.
9 أهضم: هضم: هضما خمص بطنه ولطف كشحه ودق.
10 أذناء: عظيم الأذن.
11 سكاء: صغيرة الأذن، يقولون: كل سكاء بيوض وكل شرخاء ولود، فالسكاء:
التي لا أذن لها إلا الصماخ، والشرخاء: التي لها أذن وإن كانت مشقوقة.
(3/95)
قالَ أبو العباس: أَفعلُ فَعْلانُ وفَعيلٌ
شيءٌ واحدٌ لأنها تقعُ لِمَا لا يتعدى1 وقالوا في الأَصيدِ: صَيِدَ
يَصْيَدُ صَيَدًَا وقالوا: شَابَ يَشِيبُ ومثلُ: شَاخَ يَشِيخُ وأَشيبُ
كأَشمطَ وأَشْعَر كأَجردَ2 وأَزبُّ3. وقالوا: هَيجَ يَهْوجِ هَوَجاً4
وثَوِلَ يَثْولُ ثُولًا5 وأثولُ6 وقالوا: مَالَ يَمِيلُ وَهْوَ مائلٌ
وأَميلُ7. فَعيلٌ بمعنى: العَديلَ لأَنَّ فِعْلَة فاعلتُهُ وذلكَ نحو:
الجَليسِ والعديلِ والخليطِ والكَميعِ8 وخَصِيم ونَزيع9 وقَد جَاءَ
خَصْمٌ10.
ثاني فَعِيل: ما أَتى مِنَ الفَعْلِ نحو: حَلُمَ يَحْلُمُ حِلْمًا فهوَ
حَليمٌ وظَرُفَ يَظْرُفُ ظَرْفًا وهوَ ظَريفٌ وقالوا: في ضدهِ جَهِلَ
جَهْلًا وَهُوَ جاهلٌ وقالوا: عَالِمٌ وعَلِمَ يَعْلمُ وجَهِلَ كحَرِدَ
حَرْداً11 وهوَ حَارِدٌ فهذاَ ارتفاعٌ في الفعلِ واتضاعٌ وقالوا:
عَليمٌ وفَقيهُ وهوَ فَقيهٌ والمصدرُ فَقْهٌ. وقالوا: اللُّبُّ
واللُّبابةُ ولَبيبُ كما قالوا: اللؤْمُ واللآمةُ ولَئِيمٌ وقالوا:
فَهِمَ يَفْهَمُ فَهْمًا وهوَ فَهِمٌ ونَقِهَ يَنْقَهُ نقَهًا وهوَ
نَقِهٌ وقالوا: الفَهَامةُ ونَاقَةٌ ولَبِقٌ. وَحذَقَ يحذِقُ حِذْقًا
وَرَفُقَ يَرْفُقٌ رِفْقًا وَهْوَ رَفيقٌ وقالوا:
__________
1 انظر: المقتضب 1/ 106.
2 الأجرد: الذي لا شعر له.
3 أزب: كثر شعر وجهه.
4 هيج: هوجا، كان طويلا في حمق وطيش وتسرع، فهو أهوج، وهي هوجاء:
5 ثول: ثولا: الشاة خاصة، أصابها عرض كالجنون.
6 في الأصل: "أثوال". والأثول: المجنون.
7 انظر: الكتاب 2/ 223.
8 الكميع: الضجيع، والمكامع، القريب إليك الذي لا يخفى عليه شيء من
أمرك.
9 النزيع: من معانيها البعيد، ويقال: مكان نزيع، أي بعيد.
10 على وزن "فعل".
11 حردا: حرد حردا: غضب.
(3/96)
رَفِقٌ وَعَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا وعَاقِلٌ
ورَزُنَ رَزَانةً وهوَ رَزينٌ ورزينةٌ وقالوا للمرأةِ: حَصُنتْ حُصْنًا
وهيَ حَصَانٌ مثلُ1 جَبَانٍ. وقالوا: حَصْنًا ويقالُ لها ثَقالٌ2
ورَزَانٌ وصَلِفَ يَصْلَفُ صَلَفًا وصَلِفٌ ورَقُعَ رَقَاعةً [كحَمُقَ
حَمَاقةً وحَمِقٌ وأَحمقُ كأَشنع] 3 وخَرُقَ خُرْقاً4 وأَخرقُ5 وقالوا:
النَّواكةُ وأَنوكُ واستنوكَ6 ولم نسمعهم قالوا: نَوِكَ7.
ثَالثُ فَعِيلٍ: ما كانَ ولايةً نحو: أَميرٍ ووَكيلٍ ووصيٍّ وجَرِيٌّ
بمعنى وَكيلٍ.
الضربُ الثالثُ: المتفقةُ في الفِعْلِ:
هَذا البابُ يكون في الخصالِ المحمودةِ والمَذمومةِ يجيءُ هَذا علَى
"فَعُلَ" يَفْعُلُ إلا في المضاعفِ وهوَ علَى ثلاثةِ أَضربٍ. الأولُ:
ما كانَ حُسْنًا أَو قُبْحًا. الثاني: ما كانَ في الصغرِ والكبرِ.
الثالثُ: الضَّعفُ والجبنُ والشجاعةُ ومنهُ ما يختلطُ منهُ فَعُلَ
بِفَعِلَ كثيرًا وهوَ الرِّفعةُ والضَّعةُ لأَنَّ فَعُلَ أُختُ
"فَعِلَ".
الأولُ مِنْ فَعُلَ يَفْعُلُ ما كانَ حُسنًا أَو قُبحًا:
الفعلُ فَعُلَ يَفْعُلُ فَعَالًا وفَعَالةً وفُعْلًا والأسمُ فعيلٌ
قَبُحَ.
__________
1 في "ب" و"هي" بدلا من "مثل".
2 ثقال: ثقل، ثقلا، وثقالة. ضد خف، فهو ثقيل وثقال: جمع ثقلاء وثقالة.
3 ما بين القوسين ساقط في "ب".
4 خرقا: ساقط من "ب".
5 أخرق: خرق، وخرق خراقة فهو أخرق: لم يحسن عمله.
6 استنوك: حمق، ولم يقولوا "نوك".
7 كما لم يقولوا فقر.
(3/97)
يَقْبُحُ قَبَاحةً1 وَوَسَمَ يُوْسُمُ
وسامةً ووَسَاماً1 وَجمُلَ جَمَالًا وقالوا: الحُسنُ والقُبحُ وفَعَالة
أَكثرُ وقالوا: نَضيرٌ على البابِ وقالوا: نَضرَ وجههُ وناضِرٌ ونَضْرٌ
ونَضَارةٌ وقالوا: ضَخْمٌ وسَبْطٌ وقَطَطٌ مثلُ: حَسَنٍ وسَبِط
سَبَاطةً وسُبُوطةً ومَلُحَ مَلاَحةً ومَليحٌ وسَمُحَ سَمَاحةً وسَميحٌ
وشَنُعَ شَنَاعةً وشَنيعُ ونَظُفَ نَظَافةً كصَبُحَ صَبَاحةً وقالوا:
رَجُلٌ سَبْطٌ3 وجَعْدٌ.
قالَ أبو العباس: هُذيل تقولُ: سَميحٌ وَنذيلٌ4.
قالَ سيبويه: وقالوا: طَهُرَ طُهْرًا وطَهَارةً وطَاهِرٌ وقالوا:
طَهُرتِ المرأةُ وطَمَثَتْ5.
الثاني: الصغرُ والكبرُ:
وذلكَ عَظُمَ عَظَامةً وهوَ عَظيمٌ ويجيءُ المصدرُ علَى "فِعَلٍ" نحو:
الصِّغَرِ والكِبَرِ والقِدَمِ وكَثُرَ كَثارةً وهو كَثيرٌ وقالوا:
الكَثْرةُ6 وسَمِنَ سِمنًا وهوَ سمينٌ ككبرَ كِبرًَا وهوَ كبيرٌ
وقالوا: كَبُرَ على الأَمرِ كَعَظُمَ وجاءَ: فَخْمٌ وضَخْمٌ7 والمصدرُ
فُعُولةٌ الجُهُومةُ وقالوا: بَطِنَ يَبْطُنُ بِطنةً وَهْوَ بَطينٌ.
__________
1 في الكتاب: 2/ 223 وبعضهم يقول: قبوحة فبناه على "فعولة"، كما بناه
على "فعالة".
2 لم يؤنث وساما كما قالوا: السقام والسقامة.
3 سبط: سبط الشعر، مسترسل.
4 قال سيبويه 2/ 224: إن "هذيلا" تقول: سميح ونذيل، أي: نذل وسمح.
5 انظر: الكتاب 2/ 224.
6 بنوه على "الفعلة".
7 في الكتاب 2/ 224: وقالوا: سهل كما قالوا: ضخم.
(3/98)
الثالثُ: الضعفُ والجبنُ وضدُّهما:
شَجُعَ شَجَاعَةً وشَجيعٌ وشُجاعٌ وفَعيلٌ أَخو فُعَالٍ1 وضَعُفَ ضعفًا
وهوَ ضعيفٌ وجَرُؤَ يَجْرؤُ جُرأَةً وهوَ جَرِيءٌ وغَلُظَ يَغْلُظُ
غِلَظًا وغَليظٌ للصلابةِ مِنَ الأرضِ وغيرِها. وسَهُلَ سَهُولَةً
وسَهْلٌ وسَرُعَ سِرَعًا وهوَ سريعٌ وبَطُؤَ بِطًَا وهوَ بَطيءٌ.
قالَ سيبويه: إنما جعلناهما في هَذا البابِ لأَنَّ أَحدهما أَقوى على
أمرهِ3 وكَمُشَ كَماشَةً وكَميشٌ وحَزُنَ حُزُونةَ للمكانِ [وهوَ]
حَزْنٌ وصَعُبَ صُعُوبةَ وهوَ صَعْبُ.
__________
1 يشير إلى صيغتي: شجاع وشجيع.
2 في الأصل "غليظ؟ وفي الكتاب 2/ 224: ... إلا أن الغلظ للصلابة والشدة
من الأرض وغيرها.
3 انظر: الكتاب 2/ 224.
4 زيادة من "ب".
(3/99)
هَذا بابُ ما يختلطُ فيهِ: فَعُلَ يَفْعُلُ
كثيرًا وهوَ ما كانَ مِنَ الرفعةِ والضَّعةِ.
قالوا: غَنِيَ غِنَىً وهو غَبِيٌّ وفقيرٌ كصَغيرٍ1 والفَقْرُ
كالضَّعْفِ ولم يقولوا: فَقُرَ كما لم يقولوا في الشديدِ شَدُدْتَ
استغنوا بافْتقَر واشتدَّ وشَرُفَ شَرَفًا وهوَ شَريفٌ وكَرُمَ ولَؤُمَ
مثلُه ودَنُوَ ومَلُؤَ ملاءةً وهوَ مَلِيءٌ ووَضعَ ضَعَةً وَهوَ وضيعٌ
وضِعَةً2 ورفيعٌ ولم يقولوا: رَفُعَ3 وقالوا: نَبُهَ يَنْبُهُ وهو4
نَابهٌ ونَبيهٌ وسَعِدَ يَسْعَدُ سعادةً وسعيدٌ وشَقي يشقى شَقَاوةً
وشَقِيُّ وَبَخِلَ يَبْخَلُ بُخْلًا وبَخيلٌ أَمُرَ علَينا فهو أَميرٌ
وأَمَرَ أيضًا وقالوا: الشَّقاءُ حذفوا الهاءَ5. ورَشِدَ يَرشَدُ
رَشَدًا ورَاشدٌ والرُّشْدُ ورَشيدٌ والرَّشادُ والبخْلُ والبَخَلُ6
كالكَرَمِ. أَمَّا المُضَاعفُ فلا يكونُ فيهِ "فَعَلْتُ" وذلكَ نحو:
ذَلَّ يَذِلُّ ذُلًا وذِلَّةً وذَليلٌ وشحيحٌ وشَحَّ يَشحُّ وقالوا:
شَحِحْتُ،
__________
1 في "ب" وصغير.
2 في الكتاب 2/ 225: والضعة -بكسر الضاد- مثل الرفعة وضعة: ساقط من
"ب".
3 استغنوا عنه بارتفع كما استغنوا باحمار عن حمر في الألوان.
4 وهو "ساقط" من "ب".
5 في الكتاب 2/ 225: وقالوا: الشقاء. كما قالوا: الجمال، واللذاذ،
حذفوا الهاء استخفافا.
6 في "ب" وبخل ككرم.
(3/100)
وضَنَنْتُ ضَنًّا وضَنَانةً وَلَبَّ
يَلَبُّ واللُّبُّ واللَّبابةُ واللبيبُ وقَلَّ يَقِلُّ قِلَّةً
وقَليلٌ1 وعَفَّ يَعِفُّ عِفَةً وعَفيفٌ ويقولونَ: لَبُبْتَ تَلُبُّ2.
__________
1 قليل: ساقط من "ب".
2 قال سيبويه 2/ 226: وزعم يونس أن من العرب من يقول: لبيت تلب، كما
قالوا: ظرفت تظرف.
(3/101)
بَابُ: فَعَلَ يَفْعَلُ مِنْ حروفِ
الحَلقِ.
اعلَمْ: أَنَّ يَفْعَلُ إِذَا قلتَ فيهنَ: فَعَلَ يَفْعَلُ مفتوحُ
العينِ وذلَكَ كانتِ الهمزةُ أَو الهاءُ أَو العينُ أَو الغينُ أَو
الحاءُ أَو الخاءُ لامًا أَو عينًا نحو: قَرَأَ يَقْرَأُ وَوَجَبَهُ1
يَجبهُ وقَلَعَ يَقْلَعُ وذَبَحَ يَذْبَحُ ونَسَخَ يَنْسَخُ. وهَذا ما
كانتْ فيهِ لاماتٌ2. وأَما ما كانت فيهِ عيناتٌ فَهْوَ كقولِكَ: سَأَلَ
يَسْأَلُ وذَهَب يَذْهَبُ وبَعَثَ يَبْعَثُ ونَحَلَ يَنْحَلُ ونَحَرَ
يَنْحَرُ وَمغَثَ3 يَمْغَثُ وذَخَرَ يَذْخَرُ4 وقَدْ جاؤوا بأَشياءَ
منهُ علَى الأصلِ قالوا: بَرَأَ يَبْرُؤُ كمَا قالوا: قَتَلَ يَقْتُلُ
وهَنَأَ يَهنِىءُ كَضَرَبَ يَضْرِبُ وهوَ في الهمزِ5 أَقلُّ وكذلكَ في
الهاءِِِ6ِ لأَنَّها مستقلةُ في الحَلقَ وكلَّما سَفلَ الحرفُ كانَ
الفتحُ
__________
1 وجبه: قال في القاموس المحيط وجبه كمنعه ضرب جبهته ورده.
2 أي: حروف الحلق، هي: الهمزة والهاء والحاء والعين والخاء والغين
والقاف والكاف والشين والجيم والضاد.
3 مغث: مغث الدواء مرثه.
4 في الكتاب 2/ 252 وإنما فتحوا هذه الحروف لأنها سفلت في الحلق،
فكرهوا أن يتناولوا حركة ما قبلها بحركة ما ارتفع من الحروف فجعلوا
حركتها من الحرف الذي في حيزها وهو الألف وإنما الحركات من الألف
والياء والواو.
5 لأن الهمزة أقصى الحروف وأشده سفولا، انظر: الكتاب 2/ 405 والمقتضب
1/ 192.
6 زيادة من "ب".
(3/102)
لَهُ أَلزم والفتحُ مِنَ الألفِ والألفُ
أَقربُ إلى حروفِ الحَلقِ من أُختيها وقالوا: نَزَعَ يَنْزِعُ وَرَجَعَ
يَرْجَعُ ونَضَحَ يَنْضَحُ ونَطَحَ يَنْطح وَرشَحَ يَرْشِحُ وجَنحَ
يَجْنحُ والأصلُ في العينِ أَقلُّ لأَنَّها أَقربُ إلى الهمزةِ مِنَ
الحاءِ وقالوا: صَلَحَ يَصْلُحُ وَفَرَغَ يَفْرُغُ وصَبَغَ يَصْبُغُ
ومَضَغَ يَمْضُغُ ونَفَخَ يَنْفُخُ وطَبخَ يَطْبُخُ ومَرخَ1 يَمْرُخُ
والخاَءُ والغينُ الأصلُ فيهما أَحسنُ لأَنَّهما أَشدُّ ارتفاعًا إلى
الفَم ومما جاءَ على الأَصل من هذهِ الحروفِ فيهِ عيناتٌ قولُهم:
زَأَرَ يَزْئِرُ ونأم2 يَنْئِمُ ونَعَرَ يَنْعِرُ3 وَرَعَدَتْ4
تَرْعُدُ وقَعَدَ يَقْعُدُ وشحجَ5 يَشْحِجُ ونَحتَ يَنْحِتُ6 وشَحَبَ
يَشْحُبُ ونَغرتِ7 القدرُ تَنْغِرُ ولَغَبَ8 يَلْغُبُ وشَعَرَ يَشْعُرُ
ومَخَضَ يَمْخُضُ ونَخَلَ يَنْخُلُ ونَخَرَ يَنْخُرُ وهَذا الضربُ إذَا
كانتْ فيهِ الزوائدُ لم يفتحْ ألبتةَ كانَ حرف الحَلقِ لامًا أَو عينًا
لأَنَّ الكسرَ لَهُ لازمٌ ولَيسَ هُوَ مثلُ "فَعَلَ" الذي يجيءُ
مضارعهُ على "يَفْعِلُ" وَيَفْعَلُ وذلكَ مثلُ: استبرأَ يستبرِىءُ
وانتزعَ يَنْتِزِعُ وكذلكَ: فَعُلَ يَفْعَلُ لا يغيرُ لأَنَّهُ لازمٌ
لَهُ الضَمُّ وذلكَ قولُهم: صَبُحَ يَصْبُحُ وقَبُحَ يَقْبُحُ وضَخُمَ
يَضْخُمُ ومَلُؤَ يَمْلُؤُ وقمؤَ9 يَقْمُؤُ وضَعُفَ يَضْعُفُ وقالوا:
رَعَفَ يَرْعُفُ وسَعُلَ يَسْعُلُ.
__________
1 مرخ: يقال مرخ جسده بالدهن: دهنه.
2 نأم: أن وصاح.
3 نعر: صاح وصوت بخيشومه.
4 أى: السماء.
5 شحج: الغراب أو البغل: صوت أو غلظ صوته.
6 مثل ضرب يضرب.
7 نفرت القدر: غلت.
8 لغب: لغبا القوم، حدثتهم حديثا كاذبا، واللغب: الغلام الفاسد.
9 قموء: قماءة، وقماءة: ذل وصغر.
(3/103)
فَضَموا ما جاءَ منهُ علَى فَعَلَ فهم في
"فَعُلَ" أَجدرُ وكانَ حَقُّ "سَعُلَ" وَرعُفَ أَن يجَيءَ علَى مثالِ
ما جاءتْ عليهِ الأدواءُ.
فإنْ كانتْ هذهِ الحروفُ فاءاتٍ نحو: أَمرَ وأَكَل وأَفلَ يَأْفُلُ لم
تفتحِ العينُ لسكونِ حَرفِ الحَلقِ وقالوا: أَبى يَأْبَى شبهوهُ
بيَقْرَاُ وفيهِ وجهُ آخرُ أَن يكونَ مثلَ: حَسِبَ يَحْسِبُ فُتِحَا
كما كُسِرَا وقالوا: جَبىَ يَجْبَى وقَلَى يَقْلَى "جَبَى جَمَعَ1
الماءَ في الحوضِ" وحكى سيبويه: عَضَضْتَ تَعَضُّ2. وقالَ أَبو العباس:
عَضَضْتَ غيرُ معروفٍ ومَا كانت لامهُ ياءً أَو واوًا فحكمهُ في هَذا
البابِ حكمُ غيرِ المعتلِّ نحو: شَأَى3 يَشْأَى وَسَعَى يَسْعَى
وَمَحَا يَمْحىَ وصَفَى يَصْفَى ونَحَا يَنْحَى وقد قَالُوا: يَنْحُو
يَصْفُوا ويزهوهم الآلُ4 ويَنْجُو ويَرغُو وأَما ما كانت لامهُ مِنْ
حروفِ الحَلقِ وعينهُ معتلةٌ فلا تفتحُ لأَنَّها تكونُ ساكنةً نحو:
بَاعَ يَبِيعُ وتَاهَ يتِيهُ وجَاءَ يَجِيءُ وكذلكَ المضاعفُ: نحو:
دَعَّ يَدُعُّ وشَحَّ يَشُحُّ وزعمَ يونس: أَنَّهم يقولونَ: كَعِّ
يَكَعُّ5. قالَ سيبويه: يَكِعُّ أَجودُ6 وهوَ كما قالَ.
واعلم: أَنَّ هذه الحروفَ الستةَ إذا كَنَّ عيناتٍ في "فَعِلَ" ففيهِ
أَربعُ لغاتٍ7: فَعِلَ وفِعِلَ وفِعْلَ اسمًا كانَ أَو صفةً نحو:
رِحِمَ،
__________
1 زيادة من "ب".
2 انظر: الكتاب 2/ 254.
3 شأى: يشؤو شأوا القوم: سبقهم.
4 يزهوهم الآل: أي رفعهم.
5 انظر: الكتاب 2/ 255.
6 انظر: الكتاب 2/ 255.
7 انظر: الكتاب 2/ 255.
(3/104)
وبِعِلَ والاسم رَجُلٌ لَعِبٌ1 وضَحِكٌ وما
أَشبهَ ذلكَ في جميعِ حروفِ الحلقِ وفي "فَعيلٍ" لُغتانِ: فَعِيلٌ
وفِعِيلٌ وتكسرُ الفاءُ في هذَا البابِ في لغةِ تَميمٍ نحو: سِعِيدٍ
ورغيفٍ وَبخِيلٍ وَبِيِئسٍ وأَمَّا أَهلُ الحجازِ فيجرونَ جميعَ هَذا
على القياس فإِنْ كانتِ العينُ مضمومةً لم تضم لها ما قبلهَا نحو:
رَؤوفٍ ورؤوفٍ لا يضمُّ. قَالَ2: وسمعتُ مِنْ بعضِ العَربِ مَنْ يقولُ:
بِيْسَ ولا يُحققُ الهمزةَ ويدعُ الحرفَ على الأصلِ3. وأَمَّا الذينَ
قالوا: مِغِيرَةٌ وَمِعينٌ4 فَلَيسَ علَى هَذا ولكنهم أَتبعوا الكسرةَ
الكسرةَ كما قالوا: مِنْتِنٌ وَأُنْبُؤُك وأُجُؤكَ "أَرادَ: أُنبِئُكَ
وأَجِيئكَ"5 وقَالوا: في حرفٍ شَاذٍّ: إحِبَّ يحِبُّ شبهوهُ
"بِمِنْتِنٍ" فجاؤوا بهِ على "فَعَلَ" كما قَالوا: يِئْبَى لِما جَاءَ
شاذًا عن بابهِ خولفَ بهِ6 وقالوا: لَيْسَ ولم يقولوا: لاسَ ولا يجوزُ
في "أَجِيئُكَ" ما جازَ في "يَحِبُّ" لأَنَّ يَحِبُّ غُيرتْ عن أَصلِها
وكانَ حقُّها يُحِبُّ فلمَّا غيرتْ استحسنوا التغييرَ هُنَا والاتباعَ
وأَجيئُكَ على حِقّها فلا يجوزُ أَن يتبعَ الهمزةَ الجيم لأَنَّ الجيمَ
في الأصلِ ساكنةٌ أيضًا.
__________
1 رجل لعب: ساقط من "ب".
2 أي سيبويه، وانظر: الكتاب 2/ 255.
3 انظر: الكتاب 2/ 255.
4 في الأصل "مغير".
5 أنبئك وأجيئك ساقط في "ب".
6 انظر: الكتاب 2/ 256.
(3/105)
بَابُ نظائرِ الثلاثي الصحيحِ مِنَ المعتل:
وهوَ ينقسمُ ثلاثَة أَقسامٍ معتل اللام والعينِ والفاءِ: الأولُ: وهوَ
ما اعتلت لامهُ وذلكَ نحو: رميتهُ رَمْيًَا ومراهُ1 يمريهِ مَرْيًا
وَهوَ مَارٍ وغَزَاهُ يغزوهُ غَزْوًا وَهوَ غازٍ هذهِ الأصولُ وقالوا:
لقيتُه لِقَاءً واللُّقىَ وقليتهُ فأَنا أَقليهِ قِلَىً2 وهديتهُ
هُدَىً وفِعَلٌ أُختُ فَعَلٌ لأَنهُ لَيسَ بينهما إلا الضمُّ والكسرُ
وكُلُّ واحدةٍ تدخلُ على صاحبتِها وَعَتا عُتُوَّاً3 وثَوَى يثَوَى
ثُوِيًّا ومَضَى مُضِيًَّا وعَاتٍ وثاوٍ وماضٍ ونَمَى يَنْمَى نَمَاءً
وبَدَا يَبْدُو وقَضَى يَقْضِي قَضَاءً ونَثَا يَنْثُو نَثَاءً وقالوا:
بَدَا بَدًَا ونَثَا4 نَثًَا وزَنَى زِنًَا وسَرَى يَسْرِي سُرَىً
والتُّقى5. هَذا ما كانَ ماضيهُ علَى "فَعَلَ" وأَما "فَعُلَ" فقالوا:
بَهُو يَبْهُو بَهَاءً وهو بَهِيٌّ وسَرُو يَسْرُو سَرْوًا وسَرِيٌّ
وبَذُوَ يَبْذَو بَذَاءً و [هُوَ] 6 بَذِيٌّ وبَذى7 مثلُ: سَقُمَ في
تصرفهِ8 وَدَهُوْتُ
__________
1 مراه: مرى.
2 في الأصل "قلا".
3 في الأصل "عتى".
4 نثا: فرق وأشاع.
5 انظر: الكتاب 2/ 230.
6 زيادة من "ب".
7 بذى "ساقط من "ب".
8 في الكتاب 2/ 231 وقالوا: بذو يبذو بذاء، وهو بذي، كما قالوا: سقم
سقاما وهو سقيم، وخبث، وهو خبيث. وقالوا: البذاء، كما قالوا: الشقاء.
(3/106)
وَهْوَ دَهِيٌّ وبعضُ العرب يقولُ:
بَزِيْتُ كَشَقِيْتُ وأَمَّا "فَعِلَ" فنحو: خَشِيَ يَخْشَى خَشْيَةً
وخَشَيًَا وهوَ خَشْيَانُ وخَاشٍ وشَقِي يَشْقَى شَقَاوةً وشَقَاءً
وقَوِيَ قَوَةً وخَزِيَ يَخْزَى خَزَايةً فهوَ خَزْيَانُ إذَا استحيى1.
قالَ الأصمعي: خَشِيَ الرجلُ يَخْشَى خَشْيًا وَهْوَ خَشْيَانُ وخَشٍّ
إذَا أَخذهُ الرّبو والنّفَسُ وهذا معَ ما قبلهُ يدخلُ في بابِ
الأدواءِ وهذا لم يذكره سيبويه وكان هذا موضعه في فَعَلَ فيما مضى
وعَرِيَ الرجلُ إذَا خَرجَ مِنْ ثيابِه يَعْرَى عُرْيًا فهو عُريَانٌ
وامرأةٌ عُرْيانَةٌ ونَشِيَ الرجلُ الخَبَر إذَا تخبره ونَظَر مِنْ
أَينَ جَاءَ. يَنْشَا نِشْوَةً فهوَ نَشْيان. نظيرُ ذلكَ مما اعتلتْ
عينهُ كِلتهُ كَيلًا والاسم كَائِلٌ وقِلْتهُ قَوْلًا والاسم قَائِلٌ
وزِرتهُ زِيَارةً وخِفتُه خوفًا وهِبتهُ أَهَابهُ هيبَة ونلتُه أنالهُ
نَيْلًا وذِمتُه أَذيمهُ ذَامًا وقِتُّه قُوتًا. وقالَ بعضهم: "رجُلٌ
خَافٍ" فجاؤوا به على "فَعِل" مثلُ فَرِقٍ وقزعٍ3 وعِفْتُه أَعَافهُ
عِيَافةً وغُرتُ4، أَغورُ غُوورًا وغِيَارًا وغِبتُ غُيُوبًا وقامَ
قِيامًا ونحتُ نِيَاحةً وغابتِ الشمسُ غِياباُ ودَامَ يَدومُ دَوَامًا
وَلِعْتَ5، تَلاَعُ لاعًا وَرَجلٌ لاَعٌ ولائِعٌ إلا أَنَّ قولَهم:
لاعٌ، أَكثرُ.
__________
1 في الأصل: "استحيا".
2 تخبره: انظر من أين جاء وعلمه.
3 قزع: قزوعا: أبطأ، والظبي: خف في عدوه هاربا.
4 غرت: قالوا: غرت في الشيء غرورا وغيارا إذا دخلت فيه.
5 لاع: لوعة: احترق قلبه وتألم من حب أو هم أو مرض، ولاعه الحب: أمرضه.
(3/107)
نظيرُ ذلكَ مما اعتلت فاؤهُ.
وَعَدتهُ أَعِدهُ وَعدًا ولا يجيءُ في هَذا البابِ "يَفْعُلُ" يحذفُ
الواوَ في "يَعُدُ" لوقوعِها بينَ ياءٍ وكسرةٍ وتجري باقي حروفِ
المضارعةِ عليَها. وقالَ بعضُهم: وجَدَ يَجُدُ كأَنَّهم حذفوها مِنْ
يُوْجُدُ وقالوا: وَرَدَ وُرودًا وَوَجِلَ يَوْجَلُ وَهُوَ وَجِلٌ
وَوَضُؤَ يُوْضُؤُ فأتموا ما كان على فَعُلَ1 وقالوا: وَرِمَ يَرِمُ
وَرَمًا وَهْوَ شَاذٌ عِنِ القياسِ وَوَرِعَ يَوْرَعُ لغة وَوَجدَ
يَجِدُ وَجْدًا وَوَغِرَ يَغِرُ ويُوْغَرُ وَوَحِرَ2 يَحِرُ ويُوحَرُ
ويُوحَرُ أَكثرُ ولا يجوزُ يَوْرَمُ وَوَلى يَلي وأَصلُه فَعِلَ
يَفْعَلُ فَنُقل إلى "يَفْعَلُ"3 ليحذفوها طلبًا للخفةِ وأَمَّا ما
كانَ مِنَ الياءِ فإنهُ لا يحذفُ منهُ وذلكَ قولُهم: يَئِسَ ييئِسُ
ويَمَنَ وَيَيْمنُ وبعضهُم يقولُ: "يَئِسَ" يحذفُ الياءَ مِنْ
"يَفْعِلُ" فأَمّا وطِيئَ يَطَأُ فإنَّما فتحوا العينَ للهمزةِ وهذَا
جاءَ على "فَعِلَ يَفْعِلُ مثلُ: حسِبَ يَحْسِبُ.
__________
1 انظر الكتاب 2/ 233. وقالوا: وضؤ يوضؤ ووضع يوضع فأتموا ما كان على
فعل.
2 وحر: أكل ما دبت عليه الوحرة، "الحشرة" دويبه مثل أبي بريص.
3 انظر: الكتاب 2/ 233.
4 انظر: الكتاب 2/ 233.
(3/108)
بَابُ ذِكرِ المصَادرِ التي تُضارعُ
الأسماءَ:
التي ليستْ بمصادرَ وحقُّها الوصفُ مِنْ هذهِ الأفعالِ التي تقدمَ
ذكرُها وجاءت علَى ضربينِ: أَحدهُما ما فيهِ علامةٌ للتأنيثِ والضربُ
الثاني لا علامةَ فيهِ للتأنيثِ ويَجْمَعُ هذهِ المصادرَ كلَّها
أَنَّها جاءت غيرَ جاريةٍ على فِعْلٍ وأَنَّ ما وقعَ منها صفةً خالصةً
فعلَى غيرِ لفظِ الصفةِ والمؤنثُ ينقسمُ قسمينِ: أَحدهُما حرفُ
التأنيثِ فيهِ أَلفٌ والآخرُ هاءٌ.
القسمُ الأولُ: ما جاءَ مِنَ المصادرِ فيهِ أَلفُ التأنيثِ:
وذلكَ قولُهم: رجَعْتهُ رُجْعَى1 وبشرتهُ بُشْرَى وذكّرتهُ ذِكْرَى
واشتكيتُ شكْوى وأَفتيتهُ فُتْيَا وأَعداهُ عَدْوَى والبُقيا2، أَمَّا
الحُذْيَا فالعطيةُ والسُّقيا ما سقيتَ والدَّعوى ما ادعيتَ وقال
بعضُهم: اللهمّ: أَشرِكنَا في دَعْوى المسلمينَ وقالوا: الكِبْرِيَاءُ.
الفِعْلُ رِميَّا3 وحجِّيزَى4.
__________
1 في الأصل "رجعا".
2 البقيا: جمع بقايا.
3 رميا: وزنها: فعيلى. قال سيبويه 2/ 228 وأما الفعيلى فتجيء على وجه
آخر تقول: كان بينهم رميا، فليس يريد قوله: "رميا، ولكنه يريد: ما كان
بينهم من الترامي وكثرة الرمي، ولا يكون الرميا واحدا ... ".
4 في الأصل "حجيزا" والحجيزي، كثرة الحجز.
(3/109)
وحِثِّيثَى1 وقالوا: الهجِّيرى2 وَهْوَ
كثرةُ القولِ بالشيءِ والكلامُ بهِ.
وقالَ الأخفشُ: الأهجيرَى3 وَهْوَ كثرةُ كلامهِ بالشيءِ يرددهُ.
القسمُ الثاني علَى ضربينِ:
أَحدهما "فِعْلَةٌ" يُرادُ بها ضَربٌ مِنَ الفعلِ "فِعْلَةٌ" يرادُ بها
المرةَ وذَلكَ الطِعْمَةُ وقِتْلَةُ سوءٍ وبئْسَتِ المِيتَةِ إنّما
تريدُ: الضربَ الذي أَصابهُ مِنَ القتلِ وكذلكَ: الرِّكَبةُ والجِلْسَة
وقَدْ تجيءُ الفِعْلَةُ لا يرادُ بها هَذا4 نحو الشِّدَةِ والشِّعْرةِ
والدِّريةِ وَقَدْ قالوا: الدَّريةُ5، وقالوا: ليتَ شِعْري6، فحذفوا
كما قالوا: ذَهَبت بعذرتِها وهوَ أَبو عُذرِها وهوَ بزنتهِ أَي
بقَدْرهِ والعِدَةُ والضِّعَةُ والقِحَةُ لا تريدُ شيئًا من هَذا
وأَمَّا المرةُ الواحدةُ من الفعل فهي فعلة نحو ضربة وقومة وقالوا
أتيته إتيانه7، ولقيته لِقاءةً وهوَ قليلٌ وقالوا: غَزَاةٌ فأرادوا
عَمْلَةً واحدةً وحجةَ عَمَلِ سَنَةٍ وقالوا: قَتَمةٌ8 وسَهَكَةٌ9
وخَمُطةٌ اسمٌ لبعضِ الريحِ كالبَنّةِ10 والشَّهْدَةِ والعَسَلةِ ولم
يُرِدْ فَعَلَ فَعْلَةً.
__________
1 الحثيثى: كثرة الحث.
2 في الأصل "هجيرا".
3 في الأصل "الأهجيرا".
4 أي: هذا المعنى.
5 في الأصل "الدرة"
6 هو من شعرت شعرة. قال سيبويه 2/ 223 "أصله" فعلة مثل الدرية والفطنة
فحذفت الهاء، والشاعر مأخوذ منه. وليت شعري: كلام يساق للتعجب والغرابة
وانظر: أدب الكاتب: 62.
7 في "ب" ايتانا.
8 قتمة: الغبار الأسود.
9 سهكة: صدأ الحديد.
10 البنة: الرائحة طيبة كانت أم كريهة.
(3/110)
الضربُ الثاني الذي لا علامةَ فيهِ
للتأنيثِ:
وهوَ ينقسمُ قِسمين: أَحدهما ما أصلهُ أَن يكونَ مبنيًا للصفةِ فوقعَ
للمصدرِ والقسمُ الآخرُ ما هُوَ من أَبنيةِ المصادرِ فوصفَ بهِ أَو
جعلَ هُوَ الموصوف بعينِه: الأولُ: ما لفظه لفظ الصفةِ فوقعَ للمصدرِ
وذلكَ ما جاءَ على "فَعُولٍ" نحو: تَوضأتُ وضُوءًا وتَطهرتُ طَهُورًا
وأَولعتُ بهِ وَلُوعًا ومنهم مَنْ يقولُ وقدتُ النارَ وَقُودًا عاليًا
وقَبلتُه قَبُولًا والوُقُودُ أَكثرُ والوَقَودُ الحَطبُ وعلَى فلانٍ
قَبُولٌ وهذا البناءُ1 أَكثرُ ما يجيءُ في الصفاتِ نحو: ضَرُوبٍ
وقَتُولٍ وهَبُوبٍ وتَؤُوم وطروَبٍ. الثاني: ما لفظهُ لَفظُ المصدرِ
فجاءَ على معنى: مَفْعُولٍ وفَاعلٍ وذلك قولُكَ: لَبَنٌ حَلَبٌ إنّما
تريدُ: مَحلوبٌ وكقولِهم: الخَلْقُ إنَّما يريدُ بهِ: المَخلوقَ
والدرهمُ ضَرْبُ الأَمير: أَي: مَضروبٌ. ويقعُ علَى الفَاعلِ نحو:
رَجلٍ غمْرٍ2، وَرَجل نَومٍ إنَّما تريدُ: الغَامرَ والنائمَ ومَاءٌ
صَرَى أي صرٍ3 ومَعْشٌر كَرمٌ أي كُرماءُ وقالوا صَرِيِ يَصْرَى صَرْىً
وَهُوَ صَرٍّ إذا تغيرَ اللبنُ في الضرعِ وَهْوَ رضىً أَي: مَرْضِيٌّ
وأَمّا ما جُعلَ هوَ الموصوفُ بعينهِ: إلا أَنهم جاؤوا بهِ مخالفًا
لبناءِ المصدرِ وغيرَ مخالفٍ. فقولُهم: أصابَ شِبعَه وهَذا شِبْعُه
إنَّما يريدنَ مُشْبِعَهُ4، ومِنْ ذلكَ: هُوَ مِلءُ هذَا أَي: ما يملأُ
هَذَا وقولُهم: لَيْسَ لَهُ طَعمٌ إنَّما معناهُ: ليسَ لَهُ طِيبٌ أَي:
ليسَ بمؤثرٍ في ذوقي ومَا أَلتذُّ بهِ فهذَا مما خولفَ بهِ. وقد يجيءُ
غيرَ مخالفٍ نحو: رويتُ ريًّا وأَصَابَ رِيَّهُ وَطعمتُ طُعْمًا
وأَصابَ طُعْمَه ونَهِلَ يَنْهِلُ نَهَلًا وأَصَابَ نَهَلَهْ وقالوا:
قُتَّهُ قَوْتًَا والقوتُ: الرزقُ فَلَم يدعوهُ علَى بناءٍ واحدٍ
وقالوا: مَرَيْتُها مَرْيًا إذَا أَرادَ العَمَلَ وحلبتُها مِرْية لا
يريدُ
__________
1 أي: المفتوح الفاء.
2 في "ب" غم وغام.
3 صر: خفيف إذا تغير اللبن في الضرع. وهو صرى، فتقول: هذا اللبن صرى
وصر، وانظر: الكتاب 2/ 229
4 في الكتاب 2/ 228 "قولهم: أصاب شبعه، وهذا شبعه، إنما يريد: قدر ما
يشبعه.
(3/111)
"فِعْلَةً" ولكنَّهُ يريدُ نحوًا مِنَ
الدرةِ والحَلبِ وقالوا: لُعْنَةٌ للذي يُلْعنُ واللعْنَةُ1 المصدرُ
والخَلْقُ المصدرُ2 والمخلوقُ جَمعًا وقالوا: كَرَعَ كُرُوعًا
والكَرَعُ: الماءُ الذي يكرعُ [فيه] 3 وَدَرَأْتُهُ دَرْءًا وَهْوَ ذُو
تُدْرَإِ أي: ذُو عُدَّةٍ ومَنَعةٍ وكاللُّعْنَةِ السُّبَّةُ إذا
أَردتَ المشهورَ بالسَّبِّ واللعنِ جعلوهُ مثلَ: الشُهرَةِ.
قالَ أبو بكر: قَد ذكرتُ أَحوالَ الأَفعالِ الثلاثيةِ المتعديةِ وغيرَ
المتعديةِ التي لا زائدَ فيها وعَرَّفْتُ: أَنَّ الفعلَ الذي لا يتعدى
يُفَضَّلُ علَى المتَعدي بِفَعُلَ يَفْعُلُ وعرفتُكَ الأَسماءَ
الجاريةَ عليها والمصادرَ وما لا يجري مِنَ المصادِرِ على الفعلِ.
واعلَم: أنَّ كُلَّ فِعْلٍ متعدٍّ فقد يبنى منهُ على مفعولٍ نحو قولِكَ
في ضُرِبَ: مَضروبٌ وفي قُتِلَ: مَقتولٌ وما لا يتعدى فلا يجوزُ أن
يبنى منهُ "مفعولٌ" إلا أن تريدَ المصدرَ أو تتسعَ في الظروفِ فتقيمَها
مقامَ المفعول الصحيح وقدْ جاءَ في اللغةِ "فُعِلَ" ولَم يستعملْ منهُ
فَعَلتُ وذلكَ نحو: جُنَّ وسُلَّ1. وَوُرِدَ مِنَ الحُمّى وهو مجنونٌ
ومَسلولٌ ومحمومٌ ومورودٌ ولم يستعمل5 فيهِ فَعَلتُ: ومثلُه: قَطِعَ:
كأَنَّهم قالوا: جُعِلَ فيهِ جنونٌ فجاءَ مجنونٌ عَلَى "فُعِلَ" كما
جاءَ محبوبٌ مِنْ "أَحْبَبتُ" وكانَ حَقٌ مجنونٍ: مُجَنٌّ علَى:
أَجَنَّ وقالَ بعضُهم6: "حَبَبْتُ" فجاءَ بهِ على القياسِ ونحنُ نتبعُ
هذَا: بذكِر الأَفعالِ التي فيها زوائدُ من بنات الثلاثةِ ومصادرِها.
__________
1 في "ب" اللعن.
2 المصدر: ساقط من "ب".
3 زيادة من "ب".
4 ورد: يقال: ورد الرجل: إذا أخذته الحمى.
5 منه: ساقط في "ب".
6 انظر الكتاب 2/ 238.
(3/112)
بَابُ ذكرِ الأَفعالِ التي فيها زوائدُ
مِنْ بَناتِ الثلاثةِ ومصادرها:
هذهِ الأفعالُ تجيء علَى ضربين: أَحدهما على وزنِ الفِعلِ الرباعي
والآخرُ على غيرِ وزنِ ذواتِ الأربعةِ فأَمَّا الذي على وزنِ ذواتِ
الأربعةِ فهو أيضًا على ضربينِ: أَحدهما ملحقٌ ببناتِ الأربعةِ والآخرُ
على وزنِ ذواتِ الأربعة في متحركاتهِ وسواكنهِ وليسَ بملحقٍ فالمحلقُ:
حَوقَلَ1 حَوْقَلةً وَبَيْطرَ2 بَيْطَرةً وَجَهْوَرَ كلامَهُ3 وكذلكَ
شَمْللتُ4 شَمْلَلَةً وسَلْقيتهُ5 سَلْقَاةً وجَعْبيتُهُ6 جَعْبَاةً
فهذا ملحقٌ بِدَحْرَجَ ومضارعهُ كمضارعِ يُدَحرجُ نحو: يُجَعْبي7
ويُحوقلٌ ويُشمللُ8 ومصدرُ الرباعي بغيرِ زيادةِ يجيءُ على "فَعْلَلَةٍ
وفِعْلاَلٍ".
__________
1 حوقل: كبر، ونام، وأدبر، واعتمد الشيخ على خصره.
2 بيطر: بيطر البيطار الدابة: إذا شق جلدها ليداويه.
3 جهور: في كلامه جهورة: علا صوته.
4 شملل: أسرع وشمر.
5 سلقيته: سلقي الرجل، طعنه، وسلقيته سلقاء: ألقيته على ظهره.
6 جعبى: جعبأه، صرعه، قلبه.
7 يجعبى: يصرع.
8 يشملل: يسرع ويشمر.
(3/113)
نحو: السِّرهاف1 والزَّلْزَلةِ
والزِّلْزَالِ وكذلك: الملحقُ الحِيقَالُ السِّلقَاء على مثالٍ
الزِّلْزَالِ كما قالَ2:
وبعضُ حِيقَالِ الرجَالِ الموتُ
الضربُ الآخرُ: الذي علَى وزنِ ذواتِ الأربعة وليسَ بملحقٍ وهو يجيءُ
على ثلاثةِ أضربٍ: فَعَلَ وأَفْعَلَ وفَاعَلَ الوزنُ على وَزنِ:
دَحْرَجَ والمضارُع كمضارعِ بناتِ الأربعةِ لأَنَّ الوزَن واحدٌ ولا
يكونُ المصدرُ3 كمصادِرها لأَنَّهُ غيرُ ملحقٍ بِهَا4 تقولُ: قَطَّعَ
يدَهُ يُقَطعُها وكَسَّرَ يُكسرُ علَى مثالِ: يُدحرِجُ5 وقَاتَلَ
يُقاتلُ وأَما أَفْعلتُ فنحو: أَكرَم يُكرمُ وأَحْسَنُ يُحْسِنُ وكانَ
الأَصلُ: يُؤَكرمُ ويُؤحْسنُ حتَى يكونَ على مثالِ: يُدحرجُ لأَنَّ
همزةَ أَكرمَ مزيدةٌ بحذاءِ دَال دَحْرَجَ وَحَقُّ المضارعِ أَن ينتظمَ
ما في الماضي منَ الحروف ولكن حُذِفَتِ
__________
1 السرهاف: الغذاء أحسنه، وسرهف الصبي أحسن غذاءه ونعمه.
2 نسب هذا الرجز لرؤبة العجاج، وقبله:
يا قوم قد حوقلت أو دونت ... وبعض حيقال الرجال الموت
ويجوز اشتقاق "حوقل" من الحلقة وهي ما بقي من نفايات التمر، لأن قولهم:
حوقل الرجل، معناه: كبر وضعف، فصار كأنه لم يبق منه إلا نفايته.
ويروى في المخصص: وبعد حيقال الرجال الموت.
ويروى كذلك: وبعد حوقال. وأراد المصدر، فلما استوحش في تصير الواو ياء
فتحه.
وانظر: المقتضب 2/ 96 والمنصف 1/ 38 والمخصص1/ 14 واللسان "حوقل"
والمحتسب 2/ 358 والعيني 3/ 573 وابن يعيش 7/ 155. وزيادات ديوان رؤبة/
170.
3 في "ب" المصادر.
4 في الأصل "به".
5 هذا وزن "فعلت".
(3/114)
[الهمزة] 1 وقَدْ ذكرنَا هذَا فيما تقدمَ
ومع هذَا فإنَّهم حذَفُوا الهمزَة الأصليّة لإلتقاءِ الهمزتينِ في:
أَاْكلُ وأاخذْ وأَامرْ فقالوا: خُذْ وكُلْ ومُرْ ورُبمَّا جاءَ على
الأصلِ فقالوا: أومرْ فإنْ اضطَّر شَاعرٌ فقالوا: يؤكرمُ ويُؤحسنُ جازَ
ذلكَ كما قالَ2:
"وصَالياتٍ ككُمَا يُؤثفَينْ ... "
وكما قالَ3:
"فإنهُ أَهْلٌ لأن يُؤَكرمَا ... "
والمصادرُ في الفَعَلِ علَى مثالِ: الزِّلزالِ4، وليسَ فيهِ مثالُ:
الزَّلْزلَةِ لأَنهُ نَقَصَ في المضارع فَجُعِلَ هَذا عوضًا وذلكَ نحو:
أكرمتُه إكرامًا وأَعطيتُه إعطاءً وأَمَّا "فاعلتُ" فمصدره5 اللازمُ
لَهُ "مُفَاعلةٌ6"
__________
1 زيادة من "ب".
2 من شواهد سيبويه 1/ 13 في باب ما يحتمل الشعر. وفي 1/ 203 على أن
الكاف اسم بمعنى مثل وفي 2/ 331 على بقاء الهمزة في المضارع للضرورة.
والصاليات: الأثافي، لأنها صليت بالنار، أي حرقت حتى اسودت، والأثافي:
جمع أثفية وهي الحجارة التي ينصب عليها القدر.
والشاهد لخطام المجاشعي.
وانظر: المقتضب 2/ 97 والخصائص 2/ 368. ومجالس ثعلب/ 48. والمحتسب 1/
186. وشرح السيرافي 6/ 18. وشرح الرماني 2/ 38. وارتشاف الضرب/ 24.
وابن يعيش 8/ 42. وشواهد الإيضاح لابن بري/ 96 والسيوطي/ 172.
والمقاييس لابن فارس 1/ 58.
3 الشاهد فيه كسابقه ولم يعرف قائله ولا تتممة له.
وانظر: المقتضب 2/ 98. والخصائص 1/ 144. وشروح سقط الزند 3/ 1184،
والإنصاف/ 148. وارتشاف الضرب/ 24. والموجز لابن السراج/ 133. واللسان
15/ 415 وشرح السيرافي 1/ 260.
4 في "أفعلت".
5 فمصدره "ساقط في "ب".
6 انظر: الكتاب 2/ 243. والمقتضب 2/ 99.
(3/115)
وذلكَ نحو: قَاتلتُهُ مُقَاتلَةً
وشَاتمتُهُ مُشَاتمةً فهذَا على مثالِ: دَحْرجتُهُ مُدَحرجَةً ولَم
يكنْ فيهِ شيءٌ على مثالِ: الدَّحْرجَةِ لأَنهُ ليسَ بملحقٍ
"بِفَعْلَلتُ" ويجيءُ فيهِ "الفِعَالُ" نحو: قَاتلتُه قِتالًا وراميتُه
رِمَاءً وكانَ الأصلُ "فِيعَالًا" لأَنَّ "فَاعلتُ" علَى وزنِ
"أَفْعَلتُ" وفَعْلَلتُ فالمصدرُ كالزِّلْزَالِ والإِكرامِ ولكنَّ
الياءَ محذوفةٌ مِنْ "فِيعَالٍ" استخفافًا وإنْ جَاءَ بها جَاءٍ فمصيبٌ
وأَمَّا فَعَّلْتُ: فمصدرهُ التفعيلُ1 لأَنَّهُ يسَ بملحقٍ فالتاءُ
الزائدةُ عوضٌ مِنْ تثقيل العينِ والياءُ بدلٌ مِنَ الألفِ التي تلحقُ
قبلَ أواخرِ المصادرِ وذلكَ قولُكَ: قَطَّعتُه تَقْطيعًا وكَسَّرتهُ
تكسيرًا وشمَّرتُ تَشميرًا وكان أَصلُ هَذا المصدرِ أنَ يكونَ
فِعَّالًا كما قلتَ أَفْعلتُ إفْعَالًا ولكنهُ غُيرَ لبينَ أَنهُ ليسَ
ملحقًا ولو جاءَ بهِ جاءٍ علَى الأَصلِ لكانَ مصيبًا كما قالَ الله
جلَّ ذكره2 {وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا كِذَّابًا} 3 وقالَ قومٌ4:
حَمَّلتهُ حِمَّالًا وكَلّمتُه كِلاّمًا فهذهِ تصاريف هذهِ الأَفعالِ
ومصادرها ونحنُ نذكرُ معانيها ومواقعها في الكلامِ إنْ شاء الله.
الأولُ: فَعَّلَ:
حقهُ أنْ يكونَ للتكثيرِ والمُبالغةِ فإذَا أدخلتَ عليهِ التاء قلتَ:
تَفَعَّلتُ تَفَعُّلًا ضموا العينَ لأَنهُ لَيسَ في الكلام اسمٌ على
"تَفَعّلَ" وفيهِ "تَفَعُّلٌ" مثلُ التَنوطِ5 اسمٌ6 ويجيءُ: فَعَّلتهُ
وأَفْعَلتُه بمعنىً واحدٍ.
__________
1 انظر: الكتاب 2/ 243 والمقتضب 2/ 74.
2 في "ب" عز وجل.
3 النبأ: 28 وانظر: الكتاب 2/ 243.
4 في "ب" ناس.
5 التنوط: نوط: علق، والتنوط-بضم التاء وكسر الواو- طائر يدلي خيوطا من
شجرة وينسج عشه كقارورة الدهن منوطا بتلك الخيوط.
6 اسم: ساقط في "ب".
(3/116)
نحو1: خَبَّرتهُ وأَخبرتُهُ وَوَعَّزْتُ
وأَوعزتُ وسَمّيتُ وأَسميتُ أَي: جَعَلتُه فَاعِلًا ويجيئان مفترقينِ2
نحو: عَلّمتهُ وأَعلمتُه فَعَلّتُ أَدبتُ وأَعلمتُ: آذنتُ وكذلكَ آذنتُ
وأَذّنتُ مفترقانِ فآذنتُ: أَعلمتُ وأَذّنتُ مَنَ النداءِ والتصويتِ
بإعلامٍ وبعضُ العربِ يجري: أَذّنتُ وآذنتُ مجرى سَمّيتُ وأَسميتُ
وأَمرضتُه جَعلتُه مَريضًا ومَرَّضتهُ قمتُ علَيهِ
ومثلُه أَقذيتُ عينَهُ وَقَذّيتُها فأَقذيتُها: جعلتَها قَذِيَّةً
وقَذَّيتُها: نَظفتُها مِنَ القَذَاءِ كَثَّرْتُ وأكثرتُ وقَلَّلتُ
وأَقللتُ3 فكَثَّرتُ أَنْ تجعلَ قليلًا كثيرًا وقَلّلتُ تَجعلُ كثيرًا
قليلًا وصَبَّحْنا ومَسَّينَا وسَحَّرْنا فمعناهُ: أَتيناهُ صباحًا في
هذهِ الأوقاتِ ومثلهُ بَيّتناهُ4 أَتيناهُ بَيَاتًا وما بنيَ على
"يُفْعّلُ" فهوَ يُشجّعُ ويُجَبّنُ ويُقَوّي أَي يُرمى بذلكَ وقد شُيّع
الرجلُ أي رُميَ بذلكَ وقيلَ فيهِ.
الثاني: أَفعَلُ:
وحَقُّ هذهِ الألفِ إذا دخلتْ على: فَعِلَ لا زيادةَ فيهِ أَنْ يجعلَ
الفاعلَ مفعولًا نحو: قَام وأَقمتُه وقَد ذكَر هذا فيما مضى ويكونُ في
معنى "فَعَلَ" في لغتينِ مختلفتينِ نحو: قِلْتُه وأَقلتُه وأَشباهُ
هذَا كثيرٌ وقد أَفردَ لَهُ النحويونَ وأَهلُ اللغةِ كتبًا يذكرونَ
فيها: فَعَلْتُ وأَفْعَلتُ والمعنى واحدٌ وكما أَنهُ قَدْ جاءَ
أَفْعَلتُ في معنى: فَعَلْتُ5 فكذلكَ
__________
1 في "ب" مثل.
2 في الأصل "متفقين" وهو خطأ.
3 زيادة من "ب".
4 بيت الشيء: دبره ليلا.
5 فعلت: ساقط من "ب".
(3/117)
يجيءُ: فَعَلتُ في معنى: أَفْعَلتُ يَنْقلُ
الفَاعلَ فيجعلُهُ مفعولًا نحو: نَعِمَ الله بِكَ عينًا وأَنْعَم
بمعنىً واحدٍ ويقالُ: أبانَ وأَبنتهُ واستبانَ واستبنته بمعنىً واحدٍ
فأَبانَ وأَبنتُه في ذَا الموضع كحَزنَ وأَحزنتهُ1، وكذَلكَ: بَيّنَ
وبَيّنتهُ ويجيءُ: أَفعلتُه علَى أَن تُعَرِضَهُ لأَمرِ كأَقتلتهُ2،
وأَقبرتهُ جعلتَ لَهُ قبرًا وسقيتُه فَشَرِبَ وأَسقيتهُ3 جعلت لَهُ
سُقْيَا ويجيءُ: أَفْعلُ علَى معنى أَنهُ صارَ4 صَاحبَ كذَا نحو: أجربَ
صَارَ صَاحبَ جَربٍ وأَحالَ: صَارَ صاحب حِيَالٍ5 ومثلُه: مُقْوٍ
ومُقطفٌ أَي: صَاحبُ قُوةٍ وقِطَافٍ في مالِه مِنْ قَوِيَ الدابةُ
وقَطفَ ومثله أَلامَ فلانُ "أيَ: صَارَ صاحبَ لائمةٍ" ولاَمهُ بغيرَ
هَذا المعنى وإنّما هُوَ إِذَا أَخبرهُ بأَمرِه والمعْسرُ والمُرسرُ
مثلُ: المُجرِبِ فأَمَّا عَسَّرتُهُ فضيقتُ عليهِ ويَسَّرتُه وسعتُ
عليهِ ومثلُ ذلكَ: اسمنتُ وأَكرمتُ فأربِط6. وكذلكَ أَلأَمتُ وأَرابَ
صارَ صاحبَ رِيبةٍ ورَابني جَعلَ فيَّ رِيبةً ويجيءُ علَى معنى أَنهُ
استحقَّ ذلكَ نحو: أَحصدَ الزرعُ وأَقطعَ النخلُ إذَا استحقَّ ذلكَ
فإنْ أَخبرتَ أَنكَ فعلتَ قلتَ: قَطَعْتُ وأَحمدتُه: وجَدتُهُ مستحقًا
للحمدِ مني وحَمدتُه جزيته وقضيته حقَّهُ ويجيءُ للمصيرِ إلى الحينِ
وذلكَ نحو:
__________
1 انظر: الكتاب 2/ 234. زعم الخليل: أنك حيث قلت: فتنته وحزنته لم ترد
أن تقول: جعلته حزينا، وجعلته فاتنا.. ولكن أردت أن تقول: جعلت فيه
حزنا وفتنة فقلت: فتنته.
2 في الأصل "كأقلته" والصحيح، كأقتلته، أي: عرضته للقتل، واقتلته ساقط
في "ب".
3 في الكتاب 2/ 235 قال الخليل: سقيته وأسقيته، أي: جعلت له ماء.
4 صار: ساقط من "ب".
5 حيال: الحيال: خيط يشد من بطان البعير إلى حقبه لئلا يقع الحقب على
تباله.
6 انظر: الكتاب 2/ 236. والمعنى أنك وجدت مكانا للسمت والأكرام للدابة
فاربطها حيث يكون ذلك.
(3/118)
أَسْحَرْنَا وأَصْبَحْنا وأَهْجَرْنا
وأَمْسَيْنا أَي: صِرنَا في هذِه الأوقاتِ ويجيءُ: أفعلتُ في معنى:
فَعَّلتُ كما جاءت "فَعَّلتُ" في معناها: أَقْلَلتُ وأَكثرتُ في معنى
قَلَّلتُ وكَثَّرتُ وقالوا: أَغلقتُ الأبوابَ وغَلَّقتُ. قالَ
الفرزدقُ:
"ما زلتُ أَغلقُ أَبوابًا وأَفتحها ... حَتَى أَتيتُ أَبا عمرِو بن
عَمارِ"1
ومثلُ: أَغْلَقتُ وغَلّقتُ أَجدتُ وجَوَّدتُ وإذَا جَاءَ شيءٌ نحو:
أَقْلَلتُ وأَكثرتُ: أي ِ جئتُ بقليلٍ وكثيرٍ فهذا على غيرِ معنى:
قَلّلتُ وكَثَّرتُ.
الثالثُ: فَاعلَ:
وأَصلهُ أَن يكون لتساوي فاعلينِ2 في "فعل" وذلكَ نحو ضاربتُهُ
وكَارمتُهُ فإذَا كنتَ أنتَ فعلتَ مِنْ ذلكَ ما تغلبُ بهِ وتستحقُّ أن
تَنسبَ الفعلَ إليكَ دونَهُ قلتَ: كارَمني فكرمتهُ أُكرمهُ وخَاصمني
فخصمتُه أُخصمُه فهذَا البابُ كلهُ علَى مثالِ: خَرجَ يَخرُجُ إلا ما
كانَ مثل: رَميتُ وبِعتُ وَوَعدَ فإنَّ جميعَ ذلكَ: أَفعلُهُ وليسَ في
كُلِّ شيءٍ يكونُ هذا لا تقولُ: نَازعني فنزعتُهُ استغني عنهُ
بِغَلَبْتُهُ وقَد يجيءُ "فَاعلتُ".
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 237، على جواز دخول أفعلت على فعلت فيما يراد به
التكثير، يقال: فتحت الأبواب وأغلقتها والأكثر فتحتها وغلقتها. لأن
الأبواب جماعة، فيكثر الفعل الواقع لها. وأبو عمرو بن عمار: هو أبو
عمرو بن العلاء وقد مدحه الفرزدق وافتخر بصحبته. وغلق الباب وانغلق
واستغلق. إذا عسر فتحه.
وانظر: شرح الرماني 4/ 111، وأدب الكاتب لابن قتيبة/ 451 واللسان "علق"
والأشباه والنظائر 1/ 49.
2 في سيبويه 2/ 238: اعلم أنك إذا قلت: فاعلته، فقد كان من غيرك إليك
مثل ما كان منك إليه حين قلت: فاعلته، ومثل ذلك: ضاربته وفارقته،
وكارمته.
(3/119)
لا تريدُ [به] 1 عَمَل اثنينِ نحو نَاولتهُ
وعاقبتُه وعافاه الله وسافرتُ2 وظاهرتُ [عليهِ] 3 وأَما "تَفَاعلتُ"
فلا يكونُ إلا وأَنتَ تريدُ فِعْلَ اثنينِ فصاعدًا ولا يعملُ في
"مَفْعولٍ" نحو: تَرامينَا وقَد يشركهُ "افْتعَلنا" فتريدُ بها معنىً
واحدًا نحو: تَضاربوا واضطَربوا وتَجاوروا واجتوروا وقالوا: [تَماريتُ]
4 في5 ذلكَ وتراءيتُ لَهُ وتَقَاضيتُه وقد يجيءُ "تفَاعلتُ"] 6 ليريكَ
أَنهُ في حالٍ ليسَ فيها نحو: تَغَافلتُ وتَعامَيتُ وتَعاشيتُ
وتعارجتُ7. قالَ الشاعر8:
"إذَا تَخازرتُ ومَا بي مِنْ خَزَرْ ... "
__________
1 أضفت كلمة "به" لأن المعنى لا يستقيم بدونها.
2 في الأصل "ساررت".
3 أضفت كلمة "عليه" لإيضاح المعنى.
4 انظر: الكتاب 2/ 239.
5 في الأصل"من".
6 ما بين القوسين ساقط من "ب".
7 تعارجت: تعارج تكلف العرج وليس به.
8 من شواهد سيبويه 2/ 239 "على أن تفاعل تكون بمعنى أن يظهر الفاعل أن
أصله حاصل له وهو منتف عنه، فقوله: وما بي من خزر يدل على ما ذكرنا،
وتخازر: نظر بمؤخر عينه تداهيا ومكرا، فإن كان ذلك خلقة فهو الخزر، ولم
يتكلم الأعلم عن هذا الرجز، وينسب إلى أرطأة بن شيبة، ونسب كذلك للأغلب
وينسب لغيرهما.
وانظر: المقتضب 1/ 79، وأدب الكاتب لابن قتيبة/ 457. وأمالي القالي 1/
96. والجواليقي/ 321. والمخصص 14/ 180. وسمط اللآلي 1/ 299، والاقتضاب/
409. وشرح السيرافي 5/ 255. والمفصل للزمخشري/ 280. ومعجم ابن فارس 2/
180. والمحتسب 1/ 127.
(3/120)
بابُ دخولِ "فعَّلتُ" علَى "فَعَلْتُ" لا
يشركهُ في ذلك: "أَفْعَلْت":
تقولُ: كَسَرتُها فَإِذا أَردَت كثرةَ العَملِ قلتَ: كَسَّرتُها
وقالَوا: مَؤَّتْتُ وقَوَّمْتُ إِذا أردتَ جماعةَ الإِبلِ وغيرَها
وقالوا: يُجَوِّلُ أَي: يكثرُ الجَولانَ ويُطّوفُ أي: يكثرُ ذاكَ1
والتخفيفُ في هذا كلِه جَائزٌ لأَنَّ كُلَّ فالقليلُ فيهِ واجبٌ يجوزُ
أَنْ تقولَ: ضَرَبْتُ تريدُ: ضَربًا كثيرًا وقليلًا فإِذاَ قلتَ:
ضَرَّبتُ انفردَ بالكثيرِ أَلا تَرى أَنكَ إذَا قلتَ: ضَرَبْتُ ضَربًا
جازَ أَن يكونَ مرةً ومرارًا فإِذَا قلتَ: ضربةً انفرد بمرةٍ واحدةٍ.
__________
1 أي: التطويف.
(3/121)
بَابُ دخولِ التاءِ علَى فَعَّلَ:
فإِذا أدخلتَ التاءَ على "فَعَّلَ" صارَ للمطاوعةِ نحو: كَسّرتهُ
فَتَكَسَّرَ وأَما تَقَيَّسَ وتَنَزّرَ فكأَنهُ جرى على "نُزرَ
فَتَنَزَّرَ وَقُيِّسَ فَتَقَيَّس مثلُ. كُسِّرَ1 فتكَسَّرَ وإِذَا
أَرادَ الرجلُ أَن يدخلَ نفسَهُ في أَمرٍ حتَى يُضافُ إليه يقولُ:
تَفَعّلَ نحن: تَشَجّع وتَمَرّأَ أَي: صَارَ ذَا مُروةٍ وقَد يجيءُ
تَقَيَّسَ وتَنَزَّرَ مثلُه إذَا أَدخلَ نفسَهُ في ذَلِكَ وقَد يشاركُ
"تَفَعَّلَ" اسْتَفعَلَ نحو: تَعَظَّمَ واسْتعظَمَ وتَكَبَّر واسْتكبَر
وتجيءُ: تَفَعّلْتُ بمعنى: الاستثباتِ ويُشاركُها استَفْعَلتُ: نحو:
تَيَقّنتُ واستيقنتُ وتَبَيّنتُ واستبينتُ وتَثَبّتَ واستثبتَ وقولُهم:
تَقَعَّدتْهُ إِنّما هُوَ: رَيَّثْتهُ2 عَنْ حاجتهِ وعُقْتُهُ ومثلهُ:
تهيبني البلادُ وأمَّا: تنقّصتهُ3 فكأنهُ الآخِذُ مِنَ الشيء الأوّلَ
فالأوّلِ ومثلُهُ: يَتَجرَّعهُ ويَتَحسَّاهُ وأَما "تَعَقَّلهُ" فنحو:
تَقَعَّدهُ لأَنهُ يريدُ: أَن يَختِلهُ4 عن أَمرٍ يعوقهُ عنهُ
ويَتَملَّقه5 نحو ذلكَ لأَنهُ إِنَّما
__________
1 في "ب" كيس فتكيس، وهو تصحيف.
2 ريثته: ريثه منعه وحبسه.
3 في سيبويه 2/ 240 وأما قوله: تنقصته، وتنقصني، فكأنه الآخذ من الشيء
الأول فالأول.
4 يختله: يخدعه عن أمر.
5 يتملقه: ساقط من "ب".
(3/122)
يُريدُ أَنْ يُديرَهُ عَنْ شيءٍ وقالوا:
تَظلمني أَي: ظَلَمني مَالي كما قالوا: جِزْتُ وجَاوزتُهُ1 ونَهيتُهُ
واستنهيتهُ مثلُ: عَلَوته واستعلَيتهُ والمعنى واحدٌ وأَمَّا
تَخَوَّفهُ فهوَ أَن تُوقعَ أَمرًا يقعُ بكَ فَلا تأمنهُ في حالِكَ
التي تكلمتَ فِيهَا و"خافهُ"2 ليَس كذلكَ وأَما يتَسَمَّعُ ويَتَبصّرُ
ويَتحَفَّظُ ويَتَجرّعُ ويتدَخّلُ ويَتعَمّقُ فجميعهُ عَملٌ بَعْدَ
عَملٍ في مهلةٍ وتَنَجَّزَ حَوائجَهُ [واستَنْجَزَ] 3 في معنىً واحدٍ.
__________
1 بناه على "تفعل" كما قال: أجزته وجاوزته.
2 أي: قد يكون وهو لا يتوقع منه في تلك الحال شيئا.
3 زيادة من "ب".
(3/123)
بابُ افتراقِ: فَعَلْتُ واَفْعَلتُ:
تقول: دخلَ وأَدخلهُ غيرُهُ وخافَ وأَخفتُه وجَالَ وأَجلتُه ومَكُثَ
وأمكثتهُ وفَرِحَ1، وأَفرحتهُ وفرَّحْتُهُ يشتركانِ. ومِنَ العربِ مَنْ
يقولُ: أَملحتهُ2 والكثيرُ مَلّحتهُ وَظَرُفَ وَظَرَّفتُهُ ولا يستنكرُ
"أَفعلتُ" [فيها] 3 فأمَّا: طَرَدتهُ: فَنَحيتهُ وأَطردتهُ: جعلتَهُ
طريدًا وأطَلَعتُ4: بَدوتُ وأَطلعتُ: هَجمتُ وشَرقتِ الشمسُ بدَتْ
وأَشرقتْ: أَضاءَتْ: وأسرعَ5: عَجِلَ كَثَقُلَ كأَنهُ غَريزةٌ كَخَفّفَ
وقالوا: فَتَن الرجلُ وفَتَنتهُ وحَزِنَ وَحَزنْتُهُ لم يردْ أَن
يقولَ: جَعَلتُه حزيناً6 ولكنْ جعلتُ فيهِ حزنًا مثلُ كَحَلْتُهُ
جَعلتُ فيهِ كُحلًا وإذا أردتَ ذلكَ قلتَ: أَحزنتهُ: وأَفتنتهُ ومثلهُ:
شَتِرَ7 الرجلُ وشَتَرْتُ عينهُ فإِذَا أَردتَ تغيرَ،
__________
1 وفرح: ساقط من "ب".
2 في الكتاب 2/ 233 "وسمعنا من العرب من يقول: أملحته كما تقول:
أفزعته".
3 أضفت كلمة "فيه" لإيضاح المعنى.
4 يقال: أطلعت عليهم، أي: هجمت عليهم.
5 قال سيبويه 2/ 134 وأما سرع وبطؤ، فكأنها غريزة، كقولك: خف وثقل، ولا
تعديهما إلى شيء كما تقول: طولت الأمر وعجلته.
6 انظر: الكتاب 2/ 234.
7 شتر: جرح.
(3/124)
شَتر الرجل قُلتَ: أَشترتهُ وعورتْ عينهُ
وعُرتهُا وبعضهم يقولُ: سَوِدتُ وسَدتُها مِنَ السوادِ وقد اختلفوا في
هذَا البيتِ لنصيبٍ1 فقالَ بعضُهم:
"سَوِدتُ فَلَمْ أَملكْ سَوَادِي وتَحْتَهُ ... قَمِيصٌ مِنَ القُوهيّ
بِيضُ بَنائقُه2.
وقالَ بعضُهم: سُدْتُ: يريدُ فَعُلتُ وجملةُ هذَا أَنكَ إذا أردتَ
تغييرَ "فَعَلَ" قلتَ: أَفعلُ فَقَط وقالوا: عَوَّرتُ عينَهُ مثلِّ
فرَّحته وسوَّدته ومثلُ: فَتَنْتهُ جَبَرَتْ يَدهُ وجَبَرتُها
وَرَكَضَت الدابةُ وَركضتُها ونَزَحتِ الرَّكْيَّةُ3، وَنَزَحْتُها
وسَارتِ الدابةُ وسَرتُها ورَجُسَ4 الرجلُ وَرَجَستُه ونَقَصَ الدرهمُ
ونَقَصتُهُ وغَاضَ الماءُ وَغِضْتُهُ وقَد جاءَ فَعَّلتهُ إذَا أَردتَ
أَن تجعلَهُ "مُفْعِلًا"5 نحو: فَطَّرنهُ فأَفطرَ وَبَشَّرْتُهُ
فأَبشرَ وهَوَ قليلٌ وأَما خَطَّأتهُ فإنّما أَردتَ: سميتُهُ مُخْطِئًا
مثلُ فَسَّقتهُ6، وَزَنَّيتُهُ7، وحَيَّيتهُ،
__________
1 نسب في الأغاني 20/ 2 إلى سحيم وليس في ديوانه.
2 من شواهد سيبويه 2/ 234 على "سودت" وهو يريد "اسوددت" من السواد
فبناه على "فعلت" كما قالوا: كهب يكهب، وقهب يقهب من الكهبة والقهبة
وهما لونان إلى الغبرة. ويروى: سدت وهو من "فعلت" لحقه الاعتلال فحذفت
واوه. يقول. إن كنت أسود فلم أملك سوادي وأجلبه، لأنه خلقة فخلتي أبيض
وعقلي، وضرب القوهي مثلا لذلك والقوهي: ضرب من الثياب البيض ينتسب إلى
قوهستان. وهو إقليم في فارس وقوهستان معناه في الأصل: موضع الجبال.
والنبائق: جمع نبقة. ونبائق القميص: العرى التي تدخل فيها الأزرار،
ويريد بالقميص الذي تحت سواد قلبه وخلقه.
وانظر: شرح الرماني 4/ 233 وشرح السيرافي 5/ 237 والأغاني 1/ 354،
والأمالي لأبي علي 2/ 88 وذيل الأمالي 127 والخصائص 1/ 216 وابن يعيش
7/ 167.
3 الركية: البئر ذات الماء، وجمعه ركي، وركايا.
4 رجس: ورجس، رجاسة: عمل عملا قبيحا، والرجس، العمل القبيح.
5 أضفت كلمة "نحو" لإيضاح المعنى.
6 فسقته: سميته بالفسق.
7 زنيته: سميته بالزنا.
(3/125)
وسَقَّيتهُ قلتَ لَهُ: حَياكَ اللهُ
وسَقاك1 ويَا فَاسقُ ويَا زَاني وأَفَّغتُ بهِ قلتَ لَهُ أُفٍّ [لك] 2
وقالوا: أَسقيتهُ في [معنى] 3 سَقَّيتُهُ ودَخلَ "أَفعلُ" علَى
"فَعَّلَ" كدخولِ فَعَّلَ عليهِ.
القسمُ الثاني: ما فيهِ زائدٌ مِنْ بنَاتِ الثلاثةِ:
وليسَ علَى وزنِ ذَواتِ الأربعةِ وهو ما أُسكنَ أَوله ودخلَ عليهِ
أَلفُ الوصلِ وهيَ تجيءُ على ثمانيةِ أَبنيةٍ: انْفَعلَ افْتعَلَ
استفعلَ افَعالَلتُ افْعَلَلتُ افْعَوْعَلَ افْعَوَّلَ افْعَنللْتُ.
الأولُ: انْفَعلَ هذَا البناءُ يجيءُ للمطاوعةِ نحو: قَطعتُهُ فانقطعَ
وكسرتهُ فانكسرَ وقالوا: طردتُه فذَهبَ استغنى بهِ عَنْ انطردَ4، وقَد
يجيءُ: افْتعَلَ "في معنى" "انْفَعَلَ" نحو: غمتُه فاغْتَمَّ يجوزُ
فيهِ انفعل وافْتعلَ.
الثاني: افْتَعلَ: حكمُ افْتعَلَ وبابهُ أَن يكونَ متعديًا وقَدْ يجيءُ
في معنى "انْفَعلَ" في المطاوعةِ فمتى جاءَ على معنى المطاوعةِ فهوَ
غيرُ متعدٍ5 فإذا قلتَ: شَويتهُ فاشْتَوى فهوَ علَى معنى: انشَوى
وإِذَا قلتَ: اشتويتُ اللحمَ أَي: اتخذتُ شِواءً وشويتُ مثلُ: أَنضجتُ
وكذلكَ اختبز وخَبزَ واطَّبخَ وطَبَخَ واذَّبحَ وذَبَح فذبحَ بمنزلةِ
قولهِ: قَتَلهُ واذَّبحَ بمنزلةِ قولهِ: اتخَذَ ذبيحةً والأَجودُ في
"افتعلَ" أَن يقع متعديًا على
__________
1 سقاك: ساقط من "ب".
2 زيادة من "ب".
3 أضفت كلمة "معنى" لإيضاح المعنى.
4 انظر الكتاب 2/ 238.
5 في "ب" وإذا.
(3/126)
غيرِ معنى الانفعالِ وحَبستهُ بمنزلةِ:
ضبطْتهُ واحتبستهُ اتخذتُهُ حبيسًا واصطَبَّ الماءَ بمنزلةِ استقِهِ1
تقولُ اتخذْهُ لنفسِكَ وكذلكَ: أكْتَلْ واتَّزِنْ2، وقَد يجيءُ على
وَزنته وكِلْتهُ فاكتالَ واتَّزنَ وقد يجيءُ فيما لا يرادُ بهِ شيءٌ
مِنْ هذَا نحو: افْتقَر فأمَّا كسبَ فإنهُ أَصابَ واكتسبَ: هُوَ
التصرفُ والطَّلبُ والاجتهادُ بمنزلةِ الاضطرابِ. وقد جاءَ: افْتَعلتُ
على "تَفَعَّلْتُ" قَالوا: ادَّخَلوا واتَّلجوا يريدونَ معنى: تَدخلوا
وتولجوا. وقالوا: قرأتُ واقترأَتُ وخَطفَ واخْتَطفَ بمعنىً واحدٍ وأَما
انتزعَ فهي خَطْفةٌ كقولِكَ استَلبَ وأما3 "نَزَع" فإنهُ تحميلُكَ
إِياهُ وإن كانَ على نحوِ الاستلابِ وكذلكَ: قَلعَ واقْتَلعَ وجَذَبَ
واجْتَذَبَ4.
الثالثُ: استفعلَ:
وهُوَ طَلبُ الفعلِ نحو: استنطقتهُ فنطَقَ لأَنَّ: استنطقَ مأخوذُ مِنْ
"نَطقَ" واستكتمتهُ فكتمَ واستخرجتهُ فَخَرجَ واستعطيتهُ طلبتُ
العطيّةَ ومثلهُ استعتبت5 واستفهمتُ وَهوَ متعدٍّ وفِعْلُ المطاوعِ
يجيءُ على "فَعَلَ" إِنْ كانَ الماضي علَى "فَعَلَ" بلا زيادةٍ وإن
كانَ الماضي علَى "أَفعلَ" كانَ فِعْلُ المطاوعِ عَلى "أَفعلُ" نحو6:
استنطقتهُ فَنطَق لأنه استنطقته مأخوذ من "نطق" فإن قلت:
استَفْتَيْتُهُ قلت: فأفتى لأَنَّ الماضي: أفتى ومنهُ أُخذَ اسْتَفْتَى
وكذلكَ: استخبرتهُ فأَخبرَ لأَنكَ تريدُ: سألتهُ أَن يخبرَ وكذلكَ:
استعملتهُ فأعلمني فَعَلَى هذَا يجري هَذا فافهمهُ وقالوا:
__________
1 قال سيبويه 2/ 241، وأما اصطب الماء فبمنزلة اشتوه، كأنه قالك اتخذ
لنفسك.
2 واتزن: ساقط من "ب".
3 في "ب" فأما.
4 جذب واجتذب بمعنى واحد.
5 استعتبته: طلبت إليه العتبى.
6 في "ب" مثل. بدلا من "نحو".
(3/127)
اسَتَحَقَّهُ طَلَب حَقَّهُ واستخفَّهُ:
طَلَب خفتَهُ واستعجلَ: مَرَّ طالبًا ذاكَ مِنْ نفسهِ ويجيءُ:
اسْتَفْعَلتُ أيضًا على معنى: أَصابهُ الفعلُ أي: أَصبتُ كذَا نحو:
استَجَدتهُ: أَصبتهُ جيدًا واستكرمتهُ أَصبتهُ كريمًا واستعظمتهُ
أَصبتهُ عظيمًا وقد جاءَ في التحولِ مِنْ حالٍ إلى حالٍ نحو1:
استنوقَ الجملُ واستتيستِ الشاةُ. وقَد جاءَ: استفعلَ "في معنى"
تَفعَّلَ قالوا: تَعَظَّمَ واستعظمَ وتَكبَّرَ واستكبرَ وتَيقَّنتُ
واستيقنتُ وتثبَّتُّ واسْتَثْبتُّ وقَد جاءَ علَى معنى: "أَفَعَلَ
وفَعَّلَ" وذلكَ نحو: استخلفَ لأَهلهِ2، كما تقولُ: أَخلفَ لأَهلهِ
واستعليتُهُ بمعنى عَلَوْتُهُ.
الرابعُ: افْعَاللتَ:
يجيءُ هذَا الضربُ في الألوانِ نحو: احماررتُ احمِرارًا
واشْهَابَّ3 اشهيبابًا وكذلكَ جميعُ هذَا الضربِ وقد مضَى ذكرهُ
وتجيءُ. أَشياءُ مستعملةً بالزيادةِ فَقَط نحو: أقطَارَّ النبتُ
وأقطر وارعويتُ واشْمَأززتُ. قَد ذكرهُ سيبويه في الرباعي وإن كانَ
مهموزًا فليسَ هذَا موضعَهُ وهو ثلاثي.
__________
1 نحو: ساقط في "ب".
2 في الكتاب 2/ 239 وقد يجيء "استفعلت" على هذا المعنى كما جاء
تذائبت وعاقبت تقول: استلأم. واستخلف لأهله، كما تقول: أخلف لأهله
والمعنى واحد.
وانظر: أدب الكاتب 460.
3 الشهبة: لون بياض يصرعه سواد في خلاله.
4 أشياء: ساقط في "ب".
5 اقطر: النبات أخذ يجف، إذا ولى وأخذ يجف.
6 انظر: الكتاب 2/ 242.
7 في "ب" وإذا بدلا من "إن".
(3/128)
الخامسُ: افْعَلَلتُ:
وَهُوَ مقصورٌ من افْعَالَلتُ نحو: احمررتُ وما أَشْبهَهُ ويجيءُ
الشيءُ مستعملًا بالزيادةِ [فقط] 1.
السادس: افْعَوعَلَ:
قالَ الخليل: كأَنَّهم يريدونَ بهِ المبالغةِ2 والتوكيد وذلكَ:
خَشُنَ واخْشَوشنَ واعشوشبتِ الأرضُ واحْلولَى ورُبّما بُنيَ عليه
الفعلُ فلم يفارقُهُ نحو: اعروريتُ الفَلْو إذا ركبتهُ بغيرِ
سَرجٍ.
السابعُ: افْعَوَّلَ:
نحو: اجْلَوّذَ3 واعلوَّط4 كذَا قالَ سيبويه5: وقالوا: الاعِلواط6:
ركوبُ العُنُقِ والتَقَحمُ علَى الشيء.
الثامِنُ: افْعَنللَ:
نحو: اسْحَنْكَك7، ومعناهُ اسودَّ فهو بمنزلةِ: اذلولى8 [إذا] 9
أريدَ بهِ الإِلحاقُ باحْرَنجَمَ واقَعنْسَسَ مِثْلهُ.
__________
1 زيادة من "ب".
2 انظر: الكتاب 2/ 241.
3 اجلوذ: الاجلواذ: المضاء والسرعة في السير وذهاب المطر.
4 اعلوط: تعلق بعنقه وعلاه، قال سيبويه 2/ 241 "واعلوط إذا جد به
السير. وعلوطته إذا ركبته بغير سرج". وانظر: تعريف المازني 1/ 82.
5 انظر الكتاب 2/ 242.
6 انظر الكتاب 2/ 243، والمقتضب 1/ 76-77.
7 اسحنكك: الليل: اسود وأظلم.
8 اذلولى: أسرع. ذل وانقاد.
9 زيادة من "ب".
(3/129)
[بَابُ] 1 مَصادر ما لحقتهُ هذهِ الزوائدُ:
أَفْعَلتُ مصدرهُ إفْعالٌ أَلفهُ مقطوعةٌ افْتَعَلْتُ: افْتِعالٌ
أَلفهُ موصولةٌ مثلهُ2 في فعلهِ انْفَعَلتُ: انْفعالٌ نحو: انطلقتُ
انطلاقًا واحمررتُ: احمرارًا واحماررتُ: احميرارًا واشْهاببتُ
اشهيبابًا واقْعَنسَسْتُ3، اقْعِنْسَاسًا واجْلَوَّذْتُ
اجْلوَّاذًا استفعلتُ استفْعَالًا وكذلكَ كلّ4 مَا كانَ على وزنهِ
ومثالهِ يخرجُ علَى هذَا الوزنِ وهَذا المثال فَعَّلتُ: "تَفْعيلٌ"
التاءُ بدلٌ مِنَ العينِ الزائدةِ في "فَعَّلتُ" والياءُ بمنزلةِ
الألفِ في الأَفعَال. وقالَ ناَسٌ: كَلَّمتهُ كِلاَّمًا
وحَمَلّتُهُ حِمَّالًا شبهوهُ بالإِفعال5 في متحركاتهِ وسَواكنهِ.
تَفَعَّلتُ "تَفَعُّلٌ" ضَموا العينَ لأَنهُ ليسَ في الكلامِ اسمُ
على: "تَفَعّلٍ" وفيهِ: تَفَعُّلٌ. مثلُ التَّنُوطِ وهو طائرٌ
ومَنْ قالَ: كِذَّاباً
__________
1 زيادة من "ب".
2 في "ب" مثلها.
3 اقعنسس: تأخر ورجع إلى خلف.
4 كل: ساقط في "ب".
5 في سيبويه 2/ 243، وقال ناس: كلمته كلاما وحملته حمالا أرادوا أن
يجيئوا به على الأفعال فكسروا أوله.
6 التنوط: -بضم التاء وكسر الواو- طائر يدلي خيوطا من شجرة.
(3/130)
قالَ: تَحَملتُ تِحمَّالًا فَاعلتُ:
مُفَاعلةً الميمُ عوضٌ مِنَ الألفِ التي بعدَ الفاءِ والهاءُ عوضٌ
مِنَ الألفِ التي في المصدرِ قبلَ آخرهِ. ومَنْ قالَ تِحمّالًا
فهوَ يقولُ: قِيتَّالًا وقالوا: مَاريتهُ مِراءً وقَاتلتهُ
قِتَالًا وجاءَ فِعَالٌ علَى "فَاعلتُ" كثيرًا لأَنَّهُم حذَفوا
الياءَ التي جاءَ بها أُولئكَ في قِتيالٍ "ومُفَاعلةٌ" لا تنكسرُ1.
تَفَاعلتُ: "تَفَاعلٌ": ضموا العينَ ولَم يكسروها2 لئلا يشبه
الجمعَ ولم يفتحوا لأَنهُ ليسَ في الكلامِ "تَفَاعِلٌ" في الأسماءِ
ولو فتحوا لكانَ لفظُ المصدرِ كلفظِ الفِعْلِ.
__________
1 في "ب" كثير وفي سيبويه 2/ 244 "أما المفاعلة فهي التي تلزم ولا
تنكسر كلزوم الاستفعال، استفعلت، والذي أثبت هو الصحيح.
2 ولم يكسروها: ساقط في "ب".
(3/131)
بَابُ ما لحقتهُ الهاءُ عوضاً:
وذلكَ أَقمتُ إِقامةً كانَ الأصلُ إِقوامًا فحذفتِ الألفُ وكذلكَ:
استَعنتهُ استعانةً كانَ الأصلُ: استفعالًا وأَريتهُ: إِراءةً
وإِنْ شئتَ لم تُعوضْ قالَ تَعالى1: {وَإِقَامَ الصَّلاةِ
وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} 2 وقَالوا: اخترتُ اختيارًا فلم يلحقوا
الهاءَ حينَ أَتموا. وقالوا: أَريتهُ: إِرَاءً مثلُ: إِقاماً3
وأَمَّا: عَزَّيتُ4: تَعْزيةً فلا يجوزُ حذفُ الهاءِ منها ولا مما
لامهُ ياءٌ أو وَاوٌ وكانَ أَصلُ تَعزيةٍ تَعزّيٌ فَحَذْفت زَايًا
مَنَ الزاي المشددةِ والمشددةُ حرفانِ5 وقَد يجيءُ في الأولِ نحو
الاحواذِ والاستحواذ ونحوه على الأصل ولا يجوز الحذفُ فيما لامهُ
همزةٌ نحو: تَجزئةٍ وتَهنئةٍ لأَنَّهم
__________
1 زيادة من "ب".
2 الأنبياء: 73.
3 أي: مثل أقمته إقاما.
4 في سيبويه 2/ 245 وأما عزيت تعزية ونحوها فلا يجوز الحذف فيه ولا
فيما أشبهه لأنهم لا يجيئون بالياء في شيء من بنات الياء والواو،
مما هو فيه في موضع اللام صحيحتين.
5 حرفان: ساقط من "ب".
(3/132)
أَلحقوهما1 بأخيتهما2 الياءِ والواو قالَ
أبو العباس3: الإِتمامُ أَجودُ وأَكثرُ عَنْ أبي زيدٍ4 وجميعِ
النحويينِ فيقولونَ: هَنَّأتهُ وخطَّأتُه تخْطئًا وتَهْنِئًا
وتَخْطِئةً وتَهْنِئةً.
__________
1 في الأصل "ألحقوها".
2 في الأصل "بأختيها".
3 أي: المبرد.
4 أبو زيد الأنصاري من أساتذة سيبويه.
(3/133)
بَابُ ما جاءَ المصدرُ فيهِ مِنْ غيرِ
الفعلِ لأَنَّ المعنى واحدٌ:
وذلكَ: اجتوروا تجَاورًا وتجاوروا اجتِوارًا وانكسَر كَسْرًا
وكُسِرَ انكسارًا {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
نَبَاتًا} 1 كأَنَّه قالَ: فَنبتم نَباتًا {وَتَبتَّلْ إليه
تَبْتِيلًا} 2 كأَنهُ قالَ: بَتّلَ. وفي قراءةِ ابن مسعودِ:
"وأُنْزِلَ الملائكةُ تَنِزْيِلًا" لأَنَّ أُنْزِلَ ونُزِّلَ واحدٌ
قالَ القطامي:
وَليسَ بأَنْ تَتَبعَهُ اتِّباعَا ...
__________
1 نوح: 17.
2 المزمل: 8. قال المبرد: 1/ 74. لأن تبتل وبتل بمعنى واحد وانظر
الكتاب 2/ 244.
3 الفرقان: 25، والقراءة: {وَنُزِّلَ الملائكةُ تَنِزْيِلًا} قال
سيبويه 2/ 244: لأن أُنْزِلَ ونُزِّلَ واحد.
4 من شواهد سيبويه 2/ 244 "على تأكيد قوله: تتبعه، بقوله اتباعا
وهو مصدر اتبعت، لأن معنى: اتبعت وتتبعت واحد، فكأنه قال: بأن
تتبعه تتبعا. يقول: خير الأمر ما أتي عفوا عن غير تكلف وهو مقبل
عليك غير مدبر عنك، والأمر هنا بمعنى الأمور، لأنه اسم جنس يؤدى عن
الجميع، وهو عجز بيت صدره:
وخير الأمر ما استقبلت منه ... وليس بأن تتبعه اتباعا
وانظر: المقتضب 3/ 205 والخصائص 2/ 309 وشرح المفضليات للأنباري/
352، والفائق للزمخشري 3/ 189. وشرح السيرافي 5/ 267 وأمالي ابن
الشجري 2/ 141. وأدب الكاتب/ 647. والخزانة 1/ 391 والديوان/ 32.
(3/134)
فجاء به على "اتبع" وقال رؤبة:
"وقَدْ تَطَوَّيْتُ انطواءَ الحِضْبِ1"
فجاءَ بهِ على "انفْعلَ" ومثلُ هذهِ الأشياءِ "تدَعهُ2 تركاً"
لأَنَّ المعنى واحدٌ.
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 244 "على تأكيد "تطويت" بالانطواء، لأن معنى
"تطويت" وانطويت سواء. وبعده: بعد قتاد ردهة وشقب.
والحضب- بكسر الحاء – الحية من غير قيد، وقيل: الحية الدقيقة،
والتقادة: شجر معروف والردهة: نقرة في الجبل أو في الصخرة، والشقب:
مهواة ما بين جبلين، يعني أنه ينساب في مشيته كالحية.
وانظر: شرح السيرافي 5/ 267. وأمالي ابن الشجري 2/ 141. والصحاح 1/
112 والهمع 1/ 187.
2 أي: أن تدعه وتركا بمعنى واحد.
(3/135)
هذا بابُ ما يكثرُ فيهِ المصدرُ مِنْ
"فَعَلْتُ":
وتلحقُ الزوائدَ وتَبنيهِ بناءً آخرَ علَى غيرِ ما يجبُ للفعلِ1
تقولُ: في الهَدْر التَّهدار وفي اللَّعِبِ التَّلْعَابُ
والصَّفْقِ التَّصْفَاقُ والتَّرْدَادُ2 والتَّجْوَالُ
والتَّقْتَالُ والتَّسْيَارُ فأَما: التِّبْيَانُ فلم تزدِ التاءُ
للتكثيرِ ولو كَانَتْ لذلكَ لفتحت ولكنَّها زيدتْ لغيرِ علة
وكذَلكَ التِّلْقاَءُ إنَّما يُريدُ: اللُّقيَانَ.
ذِكرُ الفِعْل الرّباعي وهوَ القسمُ الثاني مِنْ أَولِ قِسْمةٍ:
الرباعي عَلَى ضربينِ: أَحدهما: لا زيادةَ فيهِ والآخرُ ذو زيادةٍ:
الأولُ: الذي لا زيادةَ فيهِ نحو: دحرجتُه: دَحْرَجةً وزَلزلتُه:
زَلْزَلةً بهِ نحو: حَوْقلتهُ: حَوقَلةً وزَحولتُهُ: زَحْوَلةً
مأخوذُ مِنَ "الزِّحْلةِ3" وإنَّما أَلحقوا الهاءَ عوضًا مِنَ
الألفِ التي تكونُ قبلَ آخرِ حَرْفٍ وذلكَ أَلفُ زِلزالٍ وقالوَا:
زَلِزالٌ والكسرُ الأَصلُ نحو: القِلْقَالِ وسَرْهفتهُ4
__________
1 انظر: الكتاب 2/ 245.
2 الترداد: كثرة الرد.
3 الزحلة: التي تزحل الأمر قبيحا كان أو حسنا.
4 سرهفته: سرهف وسرعف، إذا نعمه وأحسن غذاءه.
(3/136)
سِرْهَافًا كَأنَّهم أَرادوا مِثالَ
الإِعطاءِ لأَنَّ أَعطى على وَزْنِ: دَحْرجَ وسَرْهفَ فإذَا قلتَ:
سِرْهَافًا فصارَ1 علَى وزِن: إكْرَاَمٍ في سَواكنهِ ومتحركاتِه لا
في زوائدِه. وزلزالٌ على مِثَالِ: تَفْعيلٍ2.
الثاني مِنَ الرباعي: وهوَ ما لحقتهُ الزيادةُ ففيهِ ما جَاءَ
بالزيادةِ علَى مثالِ: اسْتَفعلتُ "فمصدرُه يجيءُ على مثالِ مصدرِ
اسْتَفْعَلَ" وذلكَ [نحو] 3 احْرَنجمتُ4، احْرنجَامًا واطمأنَنتُ
واطْمئنَانًا والطمأنينةُ والقُشعَريرةُ ليسَ واحدٌ مِنْهما بمَصدر
علَى "اطْمأنَنتُ" واقشعررتُ كَما أَنَّ النَّباتَ ليسَ بمصدرٍ
علَى "أَنْبتَ" وتدخلُ التاءُ على ذواتِ الأربعةِ كما دخلتْ على
ذواتِ الثلاثةِ نحو: تَدَحْرجَ وتَدحرجنَا تَدحرجًا والكلامُ يقلُّ
في ذواتِ الأربعةِ.
__________
1 في "ب" صارت.
2 أي: فتحوا أول الزلزال، كما فتحوا أول التفعيل، فكأنهم حذفوا
الهاء وزادوا الألف في"الفعللة" والفعللة هاهنا بمنزلة المفاعلة في
"فاعلت" والفعلال بمنزلة الفيعال. انظر: الكتاب 2/ 245.
3 زيادة من "ب".
4 احرنجم: أراد الأمر ثم رجع فيه، واحرنجم القوم أو الإبل: اجتمع
بعضها على بعض وازدحموا.
(3/137)
بَابُ ما لا يجوزُ أَنْ تعديَهُ مِنَ
الثلاثي والرباعي:
وذلكَ انْفَعَلْتُ نحو: انْطَلقتُ انطلاقًا وانْكمَشتُ لا تقولُ
فيهِ فَعَلْتُهُ مثلُ: كسرتهُ فانكسرَ لا يجوزُ: احرنجمتُه لأَنّهُ
نظيرُ انفعلتُ "في بنَاتِ الثلاثةِ زادُوا فيهِ نونًا وأَلفَ وصلٍ
وليسَ في الكلامِ" أفَعَنللْتهُ ولاَ "افْعَنْلَيتهُ ولا
افْعلَلَتُهُ ولا افْعَاللتُه" وهو نحو: احمررتُ واشهاببتُ ونظيرُ
ذلكَ من بناتِ الأربعةِ اطمأننتُ واشْمأزَزْتُ وأَما "افعَوعلَ"
فقد يتعدى.
قالَ حَميدُ الهلالي:
"فلمَّا أتى عَامانِ بعدَ انفصالِه ... عِنِ الضرعِ واحْلَولى
دِمَاثًا يُرُودُها"1
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 242 "على تعدي: احلولى، إلى الدماث فدل هذا
على أن افعوعل قد يتعدى، ومعنى احلولى هنا استمرأ وطاب. ويقال:
احلولى الشيء إذا اشتدت حلاوته، وهو على هذا غير متعد لأنه بمنزلة:
حلا، في أنه الفاعل في نفسه إلا أنه يبنى على هذا للمبالغة. والبيت
في وصف حوار ناقة. والدماث: جمع دمث، وهو السهل من الأرض اللين،
أي: استعذب نبات الدماث واستمرأها وقوله: يرودها، يجيء بها ويذهب
أو يأتيها للرعي، ومعنى أتى هاهنا: مضى وقيل: لا يأتي افعوعل
متعديا إلا هذا الحرف وحرف آخر هو: اعروريت الفرس ويروى البيت:
واحلولى دثارا يرودها. وكذلك يروى الشطر الأول: فلما مضى عامان..
وانظر: أدب الكاتب 461. واللسان "حلا" والمحتسب 1/ 319 والمزهر
للسيوطي 1/ 103.
(3/138)
وافَعَوَّلَ أيضًا يتعدى نحو "اعلوَّطتهُ"1
وكذلكَ "فَعْلَلْتُهُ" صَعْرَرتهُ2 لأَنهُ علَى بناءِ دَحْرجتهُ3،
وهوَ ملحقٌ بهِ وكذلكَ فوعلتهُ مُفَوْعلةً نحو: كَوكبتهُ مَكَوكبةً
وقالوا: اعروريتُ4 الفَلْو5، فَعْرّوهُ.
واعْلَم: أَنّ ما لا يتعدى في جميعِ الأفعالِ أَقلُّ مما يتعدى.
قالَ سيبويه: إنّما كثَر المتعدي لأَنَّهم يدخلونَ المَفعولَ في
الفعل ويشغلونه [بهِ] 6 كما يفعلونَ ذلكَ بالفاعِل7.
__________
1 اعلوط: تعلق بعنقه وعلاه.
2 في الأصل "صفرته" وليس لها معنى، وإنما هو: صعررته، والمصعرر: هو
المدور قال الراجز: يبعرن مثل الفلفل المصعرر.
إذا شبه بعر الظبية بالفلفل.
3 دحرجته: في الأصل "درجته".
4 اعرورى: سار في الأرض وحده، والفرس ركبه عريانا، ويقال: اعروريت
مني أمرا قبيحا، أي: ركبته.
5 الفلو: الجحش مضى عليه عام.
6 زيادة من "ب".
7 انظر: الكتاب 2/ 243.
(3/139)
باب نظير ضربت ضربة
من هذه الأبواب كل المصادرِ
...
هذَا بابٌ نظيرُ "ضَرَبتُه" ضَرْبةً. مِنْ هذهِ الأَبوابِ كُلُّ
المصادرِ:
المصادرُ تجيءُ علَى أَفعالِها على القياسِ لا تتغيرُ نحو:
اسْتَفْعَلتُ اسْتفعَالًا وأعطيتُ إعطاءَةً وانطلقتُ: انطلاقةً
واستخرجتُ: استخراجةً وتقولُ: قَاتلتُه مُقَاتلةً ولا تقولُ:
قِتَالةً لأَنَّ الأكثرَ في "فَاعلتُ" مُفَاعلةً ولو أَردتَ
الواحدَ من "اجتورتُ فقلتَ: تَجَاورةً جازَ لأَنّ المعنى واحدٌ
ومثلُ ذلكَ تَرَكَهُ تَرْكَةً واحدةً. واحرنجمتُ احْرنجامةً واحدةً
واقشعررتُ1، اقشعرارةً ونظيرُ ذلكَ مِنْ بناتِ الأربعةِ: دحرجتُه
دَحْرجَةً واحدةً وزَلزلةً واحدةً.
__________
1 بعد كلمة: "اقشعرارة" جملة مكررة، وهي: "نظير ذلك من بنات
الأربعة: دحرجته دحرجة واحدة وزلزلة واحدة، وغير موجودة في "ب".
(3/140)
|