الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين 105- مسألة: [همزة بَيْنَ بَيْنَ متحركة أو
ساكنة؟] 1
ذهب الكوفيون إلى أن همزة بَيْنَ بَيْنَ ساكنة. وذهب البصريون إلى أنها
متحركة.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أنها ساكنة أن همزة بَيْنَ
بَيْنَ لا يجوز أن تقع مبتدأة، ولو كانت متحركة لجاز أن تقع مبتدأة،
فلما امتنع الابتداء بها دلّ على أنها ساكنة؛ لأن الساكن لا يُبْتَدَأ
به.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أنها متحركة أنها تقع
مخففة بَيْنَ بَيْنَ في الشعر وبعدها ساكن في الموضع الذي لو اجتمع فيه
ساكنان لانكسر البيت كقول الأعشى:
[448]
أَأَنْ رَأَتْ رجلا أعشى أَضَرَّ بِهِ ... رَيْبُ الزَّمَانِ ودَهْرٌ
مُفْسِدٌ خَبِلُ
__________
[448] هذا البيت هو البيت العشرون في رواية التبريزي والعاشر في رواية
أبي العباس ثعلب من قصيدة الأعشى ميمون التي يعدها بعض العلماء من
المعلقات "انظر شرح التبريزي ص278 ط السلفية، وديوان الأعشى ص42 ط
فينا" والبيت من شواهد سيبويه "1/ 476 و2/ 167" وشواهد الرضي في باب
الوقف من شرح الشافية، وشرحه البغدادي "ص332" والأعشى: الذي لا يبصر
بالليل، ويقابله الأجهر، وهو الذي لا يبصر بالنهار، والمنون: المنية أي
الموت، وسميت منونا لأنها مقدرة على كل أحد، تقول: منى الله الشيء
يمنيه -بوزن رمى يرمي- إذا قدره وهيأ أسبابه؛ وقيل: سميت منونا لأنها
تنقص الأشياء: من منى الشيء يمنيه؛ إذا نقصه؛ وفيه لغة منه -بتشديد
النون- ومنه قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرا غَيْرَ مَمْنُونٍ}
[القلم: 3] أي غير منقوص، وعلى الأول هي فعول بمعنى مفعول، وعلى الثاني
هي فعول بمعنى فاعل، والخبل -بفتح الخاء وكسر الباء- مأخوذ من الخبال
وهو الفساد. ومحل الاستشهاد من هذا البيت قوله "أأن" فقد =
__________
1 انظر في هذه المسألة: شرح ابن يعيش على المفصل "ص1308" وشرح الأشموني
بحاشية الصبان "4/ 249-253" وتصريح الشيخ خالد الأزهري "2/ 465-468"
وكتاب سيبويه "2/ 163-171".
(2/598)
فالنون ساكنة وقبلها همزة مخففة بَيْنَ
بَيْنَ، فعلم أنها متحركة؛ لاستحالة التقاء الساكنين في هذا الموضع،
وهذا لأن الهمزة إنما جعلت بَيْنَ بَيْنَ كراهية لاجتماع الهمزتين؛
لأنهم يستثقلون ذلك، ولم يأتِ اجتماع الهمزتين في شيء
__________
= التقى في هذه الكلمة همزتان أولاهما همزة الاستفهام والثانية همزة أن
المصدرية؛ ولك أن تحقق الهمزتين فتأتي بهما على أصلهما فتقول "أأن" ولك
أن تخفف الهمزة الثانية، وقد ذهب البصريون إلى أنك إذا خففت الثانية
جئت بها متحركة وجعلتها حرفا بين الهمزة وحرف العلة؛ وقال الكوفيون:
همزة بَيْنَ بَيْنَ ساكنة، ويرد عليهم مثل هذا البيت، ووجه الرد إلى أن
النون بعد الهمزة الثانية ساكنة؛ فلو كانت الهمزة ساكنة أيضا لالتقى
ساكنان على غير الحد الجائز، وذلك مما لا يجوز، وقد روي أن ورشًا قرأ
في قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} بقلب الهمزة الثانية ألفًا، وقد
أنكر هذه القراءة الزمخشري وزعم أن ذلك لحن وخروج عن كلام العرب من
وجهين: أحدهما أنه يلزم على هذه القراءة الجمع بين ساكنين على غير الحد
الذي يجوز فيه التقاء الساكنين؛ والثاني أن طريق تخفيف همزة بَيْنَ
بَيْنَ هو بالتسهيل لا بالقلب ألفًا؛ لأن القلب ألفًا هو طريق تخفيف
الهمزة الساكنة، لكن هذا الكلام فيه إلزام الكوفيين بما لم يلتزموه؛
لأن هذا الذي قاله الزمخشري في رد قراءة ورش هو قواعد البصريين التي
أصلوها وجعلوها معيارًا لأنفسهم؛ وقد قلنا مرارًا: إنه لا يجوز الردّ
على قوم بمذهب غير مذهبهم؛ كما قلنا مرة أخرى: إن القراءة سنة متبعة؛
فليست خاضعة لما يراه فريق من النحاة؛ والكوفيون يجيزون التقاء
الساكنين في مثل هذا الموضع، ولعلهم يلتزمون تحقيق الهمزتين في مثل هذا
البيت. ونظيره قول الشاعر؛ وهو من شواهد ابن يعيش:
أأن زم إجمال وفارق جيرة ... وصاح غراب البيت أنت حزين؟
ونظيره أيضا قول ذي الرمة غيلان:
أأن ترسمت من خرقاء منزلة ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم؟
ونظيره أيضا قول ابن هرمة:
أأن تعنت على ساق مطوقة ... ورقاء تدعو هديلًا فوق أعواد؟
ونظيره قول مجنون بني عامر:
أقول لظبي يرتعي وسط روضة: ... أأنت أخو ليلى؟ فقال: يقال
ونظيره قول ذي الرمة "كامل المبرد 2/ 168":
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا أأنت أم أم سالم؟
ونظيره قول الشاعر:
أألخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي لا يأتليني؟
ونظيره قول عمر بن أبي ربيعة:
أألحق إن دار الرباب تباعدت ... أو انبت حبل أن قلبك طائر؟
ونظيره قول تميم بن أبي بن مقبل:
أأم تميم إن تريني عدوكم ... وبيتي فقد أغنى الحبيب المصافيا
(2/599)
من كلامهم إلا في بيت واحد أنشده قُطْرُب:
[449]
فإنك لا تدري متى الموت جائِيءٌ ... ولكنَّ أقصى مُدَّةِ الموتِ عاجلُ
__________
[449] هذا البيت من شواهد الأشموني "رقم 38" وروى صدره "لعمرك ما تدري
متى الموت جائي" وحفظي في عجزه "أقصى مدة العمر" و"لعمرك" -بفتح العين
هنا وسكون الميم- اللام فيه لتوكيد الابتداء، والخبر محذوف وجوبًا، أي
لعمرك قسمي، أو لعمرك ما أقسم به، وإذا لم تدخل عليه اللام نصبته نصب
المصادر، كما قال عمر بن أبي ربيعة:
أيها المنكح الثريا سهيلًا ... عمرك الله كيف يلتقيان؟
و"تدري" أي تعلم، و"عاجل" قريب. ومحل الاستشهاد من هذا البيت قوله
"جائئ" واعلم أولا أن هذه الكلمة تروى بهمزتين وتروى بهمزة فياء متحركة
بحركة الإعراب وهي الضمة، واعلم ثانيًا أن الأصل الأصيل في هذه الكلمة
"جايئ" بياء ثم همزة، لأنه اسم الفاعل من جاء يجيء مثل باع يبيع،
فانقلبت ياؤه همزة لوقوعها عين اسم فاعل فعل أعلت فيه، أو لكونها بعد
ألف زائدة، فصار "جائئ" بهمزتين والقياس في مثل ذلك أن تقلب الهمزة
المتطرفة ياء لكونها ثانية همزتين في موقع اللام من الكلمة فيقال
"جائي" والنحاة يروونه على هذه الصورة ويحرّكون الياء بالضمة، ويقولون:
إن الشاعر عامل حرف العلة معاملة الحرف الصحيح، وبعبارة أخرى: إن
الشاعر عاود الأصل المهجور، ورجع إليه، وترك الفرع الذي صار إليه العمل
-وهو تقدير الضمة والكسرة على الياء أو الواو لثقل كل من الضمة والكسرة
على كل من الواو والياء- وهذا الرجوع ضرورة من ضرورات الشعر، ونظيره
قول جرير بن عطية يهجو الفرزدق:
وعرق الفرزدق شر العروق ... خبيث الثرى كأبي الأزند
فقد جاء بقوله "كأبي" مرفوعًا، وعامل الياء معاملة الحرف الصحيح فلم
يقدر عليها الضمة، ونظيره قول الآخر:
تراه -وقد بد الرماة- كأنه ... أمام الكلاب عنهم مصغي الخد
الرواية برفع "مصغي" بضمة ظاهرة على الياء على أنه خبر "كأن". ونظيره
قول القطامي:
ما للعذارى؟ ودعن الحياة كما ... ودعنني، واتخذن الشيب ميعادي
محل الاستشهاد قوله "ما للعذارى" فقد جاء بكسر الياء، والكسرة أخت
الضمة كما قلنا، ونظير ذلك في الفعل قول الشاعر:
إذا قلت علّ القلب يسلو قيضت ... هواجس لا تنفك تغريه بالوجد
الشاهد فيه قوله "يسلو" فقد جاء الشاعر بهذا الفعل مرفوعا بضمة ظاهرة
على الواو، ومثله قول الآخر:
فقمت إلى عنز بقية أعنز ... فأذبحها، فعل امرئ غير نادم
فعوضني منها غناي ولم تكن ... تساوي عندي غير خمس دراهم
الشاهد في قوله "تساوي" حيث جاء الشاعر بهذا الفعل مرفوعا بالضمة
الظاهرة ولم يبالِ بأن الضمة ثقيلة على الياء، من قبل أن الأصل الأصيل
هو أن تظهر حركات الإعراب على الحروف متى أمكن أن تظهر عليها. =
(2/600)
ولهذا لم يأتِ في كلامهم ما عينُهُ همزة
ولامُهُ همزةٌ كما جاء ذلك في الياء والواو نحو "حيَّة، وقوَّة" وكذلك
الحروف الصحيحة نحو "طَلَل، وشَرَر" وما أشبه ذلك؛ فلما كانوا يستثقلون
اجتماع الهمزتين قربوا هذه الهمزة من حرف العلة، وذلك لا يوجب خروجَهَا
عن أصلها من كل وجه، ولا سَلْبَ حركتها عنها بالكلية.
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما قولهم: "إنه لا يجوز أن تقع
مبتدأة" قلنا: إنما لم يجز أن تقع مبتدأة لأنها إذا جعلت بَيْنَ بَيْنَ
اخْتُلِسَتْ حركتها وقربت من الساكن، والابتداء إنما يكون بما تمكنت
فيه حركته، وإذا جعلت بَيْنَ بَيْنَ فقد زال ذلك التمكن وقربت من
الساكن، وكما لا يجوز الابتداء بالساكن فكذلك لا يجوز الابتداء بما قرب
منه.
ألا ترى أنهم لم يخرموا مُتَفَاعلن من الكامل -وهو حذف الحرف الأول-
كما خرموا فَعُولُن؛ لأجل أن متفاعلن يسكن ثانيه إذا أضمر، والإضمار
إسكان الثاني، فكان يبقى متفاعلن فينقل إلى مستفعلن، فلو خرموه في أول
البيت لأدّى ذلك إلى الابتداء بالساكن في حال؛ فجرى خَرْمه مجرى خَرْم
مستفعلن؛ فلما كان يفضي إلى الابتداء بالساكن رفضوه، فكذلك ههنا: لما
قربت من الساكن بجعلها بَيْنَ بَيْنَ رفضوا الابتداء بها.
وحكي عن أبي علي الفارسيّ أنه سئل عن الخرم في متفاعلن في حال شبابه،
ولم يكن عنده حينئذ مذهب أهل العروض، فأجاب بهذا الجواب، وقال: لايجوز؛
لأنه يؤدّي إلى الابتداء بالساكن من الوجه الذي بيّنّاه، والله أعلم.
__________
= نقول: إن كل النحاة يرون في بيت الشاهد" متى الموت جائي" بالياء
مرفوعة بالضمة الظاهرة -على أن الشاعر ارتكب الضرورة، والضرورة هي
معاودة الأصول المهجورة رغبة في إقامة وزن أو نحوه، ولكن قطرب بن
المستنير روى هذه الكلمة "متى الموت جائئ" بهمزتين؛ ليفرّ من هذه
الضرورة، وفاته أنه وقع في ضرورة أخرى وذلك لأن الهمزتين المتطرفتين
إذا تحركتا وانكسرت أولاهما وجب قلب الثانية ياء، وذلك لأن آخر الكلمة
يعرض التسكين للوقف، فتكون الثانية كأنها متطرفة ساكنة إثر أخرى
مكسورة، فبقاء الهمزتين ليس هو المستعمل في العربية، فيكون ضرورة،
فيصدق عليه المثل "هرب من المطر فوقف تحت ميزاب".
(2/601)
106- مسألة: [هل يُوقَفُ بنقل الحركة على
المنصوب المحلَّى بأل الساكن ما قبل آخره؟] 1
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز أن يقال في الوقف "رأيت البَكَرْ" بفتح
الكاف في حال النصب.
وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز.
وأجمعوا على أنه يجوز أن يقال في حالة الرفع والجر بالضم والكسر؛ فيقال
في الرفع "هذا البكُرْ" بالضم، وفي الجر "مرت بالبكِرْ" بالكسر.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: أجمعنا على أنه إنما جاز هذا في
المرفوع والمخفوض نحو "هذا البكر، ومررت بالبكر" ليزول اجتماع الساكنين
في حال الوقف، وأنهم اختاروا الضمة في المرفوع والكسرة في المخفوض
لأنها الحركة التي كانت للكلمة في حالة الوصل؛ فكانت أولى من غيرها،
كما قال الشاعر:
[450]
أنا ابْنُ مَاوِيَّةَ إذ جَدَّ الَّنقُزْ
__________
[450] هذا بيت من الرجز المشطور، وبعده:
وجاءت الخيل أثافي زمر
وهو من شواهد سيبويه "2/ 284" ونسبه لبعض السعديين من غير تعيين. ولم
يزد الأعلم في نسبته إلى قائله على ما ذكره سيبويه، وجزم الجوهري بأنه
لعبد الله بن ماوية الطائي، وذكر ذلك ابن السيد على سبيل الظن، ونسبه
الصاغاني إلى فدكي بن عبد الله المنقري "انظر لسان العرب ن ق ر" وقد
استشهد به ابن هشام في أوضح المسالك "رقم 555". والنقر: أصله -بفتح
النون وسكون القاف- قال ابن سيده ومعناه أن تلزق طرف لسانك بحنكك وتفتح
ثم تصوت، وقيل: هو اضطراب اللسان في الفم إلى فوق وإلى أسفل، وقد نقر
بالدابة نقرًا، إذا صوّت، وقال الأعلم: "النقر صويت يسكن به الفرس عند
احتمائه وشدة حركته. يقول: أنا الشجاع البطل إذا =
__________
1 انظر في هذه المسألة: تصريح الشيخ خالد الأزهري "2/ 427" وشرح
الأشموني بحاشية الصبان "4/ 177 وما بعدها" وشرح المفصل لابن يعيش
"ص1272 وما بعدها".
(2/602)
وكما قال الآخر:
[451]
أنا جريرٌ كُنْيَتِي أَبُو عَمِرْ ... أَضْرِبُ بالسَّيْفِ وسَعْدٌ في
القَصِرْ
أجُبُنًا وغَيرَة خَلْفَ السِّتِرْ
وقال الآخر:
[452]
أَرَتْنِي حِجْلًا على سَاقِهَا ... فَهَشَّ الفُؤَادُ لِذَاكَ
الحِجِلْ
فقلت ولم أُخْفِ عن صَاحِبِي: ... ألا بِأبِي أَصْلُ تلك الرِّجِل
__________
= احتمت الخيل عند اشتداد الحرب" ا. هـ ومحل الاستشهاد بالبيت قوله
"النقر" فإن أصله ساكن القاف متحرك الراء بحركة الإعراب -وهي الضمة
هنا- ولكن الشاعر حين أراد الوقف نقل الضمة من الراء إلى القاف الساكنة
قبلها، قال الأعلم "الشاهد فيه إلقاء حركة الراء على القاف للوقف" ا.
هـ.
تحفزها الأوتار والأيدي الشعر ... والنبل ستون كأنها الجمر
الشاهد في قوله "الشعر" وقوله "الجمر" فإن أصل الكلمة الأولى -بضم
الشين وسكون العين وضم الراء- فلما أراد الوقف نقل ضمة الراء إلى العين
الساكنة قبلها، وأصل الثانية -بفتح الجيم وسكون الميم وضم الراء- فنقل
الشاعر عند الوقف ضمة الراء الإعرابية إلى الميم الساكنة قبلها.
[451] محل الاستشهاد من هذه الأبيات قوله "عمر" وقوله "القصر" وقوله
"الستر" فإن أصل الكلمة الأولى بفتح العين وسكون الميم وكسر الراء،
فنقل حركة الراء الإعرابية إلى الميم الساكنة قبلها للوقف، وأصل
الثانية بفتح القاف وبسكون الصاد وهاتان حركة وسكون البنية، وبكسر
الراء وهذه حركة إعراب، فلما أراد الراجز الوقف نقل حركة الراء إلى
الصاد الساكنة قبلها، فصار هذا وما قبله كالكتف ونحوه، وأما الكلمة
الثالثة فأصلها بكسر السين وسكون التاء، وهاتان حركة وسكون البنية،
وبكسر الراء وهذه حركة الإعراب، فلما أراد الوقف نقل كسرة الراء إلى
التاء الساكنة فصار بزنة الإبل والبلز ونحوهما.
[452] هذان بيتان من المتقارب، وهما من شواهد ابن يعيش في شرح المفصل
"ص1272" وابن منظور "ر ج ل"، والحجل -بكسر الحاء وسكون الجيم، وحكى قوم
فتح الحاء مع سكون الجيم أيضًا- هو الخلخال، وهو حلية تلبسها المرأة في
رجليها وقالوا لحلقتي القيد حجلًا، وقالوا: هذا فرس محجل، إذا كان في
قوائمه بياض، على التشبيه. ومحل الاستشهاد من البيتين قوله: "الحجل" في
البيت الأول، وقوله: "الرجل" في البيت الثاني، فإن أصل الكلمة الأولى
بكسر الحاء وسكون الجيم كما قلنا، وهاتان حركة وسكون البنية، وبكسر
اللام وهذه حركة الإعراب التي يقتضيها العامل، فلما أراد الشاعر الوقف
نقل كسرة اللام إلى الجيم الساكنة قبلها فصارت بزنة الإبل والإبد
والبلز ونحوهن، وكذلك الكلمة الثانية، قال ابن منظور "أراد الرجل
والحجل فألقى حركة اللام على الجيم، وليس هذا وضعًا؛ لأن فعلًا لم يأت
إلا في قولهم إبل وإطل" ا. هـ، يريد أن كسرة الجيم ليست من أصل البنية
التي وضعت الكلمتان عليها؛ لأن فعلًا بسكر الفاء والعين جميعًا لم يرد
إلا في كلمات قليلة محفوظة، وليس هاتان الكلمتان من بين ما حفظه
العلماء منها.
(2/603)
وقال الآخر:
[453]
عَلَّمَنَا إِخْوَانُنَا بَنُو عِجِلْ ... شُرْبَ النبيذ واصْطِفَافًا
بالرِّجِلْ
وإذا ثبت هذا في المرفوع والمخفوض، فكذلك أيضا في المنصوب؛ لأن الكاف
في قولك "رأيت البكر" في حالة النصب ساكنة كما هي ساكنة في قولك: "هذا
البكر، ومررت بالبكر" في حالة الرفع والخفض، فكما حركت الكاف في
المرفوع والمخفوض ليزول اجتماع الساكنين، فكذلك ينبغي أيضا في المنصوب
ليزول اجتماع الساكنين، وكما أنهم اختاروا الضمة في المرفوع والكسرة في
المخفوض لأنها الحركة التي كانت للكلمة في حالة الوصل، فكذلك يجب أيضا
أن يختاروا الفتحة في المنصوب؛ لأنها
__________
[453] هذان بيتان من الرجز المشطور، وقد أنشدهما ابن منظور "ع ج ل"
وأبو زيد في النوادر "ص30" من غير عزو، وعجل: قبيلة من ربيعة، وهم بنو
عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهو في الأصل بكسر العين
وسكون الجيم. ومحل الاستشهاد قوله: "عجل" وقوله: "بالرجل" فإن أصل
الكلمة الأولى -كما ذكرنا لك- بكسر العين وسكون الجيم، وهاتان حركة
وسكون البنية التي وضعت الكلمة عليها، وبكسر اللام، وهذه حركة الإعراب
التي يقتضيها العامل. إلا أن الراجز حين أراد الوقف نقل حركة اللام إلى
الجيم الساكنة قبلها، وكذلك فعل بالكلمة الثانية، قال ابن منظور "إنما
حرك الجيم فيهما ضرورة، لأنه يجوز تحريك الساكن في القافية بحركة ما
قبلها، كما قال عبد مناف بن ربيع الهذلي:
إذا تجاوب نوح قامتا معه ... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا
ا. هـ كلامه بحروفه.
قال أبو رجاء، عفا الله عنه: وفي قول ابن منظور الذي سمعته مأخذان ما
كان يصح أن يقع فيهما على جلالة قدره، الأول: أنه جعل تحريك الجيم ههنا
ضرورة، وكلام النحاة صريح في أن الوقف بنقل حركة الإعراب إلى الساكن
قبله مما يقولونه في الكلام عند الوقف، إلا أن تكون حركة الإعراب
الفتحة فهذه موضع الخلاف بين البصريين والكوفيين، قال سيبويه "هذا باب
الساكن الذي يكون قبل آخر الحروف فيحرك لكراهيتهم التقاء الساكنين،
وذلك قول بعض العرب: هذا بكر، ومن بكر، ولم يقولوا رأيت البكر، لأنه في
موضع التنوين، وقد يلحق ما يبين حركته، والمجرور والمرفوع لا يلحقهما
ذلك في كلامهم، ومن ثم قال الراجز:
أنا ابن ماوية إذا جد النقر
ا. هـ كلامه. والثاني أنه جعل بيت عبد مناف بن ربع الهذلي نظير بيت
الشاهد وهما متغايران، كل واحد منهما عكس صاحبه، ألا ترى أن بيت الشاهد
فيه نقل حركة الحرف الآخر إلى الذي قبله، وبيت الهذلي في تحريك الحرف
الذي قبل آخر حروف الكلمة حركة إتباع للحرف الذي قبله، ولم تنقل فيه
حركة من حرف إلى حرف؟ وقد أنشد أبو زيد بيت عبد مناف المذكور في نوادره
"ص30" ثم قال بعد إنشاده "يريد الجلد أي بكسر الجيم وسكون اللام فأتبع
الكسرة الكسرة" ا. هـ، وهو كلام دقيق، فتنبه لذلك، والله المسؤول أن
يعصمك ويسددك.
(2/604)
الحركة التي كانت للكلمة في حالة الوصل،
ولا فرق بينهما.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه لا يجوز ذلك؛ لأن أول
أحوال الكلمة التنكير، ويجب فيها في حال النصب أن يقال "بَكْرَا" فلا
يجوز أن تحرك العين؛ إذ لا يلتقي فيه ساكنان كما يلتقي في حال الرفع
والجر، نحو "هذا بَكْرْ، ومررت ببَكْرْ" فلما امتنع في حال النصب تحريك
العين في حال التنكير دون حالة الجر والرفع تبعه حال التعريف؛ لأن
اللام1 لا تلزم الكلمة في جميع أحوالها؛ فلذلك روعي الحكم الواجب في
حال التنكير.
والذي أذهب إليه في هذه المسألة ما ذهب إليه الكوفيون.
وأما الجواب عن كلمات البصريين: أما قولهم "إن أول أحوال الكلمة
التنكير، فلما امتنع معه في حال النصب تحريك العين تبعه حال التعريف
بلام التعريف لأنها لا تلزم الكلمة" قلنا: هذا فاسد؛ لأن حمل الاسم في
حالة التعريف بلام التعريف على حالة التنكير لا يستقيم؛ لأنه في حال
التنكير في النصب يجب تحريك الراء فيه، فلا يجوز تحريك العين لعدم
التقاء الساكنين، بخلاف ما إذا كانت فيه لام التعريف؛ فإنه لا يجب
تحريك الراء فيه، بل تكون ساكنة فيه كما هي ساكنة في حال الرفع والجر،
فكما تحرك الكاف في حالة الرفع بالضم وفي حالة الجر بالكسر؛ فكذلك يجب
أن تحرك في حالة النصب بالفتح.
وإنما يستقيم ما ذكره البصريون أن لو كان الوقف يوجب فيما دخله لام
التعريف أن يكون الوقف عليه بالألف فيقال "رأيت البكرا" كما يقال:
"أريت بكرا" فلما لم يقل ذلك لدخول لام التعريف دلَّ على أن الفرق
بينهما ظاهر؛ فلا يجوز أن يحمل أحدهما على الآخر. على أن من العرب من
يقف عليه مع التنكير في حال النصب بالسكون فيقول: "ضربت بكر، وأكرمت
عمرو2" وإن كانت اللغة العالية الفصيحة أن يُوقَفَ عليه بالألف3، غير
أن العرب وإن اختلفوا في الجملة في حال التنكير هل يوقف فيه بالألف أو
السكون فما اختلفوا البتة في حال التعريف باللام أنه لا يجوز الوقف
عليه بالألف.
والذي يدل على ذلك أن الألف لا تكاد تقع في هذا النحو في القوافي وصلًا
إلا قليلًا؛ فدل على ما بيناه، والله أعلم.
__________
1 المراد باللام حرف التعريف.
2 هذه لغة ربيعة، يقفون على المنصوب المنون بالسكون كما يقف عامة العرب
على المرفوع والمخفوض المنونين، وكما يقفون هم وغيرهم على ذي الألف
واللام.
3 في ر "أن يقف عليه بالألف".
(2/605)
107- مسألة: [القول في أصل حركة همزة
الوصل] 1
ذهب الكوفيون إلى أن الأصل في حركة همزة الوصل أن تتبع حركة عين الفعل؛
فتكسر في "اضْرِبْ" إتباعًا لكسرة العين، وتضم في "ادْخُلْ" إتباعًا
لضمة العين، وذهب بعضهم إلى أن الأصل في همزة الوصل أن تكون ساكنةً،
وإنما تحرك لالتقاء الساكنين. وذهب البصريون إلى أن الأصل في همزة
الوصل أن تكون متحركة مكسورة، وإنما تضم في "ادخل" ونحوه لئلا يُخْرَج
من كسر إلى ضم؛ لأن ذلك مستثقل، ولهذا ليس في كلامهم شيء على وزن
فِعُلٍ بكسر الفاء وضم العين.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا ذلك لأنه لما وجب أن يزيدوا
حرفًا لئلا يبتدأ بالساكن ووجب أن يكون الحرف الزائد متحركًا وجب أن
تكون حركته تابعة لعين الفعل طلبًا للمجانسة؛ لأنهم يتوخَّون ذلك في
كلامهم، ألا ترى أنهم قالوا "مُنْتُن" فضموا التاء إتباعا لضمة الميم،
وإن كان الأصل في التاء أن تكون مكسورة؛ لأنه من أَنْتَنَ فهو
مُنْتِنٌ، كما تقول: أجمل فهو مجمل، وأحسن فهو محسن، إلا أنهم ضموها
للإتباع، وكذلك قالوا فيها أيضا "منتن" فكسروا الميم إتباعا لكسرة
التاء، وكذلك قالوا "المغيرة" فكسروا الميم إتباعا لكسرة الغين، وإن
كان الأصل أن تكون مضمومة؛ لأنه من أغار على العدو إغارة، وكذلك قالوا
"يُسْرُوع" فضموا الياء إتباعا لضمة الراء، واليسروع: دابة حمراء تكون
في الرمل، وكذلك قالوا "الأسود بن يُعْفُر" فضموا الياء إتباعا لضمة
الفاء، وإن كان الأصل هو الفتح؛ لأنه ليس في الكلام على وزن يُفْعُول
بالضم، وكذلك قالوا "هو أخوك لإمك" بكسر الهمزة إتباعا لكسرة اللام،
قال
__________
1 انظر في هذه المسألة: شرح المفصل لابن يعيش "ص1332" وشرح الأشموني
بحاشية الصبان "4/ 233 وما بعدها" وتصريح الشيخ خالد "2/ 456 وما
بعدها".
(2/606)
الله تعالى: {فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ}
[النساء: 11] في قراءة من قرأ بكسر الهمزة، وهما حمزة الزيات والكسائي،
وهما من سادات القَرَأَة السبعة، وعلى ذلك قراءة الحسن: "الْحَمْدِ
لِلَّه" [الفاتحة: 2] بكسر الدال، وقراءة ابن أبي عَبْلة: "الْحَمْدُ
لِلَّه" [الفاتحة: 2] بضم اللام، وإذا كانوا كسروا ما يجب بالقياس ضمه
وضموا ما يجب بالقياس كسره للإتباع طلبًا للمجانسة فلأن يضموا هذه
الهمزة أو يكسروها للإتباع ولم يجب لها حركة مخصوصة كان ذلك من طريق
الأولى.
وأما من ذهب إلى أن الأصل فيها أن تكون ساكنة فقال: أجمعنا على أن همزة
الوصل زيادة على بناء الكلمة، وإذا كانت زيادة كان تقديرها ساكنة أولى
من تقديرها متحركة، وذلك لأنا إذا قدرناها ساكنة كان زيادة حرف واحد
مجرد عن شيء آخر، والزيادة كما كانت أقلَّ كانت أولى، ثم يجب تحريك
الهمزة لالتقاء الساكنين؛ فلا يؤدّي إلى الابتداء بالساكن.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إن الأصل فيها الحركة وهو
الكسر، وذلك لأن المقصود بزيادة الهمزة أن نلفظ بفاء الفعل ساكنة في
حال الابتداء؛ لأنه لو لم نزد الهمزة لتحركت فاء الفعل الساكنة في حال
الابتداء؛ لأن الابتداء بالساكن محال، فإذا كانوا قد زادوا الهمزة لئلا
يبتدأ بالساكن، ولهذا لم يزيدوها فيما تحركت فاؤه؛ فينبغي أن تزاد
متحركة لا ساكنة؛ لأنه من المحال أن تقصد إلى حرف ساكن وأنت تقصد
التخلص من الساكن.
وإنما وجب أن تكون حركتها الكسرة لأنها زيدت على حرف ساكن فكان الكسر
أولى بها من غيره؛ لأن مصاحبتها للساكن أكثر من غيره، ألا ترى أنه
الأكثر في التقاء الساكنين؟ فحركت بالكسر تشبيها بحركة الساكن إذا لقيه
ساكن؛ لأن الهمزة إنما جيء بها توصُّلًا إلى النطق بالساكن، كما أن
الساكن إنما حرك توصُّلًا إلى النطق بالساكن الآخر.
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما قولهم "إنه لما وجب أن يكون الحرف
الزائد متحركًا وجب أن تكون حركته تابعة لحركة العين، طلبًا للمجانسة"
قلنا: التحريك للإتباع ليس قياسًا مطردًا، وإنما جاء ذلك في بعض
المواضع في ألفاظ معدودة قليلة جدا، وذلك الإتباع على طريق الجواز، لا
على طريق الوجوب، ألا ترى أنه يجوز أن يقال في منتن بضم التاء "منتن"
بالكسر فيؤتى به على الأصل، وأما قولهم "منتن" بكسر الميم فيحتمل أن
يكون من نَتُنَ؛ لأنه يقال "نَتُنَ الشيء، وأنتن" لغتان؛ فلا يكون
الكسر للإتباع. وكذلك قولهم: "المِغِيرة"
(2/607)
يجوز أن يؤتى به على الأصل فيقال فيه
"المغير" بالضم. ويحتمل أن يكون من "غار أهله يغيرهم غيرًا" إذا
مَارَهُم، وكذلك يجوز أن يقال في يُسروع بالضم "يَسروع" بالفتح على
الأصل، وقد قالوا إنه أسروع1 أيضا، وكذلك يجوز أن يقال في "يُعْفُر"
بالضم "يَعْفُر" بالفتح على الأصل، وكذلك يجوز أن يقال في قولهم هو
أخوك لأمك بالكسر "هو أخوك لأمك" بالضم على الأصل، وأما قراءة من قرأ:
"الْحَمْدِ لِلَّه" [الفاتحة: 2] بكسر الداد وقراءة من قرأ: {الْحَمْدُ
لِلَّه} [الفاتحة: 2] بضم اللام فهما قراءتان شاذتان في الاستعمال
ضعيفتان في القياس: أما شذوذهما في الاستعمال فظاهر، وأما ضعفهما في
القياس فظاهر أيضا: أما كسر الدال فإنما كان ضعيفا لأنه يؤدّي إلى
إبطال الإعراب، وذلك لا يجوز، وأما ضم اللام فإنما كان ممتنعا لأن
الإتباع لما كان في الكلمة الواحدة قليلًا ضعيفًا كان مع الكلمتين
ممتنعا البتة؛ لأن المنفصل لا يلزم لزوم المتصل، فإذا كان في المتصل
ضعيفا امتنع في المنفصل البتة، لأنه ليس بعد الضعف إلا امتناع الجواز؛
لأن حركة الإعراب لا تلزم؛ فلا يكون لأجلها إتباع، وإذا كان الإتباع في
كلامهم بهذه المثابة دلَّ على أنه ليس الأصل في حركة همزة الوصل أن
تتبع حركَةَ العين.
والذي يدل على أن حركتها ليست إتباعا لحركة العين في نحو "اضرب، وادخل"
أنه لو كان الأمر كذلك لكان ينبغي أن يقال في ذهب يذهب "اذهب" بفتح
الهمزة؛ لأن عين الفعل منه مفتوحة، فلما لم يجز ذلك وقيلت بالكسر علم
أن أصلها أن تكون متحركة بالكسر، وإنما ضمت في "ادخل" ونحوه لئلا
يخرجوا من كسر إلى ضم لأنه مستثقل، ولم يفعلوا ذلك في "اذهب" لأن
الخروج من كسر إلى فتح غير مستثقل؛ فجيء بها على الأصل وهو الكسر.
وأما قول من قال "إن الأصل فيها أن تكون ساكنة؛ لأن همزة الوصل زائدة،
وإذا كانت زائدة كان تقديرها ساكنة أولى من تقديرها متحركة؛ لأن
الزيادة كلما كانت أقل كانت أولى" قلنا: الكلام على هذا من وجهين.
أحدهما: القاصد للفظ بالساكن إذا قدَّر اجتلاب حرف ساكن -مع علمه بأنه
لا يلفظ به- كان تقديره محالا، ولو جاز أن يقال ذلك لجاز أن يقال: إن
الاسم يوضع أولا على سكون الأول ثم يتحرك؛ لأن الابتداء بالساكن محال،
ثم يلزمه على هذا أن لا يثبت حركة في لفظ إلا لضرورة، وأن يسكن كل حرف
__________
1 وقد جاء جمعه في قول امرئ القيس:
وتعطو برخص غير شئن كأنه ... أساريع ضبي أو مساويك إسحل
(2/608)
في أول كل كلمة إذا لم يبتدأ به، ولا خلاف
أن مثل هذا لا يرتكبه أحد.
والوجه الثاني: أن الهمزة إذا زيدت ساكنة ثم تحركت لالتقاء الساكنين لم
تكن جاءت لأجل اللفظ بالساكن؛ فكان حكمها حكم ما يبنى عليه؛ إذ لو زيدت
ساكنة لئلا يبتدأ بالساكن لكان تقدير السكون فيها محالًا؛ لما فيه من
العَوْد إلى عين ما يُفَر منه، وكان يلزم على مقتضى هذا القول أن لا
يجوز حذفها بحالٍ، وأن يقال "يا زيدُ اضرب ويا عمرُو ادخل" بإثبات
الهمزة، وذلك لا يجوز، والله أعلم.
(2/609)
|