اللمحة في شرح الملحة النص المحقق
كتاب اللمحة في شرح الملحة
...
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكّلت1.
[قال العبد الفقير إلى الله تعالى محمّد بن الحسن بن سِبَاع الصّايغ ـ
عفا الله عنه -: أحمدُ الله، وأستعينه، وأصلِّي على رسوله محمّد وآله
وصحبه] 2.
قال الشّيخ، الإمام، العالِم، العلاّمة3، حجّة العرب، ولسان الأدب، أبو
محمّد القاسم4 ابن عليّ بن محمّد5 الحريريّ - رحمه الله تعالى6،
[وأثابه الجنَّة برحمته] 7:
أَقُولُ مِنْ بَعْدِ افْتِتَاحِ الْقَوْلِ ... بِحَمْدِ ذِي الطَّوْلِ
الشَّدِيدِ8 الْحَوْلِ9
____________________
1 في ب: ربِّ يسِّر وأنت كريم.
2 ما بين المعقوفين ساقط من ب.
(العلاّمة) ساقطة من أ.
4 في أ: القسم.
(بن محمّد) ساقطة من ب.
6 ما بين المعقوفين ساقط من ب.
7 ما بين المعقوفين ساقط من أ.
8 في متن الملحة 5، وشرح الملحة 37: شَدِيدِ الحَوْلِ.
9 ورد في متن الملحة 5، وشرح الملحة 37 بعد هذا البيت بيتان آخَران؛
وهُما قولُه:
عَلَى النَّبِيِّ سَيِّدِ الأَنَامِ ... وَبَعْدَهُ فَأَفْضَلُ
السَّلاَمِ
وَآلِهِ الأَطْهَارِ خَيْرِ آلِ ... فَافْهَمْ كَلاَمِي وَاسْتَمِعْ
مَقَالِي
(1/99)
يقول: إنّه قد ابتدأ بحمد الله تعالى قبل
شُروعِه فيما قصده من الكلام.
والحول1: البَطْش، والطَّول: المَنُّ والكرم.
حَدًّا وَنَوْعًا وَ2 إِلَى كَمْ يَنْقَسِمْ؟ ... يَا سَائِلِي عَنِ
الْكَلاَمِ المُنْتَظِمْ
قال: أقول يا [سَائلي؛ فَأَقَامَ] 3 مُخَاطَبًا له؛ كيْلا يكون
مُلْقيًا كلامَه إلى غير سَامِعٍ.
والكلامُ: [ما حَصَلَ] 4 به فائدةُ السَّامع، وحَسُنَ عليه سُكُوتُ
المتكلِّم.
و [الحدُّ هو: الجامع] 5 المانع؛ لأنَّه مُركَّب من جنسٍ وفصل؛ فهو
بالجنس يَعُمُّ ويجمع، وبالفصل يخصُّ ويَمْنع. وهو في اللّغة: المنع،
[قال الشّاعر: [2/ب]
لاَ تَعْبُدُنَّ إِلَهًا دُوْنَ خَالِقِكُمْ ... فَإِنْ دُعِيْتُمْ
فَقُولُوا دُوْنَهُ حَدَدُ6
فهو يمنع الشّيء المحدود من الخروج إلى غيره، كما يمنع غيرَه من
____________________
1 الحول: الحيلة، والقوّة. يُنظر: اللّسان (حَوَل) 11/185.
2 في متن الملحة 5: إِلَى كَمْ يَنْقَسِمْ - بدون العاطِف -.
3 ما بين المعقوفين مطموسٌ في أ.
4 في أ: يحصل.
5 ما بين المعقوفين بياضٌ في أ.
6 هذا بيتٌ من البسيط، وهو لزيد بن عَمرو بن نُفيل.
يُنظر هذا البيت في: التّهذيب (حَدد) 3/422، والصّحاح (حدد) 2/462،
واللّسان (حدد) 3/142.
(1/100)
الدخول إليه؛ ومنه قيل للبوّاب: حَدَّاد]
1، قال الشّاعر:
يَقُولُ لِيَ الْحَدَّادُ وَهْوَ يَقُودُنِي
إِلَى السِّجْنِ لاَ تَجْزَعْ فَمَا بِكَ مِنْ بَاسِ! 2
والنّوع: ما كان تحت جنسٍ كالفرع من أصله، وقد يكون جنسًا إذا اشتمل
على أنواعٍ بالنّسبة إلى ما تحته.
اسْمَعْ هُدِيْتَ الرُّشْدَ مَا أَقُولُ ... وَافْهَمْهُ فَهْمَ مَنْ
لَهُ مَعْقُولُ
فالمعقول مصدر عَقَل، ومثله من المصادر: مَيْسُورٌ، ومَعْسُورٌ،
ومَخْلُوق3.
__________
1 ما بين المعقوفين ساقط من ب.
2 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لقيس بن الخطيم.
يُنظر هذا البيت في: الملاحن 51، واللّسان (حدد) 3/142، (باس) 6/20،
وشرح اللُّمحة البدريّة 1/203 ـ وفيه (السّجّان) بدل (الحدّاد) ولا
شاهد فيه على هذه الرّواية -، وتاج العروس (بأس) 15/430، وملحقات
الدّيوان 34.
3 في أ: مخلوف.
ووُرود المصدر بِزِنَة اسم المفعول جائز عند الجمهور ـ وإنْ كان قليلاً
ـ نحو: (ميسور) من اليُسْر، و (معسور) من العُسْر، و (معقول) من العقل،
و (مخلوق) من الخلق.
وخالف سيبويه وغيرُه في مجيء المصدر على وزن المفعول؛ وجعل الميسور
والمعسور صفة للزّمان ـ أي: الزّمان الذي يُؤسر فيه ويُعسر فيه على حذف
الجارّ ـ؛ وجَعل المعقول بمعنى المحبوس المشدود صفةً للعقل؛ إذْ قال:
"كأنّه قال: عُقِل له شيء، أي: حُبس له لُبّه وشدّد". ومثله المخلوق
صفة للخلق.
يُنظر: الكتاب 4/97، وشرح المفصّل 6/50، وشرح الشّافية 1/174، 175،
واللّسان (عقل) 12/458، (عسر) 4/564، (يسر) 5/297، (خلق) 10/85.
(1/101)
|